![]() |
سأُل .. ما المعرفة ؟؟
فقال :: إن كانت ضرورة فهى نتيجة الفطرة ، وإن كانت إستدلالا فهى ثمرة الفطنة ، ولابد فيها من البحث الطويل والعريض ، والسماع الواسع الكبير ، لأن النفس الناطقة لاتعطيك مكنون ما فيها .. إلا بتصفحك كل ما هو دونها من أجلها .. سأُل .. فما العلم ؟؟ فقال :: هو الرأي الواقع على كنه حقائق الأشياء وقوعاً ثابتاً لاينتقل عنه .. العلم وجدان النفس مطلوبها إذا اعترضت الرتب على الانسان فى أمره ، وذلك انها إذا وجدت مطلوبها توحدت به واتحدت فيه لهما ، والعلم انفعال ما ولكن بإستكمال يؤدي إلى النفس سرورها ، وحبورها اللذان هما خاصان لهما . . المقابسات |
خبط عشواء
(وحق لمثلي أن لا يُسأل، فإن سئل تعين عليه ألا يجيب، فإن أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه، فإن خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول، فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه، فإن نظر فقد خبط خبط عشواء). أبو العلاء: مقدمة رسالة الملائكة . |
وما زالت هذه الفصوص هي الأجمل يا عبير سلم الله يديك تحية ... ناريمان |
اقتباس:
أشكرك أيّتها الأستاذة الأديبة عبير جلال الدين على ما تنثرينه من درر ، فنحن نتابع بشغف ما يخطّه يراعك ، ما أحوجنا لهذا المداد المنساب ، ننتطر عبق حرفك ، ووجودكِ بيننا ،. موضوع سامق ، فإلى التثبيت. بوركت ، لا فضّ فوك. |
(( خرج أبو سليمان يوماًً ببغداد إلى الصحراء، بعض أيام الربيع، قصداً للتفرج والمؤانسة، وصحبته. وكان معنا أيضاً صبي دون البلوغ جهم الوجه ، بغيض المحيا ، شتيم المنظر. ولكنه كان مع هذه العورة يترنم ترنماً يفرج عن جرم ٍ ترف، وصوت شج، ونغمة رخيمة، وإطراق حلو. وكان معنا جماعة من اطراف المحلة، وفتيان السكة ، ليس فيهم إلا من تأدب تأدبا يليق به ويغلب عليه . فلما تنفس الوقت أخذ الصبي في فنه، وبلغ أقصى ما عنده. فترنح أصحابنا وتهادوا ، وطربوا. فقلت لصاحب لي ذكي: أما ترى ما يعمل بنا شجا هذا الصوت، وندى هذا الحلق، وطيب هذا اللحن، ونفث هذا النغم ؟! فقال لي: لو كان لهذا من يخرجه ويعنى به، ويأخذه بالطرائق المؤلفة ، والألحان المختلفة، لكان يظهر أنه آية، ويصير فتنة، فإنه عجيب الطبع، بديع الفن، غالب الدنف والترف. فقال أبو سليمان، فلتة: حدثوني بما كنتم فيه عن الطبيعة، لم احتاجت إلى الصناعة؟))
من المقابسات للتوحيدي |
الساعة الآن 07:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.