قد مات عندَ الفجر ليلٌ بأربعةِ أقمار وشجرةٍ وحيدة بظلٍ مفردٍ وحيد وطائرٍ وحيد أبحث في جسدي عن آثارَ شفتيكِ الينبوعُ يقبلُ الرياح دونِ أن يلمسها أحمل اللا التي أهديتنيها في راحةِ يدي كليمونة شمعٍ أصبحت بيضاء ليلٌ بأربعةِ أقمار وشجرةٍ وحيدة على طرف إبرةٍ غزلتي حبي ! * * * * ترجمة: عدي الحربش قصيدة الموت الأسود أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ أريدُ أن أبتعدَ عن زحمةِ القبورْ أريدُ أن أنام نومةَ طفلٍ أرادَ شقَ قلبِه بعيداً في البحور لا أريدُ أن يخبرونني مرة ثانية كيف تحتفظ الجثة بدمِها كيفَ أن الفمَ المتفتتَ يظل ينشد جرعةَ ماء لا أريدُ أن أسمع عن فصولِ التعذيبِ التي أعدها العشب ولا عن القمر الذي أتم أعماله قبل الفجر وأنفه الأشبه بالثعبان أريد أن أنامَ نصفَ ثانية ثانيةً .. دقيقةً .. دهراً لكنني أريدهم أن يعلموا بأنني مازلت حياً أنني أمتلك معلفاً ذهبياً مابينَ شفتي أنني مازلت الرفيقَ الصغيرَ للريحِ الغربية أننّي أنا الظل الهائلُ لدموعي عندما يحلّ الفجرُ ارمِ فوقي شيئاً من ثيابْ لأنني أعلم أن الفجرَ سيذرّ النملَ عليّ واسكب قليلاً من الماء على حذائي كي تخطئني -عندما يأتي- مخالبُ عقربِ الفجر لأنني أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ وأتعلم أغنيةَ نوحٍ تغسلني من كل الأرض لأنني أريد أن أحيا مع ذاك الطفل الذي أرادَ شقَ قلبه بعيداً في البحور * * * * ترجمة: عدي الحربش |
بكائية إجناسيو سانشيز ميجاس (1) الطعنة والموت في الخامسة بعد الظهر كانت تمامَ الخامسة بعد الظهر فتىً أتى بملاءةٍ بيضاء في الخامسة بعد الظهر و سلة الليمونٍ جُهزت في الخامسة بعد الظهر لم يبقَ غيرُ الموتِ، والموتُ فقط في الخامسة بعد الظهر الريحُ دفعت كومةَ القطن في الخامسة بعد الظهر الأكسيد فرق النيكل والبلور في الخامسة بعد الظهر حمامة تعاركت مع أسد في الخامسة بعد الظهر وفخذ عانق قرناً موحشاً في الخامسة بعد الظهر وترُ الكمانِ أطلق اللحن في الخامسة بعد الظهر أجراس الزرنيخ والدخان في الخامسة بعد الظهر جماعات صمتٍ تملأ الأركان في الخامسة بعد الظهر الثور منفردٌ مع قلبٍ نبيل في الخامسة بعد الظهر عندما كان الثلج ينزّ العرق في الخامسة بعد الظهر عندما كانت الحلبة مغطاة باليود في الخامسة بعد الظهر الموت ألقى بيضه على الجُرُح في الخامسة بعد الظهر في الخامسة بعد الظهر كانت تمامَ الخامسة بعد الظهر كفنٌ بأربع عجلاتٍ كان فراشه في الخامسة بعد الظهر صوت العظام والنايات يتردد في آذانه في الخامسة بعد الظهر خوار الثور دوى وسط جبينه في الخامسة بعد الظهر الغرفة كانت تشع بالألم في الخامسة بعد الظهر من بعيد أتتْ الغرغرينا في الخامسة بعد الظهر قرن الليلك يخترق الإلية الخضراء في الخامسة بعد الظهر الجراح كانت تحترق كالشموس في الخامسة بعد الظهر والجموع كانت تحطم الشرفات في الخامسة بعد الظهر في الخامسة بعد الظهر إهٍ من تلك اللحظة القاتلة بعد الظهر كانت الخامسة في كل الساعات كانت الخامسة في ظلالِ الظهر |
" Lament for Ignacio Sanchez Mejias " - Lorca - I Cogida and death At five in the afternoon It was exactly five in the afternoon A boy brought the white sheet at five in the afternoon A frail of lime ready prepared at five in the afternoon The rest was death, and death alone The wind carried away the cottonwool at five in the afternoon And the oxide scattered crystal and nickel at five in the afternoon Now the dove and the leopard wrestle at five in the afternoon And a thigh with a desolated horn at five in the afternoon The bass-string struck up at five in the afternoon Arsenic bells and smoke at five in the afternoon Groups of silence in the corners at five in the afternoon And the bull alone with a high heart At five in the afternoon When the sweat of snow was coming at five in the afternoon when the bull ring was covered with iodine at five in the afternoon Death laid eggs in the wound at five in the afternoon At five in the afternoon At five o'clock in the afternoon A coffin on wheels is his bed at five in the afternoon Bones and flutes resound in his ears at five in the afternoon Now the bull was bellowing through his forehead at five in the afternoon The room was iridiscent with agony at five in the afternoon In the distance the gangrene now comes at five in the afternoon Horn of the lily through green groins at five in the afternoon The wounds were burning like suns at five in the afternoon At five in the afternoon Ah, that fatal five in the afternoon It was five by all the clocks It was five in the shade of the afternoon ترجمة: عدي الحربش |
على جزأين هذه القصيدة 2 الدم المراق أنا لن أراه قل للقمر أن يأتي لأني لا أريد أن أرى دم إجناسيو على الرمال أنا لن أراه القمر مشرع الأبواب حصان الغيوم الراكدة وحلبة الثور الرمادي مع الأحلام وأشجار الصفصاف في البريرا أنا لن أراه أشعلْ شمعة ذكراي أدفئ ياسمينَ ذاك البياضِ الدقيق أنا لن أراه بقرة العالم العتيق لعقت بلسانها خرطوم الدم المراقِِ على الرملِ وثيران جويساندو نصفها ميت، ونصفها حجر أطلقت خوارها كفيلقين رومانيين عاثا في الأرض فساداً لا.. أنا لا أريد أن أراه أنا لن أراه إجناسيو صعد عالياً وحلق رغم ثقل الموت على كتفيه حلقَ قاصداً الفجر ولكن الفجر لمن يكن هناك هو يبحث عن صورته الواثقة ولكن الحلم فاجأه هو بحث عن جسده الجميل ولكنه لاقى دمه المراق أنا لن أراه أنا لا أريد أن أسمعه ينزف وأسمع الصوت يخفّ ببطء ذاك النزيف الذي يضيء كراسي الحشود، ويتدفق على الجلود المدبوغة والأقمشة المضلعة للحشود العشطى التي تدعوني الى الاقتراب لا تطلبوا مني أن أراه عيناه لم تغمضان ترجمة: عدي الحربش |
الدم المراق (ج2) عندما رأى القرون تقرتب ولكن الأمهات المرعبات رفعن رؤسهن وعبر الحقول ريحُ أصواتٍ سريّةٍ ارتفعت صارخةَ بالثيران السماوية - رعاةِ الضبابِ الشاحب- أنه لا يوجد أميرٌ في أشبيلية يمكن أن يُقارنَ به ولا يوجد سيفٌ كسيفه ولا قلبٌ كقلبِه كنهرٍ من الليوث كانت شجاعتُه الباهرة وكتمثالِ رخام كان اعتدالُه الصلب هواء روما الأندلسية طلى له رأسه حيث كانت ابتسامته نرديناً من الذكاء والظرف ياله من مصارعٍ رائعٍ في الحلبة ياله من مزارع ماهرٍ في الجبال يالرقته حين يحمل الحزمة يالقسوته حين ينخس الحصان يالنعومتهِ عند الندى يالروعتهِ عند الاحتفال يالضخامتهِ حين رمى آخرَ رماحِ الظلام ولكنه الآن ينام بلا نهاية الآن الطحالب والأعشاب تفتح بأناملَ واثقة زهرةَََ جمجمتِه والآن دمه يتدفقُ مغنياً مغنياً عبر الحقولِ والمروج متزحلقاً على القرونِ الباردة متداعياً بلا روحٍ وسط السديم متعثراً بين ألف حافر مثل لسانٍ طويلٍ أسود حزين ليشكلَ بركة لوعةٍ قربَ نجماتِ نهرِ كواديلكويفير آهٍ ياجدارَ أسبانيا الأبيض آهٍ ياثورَ الحزنِ الأسود آهٍ يادمَ أجناسيو الغالي آهٍ ياكلَ عندليبٍ في وريدِه لا أنا لن أراه لا كأسَ يمكنُ أن يحتويه لا سنونوَ يمكنُأن يشربَه لا صقيعَ ضياء يطفيء نارَه لا أغنيةً لا مطراً من الليلكِ الأبيض لازجاجَ يغطيهِ بالفضةِ لا أنا لن أراه ترجمة: عدي الحربش |
II The Spilled Blood- P1 I will not see it Tell the moon to come for I do not want to see the blood of Ignacio on the sand I will not see it The moon wide open Horse of still clouds and the grey bull ring of dreams with willows in the barreras I will not see it Let my memory kindle Warm the jasmines of such minute whiteness I will not see it The cow of the ancient world passed har sad tongue over a snout of blood spilled on the sand and the bulls of Guisando partly death and partly stone bellowed like two centuries sated with threading the earth No I will not see it Ignacio goes up the tiers with all his death on his shoulders He sought for the dawn but the dawn was no more He seeks for his confident profile and the dream bewilders him He sought for his beautiful body and encountered his opened blood Do not ask me to see it I do not want to hear it spurt each time with less strength: that spurt that illuminates the tiers of seats, and spills over the cordury and the leather of a thirsty multiude Who shouts that I should come near Do not ask me to see it His eyes did not close |
II The Spilled Blood-P2 when he saw the horns near but the terrible mothers lifted their heads And across the ranches an air of secret voices rose shouting to celestial bulls herdsmen of pale mist There was no prince in Sevilla who could compare to him nor sword like his sword nor heart so true Like a river of lions was his marvellous strength and like a marble toroso his firm drawn moderation The air of Andalusian Rome gilded his head where his smile was a spikenard of wit and intelligence What a great torero in the ring What a good peasant in the sierra How gentle with the sheaves How hard with the spurs How tender with the dew How dazzling the fiesta How tremendous with the final banderillas of darkness But now he sleeps without end Now the moss and the grass open with sure fingers the flower of his skull And now his blood comes out singing singing along marshes and meadows sliden on frozen horns faltering soulles in the mist stoumbling over a thousand hoofs like a long, dark, sad tongue to form a pool of agony close to the starry Guadalquivir Oh, white wall of Spain Oh, black bull of sorrow Oh, hard blood of Ignacio Oh, nightingale of his veins No I will not see it No chalice can contain it no swallows can drink it no frost of light can cool it nor song nor deluge og white lilies no glass can cover mit with silver No I will not see it ترجمة: عدي الحربش |
3 الجسد المسجى الصخرةُ جبهةٌ تنتحب عليها الأحلام دونَ مياهٍ متلاطمة وسروٍ متجمد الصخرةُ كتفٌ نحمل عليها الزمان بين أشجارٍ من الدموعِ والخيوطِ والكواكب أنا رأيت زخاتٍ رمادية تتحرك نحو الأمواج رافعةً أذرعها اللطيفة المثقبة لتتجنب الوقوع في يدي الصخرة الملقاة التي تفك أذرعها دون أن تشرب دمها فالصخرةُ تجمع البذورَ والغيوم والطيور العظمية وذئاب الظلال لكنها لا تصدر حساً أو كريستالاً أو ناراً وإنما حلباتٍ.. وحلباتٍ.. وحلباتٍ بلا جدران والآن ، اجناسيو – ذو المحتدِ الشريف – يرقد فوقَ الصخرة كل شيءٍ انتهى. ماذا يجري؟ تأمل وجهه: الموت غطاه بالكبريتِ الشاحب وأبدل رأسه برأس مينوتور كل شيءٍ انتهى. المطر يخترق ثغره الهواء يغادر حانقاً صدره المتحشرج والحبُ المُشرّبُ بدموع الثلج يتدفأ وحيداً على رأسِ القطيع ماذا يقولون؟ صمتٌ عفن يطبق نحنُ هنا نحمل جسده الملقى المتلاشي بشكلهِ النقي المليء بالعنادل و نراهُ يمتليء ثقوباً ليست بالعميقة من يجعّدُ الكفن؟ مايقولهُ غيرُ صحيح لا أحدَ يغني هنا .. لا أحدَ يبكي في الأركان لا أحدَ يغمزُ بالمهماز .. لا أحد يفزعُ الثعبان هنا .. لا أريد شيئا سوى العيون المدورة سوى أن أرى جسده دون فرصةٍ للراحة هنا أريد أن أرى الرجال ذوي الأصوات الصلبة هؤلاء الذين يطوعون الجياد ويقهرون الأنهار الرجال ذوي الأجساد الجهورية الذين ينشدون بفمٍ مليء بالشمسِ والصوان هنا أريد أن أراهم. أمام الصخرة أمام هذا الجسد المقطوع اللجام أريد أن أعرف منهم طريق الخلاص نحو هذا القبطان الذي قيده الموت أريدهم أن يسمعوني بكائيةً كالنهر الحاملٍ للسديمِ الحلوِ والشواطيء العميقة لآخذ جسد إجناسيو إلى حيث يموت للأبد دونَ سماعِ خوارِ الثيران المتكرر يموتُ للأبد في الحلبة المدورة للقمر الذي يقلد في صباه ثوراً حزيناً هادئاً يموتُ للأبد في الليل دون أغنية الأسماك وفي الأجمة البيضاء للدخان المتجمد أنا لا أريدهم أن يغطوا وجهه بالمناديل لربما يعتاد على الموت الذي يحمله اذهب اجناسيو .. لا تصغي للخوار الحارق نمْ .. طرْ .. ارتاحْ .. فحتى البحر يموت |
" Lament for Ignacio Sanchez Mejias " - Lorca - III The Laid Out Body Stone is a forehead where dreames grieve without curving waters and frozen cypresses Stone is a shoulder on which to bear Time with trees formed of tears and ribbons and planets I have seen grey showers move towards the waves raising their tender riddle arms to avoid being caught by lying stone which loosens their limbs without soaking their blood For stone gathers seed and clouds skeleton larks and wolves of penumbra: but yields not sounds nor crystals nor fire only bull rings and bull rings and more bull rings without walls Now, Ignacio the well born lies on the stone All is finished. What is happening! Contemplate his face: death has covered him with pale sulphur and has place on him the head of dark minotaur All is finished. The rain penetrates his mouth The air, as if mad, leaves his sunken chest and Love, soaked through with tears of snow warms itself on the peak of the herd What is they saying? A stenching silence settles down We are here with a body laid out which fades away with a pure shape which had nightingales and we see it being filled with depthless holes Who creases the shroud? What he says is not true Nobody sings here, nobody weeps in the corner nobody pricks the spurs, nor terrifies the serpent Here I want nothing else but the round eyes to see his body without a chance of rest Here I want to see those men of hard voice Those that break horses and dominate rivers those men of sonorous skeleton who sing with a mouth full of sun and flint Here I want to see them. Before the stone Before this body with broken reins I want to know from them the way out for this captain stripped down by death I want them to show me a lament like a river wich will have sweet mists and deep shores to take the body of Ignacio where it looses itself without hearing the double planting of the bulls Loses itself in the round bull ring of the moon which feigns in its youth a sad quiet bull loses itself in the night without song of fishes and in the white thicket of frozen smoke I don't want to cover his face with handkerchiefs that he may get used to the death he carries Go, Ignacio, feel not the hot bellowing Sleep, fly, rest: even the sea dies ترجمة: عدي الحربش |
4 روحٌ مفقودة الثور لا يعرفك .. ولا شجرة التين ولا الجياد .. ولا النمل في بيتك.. لا يعرفك الطفل والعصر لا يعرفانكَ لأنك قد مت للأبد ظهر الصخرة لا يعرفك ولا الساتان الأسود الذي تتفتت فيه ذكراك الصامتة لا تعرفك لأنك قد مت للأبد الخريف سوف يأتي والحلزونات البيضاء الصغيرة وعناقيد العنب الضبابية والتلال المرصوصة ولكن لا أحد سوف ينظر نحو عينيك لأنك قد مت للأبد لأنك قد مت للأبد ككل موتى الأرض ككل الموتى المنسيين المرميين للكلاب الميتة لا أحد يعرفك.. لا.. لكني أتغنى بك للأجيال القادمة أغني عن وجهك وجلالك عن نضجك الفريدِ عن فهمك المحيط عن شوقك للموتِ وللطعم الذي في فمه عن حزن مرحك الذي قد كان باسلا ذات مرة سوف تمر دهور قبل ولادةِ – لو بالإمكان- أندلسيٍ نقيٍ مليء بالمغامرة أتغنى عن ألقهِ بكلمات تتأوه وأتذكر نسيماً حزيناً بين أشجارِ الزيتون ترجمة: عدي الحربش |
الساعة الآن 01:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.