منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1733)

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:53 AM

أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
( عبد الجبار بن حمديس )


أرسلتُ طرفي يقتفي طرفها
وَعْدا به أُبرىء أسقامي
فعاد عنه للحشا جارحاً
كَرَجْعة ِ السهمِ إلى الرّامي
فقاتلي طرفيَ لا طرفُهَا
والجفنُ من جرحِ الحشا دامِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:54 AM

أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أرى الشيخَ يكرهُف نفسهِ
مشيباً أفاضَ عليه النهارا
وضعفاً يَهُدّ قُوَى جِسْمِهِ
وينقل منه خطاه قصارا
فكيف يُجشّمها طفلة ً
يطيرُ بها القلب عنه نفارا
وعارٌ على الشيخ تقريبهُ
فتاة ً ترى قُرْبَة ً منه عارا
وقد جُبِلَ الغانياتُ. الصّغارُ
على بُغْضِهِنّ الشيوخَ الكبارا

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:56 AM

أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
( عبد الجبار بن حمديس )


أرى الموتَ مرتعهُ في الفحول
وأعننت للأخطئات الأملْ؟
وربّتما سالَ بعضُ النفوس
وبعضٌ لها بالمُنَى مُشْتَغَل

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:57 AM

أسلمني الدّهرُ للرزايا
( عبد الجبار بن حمديس )


أسلمني الدّهرُ للرزايا
وغيرَ الحادثاتُ قفشي
وكنْتْ أمْشي ولستُ أعْيَا
فصرتُ أعيا ولستُ أمشي
كأنَّني إذْ كبرتُ نسْرٌ
يُطْعِمُهُ فَرْخُهُ بِعُشّ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:57 AM

أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
( عبد الجبار بن حمديس )


أسهامٌ مُفَوَّقاتٌ لرمْيِي
أم قِداحٌ مفوِّقات لضربي
صائباتٌ جميعُهَا فاتراتٌ
ويحَ قلبي ماذا يُعدّ لقلبي
تلكم الأعينُ التي خذلتني
في التصابي بها خواذل سرب
رَبَة َ البُرْقُعِ التي فيه تحمي
وردة َ الخدّ عقربٌ ذات لسب
قد مَزَجْتِ العَذَابَ لي فهو عذبٌ
بزلالٍ من ماء ثغرِكِ عَذْبِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 07:59 AM

أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
( عبد الجبار بن حمديس )


أسُعادُ إنَّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَنِي
فرأيْتُ بدرَ التمّ عَنْهُ ناقِصا
أرُضَابُ فيكِ سلافة ٌ نَشَوَاتُها
يمشين من طربٍ بقدّكِ راقصاً
بحرٌ بعيني لم يزلْ إنسانها
فيه على دُرِّ المدامِعِ عائصاً
كم أحورٍ لمّا رآكِ رأيته
يَرْنُو إلى تفْتِيرِ طرفِكِ شاخصا
هل ظنَّ ثَغْرَكِ أقحواناً ناضرا
ترعاهُ غزلانُ الفلاة ِ خمائصا
حتى إذ لاح ابتسامك يجتلي
دُرّاً على عينيه ولّى ناكصا
لا تقنصيه كما قضتِ متيَّماً
فالرئمُ لا يغدو لرِئمٍ قانصا

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:00 AM

أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
( عبد الجبار بن حمديس )


أشارتْ وسحب الدمع دائمة السفح
بأنّ غرابَ البَينِ يَنعَبُ في الصّبحِ
فقلتُ أقيمي من عِقاصِكِ صبغَة ً
على الليل تهدي منه جنحاً إلى جنح
عسَى طوله يَثْنِي عن البَينِ عَزْمهُ
وتُفْضِي به حَرْبُ الفراقِ إلى الصّلح
وبين خلال الدُّرّ من ظبية اللوى
رضابٌ قراحٌ لا يُداوى به قرحي
منعَّمَة ٌ في الحي نيطت لصونها
جهارا بحد السّيفِ عالية ُ الرّمْحِ
فقف بحياة النفس عن مصرع الردى
فمن لا يدانِ النَّارَ ينجُ من اللّفح
فكمْ مُهجَة ٍ قد غَرّها الحبّ بالمُنى
فأسلفها الخسرانَ في طَلَبِ الرّبح

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:01 AM


أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
( عبد الجبار بن حمديس )


أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
مواصلٍ كربَ آصالي بأسحاري
كأنّ حَشْوَ جفوني عند سَوْرَتِه
جيشٌ من النمل في جُنح الدجى ساري
كأنَّه للقَذَى والدمعِ في وَحِلٍ
فَخَلْعُهُ أرجلاً منه بإضرار
كأنَّ أوجاعَ قَلبي من مطاعنة ٍ
بالشوك ما بين أشفاري وأشفاري
كأنَّما لُجَّة ٌ في العين زاخرة ٌ
ترمي سواحل جفنيها بعّوار
تُفجر الماءَ منها كلما وضعتْ
لهجعَة ٍ منهما نارا على نار
كم ليلة ٍ بتُّ صفراً من كراي بها
ومن مخيلة ِ صبحٍ ذاتِ إسفارِ
إذ باتَ جفني رضيعَ ابني يقاسمُهُ
لبانَ أسحم يغدوه بمقدار
في حلقة ٍ من ظلام لا ترى طَرفاً
يبدو بها من سنا صُبحٍ لأبصار
كأنَّما الشّرقُ دِهْقَانٌ يرى غبناً
في دفعه منهما الكافورَ بالقار
كأنَّما الشمسُ قد رُدّتْ إلى فلك
على الخلائقِ ثبتٍ غير دَوّارِ
كأنَّما الليلُ ذو جهلٍ فليس يَرَى
في درهم البَدْر منها أخْذَ دينار
يشكو لجفنيَ جفني مثلَ عِلّتِهِ
كالضيم يقسمُ بين الجار والجار
فالحمد لله مجري النورِ من غَسَقٍ
وجاعلِ الليل في تلطيف أحجارِ
كم أبعدَ الناسُ في أمرٍ ظنونَهُمُ
فكان دائي قريبَ البُرءِ بالباري

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:02 AM

أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أشهابٌ في دجى الليل ثَقَبْ
أم سراجٌ نارهُ ماءُ العنب
أم عروسٌ فوق كرسيِّ يدي
يجتليها اللهو في عقد الحبب
يا شقيق النفس، أنفاس الصَّبا
بردت، والصبح لاشكّ اقترب
قمْ أمتِّعك بعيشٍ لمْ تَقَعْ
في صفاءٍ منهُ أقذاءُ النوب
فلقد حان لضوء الفجر أنْ
يضربَ السرحانُ فيه بذنبْ
فأدِرْهَا تَحْتَ لَيْلٍ سَقْفُهُ
ظلمة ٌ فيها من النور ثقب
أو على برقِ سماءٍ ضاحكٍ
غيمُهُ بالدّمْع منه منسكِب
سَكِرَ الرّوْضُ وغنَّى طيرُهُ
أفلا ترقصُ قامات القضب
هات دراً فيه ياقوتٌ وخذ
جسمَ ماءٍ حاملاً روحَ لهب
قهْوَة ً لو سُقِيَتْها صخرة ٌ
أورقتْ باللّهو منها والطَّربْ
يجذبُ الرُّوحَ إليه روحُها
ألطف الشيءين عندي ما انجذب
وُلِدْتْ بالشّيبِ في عنقودها
وهِيَ اليومَ عجوزٌ لم تشب
كلَّما مَوّجَهَا المزنُ أرَتْ
حبب الفضة في ماء الذهب
ما درى خمَّارُها عاصِرَها
فحدِيثُ الصدق فيها كالكذب
خندريس عتقت في أجوفٍ
من دم العنقود مملوء نخبْ
واضعٌ كفّيه في أخصاره
وقيامٌ في قعود قد وجب
دفنوا اللذّة فيها حية ً
وأتى الدهرُ عليها.. وذهب
ظَنَّهُ كنزا فلمَّا انْتسَبَتْ
منه للأنف درى ذاك النسب
قلتُ إذا أبرَزَها في قعبه:
أهيَ بنت الكرم أم أمّ الحقب
قتلتني وهي بي مقتولة ٌ
صولة ُ الميت على الحيّ عجب
كيفَ لا تصرعني صوّالة ٌ
وهي منِّي في عروقٍ وعصب
ومليح الدلّ إنْ علّ بها
قلتَ نجمٌ في فمِ البدر غرب
شعشع القهوة َ في صوب الحيا
وسقانِي فضلة ً مما شربْ
فتلاقى في فمي من كأسِهِ
ماءُ كَرْمِ وغمامٌ وَشَنَبْ
وشدا من مدح يحيى نغماً
هزَّ منه الملكُ عِطفيه طَرَبْ
من معزِّ الدين في الفخر له
خيرُ جَدٍّ، وتميمٌ خيرُ أبْ
مَنْ له وَجْهُ سمَاحٍ سافرا
أبداً للمجتدي لا ينتقب
ملكٌ عن ثغرة ِ الدين اتقى
ورمى الأعداءَ بالجيش اللجب
في سرير الملك منه قمرٌ
يُجتلى يومَ العطايا بالسحب
طاهرُ الأخلاق مألوفُ العلى
طيِّبُ الأعراق مصقول الحسب
عادلٌ تعكف بالحمد على
ذكره أفواهُ عُجمٍ وعرب
سالبٌ منه الندى ما سَلَبَتْ
من أعاديه عواليه السُّلُبْ
في نصابٍ لم يزل من حمير
مُعْرِقاً في كلّ قَوْمٍ مُنْتَخَبْ
بُهْمٌ إنْ ذُكِرَ الجيشُ بِهِمْ
هالَ منه الرعبُ واشتدّ الرّهَب
والحديدُ الصلبُ لولا بأسُهُ
لم يخَفْ في الطعنِ من لين القصب
أثبت الإقدامُ في أنفسهِم
أنَّ مُرَّ الضّرْبِ حُلْوٌ كالضَّرْبِ
يتّقي فيضَ النّدى مَنْ كَفّهُ
عيل منه لدغ دهر يَنتهِب
وإذا ما ضحكت سنّ الرضى
منه لم يُخشَ عبوسٌ في الغضب
كلّ قطر منه يلقى مشرباً
من جداه ولقد كان سرب
يحسب الطودَ حصاة ً حِلْمُهُ
وتظنّ البحرَ نعماهُ ثُغَب
نال أهلُ الفضل منه فضلهم
ومن الشمس سنا نور الشّهب
تتّقِي الأعداءُ منه سطوة ً
وهو في ظلّ علاه مُحتجب
والهصور الوردُ يخشى وثبه
وهو في الغيل مقيمٌ لم يثب
كم فمٍ طاب لنا من ذكره
فهو كالمسكِ، وكم ثغر عَذُب
وكأنَّ الرَّوضَ في أوصافِهِ
تُغْمَسُ الأشْعار فيه والخطب
ثابتٌ كالطود في معترك
جائلِ الأبطال خفَّاقِ العَذَبْ
ورؤوس بالمواضي تُختلى
ونفوسٌ بالعوالي تُنتهب
كم شجاعٍ خاض في مهجته
بسنانٍ في الحيازيم رسب
قلمٌ يمشق في الطعن فقلْ
أمحا العيش أم الموت كتب
أيها الوصلُ من إحسانه
سبباً من كل منبٍ السبب
ربّ رأيٍ لك جهزتَ به
جحفلاً ذاقَ العدى منه الشجب
كنتَ يوم الحرب عنه غائباً
وظُبى نصركَ فيه لم تغب
كالذي يلعب في شطرنجه
رأيُهُ عنه تَخَطَّى في اللّعب
أنا من صاح به يوم النوى
عن مغانيه غرابٌ فاغترب
طفت في الآفاق حتى اكتهلت
غُرْبَتِي واحتنكتْ سنّ الأدب
ثمَّ أقبلتُ إلى المَلْكِ الَّذِي
مدّ بالطول على الدنيا طنب
مَنَح العلياء كَفَّيْ ناقِدٍ
فانتقى الدرّ وأبقى المخشلب
فَلَعَلِّي ببقايا عُمُري
منه أقضي البعضَ من حقٍّ وَجبْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:02 AM

أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
والكأس تهدي إلى الفتى طرَبَهْ
وذي دلالٍ كأنّ وَجْنَتَهُ
من خجلٍ بالشّقيق منتقبه
في حجره أجوفٌ له عنقٌ
نِيطَتْ بظهرٍ تخالُهُ حَدَبَهْ
يمُدُّ كفاً إليهِ ضاربة ً
أعناق أحزاننا إذا ضربه
تحسب لفظاً بأختها نغماً
ويودعُ المِسْمَعِينَ ما حسَبَهْ
قلتُ ألا فانظروا إلى عجبٍ
جاءَ بِسِحْرٍ فَأنْطَقَ الخَشَبهْ
وقهوة ٍ في الزجاج تحسبها
شعلة َ برقٍ في الغيم ملتهبه
كأنّمَا الدهرُ من تَقَادمِها
أَوْدَعَ في طول عمرها حقِبَهْ
ماءُ عقِيقٍ إذا ارتدى زبدا
حسبتَ دُرا مجَوِّفاً حَبَبَهْ
يُسْكِرُ مَن شَمَّهُ بَسَوْرَتِهِ
فكيف بالمنتشي إذا شربه
وذي حنينٍ تحنّ أنفُسُنا
إليه مُنقادة ٍ ومنجذبهْ
يفشيه ذو حكمة ٍ، أنامله
منغماتٌ بزمره ثقبه
يرسلُ عن منخريه من فمهِ
ريحاً لها نغمة ٌ من القصبَهْ
كأنّ ألحانَهُ الفصيحة َ منْ
صرِيرِ بابِ الجنَانِ مُكْتَسَبَهْ


الساعة الآن 07:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team