![]() |
|
الرابع يسمع قرع لأجراس أجراس الحديد يا له من عالم الفكر الرسمي من يجبر على (مونودي) في سكون الليل كيف يمكننا رجفة مع الفزع في لهجة تهديد حزن بهم لكل الصوت الذي يطفو من الصدأ داخل حناجرهم هو تأوه والناس آه، والناس إنهم الساكنين في قبة كل وحده ومنظمة الصحة العالمية، القرع، القرع، قرع في هذا رتيبة مكتوماً يشعر المجد في ذلك المتداول في قلب الإنسان والحجر إنهم لا رجل ولا امرأة إنها ليست الغاشمة ولا البشرية هم الغول وملكهم هو الذي المكوس وقال إنه فات، والقوائم، والقوائم لفات وأنشودة من الأجراس وحضنه مرح تتضخم مع أنشودة من الأجراس وقال إنه الرقصات، ويصرخ إنه حفظ الوقت، والوقت، والوقت في نوع من قافية الرونية إلى أنشودة للأجراس لأجراس حفظ الوقت، والوقت، والوقت في نوع من قافية الرونية إلى الخفقان لأجراس من أجراس، أجراس، أجراس لينتحب من أجراس حفظ الوقت، والوقت، والوقت كما أنه دقات النعي، دقات النعي، دقات النعي في قافية الرونية سعيدة في المتداول من أجراس من أجراس، أجراس، أجراس إلى قرع أجراس لل من أجراس، أجراس، أجراس، أجراس أجراس، أجراس، أجراس إلى الشكوى والأنين من أجراس _______________ ______ IIII Hear the tolling of the bells Iron Bells What a world of solemn thought their monody compels In the silence of the night How we shiver with affright At the melancholy menace of their tone For every sound that floats From the rust within their throats Is a groan And the people- ah, the people They that dwell up in the steeple All Alone And who, tolling, tolling, tolling In that muffled monotone Feel a glory in so rolling On the human heart a stone They are neither man nor woman They are neither brute nor human They are Ghouls And their king it is who tolls And he rolls, rolls, rolls Rolls A paean from the bells And his merry bosom swells With the paean of the bells And he dances, and he yells Keeping time, time, time In a sort of Runic rhyme To the paean of the bells Of the bells Keeping time, time, time In a sort of Runic rhyme To the throbbing of the bells Of the bells, bells, bells To the sobbing of the bells Keeping time, time, time As he knells, knells, knells In a happy Runic rhyme To the rolling of the bells Of the bells, bells, bells To the tolling of the bells Of the bells, bells, bells, bells Bells, bells, bells Tothe moaning and the groaning of the bells انتهى أجراس |
الدورادو بمرح bedight وفارس شجاع في الشمس والظل في وقد سافر طويلاً غناء أغنية بحثاً عن الدورادو .... لكنه نما القديمة هذا الفارس جريئة ما وo'er قلبه الظل كما انخفض وجد أي بقعة من الأرض بدا أن مثل الدورادو .... وحسب قوته فشل له مطولاً والتقى ظل حاج "الظل"، وقال "أين يمكن أن يكون هذه الأرض من الدورادو؟" .... "فوق الجبال القمر أسفل الوادي من الظل ركوب، ركوب بجرأة" وردت في الظل "إذا كنت تسعى لالدورادو" - - - - - - - - - - - - - Eldorado Gaily bedight A gallant knight In sunshine and in shadow Had journeyed long Singing a song In search of Eldorado .... But he grew old This knight so bold And o'er his heart a shadow Fell as he found No spot of ground That looked like Eldorado .... And, as his strength Failed him at length He met a pilgrim shadow "Shadow," said he "Where can it be This land of Eldorado .... "Over the Mountains Of the Moon Down the Valley of the Shadow Ride, boldly ride The shade replied "If you seek for Eldorado" - - - - - - - - |
الفاتح دودة إنا 'تيس ليلة حفل خلال السنوات الأخيرة وحيد وحشد الملاك، bewinged ، bedight في الحجاب، وغرق في البكاء الجلوس في المسرح، لمعرفة مسرحية من الآمال والمخاوف في حين أن يتنفس بشكل متقطع أوركسترا الموسيقى من المجالات - - - - تمثيليات صامتة، في شكل من الله على ارتفاع تمتم وغمغم منخفضة وهنا وهناك يطير إنهم مجرد دمى، الذين يأتون ويذهبون في مزايدة من الأشياء خربة واسعة هذا التحول في المشهد جيئةً وذهاباً ترفرف أجنحة من أصل كوندور بهم ويل غير مرئية - - - - أن الدراما موتلي أوه، لا شك ويجب أن لا نسيت مع طاردت فانتوم لها إلى الأبد من جانب الحشد الذي لم نغتنمها من خلال الدائرة التي returneth في أي وقت مضى إلى مكان الحادث الذاتي نفسه والكثير من الجنون، وأكثر من الخطيئة والرعب في النفوس من المؤامرة - - - - لكن انظر، وسط تقليد هزيمة وشكل الزحف تتدخل شيء الدم الحمراء التي يتلوى من خارج العزلة ذات المناظر الخلابة إنه يتلوى .. أنه يتلوى .. مع مخاض بشري وتمثيليات صامتة تصبح الغذائية والساروفيم تنهد في الأنياب الهوام في غور الإنسان مشبعاً - - - - خارج خارج الأضواء التدريجي كل شيء وعلى كل شكل مرتعش الستار، بظلالها الجنازة يأتي مع اندفاع عاصفة بينما الملائكة، وان جميع شاحب والانتفاضة والسفور ونؤكد أن تلعب هي المأساة، "رجل" وعلى البطل الفاتح دودة - - - - - Lo!'tis a gala night Within the lonesome latter years An angel throng, bewinged, bedight In veils, and drowned in tears Sit in a theatre, to see A play of hopes and fears While the orchestra breathes fitfully The music of the spheres - - - - Mimes, in the form of God on high Mutter and mumble low And hither and thither fly Mere puppets they, who come and go At bidding of vast formless things That shift the scenery to and fro Flapping from out their Condor wings Invisible Woe - - - - That motley drama- oh, be sure It shall not be forgot With its Phantom chased for evermore By a crowd that seize it not Through a circle that ever returneth in To the self-same spot And much of Madness, and more of Sin And Horror the soul of the plot - - - - But see, amid the mimic rout A crawling shape intrude A blood-red thing that writhes from out The scenic solitude It writhes.. it writhes.. with mortal pangs The mimes become its food And seraphs sob at vermin fangs In human gore imbued - - - - Out- out are the lights- out all And, over each quivering form The curtain, a funeral pall Comes down with the rush of a storm While the angels, all pallid and wan Uprising, unveiling, affirm That the play is the tragedy, "Man" And its hero the Conqueror Worm - - - - - |
لحن غرامي حتى حلوى ساعة، والهدوء حتى ذلك الوقت أشعر أنه أكثر من نصف الجريمة عندما ينام الطبيعة والنجوم والبكم ليفسد ev'n الصمت مع العود في بقية الأصباغ على المحيط الرائع صورة الجنة الأكاذيب سبعة مدوخ الثريا في السماء النموذج في آخر سبع العميقة [إندميون] يومئ برأسه من فوق يرى في بحر الحب الثاني داخل الوديان والبني الباهت وعلى ولي العهد الجبل الطيفية وضوء منهك في طريقه إلى الزوال والأرض، والنجوم، والبحر، والسماء وشاع من النوم، وأنا أنا منك وشاع ذين آسر الحب، أديلين بلدي لكن القائمة، قائمة يا لينة جداً ومنخفضة يجب الليلة خاصتك عاشق صوت تدفق أن يكون مستيقظاً نادرة، ترى نفسك كلماتي موسيقى حلم وهكذا، بينما وقحاً للغاية أي صوت واحد النوم على خاصتك تتدخل نقدم التعازي، نفوسنا، يا الله أعلاه يجب في كل عمل الاختلاط، والحب - - - - - - So sweet the hour, so calm the time I feel it more than half a crime When Nature sleeps and stars are mute To mar the silence ev'n with lute At rest on ocean's brilliant dyes An image of Elysium lies Seven Pleiades entranced in Heaven Form in the deep another seven Endymion nodding from above Sees in the sea a second love Within the valleys dim and brown And on the spectral mountain's crown The wearied light is dying down And earth, and stars, and sea, and sky Are redolent of sleep, as I Am redolent of thee and thine Enthralling love, my Adeline But list, O list,- so soft and low Thy lover's voice tonight shall flow That, scarce awake, thy soul shall deem My words the music of a dream Thus, while no single sound too rude Upon thy slumber shall intrude Our thoughts, our souls- O God above In every deed shall mingle, love - - - - - - |
[B][COLOR="rgb(153, 50, 204)"]تحيّاتي للأستاذة القديرة رقيّة صالح
أشكركِ جزيل الشكر على هذا الجهد الكبير، وعلى حُسن الاختيار لهذه الدرر. بوركت،وبورك المداد.[/COLOتحيّاتي .http://odaba2.blogspot.com |
اقتباس:
الأديب المربي الفاضل أ. عبد المجيد جابر كم يروق لي عبورك وحروفك التي تُجمّل سطوري ويتألق متصفحي ممتنة كثيراَ لحضورك باقة امتنان للمرور تحية لك وتقدير لقلمك الجميل |
وجدت هذه الدراسة المعمقة عن المبدع ادجر الان بو في موقع (محيط ) هذا الشاعر الذي يستحق ان يظل حيا في اذهان القراء نظرا لعبقريته النازفه من مآسي حياته- شكرا لمعدها هاني ضوه:
في ذكرى آلان بو مؤسس الشعر الحديث وأدب الرعب محيط – هاني ضوَّه أديب اختلفوا بشأنه ، ما بين هوس وضجر تباينت حياله مواقف الأدباء والشعراء على مدار السنين، أكبره "بودلير" فترجم جميع أعماله وكتب عنه، بينما صرفه أدباء أمريكيون عن أذهانهم تماما ، واعتبر البعض كتاباته مليئة بالغموض والفوضى والرتابة ، ولكن ظل إدجار آلان بو مؤسس الشعر الحديث وأكبر أديب وضع قواعد أدب الرعب والبوليسية لمن خلفه . ولد "إدجار آلان بو" فى بوسطن عام 1809 وسط عائلة فنية حيث كان يعمل والداه ممثلين متنقلين مغمورين في مسارح الدرجة الثالثة ليوفرا بالكاد رزقهما ورزق أطفالهما، كان "إدجار" هو ثاني ابنائهما، وإذ جاء الطفل الثالث، مات الأب ديفيد بو عام 1810 ليترك أسرته الصغيرة في مهب الريح وكان إدجار لم يبلغ عامه الثاني، فانتقلت الأم "اليزابيث هوبكنز" إلى "ريتشموند" حاملة معها أصغر طفليها، وتاركة الابن الأكبر "ويليام" لدي أقاربه في "بالتيمور" لتبدأ هي رحلة الكفاح لإيجاد قوت طفليها، بينما السل ينهش صدرها كل يوم أكثر وأكثر. وعندما أتم "إدجار" العامين من عمره، ماتت أمه ، لتكمل دائرة يتمه هو وأخته الصغيرة "روزالى"، تلاهما موت أخوه الأكبر ويليام وهو شاب بينما جُنت أخته روزيلي، كما قررت زوجة التاجر الشهير جون آلان مسز "فرانسيس آلان" أن تأخذ "إدجار" ليعيش معها عوضاً عن الأطفال التى حرمت منهم لعقمها بينما تبنت أسرة أخرى الطفلة "روزالى" وكان هذا عام 1811م، فعاش ادجار مدة فى انجلترا بين عامى (1815-1820)، ورغم أن هذه العائلة لم تتبناه رسمياً رغم محاولات مسز "آلان" المستميتة لتبنيه رسمياً "إدجار" إلا أن الزوج "جون آلان" رفض هذا رفضاً قاطعاً، لما كانت لسمعة التمثيل من احتقار وجلب للعار في هذا الوقت، إلا أن "إدجار" احتفظ باسم "آلان" كاسم أوسط له. في الخامسة من عمره كان ادجار ينشد الشعر الانجليزي مما دفع احد أساتذته في مدرسة ريشموند الى قول : "يكتب الأولاد الاخرين قصائد عن الميكانيكا نجد بو يكتب الشعر الاصلي، هذا الولد خلق شاعرا "، وفي انجلترا بدأ إدجار بو بتثقيف نفسه شعرياً فارتاد مدرسة في مزرعة عام 1815م وفيما بعد كتب قصته "ويليام ويلسون". ترحال دائم وفي السادسة من عمره، انتقل "إدجار" مع أسرته الجديدة إلى سكوتلاندا ثم إلى إنجلترا ليقضي فيها خمس سنوات، حيث درس في مدرسة "مانور" في "ستوك نوينجتن" والتى كانت عبارة عن قصر قديم، يحتوي على متاهة من الممرات، جعلت مجرد الوصول إلى إحدي الغرف، مغامرة غامضة غير مأمونة العواقب، وربما كانت هذه المدرسة هي المسئولة عن القصور المظلمة في قصص "بو" بعد ذلك . وعندما بلغ "إدجار" الحادية عشر، عاد مع أسرته إلى "ريتشموند" التى كانت – على الرغم من جمالها – خانقة بالنسبة لـ "إدجار" خاصة مع الجو الأرستقراطي السائد هناك. التحق بو بجامعة فرجينيا 1826، حيث بدأت آفة "إدجار" الكبرى إدمان الخمر والقمار، فقد كان "إدجار" قبل أن يسافر للجامعة يحب صبية تدعى "إلميرا رويستر"، لكنه حينما عاد إلى ريتشموند في أجازة بعد غياب عشرة شهور، فوجيء بأن حبيبة صباه قد خطبت لشخص آخر أعجب به والداها، اللذان لم يرضيا أبداً عن علاقتها بالفتى المتبنى "بو"، وحينما عاد إلى الجامعة أنغمس في لعب القمار، و تورط بسبب ذلك في ديون بلغت قيمتها ألفي دولار، ولم يستطع دفعها، فلجأ إلى والده بالتبني .. حينها وصلت الأمور بين الرجلين إلى الأسوأ، وانتهى العراك بينهما بأن رفض "جون آلان" أن يدفع شيئاً عن بو، الذي تم طرده من الجامعة، ونبذه مربيه وأوقف رعايته له. ذهب إلى "بوسطن"، حيث أصدر أولى مجموعاته الشعرية، قبل أن يلتحق بالجيش تحت اسم مستعار هو "إدجار بيري" ولكنه لم يحتمل الجيش طويلاً، فأرسل رسالة ندم إلى الزوج، الذي قرر مسامحته، ودفع لإخراجه من الجيش كما كان سائداً في ذلك الوقت، وفى عام 1830 انضم إلى أكاديمية ويست بوينت العسكرية، بعد أن أصدر ثاني مجموعاته الشعرية في "بالتيمور"، ولكن تم طرده بعد ذلك بعام لعدم آدائه للواجبات المطلوبة منه. وتأتي نقطة فاصلة وقاصمة في حياة إدجار، وذلك بوفاة صديقته وراعيته الوحيدة مسز "آلان" سنة 1829، كانت هذه هي الوفاة الثانية في حياة "بو" لامرأة يتعلق بها، وبعد وفاتها بسنة تزوج "جون آلان" من "لويزا باترسون"، التي كانت العلاقة بينها وبين "بو" يحكمها الشعور المتبادل بعدم الارتياح. لا أحد يعرف الكثير عن حياة "بو" في السنوات الثلاث التي تلت طرده من الجيش، لكن ما لا شك فيه أنها كانت حياة فقرٍ وتشرد إلي أن قرر "إدجار" الانتقال للعيش مع عمته "ماريا كليم" والتى كانت خياطة فقيرة في "بالتيمور" والتى استقبلت "إدجار" بحرارة، وقامت برعايته وابنتها الصغيرة "فرجينيا"، فكانت تعمل بجد في مهن وضيعة، بينما كان "إدجار" يساعد بدوره عن طريق الاشتراك في المسابقات الأدبية ذات الجوائز المالية ، والعمل كمحرر صحفي في العديد من المجلات والصحف الأدبية، شاعراً بالإضطهاد ومسمياً نفسه "الذي تهوي عليه الكوارث بسرعة". عمل بو محرراً في الكثير من المجلات الأدبية ، مثل مجلة "مراسل الجنوب الأدبي"، و "جراهام"، و"برودواي جورنال" وغيرها ، وحصل على قدر كبير من الشهرة كناقد صارم لا يرحم، وتحسنت أحواله المادية حيناً وتدهورت حيناً آخر، وفي فترة استقرار مادي سنة 1836 تزوج ابنة عمته الصغيرة الحسناء "فرجينيا كلم" ذات الثلاثة عشر ربيعاً، وهو أمر استغربه كثيرٌ من النقاد والمؤرخين فيما بعد، بسبب صغر عمر الفتاة، ورجح البعض أن سبب الزواج كان الارتباط أكثر بعمته التي اعتمد عليها في إعالته منذ سنة 1833. وفي عام 1837 نجح "بو" في نشر أول روية له تحت اسم "حكاية آرثر جور دون" ثم بعد ذلك بعامين انتقل إلى "فيلادلفيا" مع أسرته ليبدأ في تحرير مجلة "بيرتون جنتلمان" وبدخلها طرح أولى مجموعات قصص الرعب عام 1840؛ ثم انتقل "بو" ليصبح رئيس تحرير مجلة في أمريكا، والتى طرح فيها روايته البوليسية "جريمة قتل في المشرحة" والتى ترجمت للفرنسية، وتناولتها الجرائد الفرنسية؛ ثم وفي عام 1843 حصدق قصة "الحشرة الذهبية" جائزة جريدة "فيلادلفيا" وقدرها مائة دولار، وفي العام التالى ترك "بو" مجلة "جرا هام" وعاد إلى "نيويورك" لينشر قصيدته "الغراب" والتى كانت سبب شهرته في جميع الأوساط الأدبية. معاناة كبيرة مرضت الزوجة الصغيرة بالسل وهي في التاسعة عشر من عمرها، ولم يجد "إدجار" ما يكفي من النقود لمداواتها قبل أن يتمكن المرض القاتل منها، بل إن من زاروه في بيته قالوا أنه لم يكن يجد ما يدفئها به، فكان يغطيها بمعطفه، ويغري القط بالنوم على صدرها ليدفئه، وكم عانى وهو يرى حياتها تنسحب من جسدها الرقيق رويداً رويداً، بل إنه كان يكابر فيصر على أنها ليست مريضة بل تعاني فقط من تمزق أحد شرايينها، وحينما توفيت سنة 1847 بعد خمس سنوات من المرض والألم لم يجد من النقود ما يكفي لنفقات دفنها، فتطوع الجيران بالتبرع لهذا الأمر.كانت هذه هي الوفاة الثالثة في حياته لامرأة أحبها وتعلق بها، لكنها هذه المرة كانت صدمة عمره، واستولى عليه الإكتئاب وانغمس في الخمر والمخدرات، وحاول الإنتحار ذات مرة بالأفيون، وأنكب كالمحموم ليكتب كتابه "وجدتها" والذي كان يعتقد أنه يعبر عن الحقيقة المطلقة. وحينما توفيت زوجته "فرجينيا كلم"، كتب فيها أرق قصائده : "أنابل لي" سنة 1849، حيث تخيلها فتاةً كالملائكة سماها بهذا الاسم يقول فيها: لا يسطع ضياء القمر إلا ويجلب لي الأحلام عن أنابل لي الجميلة ولا تلتمع النجوم دون أن أرى فيها عيني أنابل لي الجميلة وهكذا ، أقضي الليالي مسهداً وأرقد بجوار حبيبتي .. حياتي .. عروسي في ضريحها بجوار البحر .. في قبرها بجوار البحر .. كان حلمه الكبير أن يصدر مجلة أدبية يحررها ويديرها بنفسه، ومن أجل الحصول على رأس المال الكافي تورط في مشروع زواج من أرملة غنية تدعى "سارة هيلين ويتمان"، لكن المشروع فشل في النهاية لأن الأرملة اشترطت عليه الكف عن شرب الخمر، الأمر الذي لم ينجح فيه "بو". ولم يجد أمامه للحصول على المال الكافي سوى التجول وإعطاء محاضرات أدبية في بعض المدن، وأثناء جولته قابل حبيبة صباه "إلميرا رويستر"، التي أصبحت أرملة بدورها، فقرر الزواج منها، ربما محاولةً للهروب من أحزانه واكتئابه، لكن المتبقي من حياته لم يكن يزيد عن شهرين، وعندما وجد حبيبة صباه كان لسانه يقول وسط عالم من الأحزان: انظروا ! .. هى ذى ليلة سعد بين هذى اليالى الموحشة ! بين الشعر والقصة كان شاعراً بالدرجة الأولى ، ولولا الحاجة والرغبة في كسب قوت يومه لما كتب غير الشعر، يقول واصفاً ولعه بالشعر: "بالنسبة لي فإن الشعر ليس هدفاً وإنما هو هوس انفعالي يسيطر علي .. نعم إن الشعر هوس غالب مثله في ذلك مثل الحب، أو الحرية، أو الجنون"، ويقال بأن أحد المعاصرين، عندما سمع "بو" ينشد شعره بصوتٍ مرتفع، راح يرتجف من شدة الانفعال .. لقد أحس وكأنه واقعٌ تحت تأثير شيءٍ يشبه السحر أو المغناطيس. كتب "بو" في شتي الأنواع الأدبية الأخرى من القصة القصيرة والمقالة والنقد، لم يكتب سوى حوالي سبعين قصة قصيرة، صنع من خلالها شهرته العالمية كأبي القصة القصيرة وأول من كتبها في شكلها الحديث الذي نعرفه، فبعد أن تبخر أمله في الحصول على إرث من "جون آلان"، اتجه لخوض المبارايات الأدبية طمعاً في جوائزها المالية التي كان في أمس الحاجة إليها، وبعد أن فاز بجائزة خمسين دولاراً عن قصته "رسالة في زجاجة"، اتجه إلى العمل كمحرر في العديد من المجلات الأدبية، ونشر العديد من القصص المتفرقة في مجلات أدبية عديدة، ثم أصدر مجموعته القصصية الأولى : "حكايات الغرائب والعرائب"، واحتوت على قصته الشهيرة "سقوط بيت آشر". اعتبر النقاد الكثير من قصص "بو" حجر الأساس لبعض الحقول الأدبية التي ظهرت بشكل أوضح لاحقاً، كالقصة البوليسية مثلاً، ويتجلي ذلك في قصته "جريمة في رو مورج" والتي تدور حول جرائم قتل تحدث في شارع "رو مورج"، ويظهر التحري "أوجست دوبن" ليكشف حقيقتها، ويتضح في النهاية أن الفاعل هو قرد !. بعد أن لاقت تلك القص نجاحاً كبيراً أتبعها بقصة "لغز ماري روجيت" التي تدور أحداثها في باريس، لكنها تستند إلى جريمة حقيقة وقعت في نيويورك في ذلك الوقت وشغلت الصحف، حيث وُجدت جثة فتاة شابة تدعى "ماري روجر" في أحد الأنهار، واختتم "بو" الثلاثية التي يقوم فيها التحري "أوجست دوبن" بدور البطولة بقصته "الرسالة المسروقة"، فبطل القصص الثلاثة هو التحري "أوجست دوبن"، وقد فتح الباب بعد ذلك للكاتب الإنجليزي " آرثر كونان دويل" لاختراع شخصية التحري "شيرلوك هولمز" بطل رواياته البوليسية. كتب "بو" أيضاً بعض الأعمال التي تعتبر من الخيال العلمي، حسب مفاهيم ذلك العصر، مثل "قوة الكلمات"، و"خدعة البالون"، التي يدعي فيها الراوي أنه استطاع الوصول إلى القمر بمنطاد، وهناك وجد مدينة خيالية يعيش فيها أقزام قبيحو الخلقة لا آذان لهم ويستخدمون التخاطر في الحديث، والقصة مكتوبة بأسلوب كوميدي ويظهر فيها تأثر "بو" بـ "سويفت" في "رحلات جيلفر". قصص الرعب يرى بو أن الرعب يطهر الإنسان ويجعله أفضل، ففى قصته "الحفرة والبندول" نجد أن بو يتحدث عن ضحية لمحاكم التفتيش، تنتظر العذاب الذى سينصب عليها، ورغم أن كتاباته في الرعب كانت جزءً بسيطاً من كتاباته، إلا أن "بو" يُعرف الآن باعتباره كاتب رعب، مع إهمال كبير لبقية أعماله في الحقول الأخرى، وقصص الرعب عند "بو" تدور في عوالم سوداوية كئيبة قريبة من أجواء الكوابيس، ومفردات تشمل الدفن حياً وموت الأحباب والجنون والاضطراب والفصام، فنجد أن كلها مآسي.ومثال على ذلك قصة "سقوط بيت آش" نجد كل شيء في القصة من بدايتها إلى نهايتها يؤثر في القاريء بشكل كئيب، من وصف الراوي للجو المحيط بقصر أسرة "آشر"، إلى وصفه للبيت من الداخل، إلى حديثه عن صديقه "آشر" واضطرابه العقلي، ومرض أخته الذي انتهى بدفنها وهي ماتزال حية، إلى انهيار البيت نفسه، والذي يرمز في النهاية إلى أسرة "آشر" نفسها، وقد حول المخرج "روجر كورمان" هذه الرواية إلي فيلم باسم "سقوط بيت آشر" سنة 1960، تلاه بفيلم "الغراب" سنة 1963. كذلك نجد الإنتقام في قصة "برميل الآمونتيلادو" ، كذلك الدفت حياً وهو الموضوع المحبب لدي "أجنر بو"، فبطل القصة يود الإنتقام من شخصٍ آذاه، لكنه لا يذكر شيئاً عن نوعية هذا الإيذاء، فقط يذكر أنه تحمل كثيراً وقد حان الوقت لتنفيذ إنتقامه بعد كثيرٍ من الصبر والتخطيط. ربما لا يعرف الكثيرون أن "بو" يعد رائداً من رواد القصة البوليسية فى العالم، فقد قام بكتابة مجموعة من القصص اعتمدت على الإيقاع اللاهث المجنون، والذى يأخذ القارى فى دوائر معقدة، قبل أن تتضح الحقيقة فى النهاية، ففى قصصه "صميم الفؤاد"، "القط الأسود" و"دن أمونتيلادو" نجد أنه يتوغل فى الذات البشرية، مبينا الأمراض التى تنخر كالسوس فى أعمق الأعماق، وما تحمله من جهامة وسواد، وقد أصبحت تلك الأعمال من كلاسيكيات أدب الرعب العالمي. والغريب فى إدجار الآن بو أنه كانت له معرفة دقيقة بالعلوم والمخترعات الحديثة ،لذا يعتبره النقاد رائدا من رواد الرواية العلمية وقد مزج الكوميديا ببناء علمى محكم فى القصص السابق ذكرها عبقرية بو يعتقد كثيرون أن "إدجار بو" رغم شهرته الكبيرة في أمريكا أثناء حياته، لم يلق التقدير والإستحقاق الكافيان بما يتناسب مع عبقريته وأعماله التي رسمت الطريق لاحقاً لكثيرين، لكن "بو" بدأ في الحصول على شهرته العالمية منذ تحمس له الشعراء الفرنسيين ، حيث تحمس له "بولدير" لحد التعصب، فترجم كل أعماله إلى الفرنسية وكتب عن حياته وتحدث عنه بإجلال وتقديس. يربط "بو" بين العبقرية والجنون فيقول: "ما يدعوه الناس بالعبقرية ليس إلا مرضاً عقلياً ناتجاً عن تطور لا طبيعي ، أي تطور مسرف لإحدى ملكاتنا او مواهبنا"، ويقول الشاعر الفرنسي (بولدير) عنه: "لقد اجتاز هذا الرجل قمم الفن الوعرة، وهوى في حفر الفكر الإنساني، واكتشف – في حياة أشبه بعاصفة لا تهدأ – طرقاً وأشكالاً مجهولة يدهش بها الخيال ويروي العقول الظامئة إلى الجمال ، هذا العبقري مات عام 1849 فوق مقعد في الشارع .. وكان عمره يدنو من الأربعين عاماً ". رحيل مجنون كان الإكتئاب يعاوده من آن لآخر، فينغمس أكثر وأكثر في الخمر والمخدرات، ولم تلبث حياته المأساوية المضطربة أن انتهت في 17 أكتوبر سنة 1849 في مدينة بالتمور، حيث وجدوه في حالة سيئة في فندق ريان، حيث كانت تجرى انتخابات والكل مشغول، وتم نقله إلى مستشفى واشنطن الجامعي ببالتيمور حيث ساءت حالته، ثم توفي بعد خمسة أيام بالتسمم الكحولي ولم يتجاوز الأربعين، وفي اليوم التالي نشرت الصحف خبر موت الشاعر "إدجار آلان بو"، وأجروا تحقيقاً حول أسباب موته. استطاع عبر سنوات عمره القصير أن يصنع صرحاً أدبياً عملاقاً، جعله يحتل إحدى القمم الشامخة، لمملكة الأدب الساحرة، مات "ادجار آلان بو" بعد معاناه كبيرة عاشها على مدار حياته، وكان لسان حالة يقول قصيدته: حمدا لله ! قد انتهى الخطر .. وولى المرض الطويل .. وانتهت الحمى التى يسمونها "الحياة". أعرف أن قواى قد فارقتنى .. وأننى عاجز عن تحريك عضلة واحدة لكن هذا لا يهم.. أشعر أننى أفضل حالاً بكثير لقد سكن كل هذا الأنين والعواء والتنهد والبكاء ومعها سكن ذلك الخفق الرهيب فى القلب.. لقد انتهت الحمى التى يسمونها "الحياة".... |
تحيّاتي
أشكركِ أيتها الأستاذة المتألقة في موضوعاتها ومناقشاتها . موضوع رائع يدعو إلى الاعجاب أستاذة رقية صالح. اشتقت لحرفك شوق الظمآن للقطر . أدعو الله أن يقيك وشامنا من كلّ مكروه . بوركت وبورك اليراع وما اختار، سلمت وسلمت الشام. |
تعالو نتعرف على واحده من اهم قصص ادجر الن بو واسمها " القط الاسود" ولعلنا ان لم نجد ترجمة دقيقة لها نقوم على ترجمتها هنا: يصف احدهم قصة القط الاسود بما يلي: The Black Cat" is one of Edgar Allan Poe's most memorable stories. ان قصة القط الاسود واحد من اهم القصص التي الفها ادجر الن بو والاكثر تذكرا The tale centers around a black cat and the subsequent deterioration of a man. القصة تتمحور حول قط اسود والانهيار الذي يصيب رجل The story is often linked with "The Tell-Tale Heart" because of the profound psychological elements these two works share. غاليا ما يتم ربط هذه القصة مع قصة القلب الواشي وذلك لان القصتين تعالجان عناصر نفسية "The Black Cat" first appeared in The Saturday Evening Post on August 19, 1843. Th ظهرت القصة اول مرة في 19/8/1843 في جريدة "مساء السبت" is first-person narrative falls into the realm of Horror/Gothic Literature, and has been examined in association with themes of insanity and alcoholism. يستخدم القاص في بناء قصته هذه ضمير المتكلم وهي تنتمي لصنف ادب الرعب وهي تتمحور حول افكار الجنون والادمان على الكحول Following is the complete text for Poe's tragic and horrific tale فيما يلي النص الكامل للقصة : |
The Black Cat For the most wild, yet most homely narrative which I am about to pen, I neither expect nor solicit belief. Mad indeed would I be to expect it, in a case where my very senses reject their own evidence. Yet, mad am I not --and very surely do I not dream. But to-morrow I die, and to-day I would unburden my soul. My immediate purpose is to place before the world, plainly, succinctly, and without comment, a series of mere household events. In their consequences, these events have terrified --have tortured --have destroyed me. Yet I will not attempt to expound them. To me, they have presented little but Horror --to many they will seem less terrible than baroques. Hereafter, perhaps, some intellect may be found which will reduce my phantasm to the common-place --some intellect more calm, more logical, and far less excitable than my own, which will perceive, in the circumstances I detail with awe, nothing more than an ordinary succession of very natural causes and effects. From my infancy I was noted for the docility and humanity of my disposition. My tenderness of heart was even so conspicuous as to make me the jest of my companions. I was especially fond of animals, and was indulged by my parents with a great variety of pets. With these I spent most of my time, and never was so happy as when feeding and caressing them. This peculiar of character grew with my growth, and in my manhood, I derived from it one of my principal sources of pleasure. To those who have cherished an affection for a faithful and sagacious dog, I need hardly be at the trouble of explaining the nature or the intensity of the gratification thus derivable. There is something in the unselfish and self-sacrificing love of a brute, which goes directly to the heart of him who has had frequent occasion to test the paltry friendship and gossamer fidelity of mere Man. I married early, and was happy to find in my wife a disposition not uncongenial with my own. Observing my partiality for domestic pets, she lost no opportunity of procuring those of the most agreeable kind. We had birds, gold fish, a fine dog, rabbits, a small monkey, and a cat. This latter was a remarkably large and beautiful animal, entirely black, and sagacious to an astonishing degree. In speaking of his intelligence, my wife, who at heart was not a little tinctured with superstition, made frequent allusion to the ancient popular notion, which regarded all black cats as witches in disguise. Not that she was ever serious upon this point--and I mention the matter at all for no better reason than that it happens, just now, to be remembered. Pluto--this was the cat's name--was my favorite pet and playmate. I alone fed him, and he attended me wherever I went about the house. It was even with difficulty that I could prevent him from following me through the streets. Our friendship lasted, in this manner, for several years, during which my general temperament and character--through the instrumentality of the Fiend Intemperance --had (I blush to confess it) experienced a radical alteration for the worse. I grew, day by day, more moody, more irritable, more regardless of the feelings of others. I grew, day by day, more moody, more irritable, more regardless of the feelings of others. I suffered myself to use intemperate language to my wife. At length, I even offered her personal violence. My pets, of course, were made to feel the change in my disposition. I not only neglected, but ill-used them. For Pluto, however, I still retained sufficient regard to restrain me from maltreating him, as I made no scruple of maltreating the rabbits, the monkey, or even the dog, when by accident, or through affection, they came in my way. But my disease grew upon me--for what disease is like Alcohol!--and at length even Pluto, who was now becoming old, and consequently somewhat peevish--even Pluto began to experience the effects of my ill temper. One night, returning home, much intoxicated, from one of my haunts about town, I fancied that the cat avoided my presence. I seized him; when, in his fright at my violence, he inflicted a slight wound upon my hand with his teeth. The fury of a demon instantly possessed me. I knew myself no longer. My original soul seemed, at once, to take its flight from my body; and a more than fiendish malevolence, gin-nurtured, thrilled every fiber of my frame. I took from my waistcoat-pocket a pen-knife, opened it, grasped the poor beast by the throat, and deliberately cut one of its eyes from the socket! I blush, I burn, I shudder, while I pen the damnable atrocity. When reason returned with the morning --when I had slept off the fumes of the night's debauch--I experienced a sentiment half of horror, half of remorse, for the crime of which I had been guilty; but it was, at best, a feeble and equivocal feeling, and the soul remained untouched. I again plunged into excess, and soon drowned in wine all memory of the deed. |
In the meantime the cat slowly recovered. The socket of the lost eye presented, it is true, a frightful appearance, but he no longer appeared to suffer any pain. He went about the house as usual, but, as might be expected, fled in extreme terror at my approach. I had so much of my old heart left, as to be at first grieved by this evident dislike on the part of a creature which had once so loved me. But this feeling soon gave place to irritation. And then came, as if to my final and irrevocable overthrow, the spirit of PERVERSENESS. Of this spirit philosophy takes no account. Yet I am not more sure that my soul lives, than I am that perverseness is one of the primitive impulses of the human heart--one of the indivisible primary faculties, or sentiments, which give direction to the character of Man. Who has not, a hundred times, found himself committing a vile or a silly action, for no other reason than because he knows he should not? Have we not a perpetual inclination, in the teeth of our best judgment, to violate that which is Law, merely because we understand it to be such? This spirit of perverseness, I say, came to my final overthrow. It was this unfathomable longing of the soul to vex itself--to offer violence to its own nature--to do wrong for the wrong's sake only--that urged me to continue and finally to consummate the injury I had inflicted upon the unoffending brute. One morning, in cool blood, I slipped a noose about its neck and hung it to the limb of a tree; --hung it with the tears streaming from my eyes, and with the bitterest remorse at my heart;--hung it because I knew that it had loved me, and because I felt it had given me no reason of offense; --hung it because I knew that in so doing I was committing a sin--a deadly sin that would so jeopardize my immortal soul as to place it--if such a thing were possible--even beyond the reach of the infinite mercy of the Most Merciful and Most Terrible God. On the night of the day on which this cruel deed was done, I was aroused from sleep by the cry of fire. The curtains of my bed were in flames. The whole house was blazing. It was with great difficulty that my wife, a servant, and myself, made our escape from the conflagration. The destruction was complete. My entire worldly wealth was swallowed up, and I resigned myself thenceforward to despair. I am above the weakness of seeking to establish a sequence of cause and effect, between the disaster and the atrocity. But I am detailing a chain of facts --and wish not to leave even a possible link imperfect. On the day succeeding the fire, I visited the ruins. The walls, with one exception, had fallen in. This exception was found in a compartment wall, not very thick, which stood about the middle of the house, and against which had rested the head of my bed. The plastering had here, in great measure, resisted the action of the fire --a fact which I attributed to its having been recently spread. About this wall a dense crowd were collected, and many persons seemed to be examining a particular portion of it with every minute and eager attention. The words "strange!" "singular!" and other similar expressions, excited my curiosity. I approached and saw, as if graven in bas relief upon the white surface, the figure of a gigantic cat. The impression was given with an accuracy truly marvelous. There was a rope about the animal's neck. When I first beheld this apparition --for I could scarcely regard it as less --my wonder and my terror were extreme. But at length reflection came to my aid. The cat, I remembered, had been hung in a garden adjacent to the house. Upon the alarm of fire, this garden had been immediately filled by the crowd --by some one of whom the animal must have been cut from the tree and thrown, through an open window, into my chamber. This had probably been done with the view of arousing me from sleep. The falling of other walls had compressed the victim of my cruelty into the substance of the freshly-spread plaster; the lime of which, had then with the flames, and the ammonia from the carcass, accomplished the portraiture as I saw it. Although I thus readily accounted to my reason, if not altogether to my conscience, for the startling fact 'just detailed, it did not the less fall to make a deep impression upon my fancy. For months I could not rid myself of the phantasm of the cat; and, during this period, there came back into my spirit a half-sentiment that seemed, but was not, remorse. I went so far as to regret the loss of the animal, and to look about me, among the vile haunts which I now habitually frequented, for another pet of the same species, and of somewhat similar appearance, with which to supply its place. One night as I sat, half stupefied, in a den of more than infamy, my attention was suddenly drawn to some black object, reposing upon the head of one of the immense hogsheads of Gin, or of Rum, which constituted the chief furniture of the apartment. I had been looking steadily at the top of this hogshead for some minutes, and what now caused me surprise was the fact that I had not sooner perceived the object thereupon. I approached it, and touched it with my hand. It was a black cat --a very large one --fully as large as Pluto, and closely resembling him in every respect but one. Pluto had not a white hair upon any portion of his body; but this cat had a large, although indefinite splotch of white, covering nearly the whole region of the breast |
Upon my touching him, he immediately arose, purred loudly, rubbed against my hand, and appeared delighted with my notice. This, then, was the very creature of which I was in search. I at once offered to purchase it of the landlord; but this person made no claim to it --knew nothing of it --had never seen it before. I continued my caresses, and, when I prepared to go home, the animal evinced a disposition to accompany me. I permitted it to do so; occasionally stooping and patting it as I proceeded. When it reached the house it domesticated itself at once, and became immediately a great favorite with my wife. For my own part, I soon found a dislike to it arising within me. This was just the reverse of what I had anticipated; but I know not how or why it was --its evident fondness for myself rather disgusted and annoyed. By slow degrees, these feelings of disgust and annoyance rose into the bitterness of hatred. I avoided the creature; a certain sense of shame, and the remembrance of my former deed of cruelty, preventing me from physically abusing it. I did not, for some weeks, strike, or otherwise violently ill use it; but gradually --very gradually --I came to look upon it with unutterable loathing, and to flee silently from its odious presence, as from the breath of a pestilence. What added, no doubt, to my hatred of the beast, was the discovery, on the morning after I brought it home, that, like Pluto, it also had been deprived of one of its eyes. This circumstance, however, only endeared it to my wife, who, as I have already said, possessed, in a high degree, that humanity of feeling which had once been my distinguishing trait, and the source of many of my simplest and purest pleasures. With my aversion to this cat, however, its partiality for myself seemed to increase. It followed my footsteps with a pertinacity which it would be difficult to make the reader comprehend. Whenever I sat, it would crouch beneath my chair, or spring upon my knees, covering me with its loathsome caresses. If I arose to walk it would get between my feet and thus nearly throw me down, or, fastening its long and sharp claws in my dress, clamber, in this manner, to my breast. At such times, although I longed to destroy it with a blow, I was yet withheld from so doing, partly it at by a memory of my former crime, but chiefly --let me confess it at once --by absolute dread of the beast. This dread was not exactly a dread of physical evil-and yet I should be at a loss how otherwise to define it. I am almost ashamed to own --yes, even in this felon's cell, I am almost ashamed to own --that the terror and horror with which the animal inspired me, had been heightened by one of the merest chimeras it would be possible to conceive. My wife had called my attention, more than once, to the character of the mark of white hair, of which I have spoken, and which constituted the sole visible difference between the strange beast and the one I had destroyed. The reader will remember that this mark, although large, had been originally very indefinite; but, by slow degrees--degrees nearly imperceptible, and which for a long time my Reason struggled to reject as fanciful--it had, at length, assumed a rigorous distinctness of outline. It was now the representation of an object that I shudder to name --and for this, above all, I loathed, and dreaded, and would have rid myself of the monster had I dared --it was now, I say, the image of a hideous--of a ghastly thing --of the GALLOWS!--oh, mournful and terrible engine of Horror and of Crime--of Agony and of Death! And now was I indeed wretched beyond the wretchedness of mere Humanity. And a brute beast --whose fellow I had contemptuously destroyed --a brute beast to work out for me --for me a man, fashioned in the image of the High God --so much of insufferable woe! Alas! neither by day nor by night knew I the blessing of Rest any more! During the former the creature left me no moment alone; and, in the latter, I started, hourly, from dreams of unutterable fear, to find the hot breath of the thing upon my face, and its vast weight --an incarnate Night-Mare that I had no power to shake off --incumbent eternally upon my heart! Beneath the pressure of torments such as these, the feeble remnant of the good within me succumbed. Evil thoughts became my sole intimates--the darkest and most evil of thoughts. The moodiness of my usual temper increased to hatred of all things and of all mankind; while, from the sudden, frequent, and ungovernable outbursts of a fury to which I now blindly abandoned myself, my uncomplaining wife, alas! was the most usual and the most patient of sufferers. One day she accompanied me, upon some household errand, into the cellar of the old building which our poverty compelled us to inhabit. The cat followed me down the steep stairs, and, nearly throwing me headlong, exasperated me to madness. Uplifting an axe, and forgetting, in my wrath, the childish dread which had hitherto stayed my hand, I aimed a blow at the animal which, of course, would have proved instantly fatal had it descended as I wished. But this blow was arrested by the hand of my wife. Goaded, by the interference, into a rage more than demonical, I withdrew my arm from her grasp and buried the axe in her brain. She fell dead upon the spot, without a groan. This hideous murder accomplished, I set myself forthwith, and with entire deliberation, to the task of concealing the body. I knew that I could not remove it from the house, either by day or by night, without the risk of being observed by the neighbors. Many projects entered my mind. At one period I thought of cutting the corpse into minute fragments, and destroying them by fire. At another, I resolved to dig a grave for it in the floor of the cellar. Again, I deliberated about casting it in the well in the yard--about packing it in a box, as if merchandise, with the usual arrangements, and so getting a porter to take it from the house. Finally I hit upon what I considered a far better expedient than either of these. I determined to wall it up in the cellar --as the monks of the middle ages are recorded to have walled up their victims. |
For a purpose such as this the cellar was well adapted. Its walls were loosely constructed, and had lately been plastered throughout with a rough plaster, which the dampness of the atmosphere had prevented from hardening. Moreover, in one of the walls was a projection, caused by a false chimney, or fireplace, that had been filled up, and made to resemble the rest of the cellar. I made no doubt that I could readily displace the at this point, insert the corpse, and wall the whole up as before, so that no eye could detect anything suspicious. And in this calculation I was not deceived. By means of a crow-bar I easily dislodged the bricks, and, having carefully deposited the body against the inner wall, I propped it in that position, while, with little trouble, I re-laid the whole structure as it originally stood. Having procured mortar, sand, and hair, with every possible precaution, I prepared a plaster could not every poss be distinguished from the old, and with this I very carefully went over the new brick-work. When I had finished, I felt satisfied that all was right. The wall did not present the slightest appearance of having been disturbed. The rubbish on the floor was picked up with the minutest care. I looked around triumphantly, and said to myself --"Here at least, then, my labor has not been in vain." My next step was to look for the beast which had been the cause of so much wretchedness; for I had, at length, firmly resolved to put it to death. Had I been able to meet with it, at the moment, there could have been no doubt of its fate; but it appeared that the crafty animal had been alarmed at the violence of my previous anger, and forbore to present itself in my present mood. It is impossible to describe, or to imagine, the deep, the blissful sense of relief which the absence of the detested creature occasioned in my bosom. It did not make its appearance during the night --and thus for one night at least, since its introduction into the house, I soundly and tranquilly slept; aye, slept even with the burden of murder upon my soul! The second and the third day passed, and still my tormentor came not. Once again I breathed as a free-man. The monster, in terror, had fled the premises forever! I should behold it no more! My happiness was supreme! The guilt of my dark deed disturbed me but little. Some few inquiries had been made, but these had been readily answered. Even a search had been instituted --but of course nothing was to be discovered. I looked upon my future felicity as secured. Upon the fourth day of the assassination, a party of the police came, very unexpectedly, into the house, and proceeded again to make rigorous investigation of the premises. Secure, however, in the inscrutability of my place of concealment, I felt no embarrassment whatever. The officers bade me accompany them in their search. They left no nook or corner unexplored. At length, for the third or fourth time, they descended into the cellar. I quivered not in a muscle. My heart beat calmly as that of one who slumbers in innocence. I walked the cellar from end to end. I folded my arms upon my bosom, and roamed easily to and fro. The police were thoroughly satisfied and prepared to depart. The glee at my heart was too strong to be restrained. I burned to say if but one word, by way of triumph, and to render doubly sure their assurance of my guiltlessness. "Gentlemen," I said at last, as the party ascended the steps, "I delight to have allayed your suspicions. I wish you all health, and a little more courtesy. By the bye, gentlemen, this --this is a very well constructed house." (In the rabid desire to say something easily, I scarcely knew what I uttered at all.) --"I may say an excellently well constructed house. These walls --are you going, gentlemen? --these walls are solidly put together"; and here, through the mere frenzy of bravado, I rapped heavily, with a cane which I held in my hand, upon that very portion of the brick-work behind which stood the corpse of the wife of my bosom. But may God shield and deliver me from the fangs of the Arch-Fiend! No sooner had the reverberation of my blows sunk into silence than I was answered by a voice from within the tomb! --by a cry, at first muffled and broken, like the sobbing of a child, and then quickly swelling into one long, loud, and continuous scream, utterly anomalous and inhuman --a howl --a wailing shriek, half of horror and half of triumph, such as might have arisen only out of hell, conjointly from the throats of the damned in their agony and of the demons that exult in the damnation. Of my own thoughts it is folly to speak. Swooning, I staggered to the opposite wall. For one instant the party upon the stairs remained motionless, through extremity of terror and of awe. In the next, a dozen stout arms were tolling at the wall. It fell bodily. The corpse, already greatly decayed and clotted with gore, stood erect before the eyes of the spectators. Upon its head, with red extended mouth and solitary eye of fire, sat the hideous beast whose craft had seduced me into murder, and whose informing voice had consigned me to the hangman. I had walled the monster up within the tomb! |
قصة القط الاسود ادجر الن بو ترجمة : خالدة سعيد =بيروت 1986. لست أتوقع منكم، بل لست أطلب أن تصدقوا الوقائع التي أسطرها هنا لقصة هي أغرب القصص وإن كانت في الآن عينه مألوفة للغاية. سوف أكون مجنوناً لو توقعت أن تصدقوا ذلك، لأن حواسي ذاتها ترفض أن تصدق ماشهدته ولمسته. غير أنني لست مجنوناً – ومن المؤكد أنني لا أحلم- وإذ كنت ملاقياً حتفي غداً فلا بد لي من أن أزيح هذا العبئ عن روحي. ما أرمي إليه هو أن أبسط أمام العالم، بوضوح ودقة، وبلا أي تعليق، سلسلة من الوقائع العادية جداً. إنها الوقائع التي عصفت بي أهوالها و واصلت تعذيبي ودمرتني. مع ذلك لن أحاول تفسيرها وإذا كنت لا أجد فيها غير الرعب فإنها لن تبدو للآخرين مرعبة بقدر ما ستبدو نوعاً من الخيال الغرائبي المعقد. قد يجيء في مقبل الأيام ألمعي حصيف يبين له تفكيره أن هذا الكابوس مجرد أحداث عادية – وربما جاء ألمعي آخر أكثر رصانة وأرسخ منطقاً وتفكيره أقل استعداداً للإثارة من تفكيري، ليرى في الأحداث التي أعرضها بهلع مجرد تعاقب مألوف لأسباب طبيعية ونتائجها المنطقية. عُرِفْت منذ طفولتي بوداعتي ومزاجي الإنساني الرقيق، حتى أن رقة قلبي كانت على درجة من الإفراط جعلتني موضوع تندر بين زملائي. وقد تميزت بولع خاص بالحيوانات مما جعل أبواي يعبّران عن تدليلهما لي بإهدائي أنواعاً من الحيوانات المنزلية. مع هذه الحيوانات كنت أمضي معظم أوقاتي ، ولم أعرف سعادة تفوق سعادتي حين كنت أطعمها وأداعبها. نمت هذه الطباع الغريبة مع نموي، وكانت لي في طور الرجولة أكبر منابع المتعة. الذين عرفوا مشاعر الولع بكلب أمين ذكي سوف يفهمون بسهولة ما أود قوله عن مدى البهجة المستمدة من العناية بحيوان أليف. إن في تعلق الحيوان بصاحبه تعلقاً ينـكر الـذات ويضـحي بها مايخترق قلب الإنسان الذي هيأت له الظروف أن يعاني من خسة الصداقة وضعف الوفاء عند الجنس البشري. تزوجت في سن مبكرة، وقد أسعدني أن أجد في مزاج زوجتي مالايناقض مزاجي. وإذ لاحظت ولعي بالحيوانات المنزلية لم تترك مناسبة تمر دون أن تقتني منها الأجناس الأكثر إمتاعاً وإيناساً. هكذا تجمع لدينا طيور وأسماك ذهبية وكلب أصيل وأرانب وقرد صغير وقط. كان هذا القط كبير الحجم بشكل مميز، جميل الشكل، أسود اللون بتمامه، وعلى قدر عجيب من الذكاء، كانت زوجتي التي لا أثر للمعتقدات الخرافية في تفكيرها، حين تتحدث عن ذكائه تشير إلى الحكايات الشعبية القديمة التي تعتبر القطط السود سحرة متنكرين. هذه الإشارات لاتعني أنها كانت في يوم من الأيام جادة حول هذه المسألة. أذكر هذا لسبب وحيد هو أنه لم يرد إلى ذهني قبل هذه اللحظة. كان بلوتو – وهذا هو اسم القط- حيواني المدلل وأنيسي المفضل، أطعمه بنفسي، ويلازمني حيثما تحركت في البيت. بل كنت أجد صعوبة لمنعه من اللحاق بي في الشوارع. دامت صداقتنا على هذه الحال سنوات عديدة، تبدل خلالها مزاجي وساء سلوكي بفعل ادماني على المسكرات (إني أحمرّ خجلاً إذ أعترف بذلك) ويوما بعد يوم تزايدت حدة مزاجي وشراستي، واستعدادي للهيجان، وتزايد استهتاري بمشاعر الآخرين. ولكم عانيت وتألمت بسبب التعابير القاسية التي رحت أوجهها إلى زوجتي، حتى أنني في النهاية لجأت إلى العنف الجسدي في التعامل معها. وبالطبع فقد استشعرت حيواناتي هذا التغير في مزاجي. ولم أكتف بإهمالها بل أسأت معاملتها. وإذا كان قد بقي لبلوتو بعض الاعتبار مما حال دون إساءتي إليه فإنني لم أستشعر دائماً في الإساءة إلى الأرانب أو القرد، أو حتى الكلب، كلما اقتربت مني مصادفة أو بدافع عاطفي. غير أن مرضي قد تغلب علي – وأي مرض كالمسكرات!- ومع الأيام حتى بلوتو الذي صار هرماً ومن ثم عنيداً نكداً بدأ يعاني من نتائج مزاجي المعتل. ذات ليل كنت عائداً إلى البيت من البلدة التي كثر ترددي إليها وقد تعتعني السكر؛ وخيل إلي أن القط يتجنب حضوري؛ فقبضت عليه، وإذ أفزعته حركاتي العنيفة جرحني بأسنانه جرحاً طفيفاً فتملكني غضب الأبالسة. وبدا أن روحي القديمة قد اندفعت على الفور طائرة من جسدي؛ وارتعد كل عرق في هيكلي بفعل حقد شيطاني غذاه المخدر. فتناولت من جيب سترتي مطواة، فتحتها وقبضت على عنق الحيوان المسكين واقتلعت عامداً إحدى عينيه من محجرها! إنني أحتقن، أحترق، أرتعد حين أكتب تفاصيل هذه الفظاعة الجهنمية. لما استعدت رشدي في الصباح – لما نام هياج الفسوق الذي شهده الليل- عانيت شعوراً هو مزيج من الرعب والندم بسبب الجريمة التي ارتكبتها، غير أن ذلك كان في أحسن الحالات شعوراً ضعيفاً وملتبساً لم يبلغ مني الأعماق. ومن جديد استحوذ علي الإفراط في الشراب. وسرعان ما أغرقت الخمرة كل ذكرى لتلك الواقعة. في هذه الأثناء أخذ القط يتماثل للشفاء تدريجياً. صحيح أن تجويف العين الفارغ كان يشكل منظراً مخيفاً لكن لم يبد عليه أنه يتألم، وعاد يتنقل في البيت كسابق عهده، غير أنه كما هو متوقع، كان ينطلق وقد استبد به الذعر كلما اقتربت منه. كانت ماتزال لدي بقايا من القلب القديم بحيث ينتابني الحزن إزاء هذه الكراهية الصارخة التي يبديها لي كائن أحبني ذات يوم. لكن سرعان ماحل الانزعاج محل الحزن. وأخيراً جاءت روح الانحراف لتدفعني إلى السقوط الذي لانهوض منه. هذه الروح لاتوليها الفلسفة أي اعتبار. مع ذلك لست واثقاً من وجود روحي في الحياة أكثر من ثقتي أن الانحراف واحد من الموازع البدئية في القلب البشري، واحد من الملكات أو المشاعر الأصيلة التي توجه سلوك الإنسان. من منا لم يضبط نفسه عشرات المرات وهو يقترف إثماً أو حماقة لا لسبب غير كون هذا العمل محرماً؟ أليس لدينا ميل دائم، حتى في أحسن حالات وعينا، إلى خرق مايعرف بالقانون لمجرد علمنا بأنه قانون؟ روح الانحراف هذه هي التي تحركت تدفعني إلى السقوط النهائي. إنها رغبة النفس الدفينة لمشاكسة ذاتها – لتهشيم طبيعة ذاتها- لاقتراف الإثم لوجه الإثم، هذه الرغبة التي لايسبر غورها هي التي حرضتني على مواصلة الأذى ضد الحيوان الأعزل، وأخيراً الإجهاز عليه. ذات صباح وعن سابق تصور وتصميم لففت حول عنقه أنشوطة وعلقته بغصن شجرة ..شنقته والدموع تتدفق من عيني، وفي قلبي تضطرم أمرّ مشاعر الندم؛ شنقته لعلمي أنني بذلك أقترف خطيئة،خطيئة مميتة سوف تعرض روحي الخالدة للهلاك الأبدي، وتنزلها إن كان أمر كهذا معقولاً، حيث لاتبلغها رحمة أرحم الراحمين والمنتقم الجبار. في الليلة التي وقع فيها هذا الفعل الشنيع، استيقظت من النوم على صوت النيران. كان اللهب يلتهم ستائر سريري والبيت بكامله يشتعل. ولم ننج أنا وزوجتي والخادم من الهلاك إلا بصعوبة كبيرة. كان الدمار تاماً. ابتلعت النيران كل ما أملك في هذه الدنيا، واستسلمت مذ ذاك للقنوط واليأس. لم يبلغ بي الضعف مبلغاً يجعلني أسعى لإقامة علاقة سببية بين النتيجة وبين الفظاعة التي ارتكبتها والكارثة التي حلت بي. لكنني أقدم سلسلة من الوقائع وآمل ألا أترك أي حلقة مفقودة في هذا التسلسل. في اليوم الذي أعقب الحريق ذهبت أزور الأنقاض. كانت الجدران جميعها قد تهاوت باستثناء جدار واحد، هذا الجدار الذي نجا بمفرده لم يكن سميكاً لأنه جدار داخلي يفصل بين الحجرات ويقع في وسط البيت، وإليه كان يستند سريري من جهة الرأس. وقد صمد طلاء هذا الجدار وتجصيصه أمام فعل النيران. وهو أمر عزوته إلى كون التجصيص حديثاً. أمام هذا الجدار كان يتجمهر حشد من الناس وبدا أن عدداً كبيراً منهم يتفحص جانباً مخصوصاً منه باهتمام شديد، فحركت فضولي تعابير تصدر عن هذا الحشد من نوع (عجيب!) (غريب!) دنوت لأرى رسماً على الجدار الأبيض كأنه حفر نافر يمثل قطاً عملاقاً. كان الحفر مدهشاً بدقته ووضوحه، وبدا حبل يلتف حول عنق الحيوان. عندما وقع نظري لأول مرة على هذا الشبح، إذ لم أكن أستطيع أن أعتبره أقل من ذلك، استبد بي أشد العجب وأفظع الذعر. غير أن التفكير المحلل جاء ينقذني من ذلك. لقد كان القط على ما أذكر معلقاً في حديقة متاخمة للبيت؛ فلما ارتفعت صيحات التحذير من النار، غصت الحديقة فوراً بالناس، ولابد أن شخصاً ما قد انتزعه من الشجرة وقذف به عبر النافذةإلى غرفتي، وربما كان القصد من ذلك تنبيهي من النوم. ولابد أن سقوط الجدران الأخرى قد ضغط ضحية وحشيتي على مادة الجص الحديث للطلاء؛ اختلط كلس هذا الطلاء بالنشادر المتصاعد من الجثة وتفاعل به بتأثير النيران فأحدث الرسم النافر الذي رأيته. ومع أنني قدمت هذا التفسير لأريح عقلي، إن لم أكن قد فعلت ذلك لأريح ضميري، فإن المشهد الغريب الذي وصفته لم يتوقف عن التأثير في مخيلتي، وعلى مدى أشهر لم أستطع أن أتخلص من هاجس القط؛ خلال هذه الفترة عاودني شعور بدا لي أنه الندم، ولم يكن في الحقيقة كذلك. لم يكن أكثر من أسف على فقد حيوان، وتفكير بالحصول على بديل من النوع نفسه والشكل نفسه ليحل محله. في إحدى الليالي، فيما كنت جالساً، شبه مخبول، في وكر من أوكار العار، إذ أنني أدمنت الآن ارتياد هذه الأماكن الموبوءة، جذب انتباهي فجأة شيء أسود فوق برميل ضخم من براميل الجن أو شراب الروم، البراميل التي تشكل قطع الأثاث الرئيسية في ذلك المكان، كنت طوال دقائق أحدق بثبات في رأس البرميل، وما سبب دهشتي هو أنني لم أتبين للحال طبيعة الشيء باستثناء شيء واحد. إذ لم تكن في أي مكان من جسم بلوتو شعرة بيضاء واحدة؛وكانت لهذا القط بقعة بيضاء غير واضحة الحدود تتوزع على منطقة الصدر بكاملها. حالما لمسته نهض وأخذ يخط بصوت مرتفع ويتمسح بيدي، وبدا مسروراً باهتمامي له، وإذن هذا هو بالضبط ماكنت أبحث عنه. للحال عرضت على صاحب البيت شراءه، لكن هذا أجاب بأنه لايملكه ولايعرف شيئاً عنه، ولم يره من قبل. واصلت مداعبتي له، ولما تهيأت للذهاب، اتخذ وضعية تبين أنه يريد مرافقتي، فتركته يصحبني، وكنت بين الحين والآخر أتوقف وأربت على ظهره أو أمسح رأسه. لما وصل إلى البيت بدا أليفاً ولم يظهر عليه أي استغراب. وعلى الفور صار أثيراً لدى زوجتي. أما أنا فسرعان ماوجدت المقت يتصاعد في أعماقي، وكان هذا عكس ماتوقعته. ولم أستطع أن أفهم كيف تعلق القط بي ولاسبب هذا التعلق الواضح الذي أثار اشمئزازي وأزعجني. وأخذ الانزعاج والاشمئزاز يتزايدان شيئاً فشيئاً ويتحولان إلى كراهية مريرة، فأخذت أتجنب هذا الكائن؛ كان إحساس ما بالعار، وذكرى فظاعتي السابقة يمسكان بي عن إلحاق الأذى الجسدي به. وامتنعت طوال أسابيع عن ضربه أو معاملته بعنف، لكن تدريجياً - وبتدرج متسارع- أخذت أنظر إليه بكره لايوصف وأبتعد بصمت عن حضوره البغيض كما أبتعد عن لهاث مصاب بالطاعون. ما أكدَّ كرهي لهذا الحيوان هو اكتشافي، صبيحة اليوم التالي لوصوله أنه مثل بلوتو، قد فقد إحدى عينيه، غير أن هذا زاد من عطف زوجتي عليه لأنها كما ذكرت تملك قدراً عظيماً من المشاعر الإنسانية التي كانت ذات يوم ملامحي المميزة، ومنبعاً لأكثر المسرات براءة ونقاء. كان هيام القط بي يزداد بازدياد بغضي له، فكان يتبع خطواتي بثبات يصعب إيضاحه، فحيثما جلست، كان يجثم تحت مقعدي، أو يقفز إلى ركبتي ويغمرني بمداعباته المقززة، فإذا نهضت لأمشي اندفع بين قدمي وأوشك أو يوقعني، أو غرز مخالبه الطويلة الحادة في ثيابي ليتسلق إلى صدري، ومع أنني كنت أتحرق في مناسبات كهذه لقتله بضربة واحدة فقد كنت أمتنع عن ذلك بسبب من ذكرى جريمتي السابقةإلى حد ما، لكن بصورة أخص – ولأعترف بذلك حالاً- بسبب الرعب من هذا الحيوان. لم يكن هذا الرعب خوفاً من شر مادي مجسد، مع ذلك أحار كيف أحدده بغير ذلك، يخجلني أن أعترف أجل، حتى في زنزانة المجرمين هذه، يكاد يخجلني الاعتراف بأن الرعب والهلع اللذين أوقعهما في نفسي هذا الحيوان ازدادا حدة بسبب من وهم لايقبله العقل. كانت زوجتي قد لفتت انتباهي، أكثر من مرة إلى طبيعة البقعة البيضاء على صدر القط، والتي أشرت إليها سابقاً، تلك العلامة التي تشكل الفارق الوحيد بين هذا الحيوان الغريب وذاك الذي قتلته. هذه البقعة على اتساعها لم تكن لها حدود واضحة، غير أنها شيئاً فشياً وبتدرج يكاد لايلحظ، تدرج صارع عقلي لكي يدحضه ويعتبره وهماً، اكتسبت شكلاً محدداً بوضوح تام. صار لها الآن شكل ارتعد لذكر اسمه ..هذا الشكل هو ماجعلني أشمئز وأرتعب، وأتمنى التخلص من الحيوان لو تجرأت ، كان الآن صورة لشيء بغيض شيء مروع هو المشنقة! أوه أيّ آلة شنيعة جهنيمة للفظاعة والجريمة للنزع والموت! والآن لقد انحدرت إلى درك ينحط بي عن صفة الإنسانية! كيف ينزل بي حيوان بهيم – قتلت مثله عن سابق تصميم- حيوان بهيم ينزل بي أنا الإنسان المخلوق على صورة كريمة، كل هذا الويل الذي لايحتمل! وا أسفاه! ماعدت أعرف رحمة الراحة لا في النهار ولا في الليل! ففي النهار لم يكن ذلك البهيم ليفارقني لحظة واحدة، وفي الليل كنت أهب من النوم مراراً يتملكني ذعر شديد لأجد لهاث ذلك الشيء فوق وجهي، وثقل جسمه الضخم – مثل كابوس متجسد لا أقوى على زحزحته- يجثم أبدياً فوق قلبي. وهكذا انهارت بقايا الخير الواهية تحت وطأة هذا العذاب، وصارت أفكار الشر خدين روحي، أشدَّ الأفكار حلكة وشيطانية، ازدادت مزاجيتي سوداوية حتى تحولت إلى كراهية للأشياء كلها وللجنس البشري بأسره، وأخذت نوبات غضبي المفاجئة المتكررة التي لم أعد أتحكم بها واستسلمت لها كالأعمى، أخذت تطال وا أسفاه زوجتي، أعظم الصابرين على الآلام. رافقتني ذات يوم لقضاء بعض الأعمال المنزلية في قبو المبنى القديم حيث أرغمتنا الفاقة على السكنى، تبعني القط على الدرج وكاد يرميني، فاستشاط غضبي الجنوني؛ رفعت فأساً متناسياً ماكان من خوفي الصبياني الذي أوقفني حتى الآن، وسددت ضربة إلى الحيوان كانت ستقضي عليه لو أنها نزلت حيث تمنيت، غير أن يد زوجتي أوقفت هذه الضربة. كان هذا التدخل بمثابة منخاس دفع بغضبي إلى الهياج الشيطاني؛ انتزعت يدي من قبضة زوجتي وودفنت الفأس في رأسها، فسقطت ميتة دون أن تصدر عنها نأمة. لما ارتكبت هذه الجريمة البشعة، جلست على الفور أفكر في التخلص من الجثة. عرفت أنني لا أستطيع إخراجها من البيت لا في الليل ولا في النهار دون أن أخاطر بتنبيه الجيران. مرت برأسي خطط عديدة. فكرت بأن أقطع الجثة إرباً ثم أتخلص منها بالحرق. وفكرت في حفر قبر لها في أرض القبو. كما فكرت في إلقائها في بئر الحوش، أو أن أحشرها في صندوق بضاعة وأستدعي حمالاً لأخذها من البيت. وأخيراً اهتديت إلى أفضل خطة للتخلص منها. قررت أن أبنيها في جدار القبو، كما كان الرهبان في القرون الوسطى يبنون ضحاياهم في الجدران. كان القبو مناسباً لهذه الغاية. فقد كان بناء جدرانه مخلخلاً وقد تم توريق الجدران حديثاً بملاط خشن حالت الرطوبة دون تصلبه. وفوق ذلك كان في أحد الجدران تجويف بشكل المدخنة تم ردمه بحيث تستوي أجزاء الجدار، وتأكد لي أن باستطاعتي انتزاع قطع الطوب من هذا التجويف وإدخال الجثة، وبناء التجويف ليعود الجدار كما كان بحيث لاترتاب العين في أي تغيير. ولم تخطئ حساباتي. استعنت بمخل لانتزاع قطع الطوب، وأوقفت الجثة بتأن لصق الجدار الداخلي ودعمتها لتحتفظ بوضع الوقوف، فيما كنت أدقق لأعيد كل شيء إلى ما كان عليه. كنت قد أحضرت الملاط والرمل والوبر، فهيأت الخليط بمنتهى الدقة والعناية بحيث لايميز من الملاط السابق، وأعدت كل قطعة طوب إلى مكانها. عندما أكملت العمل أحسست بالرضا عن النتيجة. لم يكن يبدو على الجدار أدنى أثر يدل على أنه قد لمس. نظفت الأرض بمنتهى العناية ونظرت حولي منتصراً وقلت في نفسي: ’’لم يذهب جهدي سدىً‘‘. كانت الخطوة الثانية هي البحث عن الحيوان الذي سبب لي هذه الفاجعة الرهيبة، ذلك أنني قررت القضاء عليه، لوعثرت عليه في تلك اللحظة لما كان هنالك من شك في أمر مصيره؛ لكن يبدو أن الحيوان الذكي أدرك عنف غضبي فاختفى متجنباً رؤيتي وأنا في ذلك المزاج. يستحيل علي أن أصف عمق الراحة والسكينة التي أتاحها لروحي غياب ذلك الحيوان. لم يعد للظهور تلك الليلة. وهكذا ولأول مرة منذ وصوله إلى البيت نمت بعمق وهدوء، أجل نمت على الرغم من وزر الجريمة الرابض فوق روحي. مر اليوم الثاني ثم الثالث ولم يظهر معذبي، ومن جديد تنفست بحرية. لقد أصيب الوحش بالذعر فنجا بنفسه نهائياً! ولن يكون علي أن أتحمله بعد الآن! كانت سعادتي بذلك عظيمة! ولم يؤرق مضجعي وزر الجريمة السوداء إلا لماماً. جرت بعض التحقيقات وقدمت أجوبة جاهزة. بل كانت هناك تحريات، غير أن شيئاً ما لم يكتشف، وأدركت أن مستقبل سعادتي في أمان. في اليوم الرابع بعد وقوع الجريمة جاءت فرقة من الشرطة إلى البيت بشكل لم أتوقعه وبدأت تحريات واستجوابات دقيقة، لكن بما أنني كنت مطمئنا إلى إخفاء الجثة لم أشعر بأي حرج. سألني ضباط الشرطة أن أرافقهم إلى القبو، فلم ترتعد فيَّ عضلة واحدة. كان قلبي ينبض بهدوء كقلب بريء نائم. رحت أذرع القبو جيئة وذهاباً عاقداً ذراعي فوق صدري. اقتنع رجال الشرطة بنتائج بحثهم واستعدوا للذهاب، كانت النشوة في قلبي أقوى من أن أكتمها. كنت أتحرق لقول كلمة واحدة، لفرط ما أطربني الانتصار، ولكي أزيد يقينهم ببراءتي. ’’أيها السادة - قلت أخيراً، لما كان الفريق يصعد الدرج - يسرني أن أكون قد بددت كل شكوككم. أتمنى لكم تمام الصحة ومزيداً من اللباقة، بالمناسبة أيها السادة، هذا بيت مكين البناء - في رغبتي العارمة لقول شيء سهل،لم أجد ما أتلفظ به - إنه بيت مبني بشكل ممتاز. هذه الجدران- هاأنتم ذاهبون أيها السادة- هذه الجدران متماسكة تماماً‘‘ وهنا ، وبنوع من الزهو المتشنج- طرقت طرقاً قوياً على الجدار بعصا كانت بيدي، تماماً في الموضع الذي أخفيت فيه زوجة قلبي. لكن ليحمني الله من مخالب إبليس الأبالسة! لم تكد اهتزازات ضربتي تغرق في الصمت حتى جاوبني صوت من داخل القبر! صرخة مكتومة متقطعة بدأت كبكاء طفل، لكن سرعان ما أخذت تتعاظم وتتضخم لتغدو صرخة واحدة هائلة مديدة شاذة غريبة وغير آدمية بالمرة.. غدت عواء.. عويلاً مجلجلاً يطلقه مزيج من الرعب والظفر، وكأنما تتصاعد من قيعان الجحيم تتعاون فيها حناجر الملعونين في سعير عذاباتهم والشياطين إذ يهللون اللعنات. من الحماقة أن أحدثكم عن الأفكار التي تلاطمت في رأسي.. ترنحت منهاراً وتهاويت مستنداً إلى الجدار المقابل.. للحظة واحدة ظل فريق الشرطة مسمراً على الدرج بفعل الرعب والاستغراب. وفي اللحظة التالية كانت بضع عشرة ذراعاً شديدة تهدم الجدار. إنهار قطعة واحدة. كانت الجثة قد تحللت إلى درجة كبيرة وغطاها الدم المتجمد، وهي تنتصب واقفة أمام أعين المشاهدين وعلى رأسها يقف القط الأسود الكريه بفمه الأحمر المفتوح وعينه الوحيدة النارية، القط الذي دفعتني أفعاله إلى الجريمة ثم أسلمني صوته الكاشف إلى حبل المشنقة. كنت قد بنيت الجدار والقط داخل القبر. ترجمة خالدة سعيد من مجموعة القط الأسود، دار الآداب بيروت 1986م |
اقتباس:
سلام الله على أخي المربي الفاضل أ.عبد المجيد جابر تحيتي لحرفك الباهي المزهوّ بالألق تأنق على غصن المدى خافقاً بكل لغات الثقافة أشكرك على مشاعرك النبيلة وأقدِّر لك اهتمامك جزاك الله خيراً على مرورك الكريم لك جوري القدس بهية المدائن خالص الود والتقدير |
سلام الله على الأديب المبدع المحترم أ.أيوب صابر رمضان كريم اعذر تأخري في الرد بسبب ظروف بلدنا الحبيب أشكرك على هذه البيبلوغرافيا المتميزة عن الأديب الكبير إدغار آلن بو وما قدّمه للعالم والعلم مجهود مبارك في هذه القصة سلم بنانك الكوثري وثريا الحرف القرنفلي يتربع التقدير في موانئ حروفك من جمال أسلوبك في التحليل والتفسير تحية لقلمك العريق بحجم الفضيلة والشكران دمت ودامت أنهارك العذبة لنرتوي منها إني لا أجامل ولكني أقول الحق باقة ورد وغصن زيتون وتحية من القلب مودتي |
الساعة الآن 07:09 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.