منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1733)

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:10 AM

أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ
وقد ملِئَتْ أنْفاسُهُ لِي بالوجدِ
رماني بحرّ الشوق بردُ نسيمها
أحدثتَ عن حرّ مذيب من البردِ
وما طابَ عرفٌ من سراها وإنما
تطيبُ في جنح الدجى بِسُرَى هند
حدا بالأسى شوقي رواحل أدمعي
فكم خدّدَ الخد الذي فوقه تَخْدِي
ولي ذمّة ٌ مرعيّة ٌ عند عَبْرَة ٍ
تواصل ودي في فراق ذوي الود
أُحِبُّ حبيباً نَجْلَ أوْسٍ لِقَوْلِهِ:
فيا دمعٌ أنجدني على ساكني نجد
نوى أسلمتْ منا خلياً إلى شجى ً
ووصلاً إلى هجر، وقرباً إلى بعد
وأسدٍ على مثل السعالي عوابس
لها لَبَدٌ من صَنعة ِ الحَلَق السّرْد
كُفَاة ٌ وغيدٌ، أهدت الرّيحُ منهما
لنا سَهَكَ الماذيّ في أرَج الند
سروا بالمها وهناً ومن ورق الظّبا
كناسٌ عليها حُفّ بالقصب المُلدِ
ندير عيوناً شيبَ بالحسن حُسنها
فلله منها ما تُسر وما تبدي
وتحسبُ منها في البراقع نرجساً
تخطّ الأسى بالطلّ في صفحة ِ الخد
وكم غادة ٍ لا يعرفُ الرئمُ مثلها
رمتني بِسَهْمَيْ مقلتيها على عمد
فريدة ُ حسن، تخجل البدر بالسنا
ودعصَ النقا بالرّدف، والغصن بالقد
إذا عقدت، عَقْدَ الخيولِ، وشاحَها
على خصرها المجدول أوهت من العقد
مهاة ٌ تكاد العين من لين جسمها
ترى الورق المخضّر في الحجر الصلد
يَضِلّ سُرى المشط المسرح فرعها
إذا ما سرى في ليلِ فاحمه الجعد
وتندى بمفتوتٍ من المسكِ صائك
قديرٍ إلى عصر الشباب على رد
فلا تكُ منها ظالماً لِصِفاتِها
على الَثّغْرِ بالإغريضِ والرّيقِ بالشهدِ
إذا باتَ قلبي بالصبابة ِ عندها
ففي أي قلبٍ بات وجدي بما عندي
وليلٍ هوتْ فيه نجومٌ كأنها
يعاليلُ بحرٍ مُضمرِ الجزر في المد
كأنَّ الثريّا فيه باقة ُ نرجسٍ
من الشرق يُهديها إلى مَغْرِبٍ مُهْد
أردتُ به صَيْدَ الخيالِ ففاتَنِي
كما فرّ عن وصل المتيَّم ذو صد
فكيفَ يصيدُ الطيفَ في الحلم ساهرٌ
أقلّ كرى من حَسْوَة الطائرِ الفرد
أخو عَزَمَاتٍ باتَ يعتسِفُ الفلا
بعيرانة ٍ تردي وخيفانة تخدي
قفارٌ نجت منها الصبا إذ تعلقت
حُشَاشَتُهَا مني بحاشية البرد
وقد شُقّ خيطُ الفجر في جنح ليلنا
كما شُقّ حد السيف في جانب الغمد
وأهدت لنا الأنوارُ في أرض حمة ٍ
من ابنِ عليٍّ غُرّة َ القمر السّعْد
هنالك ألقى المجتدون عصيّهم
بحيثُ استراحوا من مطاوعة الكد
لدى ملكٍ يُربي على الغيث جودهُ
وَيَغْرَقُ منه البحرُ في طَرَفٍ الثمد
مندّى الأماني في مراتع ربعه
ومستمطر الجدوى ، ومنتجع الوفد
ينير سريرُ الملك منه بأروع
سنا نورِهِ يجلو قذى الأعين الرمد
غنيّ، بلا فقر لذكرى قديمة ٍ
بمفخره عن مفخر الأب والجد
إذا السبعة ُ الشهبُ العليَّة ُ مثّلتْ
بمنظومٍ عِقْدٍ كان واسطة َ العقد
جوادٌ بما قد شئت من بذل نائلٍ
ومن كرمٍ محضٍ، ومن حسبٍ عدِّ
يجود ارتجالاً بالمنى لا رويَّة ً
فلا حُكْمَ تسويفٍ عليه ولا وعد
تعوّد ظهر الحُجرِ في الحجرِ مركباً
ومَهّدَتِ العليا له الملكَ في المهد
وقالت لقدّ السيف نبعهُ قَدِّهِ
ستعلمُ ما يلقاه حدّكَ من حدّي
ترى الملكَ يستخذي لشدّة بأسه
خضوع ابن آوى للغضنفرة الورد
تقوم على ساقٍ به الحربُ في العدى
ومجلسُهُ في صهوة الفرس النّهْد
ويمتحُ نفسَ القِرْنِ عاملُ رُمحهِ
كما يمتح الماءَ الرشاءُ من الجُد
إذا شرع الخطيَّ أغرى سنانه
من الذِّمر، معتاداً، بجارحة الحقد
سليلُ الملوك الغر يؤنسُهُ النّدى
إذا ما عُلاهُ أوحشته من النِّدّ
وما حِمْيَرٌ إلاَّ الغطارفة الألى
أياديهمُ تُسْدَى وأيديكُمُ تسدي
يصولون صولَ الذائدين عن الهدى
ويعفون عفو القائدين ذوي الرشد
وتسلب تيجان الملوك أكفُّهمُ
إذا طوقوا أيمانهمْ قضبَ الهند
وحربٍ كأن البأس ينقدُ جمعها
ليعلم فيهم من يُزيَّفُ بالنقد
ويقدح، قرعَ البيض في البيض، نارها
كما ينتضي القدحُ الشرارَ من الزند
ضحوكٌ عبوسٌ في مراحٍ، مُنَقَّلٌ
عن الهزل في قطف الرءوس إلى الجد
حشوها على الأعداء بالبيض والقنا
وبالزّرَدِ الموضون، والضُمّر الجُرْد
أقول لك القولَ الكريم الذي به
جرى قلم العلياء في صحف الحمد
وإن كنتُ عن علياك فيه مقصِّرا
فعذر مقلّ جاءَ بين يدي جهدي
لك الفخر في جهر المقال كأنَّما
يُردّدُ في الأسماع صلصلة الرعد
تولّى عليٌّ عهدَ يحيى وبعده
توليتَ عهدَ الملك، قُدّسَ من عهد
وتوّجَ يحيى قبل ذاك بتاجه
تميمٌ، ومسعاه على سَنَنِ القصد
وقال معزّ اليدن ذو الفخر لابنه
تميمٍ: سريرُ الملك أنتَ له بعدي
ولو عَدّ ذو علمٍ جدودكَ لانتهى
إلى أوّلِ الدنيا به آخرُ العد
وأنت على أعمارهم سوف تعتلي
لعمرٍ مقيمٍ في السعادة ممتد
بكفّك سلّ الدِّين للضرب سيفه
وأضحى على أعدائه بك يستعدي
سددت بأقيال الأسود ثغورهُ
وحقّ بها فتح الثغور من السد
وجيشٍ عريضٍ بالشياح طريقه
يموج كسيلٍ فاض منخرقَ السد
كأنَّ المنايا في الكريهة ألفيت
على خلقها من خلقه صورُ الجند
وحربِيَة ٍ في طالع السعد أُنْشِيَتْ
فنيرانُها للحرب دائمة ُ الوَقْدِ
جبالٌ طفت فوق اليماه وغيضتْ
بسمر القنا والمرهفات على الأسد
ودُهمٌ بفرسان الكفاح سوابحٌ
تجافيفها في الروع منسدل اللبد
فمن كلّ ذي قوسين يرسل عنهما
سهامَ المنايا فهي مُصْمِية ٌ تُرْدِي
وترمي بنفطٍ نارُهُ في دخانه
به الموتُ محمرّ يؤوب بمسودّ
وتحسب فيه زفرة ً من جهنم
تَصَعّدُ عن فَتْلِ اللوالب بالشد
عرائسُ أغوالٍ تهادى وإنَّها
لَتُهْدِي، إذا صالت، من الموت ما تهدي
قلوبُ عداة ِ الله منها خوافقٌ
كما قلبت فيها الصَّبَا عَذَبَ البند
أبوك أصابَ الرشد فيها برأيه
وهدّ بها رُكْنَ العِدَى أيّمَا هَدّ
وأصبحتَ منه في سجايا مُعَظَّمٍ
وحدُّ معاليك التعاليك عن الخد
ولو كان يُستجدى الغمام بزعمهم
من البحر أضحى منك في المجد يستجدي
فلا زالت الأعيادُ تلفيك سيدا
ينهَّى الندى في صونه رمثَ المجد

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:11 AM

أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أمُدامٌ عن حباب تبتسمْ
أمْ عقيقٌ فوقه دْرٌّ نُظِمْ
أعَلى الهمّ بعثنا كأسنا
أم بنجمِ الأفقِ شيطانٌ رُجمْ
أظلامٌ لضياءٍ طبقٌ
أم على الكافور بالمسك خُتِم
أندًى في الزهرِ أم ماءُ الهوى
حارَ في أعينِ حُورٍ لم تنم
أعمودُ الصبح في الغيهب أمْ
غُرّة ُ الأشقرِ في الغيمِ الأحَمْ
أمِراة ٌ أم غديرٌ دائمٌ
مقشعرّ الجلد بالقرّ شبمْ
قَدَرَتْ منه الصَّبا سردا فما
رفعتْ عنه يداً حتى انفصم
كلّ ذا يدعو إلى مشمولة ٍ
فذر اللوم عليها أوْ فلُمْ
واغتنِمْ من كلّ عيشٍ صَفْوَهُ
فألَذّ العيش صفوٌ يُغْتَنَمْ
واشكلِ الأوتار عن نغمتها
لا تسوغُ الخمرُ إلاّ بالنّغَمْ
ومدامٍ قَدُمَتْ فهْيَ إذا
سُئلتْ تخبرُ عن عاد إرمْ
سكنتْ أجوفَ في جوف الثرى
نَسَجَ الدهرُ عليه ورقمْ
خالفتْ أفعالها أعمارها
فأتت قوتُها بعدَ الهرمْ
فهي في الرّاووقِ إن روّقتها
لهبٌ جارٍ وماءٌ مُضطرم
أفْنَتِ الأحقابُ منها جوهرا
ما خلا الجزءَ الذي لا ينقسم
فهي مما أفْرطتْ رقّتُها
تجدُ الريّ بها وهيَ عدمْ
لا ينالُ الشَّرْبُ من كاساتها
غيرَ لونٍ يُسرع السكرَ وشمْ
وكأنَّ الشمسَ في ناجودِها
من سواد القارِ في قُمصِ ظلمْ
فأدِرْ للروح أُخْتاً والزرا
جينِ بنتاً وسرورِ النفس أُم
فهي مفتاحٌ للذّاتِ لنا
ويدُ المنصور مفتاحُ الكرم
حلّ قصرَ المجد منه ملكٌ
بُدىء َ المجدُ به ثمّ خُتِم
يحتبي في الدّستِ منه أسدٌ
وهلالٌ وسحابٌ وعَلَم
يتركُ النقمة َ في جانبهِ
وإذا عاقبَ في الله انتقمْ
وإذا قال: نعم، وهي له
عادة ٌ، اسبغ بالبذل النِّعيمْ
ذو أيادٍ بأيادٍ وصلَتْ
كتوالي دِيَمٍ بَعْدَ ديم
وإذا ما بَخِلَ الغيمُ سخا
وإذا ما عبسَ الدهرُ بسمْ
تنتحي السادات عزّاً فإذا
قَرُبَتْ من عنده صارتْ خدم
لست أدري أيمينٌ قُبّلَتْ
منه في تسليمها أمْ مستلمْ
يذعرُ الجبّارُ منه فعلى
شَفَة ٍ يمشي إليه لا قدم
فالقُ الهامِ، إذا كرّ سطا
مِسْعَرُ الحرْبِ، إذا همّ اعتَزَم
كلما أوطأ حرباً سبكاً
حميَ الرّوع وشبّ المقتحمْ
وإذا حاول في طعن الكُلى
صَرّفَ اللهذَمَ تصريف القلم
يطأُ الهامَ التي فلقها
بلُهامٍ للأعادي مُلتهِمِ
يُرجعُ الليلَ نهاراً بالظّبا
ويعيدُ الظُّهرَ بالنقع عَتَمْ
فضياءُ الشهب في قسطلهِ
ويعيدُ الظهر ديال في نيم كذا
إنّما حميرٌ أسدٌ لم تزلْ
من قناها ساكناتٍ في أجَم
كلّ شَهمِ القلبِ مرهوبِ الشبا
مُرْتضى الأخْلاَقِ محمودِ الشيم
يستظلّون بأوراق الظبا
وأُوَارُ الرّوْعِ فيهم مُحْتَدم
وعروسٍ لك قد أهديْتُها
تُكْلَمُ الحُسّادُ منها بالكَلِم
في تقاصيرَ من الدّرّ إذا
حاولوا تحصيلها فهيَ حكم
يضربُ الأمثالَ فيها بِكُمُ
أممٌ في المدح منْ بعد أممْ
أسكنتْ ذكرَك حُكْماً خالدا
أبداً بُنيانهُ لا ينهدم

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:12 AM

أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ
لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ
في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ
فاطوِ العجاجَ بكلّ يعمُلة ٍ لها
عومُ السفينة ِ في سرابِ السبْسبِ
شرّقْ لتجلو عن ضيائك ظلمة ً
فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغرب
والماءُ يأجن في القرارة ِ راكداً
فإذا عَلتكَ قذاتهُ فتسرّبِ
طالَ التغرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ
بوخامة ِ المرعى وَطَرْقِ المشرب
فطويتُ أحشائي على الألم الّذي
لم يشفه إلاَّ وجودُ المذهب
إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة
أخْرَجْنَنِي منها خروجَ المذنب
من سالمَ الضعفاءَ راموا حربهُ
فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّة َ محْرَبِ
كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ
فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ
من كلّ مركومِ الجهالة ِ مُبْهمٍ
فكأنَّما هوَ قطعة ٌ من غَيْهبِ
لا يكذبُ الانسانَ رائدُ عَقلهِ
فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْربِ
ولربّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ
والليثُ يأنف عن جواب الثعلب
لا تحسبنّي في الرجال بُغاثَة ً
إني لأقعَصُ كلّ لقوة ِ مرقبِ
أصبحتُ مثلَ السيفِ أبلى غمدهُ
طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكب
إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحة ٍ
مصقولة ٍ للماء تحت الطُّحلبِ
كم من قوافٍ كالشوارد صِرتُها
عن مثلِ جَرْجرَة ِ الفنيق المُصْعَبِ
ودقائقٍ بالفكر قد نظّمتُها
ولو انّهُنّ لآلىء ٌ لم تُثقبِ
وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها
فقليلُ إجازي كثيرُ المُسْهبِ
نفثَ البديعُ بسحره في مقوَلي
فنَطَقْتُ بالجاديّ والمتذهّبِ
لوْ أننا طيرٌ لقيلَ لخيرنا
غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ
وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتنِي
رَجَحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ
إني لأغمدُ من لساني مُنْصلاً
لو شئتُ صمّمَ وهو دامي المضرب

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:12 AM

أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
( عبد الجبار بن حمديس )


أنظرْ إلى حسن هلالٍ بدا
يَهْتِكُ من أنوارهِ الحندسا
كمِنْجَلٍ قد صِيغَ من عَسْجَدٍ
يحصدُ من زهرِ الرّبى نَرْجِسَا

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:15 AM

أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أنْكرتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ
وهو من جنس عيونِ الخرد
وبكتْ فالدمعُ في وجنتها
كجمان الطلِّ في الورد الندي
ما الذي يُبكي بحزنٍ ظبية ً
فَتَكَتْ مقلتها بالأسد
والظباء الحور، إمَّا قَتَلَتْ
لحظاتُ العين منها، لا تَدِي
غادة ٌ إن نيط منها موعدٌ
بغدٍ فرَّ إلى بعد غد
هكذا عندي يجري مطلها
بخلاف عندها مطرد
وهي من عُجْبٍ ومن تيه لها
كبدٌ تُرحمُ منها كبدي
ذات عينٍ بالهوى نابعة ٌ
ضلّ في الحبِّ بها من يهتدي
وهي نجلاءُ حكاها سعة ً
رَبِيَتْ في حجره كالولد
لا يذوق الميلُ فيها إثمداً
ما لأحداق المها والإثمد
قذفتْ حبّة َ قلبي في يالهوى
هل رأيتَ الجمرَ في المفتأد
سحرها وحيٌ بنجوى ناظرٍ
ذو نُفاثٍ للنهى في عقد
ما لآسٍ في محبٍّ عَمَلٌ
غيرُ داءِ الروح داءُ الجسد
خفيَ البرُء على ألطافه
وهو في بعض ثنايا العوّد
إن في ظلمِ ظلومٍ لجنى
شُهُدٍ، واهاً لذاك الشُّهد
ذاب لي بالراحِ منها بَرَدٌ
هل يكون الراح ذوبَ البرد
هاتها صفراء ما اخترتُ لها
أُفُقَ الشمس على أُفُقِ يدي
خارجٌ في راحتي مقتنصٌ
كل همّ كامنٍ في خلدي
جَرّدَ المزجُ عليها صارماً
فاتَّقهُ بدموع الزبد
عُتِّقَتْ ما عتقت في خَزَفٍ
برداءِ القار فيه ترتدي
حيث أبلى جسمَها لا روحَها
مرُّ أيامِ الزمانِ الجدد
ما أطاقَ الدهرُ أنْ يسلبَها
أرَجَ المسك ولونَ العسجد
فاقْضِ أوطارَ اللذاذاتِ على
نقرِ أوتارِ الغزال الغرد
فلحونُ العودِ والكاسُ لنا
والندى والبأس للمعتمد
مَلِكٌ إن بدأ الحمدُ به
خَتَمَ الفخرُ به ما يبتدي
معرقٌ في الملك موصولاً به
شرفُ المجد ومحضُ السؤدد
من غدا في كلّ فضلٍ أوحداً
ذلك الأوحدُ كلّ العَدَد
من حمى الإسلام من طاغية ٍ
كان منه في المقيم المقعد
وكستْ أسيافُه عارية ً
ذلّ أهلِ السبتِ أهلَ الأحد
ذو يدٍ حمراءَ من قتلهم
وهي عند الله بيضاء اليد
تقتدي الأملاكُ في العدل به
وهو فيه بأبيه يقتدي
كيفَ لا يُملي على الناس العُلى
مستمدٌّ من على المعتضد
عارضٌ ينهل بالوبل إذا
كان للعارضِ كفّ الجلمد
وهصورٌ يفرسُ القِرْنَ إذا
جَرّدَ المرهفَ فوق الأجرد
قَوّمَتْ عزمتهُ عن نيَّة ٍ
من منار الدين ميلَ العمد
لا تلمهُ في عطاياه التي
إن ترم منهنّ نقصاً تزدد
فنداهُ البحرُ، والبحر متى
تعصفِ الريحُ عليه يُزْبد
ومحالٌ نقلكَ الطبعَ الذي
كان منه في كريم المولد
كم لُهامٍ جَرَّ في أوّلِهِ
رمحه فهو له كالمقود
وليوث صال فيهم فانثنوا
وضواريهم له كالنّقَد
بحسام مطفىء ٍ أرواحهمْ
بشواظ البارق المتقد
لِغراريهِ على هاماتهم
من شرار القدح ما في الزنَد
كم تغنَّى بالمنايا في الطلا
ظبتاه، عن أغاني معبد
وسنان مشرعٌ في صَعْدة ٍ
كلسانٍ في فم الأيم الصدي
في سماء النقع منه كوكب
طالعٌ في يَزَنِيٍّ أملد
أبداً يدعو إلى مأدبة ٍ
حُوّمُ الوحش عليها تغتدي
يا بني البأس: مَنِ الذِّمْرُ الذي
جاءَ في كاهلِ عَزْم أيّد؟
شَيّبَ الحرب اقتحاماً بعدما
يرعفُ اللهذم في راحته
كلما شمَّ قلوبَ الأُسُد
سمهريّ أحرقتْ شعلتهُ
كلّ روحٍ في غدير الزّرَد
أنت ذاك الأسد الورد فهل
كانَ في رمحك سَمّ الأسْوَدِ
أعناقُ البهمِ استحسنته
وهو بَرْدٌ أم عِتاقُ الجُرُد
دمتَ في الملك لمعنى مادحٍ
ينظم الفخر، وجدوى مجتد
وبنات من فضيح مُفْلِقٍ
يَشهَدُ الفضلُ له في المشهد
فهو بالإحسانِ في ألفاظها
محسنٌ صَيْدَ المعاني الشّرّد
في بيوتٍ أذنت فيها العلى
لك بالتقريظ في كلّ ند
قد تناهى في عروضٍ فهي لا
يعرض الهَدْمُ لها في المُسْنَد
فإذا أثنَتْ عليكم فتقت
لكمُ مِسْكَ الثّناءِ الأبدِي
وإذا استَحْيَتْ من المجدِ أتَى
مُعْرِباً عنها لسانُ المنشد

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:16 AM

أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
( عبد الجبار بن حمديس )


أوميضُ البرقِ في الليل البهيم
أم أياة ُ الشمس في كأس النديم
فتلقّ الرَّوحَ من ريحانة ٍ
حَيّتِ الشَّربَ بها راحة ُ ريم
عُصرتْ والدهرُ يومٌ مفردٌ
كقسيمٍ لم تجزهُ بقسيم
جُنِيَتْ أعْنابُها مِنْ جَنَّة ٍ
نُقلتْ منها إلى حرّ الجحيم
فلبُوسُ النارِ فيها سكة ٌ
حَكمتْ للشَّربِ منها بالنعيم
كفَّ حكمُ الماءِ منها سورة ً
تُسكرُ الصاحيَ منها بالشّميم
وكأنَّ الكأسَ تاجٌ كُلّلَتْ
جنباتٌ منه بالدّرّ النظيم
وقواريرُ حبابٍ سبحتْ
من سُلافِ الكرم في ماءٍ كريم
فَهِيَ الدّرْياقُ مِنْ سَمّ الأسى
حيثُ لا يشفيكَ درياق الحكيم
أقْبِلَتْ تَسعَى بها خُمْصَانَة ٌ
عمّ منها حُسنها خلقاً عميم
كلما قامت تثنى خلعَتْ
ميلَ التيه على خوطٍ قويم
سِحرُ هاروتٍ وماروتٍ بها
في فُتُورِ اللحظِ واللفظِ الرّخيم
تودعُ الكفّ شهاباً محرقاً
كلّ شيطانٍ من الهمّ رجيم
في ظلام بَرَقَ الصبحُ له
فتولّى عنه إجفالَ الظليم
وحَكَتْ جَوْزاؤهُ ساقِيَة ً
بنطاقٍ شُدّ في خَصْرِ هضيم
وكأنَّ الشّهْبَ كاساتٌ لها
شاربٌ في الغرب للشّرْبِ مديم
وكأنَّ الصبحَ كفّ أُخْرِجَتْ
لك من جَيْبِ ابنِ عمرانَ الكليم
وكأنَّ الشرقَ فيه رافعٌ
حُجباً عن وجه يحيى بن تميم
مَلكٌ في الملك يبدي فَخرهُ
جَوْهَرا في حَسَب المجدِ الصّمِيم
ذائدٌ بالسيف عن دينِ الهدى
سالكٌ فيه سراطاً مستقيم
أحلَمُ الأملاكِ عن ذي زَلّة ِ
سَبَقَ، السَيفَ له عَذْلُ الحليم
وسليمُ العرضِ تلقى مالهُ
أبداً من بذلهِ غيرَ سليم
ذو إباءٍ من عذاه ناقمٌ
ورؤوفٌ برعاياه رحيمْ
من أزاح الفقر إذ أسدى الغنى
وأباحَ الوفرَ إذ صانَ الحريم
من له طيبُ ثناءٍ أرِجٌ
راحلٌ في مِقْولِ الدّهْرِ مقيم
مَنْ له القِدحُ المُعَلّى في العلى
فائزٌ في الملكِ بالحظّ العظيم
مُنْعِمٌ، نبتُ مغانيه الغنى
أفلا يعدم فيهنّ العديم
لم تزلْ تُرضِعُ أخلافَ الندى
يدهُ العافين مذْ كان فطيم
ماءُ نعماهُ نميرٌ لا صَرى ً
ومُنَدّاهُ خصيبٌ لا وخيم
لا جمودُ القَطْرِ في المحل ولا
خُلّبُ البرق بِعَيْنِيْ مَنْ يَشيم
كم له من حجة ٍ بالغة ٍ
في لسانِ السيفِ تودي بالخصيم
يَعْمُرُ الحرْبَ بجيشٍ أرضُهُ
من دمِ الأعداءِ حمراءُ الأديم
روحهُ، فالذِّمْرِ للذِّمرِ غريم
وكأنَّ الشمسَ من قَسْطَلِهِ
فوقهُ تنظرُ من طرفٍ سقيم
دُقّ فيه السّمْرَ طعناً وَثَنى
ورقَ الفولاذِ بالضرب هشيم
كيفَ لا يُفنى عِداهُ في الوغى
ملكٌ يغدو له الموتُ خديم
كم فلاة ٍ دونه يدفعها
سُنْبُكُ العدو إلى خفّ الرسيم
لابن آوى وَسْطَها وَعْوَعَة ٌ
تُوحِشُ الإنسَ، وللبومِ نئيم
وعظيم الهولِ لولا آية ٌ
لم يكُنْ راكبُهُ إلاَّ أثيم
لم تزل عيني أو أذني به
تُؤذنُ القلب بخوفٍ لا ينيمْ
قد جمعتُ العزمَ ما بينهما
بالسّرَى والنجم بالليل البهيم
ووردتُ النِّيلَ من نَيْلِ يدٍ
تَرْتَوي الآمالُ منها وهي هيم
يا أبا الطاهر جَدَّدْتَ على
ثني أزمانِ العلى المُلْكَ القديم
لستَ كالبحرِ فمِلْحٌ ماؤهُ
لا ولا كالليثِ، فالليثُ شتيم
بل حباكَ الله بأساً وندى ً
خُلُقاً منك على أكْرم خِيمْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:17 AM

أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا جزعي بالدار إذ عنّ لي الجزعُ
وقاد حِمامي من حمائمِهِ السّجْعُ
وعاوَدَنِي فيها رِداعي ولم أشِمْ
ترائب عُوّادٍ يضمّخُها الردعُ
وقفتُ بها والنفسُ من كلّ مقلة ٍ
تذوبُ بنارٍ في الضلوع لها لذْعْ
مطلاً مطيل النوح لو أنّ دمنة ً
لها بَصَرٌ تَحْتَ الحوادث أوْ سَمْعُ
طلولٌ عقت آياتها فكأنما
غرابيبها جزعٌ وأدمانها ودعُ
حكى الربعُ منها بالصدى إذ سألتُهُ
كلاميَ حتى قيل هل يَمْزَحُ الربع
تخط مع المحل الجنوب بمحوها
سطورَ البلى فيها وتعجبها المسعُ
ولم يبقَ إلاَّ ملعبٌ يبعث الأسى
ويدعو الفتى منه إلى الشوق ما يدعو
ومجموعة ٌ جمع الثلاث ولم تزدْ
عليه صوالي النار أوجهها سفع
لبسنَ حداد الثكل وهي مقيمة ٌ
على مَيْتِ نارٍ لا يفارقها فَجْع
ومضروبة ٌ بين الرسوم وما جنتْ
عقاب النوى من هامها الضرب والقلعُ
ومحلولكٌ ما فكَّ زيجاً ولا له
بسرِّ قضاء النجم علمٌ ولا طبعٌ
أبان لنا عن بيننا فلسانه
علينا له قطعٌ أتيح له القطع
إذا لم تكن للحي داراً فما لها
إذا وقفَ المشتاق فيها جرى الدمع
لياليَ عودي يكتسي وَرَقَ الصبا
وإذ أنا إلفٌ للجآذر لا سِمْع
وينبو عن اللوم المعنّفِ مسمعي
بمنْ حُسنها بين الحسان له سمعُ
فتاة ٌ لها في النفسِ أصلٌ من الهوى
وكلّ هوًى في النفس من غيرها بدع
وتبلغُ بنتُ الكرم من فرح الفتى
بلذّتها ما ليس يبلغه البِتْع
يصدّ الهوى عن قطفِ رمان صدرها
وإن راقَ في خوط القوام له ينع
وكم من قطوفٍ دانياتٍ ودونها
تعرض أشراع من الرمح أو شرع
تريكَ جبيناً يُخجِلُ الشمسَ هيبة ً
وخَلْقاً عميماً في الشباب له جمع
وتبسمُ في جُنح الدجى وهو عابسٌ
فيضحكُ منها عن بروقٍ لها لمع
وبيدٍ أبادتْ عيسَنَا بيبابها
فهن غراث في عجافٍ لها رَتْع
إذا سمع الحادي بها السمعُ ظنهُ
كريماً على نَشْزٍ لمأدُبَة ٍ يدعو
فكم من هزيلٍ في اقتفاءِ هزيلة ٍ
ليأكلَ منها فَضْلَ ما أكلَ السّبع
فإن يهلك الإيحاف حرفاً بمهمه
فإنهما السيفُ المُجرّدُ والنّطعُ
نحوتٌ عليها كلّ حرفٍ بعاملٍ
من العزّم مخصوص به الخفضُ والرّفع
وعاركتُ دهري في عريكة بازلٍ
ينوء به هادٍ كما انتصبَ الجذع
وما خار عُودي عند غمز مُلمّة ٍ
وهل خار عند الغمز في يدك النبع
وملتحفٍ بالصقل من لمع بارقٍ
يُطير فراشَ الهام من حدّه القرعُ
أقام مع الأحقاب حتى كأنما
لحديه عنه من حوادثها دفعُ
وتحسبُ أهوال الحروب لشيبهِ
وكلّ خضابٍ في ذوائبه ردْعُ
إذا سُلّ واهتزت مضاربه حكى
أخا السلّ هزته بأفكلها الرّبعُ
وتحسرُ منه أنفسٌ هلكتْ به
فما صارمٌ في الأرض من غمده سقع
أأذكى عليه القينُ بالرّيح نارَهُ
وأمكنه في الطبع بينهما طَبْع
أصاعقة ٌ منقضّة ٌ من غراره
يهولُكَ في هامِ الرواسي لها صدعُ
وجامدة ٍ فاضت فقلنا تعجباً
أنهرٌ تمشّت فوقه الرّيح أو درع
وأحكمها داودُ عن وَحْيِ ربِّهِ
بلطفِ يدٍ، قاسي الحديد لها شَمعُ
ترى الحلقاتِ الجُعْدَ منها حبائِكاً
مسمَّرة ً فيها مساميرها القرع
سرابية ُ المرأى وإن لم يَرِدْ بها
على الذِّمْرِ طعنٌ يتقيه ولا مصع
وعذراء يغشاها ذكورٌ أسنة ٍ
وتُثْنَى لجمعٍ كلّما افترقَ الجمع
ومنجردٍ كالسيد يُعمل أرضهُ
فيبني سماءً فوقه سمكها النقع
متى يمنع الجريُ الجيادَ من الونى
ففي يده بذلٌ من الجري لا منع
له بصرٌ مستخرجٌ خبءَ ليلة ٍ
إذا الحسّ أهداه إلى قلبه السّمع
ويمرقُ بي في السبق في كلّ حلبة ٍ
فتحسبهُ سهماً يطيرُ به النزع
برأيي وعزمي أكملَ الله صِبْغَتي
ولولا الحيا والشمسُ ما كَمُلَ الزرع

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:17 AM

أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
وذوبي غيرَ جامدة ٍ وفيضي
فقد قُلبَ التأسي بالرزايا
أسى ً ملأ التراقي بالجريض
أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ
فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريض
فدع أشرَ الجموح وكنْ ذليلاً
لعزِّ الله كالعودِ المروضِ
فلستَ مُنَعَّماً بيدَيْ حبيبٍ
ولا بِمُعذَّبٍ بيدي بغيض
وأشقى الناس في الأخرى ابن دنيا
يقول لنفسه في الغيِّ خوضي
أما شَرَحَتْ له عِبَرُ الليالي
معانيَ بعدَ مُلتبسِ الغموض
وناحتْ هذه الدّنْيا عليه
فظنّ نياحها شدوَ القريض
فلا يغترّ بالحدثانِ غمرٌ
لذيذُ النوم في طرفٍ غضيضِ
فقد يُصْمي الرّدى في الوكر فرخاً
فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريض
وَيُبْلِي غَيْرَ مُسْتَبُقٍ حَيَاة ً
لقشعمِ شاهقٍ ميتِ النهوضِ
ويُلحِمهُ ابنهُ ما اختار نهساً
بمنسرهِ المدمى من أنيضِ
وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ
ترحِّلُ سودَ لمتهِ ببيضِ
يذوقُ المرءُ في محياهُ موتاً
جُفوفَ الزّهْرِ في الروض الأريض
وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى
كما يخفينَ في تربِ الحضيض
عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيْدا
بها بين القشاعم والبَعوض
رأيتُ الخلقَ مرضى لا يُداوى
لهم كلبٌ من الزمن العضوضِ
ولا آسٍ لهم إلاّ مريضٌ
فهل يُجْدِي المريضُ على المريض
يواصلُ فيهم فتكُ ابن آوى
وهم في غفلة ِ البهمِ الربيضِ
وما ينجو امرؤ من قبضتيه
يُدِلّ يسبق مُنجَرِدٍ قبيض
وقالوا الزكرميّ أُذيقَ كأساً
يحولُ بها الجريضُ عن القريضِ
فقدتمْ في المعلى كبرَ حظٍّ
له بالفائزين نَدَى مُفِيض
يطيرُ به جناحُ الطبع سبقاً
من الإحسان في جوٍّ عريض
ولو مُزجتْ حلاوتهُ بنفطٍ
لَسَاغَ وَجَلّ عن خَصَرِ الفضيض
لقد عَدِمَ المعمّى منه فكّاً
ومات لموته عِلمُ العروضِ
أبا حفصٍ تركت بكلّ حَزْنٍ
عليكَ الفضلَ ذا قلبٍ مهيضِ
يُروي الله ترباً نمتَ فيه
فباكي المُزْنِ مُبْتَسِمُ الوميض
فقد أبقيتَ ألسنة َ البرايا
بفخركَ في حديثٍ مستفيضِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:18 AM

أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا ربّ عفوا عن ظلومٍ لنفسِهِ
رجاكَ وإن كان العفافُ به أولى
مقيمٌ على فعلِ المعاصي مخالفٌ
توالى عليه الغيّ .... فاستولى
سألتُكَ يا مولى المَوالي ضرَاعَة ً
وقد يَضْرَعُ العبدُ الذليلُ إلى المولى
لتصلحَ لي قلباً، وتغفرَ زلّة ً
وتقبل لي توباً، وتسمعَ لي فِعْلا
ولا عَجَبٌ فيما تمنّيْتُ، إنَّني
طويل الأماني عند مَن يحسن الطولا

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:19 AM

أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا رشاقَة َ غُصْنِ البان ما هَصَرَكْ
ويا تألف نظم الشمل من نثرك؟
ويا شؤوني، وشأني كله حزنٌ
فضّي يواقيت دمعي واحبسي دُرركْ
ما خلتُ قلبي وتبريحي يُقَلّبُهُ
إلا جناحَ قطاة ٍ في اعتقال شرَكْ
لا صبرَ عنكِ وكيف الصبر عنكِ وقد
طواكِ عن عينيَ الموجَ الذي نشركْ
هلاّ، وروضة ُ ذاك الحسنِ ناضرة ٌ،
لا تلحظُ العينُ فيها ذابلاً زَهَرك
أماتكِ البحرُ ذو التيار من حسدٍ
لمّا درى الدرُّ منه حاسداً ثغركْ
وقعتُ في الدمع إذ أغرقتِ في لُججٍ
قد كاد يغمرني منهُ الذي غمرك
أيّ الثلاثة أبكى فقدهُ بدمٍ
عميمَ خُلقِكِ أم مَعناكِ أم صِغَركْ
من أين يقبحُ أن أفنى عليكِ أسى
والحسنُ في كلّ فنّ يقتفي أثركْ
كنتِ الشبيبة َ إذْ وَلتْ ولا عِوَضٌ
منها ولو ربحَ الدّنيا الذي خَسِرَكْ
ما كنتُ عنكِ مطيلاً بالهوى سَفرِي
وقد أطلتِ لحيني في البلى سفرك
هل واصلي منكِ إلا طيفُ مَيّتَة ٍ
تُهْدِي لعينيَ من ذاك السكون حَرك
أعانقُ القبر شوقاً وهو مشتملٌ
عليكِ لو كنتُ فيه عالماً خبركْ
وددتُ يا نور عيني لو وَقَى بصَري
جنادلاً وتراباً لاصَقاً بشرك
أقولُ للبحر إذ أغشيتُهُ نظري
ما كدرَ العيشَ إلا شُربُها كدركْ
هلاّ كففتَ أجاجاً منك عن أشرٍ
من ثغرِ لمياءَ لولا ضعفها أسركْ
هلاّ نظرتَ إلى تفتير مُقْلتِها
إني لأعجبُ منه كيف ما سحرك
يا وَجْهَ جوهرة َ المحجوبَ عن بصَري
من ذا يقيكَ كسوفاً قد علا قمرك
يا جسمها كيف أخلو من جوى حزني
وأنت خالٍ من الروح الذي عَمَرك
ليلي أطالكَ بالأحزان معقبة ً
عليّ مَنْ كانَ بالأفراحِ قد قصرك
ما أغفلَ النائم المرموس في جدثٍ
عما يُلاقِي من التبريح مَنْ سَهِرك
يا دولة َ الوصلِ إن ولّيت عن بصري
فالقلبُ يقرأ في صُحْفِ الأسى سمَرك
لئن وجدتكِ عني غيرَ نابية ٍ
فإنّ نفسي منها ربُّها فطرك
إن كان أسلمك المضطرُّ عن قدرٍ
فلم يخنْكِ على حالٍ ولا غَدَرَك
هل كان إلاّ غريقاً رافعاً يدهُ
نهاهُ عن شربِ كاسٍ من بها أمرك
وارحمتا لولوعٍ بالبكاء فما
ينسيه ذكر...............
أما عَداكِ حِمامٌ عن زيارته
فكيفَ أطْمَعَ فيك النفس وانتظرك
إن كان للدمع في أرجاء وجنته
تبرجٌ فهو يبكي بالأسى خفركْ
وما نجوتُ بنفسي عنكِ راغبة ً
وإنّما مدّ عُمري قاصرٌ عُمركْ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:19 AM

أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
( عبد الجبار بن حمديس )


أيا مُوليَ الجميل إذا انتشى
ويا مُبْتَدي النّيْلِ الجميل إذا صحا
وفي كلّ أرضٍ من نداه حديقة ٌ
تضوعَ مسكاً نورها وتفتحا
عطاؤك يعفو المحلَ صوباً فعينهُ
تخطّ على آثاره كلّ ما محا
أأفرد بالحرمانِ من كلّ عاطلٍ
تطوّق من نعماك ثم توشّحا
أتَتْنِي على بُعْد النوى منك دعْوَة ٌ
قطعتُ لها بالعزم نَجْدا وصحصحا
ويحتال من أهل القريض مصرِّفٌ
يُهادِي القوافي في امتداحك قُرّحا
وكان عليه الحق ليلاً يجوبه
إليكَ فلما لاَحَ وَجْهُكَ أصبحا
رفعتُ وأصحابي إلى ما يَجِدّهُ
علاك، فَوَقعْ مُمسكاً أو مُسرّحاً

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:20 AM

أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
( عبد الجبار بن حمديس )


أين مني عتبُ أحبابٍ هجود
قتلوا نومي بإحياء الصدود
وخليّ لم تبتْ أحشاؤه
آه من وصلٍ عن القرب يذودْ
وخليّ لمْ تبتْ أحشاؤه
وهي بالتبريح للنار وقودْ
قال: كم تظما من الظلمٍ إلى
مُوْرِدٍ لم تَرْوِ منه بورود
شَيِب بالمسك وبالشهد معاً
والمساويك على ذلك شهود
أو ترجِّي نيلَ صادٍ للمى
قلتُ: لولا الماء ما أوْرَقَ عود
قال: إن البيض لا تحظى بها
أو ترى بِيضَ ذؤاباتكَ سود
قلت: عندي يومَ اصطاد المنى
جذعٌ يُحكمُ تأنيسَ الشرود
كم مُليمٍ قد نَضَا ثَوْبَ الصّبا
عنه، ردّته إلى الصبوة ِ رود
بحديثٍ يُسحرُ السحر به
يتمناه معاداً أن يعود
تٌنزلُ الطيرُ من الجوّ به
وتُحَطّ العُصْمُ من شُمّ الرُّيُود
وَسَبَتْهُ قُضُبٌ في كُثُبٍ
مالت الأكفالُ منها بالقدود
وثمارٌ نطقت أوصافها
بإشاراتٍ إلى صغر النهود
عدَّ بي عن كل هذا إنني
لا أرى الدهر لإحساني كنود
لي هوًى آوي إليه مرحاً
غير أني بالنهى عنه حَيود
إنّ همي همة ٌ أسمرها
ولها قُمتُ فما لي والقعود
وفلاة ٍ أبداً ظامئة ٍ
مشفقٌ من قطعها العودُ عنود
حمل الماءَ ولا يَشْرَبهُ
فهو للمُرْوَى به عينُ الحسوُد
جبتُها في متن ريح تنبري
للسُّرى بين سيوعٍ وقتودا
في ظلامٍ طَنَّبَتْ أكنافُهُ
فوق أرجاءِ وهادٍ ونجود
وكأن البدر فيه ملك
والنجوم الزهرُ حوليه وفود
وكأنَّ الشُّهُبَ شُهْبٌ قَيّدَتْ
أيدياً منها على الجري قيود
ولقد قلتُ لحادي عيسنا
وهي بالبخل عن البخل تجود
أنجاءٌ تخرق الخرقَ به
كابدته منك أم مضغُ الكبود
فمتى يَفْلُقُ عن أبصارها
هامة َ الليل من الصبح عمود
وأرى ما اسودّ من قار الدجى
ذابَ منه بلظى الشمس جُمُود
جالياً أقذاءَ عين مَقَلَتْ
من محيّا حَسَنٍ بَدْرَ السعود
أروعٌ إن سَخُنَتْ عَيْنُ العلى
كَحَلَتْهَا مِنْ سناه ببرود
في رُواق المُلكِ منه مَلِكٌ
مُلْكُهُ من قبلِ عادٍ وثمود
بسطَ الكفّ بجودٍ غدقٍ
قُبضتْ عن بذله كفّ الصَّلود
كم سبيلٍ نحوه مسلوكة
فهي للقصّاد كالأم الولود
ذو سجايا في المعالي خُلِقَتْ
للوغى والسلم من بأس وجودِ
وأناة ٍ أُرْسيَتْ في خُلُقٍ
كنظير الزهر في الرّوض المَجُود
ومصونُ العرض مبذولُ النّدى
مُعْرِقُ الآباء في مَحْضِ الجدود
ثابتٌ عند المعالي فضلهُ
هل يطيق الليل للصبح جحود
مُقْدِمٌ يصطادُ أبطالَ الوغى
إنَّ شبل الليث للوحشِ صَيُود
ذو ابتدارٍ في وقارٍ كامنٍ:
للظى الزّنْدِ وقودٌ من خمود
ألِفَتْ يمناه إسداء الغنى
والغنى تُسْدِيهِ يُمْنَى من يسود
كم عُفاة ٍ في بلادٍ نَزَحَتْ
فسبتْ منهم أياديه وفودِ
من ملوكٍ نظمتْ مدّاحهُمُ
فِقَرَ المدح لهم نظمَ العقودِ
في بيوت بُنِيَتْ شِعْرِية ٍ
لثناء المرءِ فيهنّ خلود
كل راسي الحلم حامٍ مُلكهُ
عادلِ السيرة ِ وافٍ بالعهود
أسدٍ تحسبُ في عامله
أسوداً ينهش أعضاءَ الحقودِ
نشأوا في منعة من عزمهم
للمعالي في حجور وبنود
بيتُ مجدٍ جاوزتْ أربعهُ
أربعَ الشهبِ حدوداً بحدود
يقذف الحربَ بجيشٍ لجبٍ
مُشْرَعِ الأرماح مقدامِ الجنود
ذي موازيبِ حديدٍ فَهَقَتْ
بصبيبِ الدم من طعن الكبود
ونسُورٍ تغتدي أحشاؤها
من بني الهيجاء للقتلى لحود
زاحفٌ كالبحر مداً بالصبا
بحرور الموت في ظل البنود
نَقْعُهُ كالغيمِ ملتفاً على
صعقاتٍ من بروق ورعودِ
وإذا ما ركعتْ أسيافه
فوق هاماتِ العدى خرّتْ سجود
للمنايا عندهُ ألسنة ٌ
قلّما تعمرُ أفواهَ الغمودِ
كلّ عضبٍ يحسبُ الناظرُ في
متنهِ للنار بالماءِ وقودِ
ونعوتُ البيض حُمْرٌ عنده
لِدَمٍ تُكساهُ من قتل الأسودِ
وكأن الأثر فيها نمشٌ كاد
أن يخفى بتوريد الخدودِ
وكأنَّ الفتكَ فيها أبدا
ذو حياة ٍ للعدا منه همود
دُمْ لنا يا ابن عليّ ملكاً
في عُلى ً ذاتِ سعود وصعودِ
ودنا منك بتقبيل الثرى
كلّ قرمٍ سيدٍ، وهو مسود

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:21 AM

أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
( عبد الجبار بن حمديس )


أيّ خطبٍ عن قوسهِ الموتُ يرمي
وسهامٌ تصيبُ منه فتُصْمي
يسرعُ الحيّ في الحياة ببرءٍ
ثم يُفضي إلى المماتِ بسقم
فهو كالبدرِ ينقصُ النورُ منه
بمحاقٍ وكانَ من قبلُ يَنمي
كلّ نفسٍ رَمِيّة ٌ لزَمانٍ
قدر سهم له، فَقل: كيف يرمي
بيضُ أيّامها وسودُ لياليـ
ـها كشهبٍ تكرّ في إِثْر دُهْمِ
وهي في كرّها عساكرُ حربٍ
غُرَّ مَنْ ظنها عساكرَ سلمِ
بَدَرَ الموْتُ كلَّ طائرِ جَوٍّ
في مَفازٍ وكلَّ سابحِ يمّ
رِبّ طوْدٍ يريك غيرَ بعيدٍ
منه شَمّ السماءِ أنْفُ أشَمَ
جَمَعَ المَوْتُ بالمصارع منه
بين فُتخٍ محلّقاتٍ وعُصمِ
كم رأينا وكم سمعنا المنايا
غيرَ أنّ الهوى يُصم ويعمي
أين من عمّرَ اليبابَ، وجيلٌ
لبسَ الدهرَ من جديسٍ وطسم
وملوكٌ من حِميرٍ ملأوا الأرْ
ضَ، وكانتْ من حكمهم تحتَ خَتْم
وجيوشٌ يُظلّ غابُ قناها
أسُداً من حُماة ِ عُربٍ وعجم
كَشّرَ الدهر عن حِدَادِ نُيوبٍ
أكلتهم بكلّ قضْمٍ وخضمِ
وَمُح-ُوا من صحيفة الدهر طُرّاً
مَحَوَ هُوجِ الرياحِ آياتِ رسْم
أفلا يُتّقى تغيّرُ حالٍ
فَيَدُ الدهرِ في بناءٍ وهدم
والرزايا في وعظهنّ البرايا
في الأحايين ناطقاتٌ كبكم
والذي أعجزَ الأطباءَ داءٌ
فقدُ روحٍ به وَوِجدانُ جسمِ
لو بكى ناظري بصوتِ دماءٍ
ما وفَى في الأسى بحسرة ِ أمِّي
مَنْ توسّدتُ في حشاها
وارتدى اللحمَ فيه والجلدَ عظمي
وضعتْني كَرْهاً كما حملتني
وجرى ثديُها بشر بي وطَعمي
شرح الله صدرها لي فأشهى
ما إليها إحضانُ جسمي وضمي
بحنانٍ كأنها في رضاعي
أمّ سقْبٍ درّتْ عليه بشمِّ
يا ابن أمي إني بحكمك أبكي
فقدَ أمي الغداة َ فابكِ بحُكمي
قُسمَ الحُزنُ بيننا فثبيرٌ
لك قسم، وَيَذُبُلٌ منه قسمي
لم أقُلْ والأسى يُصَدّقُ قولي
جمدت عبرتي فلذت بحلمي
ولو أني كففتُ دمعي عليها
عقّني برّها فأصبحَ خصمي
أُمّتا هل سمعتني من قريبٍ
حيثُ لي في النياح صرخة ُ قرم
كنتُ أخشى عليك ما أنت فيه
لو تخيّلتُ في مُصابك همّي
كم خيالٍ يبيتُ يمسح عطفي
لكِ يا أمتّا ويهتفُ باسمي
وبناتٌ عليك منتحباتٌ
بخدودٍ مخّدرات بلطمِ
بتنَ يمسحنَ منكِ وجهاً كريماً
بوجوهٍ من المصيبة ِ قُتْمِ
وينادينَ بالتفجّعِ أمّاً
يا فداءً لها إجابة ُ غتم
بأبي منك رأفة ٌ أسندوها
في ضريحٍ إلى جنادلَ صُمّ
وعفافٌ لو كان في الأرض عادتْ
كلَّ عظم من الدفين ولحم
وصيامٌ بكلّ مطلَع شمسٍ
قيامٌ بكلّ مطلع نجم
ولسانٌ دعاؤهُ مُسْتجابٌ
ليَ أودعتُهُ الرغامَ برغمي
وحفير من الصبابة ِ فيه
في حجاب التقى سريرة كتم
كم تكفّلتِ من كبيرة سنّ
وتبنّيْتِ من صغيرة يُتمِ
فأضاقتْ يداك من صَدَقاتٍ
كان يُحيا بهنّ ميّتُ عُدْم
كان بين الأناس عُمْرُكِ حمدا
قد تبرّأتِ فيه من كلّ ذمّ
أنتِ في جنة ٍ وروضِ نعيمٍ
لم يَسِمْ أرْضَها السحابُ بوسم
يا أبا بكر: المصابُ عظيمٌ
فهو يُبكي بكلّ سحٍّ وسَجْمِ
أنتَ في الودّ لي شقيقُ وفاءٍ
ومصابي إلى مصابك ينمي
أنت من صفوة ِ الأفاضل نَدْبٌ
في نِصابٍ كريمِ خالٍ وعمِّ
باتَ من طبعك المفجعِ طبعي
ربّ سهم أُعِيرَ صارم شهم
تركت بيت يوسفٍ للمعالي
أسفاً ينحر العيون فيدمي
دوحة ُ المجد بالفخار جناها
يافعٌ فهي في البلى تحت ردم
فسقى التربة َ التي هي فيها
عارضٌ منه رحمة اللهِ تَهمي
ولبستَ العزاءَ يا خير فرْعٍ
قد بكى حسرة ً على خير جِذْم

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:22 AM

أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أيّ نَعِيمٍ في الصِّبَا والمُقْتَرَحْ
وشغلُ كفَّيّ بكوبٍ وقَدَحْ
فلا تلمني إنَّني مُغْتَنِمٌ
من السرور في زماني ما منحْ
فإنَّهُ مُسْتَرْجَعٌ هِبَاتِهِ
وباخلٌ من الصِّبَا بما سَمَحَ
وسقني من قهوة كاساتها
تُسرج في الأيدي مصابيح الصبح
لو شمّها صاحٍ عَسيرٌ سُكرُهُ
تحتَ لثامٍ في فدامٍ لَطَفَحْ
ولا تسوّفني إلى ترويقها
لا يَشْتوي اللّيثُ إذا اللّيثُ ذَبَحْ
حتى أقول زاحفاً من نشوتي
يَحْسنُ بالتزحيف بيتُ المنسرح
ومالىء ٍ زقاً وكاه مردياً
سَمَ الأسَى مِنْهُ بدُرْياقِ الفَرَحْ
وجاثمٍ بَينَ النَّدَامي تَرْتَوِي
أشباحُهُمْ منه بما يَرْوَى شَبَحْ
كأنَّما رَدّتْ عليه روحَهُ
سُلافه الراح فإن مُسّ رمحْ
غضّ الصِّبا كأنَّما حديثُهُ
يمازج النَّفسَ بأنفاسِ الملح
حلّ وكاءً شدّهُ عن مُدْمَجٍ
طَلّ دَمَ العنقودِ منه وسفح
حتى إذا ما صب منه رَيّقاً
سدّ على ذوبِ العقيقِ ما فتح
ترى نجيع الزقّ منه راشحاً
كأنَّهُ من وَدَجِ الليلِ رَشَح
مدامة ٌ للروح أختٌ برة ٌ
يَنْأى بها سرُورُنا عن التَرَحْ
قد عَلمَتْ مزاجَ فَشُرْبُها
يَجْرَحُهُ ثُمّتَ يَأسُو ما جَرَح
وتجعل القار الذي باشرها
في اللدن مسكاً للعرانين نفحْ
يحجب جسمُ الكاسِ من سعيرها
نفحاً عن الكاسِ ولولاه نفح
والشمسُ منها في نقاب غيمها
مخافة ً من نورها أن تفتضح
يومٌ كأنَّ القَطْرَ فيهِ لؤلؤٌ
يَنْظمِ للرّوْضِ عُقودا وَوُشَح
يَقدحُ نارا من زِنادِ بَرْقِهِ
ويطفىء الغيث سريعاً ما قدحْ
لمَّا جَرَتْ فيهِ الصِّبا عَليَلة ً
رقّ الهواءُ فيه للنفس وصحّ
كأنَّما الكافورُ نَثْرُ ثَلْجِنا
أو نَدَفَ البُرْسَ لنا قوسُ قزح
حتى علا الجوَّ دجى ً لم يغتبق
فيه الثرى من الحيا كما اصطبح
غرابُ ليل فوقنا محلّقٌ
يقبض عنّا ظلّهُ إذا جنح
وقد محا صبغَ الدّياجي قمرٌ
دينارهُ في كفّه الغربِ رجحْ
حتى إذا رَدَّ حُدا عَدوّهِمْ
من كان في وادي الرّقادِ قد سَرَح
نَبّهَ ذا هَذا وكلٌّ طَرْفُهُ
يلمحُ طرفَ الشكرِ من حيثُ لمح
يسألُ في تَقْوِيمٍ جيدٍ مائلٍ
لم يسامحْ في الحمْيّا لَسمَحَ
أضارِبٌ كفّيه يَشدو سَحَرا
أم نافضٌ سقطيه فيه قد صَدَح
نَبَّهَ للقهوَة ِ كلّ طافح
في مصرعِ السكر قتيلاً مطّرَح
من كل جذلان كأن رُوحَهُ
عن جسمه من شدة السكر نزح
إن الذي شحّ على إيقاظه
سامحَ في الشهبِ نداماه فشحْ
وجاءنا الساقي بصحنٍ مفعمٍ
لو شاء أنْ يَسْبحَ فيه لسَبَح
يا لائمي في الراح كم سيئة ٍ
تَجاوَزَ الغَفارُ عنها وصَفَح
ماذا تريد من سبوقٍ كلما
رُمتَ وقوفاً منه باللوم جَمَح
أغشٌ خلقِ اللهِ عند ذي هوى
من عرض الرشد عليه ونصح
حتى إذا فكّر عَنْ بصيرة ٍ
ذمّ مِنَ الأفعالِ ما كان مَدَح

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:22 AM

أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
( عبد الجبار بن حمديس )


أيُّ روحٍ لي في الريح القبول
وسُراها من رسومي وطلولي
وظباءٍ أمِنَتْ من قانصٍ
لم ينلها الصيدُ في ظلّ المقيلِ
نشرتْ عندي أسرارَ هوى
كنتُ أطويهنّ عن كل خليلِ
وأشارت بالرضى ، رُبّ رضى ً
عنك يبدو في شهادات الرسولِ
عجبي كيف اهتدتْ مُهْدِيَة ٌ
خَصَرَ الرِيِّ إلى حرج الغليل
ما درت مضجَعَ نومي إنَّما
دلّها ليلي عليه بأليلي
لستُ أبغي لسقامي آسياً
فَبُلولي منه بالريح البَليل
طرفهُ أشعثُ كالسيفِ سرى
حدّهُ بين مضاءٍ ونحول
عبرتْ بحراً إليه واتّقتْ
حوله بحرا من الدمع الهمول
يا قَبُولاً قد جلا صيقَلُهُ
صدأً عن صفحة الماءِ الصقيلِ
عاوِدِي منكِ هُبُوباً فيه لي
وَجَدَ البُرْءَ عليلٌ بعليلِ
كرياحٍ عَلّلَتْنِي بِمنى ً
كِدْنَ يُثْبِتْنَ جوازَ المستحيل
أصباً هبّتْ بريحانِ الصِّبا
أو شمال أسْكَرَتْنِي بالشِّمول
حيثُ غَنّتني شوادي روضة ٍ
مطرباتٍ بخفيفٍ وثقيل
في أعاريضَ قصارٍ خَفِيَتْ
دِقّة ً في الوَزْنِ عن فهمِ الخليل
ولحونٍ حارَ فيها معبدٌ
وله علمٌ بِموسيقى الهَديل
والدّجى يرنو إلى إصباحهِ
بعيونٍ من نجومِ الجوّ حُولِ
خافَ من سيلِ نهارٍ غَرَقاً
فتولّى عنه مبلول الذيول
زرعَ الشيبُ بفوديّ الأسى
فنما منه كثيرٌ من قليلِ
فحسبتُ البيضَ منه أنجماً
عن بياضٍ لاذَ منّي بالأفول
كلّ منْ ينظُرُ مِنْ عِطْفِ الصِّبا
نظرَ المُعجَبِ بالخلقِ الجميلِ
فجوازي باضطرارٍ عندها
كجوازِ الفتح في الحرف الدخيلِ
كيف لي منها إذا ما غَضِبَتْ
برّحتني محْنَة ُ السّخْطِ القَتول
غادة ٌ يأخذُ منها بابلٌ
طَرف السحرِ عن الطرْفِ الكحيل
فإذا قابلَ منها لحظَها
فلّلَتْ منه حديداً بكليلِ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:23 AM

أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
( عبد الجبار بن حمديس )


أُعطيتَ حُكمكَ في الأيام فاحْتَكِمِ
وإن تملّكتَ رقّ المجد والكرمِ
وحالفتك سعودٌ لو يُخَصّ بها
عصرُ الشبابِ لما أفضى إلى الهرمِ
إنّ الزّمانَ ليجري في تصرّفهِ
على مُرادك منه غيرَ مُتّهم
فما هممتَ بأمرٍ أو اشرتَ به
إلاَّ وقامتْ له الدنيا على قدم
إنَّ القسنطينة الكبرى مُمَلَّكُها
قد اتَّقى منك حدّ السيفِ بالقلم
وخافَ قَدْحَ زناد أمره عجب
يرميه في الماءِ ذي التيار بالضرمِ
ورامَ حقنَ دماءِ الرّومِ معتمداً
على وفاءِ وفيّ منك بالذمم
فكفَّ عزم كفاة صدقُ بأسِهِمُ
مستأصلٌ نِعَمَ الأعداءِ بالنقم
وأقبلتْ مع رسلٍ منه مألكة ٌ
تأسو كلومك في الأعلاج بالكلم
رآك بالقلب لا بالعين من جزَعٍ
في دَسْتِ مُلْكٍ عليه هَيْبَة ُ العِظَمِ
مُطَيَّبُ الذكرِ في الدنيا مُوَاصِلُهُ
كأنما عرفُهُ مسكٌ بكلّ فم
مشى إليك بتدريج على شفة ٍ
من لثم أرضِ عظيم الملك ذي همم
مقدِّماً كلّ عالقٍ من هديّته
كروضة ٍ فوّفتها راحة ُ الدّيم
في زاخرٍ من بحورِ الروم، عادتُهُ
ألا يزال مشوباً منهمُ بدم
لولا النواتي وأثقالٌ لها، حُمِلَتْ
من البطاريق، إجلالاً، على القمم
فعاد بالسلم من حرب سلاهبها
دُهمٌ بأرجلها تغنى عن اللجم
ومنشآتٌ إذا ريحٌ لها نشأتْ
جرين في زاخرٍ بالموتِ ملتطم
راحتْ من الشحْم فوق القار لابسة ً
فيه، تأزُّرَ أنوارٍ على ظُلَم
تبدي سواعدَ أكمامٍ تُريك بها
مشيَ العقارب في ألوانها السخم
من كلّ مدَّرعٍ بالحزم ذي جَلَدٍ
لا يشتكي في أليم الضرب من ألم
وما رأيتُ أسوداً قبلهم فتَحَتْ
مدائناً نازَلَتْها وهي في الأجُم
سُدتم وجدتم فأوطان النجوم لكم
مراتبٌ من علّو القدر والهمم
وأرضُ بُنصُرَ قد أهدى غرائبها
لملكهم مَلْكُهَا في سالف القدم
قل للعفاة أديموا قصد ساحته
إن نمتمُ عن نداه الغمرِ لم ينم
لولا مكارمُ يحيى والحياة ُ بها
مارُدّ روحُ الغنىف ميّتِ العدم
مَلْكٌ إذا جادَ جادَ الغيثُ من يده
فمسقَطُ القطر منه منبتُ النعم
إذا أثار عجاجَ الحرب ألحفها
ليلاً بهيماً بكرّ الخيل بالبُهم
أنسيتنا بأيادٍ منك نذكرها
خصيبَ مصرٍ وما أسداه للحكمي
وقد طويتَ من الطّائيّ ما نَشَرَتْ
من المفاخر عنه ألسنُ الأمم
هديتَ من ضلّ عن مجدٍ وعن كرمٍ
بما تجاوزَ قدرَ النار والعلم
خُصِصْتَ بالجود والبأس المنوط به
والجودُ والبأس مولودان في الشيم
ولو رآك زهيرٌ في العلى لثنى
لسانهُ في كريمِ المدحِ عن هرم
فاشرب خبيئة َ دنْ أظهرتْ حبباً
للثم منه ...........ثغر مبتسم
لها تألقُ برقٍ، كيف قيّدهُ
في الكأسِ ساقٍ يُنيلُ الوَرْدَ في عنَم
وكيف تُسْمِعُ في هامٍ تُفَلّقها
صهيلَ صمصامك الماضي لذي الصمم

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:24 AM

إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
( عبد الجبار بن حمديس )


إذا رأيت ملوكَ الأرضِ قد نظروا
إلى السماءِ فكلّ الخوفِ في النظر
فإنَّهُمْ يَتّقونَ البَطْشَ مِنْ مَلِكٍ
منفّذٍ أمرهُ كاللمح بالبصر

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:24 AM

إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
( عبد الجبار بن حمديس )


إذا كان في الكتب اتصال لقائنا
فكل فراقٍ موجِعٌ في انقطاعها
وإن كانت الأيَّام مطبوعة على
خِلافي فقلْ مَنْ لي بنقل طباعها
فلا تقطعوا عنّا سطورَ رسالة ٍ
تُمثِّلُ لي أشخاصكم في سماعها
فلي كبدٌ بالبين منكم تصدّعتْ
وطولُ اغترابي زائدٌ في انصداعها
لأصْبَحْتُ في الدّنْيا حريصاً عليكمُ
ألا إنّ مثلي زاهدٌ في متاعها

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:26 AM

إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
( عبد الجبار بن حمديس )


إذا ما الهواء اعتلّ كان اعتلالنا
محيطاً بما يجرِيهِ فينا التنفّسُ
وربّتما كان الغذاءُ مَضَرُّة ً
يذمّ به العقبى جهولٌ وكيّسُ
وأمراضنا أسبابُهنّ كثيرة ٌ
تحلّ بأجسامٍ فتهلِكُ أنْفُسُ

ناريمان الشريف 10-07-2010 08:26 AM

إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
( عبد الجبار بن حمديس )


إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
ولم أتقِ الإغراقَ منها على نفسي
وقد شملتني شيبة ٌ لم أبتْ بها
فما لي في ليلي وقد طلعتْ شمسي
غرست بكفّيَّ المعاصيَ جاهِدا
ولاشكّ أني أجتني ثمرَ الغرسِ
إلى الله أشكو جُمْلة ً أرتدي بها
وأصبحُ منها في الذنوب كما أمسي
فيا وحشي من سوء ما قدّمتْ يدي
إذا لم يكنْ في القبر من رحمة ٍ أنسْي

ناريمان الشريف 10-14-2010 10:28 PM

إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
( عبد الجبار بن حمديس )


إلى متى منكمُ هجري وإقصائي
ويلي وجدتُ أحِبّائِي كأعْدائِي
هُمْ أظمأُونِي إلى ماءِ اللّمى ظمأً
ترحلَ الريّ بي منهُ عنِ الماء
وخالفونيَ فيما كنتُ آملهُ
منهمْ وربّ دواءٍ عادَ كالداءِ
أعيا عليّ، وعذري لا خفاءَ به،
رياضة ُ الصعب من أخلاقٍ عذراء
يا هذه، هذه عيني التي نظرتْ
تبلّ بالدمعْ إصباحي وإمسائي
من مقلتيك كساني ناظري سَقَماً
فما لجسميَ فيءٌ بينَ أفياء
وكل جَدبٍ له الأنواءُ ماحية ٌ
وجدبُ جسمي لا تمحوه أنوائي
إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ
وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي
حاشاكِ مما اقتضاه الذمّ في مثلٍ
قد عاد بعد صناع نقض خرقاء
ما في عتابك من عتبى فأرقبها
هل يستدلّ على سلمٍ بهيجاء
ولا لوعدكِ إنجازٌ أفوزُ بِهِ
وكيف يُرْوي غلِيلاً آلُ بيداءِ
مُؤْنِبِي في رصينِ الحلم حين هَفَا
لم يهتف حلمي إلا عند هيفاء
دع حيلة البرءِ في تبريج ذي سَقَمٍ
إن المشارَ إليه ريقٌ لمياءِ
مضنى يردّ سلامَ العائداتِ له
مثلَ الغريق إذا صلّى بإيماء
كأنَّهُ حينَ يستَشفِي بغانية ٍ
غيرِ البخيلة يَرْمِي الداءَ بالداءِ
ما في الكواكب من شمس الضحى عوضٌ
ولا لأسماءَ في أترابِ أسماءِ

ناريمان الشريف 10-14-2010 10:29 PM

إني امرؤ لا ترى لساني
( عبد الجبار بن حمديس )


إني امرؤ لا ترى لساني
منظَّماً، ما حييتُ، هَجْوا
كم شاتمٍ لي عَفَوْتُ عَنهُ
مصَمِّماً في اللسان نَهوا
وابتداهَ الهُجرَ فيّ ظلماً
حتى إذا لم أُجِبْهُ رَوّى
لَفْظَتُهُ زَلّة ٌ تُلاقي
مِنْ لَفَظَتِي في الخطابِ عَفَوا
كم قائلٍ إذ تركْتُ عنه
بَحري بترك الجوابِ رَهْوا
وَعوعَ سيدٌ على هزبرٍ
فما رآهُ الهزبرُ كُفْوا
ولو سطا قادراً عليه
لم يُبْقِ للطيرِ فيه شِلوا
إنّ مطايا القريض نُجْبٌ
أجِيدُ سَوقاً لها وحَدوا
بمثل زأر الهصورِ جَزْلاً
أو كَبَغُامِ الغزال حُلوا
لوْ شِئتُ صيّرت بالقوافي
غارة هجوي عليه شعوا
ومَزّقَ القولُ منه عِرْضاً
لا يجدُ المدحُ فيه رفْوا

ناريمان الشريف 10-14-2010 10:30 PM

إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
( عبد الجبار بن حمديس )


إني لأبْسُطُ للقَبولِ إذا سَرَتْ
خدّي وألقاها بتقبيلِ اليد
وأضمّ أحنائي على أنفاسها
كيما تُبرّد حرّ قلبٍ مكمَد
مسحتْ كراقية ٍ عليّ بكفّها
ونقابُها ندٌّ من الزّهَرِ النّدِي
وعرفتُ في الأرواح مسراها كما
عَرَفَ المريضُ طبيبَهُ في العُوّد
ما لي أطيلُ عن الديار تغرباً
أفبالتغربِ كانَ طالعُ مولدي
أبداً أبدّدُ بالنوى عزمي إلى
أملٍ بأطرافِ البلاد مبَدِّدِ
كم من فَلاة ٍ جبتُها بنجيبة ٍ
عن منسمٍ دامٍ وخطمٍ مزبد
أبقى الجزيل لها جميل ثنائه
في العيس موصولاً بقطع الفدفد
ضربتْ مع الأعناق أعناقَ الفلا
بحسامِ ماءٍ في حشاها مغمدِ

ناريمان الشريف 10-14-2010 10:31 PM

إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
( عبد الجبار بن حمديس )


إنَّ الليالي والأيامَ يُدركها
شيبٌ ويعقبها من بَعْدِهِ هُلُكُ
فشيبُ ليلك من إصباحِهِ يَقَقٌ
وشيبُ يومك من إمسائه حلكُ
والعيشُ والموتُ بين الخلق في شغُلٍ
حتى يُسكَّنَ من تحريكه الفلك
ويبعثَ الله من جَوْفِ الثرى أُمَماً
كانتْ عظامهُمُ تبلى وتنتهك
في موقفٍ ما لخلق عنه من حِوَلٍ
ولا يحقّر فيه سوقة ً ملكُ

ناريمان الشريف 10-14-2010 10:32 PM

اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
( عبد الجبار بن حمديس )


اشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
مُحْمرّة ِ النّوارِ خضراءِ
كأنما أزهارُها أخرجتْ
ألسنة ِ النارِ من الماءِ

ناريمان الشريف 10-21-2010 03:16 PM

الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
( عبد الجبار بن حمديس )


الآن أفرخَ روعُ كلّ مهيَّدِ
وأُعِزّ دينُ مُحَمّدٍ بمحمّدِ
إن كانَ نَصْرُالله فَتَحَ بَابَهُ
فأبوكَ بادرَ قرعهُ بمهنّدِ
واقتادَ حِزْبَ الله نحوَ عدوّه
فالحربُ تجدعُ معطسَ المتمرد
في جحفلٍ يعلو عليه قتامهُ
كبخارِ أخْضَرَ بالعواصِفِ مُزْبَد
صُدِمَتْ جفونُ الفُنشِ منه بمفعمٍ
بالأسْدِ في غَيْلِ القنَا المتأوّد
وكأنما احتطب العلوج وساقهم
بحريقِ ضربٍ بالصوارمِ موقد
صدعتْ كتائبه الظبا حتى إذا
همّتْ به أعطى فذالَ معرِّدِ
في ليلة ٍ لَبِسَتْ لتسترَ شَخْصَهُ
عنا فلم تلحظه عينُ الفرقد
أمسى يكذّبُ مائنا في ظلمة ٍ
خفرتهُ فهي لديه بيضاء اليد
ولَى ، يُحاكي البرقَ لمعُ مُجَرَّدٍ
والرعدَ في حذَرٍ تحَمْحُمُ أجردَ
يعدو الجوادُ به على فرسانه
صرعى كأنهم نشاوى مُرقدِ
من كل ذي سكرين من خمر ومن
حدٍّ لذي فتكٍ عليه معربد
تُبنى الصوامع من رؤوسهم بها
كانت على هدم الصوامع تغتدي
والحربُ من بيضِ الذكور كأنَّما
باضتْ بهنّ رقائدٌ في الفدفد

ناريمان الشريف 10-21-2010 03:16 PM

الدمع ينطق واللسان صموت
( عبد الجبار بن حمديس )


الدمع ينطق واللسان صموت
فَانظرْ إلى الحركاتِ كيف تموتُ
ما زالَ يَظْهَرُ كلّ يومٍ بي ضَنى ً
فلذاك عن عين الحمام خفيت
صبٌّ يطالِبُ في صبابَة ِ نَفْسِهِ
جسداً بمدية ٍ سقمه منحوت
وأنا نذيرك إنْ تُلاحظ صبوة ً
فاللّحظ منكَ لنارها كبريت
قد كنتُ في عهدِ النصيح كآدمٍ
لكنْ ذكرتُ هوى الدمى فنسيت
كيف التخلُّصُ من فواترِ أعينٍ
يُلْقِي حبائلَ سحرها هاروت
ومعذبي مَنْ يَسْتَلذّ تعذبّي
لا بات من بلواي كيف أبيت
وشأٌ أحن إلى هواه كأنه
وطنٌ، وُلدت بأرضه ونشيت
في ليل لمته ضللت عن الهوى
وبنورِ غُرّتِهِ إليه هديت
ومنعَّمٌ جرح الشباب بخدِّه
لحظي فسالَ على المها الياقوت
وأنا الذي ذاقت حلاوة حسنه
عيني فساغَ لطرفها وشجيت
قال الكواعبُ؛ قد سعدتَ بوصلنا
فأجبتها: وبهجركنّ شقيت
كنتُ المحب كرامة ً لشبيبتي
حتى إذا وَخَطَ المَشِيبُ قُلِيت
من أستعين به على فرط الأسى
فأنا الذي بجنايتي عوديت
كنت أمرأً لم ألق فيه رزية ً
حتى سُلِبْتُ شَبيبَتِي فَرُزِيت
تهدي لِيَ المرآة ُ سُخْطَ جنايَتي
فالله يَعلمُ كيف عنه رضيت
همي كسقط القبس لكن طعمه
عمرٌ إذا أفناه فيّ فنيت
وإذا المشيب بدا به كافوره
كَفَرتْ به فكأنَّه الطَّاغوت
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري به
عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيت
لَيْلٌ حَبَاهُ الصبحُ درهمَ غُرة ٍ
وحجول أربعة ٍ بهنّ القوت
متفننٌ في الجري يتَّبعُ اسمَه
منه نعوتٌ بعدهنّ نعوت
أطلقَتُهُ فعقلتُ كلّ طريدة
تبغي بلحظِكَ صيدها فتفوت
لقطتْ قوائمه الأوابد شُرَّداً
قد كانَ منهُ لجمعها تشتيت
فكأنما جمدَ الصُّوار لدوْمِهِ
تحتي فلي من صيدها ما شيت

ناريمان الشريف 10-21-2010 03:17 PM

الصبح شرَّ بغيضِ
( عبد الجبار بن حمديس )


الصبح شرَّ بغيضِ
والليل خير حبيب
فما أحدثُ إلا
عن ممرضي وطبيبي
فالصبح أبعدَ مني
قربَ الغزال الربيب
فلو قضيتَ لقلبي
لما شكا من وجيب
أمتَّ عينَّ صُباحي
يوماً وعينَ رقيبي


الساعة الآن 07:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team