منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر القصص والروايات والمسرح . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   عفوا... مشاعرك تم اختراقها (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12898)

نزهة الفلاح 02-06-2014 05:41 AM

أ‌- ب مشاعر مخترقة

الحلقة الخامسة:

تساءلت من يا ترى؟ وجال في فكري احتمال مشوش فقطعت الشك باليقين وضغطت الزر الأخضر..

فإذا به المهندس زميلي الذي أكد انعزالي فخسر كلامي وإلحاح فضولي..

استغربت من فعله هذا، فأجبته بلهجة جافة وباقتضاب شديد..

انتهى الاتصال في ثوان معدودة..

وظننت أني تخلصت من الكلام معه، وانتابني حنين لمرحلة ما قبل الكلام معه، وأعيش داخلي كعادتي منذ نعومة أظافري..

بعد ثلاثة أيام، زرت صفحتي صباحا كعادتي، فوجدت رسالة طويلة من زميلي الصامت، رسالة طويلة على غير عادته، وكأنه يفرغ فيها كلامه الذي ادخره لشهور..

باح بما يخالج صدره، من ضيقه من زوجته وعدم فهمها له، وتكبرها عليه واستغلالها لطيبته، وكومات من الشكاوى صورتها لي كأنها حيزبون الساحرة الشريرة في عالم الرسوم المتحركة..

تساءلت بقوة: ما سبب هذا البوح المفاجئ الغريب والأسطوري، وكأن أبو الهول تخلى عن صمته أخيرا وتعطف وتلطف بالصارخين حوله..

احترت كيف أرد على رسالته، فتركتها غير مقروءة حتى أجد ردا مناسبا..

ورقص فضولي بأول نصر له، وكأنه يشيد مسيرة إنجازات عظيمة للبشرية..

كان قلبي يدغدغه شعور، يعرفه جيدا لكن مبادئي تستنكره، وفكري يتبرأ منه، ونفسي تحفر له في المشاعر مكانا خاصا..

نفضت خاطري الذي ينبهني بين الفينة والأخرى للشعور الوارد..

وقمت إلى عملي لأغطس فيه وأنسى المشاعر ونغزاتها..

أسبوع مضى وأنا لا أجد جوابا على رسالة زميلي..

التردد يتملكني والخوف من فهمي خطأ يعيقني، واستفزازه السابق لي لازال يجرحني..

تهت بين أمواج مشاعري المتصاعدة.. فآثرت الصمت حتى تهدأ على شاطئ الزمن..

خرجت من عملي في آخر الأسبوع وأنا متعبة أحن إلى الراحة وفكري تشتت بكثرة أكواد البرمجة وضغط العمل..

اعترض طريقي زميلي، وعاتبني على عدم ردي على رسالته، فأخبرته أني منشغلة جدا، ولم أجد ما أرد به..

شكرني وانصرف وشعرت أنه لن يكلمني ثانية وأنه غضب مني..

وبما أني لا أحب أن أغضب أحد، اهتز داخلي، وكدت أن أناديه لأعتذر له..

لكني تراجعت مرجئة كل شيء إلى ما بعد راحتي..

عدت إلى عملي من جديد بعد الأجازة الأسبوعية، فتحت المسنجر كعادتي كل يوم، فوجدت إضافة جديدة من شخص يسمي نفسه الصديق الوفي..

قبلت الإضافة، وكل شيء على ما يرام، والهدوء مستفز لجديد غائب، وروتين حياتي الممل الذي أصبح يضيق له أفقي وتختنق أمامه طموحاتي..

لم ألبث طويلا حتى بدأ جديد كلفني غاليا..

يتبع بأمر الله

بقلم: نزهة الفلاح

نزهة الفلاح 02-08-2014 02:30 AM

أ‌- ب مشاعر مخترقة

الحلقة السادسة والأخيرة:

قبلت إضافة الصديق الوفي، وبعد أيام كلمني، شعرت كأنه يعرفني جيدا، كاد أن يقول في شعرا، أثنى علي كثيرا وكأنه يعزف سيمفونية رومانسية على مشاعري..

لا أنكر أنه حرك دمية الحاجة للحب داخلي، ولا أنكر أيضا أنه أنساني الشعور الذي كنت أحاربه تجاه زميلي ذاك..

المهم شيء ما جذبني نحو هذا الوافد الجديد إلى عالمي الخاص..

فتحت قلبي، لاسيما وأني مسجلة على المسنجر باسم مستعار، ظننتي في أمان، أطلقت العنان لعالمي الداخلي ليفجر طاقاته في نافذة الدردشة..

كان مهندسا محترفا في استفزاز أصابعي لنقل ما يسكن مشاعري من ماض مليء بالذكريات لاسيما المؤلمة منها، فإذا ارتاح المرء إلى أحد أفرغ بين يديه حزنه ومنغصاته وكأنه يكنسها كنسا ليفرش مكانها فرحا وسعادة بمن مالت إليه مشاعره..

مر شهر وكأنه أيام، نلتهم الساعات التهاما، ونسهر إلى الفجر هياما..

طرت في سماء الحلم محلقة وهرمون الدوبامين في أعلى نسبه لأول مرة في تاريخي المشاعري..

كنت مستمتعة حتى أني لم أفكر متى سيطلبني إلى الزواج، كان كلامنا محترما في أغلبه، بين نقاشات وكلام عن العمل لاسيما وأني كما عرفت عنه مهندس اتصالات، وهو مجال قريب نسبيا من مجالي..

وفي ليلة من ليالي السعادة الطارئة والتي كنت أخشى أن تنتهي يوما، مما يجعلني أهتم به أشد الاهتمام لكي لا أخسره وأنا أحوج بذلك الاحتواء الغائب في كل محيطي، وذلك الحنان، الجاف حولي، وتلك الكلمات الندية، القاحلة حول أذناي..

وفي ذروة السمر المسنجري.. مع الصديق الملقب بالوفي وفي غمرة الحديث الشجي..

سألني سؤالا لم أتوقع يوما أن يوجه إلي:

قال: ما لون ملابسك الداخلية !!!

وأنا التي طالما استغربت من الفتيات اللاتي يقعن في الفاحشة، وطالما اتهمتهن بالغباء والضعف..

عدلت نظارتي كأني لم أقرأ الكلام جيدا، استعمر مشاعري غبن وحسرة دمعت لهما عيناي، وأدركت أني في غفلة غلفها الرواج الشبكي الذي حول الدردشة إلى أمر عادي، وأسقط في شباكه كل قلب مادي لم يراقب الله سبحانه وتائه عن منهج النبي الهادي ..

وقلت لنفسي: عذرا يا مشاعري... لقد تم اختراقك..

تمت بفضل الله

بقلم: نزهة الفلاح

ياسر علي 02-08-2014 04:02 AM



الأستاذة نزهة الفلاح

أولا لك جزيل الشكر على تنشيطك الدائم لهذا المنبر الذي تعتريه وحشة ما ، فيكاد فضوله يضاهي فضول البطلة في البحث عن أحبة منعتهم ظروفهم السكن في رحابه ، والتلاوة من معينه ، والرسم على جدرانه البيضاء ، أحس أنه يريد أن تخترقه تلك الكلمات التي تجعل عوالمه تزداد اتساعا و تستضيف هؤلاء الأشخاص الذين يزخرفون تجاربه بملاحمهم الزاهية ، رأيته يكاد يقوم لذاته ليضيف إلى حسابه القديم وجوها جديدة تحيي رغبة التفاعل و التدافع الشريف سعيا للتزين بأثواب إبداعية جديدة ، و هذه دعوة صادقة منه لكل الغيورين على الأدب للتبرك برحابه و غرس شتائل القصة في بساتينه ، و زرع بذور المسرح في حدائقه ، و رش عطور الرواية في روضاته .

الأستاذة نزهة الفلاح
نص ثري بما يحمله من صعوبة الشعور بالغربة .
فالبطلة هنا هادئة ساكنة ، وهو مجهود جبار لكبح الطبيعة التواصلية للإنسان ، وفي نفس الوقت تضخيم للفضول ليس في موضعه السليم طبعا فحياتها الاجتماعية شبه محدودة ، فالويب ملاذ لها لتفجير ذلك الفضول المتزايد في دواخلها الذي لم يجد مكانا للتصريف .
الغريب في القصة هو أن لا تستطيع البطلة التحدث إلى زميلها بدون تلك الواسطة بينهما ، وهو ذلك العالم الافتراضي الذي يمنح الشخص صورة مزيفة عن نفسه ، و عن معارفه . فالفضول هنا مستثمر بشكل سلبي لن يزيد الشخص أكثر من التقوقع على الذات كما حال البطلة التي ترسخ في ذهنها الأخر العدو ، الآخر المضر ، فهي من ناحية تعطي لنفسها الحق في سبر أغوار الناس دون أن تكون مستعدة لللبوح عن نفسها .
بالنسبة للذي كاد يخترق مشاعرها فهو تجسيد لمخاوفها منذ البداية عن الحياة ، و سبب لانغلاقها ، فهذا الشخص وضع أصبعه على حساسيتها تجاه الآخر ، هو فعلا لم يستطع اختراق مشاعرها كما ظنت لأنها محصنة بشكل كبير ضد الاختراق ، بل حتى ضد التفاعل ، لكن تلك الدمعة تدل في الوقت ذاته عن شعورها بالغبن ، ليس لأنها فقط تعرضت لشبه هزيمة ، بل لأنها أصلا لم تستطع ردع ذلك السلوك " التحرش" ، ليس فقط لأنها لم توبخه على فعلته ، فالقلق في حد ذاته هو عدم قدرة على التواصل ، بل لأنها لم تستطع التفاعل و ذلك بامتصاص الصدمة ، وتكوين مضادات ضد الاستفزاز الذي يسببه التحرش بالأنثى .

في النص العديد من العبر كما تفضلت بشرحها . لكن حالة البطلة و حتى البطل فيها الكثير من النقاط المستوجة لإضاءات نفسية .

كل التقدير والاحترام أستاذة نزهة الفلاح .



[/tabletext]
فاطمة جلال 02-08-2014 12:21 PM

[tabletext="width:70%;"]

الأديبة نزهة
اتعلمين ما هو اجمل من حرفك
ساخبرك الواقعية التي تكتبين بها المصداقية في الحرف
وهذا سر الجمال في حرفك ان تجذبين القارئ
وثانيا انك تحاكين الواقع
وثالثا طريقة السرد الممتعة التي تجعلنا في انتظار حرفك
لا اخفيك انني أقرأ عن بعد دائما هنا وفي الفيس
وأقول في سري ما أجمل هذا الفكر

متابعة ان شاء الله معك

محبتي

نزهة الفلاح 02-10-2014 06:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر علي (المشاركة 171768)


الأستاذة نزهة الفلاح

أولا لك جزيل الشكر على تنشيطك الدائم لهذا المنبر الذي تعتريه وحشة ما ، فيكاد فضوله يضاهي فضول البطلة في البحث عن أحبة منعتهم ظروفهم السكن في رحابه ، والتلاوة من معينه ، والرسم على جدرانه البيضاء ، أحس أنه يريد أن تخترقه تلك الكلمات التي تجعل عوالمه تزداد اتساعا و تستضيف هؤلاء الأشخاص الذين يزخرفون تجاربه بملاحمهم الزاهية ، رأيته يكاد يقوم لذاته ليضيف إلى حسابه القديم وجوها جديدة تحيي رغبة التفاعل و التدافع الشريف سعيا للتزين بأثواب إبداعية جديدة ، و هذه دعوة صادقة منه لكل الغيورين على الأدب للتبرك برحابه و غرس شتائل القصة في بساتينه ، و زرع بذور المسرح في حدائقه ، و رش عطور الرواية في روضاته .

الأستاذة نزهة الفلاح
نص ثري بما يحمله من صعوبة الشعور بالغربة .
فالبطلة هنا هادئة ساكنة ، وهو مجهود جبار لكبح الطبيعة التواصلية للإنسان ، وفي نفس الوقت تضخيم للفضول ليس في موضعه السليم طبعا فحياتها الاجتماعية شبه محدودة ، فالويب ملاذ لها لتفجير ذلك الفضول المتزايد في دواخلها الذي لم يجد مكانا للتصريف .
الغريب في القصة هو أن لا تستطيع البطلة التحدث إلى زميلها بدون تلك الواسطة بينهما ، وهو ذلك العالم الافتراضي الذي يمنح الشخص صورة مزيفة عن نفسه ، و عن معارفه . فالفضول هنا مستثمر بشكل سلبي لن يزيد الشخص أكثر من التقوقع على الذات كما حال البطلة التي ترسخ في ذهنها الأخر العدو ، الآخر المضر ، فهي من ناحية تعطي لنفسها الحق في سبر أغوار الناس دون أن تكون مستعدة لللبوح عن نفسها .
بالنسبة للذي كاد يخترق مشاعرها فهو تجسيد لمخاوفها منذ البداية عن الحياة ، و سبب لانغلاقها ، فهذا الشخص وضع أصبعه على حساسيتها تجاه الآخر ، هو فعلا لم يستطع اختراق مشاعرها كما ظنت لأنها محصنة بشكل كبير ضد الاختراق ، بل حتى ضد التفاعل ، لكن تلك الدمعة تدل في الوقت ذاته عن شعورها بالغبن ، ليس لأنها فقط تعرضت لشبه هزيمة ، بل لأنها أصلا لم تستطع ردع ذلك السلوك " التحرش" ، ليس فقط لأنها لم توبخه على فعلته ، فالقلق في حد ذاته هو عدم قدرة على التواصل ، بل لأنها لم تستطع التفاعل و ذلك بامتصاص الصدمة ، وتكوين مضادات ضد الاستفزاز الذي يسببه التحرش بالأنثى .

في النص العديد من العبر كما تفضلت بشرحها . لكن حالة البطلة و حتى البطل فيها الكثير من النقاط المستوجة لإضاءات نفسية .

كل التقدير والاحترام أستاذة نزهة الفلاح .



أستاذي الفاضل ياسر علي حياك الله
هذا من واجبي، وكل منا يرمي البذرة ويتقن الأسباب والله هو مجري الأسباب
أما عن القصة فهي فعلا مليئة بالتناقضات النفسية، حاولت تسليط الضوء على بعض الجوانب الاقتحامية ونقل نفسية الشخصية على لسانها
هي فتح للشهية لفكرة لازالت تختمر، اللهم يسر يارب
بارك الله فيك وأكرمك

نزهة الفلاح 02-10-2014 06:07 AM

اقتباس:
[/tabletext]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال (المشاركة 171783)
[tabletext="width:70%;"]

الأديبة نزهة
اتعلمين ما هو اجمل من حرفك
ساخبرك الواقعية التي تكتبين بها المصداقية في الحرف
وهذا سر الجمال في حرفك ان تجذبين القارئ
وثانيا انك تحاكين الواقع
وثالثا طريقة السرد الممتعة التي تجعلنا في انتظار حرفك
لا اخفيك انني أقرأ عن بعد دائما هنا وفي الفيس
وأقول في سري ما أجمل هذا الفكر

متابعة ان شاء الله معك

محبتي
أستاذتي العزيزة فاطمة
هذا من فضل الله عزيزتي ولا شك، فالحمدلله على فضله ومنه
سعيدة جدا بمتابعتك، بارك الله فيك ورضي عنك وأرضاك
بوركت

فاطمة أحمد 02-16-2014 10:35 PM


جزاك الله خيرا أستاذة نزهة
الفراغ العاطفي شرك يقع فيه من لا تنير دربه التقوى والإيمان
لعلها أنقذت نفسها من الاسترسال أكثر إلى منحدر أتجهت نحوه ووضعت نفسها فيه بفتح الطريق للآخرين
ضعلف النفوس مثلها .. بقليل من التسلح بالحزم والإيمان
ولو مضت أكثر لانزلقت وندمت أكثر
تقديري نزهة الغالية

نزهة الفلاح 02-18-2014 05:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة أحمد (المشاركة 172121)

جزاك الله خيرا أستاذة نزهة
الفراغ العاطفي شرك يقع فيه من لا تنير دربه التقوى والإيمان
لعلها أنقذت نفسها من الاسترسال أكثر إلى منحدر أتجهت نحوه ووضعت نفسها فيه بفتح الطريق للآخرين
ضعلف النفوس مثلها .. بقليل من التسلح بالحزم والإيمان
ولو مضت أكثر لانزلقت وندمت أكثر
تقديري نزهة الغالية

آمين يارب وإياك أستاذتي العزيزة فاطمة
إضافة مثرية منك
جزاك الله خيرا ورضي عنك غاليتي
بورك فيك


الساعة الآن 06:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team