قديم 04-09-2013, 08:49 PM
المشاركة 51
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الحادية والخمسون
الصبر وأقسامه




الصبر في اللغة: الحبس ومنه قولهم: قتل صبرًا أي محبوسًا مأسورًا.
وفي الاصطلاح: حبس النفس وذلك بحبس القلب عن التسخط المحرم، واللسان عن القول المحرم، والجوارح عن الفعل المحرم.
أقسام الصبر ثلاثة:
الأول: الصبر على طاعة الله؛ قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]، وقال تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الإنسان: 23، 24].
وهذا يشمل الصبر على الأوامر لأنه إنما نزل عليه القرآن ليبلغه فيكون مأمورًا بالصبر على الطاعة وقال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28] وهذا صبر على طاعة الله.
الثاني: الصبر على معصية الله؛ كصبر يوسف عليه السلام عن إجابة امرأة العزيز حيث دعته إلى نفسها في مكان لها فيه العزة والقوة والسلطان عليه ومع ذلك صبر وقال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 33] فهذا صبر عن معصية الله.
الثالث: الصبر على أقدار الله: قال تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [الإنسان: 24] فيدخل في هذه الآية حكم الله القدري ومنه قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف: 35]؛ لأن هذا صبر على تبليغ الرسالة وعلى أذى قومه، ومنه قوله  لرسول إحدى بناته: «مرها فلتصبر ولتحتسب»( ).
إذن الصبر ثلاثة أنواع أعلاها الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عن معصية الله، ثم الصبر على أقدار الله ( ).
***



~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:50 PM
المشاركة 52
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثانية والخمسون
مراتب الناس حال المصيبة





والناس حال المصيبة على مراتب أربع:
الأولى: التسخط، وهو إما أن يكون بالقلب كأن يسخط على ربه ويغضب على ما قدر الله عليه، وقد يؤدي إلى الكفر قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ} [الحج: 11] وقد يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك، وقد يكون بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعور وما أشبه ذلك.
الثانية: الصبر وهو كما قال الشاعر:
الصبر مثل اسمه مر مذاقته
لكن عواقبه أحلى من العسل

فيرى الإنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه، لكنه يتحمله وليس وقوعه وعدمه سواء عنده، بل يكره هذا ولكن إيمان يحميه من السخط.
الثالثة: الرضا وهو أعلى من ذلك وهو أن يكون الأمران عنده سواء، لأنه رجل يسبح في القضاء والقدر أينما ينزل به القضاء والقدر فهو نازل به على سهل أو جبل، إن أصيب بنعمة أو أصيب بضدها؛ فالكل عنده سواء؛ لا لأن قلبه ميت؛ بل لتمام رضاه بربه سبحانه وتعالى يتقلب في تصرفات الرب عز وجل ولكنها عنده سواء؛ إذ إنه ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه وهذا الفرق بين الرضا والصبر ( ).

***



~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:51 PM
المشاركة 53
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثالثة والخمسون
حكم اتباع العلماء أو الأمراء في تحليل ما حرّم الله أو العكس





واعلم أن اتباع العلماء أو الأمراء في تحليل ما حرّم الله أو العكس ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يتابعهم في ذلك راضيًا بقولهم مقدمًا له ساخطًا لحكم الله، فهو كافر؛ لأنه كره ما أنزل الله فأحبط الله عمله ولا تحبط الأعمال إلا بالكفر فكل من كره ما أنزل الله فهو كافر.
الثاني: أن يتابعهم في ذلك راضيًا في حكم الله وعالمًا بأنه أمثل وأصلح للعباد والبلاد ولكن لهوى في نفسه اختاره كأن يريد مثلاً وظيفة لهذا لا يكفر ولكنه فاسق.
الثالث: أن يتابعهم جاهلاً فيظن أن ذلك حكم الله فينقسم إلى قسمين:
أ- أن يمكنه أن يعرف الحق بنفسه فهو مفرط أو مقصر فهو آثم، لأن الله أمر بسؤال أهل العلم عند عدم العلم.
ب- أن لا يكون عالمًا ولا يمكنه التعليم فيتابعهم تقليدًا ويظن أن هذا هو الحق فهذا لا شيء عليه لأنه فعل ما أمر به وكان معذورًا بذلك ولذلك ورد عن رسول الله  أنه قال: «إن من أفتي بغير علم فإنما إثمه على من أفتاه». أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما، ولو قلنا بإثمه بخطأ غيره للزم من ذلك الحرج والمشقة ولم يثق الناس بأحد لاحتمال خطئه. فإن قيل لماذا لا يكفر أهل القسم الثاني؟
أجيب: أننا لو قلنا بكفرهم لزم من ذلك تكفير كل صاحب معصية يعرف أنه عاص لله ويعلم أنه حكم الله ( ).
***



~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:52 PM
المشاركة 54
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الرابعة والخمسون
الاقتناع بالحلف بالله





والاقتناع بالحلف بالله لا يخلو من أمرين:
الأول: أن يكون ذلك من الناحية الشرعية؛ فإنه يجب الرضا بالحلف بالله فيما إذا توجهت اليمين على المدعي عليه فحلف؛ فيجب الرضا بهذا الحكم الشرعي.
الثاني: أن يكون ذلك من الناحية الحسية فإن كان الحالف موضع صدق وثقة فإنك ترضى بيمينه وإن كان غير ذلك فلك أن ترفض الرضا بيمينه، ولهذا لما قال النبي  لحويصة ومحيصة: «تبرئكم يهود بخمسين يمينًا. قالوا: كيف نرضى يا رسول الله بأيمان اليهود!» أخرجه البخاري ومسلم، فأقرهم النبي  على ذلك ( ).

~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:53 PM
المشاركة 55
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الخامسة والخمسون
سب الدهر





وسب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم، فهذا جائز مثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم، أو برده وما أشبه ذلك؛ لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام: {هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود: 77].
الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل: كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير والشر فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقًا لأنه نسب الحوادث إلى غير ذلك وكل من اعتقد أن مع الله خالقًا فهو كافر كما أن من اعتقد أن مع الله إلهًا يستحق أن يعبد فإنه كافر.
الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاد أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل لكن يسبه؛ لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده؛ فهذا محرم، ولا يصل إلى درجة الشرك، وذلك لأنه سبُّه إياه لا يخلو إما أن يعتقد أنه هو الفاعل وهذا شرك، وإما ألا يعتقد أن الله هو الفاعل فتكون حقيقة السب لله عز وجل؛ لأن الله تعالى هو الذي يصرفه ويكون فيه ما أراد من خير أو من شر فليس الدهر فاعلاً فسبه في الحقيقة يعود إلى سب الله عز وجل، فيكون هذا محرمًا وليس بشرك لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة ( ).

~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:54 PM
المشاركة 56
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة السادسة والخمسون
استعمال (لو) على عدة أوجه





الوجه الأول: أن تستعمل في الاعتراض على الشرع.
وهذا محرم؛ قال تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}
[آل عمران: 168] في غزوة أحد حينما تخلف أثناء الطريق عبد الله بن أبيٍّ في نحو ثلث الجيش فلما استشهد من المسلمين سبعون رجلاً اعترض المنافقون على تشريع الرسول  وقالوا: لو أطاعونا ورجعوا كما رجعنا ما قتلوا فرأيُنا خير من شرع محمد وهذا محرم وقد يصل إلى الكفر.
الثاني: أن تستعمل في الاعتراض على القدر.
وهذا محرم أيضًا؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} [آل عمران: 156]؛ أي لو أنهم بقوا ما قتلوا؛ فهم يعترضون على قدر الله.
الثالث: أن تستعمل للندم والتحسر.
وهذا محرم أيضًا؛ لأن كل شيء يفتح الندم عليك فإنه منهي عنه؛ لأن الندم يكسب النفس حزنًا وانقباضًا والله يريد منا أن نكون في انشراح وانبساط قال : «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا فإن "لو" تفتح عمل الشيطان»( ).
مثال ذلك: رجل حريص أن يشتري شيئا يظن أن فيه ربحا فخسر فقال: لو أني ما اشتريته ما حصل لي خسارة. فهذا ندم وتحسر ويقع كثيرا وقد نهي عنه.
الرابع: أن تستعمل في التمني.
وحكمه حسب المتمني إن كان خيرًا فخير وإن كان شرًا فشر، وفي الصحيح عن النبي  في قصة النفر الأربعة قال أحدهم: «لو أن عندي مال فلان لعملت فيه عمل فلان». فهذا تمنى خيرًا، وقال الثاني: «لو أن عندي مال فلان الذي ينفقه في غير مرضاة الله». فهذا تمنى شرًا، فقال النبي  في الأول: «فهو بنيته فهما بالأجر سواء». وقال في الثاني: «فهو بنيته فهما في الوزر سواء».
الخامسة: أن تستعمل في الخير المحض.
وهذا جائز، مثل: لو حضرت الدرس لاستفدت. ومنه قوله : «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأحللت معكم»( ). فأخبر النبي  أنه لو علم أن هذا الأمر سيكون من الصحابة ما ساق الهدي ولأحل، وهذا هو الظاهر لي.
وبعضهم قال: إنه من باب التمني؛ كأنه قال: ليتني استقبلت من أمري ما استدبرت حتى لا أسوق الهدي؛ فالظاهر أنه خبر؛ لما رأى من أصحابه، والنبي  لا يتمنى شيئًا قدر الله خلافه ( ).

~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:55 PM
المشاركة 57
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة السابعة والخمسون
فوائد الإيمان بالقدر





وللإيمان بالقدر فوائد عظيمة منها:
1- أنه من تمام توحيد الربوبية.
2- أنه يوجب صدق الاعتماد على الله عز وجل؛ لأنك إذا علمت أن كل شيء بقضاء الله وقدره صدق اعتمادك على الله.
3- أنه يوجب للقلب الطمأنينة إذا علمت أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
4- منع إعجاب المرء بعمله إذا عمل عملاً يشكر عليه؛ لأن الله هو الذي من عليه وقدره له؛ قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ} [الحديد: 22، 23] أي فرح بطر وإعجاب بالنفس.
5- عدم حزنه على ما أصابه، لأنه من ربه فهو صادر عن رحمة وحكمة.
6- أن الإنسان يفعل الأسباب لأنه يؤمن بحكمة الله عز وجل، وأنه لا يقدر الأشياء إلا مربوطة بأسبابها ( ).




~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:56 PM
المشاركة 58
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثامنة والخمسون
حالات المسلمين مع المشركين





وليعلم أن لنا مع المشركين ثلاث حالات:
الحال الأولى: أن لا يكون بيننا وبينهم عهد فيجب قتالهم بعد دعوتهم إلى الإسلام وإبائهم عنه وعن بذل الجزية بشرط قدرتنا على ذلك.
الحال الثانية: أن يكون بيننا وبينهم عهد يستقيمون فيه فهنا يجب الوفاء لهم بعهدهم؛ لقوله تعالى: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 7]، وقوله: {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ} [التوبة: 4].
الحال الثالثة: أن يكون بيننا وبينهم عهد نخاف خيانتهم فيه فهنا يجب أن ننبذ إليهم العهد ونخبرهم أنه لا عهد بيننا وبينهم؛ لقوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال: 58]( ).

***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:57 PM
المشاركة 59
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة التاسعة والخمسون
أقسام القسم





والقسم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات، فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله مثل: والله ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة. ومثل: والله لا يغفر الله لمن أشرك به.
الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه، فهذا جائز لإقرار النبي  ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما حينما كسرت ثنية لجارية من الأنصار فاحتكموا إلى النبي  فأمر النبي  بالقصاص فعرضوا عليها الصلح فأبوا فقام أنس بن النضر فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع. وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي فقال الرسول : «يا أنس كتاب الله القصاص، السن بالسن قال: والله لا تكسر ثنية الربيع». وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص.
فلما عرفوا أنه مصمم ألقى الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا فقال النبي : «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»( ) فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه ألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمموا أمام الرسول  على القصاص فعفوا.
فثناء الرسول  عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله وأن الله أبر قسمه، ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال بأنه يجد ريح الجنة دون أحد ولما استشهد وجد به بضعة وثمانون ما بين ضربة بسيف أو رمح، وقيل: إنه لم يعرفه إلا أخته ببنانه»( ).
ويدل أيضًا لهذا القسم قوله : «رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره»( ).
القسم الثالث: أن يكون الحامل له الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تعالى، فهذا محرم وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:57 PM
المشاركة 60
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الستون
القنوط من رحمة الله واليأس من روحه


وللقنوط من رحمه الله واليأس من روحه سببان محذوران:
(أحدهما) أن يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم فيصر عليها ويصمم على الإقامة على المعصية ويقطع طمعه من رحمة الله لأجل أنه مقيم على الأسباب التي تمنع الرحمة فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفًا وخلقًا لازمًا وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد ومتى وصل إلى هذا الحد لم يرج له خير إلا بتوبة نصوح وإقلاع قوي.
الثاني: أن يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم ويضعف علمه بما لله من واسع الرحمة والمغفرة ويظن بجهله أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وأناب وتضعف إرادته فييأس من الرحمة وهذا من المحاذير الضارة الناشئة من ضعف علم العبد بربه وما له من الحقوق ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها، فلو عرف هذا ربه، ولم يخلد إلى الكسل لعلم أن أدنى سعي يوصله إلى ربه وإلى رحمته وجوده وكرمه ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ll~ فوائد في العقيدة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد لغوية ناريمان الشريف منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 42 05-31-2021 02:39 AM
فوائد الكورونا (قصة قصيرة) محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-02-2020 01:34 PM
العقيدة الميسرة عمرو مصطفى منبر الحوارات الثقافية العامة 3 06-13-2015 01:28 PM
عجائب و فوائد ماء زمزم أميرة الشمري منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-16-2011 10:11 AM
فوائد الاستغفار حسين شوشة منبر الحوارات الثقافية العامة 5 12-23-2010 10:20 AM

الساعة الآن 10:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.