احصائيات

الردود
0

المشاهدات
7827
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,710

+التقييم
0.74

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
10-12-2016, 03:45 AM
المشاركة 1
10-12-2016, 03:45 AM
المشاركة 1
افتراضي افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بق

افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بقلم د. عبد المجيد جابر
يقول الراوي: "حمل لي ربيع 2013 خبراً ساراً، يشير إلى صدور كتابي "حيفا..بُرقة البحث عن الجذور" عن دار الفارابي في بيروت، شعرت بسعادة كبيرة لصدوره، أردت به أن أضع البحث عن الجذور الفلسطينية في مكانه الصحيح، لأنني أحسست طيلة سنوات طويلة بأن "التغريبة الفلسطينية" تساهم في ضياع الجذور، فالحياة فيها تسير على عجل، وكثيرون من أبناء ما بعد النكبة لا يعرفون ما خبأه الماضي من جذورهم، والخطر هنا لا يقف عند حدود ضياع الذاكرة الفردية فحسب بل يتعداها إلى ضياع الذاكرة الجمعية، وضياع الأجيال الفلسطينية المتلاحقة في منافي الشتات، وتحويلهم إلى كمٍّ من المُشردين لا يعرفون ماضيهم وأهلهم وناسهم. .(ج2 ص9)
إن افتتاحية الرواية تدلّ على أن د. سميح يدرك أهمية الافتتاحية الروائية، وقدرتها على أن تكون مدخلاً لما سيجري في الرواية، فضلاً عن إدراكه مكوِّنات هذه الافتتاحية، وتوظيفه لها في بناء محكم قادر على أن يشدّ القارئ إلى القراءة. ولعلَّ أهمية هذه الروايات تكمن في أنها دلّتنا على أن" توافر الوحدة الوظيفيّة دليل على جودة افتتاحيّة الرواية وتماسكها، وأن بناء هذه الوحدة يحتاج إلى عدد وافر من الصفحات الروائية. فالوحدة الوظيفيّة، مهما يكن شكلها، قادرة على تحديد مسار الرواية، وطبيعة السرد فيها، فضلاً عن إثارتها شغف القارئ وحفزه إلى القراءة، والتمهيد لبناء الشخصيات واختراق الأمكنة الروائيّة. (1)
ويقول الراوي: " تثير" التغريبة الفلسطينية" تساؤلات كثيرة حول الحياة في فلسطين ما قبل النكبة، تساؤلات جوهرية كثيرة يمكن الإجابة عنها بالبحث الدائب عن الجذور، عبر استرجاعات زمنية، يتمّ فيها إنارة الماضي، والإبحار فيه، لالتقاط أصداء ومضات استذكارية حقيقية غير متخيلة؛ فيها قدر من شجن الحنين والحزن، يأبى تألّقها أن يتغير أو يضيع. (ج2 ص7)
فالأيام الماضية مختزنة في الذاكرة، ولابدَّ من استرجاعها. ويعني ذلك أيضاً أن الراوية تتحدّث في الزمن الحاضر، ولكنها ستستعيد الزمن الماضي، ومن ثَمَّ يعرف
القارئ المتلقّي أنه مُقْبِل على عالم رواية مستمدّ من ماض خاص ببطل الرواية. وهذه المعرفة تـثير شوقه مرّة أخرى إلى معرفة الحكاية، لأنه شغوف بمعرفة الأسرار التي يملكها الآخرون.
إن افتتاحية الرواية لا تهتمّ باختراق المكان، بل تهتمّ بالتمهيد لهذا الاختراق من خلال تسمية الأمكنة التي ستجري فيها حوادث الرواية. وقد لبّـت الافتتاحية هذه الحاجة، فذكرت مسرح الحوادث وهو فلسطين والغربة عن فلسطين، وسوَّغت انتقال بطل الرواية من مكان إلى آخر من فلسطين وعمان ودبي وكندا...إلخ. وكان الانتقال من حيفا وبُرقة للغربة، بما تتيحه الرحلة الروائية من إمكانية وصف الأمكنة بعد انتهاء الافتتاحية. وتضمنت افتتاحية الرواية الشخصيات متمثلة في الجذور والبحث عنها، فهي العناصر التخييلية التي تخلق الحوادث الروائية وتتفاعل معها. ومن مهمّات الافتتاحية الروائية تحديد هذه الشخصيات، والتمهيد لحركتها داخل المجتمع الروائي. ولعل اسم الرواية التسجيلية "حيفا..بُرقة البحث عن الجذور" قد سبق الوحدة الافتتاحية بتحديده للمكان وهو فلسطين عامة وحيفا وبرقة خاصة، متضمنا عنصرا رئيسا من عناصر الشخوص وهو الجذور والبحث عنها .
وقد لجأ د. سميح في روايته مستخدما الراوي العالم بكل شيء يوجه القارئ إلى الوجهة التي يريدها الكاتب، وهو يناسب تقديم الأحداث الكبيرة والشخصيات الكثيرة، حيث يعلو صوته فوق أي صوت آخر.(1) اختار الكاتب ساردا لكي يكون نائبا عنه أو بديلا في سرد الحدث القصصي، من البدء حتى الختام. ومعروف أن
الروائي عندما يقص لا يتكلم بصوته، ولكنه يفوِّض ساردا تخييليا، يأخذ على عاتقه عملية السرد ، ويتوجه إلى متلق تخييلي أيضا، يقابله في هذا العالم. فالروائي يتقمص شخصية تخييلية تتولى عملية السرد، وقد سميت هذه الشخصية بـ "الأنا الثانية للكاتب" أو الكاتب وقد دخل عالم نصه.
إن السارد يعد عنصرا من عناصر البناء السردي، يكتسي أهمية كبرى في العالم الروائي، لأنه متميز ومختلف الوظيفة فهو الذي يمسك بكل عناصر لعبة القصّ، ويهيمن على حركة العلاقات بين كل عناصره، ومن خلاله يحاول الكاتب أن يطرح زاوية الرؤية ويحددها عبر الخطاب الروائي.
وقد استخدم السارد ضمير المتكلّم في روايته التسجيلية، وليس هذا جديداً أو خاصاً بالمؤلف، بل هو ضمير مألوف في الروايات العربية والأجنبية. وهذا يعني أن القاعدة الحكائية في هذه الرواية التسجيلية لا تنطلق من اختيار ضمير المتكلّم، بل تنطلق من استعمال هذا الضمير وتوظيفه لخلق المتعة الروائية. ذلك أن ضمير المتكلّم في الرواية يدل على أن الراوي أصبح راوياً ممثَّلاً حين حلَّ في إحدى شخصيات الرواية، وراح يُعبِّر من خلالها عمّا تراه الشخصية وتعرفه وتشعر به، من غير امتداد إلى دخيلة أية شخصية روائية أخرى. وميزة افتتاحية هذه الرواية التسجيلية تكمن في اعتراف الراويـة بعملية البحث عن الجذور.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بق
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة في كتاب "على درب الأندلس" للدكتور سميح مسعود ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 05-31-2020 08:50 PM
قراءة في كتاب "انطونيو التلحمي رفيق تشي جيفار للدكتور سميح مسعود بقلم د. عبد المجيد ج ماجد جابر منبر رواق الكُتب. 5 12-27-2019 08:51 PM
"سميح مسعود ..على دروب الأندلس"، للناقد الدكتور عبد المجيد اطميزة. ماجد جابر منبر رواق الكُتب. 4 07-04-2019 08:49 PM
قراءة في كتاب حيفا.. بُرقة/ البحث عن الجذور ج 2، للمؤلف د.سميح مسعود، بقلم الناقد عبد ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 12-14-2015 07:25 AM

الساعة الآن 02:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.