احصائيات

الردود
10

المشاهدات
2280
 
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي


محمد فتحي المقداد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
650

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7788
11-05-2020, 11:49 AM
المشاركة 1
11-05-2020, 11:49 AM
المشاركة 1
افتراضي طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
طقوسيّة الكتابة
بقلم الروائي محمد فتحي المقداد

كأنّي بكلمة (طقس وطقوس) المصطلح الذي يطلق عادة على أشياء وأفعال عديدة، طقوس العبادة، الكتابة، الطعام، أصبوحات الأيّام وأمسياتها، التدخين، شرب القهوة والشاي، الأفراح والأحزان، وإلى ما هنالك من دوائر حياتيّة من الممكن إطلاق المصطلح عليها.
وبتتبّع أصل كلمة طقس: فهي النظام والترتيب. والطّقْسُ: حَالَةُ الْجَوِّ مِنْ بَرْدٍ وَحَرَارَةٍ وَاعْتِدَالٍ فِي مَكَانٍ وَزَمَانٍ مُعَيَّنَيْنِ، والطَّقْسُ عِنْدَ الْمَسِيحِيِّينَ: نِظَامُ العِبَادَاتِ الدِّينِيَّةِ وَأَشْكالِها، شَعاَئِرُهَا وَاحْتِفَالاَتُهَا.
من هنا ننطلق لهذه القضيّة المتلازمة مع كثير من الحالات ومنها الكتابة والكاتب. باعتقادي أن الكتابة لا تتأتّى ضمن طقس اعتياديّ يوميّ. مثلًا في زمن مُعيّن متى ما أراد الكاتب أو الأديب.
إنّما ميلاد الكتابة يكون بعد مخاض عسير من تفاغلات هائجة مائجة في صدر الكاتب، جرّاء فكرة استوظنت عقله؛ فاستحوذت على جُلّ تفكيره؛ تؤرّقه.. تُخرّقه، ولذلك فالكتابة نتيحة للاحتراق الدّاخليّ؛ عندما تنضجُ استواءً بعد أن أخذت مداياتها بلا رأفة بحال الكاتب.
لحظة الولادة كما هو معلوم، وقتها محتوم لزوم التنفيذ لحظيًّا، بلا انتظار لطقوس مُعتادة، ورغبة في تناول القلم والورقة، وبحضور فنجان القهوة، وانطلاق الموسيقى، على وقع دخان سيجارة الكاتب.
لحظة الكتابة غير مُرتبطة بكلّ هذه الأشياء، بينما تصعق كالبرق غير آبهة بكلّ الترتيبات هذه، وكما قيل لكلّ قاعدة شوْاذ، هناك بعض الكُتّاب من يُحيط نفسه بهالة قُدسيّة، وإعطاء الموضوع بُعدًا طُقوسيًا؛ كأنّه عبادة راتبة يستدعيها مجيء وقتها. وبهذا المفهوم تتنافى فكرة الإبداع مع الرّتابة الرّوتينيّة. كما حين تصبح العبادة عند البعض عادة، لا تنعكس بآثارها إيجابًا على صاحبها، مما يُشكّل مُفارقة مُتباعدة بين الفعل والعمل.
اعتياد الأشياء يذهب بألقها، والألفة تذهب بالكلفة، وهذا الأمر ينسحب على الكتابة كفعل إنسانيّ بحاجة لصفاء الذهن أولًا، مع لزوم إيجاد الأدوات للتنفيذ في أيّ وقت كان، ربّما على قارعة الطريق، أو في الباص، أو أثناء الطعام، أو تأريق الكاتب ومنعه من النوم في مواعيده المعتادة.
والإبداع مرتبط بقدرات الشّخص الذهنيّة، وحالته النفسيّة من الارتياح بقابليّات الفرح والسرور أو الأحزان والاكتئباب واليأس والقنوط. هذه الأحوال من المؤثرات تصبغ الكتابة بألوانها.
كون الكتابة كائن متأثّر بالظروف المحيطة بالكاتب من حروب وأزمات فقر وبطالة، خاصّة في شرقنا العربيّ على خلاف الكاتب الغربيّ، مع توفّر الإمكانات والظروف المواتية لتفرّغه التامّ للتفكير، مع وجود فريق عمل مُتكامل يُساعده من خلال مكتبه، وما يجنيه من عائدات ربحيّة لنتاجاته الفكريّة. كلّ هذه المُحفّزات تجعل الكتابة المُجدولة ضمن مساق زمنيّ مُحدّد أو مفتوح أمرًا سهل التنفيذ، مع الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع بكامل طاقته ولياقته.
وتبقى لحظة الكتابة رغبة وإلحاح داخلي بعد بزوغ ميلاد الفكرة، هنا تُفرد مساحة الوقت والزمان للتقييد، ومثل الكلمات والأفكار كالطيور تتفلّت تطايرًا. وتقييدها كتابتها لتُحفَظ مخافة النسيان.

عمّان - الأردنّ
4/11/2020


قديم 11-05-2020, 12:09 PM
المشاركة 2
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
الأستاذ محمد فتحي المقداد
أعجبتني هذه المقارنة بين تأدية العبادات
كطقس لا أكثر وبين استحضار طقوس معينة
لإبداع لا يمكن استحضاره
كل المحبة والتقدير

قديم 11-05-2020, 12:21 PM
المشاركة 3
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
الأستاذ محمد فتحي المقداد
أعجبتني هذه المقارنة بين تأدية العبادات
كطقس لا أكثر وبين استحضار طقوس معينة
لإبداع لا يمكن استحضاره
كل المحبة والتقدير
أستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك بكل خير
في الحقيقة بعض المشتغلين ثقافيا. طلبوا
رأيي في ذلك ككاتب. وكل طلبهم يتمحور
حول طقوس الكتابة. وجدت نفسي أسبح في
محيط متلاطم من الأفكار، تتزاحم لتجد لها موطئ
نقطة في مقالتي هذه. وكان ما قرأت حضرتك.
تحياتي وتقديري لك صديقي العزيز

قديم 11-05-2020, 12:36 PM
المشاركة 4
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
أخي محمد فتحي
كل كاتب له طقوسه التي تختلف عن غيره من الكتاب أو حتى الشعراء
عن نفسي عندما أكتب أشعر بأن الله جعل لي نافذة صغيرة فُتحت في قلبي
وجعل الضوء يشع بداخلي ويقتل ذلك الظلام
فأجدني في موطني الدافئ وسكانها الرائعون أمثالكم
و أتجرد من جميع ما أملك
وأشعر بأني ذهبت لحياة أخرى مليئة بالورود الزاهية
وأشعر بأني بخير للغاية ، حتى نسيت أنني كنت متعبةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 11-05-2020, 01:16 PM
المشاركة 5
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
أخي محمد فتحي
كل كاتب له طقوسه التي تختلف عن غيره من الكتاب أو حتى الشعراء
عن نفسي عندما أكتب أشعر بأن الله جعل لي نافذة صغيرة فُتحت في قلبي
وجعل الضوء يشع بداخلي ويقتل ذلك الظلام
فأجدني في موطني الدافئ وسكانها الرائعون أمثالكم
و أتجرد من جميع ما أملك
وأشعر بأني ذهبت لحياة أخرى مليئة بالورود الزاهية
وأشعر بأني بخير للغاية ، حتى نسيت أنني كنت متعبةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أستاذة ياسمين
أسعد الله أوقاتك بكل خير
لكل كاتب طريقته زمانيا ومكانيا
كما تعلمي سيدتي، غواية الكتابة
لا تقاوم فيها فسحة واسعة للتأمل
و الخلوة الهادئة التي تتيح تدفق الصور
والجمل إلى الورق دفعا قويا..
تحياتي وتقديري لك سيدتي

قديم 11-05-2020, 09:45 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
أخي محمد
في كل مرة أقرؤك أجد نفسي خرجت بمعلومة
وأيضاً أجد نفسي مجبرة على المشاركة بالرأي فيما تختار من عناوين
وهذه المرة كذلك
علماً بأنه من الواضح أن طقوسك في المنتديات هي الكتابة فحسب ..
اقتصرت الحديث عن طقوسية الكتابة ..
جميل ما قرأت هنا عن هذه الطقوس .. التي ينفرد كل كاتب بطريقة معينة
أنا عن نفسي
لا طقوس .. فقط .. إذا تأثرت بشيء ما أكتبه بعقلي أينما كنت .. وأول ما أجد فرصة للجلوس أنقله من عقلي على الورقة .. وبعد ذلك تبدأ مرحلة تهذيب النص وهندسته .. حتى يخرج إلى النور
أما عن الطقوس.. فهناك الكثير من الطقوس التي تخضع للعادات والتقاليد فمنذ أن وعيت وأنا أسمع بطقوس الزواج المرتبطة بكلمة ( لازم ) نفعل كذا وكذا .. وكذلك طقوس الوفاة .. وكأننا مجبرين بأمر من العادات والتقاليد بتنفيذها حرفيا ..
لا أدري وكأن العادات والتقاليد مثل الغول .. كل الناس تخافه ووالله لو وضع تمثال لها .. لسجد له الناس كلما مروا بجانبه ..
أشكرك مجدداً ..
ولا تؤاخذني على الإطالة
تحية ... ناريمان

قديم 11-06-2020, 02:28 AM
المشاركة 7
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
أخي محمد
في كل مرة أقرؤك أجد نفسي خرجت بمعلومة
وأيضاً أجد نفسي مجبرة على المشاركة بالرأي فيما تختار من عناوين
وهذه المرة كذلك
علماً بأنه من الواضح أن طقوسك في المنتديات هي الكتابة فحسب ..
اقتصرت الحديث عن طقوسية الكتابة ..
جميل ما قرأت هنا عن هذه الطقوس .. التي ينفرد كل كاتب بطريقة معينة
أنا عن نفسي
لا طقوس .. فقط .. إذا تأثرت بشيء ما أكتبه بعقلي أينما كنت .. وأول ما أجد فرصة للجلوس أنقله من عقلي على الورقة .. وبعد ذلك تبدأ مرحلة تهذيب النص وهندسته .. حتى يخرج إلى النور
أما عن الطقوس.. فهناك الكثير من الطقوس التي تخضع للعادات والتقاليد فمنذ أن وعيت وأنا أسمع بطقوس الزواج المرتبطة بكلمة ( لازم ) نفعل كذا وكذا .. وكذلك طقوس الوفاة .. وكأننا مجبرين بأمر من العادات والتقاليد بتنفيذها حرفيا ..
لا أدري وكأن العادات والتقاليد مثل الغول .. كل الناس تخافه ووالله لو وضع تمثال لها .. لسجد له الناس كلما مروا بجانبه ..
أشكرك مجدداً ..
ولا تؤاخذني على الإطالة
تحية ... ناريمان

سيدة ناريمان
أسعدك الله ورعاك
في الحقيقة أننا أصبحنا ضمن تصنيفات منحوته بقوالب
أخذت الملصطلح (المصطلح)من سياقة لإعادة تدويره استخداماً في
منحى جديد، لا أدري أهو تطور اللغة المواكب للتطور التقني
في سباقه المحموم صعودًا وهبوطًا، قلقنا يُسارونا في اللحاق به
وأشكرك على مرورك على الموضوع، والذي يعد همًّا مشرتكًا (مشتركا) لنا
معاشر الكُتّاب.
دمت بخير
(شكرا للسيدة ناريمان الشريف على التنبيه على الأخطاء الطباعية في ردي
سيدتي الراقية)نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 11-07-2020, 10:43 AM
المشاركة 8
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
موضوع رائع ومفيد جدا استاذي الكبير محمد

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 11-07-2020, 07:59 PM
المشاركة 9
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
موضوع رائع ومفيد جدا استاذي الكبير محمد
سيدة بتول
تحياتي لك وتقديري
دمت بخير نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 11-07-2020, 10:22 PM
المشاركة 10
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
سيدة ناريمان
أسعدك الله ورعاك
في الحقيقة أننا أصبحنا ضمن تصنيفات منحوته بقوالب
أخذت المصطلح من سياقة لإعادة تدويره استخداماً في
منحى جديد، لا أدري أهو تطور اللغة المواكب للتطور التقني
في سباقه المحموم صعودًا وهبوطًا، قلقنا يُسارونا في اللحاق به
وأشكرك على مرورك على الموضوع، والذي يعد همًّا مشتركاً لنا
معاشر الكُتّاب.
دمت بخير
سيدتي الراقيةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سمحت لنفسي بأن أصحح خطأين طباعيين في ردك
يبدو أنك تكتب من جهاز الموبايل بسرعة
أرجو التصحيح
مع احترامي لك
تحية ... ناريمان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: طقوسيّة الكتابة- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إضاءة رواية (ميرامار -نجيب محفوظ) بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 08-26-2022 02:03 AM
الواقع خارج الكواليس- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 6 06-13-2021 12:35 AM
شركاؤنا معنا/بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 12-06-2020 06:41 PM
من ليما إلى ستوكهولم /بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 11-29-2020 01:25 AM
لسان عربي (مقالات ملفقة 29\2) بقلم الروائي محمد فتحي المقداد محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 11-12-2020 07:08 PM

الساعة الآن 12:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.