كيف يُزرع الودُّ في قلوب العالمين
قال الله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) - مريم
كل إنسان منا تعنيه محبة الناس له، وكثير منا يسعى لأن ينال محبتهم وودّهم وبطريقته
فمن الناس من يتودّد إليهم بالكلام الرقيق، ومنهم من يبذل ماله سعياً لرضاهم ، ومنهم من يعينهم على قضاء حوائجهم وغير ذلك من أساليب التودّد والتقرب إليهم ، ذلك أن عداوة الناس مشأمة وتنعكس على حياة الفرد بالتفكير المضني وأحياناً السيء من القول، وقد تؤدي عداوة الناس إلى الانعزال والبعد عنهم طلباً للسلامة من العداوة .
وفي الكتاب الكريم وهو قرآننا العظيم الذي هو منهاج حياة ، دلّت الآية على كيفية التعامل مع الناس حتى الذين بينكم وبينهم عداوة فقال الله تبارك وتعالى في سورة فصلت " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
ومعظم ما يحصل بين الناس هو ( الخصام ) وليس ( العداوة) والخصام أقل من العداوة والبغضاء
والآية تشير إلى أن الذي بينك وبينه عداوة ( وهي الأشد) لمجرد أنك قابلت سيئته بحسنتك تحوّل إلى إنسان حميم ودود. فسبحان الله مقلب القلوب ومغيّر الأحوال
فبِقَدرِ إيمانك بربك وما تقدمه من عمل صالح تكسب محبة الناس وودّهم
ويزرع الله لكَ ودّاً في قلوب العالمين..
العلاّمة السّعدي رحمه الله قال في تفسير الآية :
هذا من نِعَمهِ على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصّالح،
أن وعدهم أنه يجعل لهم وُدّا، أي: محبّة ووِدَاداً في قلوب أوليائه، وأهل السّماء والأرض،
وإذا كان لهم في القلوب وُد تيسّر لهم كثيرمن أمورهم وحصل لهم من الخيرات والدّعوات والإرشاد والقُبول والإمامة ما حصل ،
وإنما جعل الله لهم وُدّاً،لأنّهم ودُّوه، فودّدَهم إلى أوليائه وأحبابه.
فكثيراً ما نتساءل..؟ عن سبب القبول والمَحبّة الكبيرة لشخصٍ معين..
فتأتى الإجابة فى هذه الآية (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)
فما أروع الأسباب!! وما أجمل أن نكون متحابين !!
جعلنا الله وإيّاكم من أهل الإيمان والأعمال الصّالحات ...آمين يارب
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 09-05-2021 الساعة 07:33 AM
سبب آخر: تشكيل
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
