قديم 08-23-2010, 01:09 PM
المشاركة 21
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


تأمل الفرق بين تربية الروح وبين تربية الجسد , في قصة نبي الله يوسف مع امرأة العزيز !

قديم 08-23-2010, 01:16 PM
المشاركة 22
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف (40)

تأمل دلالة إداة الحصر , وتعقيب ذلك بأن الحكم عبادة , ووصفه بالدين القيم ؛ لتدرك أي منكر عظيم , وجريمة كبرى يرتكبها من لم يحكم بما أنزل الله ؟ !

قديم 08-23-2010, 01:19 PM
المشاركة 23
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




قال القاضي أبو يعلى : وفي قصة يوسف - يعني قوله تعالى : ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) يوسف (55)

دلالة على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بالفضل عند من لا يعرفه .

شرح منظومة الآداب ص 64

قديم 08-23-2010, 01:25 PM
المشاركة 24
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



معالجة الأمور العظيمة وحل المشكلات العويصة يحتاج إلى رفق وأناة وبُعد نَظَر : ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا ) يوسف 87 و ( ولا يُشعِرَن َّ بكم أحدا ً ) الكهف 19

قديم 08-23-2010, 01:26 PM
المشاركة 25
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



من أعجب ما يفعله الحاسدون أن يكونوا سببا ً في تتويج من أرادوا القضاء عليه , تدبر : ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ) يوسف (91)

قديم 08-23-2010, 01:30 PM
المشاركة 26
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) يوسف (100)

ما أعظم وفاء يوسف عليه السلام مع أبويه , فحين مكنّه الله , رفعهما على سرير ملكه , وأظهر لهما التقدير والاحترام !

إنها رسالة واضحة لكل من آتاه الله مكانة ً وعلما ًوغنى ً أن يرد َّ الجميل لوالديه , وأن يرفعهما حسا ً ومعنى ً .

قديم 08-23-2010, 01:35 PM
المشاركة 27
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



لو أن شخصا ً نظر إلى ماضيه فوجده مثقلا ً بالآلام - كما وقع ليوسف عليه السلام - لضاقت به الأرض , إلا أن يوسف الصديق

بقي متألق اليقين وراء جدران السجن , يذكِّر بالله من جهلوه , ويبصَّر بفضله من جحدوه , وذلك شأن أولي الفضل من الناس

لا يفقدون صفاء دينهم إن فقدوا صفاء دنياهم , ولا يهونون أمام أنفسهم لنكبة حلّت بهم .

خلق المسلم , لمحمد الغزالي رحمه الله ص 123

قديم 08-26-2010, 04:36 PM
المشاركة 28
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القرآن الكريم وشهر رمضان
----------------------------------

* الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد ..
- فالقران الكريم يحب رمضان ، ورمضان يحب القران الكريم ، فهما صديقان حبيبان . قال تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ البقرة : من الآية 185.
- نزل القران الكريم كله إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ في رمضان ، وتشرف هذا الشهر بنزول هذا الكتاب فيه ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتدارس القران الكريم مع جبريل عليه السلام في رمضان ، يسمعه ويتدبره ويتلوه ويتأمل عبره ، ويعيش أنداءه ، ويسرح طرف القلب في خمائله ، ويطلق كف الحب في كنوزه.
* إن الصائم القارئ يؤلف في صيامه بين رمضان وبين القرآن الكريم ، فيعيش هذا الشهر مع هذا الكتاب العظيم الذي قال الله فيه : ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ صّ : 29 . ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ محمد : 24 . ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾ النساء : 82 .
- القران الكريم في رمضان له طعم ومذاق ، وله إيحاءات خاصة ودلالات من نوع آخر.
- القرآن الكريم في رمضان مخضل الإنداء معطر النسمات شذي الأنفاس .
- القران الكريم في رمضان يعيد ذكرى نزوله ، وأيام تدارسه ، وأوقات اهتمام السلف به .
* صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( اقرؤوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري . وقال عليه الصلاة والسلام : ( اقرءوا الزهراوين ، سورة البقرة وآل عمران ، فانهما تأتيان كغمامتين أو غيابتين ، أو كفران من طير صواف تظلان صاحبهما يوم القيامة ) رواه مسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي قرأ القرآن وهو يتعتع فيه له أجران ) متفق عليه .
سـمـعـتك يــا قــران والـلـيل غـافـل سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فـتـحنا بــك الـدنـيا فـاشرق صـبحها وطـفـنا ربـوع الـكون نـملؤها أجـرا
* أسلافنا إذا قدم رمضان فتحوا المصاحف وحلوا وارتحلوا مع القران الكريم .
- ثبت عن الإمام مالك أنه كان في رمضان لا يتشاغل إلا بالقرآن الكريم ، وكان يعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ، ويقول شهر القرآن الكريم .
- بيوت سلفنا كان لها في رمضان خاصة دوي كدوي النحل ، تشع نورا وتملأ سعادة ، كانوا يرتلون القرآن ترتيلا ، يقفون عند عجائبه ويبكون عن عظاته ، ويفرحون ببشارته ويأتمرون بأمره وينتهون بنهيه .
* صح أن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ علي . قلت : يا رسول الله ، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال : نعم . فقرأت سورة النساء ، حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . قال : حسبك الآن . فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ) رواه البخاري .
- إنه المحب سمع كلام حبيبه فبكى :
إذا اشتبكت دموع في خدود تـبين مـن بـكى مـمن تباكى
فـأما مـن بكى فيذوب وجدا لان بـه مـن الـتقوى حـراكا
* صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه استمع لأبي موسى رضي الله عنه ثم قال له : ( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة ! لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود . فقال أبو موسى : لو علمت يا رسول الله أنك تستمع لي لحبرته لك تحبيرا ) متفق عليه .
- والمعنى لجملت صوتي أكثر وأكثر ، فجعلت القران الكريم به أكثر تأثيرا وروعة وجمالا .
* كان عمر رضي الله عنه إذا اجتمع الصحابة قال : يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون :
وإنـــي لـيـبـكيني سـمـاع iiكـلامـه فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا
وتـــــلا ذكــــره فــحــن حـنـيـنـه وشــوق قـلـوب الـعارفين تـجددا
* لما فسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين ، ظهرت التربية معوجة ، والفطرة معكوسة ، والإفهام سقيمة .
- لما استبدل القران الكريم بغيره حل الفساد ، وكثر البلاء ، واضطربت المفاهيم ، وفشلت العزائم .
- القران الكريم مهمته هداية الناس إلى طريق الله المستقيم .
- القران الكريم نور وشفاء لما في الصدور وعلم وثقافة ومعرفة وبرهان .
- القران الكريم حياة وروح وإنقاذ وسعادة وأجر ومثوبة .
- القران الكريم تعاليم ربانية ، ودستور الهي ، وحكمة خالدة .
* فهل لنا أن نعيش مع القران الكريم في رمضان وغير رمضان ، وهل لنا أن نعرف عظمة القران الكريم فنملأ حياتنا سعادة بالقران الكريم ، ونورا بالقران الكريم ، وإشراقا مع القران الكريم ، هل لنا أن نفعل ذلك ؟
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

منقول

26 / 8 / 2010

قديم 08-31-2010, 02:23 AM
المشاركة 29
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم

وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ

وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا

صدق الله العلي العظيم

سورة الشعراء (الآية 80)



المشرف عبد السلام حمزة

بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك

رمضان كريم

قديم 09-05-2010, 03:18 PM
المشاركة 30
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[ الأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم ]
-----------------------------------------------
الأدلة الواردة في القرآن الكريم التي تدل حفظه من الضياع أو الزيادة والنقصان هي :

1- قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/ 9.
يقول الإمام الطبري رحمه الله :
" ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال :
وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله : ( لَهُ ) من ذكر الذكر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
عن قتادة : ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال :
حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلا ، أو ينقص منه حقا .
وقيل : الهاء في قوله ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ، بمعنى :
وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه " انتهى باختصار .
" جامع البيان " (17/68)
والمعنى الأول هو الصحيح المناسب للسياق ، فقد جاء في الآيات التي قبل هذه الآية قوله تعالى :
( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ) الحجر/6-8 .
فالذكر المقصود بالآيات هو الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك هو القرآن الكريم .
ولذلك قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" المعنى الأول أَوْلى ، وهو ظاهر السياق " انتهى .
" تفسير القرآن العظيم " (4/527)
2- يقول الله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41- 42.
يقول الإمام الطبري رحمه الله :
" قوله تعالى :
( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ) يقول تعالى ذكره :
وإن هذا الذكر لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه، وحفظه من كل من أراد له تبديلا أو تحريفا أو تغييرا ، من إنسي وجني وشيطان مارد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل :
( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) معناه :
لا يستطيع ذو باطل تغييره بكيده ، وتبديل شيء من معانيه عما هو به ، وذلك هو الإتيان من بين يديه ، ولا إلحاق ما ليس منه فيه ، وذلك إتيانه من خلفه .
عن قتادة :
الباطل : إبليس ، لا يستطيع أن ينقص منه حقا ، ولا يزيد فيه باطلا " انتهى باختصار وتصرف.
" جامع البيان " (21/479)
3- ويقول الله عز وجل :
( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) الكهف/ 27.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" يقول تعالى آمرًا رسوله عليه الصلاة والسلام بتلاوة كتابه العزيز وإبلاغه إلى الناس:
( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) أي : لا مغير لها ، ولا محرِّف ، ولا مؤوّل " انتهى .
" تفسير القرآن العظيم " (5/151)
ويقول العلامة السعدي رحمه الله :
" أي : اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها ، وتصديق أخباره ، وامتثال أوامره ونواهيه ، فإنه الكتاب الجليل ، الذي لا مبدل لكلماته ، أي :
لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها ، وبلوغها من الحسن فوق كل غاية ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) فلتمامها استحال عليها التغيير والتبديل ، فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه ، وفي هذا تعظيم للقرآن ، وفي ضمنه الترغيب على الإقبال عليه " انتهى .
" تيسير الكريم الرحمن " (ص/479)
4- ويقول سبحانه وتعالى :
( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ) العنكبوت/48-49 .
دلت الآية الثانية على أن القرآن الكريم محفوظ في صدور العلماء ، وهو خبر من الله عز وجل ، وخبر الله لا يمكن أن يتخلف في زمان ولا في مكان .
5- ويقول جل وعلا :
( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) الحاقة/ 44 _ 47 .
وإذا كان هذا الوعيد في حق سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف هو حال من يسعى في تحريف كتاب الله والتقول على الله فيه ما لم يقله ، وبهذا القياس يمكن الاستدلال بهذه الآية على أنه لا يستطيع بشر أن يزيد أو ينقص من كتاب الله شيئا ، فالعقوبة العاجلة له بالمرصاد .
عن نافع ، قال :
خطب الحجاج ، فقال : إن ابن الزبير يبدل كلام الله تعالى .
قال : فقال ابن عمر رضي الله عنهما : كذب الحجاج ؛ إن ابن الزبير لا يبدل كلام الله تعالى ولا يستطيع ذلك .
رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/596) بسند صحيح .
6- وقد وصف الله عز وجل هذا القرآن بعلو جانبه ، ورفعة منزلته ، وعظيم مكانته ، وهذه الأوصاف كلها أوصاف حق وصدق ، يمكن الاستدلال بها على حفظ القرآن من التغيير والتبديل ، لأن تحقق هذه الأوصاف لا يكتمل إلا بحفظ القرآن وبقائه .
يقول الله عز وجل :
( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) الزخرف/1-3.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" قوله تعالى :
( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) بين شرفه في الملأ الأعلى ، ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض ، فقال تعالى : ( وإنه ) أي : القرآن ( فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) أي : اللوح المحفوظ ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ،
( لدينا ) أي : عندنا ، قاله قتادة وغيره ، ( لعلي ) أي : ذو مكانة عظيمة وشرف وفضل ، قاله قتادة
( حكيم ) أي : محكم بريء من اللبس والزيغ . وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله ، كما قال تعالى :
( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77-80. وقال تعالى :
( كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ) عبس/11-16" انتهى .
" تفسير القرآن العظيم " (7/218)
8- وقوله عز وجل :
( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة/2. ينفي عن القرآن الكريم كل ريب وشك ، والتغييروالتحريف من أعظم الريب المنفي الذي يستحق النفي .
9- عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ :
( أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا
: .... إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ... )
رواه مسلم (رقم/2865)
يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله :
" فلو غسلت المصاحف لما انغسل من الصدور ، ولما ذهب من الوجود ، ويشهد لذلك قوله تعالى :
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9" انتهى .
" المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم " (7/163)
ويقول الإمام النووي رحمه الله :
" قوله تعالى : ( لا يغسله الماء ) معناه : محفوظ في الصدور ، لا يتطرق إليه الذهاب ، بل يبقى على مر الأزمان " انتهى .
" شرح مسلم " (17/198)
وننبه هنا إلى أن هذه الأدلة إنما هي أدلة من القرآن الكريم على تكفل الله بحفظه .
إن معظم هذه الأدلة إنما تصدق في القرآن الكريم إذا استحضرنا أنه كتاب منزل إلى الناس كافة ، وأنه يحوي تشريعا صالحا لكل زمان ومكان ، بخلاف الكتب التي أنزلت على الأنبياء من قبل .
والله أعلم .
منقول

5 / 9 / 2010


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ثمرات من تدبر القرآن
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيتٌ لنا جورج جريس فرح ومضات شعرية 2 06-30-2023 04:13 AM
إعجاز القرآن .. القسم في القرآن الكريم - حسين نصار د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-23-2014 09:52 PM
ممازحة خادم الحرمين لمعلمه تستقطب الملايين(الملك قال:ما تخبر آخر ضربة ضربتني اياها) حسن مقداد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 12-08-2012 01:01 PM
فضل القرآن محمد عبدالرازق عمران منبر الحوارات الثقافية العامة 0 08-05-2011 08:06 PM

الساعة الآن 10:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.