العلاج بالرواية من الهجر الى فقدان الشهية !
================
حسام الدين بهي الدين ريشو
===========

كانت سعادتي لا توصف وأنا أقرأ هذه الأنباء
ربما لأنني أرى بعض الأطباء تجار بآلام البشر
والأمر الثاني هو أنني من هواة قراءة الروايات .. فهي التى شكلت وجداني وضميري وحيائي منذ وفاة والدي وانا في سن الطفولة
والأمر الأهم هو أننى فعلا تعرضت دون وعي منى أو ادراك أو قصد للشفاء من حالة احباط مرت بي تصادف أنني قرأت خلالها رواية أديب نوبل " غاربيل غارسيا ماركيز " ....... ( الحب في زمن الكوليرا ) .
اذ مع نهايتها انحسرت عني الحالة التى كنت أعاني منها .. ولم أنتبه لذلك الا مع قراءة هذه الدراسة

الموضوع باختصار أنه صدر منذ فترة كتاب ( العلاج بالرواية ) لمؤلفتيه : " الا برثود " و " سوزان الدركن " .... بعد بحث وتفكير وتجريب استمر 25 عاما
وصدرت منه عدة طبعات سواء في أمريكا أو بريطانيا أو دول اوربا .. وصار من أكثر الكتب مبيعا في العالم
وخلاصته أنه يقدم الرواية الأدبية أساسا محوريا في علاج الأمراض أو كما يقول العنوان الأصلي
( العلاج بالرواية من الهجر الى فقدان الشهية -750 كتابا لكل ماتشكو منه )

للأسف الكتاب لم يترجم بعد للعربية .. وما أتناوله هنا نتجية دراسة قيمة عنه
وما نأمله هو أن تتم ترجمته للغة الضاد .. على أن تشكل له لجنة ( طبية أدبية علمية ) لاختيار البديل المناسب من الروايات العربيةلعلاج مئات الأمراض التى أشار اليها الكتاب والتى اختار لها حوالي 750 رواية كتاب خواطر لعلاجها سواء كانت أمراضا نفسية أو عضوية أو روحية

خذ على سبيل المثال :
***رواية ( ساعي البريد يدق جرس المنزل مرتين )
لعلاج اللامبالاه وجمود الاحساس

*** رواية ( اللا طمأنينة )
لعلاج الأرق

*** رواية ( الأمير الصغير )
لعلاج الاهمال

*** رواية ( ثمن الملح )
لعلاج مرض الحب

*** رواية ( مائة عام من العزلة )
لعلاج فوبيا الخوف

*** رواية ( الصرخة الآتية من بعيد )
لعلاج البدانة

*** رواية ( اصرخ يابلدي الحبيب )
لعلاج الغضب الشديد وما يؤدى اليه من أمراض الضغط

*** رواية ( أنا كارنينا )
لعلاج آلام الاسنان

*** رواية ( ذهب مع الريح )
لعلاج التكبر والخيلاء

*** رواية ( أغاني الثوم )
لعلاج الكراهية نحو الآخر

هذه بعض الامثلة التى وردت بالكتاب
ومما هو جدير بتاكيد ماجاء به
أنه في اكتوبر الماضي 2013 نشرت الصحيفة الاشهر في امريكا ( نيويورك تايمز ) مقالا بعنوان
( العلماء ينصحونك بتناول شيئ قليل من ( تيشيكوف ) .. لكي تحظى بمهارات اجتماعية أفضل
وتيشيكوف فعلا هو الاديب الروسي الكبير أكبر استاذ في فن القصة والقصة القصيرة بالذات ...اذ ليس كاتبا للقصة القصيرة من لم يقرأ أعماله الخالدة

مارأيك قارئي الفاضل وقارئتي الفاضلة
هل احسست بالاقتناع وتقبل الاكتشاف الجديد ؟؟ ...
واذا كنا نعاني من الانفلوونزا هذه الايام ... واصابت احد معارفك وذهبت معه الى الطبيب فوجدته يكتب له
( عليك بقراءة رواية البؤساء لفيكتور هوجو ... مرة واحدة .... واذا لم تجدها فأقرأ رواية ( شرق المتوسط ) مثلا

واذ ا كنت فقدت الانتماء للوطن بعد غسيل مخك وذهبت الى الطبيب فقال لك
( عليك بقراءة رواية ( في بيتنا رجل ) لاحسان عبد القدوس كى يعود اليك الانتماء

أخيرا
ربما لا يأخذ البعض ماجاء في هذا المقال مأخذ الجد لكننى اعتبره انتصارا للأدب
على الأقل فرغم التقدم العلمي والتكنولوجي فما زال للأدب روعته
أيضا
يبدو ان الرواية كجنس أدبي ستحتل الصدارة في مواقع الاجناس الأدبية خلال هذا القرن !!