قديم 04-19-2021, 12:04 AM
المشاركة 11
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: المأساة من منظور فلسفي
أستأذن الجميلين وأعمل مداخلة متواضعة في النقاش الجاد والممتع والذي له أبعاد لا يدركه الا من تخصص في هذا المجال، الفرد حينما تضرب المأساة حياته ويهوي على ركبتيه فإنها تتبدى أمامه وكأنها لغز إذ قد يتساءل عن السبب في حدوث المأساة وهذا الأمر على قدر كبير من الأهمية.
شكرا لكما ومتابع جيد معكما .
أستاذ حامد استوقفني التساؤل، عن السبب في حدوث المأساة، لاتنسى أن الإنسان يحكمه في الحياة عنصران كبيران اللذة والألم، على النحو الذي يمكن تلخيص حياته بأنها سعي وراء اللذة وهروب من الألم، وعلى النقيض من الألم واختباره، فإن الإنسان حينما يعيش اللذة نادراً ما يسأل نفسه عن السبب في تمتعه بها، لعل الفلسفة الوجودية قد قدمت مساهمة مهمة في هذا الشأن، إذ ذهب " ألبير كامر" إلى القول بفكرة العبث في الحياة والتي تنطوي في داخلها على التأكيد بعدم قدرة المرء على رؤية العالم من خلال الآلهة، ودحض الفكرة القائلة بأن العالم قد صنع من أجل البشر، بل على النقيض من ذلك التسليم بأن الإنسان الفرد هو موجود فقط وعليه أن لا يتوقع معجزات أو أفعالاً خيالية.

قديم 04-19-2021, 01:46 AM
المشاركة 12
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: المأساة من منظور فلسفي
المأساة حقيقة من حقائق الحياة الإنسانية، وتتبدى في حالات كثيرة تعبيراً ساطعا عن مأزق الوجود الإنساني ذاته ، وقد ذهب البعض من دارسي الفكر إلى القول بأنها الجوهر الأصيل للتجربة الإنسانية، فهي كما يؤكد هؤلاء ميزة تضعه فوق الكائنات الحية وتجعله في مرتبة أعلى منها.
والمأساة عادة ما تستدعي إلى الذهن ثلاثة مفاهيم، فهناك المسرح المأساوي الذي ابتدعه اليونانيون القدماء ونقل لنا التاريخ رموزه الكبيرة، وهناك كذلك التعريف الذي يضفي صفة المأساة على بعض الحوادث المروعة التي تصيب أفرادا على نحو مفاجئ، وهناك مفهوم آخر للمأساة تهتم به الدراسات الفلسفية وهو تحديداً المنظور المأساوي للحياة.
تحية طيبة
ارتبطت المأساة في نشأتها بالصراع بين الآلهة الوثنية، أو بينها وبين البشر ، أو بين البشر أنفسهم ، ولعل ملحمتي الإغريق: الإلياذة والأوديسا خير من يمثل ذلك الموضوع ، وتجلت أيضا في الديانة المسيحية من خلال تضحية المسيح، ابن الله حسب معتقدها الباطل - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- ثم مع عصر النهضة ومابعدها حيث ترسخت فكرة صراع الإنسان مع نفسه ومع واقعه الخارجي باعتباره مركز الاهتمام الأول في الكون.
و إن كان النقاش يدور حول المأساة فلا يعدو أن يكون الأمر نقاشا فلسفيا، فالمسلمون ليس لديهم مفهوم" مأزق وجود إنساني"، كما أن المصائب والمآسي مرتبطة في الإسلام بالعالم الأخروي ، باعتبارها ابتلاء و قدرا، يجب الرضى به ، ويكون جزاء الإنسان في الدنيا أو الآخرة على قدر صبره واحتماله.
جزيل الشكر لطرحك هذا الموضوع الفلسفي المهم.
تحياتي وتقديري.

قديم 04-19-2021, 02:21 AM
المشاركة 13
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: المأساة من منظور فلسفي
مرحبا بالأستاذ عبد الوهاب
وشكرا للأستاذة ياسمين على تثبيت الموضوع
وشكرا لكل المتدخلين الذين أثروا الموضوع
ومداخلتي كالتالي:

المأساة




المأساة في اللغة هي المصيبة، وفي الأدب هي حكاية لها نهاية مؤلمة، ويعتبر نيتشه من المعجبين بالمأساة ويعتبرها باكورة الأدب فهي تجعلنا نحس بالخلاص وهو نوع من التطهير الأرسطي، لكن نيتشه يراها نوعا من التربية على المأساة لاقتحام الصعاب ويتجلى ذلك بجعله الحياة تدفقات للمصائب *وحلبة لممارسة القوة والذي لا يستطيع تحمل المآسي مجرد إمعة يستحق أن يسحق ولا ينتمي للصفوة. لكن بطل المأساة وبدون منازع هو سيوران الذي يعتبر الوجود مأساة حقيقية. ولأن الإنسان كائن واع فمأساته تتجلى في وعيه الذي لا يستطيع صياغة معنى للوجود، بل كل محاولة لصياغة ذلك المعنى تجعله ينفصل عن الدفق الحيوي للحياة ويعتبر الأرق خير تمثيل لتلك المفارقة فكأنك تحاول أن تنام وكلما *اقتربت من القبض على النوم ابتعدت عنه. أظن أن هذه المقاربات للمأساة ليست دقيقة بما يكفي لتنال القبول، وفيها إسقاطات ذاتية للمآسي الشخصية. رغم أنه يصعب الفصل بين الذات والموضوع في القضايا الفلسفية.*

فالمآسي بقدر بشاعتها لها بعض ضرورة لتستمر الحياة، وحتى والحياة تسير بشكل طبيعي فالإنسان يحس أحيانا أنها رتيبة، فالمآسي لها دور في تغيير المشهد. وإلا أصبحت الحياة مأساة بعينها كما عند نيتشه وسيوران. في الحياة كأي إنسان رأيت *مآسي حقيقية وتهدمت أمام عيني قامات لا ينبغي لها ذلك، فهناك من انتحر وهناك من مات في حادثة سير وغيرها من المآسي، لكن كل ذلك لا يؤثر على السير العادي للحياة، نقول في مثلنا الشعبي سواء التحقت بالرقص أو امتنعت فالرقصة مستمرة وقائمة لأنها اجتماعية، فالحياة بشكل من الأشكال لا تبالي، لذلك من الأحسن أن تلتحق بالركب وتعيد صياغة المعنى ولو تعذر استكمال المعنى السابق بذلك وحده تكتسب شرف المشاركة في الحياة، بدل الاكتفاء بدور الملاحظ، لذلك تجد الذي ملكته المأساة لا يستطيع الخروج من زنزانتها، ولنا في الفكر الشيعي بعض عبرة، إذ تم فيه تضخيم المأساة على حساب السير العادي للأمور، ولا يزال البكاء على الأطلال عقيدة فكرية للمظلومية، وتتجلى هذه الظاهرة في العنصرية الصهيونية التي تعيش على مظلومية الهولوكوست. المأساة تجعلك تبرر العدوان والعيش على الفتن. أو تجعلك خارج الدور وتستسلم. لذلك تعتبر مقاربة نيتشه عدوانية ومقاربة سيوران استسلامية. وكلاهما ينطلقان من نموذج الحيوان السامي ويريان الوعي نقيصة، والوعي كما الحياة والغرائز أساليب وجودية تندرج في السياق الكلي للوجود. وبدون وعي لا يستطيع الإنسان التموضع بشكل جيد على خريطة الموجودات وممارسة الوجود بأريحية. فالفرق بين الحيوان والإنسان بين وظاهر فهو التعايش مع الطبيعة والابتكار فيها بعد وعيها. وليس استسلاما خالصا وليس قهرا مضاعفا.*

فالمأساة معطى حاضر كباقي المعطيات ومعالجتها عن طريق الوعي ممكنة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المأساة من منظور فلسفي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابن منظور أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 11-13-2016 06:36 PM
نحو منهج فلسفي .. يونس عاشور منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 03-18-2012 11:58 AM
ابن منظور ( 1232 – 1311) رقية صالح منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 10 07-24-2011 09:18 PM
رحم المأساة رينا صلاح منبر البوح الهادئ 12 09-25-2010 09:05 PM

الساعة الآن 12:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.