احصائيات

الردود
3

المشاهدات
10279
 
الدكتور أحمد إيشرخان
من آل منابر ثقافية

الدكتور أحمد إيشرخان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Mar 2011

الاقامة

رقم العضوية
9763
03-08-2011, 09:39 PM
المشاركة 1
03-08-2011, 09:39 PM
المشاركة 1
Post التصوف والمجتمع في المغرب
التصوف والمجتمع في المغرب





1- مفهوم التصوف:

نجد في الكثير من الكتابات التاريخية والأحداث السياسية حضور لموضوع اسمه التصوف. فما هو التصوف؟ وما معنى كلمة متصوفة? هل هي كل من لبس الصوف، أم المتصوف من الصف الأول، أم أنها من أصول أجنبية من صوفيا؟

وما هي مشروعيته وخصوصياته المغربية التي تميزه عن التصوف المشرقي؟ ومتى دخل للمغرب وما هي جذوره؟ وهل التصوف نوع من الوجد والتواجد في الحضرة الربانية فقط? أم أن التصوف هو نوع من الجدل الفكري والتأثير والممارسة السياسية في المجتمع؟ ولماذا يظهر المتصوفة بقوة عندما تكون الدولة دون المحافظة على أركانها؟ ومن هم أهم رجالات التصوف المغربي؟ وكيف ينتقل الفقير من مريد إلى شيخ للطريقة ثم إلى قطب فغوث ضمن إطار التدرج في مسلك المعرفة أللدنية?

لا يفهم التصوف المغربي إلا من خلال قراءة سيرة مجموعة من متصوفة كل فترة من الفترات التاريخية، فلكل مرحلة صوفيتها، ولكل صوفية خصوصيتهم التي تميزوا بها عن سابقيهم ولاحقيهم، وقد تدرجوا من إطعام الطعام إلى المشاركة السياسية في تأسيس الدولة المغربية.

فالتصوف المغربي ليس هو الحلول ولا فلسفة الوجود، بمعنى انه ليس هو التصوف المشرقي المرتبط بمفاهيم مثل: الفناء وحلول اللاهوت في الناسوت وغير ذلك من شطحات الصوفية المشرقية، لأن المغاربة ربطوا بكل بساطة التصوف على أساس أن الدين الإسلامي فيه مقامات وهي الإسلام، الإيمان، الإحسان.

فالتصوف المغربي هو سلوك إلى الله، ومقومات هذا السلوك هو ما حاول أن يختصره الفقيه عبد الواحد ابن عاشر في منظومته الشهيرة المرشد المعين: الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية وطريقة الجنيد.

والتصوف المغربي هو أيضا ذكر بواسطة شيخ الطريقة وفيه عناصر أخرى مثل: الزهد، الخلوة، السياحة، الجذب، الجهاد، وما يميزه وينفرد به هو إطعام الطعام والتربية بالذكر والصحبة والهمة، وهو أيضا رباط وزاوية إذ لا تصوف بدونهما، وهناك أيضا نقطة أساسية تميز التصوف المغربي وهي المبالغة في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد عرف شيوخ الطريقة التصوف بالتخلي والتحلي والتجلي، وفي كل الأحوال فالتصوف تجربة يخوضها المنتسب السالك في علم الأذواق لا علم الأوراق.

2- جدور التصوف بالمغرب:

يتميز التصوف المغربي عن التصوف المشرقي بكون هذا الأخير يعتمد الفلسفة والفكر والثقافة والمجادلة منهجا في حين يرتبط التصوف المغربي بالسلوك والطقوس. لذلك سنقوم بالبحث في جذور التصوف المغربي.

إن التصوف بالمغرب لم تؤسس قواعده دفعة واحدة وفي مرحلة تاريخية محددة، بل هو بناء ولبنات تمت عبر مراحل متعددة بواسطة متصوفة وشيوخ ، ففي كل قرن كان يظهر شيخ من شيوخ التصوف ليضيف لبنة جديدة حسب طبيعة المرحلة التاريخية.

فمثلا إطعام الطعام، الذي يعتبر من أهم ركائز التصوف المغربي ظهر في مرحلة تميزت بالمجاعات والجفاف. حتى أن العديد من المتصوفة اشتهروا بهذه الخاصية، كالمتصوف أبو يعزى ينور الذي انعزل في مرتفعات تاغيا، فكيف صار هذا الرجل من أشهر متصوفة المغرب؟ بل كيف وصل إلى القطبانية؟

لقد تمكن أبو يعزى من ترك بصمات واضحة في تاريخ التصوف المغربي، ليس بالفكر أو بالفلسفة أو الجدال بل فقط بالعزلة وإطعام الطعام، فقد كان يأخذ رغيفين مقابل عمله، فيحتفظ بواحدة لنفسه ويعطي الأخرى لطالب علم، و بعد حين صار يعطي الرغيفة التي كان يحتفظ بها لنفسه لفقيه جاء إلى المنطقة، وصار هو يعيش بنبات الأرض المعروف بالبقولة. وهكذا صار صاحب كرامات بشهادة فقهاء فاس “كان يداوي المرضى ويسيطر على الوحوش وهو صاحب المكاشفة”.

إذا حاولنا البحث في الجذور العميقة للتصوف، سنجد أنها تعود إلى ق 1هـ، لأن التصوف انطلق من الرباط الذي تحول مع الوقت إلى الزاوية. وبالتالي فإن الرباط ظهر مع الفتوحات الإسلامية ودليلنا على ذلك رباط شاكر الذي أسس في القرن الأول الهجري، أو حسب نص ابن عذاري إلى فتح المغرب على يد عقبة ابن نافع الذي ترك به صاحبه شاكر. هذا الرباط الذي ساهم في نشر العلم ثم الجهاد فالعزلة والمرابطة. إلا أن التصوف اتخذ أسسه القوية خلال ق 6هـ والذي يعتبره المؤرخون قرن التصوف بامتياز، لأنه قرن التآليف الصوفية حيث وجد كتاب محمد بن عبد الكريم التميمي ( ت 603هـ/ 1206م) المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس ومايليها من البلاد، وكتاب ابن زيات التادلي (ت 627هـ/1229م) “التشوف إلى رجال التصوف” تحدث فيه عن رجالات ق 6 هـ، فشكل هذا القرن حقبة اكتمال التصوف المغربي، بعد هذا الكتاب ستأتي كتب أخرى في مراحل لاحقة ومنها تأليف أحمد العزفي (ت 716هـ/ 1317م) “دعامة اليقين في زعامة المتقين“. وعند قراءة كتاب التشوف إلى رجال التصوف ـ الذي حققه الأستاذ أحمد توفيق ـ سنكتشف أن التصوف صار تصوف مجتمع ككل بدليل كثرة التراجم لرجال التصوف من علماء وعامة، وبالتالي صار التصوف مجتمعي وفيه نوع من التصدر والظهور، بمعنى أن أصحاب الخلوة انتقلوا من العزلة إلى العمل ومن العمل الفردي إلى نشر الطريقة الصوفية، فخرج المتصوفة من زاوية الإهمال إلى زاوية العمل، وهو ما سيظهر جليا مع الدولة المرينية حيث سينتسب الفقهاء إلى التصوف، بل الأكثر من ذلك انتسب المرينيون أنفسهم للولاية وللصلاح، وأشرفوا على تأسيس عدة زوايا، كالزاوية المتوكلية بفاس والتي أقامها أبو عنان المريني الملقب بالمتوكل على الله سنة 754هـ/ وقد أصبحت الزاوية في عصره : ” محل الفضل والإيثار والرفق والإحسان، وملجأ للواردين وموردا لابن السبيل وكل ركب سار” كل هذا سيحول الزاوية إلى مركز للإيواء والإحسان ومرفق كبير للأعمال الاجتماعية.

وهكذا فقد ظهر التصوف في عهد الموحدين وصار أكثر فعالية في العصر المريني ورأس حربة في العصر السعدي، حيث صار التصوف تصوفا سياسيا ورائدا في المجالات كلها. وكانت الزاوية الجزولية الشاذلية الدعامة الأساسية لوصول السعديين إلى الحكم.

3- متصوفة المغرب من الانزواء إلى المشاركة:

إذا كان العصر الموحدي عصر انزواء المتصوفة بسبب قوة الدولة وهيبتها، فإن المتصوفة بالمغرب منذ القرن 7هـ/ 13م أصبحوا قوة ذات تأثير ونفوذ في المجتمع بسبب حروب الاسترداد في الأندلس، وقد زاد من نفوذهم انهزام الموحدين في معركة العقاب 609هـ، و كانوا إلى جانب الدولة المرينية الناشئة، ولذلك فإن المتصوفة بالمغرب أصبحوا أصحاب رأي، يتقرب منهم سلاطين الدولة المرينية بالتبرك والزيارة، والمساهمة في بناء الزوايا التي ستصبح من سمات المجتمع المغربي خلال نهاية العصر الوسيط وبداية العصر الحديث، وذلك بنشوء أكبر زوايا مرتبطة بالطريقة الجزولية في القرن 9هـ/ 15م، ونذكر من بين الزوايا التي أسسها المرينيون زاوية تافرطست بحوز نهر سبو قرب ضريح المؤسس الأول عبد الحق بن محيو عام 614هـ، وكانت مهمة الزاوية هو إطعام الطعام إلى جانب الحفاظ على تأدية الشعائر الدينية، لكن ممارسة المتصوفة من هذه الفترة يمكن أن تشمل ما هو سياسي باعتبار أن رجالات الدولة المرينية كانوا أيضا يتسمون بصفات التصوف ومن ذلك الزهد والبركة والرؤيا الصالحة وغير ذلك مما رأيناه في المحاضرات المتعلقة بعبد الحق بن محيو.

لقد تمكن المتصوفة بواسطة المشاركة منذ العصر المريني من كسب المشروعية في العديد من المجالات نذكر منها ما يلي:

1) المشروعية الاجتماعية:

اكتسبوها من خلال العمليات الإحسانية بإطعام الطعام، والإيواء، والتكفل بالأيتام والتغلغل في المجتمع بكثرة المريدين والأتباع وبواسطة نفوذهم وسط القبائل (فض المنازعات).

2) من الناحية الدينية:

قاموا بالتعبئة للجهاد بواسطة المواعظ والرقائق، لكن الأكثر من ذلك هو تغليب علم الباطن على علم الظاهر ثم تغليب العلوم اللدنية على العلوم الكسبية، وتغليب الحقيقة على الشريعة، مع الاهتمام البالغ في الاحتفال بعاشوراء والمولد النبوي.

3) من الناحية الثقافية:

أثروا في الثقافة بواسطة تدريس كتب التصوف ومنها مؤلفات الغزالي، وكتب الرقائق مثل كتاب الحكم العطائية وكتاب طب القلوب لأبي طالب المكي، والملاحظة أن كثير من الفقهاء جمعوا بين الفقه والتصوف ومنهم أبو علي الحسن اليوسي، وقد أولى المتصوفة اهتماما بالغا في إنشاء المكتبات والعناية بها كمكتبة الزاوية الشرقاوية بأبي الجعد، ومكتبة الزاوية الناصرية بدرعة ومكتبة الزاوية الوزانية بوزان ، كما ساهموا بواسطة المناظرات بين الفقهاء والمتصوفة في تنشيط الحركة الثقافية، وقد كان المتصوفة سباقين لدراسة علم الكلام والمنطق الشيء الذي خلق العديد من المدارس العلمية الصوفية.



4) التأثير السياسي:

المساهمة في الحفاظ على السلم السياسي والاجتماعي والتوسط بين المخزن والقبائل والدول والإمارات. والمساهمة في تحرير الثغور المغربية.

5) الوزن الاقتصادي:

امتلاكهم لأراضي فلاحية شاسعة، إحياؤهم للأراضي الميتة، تأسيسهم للزوايا في مناطق الدير وعلى الطرق التجارية ، وممارسة التجارة ومن نماذج ذلك زاوية إليغ بسوس والزاوية التيجانية، كما استفاد شيوخ الزوايا من الإعفاء من أداء المكوس والضرائب.



الطريقة الشاذلية أسس ومفاهيم:

لكي نفهم الطريقة الشاذلية لابد لنا من قراءة ترجمة أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المتوفى عام 656هـ، وينتسب الشاذلي إلى آل البيت أي إلى علي بن أبي طالب بواسطة عمر بن إدريس الثاني. وقد ارتبط اسم الشاذلي باسم شيخه عبد السلام بن مشيش رغم أنه أخذ عن عدة شيوخ من أمثال أحمد بن علي بن حرزهم، لكن أبرزهم هو بن مشيش الذي التقى به سنة 618هـ.

ولد الشاذلي بجبال غمارة سنة 593هـ بضواحي سبتة وهذا يحيل على أنه عاش في أواخر الدولة الموحدية. ويبقى أهم شيء ميز سيرة الشاذلي هو رحلته نحو المشرق في سنة 620هـ بأمر من شيخه ابن مشيش، وقد تعدد تردده على البيت العتيق لأن الرحلة و السياحة تعد من أسس التصوف المغربي.

ما ميزه أيضا انعزاله بشاذلة قرب تونس في عصر الحفصيين، وبعد عزلة دامت أكثر من 14 سنة خرج إلى تونس المدينة ليتلمذ عليه الخلق كما ذكر هو بإشعار رباني، والقصد من ذلك هو الخروج للتصدر للناس وقد داع صيته وأصبح مجلسه يعج بكثرة المريدين، فدخل في صراع مع رجال الدولة وخاصة مع الفقهاء كابن البراء التنوخي، وهو من أشهر فقهاء المالكية بتونس، حيث دخل في مجادلة مع الشاذلي حول الباطن والظاهر. فخرج الشاذلي منتصرا لقوة حججه، ونظرا لاعتماد المتصوفة الدائم على المنطق، ثم صار بعد ذلك بعض أمراء الحفصيين من تابعيه ومنهم أبو زكرياء الحفصي الذي كان يجل الشاذلي كثيرا.

وفي مرحلة لاحقة هاجر الشاذلي إلى مصر حيث استقر بالإسكندرية سنة 624هـ وهناك التقى بتلميذه الشهير أبو العباس المرسي الذي ناصر الشاذلية بمصر، ورغم امتحانه بالإسكندرية مرة أخرى فقد ازداد شهرة، حيث حصل على امتيازات من طرف سلطان مصر أيوب بن محمد الملقب بالصالح لكنه خرج إلى الحج وتوفي سنة 656هـ في طريقه بصحراء عيذاب.

أسس الطريقة الشاذلية:

تتميز الطريقة الشاذلية بتقريب العقل إلى التصوف وتقريب التصوف إلى العقل، وبالعمل الاجتماعية عن طريق قضاء حوائج الناس، ثم بالجهاد الذي هو من أكبر أسسها، فقد شارك الشاذلي في الجهاد وهو كفيف البصر.

إلا أن الطريقة الشاذلية عرفت أوجها وتألقها مع أحد أكبر شيوخها وهو محمد بن سليمان الجزولي، وقد كانت الطريقة الجزولية أساس قيام الدولة السعدية بالمغرب. فقد ظهر الجزولي في بداية ق 9هـ أي خلال العصر الوطاسي عصر الاضطرابات والفتن، وبنى الجزولي أفكاره على أسس الطريقة الشاذلية لكنه زاد فيها المبالغة في محبة الرسول وتعظيمه من خلال الصلاة عليه، وألف في ذلك كتابه الشهير دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في الصلاة على النبي المختار ومن طقوس التصوف في الطريقة الجزولية ما يلي: الذكر و الورد ، الخلوة مع المخالطة، ولابد للمريد من شيخ، فمن لا شيخ له فالشيطان شيخه، السماع وهو الذكر بالألحان. قراءة الأحزاب مفرقة حسب الأسبوع ومنها حزب البر وحزب البحر،المداومة على قراءة دلائل الخيرات.


قديم 03-08-2011, 09:41 PM
المشاركة 2
الدكتور أحمد إيشرخان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
قديم 03-08-2011, 11:36 PM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك المولى بقلمك ، وبصدقِ مشاعرك ..
حييت .

قديم 03-29-2011, 10:32 AM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم الدكتور أحمد إيشرخان المحترم
تحية الأدب والمعرفة أقدمها إليك ، راجياً أن تكون في منابرنا الحبيبة موفقاً بالخيرات . .
أما بعد . .
لقد جئت بموضوع شيق جداً ، ويظهر بأنك كتبته وأنت تقصد الاختصار ليناسب المقام والنشر على صفحات منابر الخير . .
الذي لاحظته . . أنك وبحرفية كبيرة لم تظهر للقارىء رأيك الإيجابي أو السلبي بموضوع التصوف ، وقد يحتاج ذلك من واحدنا إلى مناقشات مطولة وأبحاث جادة . .
أقول وبالله التوفيق ، أن التصوف (ومعناه من يلبس الصوف-ارخص مادة نسيج متوفرة في ذلك العصر- ويتنزه عن لذائذ الدنيا ، ويهتم بعلوم الدين عن ثقافة ودراية فتصبح شاغله الأوحد ، فهذا هو المتصوف أو الصوفي ، ولا علاقة لمدينة صوفيا بالأمر بالطبع وكذلك لا علاقة للكلمة بالصف الأول في الصلاة مثلاً).
وحتى نحسن التفكير والتوجه نحو مثل هذا الأمر فعلينا أن نعود لمبادئنا الإسلامية الأصلية :
1- كل مانفعله في حياتنا يجب أن نرده للقرآن والسنة ، ثم لاجتهاد السلف قدر ما تتشابه الحالات والأحداث ثم القياس .... إلخ .
2- التصوف ليس منتقداً من أحد بحد ذاته ، فإذا أردت أن تعتزل وتلجأ إلى الله وتتفقه وتفكر وتحلل فكل ذلك جيد وجميل ، ولكن بشرط صريح واضح هو ألا تغير شيئاً في الأصول والاتباع خوف أن تخرج عن الملة .
3- الورد الذي يتبعه كل صاحب زاوية هو دعاء ديني قد لا يحوي شيئاً خاطئاً على الإطلاق ، ولكن أهميته المبالغ فيها عند المريدين تجعل البعد عنه (في هذه الحالة) مغنماً ، فلو تأخر أحد المريدين عن الورد الصباحي مثلاً لشعر بتقصير يشل يومه بالكامل ، وهذا الشعور لا يأتيه لو فاتته صلاة واجبة(وهذا كمثال فقط) .
4- فلسفة الزاوية التابعة لشيخ الطريقة قد يكون لبعض طرائقها أسباب ناسبت الشيخ حين ابتدع الطريقة ، وكل ذلك لا بأس به (إذا لم يخالف الأصول)، وتأتي المشكلة أن على المريدين المثقفين أو غير المثقفين أن يتبعوا (الطريقة)ومن يتبعها أحسن يصبح أقرب ، وأقول هنا : أقرب لمن ! نحن المسلمون الذين يتبعون منهج السلف بدون حزب ولا طريقة ولا زاوية فإننا نمثل الاسلام كما خرج من أرض مكة والمدينة ولا نخترع ولا نبتدع طرائق نخشى أن تحيد بنا عن جادة الصواب ، ومع ذلك نحن نعمل عقولنا في الدين والفقه والتحليل الديني ونقدم لمجتمعنا أنشطة وأعمالاً مختلفة ترفعه ، ونحن نظن ونعلم بأن هذا هو الصلاح.
5- يبتكر شيخ الطريقة أشياء كثيرة يلزم بها المريدين ، وبعد مرور عصور كثيرة تكتشف أن كثيراً من أوامر (الشيخ) كانت غير صحيحة وتـُخرج عن الملة.
6- قد تجد اسم عائلتي (صوفي) وقد تفكر من أين أتت هذه الكنية ، وأقول لك بأن آبائي وأجدادي كانوا على ما أشرت إليه هنا ولم يقبلوا يوماً أن تكون لهم زاوية أو أن يكونوا أقطاباً أو غوثاً ، فالغوث بيد الله لاغير هو الإله وعليه نتوكل
، وكانوا يعملون في وظائف تعنى بالعلم الديني (مدرس دين ، قاضي، مؤلف لمؤلفات دينية ، قارىء ، عاقد شرعي . . . إلخ)، وكنا قبل أربعمائة عام في جنوب المغرب (الساقية الحمراء) ، وما زالت نفس العائلة وبأعداد كبيرة هناك .
وقد أحببت أن أوضح باختصار شديد هذا الرأي للتفريق بين البدعة الحسنة المستحدثة وكيف يمكن أن تتحول إلى الخطأ لو استخدمت بشكل غير صحيح وأصبحت عرفاً من الأعراف السائدةفي المجتمع.

عزيزي . .
تقبل تحيتي وكامل احترامي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: التصوف والمجتمع في المغرب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ريان ابن المغرب اعزاز العدناني منبر الحوارات الثقافية العامة 11 02-06-2022 12:58 AM
جدلية الأدب والمجتمع محمد بوثران منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 12-16-2020 04:54 PM
الصَّفوة والمجتمع - بوتومور د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-21-2014 02:32 PM
التصوف والمجتمع في المغرب الدكتور أحمد إيشرخان منبر الحوارات الثقافية العامة 1 03-27-2011 01:22 AM

الساعة الآن 03:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.