احصائيات

الردود
61

المشاهدات
12760
 
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أمل محمد will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
17,196

+التقييم
3.23

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة
المملكة العربيّة السعوديّة ~

رقم العضوية
7870
04-09-2013, 07:18 PM
المشاركة 1
04-09-2013, 07:18 PM
المشاركة 1
Arrow ll~ فوائد في العقيدة ~
الفائدة الأولى
بعض البراهين والشواهد على وجود الله عز وجل:
1- أقام الله تعالى الحجة وأفحم الخصم في آية واحدة فقال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35].
وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} [الطور: 35-37] كاد قلبي أن يطير.
2- الأطوار العجيبة المختلفة التي مر بها الإنسان من تراب إلى نطفة فعلقة فمضغة ثم إنسان سوي ذي روح وعقل، ينشيء المدائن، ويركب متون البحار، ويجمع الأموال، ويحارب ويقاتل، وينشر مبادئ وأفكارًا، وينظم شعرًا ويصيغ أدبًا ... إلخ فسبحان من أقدره على ذلك!! وهذا فضلاً عن العجائب في خلقه الكائنات الأخرى كالحشرات والحيوانات.
3- خلق زوجين من كل شيء في الكون.
4- بسط الأرض للخلائق، وخلق السموات والأجرام العلوية وإمساك كل عن الزوال أو الارتطام بغيره.
5- الليل والنهار وثبات طولهما مجموعين معًا، بحيث لم يحدث مرة واحدة أن كان هناك يوم من الأيام (نهاره مع ليله) أقل أو أكثر طولاً من الآخر ولو بجزء من الثانية، فسبحان من نظم تلك الدورة الفلكية بهذه الدقة.
6- إبداع الماء خاصية حمل الأخشاب والأجسام ذات الكثافة الخفيفة فبذلك سهلت حياة البشر باستخدام الفلك التي تجري في البحر.
7- إقدار الإنسان على كثير من الأمور، وتسخير الكائنات له، حتى أن البعير الضخم ليقوده الطفل الصغير.
8- تسخير الرياح تارة للرحمة وتارة للعذاب.
9- اختلاف ألسنة الناس وألوانهم وهيئاتهم حتى ولو وقع التشابه الشديد، فمع أن لكل إنسان عينين وحاجبين وأنفًا واحدًا وخدين وغير ذلك فلا بد من شيء يميز كل إنسان عن الآخر؛ فكل إنسان خلقة فريدة بذاته لا يمكن أن تتكرر تمامًا، فسبحان من جعل لكل إنسان شخصيته المميزة، بسمت أو هيئة أو كلام
أو لهجة أو...
10- خاصية النوم التي خلقها الله تعالى، فهي ضرورية لتجديد طاقة الإنسان ونشاطه وفيها راحة نفسه وأعصابه.
11- إحياء الأرض بالماء فإذا هذه الأرض الهامة الجامدة تخرج نباتًا مختلفًا ألوانه وطعومه مع أن الكل يسقى بماء واحد، ثم من الذي أودع في الأرض هذه الخاصية وهي الإنبات، ثم من جعل هذا التوافق بين وجود هذه الخاصية في الأرض وخلق البشر المحتاجين إلى ذلك النبات عليها، هذا فضلاً عن الخصائص الأخرى في الأرض والجو التي لا يعيش البشر بدونها.
12- وبعد ذلك وقبله فإن الفطرة نفسها شاهدة بوجود الله تعالى والنفس لا تستطيع الفرار من تلك الحقيقة، وهي الشعور بوجود الخالق القدير.

***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:20 PM
المشاركة 2
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثانية
الاستدلال على وجوده تعالى
1- قول الرسل لأقوامهم {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10].
2- قول إبراهيم للنمرود {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة: 258] وقوله – على نبينا وعليه الصلاة والسلام: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}
[البقرة: 258].

3- إجابة موسى عليه السلام على أسئلة فرعون: قال تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [الشعراء: 23-28].
4- دعوة محمد r ومخاطبته للناس بهذا القرآن الذي يتجلى فيه هذا المنهج من بدايته إلى ختامه وهو مملوء بالتوجيه إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء.
5- استدلال الإمام أبي حنيفة يسير الموجدات وفق تدبير ونظام محكم وأن ذلك لا يمكن حدوثه بدون رب قادر مدبر وضرب لذلك مثلاً بالسفينة التي تسير دون قائد وتنقل البضائع، هل يعقل ذلك؟
6- إجابة الإمام مالك لما سأله الرشيد عن ذلك مستدلاً باختلاف الأصوات والنغمات واللغات.
7- استدلال الإمام الشافعي بورق التوت يأكله الدود فيخرج منه الإبريسم أي الحرير وتأكله النحل فيخرج منه العسل، وتأكله الشاء والبقر والأنعام فتلقيه بعرًا وروثًا.
8- استدلال الإمام أحمد بخروج الديك من البيضة، وذلك بمقام خروج حيوان ذي سمع وبصر وصوت وشكل حسن من حصن أملس ليس له منفذ، هل يحدث ذلك بلا خالق؟
9- استدلال الأعرابي بالسماء ذات الأبراج والأرض ذات الفجاج والبحار ذات الأمواج وأن دلالة ذلك على الله عز وجل من باب دلالة الأثر على المؤثِّر، ومثل ذلك بدلالة الأثر على المسير والبعير على البعير.
10- خطبة قس بن ساعدة الإيادي وفيها لفت الأنظار لمختلف العجائب في الكون والحياة ليكون ذلك دافعًا للرجوع إلى الله صاحب هذه التقديرات والعجاب.

***

~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:24 PM
المشاركة 3
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثالثة
معنى الإيمان بالأسماء والصفات
هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله r من الأسماء الحسنى والصفات العلى وإمرارها كما جاءت.
تنبيهان:
أ- أسماء الله تعالى توفيقية؛ أي أن ليس كل فعل يتعلق بالله يشق له منه اسم إلا ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله r.
مثال: قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} [البقرة: 20] فإنه لا يجوز اشتقاق اسم الذاهب على أنه اسم له تعالى ما دام أن الله لم يذكر ذلك اسمًا في كتابه، ولم يذكره رسوله r.
ب- ورد في القرآن أفعال أطلقها الله على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة، وهي فيما سبقت له مدح وكمال، ولكن لا تطلق عليه عز وجل مجردة بدون ذكر ما تتعلق به.
مثال: قوله تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ}
[الأنفال: 30]، وقوله تعالى:
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142]، {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}
[البقرة: 15]، فلا يقال أنه سبحانه يمكر ويستهزئ ويخادع، ومن باب أولى لا يقال أن من أسمائه الماكر والمخادع و ... تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، لكن يصح أن يقال أنه تعالى يمكر بالكافرين ويستهزئ بالمنافقين ... وهكذا في كل ما ذكره الله تعالى عن نفسه من اسم أو فعل متعلقًا أو مقيدًا بشيء، أو مقترنًا بمقابله بحيث يوهم ذكره بدونه نقصًا لم يجز إطلاقه عليه تعالى مجردًا دون ذكر متعلقه، ومن ذلك قوله تعالى:
{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22] وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}
[آل عمران: 4] و [المائدة: 94].

ولم يرد إطلاق المنتقم، ومن ذلك المعطي المانع، والضار النافع، فلا يطلق على الله المانع الضار على الانفراد؛ بل لا بد من ازدواجها بمقابلاتها، فإنها لم تطلق على الله في الوحي منفردة .
***

~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:25 PM
المشاركة 4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الرابعة
الإلحاد في الأٍسماء والصفات




أ- معناه:
لغة: العدول عن القصد والميل والجور والانحراف، ومنه اللحد في القبر لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمة الحفر. واصطلاحًا: العدول والميل بأسمائه تعالى وصفاته عن معانيها.
ب- وأقسامه:
1- إلحاد المشركين المتضمن تنزيل المخلوق منزلة الخالق كتسميتهم أصنامهم آلة واشتقاقهم أسماء لها من أسماء الله عز وجل كالعزى من العزيز، ومناة من المنان.
2- إلحاد المشبهة المتضمن تشبيه الخالق بالمخلوق، وذلك بتكييف صفاته تعالى وتشبيهها بصفات خلقه.
3- إلحاد النفاة، وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه دون ما تتضمنه من صفات الكمال، فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة، عليم بلا علم، سميع بلا سمع وقسم صرحوا بنفي الأسماء والمعاني ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:26 PM
المشاركة 5
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الخامسة
فضل شهادة أن لا إله إلا الله






كلمة لا إله إلا الله هي سبيل السعادة في الدارين؛ فبالتزامها النجاة من النار وبعدم التزامها البقاء في النار، وبها تثقل الموازين وبدونها تخف الموازين وبها أخذ الله الميثاق {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45] ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، لذا فقد اجتمعت لهذه الكلمة العظيمة كثير من الفضائل:
1- فهي أعظم نعمة أنعم الله عز وجل على عباده أن هداهم إليها، ولهذا ذكرها في سورة النحل التي هي سورة النعم فقدمها أولاً قبل كل نعمة، فقال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} [النحل: 2].
2- وهي العروة الوثقى، قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256] قاله سعيد بن جبير والضحاك.
3- وهي العهد الذي ذكره الله عز وجل إذ يقول: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: 87] قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو شهادة أن لا إله إلا الله، والبراءة من الحول والقوة إلا بالله وأن لا يرجو إلا الله عز وجل.
4- وهي الحسنى التي ذكرها تعالى في قوله: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5-7] قاله أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك، ورواه عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما.
5- وهي كلمة الحق التي ذكرها الله عز وجل إذ يقول: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86] قاله البغوي.
6- وهي كلمة التقوى التي ذكرها تعالى في قوله: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح: 26] رواه ابن جرير وعبد الله بن أحمد والترمذي.
7- وهي القول الثابت الذي ذكره تعالى في قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ} [إبراهيم: 27] وقد ثبت ذلك في الصحيحين عن البراء عن النبي .
8- وهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلاً في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 24]. وهو مروي عن علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما، فأصلها ثابت في قلب المؤمن وفرعها العمل الصالح في السماء صاعد إلى الله عز وجل، وكذا قال الضحاك وابن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم.
9- وهي سبب النجاة من النار، كما في صحيح مسلم أن النبي  سمع مؤذنًا يقول أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: «خرجت من النار» وفيه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله  يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله حرم الله عليه النار» وفي حديث الشفاعة: «أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان».
10- وهي سبب دخول الجنة؛ ففي الصحيح أنه  قال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة».
11- وهي أفضل ما ذكر الله به عز وجل كما يقول عليه الصلاة والسلام: «أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله»( ).
12- وهي أثقل شيء في الميزان كما في المسند عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي  أن نوحًا عليه السلام قال لابنه عند موته: آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة ( ) لفصمتهن لا إله إلا الله ( ). وفي الترمذي والنسائي والمسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله  يقول: «إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا، أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول لا يا رب. فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: فإنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطالة ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء»( ).
13- ويكفي في فضلها إخبار النبي  أنها أعلى جميع شعب الإيمان كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة؛ فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق». وهذا لفظ مسلم. فمن قال هذه الكلمة عالمًا ومتيقنًا معناها وعاملاً بمقتضاها على وفق ما علمه منها وتيقنه في القول والعمل – قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح – ومات على ذلك دخل الجنة ( ).


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:27 PM
المشاركة 6
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة السادسة
شروط النذر لله تعالى




1- أن يكون طاعة، للحديث عن عائشة رضي الله عنها عن النبي  قال: «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه». رواه الجماعة إلا مسلمًا.
2- أن يكون مما يطيقه العبد؛ لما في الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله فأمرتني أن أستفتي لها رسول الله  فاستفتيه فقال: «لتمش ولتركب». وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما النبي  يخطب إذ هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم فلا يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي : «مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه»( )؛ فأمره  بترك ما لم يكن مطيقه ولم يكن مشروعًا وأمره بإتمام الصوم لكونه يطيقه ولكونه مشروعًا.
3- أن يكون فيما يملك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما يملك ابن آدم»( ).
4- أن لا يكون في موضع كان يعبد فيه غير الله تعالى لئلا يكون ذريعة لعبادة غير الله تعالى لحديث ثابت بن الضحاك أن رجلاً أتى النبي  فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال: «أكان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟» فقالوا: لا قال: «فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟» قال: لا قال: «أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك بن آدم»( ).
5- عدم اعتقاد الناذر تأثير النذر في حصوله – لمن كان معلقًا نذره بحصول شيء معين – لما في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي  قال: «إن النذر لا يقدم شيئًا ولا يؤخره، وإنما يُستخرج بالنذر من البخيل»( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:28 PM
المشاركة 7
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة السابعة
أمثلة لبعض أمور شركية يفعلها العامة، وفيها حكم الرقى والتمائم



هذه الأمور غالبها من الشرك الأصغر لكن إذا اعتمد العبد عليها بحيث يثق بها ويضيف إليها النفع والضر كان ذلك شركًا أكبر والعياذ بالله، لأنه حينئذ يصير متوكلاً على غير الله عز وجل ملتجئًا إلى غيره. وفيما يلي ذكر أمثلة لهذه الأمور:
أ- التعاليق: قال : «من علق تميمة فقد أشرك»( ). وفي الصحيحين أن رسول الله  في بعض أسفاره أرسل رسولاً أن لا يبقين في رقبة بَعِير قلادةً من وتر أو قلادة إلا قطعت.
ومن التعاليق:
1- الودعة: وهي شيء أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم لرد العين.
2- الناب: وهو ناب الضبع يؤخذ ويعلق من العين.
3- الحلقة: يلبسونها من العين والواهنة (مرض العضد).
4- أعين الذئاب: يعلقونها إذا مات الذئب على الصبيان ونحوهم زعمًا أن الجن تفر منها.
5- الخيط: كثيرًا ما يعلقونه على المحموم ويعقدون فيه عقدًا بحسب اصطلاحاتهم ويربطونه بيد المحموم أو عنقه طلبًا للشفاء.
6- العضو من النسور: كالعظم ونحوه يجعلونه خرزًا ويعلقونها على الصبيان يزعمون أنها تدفع العين.
7- الوتر: كانوا في الجاهلية إذا عتق وتر القوس أخذوه وعلقوه على الصبيان والدواب لدفع العين.
8- التمائم: وهي شيء يعلقونه على الأولاد لدفع العين وحكمها حكم التعاليق سواء كانت كتابة أو غير كتابة إلا إذا كانت كتابة من خالص الوحيين فبعض السلف أجازها والبعض كرهها ومنعها والأحوط البعد عن ذلك.
ب- الرقى:
قال رسول الله : «إن الرقى والتمائم والتولة شرك»( )، والتولة شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته وحملت الرقى المذكورة في الحديث على الرقى الممنوعة. وفي السنة ما يدل على جواز بعض الرقى بشروط ثلاثة:
1- أن تكون من الكتاب والسنة؛ لقوله  في صحيح مسلم لما قال له آل عمرو بن حزم: يا رسول الله إنها كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب وإنك نهيت عن الرقى فقال: «لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك». وكان  إذا زار مريضًا رقاه، وفي ذلك أذكار كثيرة في صحيح البخاري وغيره؛ مثل: «اللهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقمًا». وفي صحيح مسلم: رخص رسول الله  في الرقية من العين والحمة والنملة. والحمة تطلق على لدغ ذوات السموم؛ كالحية والعقرب ونحوها. والنملة قروح تخرج في الجنب.
2- أن تكون باللغة العربية محفوظة ألفاظها، مفهومة معانيها، فلا يجوز تغييرها إلى لسان آخر فإن في ذلك فرصة الشياطين في إيقاع الناس في الشرك والكفر وهم يقولون ما لا يدرون معناه.
3- أن يعتقد أنها سبب من الأسباب لا تأثير لها إلا بإذن الله، فلا يعتقد فيها نفعًا بذاتها ( ).
***



~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:28 PM
المشاركة 8
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثامنة
زيارة المقابر وأقسامها




وتنقسم الزيارة إلى ثلاثة أقسام:
1- زيارة شرعية: وهي زيارة القبور لتذكر الدار الآخرة والدعاء لأموات المسلمين ولنفسه كما علمنا الرسول  أن نقول: دون شد للرحال أو فعل أو قول من أفعال وأقوال الشرك وألا تقع من النساء وأدلة هذه الزيارة ما يلي: قوله : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرًا»( ). أي: محظورًا شرعًا.
- كان رسول الله  يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين» رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» والحديث في الصحيحين.
- وثبت عنه  أنه لعن زوارات القبور. حديث حسن.
2- زيارة بدعية: وهي ما صاحبها الاعتكاف عند القبر أو شد الرحال أو الصلاة أو التوسل بأهلها. قال : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»( )، وقال: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة»( ). وأما حديث الأعمى الذي فيه أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي  فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: «إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك». قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد  نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في». وفي رواية: «وشفعني به». فهذا الحديث ضعفه كثير من العلماء، وإن جزمنا بصحته فليس فيه أنه توسل بغائب أو ميت؛ وإنما توسل بدعاء النبي  وهو حاضر؛ حيث طلب منه الدعاء وأجابه رسول الله  إلى ذلك، وتوسل هو بدعاء النبي ، ودعا هو بنفسه، فاجتمع الدعاء من الجهتين، وهذا مشروع كان يفعله الصحابة مع الرسول  وفعلوه من بعده حين توسلوا بدعاء العباس رضي الله عنه في الاستسقاء، ولو كان معلومًا لديهم جواز التوسل بالأشخاص أنفسهم لما عدلوا عن التوسل به  إلى العباس رضي الله عنه؛ وإنما توسلهم كان بالدعاء كما في قولهم: «اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا» كما هو مذكور في صحيح البخاري.
3- زيارة شركية: وهي دعاء المقبور نفسه - والعياذ بالله - وسؤاله ما لا يقدر عليه: قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117]، وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 106، 107]( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:29 PM
المشاركة 9
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة التاسعة
الرافضة وأقسامهم




والرافضي نسبة إلى الرفض وهو الترك بازدراء واستهانة، سموا بذلك لرفضهم الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وزعموا أنهما ظلما عليًا واغتصباه الخلافة ومنعا فاطمة رضي الله عنها فَدَك( ).
وهم أقسام كثيرة لا أكثرهم الله تعالى:
1- السبئية: أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي قبحه الله، وهم أعظمهم غلوًا وأسوأهم قولاً وأخبثهم اعتقادًا بل وأخبث من اليهود والنصارى، فقد كانوا يعتقدون في علي رضي الله عنه الإلهية؛ كما يعتقد النصارى في عيسى عليه السلام، وهم الذين أحرقهم علي رضي الله عنه بالنار، وأنكر ذلك عليه ابن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري والمسند وأبي داود والترمذي والنسائي عن عكرمة رضي الله عنه قال: أتى علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لنهي رسول الله : «لا تعذبوا بعذاب الله». ولقتلتهم؛ لقول رسول الله : «من بدل دينه فاقتلوه».
وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديًا ثم أظهر الإسلام وابتدع هذه المقالة وتفصيل ذلك ما ذكره في الفتح من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال: قيل لعلي رضي الله عنه: إن هنا قومًا على باب المسجد يزعمون أنك ربهم، فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا. قال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون، إن أطعت الله أثابني إن شاء وإن عصيته خشيت أن يعذبني، فاتقوا الله وارجعوا. فأبوا، فلما كان الغد غدوا عليه، فجاء قنبر ( ) فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام، فقال: أدخلهم. فقالوا كذلك، فلما كان الثالث قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة فأبوا إلا ذلك، فأمر علي رضي الله عنه أن يُخدَّ لهم أخدود بين المسجد والقصر وأمر بالحطب أن يطرح في الأخدود ويضرم بالنار ثم قال لهم: إني طارحكم فيها أو ترجعوا. فأبوا أن يرجعوا، فقذف بهم حتى إذا احترقوا قال:
إني إذًا رأيت أمرًا منكرًا
أو قدت ناري ودعوت قَنْبَرًا

قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح.
2- ومنهم طائفة يعتقدون أن لا إله إلا عليّ وهم النصيرية الذين يقول شاعرهم قبحه الله:
أشهد ألا إله إلا
حيدرة ( ) الأذرع ( ) البطين ( )

ولا سبيل إليه إلا
محمد الصادق الأمين

ولا حجاب عليه إلا
سلمان ذو القوة المتين

3- ومنهم من يدعي فيه الرسالة وأن جبريل خانها فنزل بها على محمد .
4- ومنهم من يدعي فيه العصمة ويرى خلافة أبي بكر وعثمان باطلة، ويشتمون طلحة والزبير وعائشة ويرمونها بما رماها به ابن سلول قبحهم الله.
5- ومنهم من يدعي أنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى وسينزل كما نزل عيسى عليه السلام، وهم أصحاب الرجعة.
6- ومنهم من يدعي أنه وصى رسول الله  بأمته وأنه عهد إليه ما لم يعهده إلى غيره وبلغه ما كتمه الناس، وغير ذلك من فرقهم الضالة وشيعهم الخاطئة.
7- وأما الزيدية الذين يدعون أنهم أصحاب زيد بن علي وأتباعه، فهؤلاء لا يشتمون الشيخين – أبا بكر وعمر – ولا عائشة ولا سائر العشرة، ولكنهم يفضلون عليًا رضي الله عنه ويقدمونه في الخلافة ثم أبا بكر ثم عمر ثم يسكتون عن عثمان رضي الله عنه ويحطون ( ) على معاوية غفر الله له.
هذا الذي تحصَّل من بعض رسائلهم، وفي بعضها السكوت عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلا يذكرونهما بخير ولا شر، ولا بخلافة ولا غيرها، ثم يحصرون الخلافة في علي رضي الله عنه وذريته؛ ففرقة تدعي عصمتهم، وأخرى لا تدعي ذلك، والمقصود أنهم فرق كثيرة متفاوتون في أقوالهم وأفعالهم واعتقاداتهم، وأخفهم بدعة الزيدية.
- هذا في شأن أهل البيت طهرهم الله تعالى، وأما في مسألة الصفات والقرآن والقدر والوعد والوعيد وسائر المعتقدات، فقد دهى كل فرقة منهم ما دهى غيرهم من الناس، ولكن المشهور من غالبهم اعتمادهم كتب العلاف والجُبَّائي ( ) وأشباهه والزيدية عمدتهم في تفسير القرآن كشاف الزمخشري وقد شحنه بقول القدرية والمعتزلة.
وأما كون عليٍّ رضي الله عنه له منزلة من الرسول  كمنزلة هارون من موسى عليهما السلام فهذا في الاستخلاف؛ فموسى عليه السلام استخلف هارون عليه السلام في مدة الميعاد، ومحمد  استخلف عليًّا رضي الله عنه في غزوة تبوك؛ ففي الصحيحين من رواية مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله  خرج إلى تبوك واستخلف عليًا رضي الله عنه، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي». وهذا الاستثناء يزيل الإشكال من الرواية التي فيها: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟» - بدون استثناء، وهي أيضًا في الصحيحين عن إبراهيم بن سعد عن أبيه – ويخصص عموم المنزلة بخصوص الأخوة والاستخلاف في أهله فقط لا في النبوة كمشاركة هارون لموسى ( ).

***



~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:30 PM
المشاركة 10
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة العاشرة
البدعة وأنواعها





معنى البدعة: هو شرع ما لم يأذن به الله ولم يكن عليه أمر النبي  ولا أصحابه.
- قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21].
- وقال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31].
وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله  يقول: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». وفي رواية لمسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
وفي السنن عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال: ألا إن رسول الله  قام فينا فقال: «ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين: اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة»( ) وفي رواية: «ما أنا عليه وأصحابي». حديث حسن.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي  قال: «لتتبعن سنَنَ من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا ذراعًا حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم». قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن!». ثم اعلم أن البدع كلها مردودة ليس منها شيء مقبول وكلها قبيحة ليس فيها حسن، وكلها ضلال، ليس فيها هدى، وكلها أوزار ليس فيها أجر، وكلها باطل ليس فيها حق. وهذا ظاهر في قوله : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». وفي صفة الفرقة الناجية بأنهم من كانوا على مثل ما كان عليه  وأصحابه، ومن ذلك أيضًا يتبين معنى البدعة الذي سبق ذكره، وقد أعلمنا الله عز وجل أن العمل المقبول الذي ينفع صاحبه يوم القيامة لا بد وأن يجتمع فيه أمران: الأول: الإخلاص له تبارك وتعالى وابتغاء وجهه وحده، والثاني: المتابعة لرسوله  وموافقة سنته؛ فقال عز من قائل: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
[الكهف: 110].
أولاً: أقسام البدع بحسب إخلالها بالدين:
أ- البدع المكفرة:
وضابطها من أنكر أمرًا مجمعًا عليه متواترًا من الشرع معلومًا من الدين بالضرورة من جحود مفروض أو فرض ما لم يفرض أو إحلال محرم أو تحريم حلال، أو اعتقاد ما ينزه الله ورسوله  وكتابة عنه من نفي أو إثبات - لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله صلوات الله وسلامه عليهم؛ كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله والقول بخلق القرآن أو خلق أي صفة من صفات الله، وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلاً وكلم موسى تكليمًا وغير ذلك، وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك من الأهواء؛ ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه - فهذا مقطوع بكفره؛ بل هو أجنبي عن الدين من أعدى عدو له.
وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم وإلزامهم بها.
ب- البدع التي ليست بمكفرة:
وهي ما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء مما أرسل الله به رسله كبدع المروانية التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ولم يقروهم عليها ولم يكفروهم بشيء منها ولم ينزعوا يدًا من بيعتهم لأجلها؛ كتأخيرهم بعض الصلوات إلى آخر أوقاتها وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد، وجلوسهم في نفس الخطبة في الجمعة وغيرها، وسبهم كبار الصحابة على المنابر ونحو ذلك مما لم يكن منهم على اعتقاد شرعيته بل بنوع تأويل وشهوات نفسانية وأغراض دنيوية.
2- أقسام البدع بحسب ما تقع فيه:
أ- البدع في العبادات: وهي قسمان:
1- التعبد بما لم يأذن الله تعالى أن يعبد به البتة؛ كتعبد جهلة الصوفية بآلات اللهو والرقص والصفق والغناء وأنواع المعازف وغيرها مما هم فيه مضاهون فعل الذين قال الله فيهم {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً ( ) وَتَصْدِيَةً ( )} [الأنفال: 35].
2- التعبد بما أصله مشروع ولكن وضع في غير موضعه؛ ككشف الرأس مثلاً؛ فهو في الإحرام عبادة مشروعة، فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة.
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينا النبي  يخطب إذ هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال : «مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه». فأمره النبي  بإتمام الصوم الذي هو عبادة مشروعة وضعت في محلها، وإلغاء قيامه وسكوته؛ لكونه وإن كان عبادة في بعض الأحوال لكن ليس هذا محله، وأمره بالاستظلال لأن تركه ليس بعبادة مشروعة.
أما عن حكم العبادة التي وقعت فيها البدعة فقسمان أيضًا:
- فقد تكون البدعة الواقعة في العبادة مبطلة لها؛ كمن صلى الرباعية خمسًا، وقد تكون مخالفة مذمومة ولا تبطل العمل الذي تقع فيه كالوضوء أربعًا؛ لأن النبي  قال في الوضوء المشروع: «فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم»( )، ولم يقل: فقد بطل وضوؤه. وكذا قراءة القرآن راكعًا وساجدًا منهيٌّ عنه شرعًا ولا يبطل الصلاة.
ب- البدع في المعاملات:
كاشتراط ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله  كما في خطبته : «...أما بعد، فما بال رجال منكم يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؛ فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، فقضاء الله حق، وشرط الله أوثق؛ ما بال رجال منكم يقول أحدهم: أعتق يا فلان ولي الولاء. إنما الولاء لمن أعتق». والحديث في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ll~ فوائد في العقيدة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد لغوية ناريمان الشريف منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 42 05-31-2021 02:39 AM
فوائد الكورونا (قصة قصيرة) محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-02-2020 01:34 PM
العقيدة الميسرة عمرو مصطفى منبر الحوارات الثقافية العامة 3 06-13-2015 01:28 PM
عجائب و فوائد ماء زمزم أميرة الشمري منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-16-2011 10:11 AM
فوائد الاستغفار حسين شوشة منبر الحوارات الثقافية العامة 5 12-23-2010 10:20 AM

الساعة الآن 08:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.