احصائيات

الردود
1

المشاهدات
8071
 
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة

زهراء الامير is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
326

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Apr 2012

الاقامة
عبـق الكنانة

رقم العضوية
11083
04-25-2012, 04:02 PM
المشاركة 1
04-25-2012, 04:02 PM
المشاركة 1
افتراضي رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
[tabletext="width:70%;background-color:black;border:4px double tomato;"]
رسالـة الغفـران لأبي العـلاء المعـري

تنفرد "رسالة الغفران" بمكانة خاصة، ولكنها لم تكن معروفة قبل عام (1899)، حيث نشر المستشرق الإنكليزي "بيكلسون" أنه ظفر بمخطوطات عربية أهمها "رسالة الغفران" ثم قدم بعد عامين وصفاً للمخطوطة، وبعد عامين نشر ملخصها.

لكن اكتشاف النسخة الخطية في مكتبة "كوبر يللي زاده" في استنبول ومقابلتها بكل النسخ التي عثر عليها، بينت حقيقة هذه المخطوطة حيث نشر النص المحقق عام (1950)، وأعيد طبعه مرات ومرات. وبداية فإن "رسالة الغفران" قد أمليت في أخريات الربع الأول من القرن الخامس الهجري، فهي من آثار أبي العلاء في الشطر الثاني من حياته، أملاها في صميم عزلته "بمعرة النعمان" وقد بلغ الستين من عمره، تتكون الرسالة من مقدمة وقسمين رئيسيين.

والمقدمة في جملتها من الأمالي اللغوية والأدبية، وقد ساقها "أبو العلاء" بأسلوب الألغاز وهو فن بديعي ولع به أصحاب الصنعة الأدبية في عصره. أما القسم الأول فيبدأ بخبر وصول رسالة "ابن القارح" المفتتحة بتمجيد الله، ومن هذا التمجيد كان المنطلق إلى العالم الآخر.

وإذ يذكر الندامى ما قاله شعراء الدنيا الفانية في الخمر ونشوتها وكؤوسها وأباريقها، يجيء ذكر الأعشى فيتمنون لو أنه كان بينهم فلا يكادون يعربون عن هذه الأمنية حتى يمثل أمامهم "الأعشى" شاباً أحور العينين، ويعجبون لوجوده في الجنة. وقد مات كافراً، ويسألونه بم غفر الله له، فيجيب بأن قصيدته الدالية التي نظمها في مدح الرسول الكريم قد شفعت له فادخل الجنة على ألا يشرب خمراً، لأنه كان في طريقه إلى الرسول الكريم ليسلم وينشده القصيدة، فصدته قريش وحبه للخمر. وينظر "ابن القارح" في رياحين الجنة، فيرى قصرين منيعين، عليهما لافتتان باسم"عبيد بن الأبرص" و "زهير بن أبي سلمى" وإذ يسألهما بم غفر لهما، وقد ماتا في الجاهلية؟ يجيب عبيد أنه نال ثواب بيته
من يسأل يحرمون وسائل الله لا نجيب)
ويجيب زهير بأنه كان في الدنيا ينفر من الباطل وكذلك قوله:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم .... ليخفي ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر.... ليوم حساب يعجل فينقم

ثم يرى في أقصى الجنة بيتاً حقيراً وفيه رجل ليس عليه نور أهل الجنة يخبره أنه الحطيئة، وصل إلى الشفاعة بالصدق في قوله:
أرى لي وجها قبح الله خلقه .... فقبح من وجه وقبح حامله
ويعجب الشيخ، لمَ لم يغفر له بقوله:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه .... لا يذهب العرف بين الله والناس

وبعد ذلك يلتقي بالخنساء، وهي قريبة من النار، فتخبره أنها أحبت أن تنظر إلى "صخر" فرأته كالجبل الشامخ والنار تضطرم رأسه.

ويلقى ابن القارح في النار إبليس اللعين ، ويدور بينهما حوار عنيف ثم يسأل عن الشاعر بشار بن برد، فإذا هو أمامه يسام سوء العذاب، ولكن عذابه لم يصرف ابن القارح عن مساءلته في أخباره ومناقشته في شعره، ويفعل ذلك مع من لقي من شعراء النار أمثال: (أمرؤ القيس – عنترة العبسي – علقمة – عمرو بن كلثوم – الحارث اليشكري – طرفة بن العبد – أوس بن حجر) حتى إذا قضى من محاورتهم انطلق عائداً إلى الجنة.

ومن الملاحظ أن أبا العلاء في تصويره عالمه الآخر، متأثر بما في البيئة الإسلامية من وصف للحياة الأخرى، كالجنة والنار في القرآن الكريم، والمرويات الإسلامية عن الثواب والعقاب، والشفاعة في كتب الحديث الشريف والتفسير وقصة المعراج ثم ديوان الشعر العربي في الجاهلية وصدر الإسلام بما فيه وصف للمتع والملذات وفنون اللهو والطرب والمتعة، وقد نقلها أبو العلاء إلى جنته وكذلك الأساطير العربية التي عرفت في البيئة الإسلامية. لكن أبا العلاء صاغ عالمه صياغة فريدة لها طابعها المتميز، فلم ينقل شيئا من هذه المرويات، إلا بعد أن ينفذ به إلى أعماق وجدانه ويستجيب فيه لما تنفعل به النفس من أشواق وهموم.

وفيها جديد من الفن الأدبي لم يعرفه النثر العربي قبل "آبي العلاء المعري" وبخاصة هذا الإخراج التمثيلي الذي عرض فيه مشاهد عالمه الأخير كما أن الرحلة تسجل صدى انفعاله بالدنيا وتجربته وعزلته وإنسانية معاناته للحياة وتؤصل فهمنا للحرية، ولحرية الأديب بوجه خاص. حيث كشفت الرسالة المجاهدة الطويلة القاسية لأشواق بشرية وتؤكد أنه لم يسترح قط عن حب الدنيا، ولانفض يديه منها، وكشفت بذلك عن كل ما كان يعانيه ويكابده، وقد حشد في جنته، كل ما خطر على باله وتمثلته بشريته المحروقة المكبوتة من صنوف المتع الحسية والملاذ المادية التي لم يسترح منها إلا بموته سنة (449) هـ.

تح ـيتى
[/tabletext]


قديم 07-05-2021, 11:25 PM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
ويلقى ابن القارح في النار إبليس اللعين ، ويدور بينهما حوار عنيف ثم يسأل عن الشاعر بشار بن برد، فإذا هو أمامه يسام سوء العذاب، ولكن عذابه لم يصرف ابن القارح عن مساءلته في أخباره ومناقشته في شعره، ويفعل ذلك مع من لقي من شعراء النار أمثال: (أمرؤ القيس – عنترة العبسي – علقمة – عمرو بن كلثوم – الحارث اليشكري – طرفة بن العبد – أوس بن حجر) حتى إذا قضى من محاورتهم انطلق عائداً إلى الجنة.
:

عجِبتُ من مُحتوى هذه الفقرة وغيرِها، ومما اشتملتْ عليه من تصوُّراتٍ للحساب
فكيف افترض أو تخيّلَ أن هؤلاء وغيرَهم ممن عاصروا الجاهليةَ، من أهل النار؟
واللهُ سبحانه يقولُ في كتابِه: "وما كُنَّا مُعذِّبِينَ حتى نبعثَ رسولا"
(أكتبُ من الذاكرة لعلي لم أُخطئ في الآية)
يُقالُ أن "دانتي" عندما كتب "الكوميديا الإلهية" استوحى الكثيرَ من مشاهدِ الإسراءِ والمِعراج
وهي مشاهدُ حقيقية
لأنها مرويّةٌ عمّن لا ينطِقُ عن الهوى، عمَّنْ أُسرِي وعُرِّجَ به فرأى رأيَ العين
ولم تُحدِّد هذه الرواياتُ أسماءً -وِفْقَ علمي الضحل -
وإنما كانت كلها مُنصبَّةً على جزاءاتٍ مُعادِلةٍ لآثامٍ
قد يمتدُّ ارتكابُها بين البشَرِ إلى يوم الحساب

وفي كل الأحوال شكرًا زهراءُ على أمانةِ النقل
ولا يفسِدُ الحوار للوُدِّ قضية
تحياتي والورد


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أدب اللياقة عند أبي العلاء المعري للأديب الكبير عباس محمود العقاد عبد الكريم الزين منبر مختارات من الشتات. 4 07-07-2021 09:18 PM
رائعة أبي العلاء المعري- ألا فـي سـبيلِ المَجْدِ سراج العتيبي منبر ديوان العرب 2 02-15-2021 08:58 PM
أرسيني تاركوفسكي .. مترجم أبي العلاء المعري رقية صالح منبر الآداب العالمية. 3 04-21-2011 09:50 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو العلاء المعري ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 70 09-28-2010 08:16 PM
رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة عبير جلال الدين منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 6 08-15-2010 02:04 AM

الساعة الآن 12:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.