قديم 03-06-2011, 02:01 PM
المشاركة 81
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أتدري؟ داهمني شعور غريب إذ مررت بذاك الباب الموصد ..كل العتمة المختزنة وراءه تنداح ظلالا مرعبة تتشكل في هيئة أشباح شامتة حينا .. تحمل نذر الموت الصامت دوما .. أوليس لفقدان العيد في ذواتنا نكهة الموت بلا ثمن ؟


قديم 03-23-2011, 11:52 PM
المشاركة 82
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هي الشام تلك التي فصلت للتاريخ عباءته .. صنعت له فنجان قهوته و أيقظته من سبات ما قبل التكوين .. هي الشام بين كل ياسمينة و حجر حكاية عشق لا تنتهي ...مآذنها .. كنائسها .. حاراتها العابقة بالياسمين .. أسواقها و قاسيونها تعشش في خلايانا .. تتجذر في ملامحنا .. حماها الله و زادها عزا و شرفا .. حقها علينا جميعا أن ندون عن كل مافيها أسفارا نقدمها لأجيال لن نراها نحن لكن الشام ستراهم و ستعلمهم كيف يحبونها كما نحن فعلنا

قديم 03-29-2011, 03:53 PM
المشاركة 83
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دمشق إليها العودة دوما .. لا أدري لم أعود دوما للكتابة عنها و إن سئلت لم أحبها لن أستطيع أن أسوق سببا واحدا محددا .. فليس ثمة عاشق يستطيع أن يخبرك لم هو يحب
علمتني هذه المدينة الكثير منذ بداية تكويني في رحم أمي طفلة مشاكسة .. ربما لم تع كم من القدر أحبت دمشق حتى أورثتني هذا القدر من العشق لها ..
أعود بالذاكرة إلى مشاهد تتجدد دوما برغم قدمها .. و كأنها كانت البارحة فقط .. رائحة الأشياء و الأصوات و الحركات مخبأة في تلافيف مخي كـ" بقج" جدتي البيضاء توزع بها أشياءها الثمينة .. أحقا لا نلمس الذاكرة ؟ أحقا ليست سوى مشاهد طارئة على البال؟ لأننا أغرقنا أنفسنا في عالم المادة نسينا أن ما يؤثث في الروح لا يزول ..
أعود لدمشق لأقول أنها ليست مدينة على الخارطة ببيوتها و شوارعها و مساجدها و كنائسها و أسواقها و قاسيونها و أمويّها و الزيتونة و أبوابها السبعة و لا حتى دمشق بفلها و ياسمينها و مشربياتها .. و لا حتى بردى المتغلغل في ثناياها ريا و ترياق شفاء.. ليست دمشق طريق هداية الرسول بولس.. و ليست أبدا مجموع الزائرين و الزائرات من شتى بقاع الأرض بكل أديانهم و طوائفهم .. ليست معرضها الدولي الشهير .. ليست ربوتها و لا غوطتها الشرقية و الغربية .. ليست ساحة الأمويين الشامخة بسيفها الدمشقي .. ليست مزار السيدة زينب و لا مقبرة باب الصغير .. ليست سوق النحاسين و القزازين و القباقبية و سوق الصاغة و الحميدية ... ليست قلعتها .. دمشق فوق هذا كله .. إنها حالة في الروح لا تنطفئ و لا تمحي
و تسألني بعد لم أحبها ؟ صدقني لم أعرف بعد

طربت آها فكنت المجد في طربي
شآم ما المجد أنت المجد لم يغبِ

قديم 04-10-2011, 02:32 AM
المشاركة 84
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غالبا ما تغريني تلك الأوراق المودعة في عتمة الخزانة كي أتناولها نتفة من وقت و أعرضها ثانية لضوء القلب
غالبا ما تكون ساذجة و مليئة بالعثرات و الهفوات الصغيرة
كان البحث عن عبارة في حاشية صفحة أو عن زهرة ربيعية تم جفافها تحت عناية الحروف و برعاية رائحة الصفحات القديمة كمن يفتح هدية عيد ميلاده متشوقا ليرى ما تحتويه العلبة الأنيقة ..
الغريب في هذه الأوراق قدرتها على إحضار الماضي إلى طاولتك بربيعه و خريفه أمطاره و ثلوجه .. ضحكه و بكائه و أيضا مواضع الطعنات و الوخزات و لعلك تمد يدك لتتلمس زهرة شبكت في عروة معطفك ذات مرة أو تمسح دمعة نسيت تركيبها الذي حفر مسارا على صفحة الوجدان

قديم 04-10-2011, 02:33 AM
المشاركة 85
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثمة في عقول المحبين شيفرات غير قابلة للتفكيك إلا بإدراج بصمة القلب على لوحة مفاتيحها

ثمة في خلايا المحبين كريات وردية و زرقاء تقوم مقام البيضاء الحارسة و الحمراء الرسول نحو القلب و منه

ثمة في ذاكرة المحبين مساحات للنور و العتمة يتولون تسليط الضوء عليها مدا و انحسارا وفقا لحركة الغيرة ، الشوق ، الحزن و ربما الانتظار

ثمة في أصابع المحبين حروف لم تولد بعد .. سيكتبونها و لو بعد حين

كلها تؤدي إلى حجيرات القلب المؤثثة بفخامة الشعور


قديم 04-21-2011, 07:45 PM
المشاركة 86
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علمتنا كتب الجيولوجيا أن الأوار يحتدم في لب الأرض .. كنا لا نمد قدما في حفرة خشية أن تشويها تلك النيران المحرقة .. خبّرتنا أيضا أن الملتهب الماكث في جوف الأرض لا عمل له سوى البحث عن البقعة الأضعف ينبثق منها.. ماردا خرج من قمقمه و لا " شبيك لبيك " في قاموس مفرداته .. بل نركض بين يديه كفئران مذعورة ضلت طريق جحورها
يخرج من جحره ليدفعنا إليه ثم يسد علينا جميع الشقوق
لم تخبرنا / تلك الكتب/أن اللب من كل شيء مشتعل من ثورة الشوق و حتى ثورة الشعوب
و لم تخبرنا أن الثورة آتية لا ريب فيها
لم تخبرنا أيضا أنها كثيرا ما تضل طريقها إلينا بسبب تراكم الأخطاء
و لم يقل لنا إنسان أن ما أنفقت عمرك تغرس ورده في حدائق روحك و تسقيها من ذوب أعصابك قد ينقلب يوما عليك معلنا أنه لم ير منك خيرا قط ..

قديم 05-04-2011, 10:09 AM
المشاركة 87
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا بد هناك ثمة ضوء و إن لم يكن فكيف سنفسر توفر الرؤية ؟
حتى البصيرة تحتاج إلى لمعة ضوء تتلمس به طريقها في الحلكة

موقنة أن الأمل هو الكائن الذي نجالسه صبحا و مساءا على مائدة الإفطار و في ضحكة الأطفال و في دعاء الأمهات ...
و ربما صال الباطل و جال بمقتضى قانون القوة لكن صولة الحق سرمدية مهما طال تخفيها

قديم 05-15-2011, 02:38 AM
المشاركة 88
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في ليلة السهر مع جثمان الذاكرة لابد أن تعمل الكلمة باتجاهات عدة .. كمبضع حينا و كسكين متغلغلة في عمق الروح دون هوادة ..و كقارب يرتحل بك نحو تلك الضفة الأخرى و يعود بك قبل أن تبلغ الشاطىء مسافة تلك الزجاجة المحشوة بقلبك حروفا على ورقة قديمة مبقعة بروحك .. كمثل هذه الليلة المتعبة يمكنك أن تتلمس بعض العزاء لدى الآخرين .. تغبط نفسك إذ تجد لديهم قصاصة تشبه ما دونته ذاكرتك، أو لم تدونه ، لكنها بكل اقتدار وهبتك الحزن أو الفرح ..الأمل أو اليأس سهوا أو عمدا
في ليلة السهر مع جثمان الذاكرة يضيء القمر .. بما يكفي لشحذ السكاكين المثلومة أو لترطيب القلوب الجافة

قديم 05-28-2011, 10:18 PM
المشاركة 89
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كل شيء في المكان يعيش ربيعه .. تلك الأشجار التي اكتست ثوب عيدها الأخضر .. رائحة الزنبق البلدي .. فلاحون يعشبون الأرض و يسعدونها بأراجيح العناية و التقليب
لم تغب الشمس ذاك النهار وراء حجاب الغيوم ..لم تأت الغيوم ذاك النهار !.. كأنما الحياة قررت أن لا توقف عجلتها مهما كان السبب
وقفت عند رأسه المسجى على ذاك السرير الأبيض
كان رحيله مفاجئا .. لم يتسنى له الوقت ليقول وداعا
كان الغضب من رحيل لم نتفق على مفرداته بهذه اللغة أقوى من كل الحزن المتوقع أن يثور في ساحة روحي
ماذا أبقيت لنا منك يا ابن عمي؟
شفتاه مطبقتان في مرارة ما وفرتها صفرة الموت ..لم يك منه الجواب حتى الآن !!
مؤلمة تلك الساعة التي لا ندري من نرفض فيها القدر/ الموت أم ذاك الرحيل المرعب .
لا يكون سهلا أبدا تقبل حقيقة ارتحال الأحباب قبلنا نحو الضفة الأخرى
ليس أمرا يسيرا أن نمر بالقرب من صورهم دون أن تشدنا الذاكرة من أطراف أثوابنا
ليس بالمستطاع تقبل حقيقة أنهم لن يهاتفونا في الصباح المقبل بتحية
لروح عدنان ،العابر نحو تلك الضفة الأخرى 13/4/2011

قديم 06-25-2011, 06:44 PM
المشاركة 90
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما تعبت قدماي من هذا المسير في أزقتك و حاراتك
أحاول استكناه ذاتي على حجارة سورك العتيق
أو في بتلة ياسمين متدلية من بيت الجيران
أو في نوتة موسيقية من آذان الأموي الجماعي
و مازلت لا أعرفني حتى الآن




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أرشفة ذاتية.....
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أرصفة مبللة محمد الشهري منبر شعر التفعيلة 9 03-21-2012 11:30 AM
هلوسة على أرصفة الإنتشاء.. هارون زنانرة منبر البوح الهادئ 4 12-28-2010 02:23 PM
أرصفة العتاب ( الرصيف رقم 1 ) أحمد كاظم الدراجي منبر البوح الهادئ 5 09-23-2010 11:25 PM

الساعة الآن 12:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.