احصائيات

الردود
0

المشاهدات
7145
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
10-06-2010, 09:09 PM
المشاركة 1
10-06-2010, 09:09 PM
المشاركة 1
افتراضي السرقة الشعرية
السرقة الشعرية المحمود منها و المذموم


المجلس الأول:
جاء في كتاب (الصبح المنبي عن حيثية المُتنبي) للبديعي عن مسألة السرقة الأدبية ما سأنقله هنا بقليلٍ من التصرف.
( ... المقدمة الثانية:في السرقات الشعرية , و المحمود منها و المذموم ,و هيَ على خَمْسة عشرَ ضَرْبَاً:
الضَرْبُ الأول:
أنْ يَأخّذَ الثاني من الأولِ المعنى و اللفظ جميعاً , كقولِ الفرزدق:
أتعدلُ أحْسابَاً لئاماً حُمَاتها = بِأحْسابنا ؟ إنِّي إلي الله راجِعُ
و كقول جرير
أتعدلُ أحْسابَاً لئاماً حُمَاتها = بِأحْسابكم؟ إنِّي إلي الله راجعُ
قيل: جرير هو الباديء و الفرزدق هو الناقض.

فتَخالفهما في لفظةٍ واحدةٍ , و هذا الضربُ مذمومٌ و المتأخرُ فيه ملوم.
و من هذا الضرب قول أبي نواس الحكمَيَ :
دارتْ على فتيةٍ ذَلَ الزَّمانُ لَهم = فما أصابهمُ إلا بما شاءوا
أخّذَهُ مِنْ مَعْبَدٍ :
لَهْفي على فتيةٍ ذَلَّ الزَّمانُ لَهمْ = فَمَا أصابهمُ إلاَّ بما شاءوا

الضَرْبُ الثَاني:
أنْ يَأخذ المعنى وَ أَكْثرَ اللفظ , و هذا الضَرْبُ يَنقَسِمُ إلي قسمين: مذمومٌ , و مَحمودٌ ,
فالأولُ كقولِ أبي تَمام :
مَحَاسِنُ أصْنافُ المُغَنين جَمَّةٌ = وَ مَا قَصَباتُ السَّبْق إلاَّ لِمَعْبَدِ
أخذهُ من قولِ بَعضَ المٌتَقدمين يمدحُ معبداً صاحب المغني :
أجَادَ طُويسٌ و السُّريجيُّ بَعْدَهُ = و مَا قَصَباتُ السَّبْقِ إلاَّ لِمَعْبد
و الثاني كقولِ أبي الشيص :
أَجِدُ الملامة في هواكِ لذيذةٌ =حُبَاً لذكرك فَليلمني اللُّومُ
أخذه أبو الطيب فقال:
أأُحبُّه وَ أُحبُّ فيه ملامَةً = إنَّ المَلامَة فيهِ منْ أعدائهِ
و تسمية هذا مبتدعاً أولى من تسميته سَرقة . وَ هَذانِ الضَرْبانِ يُسميان نسْخا.

الضربُ الثالث:
أنْ يَأخذ المعْنى , و يستخرج منه ما يشبهه , و هَذا مِنْ أدقها مَذْهَباً , و أحسناه صُورةً فمن ذلك قولُ الحَماسيُّ:
لَقَدْ زادني حُبَّاً لنفسيَ أنني = بَغيضٌ إلي كلِّ امريءٍ غيرِ طائلِ
أَخّذه المتنبي و استخرج منه معنىً شبيهاً به , فقال:
و إذا أتتك مَذَمَّتي مِنْ ناقِصٍ = فَهيَ الشَّهَادةُ لي بأني فاضِلُ
و منْ هذا الضَرْبُ قولِ أبي تمام :
رَعَتْهُ الفيافي بعدَ ما كَانَ حقبةً = رعاها , و ماءُ الرُّضِ ينْهلُّ ساكِبُه
أخذه البحتري , و استخرجَ منه ما يشابهه فقال:
شيخانِ قد ثَقُل السلاحُ عليهما = و عداهما رأي السميعِ المُبْصِرِ
رَكِبا القنا مِنْ بعدِ ما حَمَلا القنا =في عسْكَرٍ مُتَحاملٍ في عسْكرِ

الضرب الرابعُ :
أَنْ يأخذَ المُعنى مجرداً من اللفظ , و هذا لا يكادُ يأتي إلا قليلاً , و منه قول جرير:
و لا يمنعْك مِن أَرَبٍ لحاهمْ =سواءٌ ذو العمامة و الخِمَارُ
أخذه المتنبي فقال:
و مِنْ في كفه منهم قناةٌ = كمن في كفه منهم خِضابُ

الضرب الخامِس:
أنْ يَأخذ المعنى و يسيراً من اللفظ , و ذلك من أقبح السرقات , و أظهرها شناعة على السارق فمن ذلك قول البحتري:
فوقَ ضعْفِ الصغار إن وُكِلَ الأمـ =ر إليهِ و دونَ كيدِ الكبارِ
أخذه من قول أبي نواس:
لَمْ يُجْفَ مِنْ كبرٍ عَمَّا يُرادُ به = مِنْ الأمور و لا أزْرى به الصغر

و كذلك قول أبي تمام :
قدْ قلصت شفتاهُ من حفيظته = فَخيلَ من شدة التعبيس مُبْتَسِما
أخذه من ديك الجن:
و إذا شئت أن ترى الموتَ في صـ =ورة ليثٍ في لبدتي رئبالِ
فالقه غيرَ أنَّما لبدتاه = أبيضٌ صارمٌ و أسمرُ عالي
تلقَ ليثاً قد قلُصَتْ شفتاهُ = فيرى ضاحكاً لِعْبسِ الصيالِ

و من هنا أخذ المتنبي قوله:
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً = فلا تظنن أنَّ الليثَ مُبتسمُ
لكنْ أبرزه في صورةٍ حسنة , فصارَ أولى به.

الضربُ السادس:
أَنْ يَأخذ المعنى فيقبله , و ذلك محمود , و يخرجه حسنه عن حدِّ السَّرقة , فمما جاء منه قولُ أبي تمام:
كريمٌ متى أمدحه أمدحه و الورى = مَعي و إذا ما لمتُه لُمتُه وحدي
أخذه منْ تأخر عنه فقال:
مدحتهم وحدي فلما هجوتهم = هجوتهمُ و النَّاسُ كلهمُ معي

الضَرْبُ السابعُ:
أن يأخذ بَعْضَ المعنى فيقلبه , وهذا الضربُ محمودٌ , فمن ذلك قولُ أمية ابن أبي الصلت :
عطاؤك زينٌ لامرئٍ إن حبوته = ببذلٍ و ما كلّ العطاء يَزِيْنُ
و ليس بشينٍ لامرئٍ بذل جهده = إليكَ كما بعضُ السؤالِ يَشينُ
أخذهُ أبو تمام فقال:
تُدْعى عطاياه وفراً و هي إن شُهرتْ= كانتْ فِخاراً لمن يعفوه مؤتنفا
ما زلتُ مُنتظراً أعجوبةٍ زَمَناً = حتَّى رأيتُ سؤالاً يَجْتني شَرَفا
الضَرْبُ الثاَمنُ:
أنْ يأخذ المعنى فيزيد عليه معنىً آخر , و هذا الضربُ لا يكونُ إلاَّ حَسَنَاً ,
ورد قولُ البحتري :
ركبوا الفُراتَ إلي الفراتِ و أمَّلوا = جّذْلانَ يُبْدعُ في السَّماحِ و يُغْرِبُ
أخّذَهُ مِنْ قولِ مُسْلمِ بن الوليد :
ركبتُ إليه البحرَ في مؤخراته = فأوفت بنا مِنْ بعدِ بحرٍ إلي بحرٍ
إلا أنَّه زاد عليه : جَذْلان يُبْدِعُ في السماحِ و يغربُ
و كذلك ورد قول أبي نواس :
ليس على الله بمستنكر = أنْ يجمع العالمَ في واحِدٍ
أخذهُ من قول جريرٍ :
إذا غَضِبَتْ عليك بنو تميمٍ = حسِبْتَ النَّاسَ كلهمُ غِضابا
يحكى عنْ أبي تمامٍ : أنَّه دخَلَ على ابن أبي دُواد فقال له: أَحْسبُكَ عاتباً يا أبا تمامٍ , فقال: إنَّما يعتب على واحدٍ , و أنتَ النَّاس جميعاً , قال : من أين هذه يا أبا تمام ؟ فقال : من قول الحاذق أبي نواس , و أنشده البيت السابق .
و في بيتِ أبي نواس زيادةٌ حسنةٌ قد ملكته رِقِّ هذا المعنى , و ذلك أن جريراً جعل النَّاسَ كلهم في بني تميم , و أبا نواس جعل العالم كلَّهُ في واحدٍ , و ذلك أبلغ.
الضربُ التاسع:
أنْ يأخذ المعنى فيكسبه عبارة أحسن من الأولى , و هذا هو المحمود الذي يخرجه حسنهُ عن باب السَّرِقة, و عليه قول أبي نواس:
يدلُّ على ما في الضَّميرِ من الهوى = تقلبُ عينيه إلي شخصِ من يهوى
أخذَهُ المتنبي , فأجادَ حيثُ قال:
و إذا خامرَ الهوى قلب صَبٍّ = فعليه لكلِّ عينٍ دَليلُ

الضَرْبُ العاشرُ:
أنْ يأخذَ المعنى , و يَسْبكه سَبْكاً موجزاً , و ذلك من أحْسَنِ السَّرِقاتِ , فمن ذلك قولُ بعض المتقدمين:
أمن خوف فقر تعجلته = و أخرت إنفاق ما تجمع
فصرت الفقير و أنت الغني = و ما كنت تعدو الذي تصنع

أخذه المتنبي:
و من ينفق الساعات في جمع ماله = مخافة فقرٍ فالذي فعلت هو الفقرُ

الضرب الحادي عشر:
أن يكونَ المعنى عاماً , فيجعله خاصاً , أو بالعكس , و هذا من السَّرِقات التي يُسامح فيها صاحبُها ,
و منه قول الأخطل:
لا تنه عن خلقٍ و تأتي مثلهُ = عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
أخذه أبو تمام:
أألوم من بخلت يداه و أغتدى =للبخلِ تِرباً ؟ ساء ذاك صُنْيعا

الضرب الثاني عشر:
أن يزيد المعنى بياناً مع المساواة في أصلهِ , و منه قول أبي تمام:
هو الصنع إن يعجلْ فنفعٌ و إن يرثْ = فلَلرَّيثُ في بعض المواطنِ أنفعُ
أخذه المتنبي فأوضحه بمثال ,فقال:
و من الخير بطء سيبك عني = أسرعُ السحب في المسير الجهام

الضرب الثالث عشر:
و هو اتحاد الطريق , و اختلاف المقصد , فمن ذلك قول بعضهم:
كأنه غنّى لشمس الضُّحى = فنقطته طرباً بالنجوم
أخذه أحمد أفندي الشاهيني , فقال و أحسن غاية الإحسان:
و قائلة و الشمس أعني و قد رأتْ = قروحاً على خدٍّ يفوقُ على الوردِ
أما تغتدي تُهدي لحبك عُوذةً = فقلتُ هل تغني الرقى من أخي الوجد
فجاءته ولهى بالنجوم تمائماً = فأدهشها حتَّى نُثرنَ على الخدِّ
و علماء الأدب يسمون هذا الضربَ سَلْخا.

الضربُ الرابعُ عشر:
قَلب الصورة الحسنة إلي صورة سيئة , و هذا الضرب يسمى مسخاً , فمما ورد منه قول ديك الجنِّ:
نحن نعزيك و منك الهدى = مستخرجٌ و الصبر مستقبل
نقول بالعقلِ و أنت الذي = نأوي إليه و به نعقلُ
إذا عفا عنك و أودى بنا الدَّ= هرُ فذاك المحسنُ المُجمِلُ
أخذه المتنبي فقال:
إن يكن صبر ذي الرزية فضلاً = تكن الأفضلَ الأعزَّ الأجلاَّ
أنتَ فوقَ أنْ تعزى عنِ الأحـ=باب فوق الذي يعزيك عقلا
و بألفاظك اهتدى فإذا عَزَّ=اكَ قال الذي قلتَ له قَبلاَ

الضرب الخامس عشر:
قلب الصورة القبيحة إلي صورة , حسنة و لا يسمى هذا الضرب مسْخاً , إن سموه , لأنه محمود , و المسخ مذموم , فمن ذلك قول المتنبي:
إني على شغفي بما خُمرها = لأعفُّ عما في سراويلاتها
أخذه الشريف الرضي فقال:
أحِنُّ إلي ما تضمن الخُمْر و الحلى = و أصدِفُ عمَّا في ضمانِ المآزرِ

و ههنا ضربٌ آخر :
و هو أن ينقل المعنى من غير اللغة العربية إليها , و هذا يجري مجرى الإبتداع كقول المرحوم البوريني:
يقولون في الصُّبح الدُّعاء مؤثِّرٌ = فقلتُ نعمْ , لو كان ليلي له صبحُ
و كذلك قوله:
و انظر إلي وَرَق الغصونِ فإنَّها = مشحونةٌ بأدلة التوحيد
فإنه نقله من اللغة الفارسية . . . ) انتهى كلامه رحمه الله تعالى.




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: السرقة الشعرية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آخر خربشاتي الشعرية عبدالحكيم ياسين منبر الشعر العمودي 18 12-19-2019 11:09 AM

الساعة الآن 07:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.