احصائيات

الردود
15

المشاهدات
1729
 
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8


عبد الكريم الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14,144

+التقييم
11.72

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16516
04-28-2021, 04:28 PM
المشاركة 1
04-28-2021, 04:28 PM
المشاركة 1
افتراضي زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
زرقاء واليمامة


رددت أزقة المدينة المتدثرة بأطياف الضياع صدى صوتها، و تكسرت بين الوديان المتوجسة خيوط ندائها، فجثت على حافة السور تستحث بقية أنفاس تستعر بصدرها.

دلفت إلى وسط المدينة تدحرج خطواتها، صوتها يقرع جدران البيوت السابحة في دياجير الركود " أرى شجراً يتحرك أسفل الوادي "، لكن اليمامة صمت آذانها، و الكلام لم يعد مباحا للعارفين. فسيد المدينة استنفر سحرته في الأسواق و أطلق أبواقه:
"لا صوت يعلوعلى صوت جديس".
"مجنونة" قالوا "منبوذة فقدت قواها".

أشاح الناس عنها برؤوسهم، مشت، هرولت، ركضت تنقل أسارير وجهها الشاحب بين جموع السائرين، ظمأى إلى عيون الراغبين.
صرخت كالثكلى في وجوههم:
"لم أنتم صامتون! لم تخنعون! ألا تتذكرون، تبا لكم. كذا كنتم حين اغتال عمليق ليلة عرسها صبح الشَّمُوس!"
سحبتها عتمة الأزقة الطينية إلى قصر الإمارة المتسربل بأعمدة الرخام الصقيلة و السجاجيد الفارسية الثقيلة. أطل الأمير محاطا بأجمة من الرماح المسننة، خاطبها ساخرا بنبرة متعالية:
"زرقاء ما عدت صادقة كديدنك القديم".
شمخت برأسها، و تردد صوتها لاذعا:
"كل اليمامة أجدبت مذ أحرقت أسفارها، وكممت بالنار فمها الحزين".
صاح ناظرا شزرا لمن حوله:
"أتسمعون لما تقول؟ شجر بالوادي يسير! هل أصيبت بالجنون!"
ردت و عيناها تقتحمان أسوار كبريائه:
"هلا بعثت طلائعا تستكشف الوادي، و تعود بالخبر اليقين".
هز كتفيه باستخفاف، و انصرف يجر حرير عباءته مدمدما:
"أنا الأمير، أنا اليمامة، من أنت حتى تأمرين!"
همست زرقاء و سحابة حزن تتكاثف ببطء على محياها:
"لهفي على اليمامة إذ غدت محراب قوم ساقطين".
اهتزت خصلات شعرها الطويل المفعمة بسواد كئيب، فشعرت بنذر عاصفة قادمة. أنَّ قلبها متوجعا:
"أحقا هذه آخر أيام اليمامة! بل قبلها: أيام نفي العارفين، أيام سَجن الكرامة".

ريح مزمجرة أطاحت بأغصان الوادي المتحركة، فانجلت عن جيش عرمرم يستحث الخطى نحو المدينة مثل قطيع ذئاب أضناه جوع الشتاء الطويل، و هيجته رائحة الدماء الطازجة.
انحط سيل الغزو جارفا هدوء العراء، و اكتسح الأبواب النائمة في سكون من سراب، كانت عيونه التي لا تنام قد أنبأته "أن قبيلة جديس معلقة الأبصار على غريمتها طسم، وأن آذانها طين قُدَّ من صمم، وكل ما عداها وهم عارض أو عدم". وكدوحة ذبلت جذورها سقطت اليمامة تحت سنابك الخيل المغيرة.

شاهرا سيفه المثخن بأرواح ضحاياه، خاض حسان الحِميري جداول الدماء و اعتلى تلة أجساد لا زالت تتسرب منها آخر قطرات الحياة، ثم صرخ في جيشه مكشرا:
" حية أو ميتة أريد زرقاء، إن لم تجدوها فلا نصر لنا في اليمامة و لا بقاء".

انتشر الجند فيما تبقى من فراغات في المدينة، ينقبون عن زرقة في العيون، أو همسة تذمر دفينة في صدور المهزومين.

عندما عادوا إلى كبيرهم يجرون خيبتهم، استشاط حسان غاضبا:
" ما هذا الهراء؟ جيشي المعظم عاجز! والخصم غادة عيناء!"
تقدم مستشاره القيل ذو رعين و انحنى ثم قال :
" مولاي زرقاء ليست كالنساء، هي آخر نبضة تأبى الخضوع لنا، هي كالهواء"
ومضت شرارة غضب سريعة في السواد الداكن لعيني القائد الحادتين، وامتدت يده تطبق على مقبض سيفه بشدة. اندفعت الكلمات هادرة من فمه:
"أصل النيران شرارة، والسيل أوله قطرة من ماء. لن أترك الداء يستشري، ذو رعين ما ترى وما الدواء؟"
انقبضت أخاديد جبهة المستشار الضيقة ثم انبسطت قبل أن يجيب:
" ما كنت خائنا لنصحكم مولاي، فأرسل في المدائن حُواتك والخطباء، وليعلنوا بأنا نحن الغالبون، وأن يمامة الصحراء قد قتلت و أن عيونها الزرقاء لديك غنيمة".

عانقت الصحراء الجسد المتدثر برمالها المتطايرة، ونسجت بأشعة الشمس الحارقة غلالة ذهبية على وديانها المستظلة بالوحشة، فحجبته عن أنظار المطاردين المتربصين، ونميمة الغربان الباحثين عن حظوة على مائدة السلطة الحاكمة الجديدة.

أطلقت زرقاء صرخة مدوية فرددتها جدران الوديان السحيقة:
" زرقاء لم تمت ولن تموت. هي حية في حروف العارفين، في دمعة للظلم قطعا لن تستكين، في كل قلب حر في سماء الحالمين.
وأنت كغيرك يا حسان، لست سوى ذيول غمامة، جفت ثم حلت فوق أهداب اليمامة، والريح آتية كعادتها بالغيث المطهر لا محالة. إني أكاد أبصرها ببصيرتي لا بالعيون".

ظل الصوت يجوب الصحراء بلا انقطاع، يمشطها باحثا في كل مرة عن مرفَأ جديد، ويقال أنَّ السائرين على دروبها يسمعون هسيسه إلى اليوم.


قديم 04-29-2021, 02:51 AM
المشاركة 2
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
زرقاء واليمامة


رددت أزقة المدينة المتدثرة بأطياف الضياع صدى صوتها، و تكسرت بين الوديان المتوجسة خيوط ندائها، فجثت على حافة السور تستحث بقية أنفاس تستعر بصدرها.

دلفت إلى وسط المدينة تدحرج خطواتها، صوتها يقرع جدران البيوت السابحة في دياجير الركود " أرى شجراً يتحرك أسفل الوادي "، لكن اليمامة صمت آذانها، و الكلام لم يعد مباحا للعارفين. فسيد المدينة استنفر سحرته في الأسواق و أطلق أبواقه:
"لا صوت يعلوعلى صوت جديس".
"مجنونة" قالوا "منبوذة فقدت قواها".

أشاح الناس عنها برؤوسهم، مشت، هرولت، ركضت تنقل أسارير وجهها الشاحب بين جموع السائرين، ظمأى إلى عيون الراغبين.
صرخت كالثكلى في وجوههم:
"لم أنتم صامتون! لم تخنعون! ألا تتذكرون، تبا لكم. كذا كنتم حين اغتال عمليق ليلة عرسها صبح الشَّمُوس!"
سحبتها عتمة الأزقة الطينية إلى قصر الإمارة المتسربل بأعمدة الرخام الصقيلة و السجاجيد الفارسية الثقيلة. أطل الأمير محاطا بأجمة من الرماح المسننة، خاطبها ساخرا بنبرة متعالية:
"زرقاء ما عدت صادقة كديدنك القديم".
شمخت برأسها، و تردد صوتها لاذعا:
"كل اليمامة أجدبت مذ أحرقت أسفارها، وكممت بالنار فمها الحزين".
صاح ناظرا شزرا لمن حوله:
"أتسمعون لما تقول؟ شجر بالوادي يسير! هل أصيبت بالجنون!"
ردت و عيناها تقتحمان أسوار كبريائه:
"هلا بعثت طلائعا تستكشف الوادي، و تعود بالخبر اليقين".
هز كتفيه باستخفاف، و انصرف يجر حريرعبائته مدمدما:
"أنا الأمير، أنا اليمامة، من أنت حتى تأمرين!"
همست زرقاء و سحابة حزن تتكاثف ببطء على محياها:
"لهفي على اليمامة إذ غدت محراب قوم ساقطين".
اهتزت خصلات شعرها الطويل المفعمة بسواد كئيب، فشعرت بنذر عاصفة قادمة. أنَّ قلبها متوجعا:
"أحقا هذه آخر أيام اليمامة! بل قبلها: أيام نفي العارفين، أيام سَجن الكرامة".

ريح مزمجرة أطاحت بأغصان الوادي المتحركة، فانجلت عن جيش عرمرم يستحث الخطى نحو المدينة مثل قطيع ذئاب أضناه جوع الشتاء الطويل، و هيجته رائحة الدماء الطازجة.
انحط سيل الغزو جارفا هدوء العراء، و اكتسح الأبواب النائمة في سكون من سراب، كانت عيونه التي لا تنام قد أنبأته "أن قبيلة جديس معلقة الأبصار على غريمتها طسم، وأن آذانها طين قُدَّ من صمم، وكل ما عداها وهم عارض أو عدم". وكدوحة ذبلت جذورها سقطت اليمامة تحت سنابك الخيل المغيرة.

شاهرا سيفه المثخن بأرواح ضحاياه، خاض حسان الحِميري جداول الدماء و اعتلى تلة أجساد لا زالت تتسرب منها آخر قطرات الحياة، ثم صرخ في جيشه مكشرا:
" حية أو ميتة أريد زرقاء، إن لم تجدوها فلا نصر لنا في اليمامة و لا بقاء".

انتشر الجند بما تبقى من فراغات في المدينة، ينقبون عن زرقة في العيون، أو همسة تذمر دفينة في صدور المهزومين.

عندما عادوا إلى كبيرهم يجرون خيبتهم، استشاط حسان غاضبا:
" ما هذا الهراء؟ جيشي المعظم عاجز! والخصم غادة عيناء!"
تقدم مستشاره القيل ذو رعين و انحنى ثم قال :
" مولاي زرقاء ليست كالنساء، هي آخر نبضة تأبى الخضوع لنا، هي كالهواء"
ومضت شرارة غضب سريعة في السواد الداكن لعيني القائد الحادتين، وامتدت يده تطبق على مقبض سيفه بشدة. اندفعت الكلمات هادرة من فمه:
"أصل النيران شرارة، والسيل أوله قطرة من ماء. لن أترك الداء يستشري، ذو رعين ما ترى وما الدواء؟"
انقبضت أخاديد جبهة المستشار الضيقة ثم انبسطت قبل أن يجيب:
" ما كنت خائنا لنصحكم مولاي، فأرسل في المدائن حُواتك والخطباء، وليعلنوا بأنا نحن الغالبون، وأن يمامة الصحراء قد قتلت و أن عيونها الزرقاء لديك غنيمة".

عانقت الصحراء الجسد المتدثر برمالها المتطايرة، ونسجت بأشعة الشمس الحارقة غلالة ذهبية على وديانها المستظلة بالوحشة، فحجبته عن أنظار المطاردين المتربصين، ونميمة الغربان الباحثين عن حظوة على مائدة السلطة الحاكمة الجديدة.

أطلقت زرقاء صرخة مدوية فرددتها جدران الوديان السحيقة:
" زرقاء لم تمت ولن تموت. هي حية في حروف العارفين، في دمعة للظلم قطعا لن تستكين، في كل قلب حر في سماء الحالمين.
وأنت كغيرك يا حسان، لست سوى ذيول غمامة، جفت ثم حلت فوق أهداب اليمامة، والريح آتية كعادتها بالغيث المطهر لا محالة. إني أكاد أبصرها ببصيرتي لا بالعيون".

ظل الصوت يجوب الصحراء بلا انقطاع، يمشطها باحثا في كل مرة عن مرفىء جديد، ويقال بأن السائرين على دروبها يسمعون هسيسه إلى اليوم.
القصة التاريخية أو المتصلة به ، هي أكثر النصوص كثافة في مساحات التخيل، ووحدة المباغتة، وعمق الالتباس، وثراء الحيرة والدهشة العارمة المثيرة كما يشير إلى هذا العديد من النقاد والدارسين وهذا كله ينطبق على هذا النص الأكثر من رائع..
النص ليس مجرد صياغة وانعكاس للمادة التاريخية التي تحكي عن حضارة" اليمامة" التي تعود للألف الأولى قبل الميلاد وقصة صراع قبيلتي "جديس" و"طسم" وحادثة قتل "عمليق "حاكم" طسم" انتقاما لشرف "شموس" أخت سيد قبيلة "جديس"، و توحيد حكم القبيلتين ،وعن "زرقاء اليمامة" المرأة العربية المشهورة التي اشتهرت بزرقة عينيها وببعد نظرها ،حيث كانت ترى الشخص على بعد مسيرة ثلاثة أيام كما يُروى، و محاولة تنبيهها لقومها من الجيش الجرار القادم لغزو اليمامة تحت إمرة "حسان الحميري "ثأرا لدم" عمليق" ولكنهم لم يصدقوها و لم يعبأوا لكلامها فحَلَّ بهم الخراب...!!. ولكنه -أي النص- رَمَزَ للأحداث والوقائع التاريخية بطريقة جميلة وهادفة ومشوقة وبلغة مثالية ساحرة ، تربط الحاضر بالماضي الخالد في سطور فيها من الفن روعة الخيال وجاذبية الذكرى ،ومن التاريخ الحكمة والعبرة وصدق الحقيقة.
إبداع فني يبعث في القارئ الدهشة و الانفعال الجمالي..
الأستاذ القاص المبدع عبد الكريم الزين.
كل الثناء والتقدير..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-30-2021, 05:09 AM
المشاركة 3
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
أزف لك أسمى آيات التهنئة بمناسبة تعيينك مشرفا بمنتديات منابر ،
ألف مبروك أخي الأستاذ الراقي عبد الكريم الزين
بهذا الفخر الذي تستحقه بحق واستحقاق، فهنيئاً لك به، وهنيئاً لنا بك . نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تقديري ومحبتي
أخوك أبو الفضل

قديم 04-30-2021, 11:49 AM
المشاركة 4
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
قصةٌ شاعريةٌ بامتياز، حِيكت باقتدارِ شاعرٍ مطبوعٍ يأبى الاعتراف
بل بتدفُّقٍ وعُذوبةٍ آسِرَين كنهرٍ ماؤهُ الزلال
بلاغةٌ ترفِدُها مُزونُ السحرِ بالجمال
لله دَرُّ اليراعِ في قراطيس الإبداع!

لي عودةٌ لارتشافها مرةً أخرى أو مرّات

قديم 04-30-2021, 01:48 PM
المشاركة 5
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
أزف لك أسمى آيات التهنئة بمناسبة تعيينك مشرفا بمنتديات منابر ،
ألف مبروك أخي الأستاذ الراقي عبد الكريم الزين
بهذا الفخر الذي تستحقه بحق واستحقاق، فهنيئاً لك به، وهنيئاً لنا بك . نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تقديري ومحبتي
أخوك أبو الفضل
جزيل الشكر أخي محمد
بوركت ووفقك الله لما تتمناه
تحياتي وتقديرينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-30-2021, 02:22 PM
المشاركة 6
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
القصة التاريخية أو المتصلة به ، هي أكثر النصوص كثافة في مساحات التخيل، ووحدة المباغتة، وعمق الالتباس، وثراء الحيرة والدهشة العارمة المثيرة كما يشير إلى هذا العديد من النقاد والدارسين وهذا كله ينطبق على هذا النص الأكثر من رائع..
النص ليس مجرد صياغة وانعكاس للمادة التاريخية التي تحكي عن حضارة" اليمامة" التي تعود للألف الأولى قبل الميلاد وقصة صراع قبيلتي "جديس" و"طسم" وحادثة قتل "عمليق "حاكم" طسم" انتقاما لشرف "شموس" أخت سيد قبيلة "جديس"، و توحيد حكم القبيلتين ،وعن "زرقاء اليمامة" المرأة العربية المشهورة التي اشتهرت بزرقة عينيها وببعد نظرها ،حيث كانت ترى الشخص على بعد مسيرة ثلاثة أيام كما يُروى، و محاولة تنبيهها لقومها من الجيش الجرار القادم لغزو اليمامة تحت إمرة "حسان الحميري "ثأرا لدم" عمليق" ولكنهم لم يصدقوها و لم يعبأوا لكلامها فحَلَّ بهم الخراب...!!. ولكنه -أي النص- رَمَزَ للأحداث والوقائع التاريخية بطريقة جميلة وهادفة ومشوقة وبلغة مثالية ساحرة ، تربط الحاضر بالماضي الخالد في سطور فيها من الفن روعة الخيال وجاذبية الذكرى ،ومن التاريخ الحكمة و العبرة وصدق الحقيقة.
إبداع فني يبعث في القارىء الدهشة و الانفعال الجمالي..
الأستاذ القاص المبدع عبد الكريم الزين.
كل الثناء والتقدير..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تحية طيبة أخي أبو الفضل
حقيقة، أسديت خدمة كبرى، بسردك لقصة زرقاء كما وردت في الأخبار وكتب التاريخ.

وكنت قد عزمت على ذكرها في موضوع منفصل ليسهل على القارئ فهم النص القصصي، مع انني تعمدت أن أطبعه بغموض ورمزية ولغة أقرب إلى السجع، للطابع الأسطوري لشخصيات الحكاية ، ولكي تكون باعثا للاطلاع على التراث العربي القديم. وأن أربطه بالواقع الحالي في عالمنا العربي حيث الصراع بين السلطة والمثقف، والتغافل عن العدو الخارجي بسبب النزاع مع الأشقاء...
وأضيف إلى شرحك الثري الممتع أن القيل ( لقب أطلق على عظماء اليمن قديما) ذو رعين ورد ذكره في حكاية قتل ملك اليمن عمرو بن أسعد لأخيه حسان الحميري.

جزيل الشكر ووافر الثناء
تحياتي

قديم 04-30-2021, 02:44 PM
المشاركة 7
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
قصةٌ شاعريةٌ بامتياز، حِيكت باقتدارِ شاعرٍ مطبوعٍ يأبى الاعتراف
بل بتدفُّقٍ وعُذوبةٍ آسِرَين كنهرٍ ماؤهُ الزلال
بلاغةٌ ترفِدُها مُزونُ السحرِ بالجمال
لله دَرُّ اليراعِ في قراطيس الإبداع!

لي عودةٌ لارتشافها مرةً أخرى أو مرّات
سررت بمرورك أستاذة ثريا
لك كل الود والثناءنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-30-2021, 03:18 PM
المشاركة 8
منى الحريزي
القادم أجمل بإذن الله

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
جميل هو القلم الذي إذا كتب أبدع وأبهر
و رائع ذلك العناق بين الادب والتاريخ


استمتعت بالقراءة وكان خير نص استفتح به بعد ركود قرائي
الأخ الكاتب متميز الطرح دوما ... عبد الكريم الزين ( متابع أول)
دمت من ألق لألق ...


دعاء سيد الاستغفار
قال رسول الله ﷺ: ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت،
أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
)
من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة
قديم 04-30-2021, 06:13 PM
المشاركة 9
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
رددت أزقة المدينة المتدثرة بأطياف الضياع صدى صوتها، و تكسرت بين الوديان المتوجسة خيوط ندائها، فجثت على حافة السور تستحث بقية أنفاس تستعر بصدرها.

دلفت إلى وسط المدينة تدحرج خطواتها، صوتها يقرع جدران البيوت السابحة في دياجير الركود " أرى شجراً يتحرك أسفل الوادي "، لكن اليمامة صمت آذانها، و الكلام لم يعد مباحا للعارفين.
:
أشهدُ أنني ما أحببتُ قراءة التاريخ إلّا اليوم؛
ليتَ كل التاريخ يُكتبُ بنسغِ الزهر مثل قصة زرقاء واليمامة
تلك التي شهِدتْ على ميلاد شاعرٍ مُبدعٍ وقبلها كانت شآبيبُ الشعر في "الحادثة"
أغلبُ السطور التي قرأتُها هنا بين الأَهلّة؛ برتوشٍ صغيرةٍ تنتظم سلالمُها الموسيقية
فضلًا عن معجمِها المُخملي الرصين.

قديم 04-30-2021, 06:35 PM
المشاركة 10
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
وإلى بعض التدقيق، لعله يليق:

وانصرف يجرُّ عبائته (عباءته)
انتشر الجنود بما تبقى (فيما تبقى)
عن مرفىء جديد (مرفأ)
ويُقالُ بأن السائرين (أن) بدون الباء
"قال إنه يقول إنها بقرةٌ صفراءُ..."
مع مراعاة إلغاء المسافات بين واو العطف والمعطوف
ودُمتَ بخيرٍ وشِعرٍ جميل مع أدبٍ عابرٍ للقارّات

وهناك مفرداتٌ لا مفرّ من تشكيلِها لنشر نُطقِها السليم:
قَيْل وهو لقب حكام اليمن في سالف العصر والأوان
والحِمْيَري وأظنها نسبًا إلى حِمْيَر
صبح الشَّمُوس:
أظنها الشُّموس بضم الشين وتشديدِها ولكنه خطأ كيبورديّ

[فضلًا إذا كان تشكيلي خطأً صوِّبني فلا صوتَ يعلو على أصواتِ المُثقّفين]
وهكذا انطبعت جملتُكَ الأثيرةُ عندك وعندي في ذاكرتي حدّ الاستعارة!
تحية بحجم كل الانطباعات النديةِ التي بللتْها أنداءُ الدهشةِ والإبهار.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: زرقاء واليمامة......قصة قصيرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة زرقاء ابتسام السيد منبر قصيدة النثر 2 06-09-2023 07:41 AM
زرقاء اليمامة أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 06-22-2022 05:43 AM
الحمامة واليمامة سعيد مقدم أبو شروق منبر القصص والروايات والمسرح . 0 07-13-2018 04:56 PM
دماء زرقاء سنان المصطفى منبر البوح الهادئ 3 01-11-2015 02:13 AM
خذيني إلى هناك ... نحو غيمة زرقاء فاطمة جلال منبر البوح الهادئ 9 10-23-2012 11:42 PM

الساعة الآن 05:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.