احصائيات

الردود
10

المشاهدات
7128
 
سناء محمد
كاتبــة الشمــس

سناء محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
357

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9873
04-10-2012, 09:45 PM
المشاركة 1
04-10-2012, 09:45 PM
المشاركة 1
افتراضي تحديد المشكلة ..
برنامج تدريب ... ستيفن كوفي (العادة الثامنة , من الفعالية إلى العظمة )


" عندما تتغير البنية التحتية فإن كل شيء يصدر صوتاً مدوياً " ستان دافيس

إننا نشهد واحداً من أعظم التغيرات أهمية في تاريخ البشرية , وقد وصف بيتر دركر -أحد أعظم المفكرين الإداريين في وقتنا الحاضر - هذا التغير بقوله : "بعد عدة مئات من السنين , عندما يُكتب تاريخنا من خلال النظر إليه على امتداد فترة طويلة من الزمن , فمن المرجح أن الحدث الأعظم أهمية الذي سيراه المؤرخون لن يكون التقنية أو الإنترنت أو التجارة الإلكترونية . أنه التغير غير المسبوق في الطبيعة الإنسانية . لأول مرة ودون مبالغة يمتلك الخيارات عدد كبير من الناس , وهذا العدد يتزايد بسرعة هائلة . لأول مرة يجب على الناس أن يديروا أنفسهم و المجتمع غير مهيأ البتة لهذا الأمر "

لكي نفهم المشكلة الأساسية والمعاني العظيمة التي تتضمنها نبوءة دركر يجب أن ننظر أولاً إلى سياق التاريخ وبالتحديد إلى العصور الخمسة لصوت الحضارة : أولاً : عصر الصيد والتجميع , ثانياً : العصر الزراعي , ثالثاً : العصر الصناعي , رابعاً : عصر عمال المعلومات والمعرفة , وأخيراً بزوغ عصر الحكمة .

تخيل أنك رجعت إلى الماضي وأنك صياد وجامعٌ للطعام تخرج كل يوم حاملاً قوسك وسهامك , أو حاملاً الحجارة والعصي لكي تجمع الطعام لعائلتك , وهذا كل ما تعرفه وتراه وتقوم به لكي تحافظ على وجودك . تخيل الآن أن أحداً ما جاء إليك وحاول أن يقنعك لكي تصبح مزارعاً , برأيك كيف ستكون إجابتك ؟

تخيل نفسك وأنت تشاهده يحرث الأرض ويلقي فيها بعض البذور وأنت لا ترى شيئاً , ثم تشاهده وهو يسقي التربة وينزع الأعشاب وأنت لا ترى شيئاً , لكنك بالنهاية ترى محصولاً وافياً , وتدرك أنه استطاع (كمزارع) أن يجني خمسين ضعفاً مما تجنيه كصياد وجامع للطعام , مع أنك تُعد من أفضل الصيادين . ماذا ستفعل ؟ ربما ستقول لنفسك : حتى لو أردت أن أفعل مثله لن أستطيع ذلك فليست لدي الأدوات والمهارات التي يملكها .

كل مافي الأمر أنك لا تعرف كيف تعمل بهذه الطريقة . تخيل أن المزارع قد أصبح منتجاً إلى درجة أنه يحصل مالاً يكفي لإرسال أولاده إلى المدرسة ومنحهم فرصة عظيمة , في حين أنك لا تكاد تسد رمقك .

شيئاً فشيئاً ستجد نفسك مشدوداً للدخول في عملية تعلم مكثفة تتعلم من خلالها كيف تصبح مزارعاً , وستربي أبناءك وأحفادك ليكون مزارعين .

هذا بالضبط ما حدث في تاريخنا القديم , وهكذا تناقصت أعداد الصيادين وجامعي الطعام بنسبة 90% لقد فقدوا وظائفهم .
بعد عدة أجيال جاء العصر الصناعي , وبدأ الناس يبنون المصانع ويتعلمون التخصص والتفويض والتطور . لقد تعلموا كيف يضعون المواد الأولية في خط تجميع بمستويات عالية جداً من الكفاءة .

ارتفع في العصر الصناعي خمسين ضعفاً عما كانت تنتجه مزرعة الأسرة , الآن لو كنت مزارعاً تنتج خمسين ضعفاً مما ينتجه الصيادون وجامعوا الطعام , وفجأة رأيت مصنعاً ينتج خمسين ضعفاً مما تنتجه مزرعة الأسرة , ماذا ستقول ؟ قد تشعر بالغيرة الشديدة اأو ربما أنك مهدد , لكن مالذي تحتاج إليه لتكون لاعباً في العصر الصناعي ؟ سوف تحتاج إلى منظومة جديدة تماماً من المهارات والأدوات , وما هو أهم من ذلك , سوف تحتاج إلى إلى منظومة عقلية جديدة , أي إلى طريقة جديدة في التفكير . لقد أصبح المصنع في العصر الصناعي ينتج خمسين ضعفاً مما تنتجه مزرعة الأسرة , وهكذا انخفض أعداد المزارعين بنسبة 90% أما الذين ظلوا يعملون في مجال الزراعة فقد استفادوا من مفهوم الصناعة وابتكروا المزرعة المصنعة . اليوم 3% فقط من سكان الولايات المتحدة يعملون في مجال الزراعة وهم ينتجون الطعام الذي يغذي معظم سكان الولايات المتحدة وقسماً كبيراً من سكان العالم .

هل تعتقد أن عصر عمال المعرفة والمعلومات الذي ننتقل إليه سيزيد إنتاجنا خمسين ضعفاً عمَا ينتجه العصر الصناعي ؟؟؟؟؟




يتبع


قديم 04-16-2012, 11:59 PM
المشاركة 2
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
سوف يفوق إنتاج عصر عمال المعرفة والمعلومات إنتاج العصر الصناعي خمسين ضعفاً , ليس ضعفين أو ثلاثة أو عشرة أضعاف بل خمسين ضعفاً , وقد عبر ناثان ما يهرفولد , وهو موظف ذو مرتبة عالية في مجال التقنية في شركة مايكروسوفت عن ذلك بقوله ( إن أفضل مطوري البرامج أكثر إنتاجاً من مطوري البرامج العاديين ليس بعشر مرات أو مئة أو ألف مرة , بل بأكثر إنتاجاً بعشرة آلاف مرة ) .
إن العمل الذي يعتمد على نوعية المعرفة قيم جداً , وإطلاق العنان للإمكانيات التي يحملها هذا العمل سيوفر للمؤسسات فرصةً استثنائية لابتكار القيمة . إذا كان هذا الأمر صحيحاً فكر فقط في قيمة إطلاق العنان للإمكانيات التي يحملها أطفالك , إن العمل المعتمد على المعرفة يرفع من مستوى كل الاستثمارات الأخرى التي قامت بها المؤسسة أو الأسرة , إنهم يدفعون باتجاه مزيد من التركيز والإبتكار ويرفعون مستوى الطرق التي تستخدم فيها الإستثمارات لتحقيق أهداف المؤسسة .
هل تعتقد أن عصر عمَال المعرفة سوف يؤدي في النهاية إلى انخفاض القوة العاملة في العصر الصناعي بنسبة 90% ؟؟؟
أنا أعتقد ذلك , إن الوفرة الحالية في المصادر و النزعات نحو البطالة ما هي إلا ذروة جبل الجليد , في الحقيقة لقد أصبحت هذه النزعات مواضيع سياسية حامية جداً , لكن الواقع أن معظم خساراتنا في وظائف العصر الصناعي أقل ارتباطاً بسياسة الحكومة واتفاقيات التجارة الحرة من ارتباطها بالتغير المفاجئ الذي طرأ على اقتصادنا في عصر عمال المعرفة .
هل تعتقد أن تعلم منظومة عقلية جديدة أو منظومة جديدة من مهارات وأدوات مناسبة لهذا العصر الجديد يمكن أن يهدد القوة العاملة الحالية ؟
تخيل ما الذي يحتاج إليه تحقيق هذا الأمر , تخيل ما الذي تحتاج إليه لكي تصبح لاعباً في هذا العصر وتخيل ما الذي تحتاج إليه مؤسستك ؟
لقد قارن دركر بين عصر العمال اليدويين الصناعيين وعصر عمَال المعرفة اليوم بهذه الطريقة :
(إن المساهمة الأهم والفريدة بالفعل , التي قامت بها الإدارة في القرن العشرين كانت ازدياد إنتاجية العامل اليدوي بمقدار خمسين ضعفاً , إن أهم مساهمة تحتاج الإدارة إلى القيام بها في القرن الواحد والعشرين هي إحداث زيادة مشابهة في إنتاجية عمل المعرفة وعامل المعرفة .
لقد كانت أكثر ممتلكات شركة القرن العشرين قيمة هي معدات الإنتاج الخاصة بها , أما أكثر الممتلكات مؤسسة القرن الواحد والعشرين قيمة سواء في مجال العمل أو في أي مجال آخر , فستكون عمال المعرفة الذين يعملون فيها وإنتاجيتهم ) .
قال المؤرخ العظيم آرنولد توينبي أن بإمكانك أن تلخص بشكل جيد تاريخ المجتمع ومؤسسته بأربع كلمات : ( لا شيء يفشل مثل النجاح , بعبارة أخرى عندما يكون أمامك تحد وتكون الإستجابة موازية لذلك التحدي فإن ذلك يدعى نجاحاً ولكن عندما يبرز أمامك تحدٍ جديد فإن الإستجابة القديمة التي كانت ناجحة سابقاً تصبح غير ذات جدوى )
نحن نعيش في عصر عمال المعرفة لكننا ندير مؤسساتنا بأسلوب العصر الصناعي المتحكم , مما يعيق تماماً انطلاق الإمكانيات الإنسانية .
إن الصوت غائب تماماً وهذه النتيجة مذهلة , فمنظومة التفكير التي كانت سائدة في العصر الصناعي والتي تسيطر على مكان العمل اليوم , ببساطة لن تعمل في عصر عمال المعرفة والاقتصاد الجديد , وفي الحقيقة لقد نقل الناس منظومة التفكير المتحكمة إلى بيوتهم , لذلك غالباً ما تسيطر هذه المنظومة على الطريقة التي نتواصل بها ونتعامل معها مع أزواجنا وعلى الطريقة التي نحاول بها أن ندير ونحفز ونربي أولادنا . *



يتبع ..

قديم 04-17-2012, 12:25 AM
المشاركة 3
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
منظومة تفكير العصر الصناعي المعتمدة على الأشياء
كانت المكونات والمحفزات الأساسية للنهضة الإقتصادية في العصر الصناعي هي الآلات ورأس المال , أي الأشياء . لقد كان الناس ضروريين ولكن يمكن استبدالهم , كان بإمكانك أن تتحكم بالعمال اليدويين وأن تعنفهم دون أن تخسر الكثير لأن العرض كان أكثر من الطلب , وبإمكانك الحصول على المزيد من الأجساد القادرة المستعدة للالتزام بالإجراءات الصارمة .
كان الناس كالأشياء , من السهل التعامل معهم , فعندما يكون كل ما تريده هو جسد الشخص ولا تريد عقله أو روحه أو قلبه (كلها معيقات العمليات التي تنساب بحرية والتي تميز عصر الآلة ) عندها تكون مسخت الإنسان وحولته إلى شيء .
إذن إن الكثير من ممارساتنا الإدارية المعاصرة ورثناها من العصر الصناعي , تلك الممارسات تدفعنا إلى الإعتقاد بأن علينا أن نتحكم بالناس وأن نديرهم , وتدفعنا إلى أن نعيد النظر إليهم على أنهم أرقام وعلى أنهم مجرد نفقات أو ممتلكات .
فكروا بالأمر , إن الناس يوضعون في بيان الميزانية على أنهم نفقات في حين توضع الآلات على أنها استثمار , تدفعنا هذه النظرية إلى اعتماد فلسفة الجزرة والعصا التي يتم فيها تحفيز الحمار بجزرةٍ أمامه (المكافأة ) ودفعه بالعصا من خلفه (الخوف والعقاب) .
تدفعنا إلى استخدام الميزانية المركزية -حيث يتم استقراء الاتجاهات المستقبلية وتشكيل السلطات الهرمية والبيروقراطية للحصول على الأرقام المتوقعة - وهي عملية سلبية تماماً تعتمد على فلسفة (دعونا ننفقه حتى لا نخسره العام القادم ) حيث كل ما يهمك هو أن تحمي ظهر قسمك .
إن كل هذه الممارسات وكثيرٌ غيرها جاءت من العصر الصناعي الذي يعتمد العمال اليدويين , فالمشكلة هي أن المديرين اليوم مازالوا يطبقون نموذج التحكم الخاص بالعصر الصناعي على عمال المعرفة , لأن الكثيرين من الذين يحتلون مناصب السلطة لا يرون القيمة الحقيقية الإنسانية والإمكانيات التي يملكها الناس , ولأنهم يفتقرون إلى فهمٍ كاملٍ وصحيح للطبيعة الإنسانية , فإنهم يديرون الناس كما يديرون الأشياء , إن هذا النقص في فهم الطبيعة الإنسانية يمنعهم من إطلاق أقوى الدوافع والمواهب والعبقريات الكامنة في نفوس الناس .
ما الذي يحدث عندما تعامل الناس في هذا العصر وكأنهم أشياء ؟؟
إن ذلك سيجرحهم وينفرهم ويقلل من قيمة العمل , وسيخلق ثقافات قائمة على التفرقة والخصومة وانخفاض الثقة . ما الذي يحدث عندما تعامل أولادك المراهقين وكأنهم أشياء ؟؟ إن ذلك أيضاً سيحرجهم وينفرهم ويقلل من قيمة العلاقت العائلية الثمينة , وسيؤدي إلى إنخفاض الثقة والنزاع والتمرد




يتبع

قديم 04-17-2012, 06:51 PM
المشاركة 4
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
ما الذي يحدث عندما تدير الناس وكأنهم أشياء ؟؟



عندها لن يؤمنوا بأن القيادة يمكن أن تصبح خياراً , إن معظم الناس ينظرون إلى القيادة على أنها منصب ومن ثم لا ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم قادة .
إن جعل القياد الشخصية (التأثير) خياراً , يشبه امتلاك حرية العزف على البيانو , إنها حرية يجب اكتسابها , عندها فقط تصبح القيادة خياراً .
إلى أن يعي الناس هذه الحقيقة سيظلون على اعتقادهم بأن الذين يحتلون مناصب السلطة هم فقط الذين يحق لهم أن يقرروا ما الذي يجب فعله , لقد وافق هؤلاء الناس , ربما دون أن يعوا ذلك , على أن يتم التحكم بهم وكأنهم أشياء , حتى لو أدركوا أنهم بحاجة إلى أمرٍ ما فإنهم لا يبادرون بأي فعل , بل ينتظرون حتى يتم إخبارهم من قبل صاحب المنصب الرسمي , بما يجب عليهم أن يفعلوه ثم يستجيبون بعد ذلك لتوجيهاته , إن هؤلاء الناس يلومون القائد الرسمي إذا لم تسر الأمور على ما يرام ويُرجعون الفضل إليه إذا سارت الأمور جيداً وعندها يشكرهم القائد على (تعاونهم ودعمهم) .
هذا الإحجام الشائع عن اتخاذ المبادرة والتصرف باستقلالية يغذي الانطباع السائد عند القادة الرسميين بأن عليهم أن يوجهوا أو يديروا أتباعهم , إذ يعتقدون أن هذا ما يجب عليهم فعله ليدفعوا هؤلاء الأتباع إلى العمل , تتسارع هذه الدائرة لتتحول إلى تبعيةٍ متبادلة تعزز فيها نقطة ضعف كل فريقٍ وتبرر سلوك الفريق الآخر .
كلما تحكم المدير حرَض سلوكيات تستدعي مزيداً من التحكم والإدارة , وهكذا تتحول ثقافة التعبية المتبادلة إلى ثقافة مؤسَساتية حيث لا أحد يتحمل المسؤلية , مع الوقت يثبت كل من القادة والأتباع أدوارهم في في حلف وثيق بين طرفين , حلفٍ تم دون وعي , يُضعف فيه كل طرف نفسه باعتقاده أن الطرف الآخر يجب أن يتغير لكي تتحسن الأمور , إن الدائرة نفسها تظهر في الأسر بين الآباء وأبنائهم .
إن هذه المؤامرة الصامتة تدور في كل مكان وكثير من الناس لا يمتلكون الشجاعة الكافية لينظروا في نفوسهم ويروا آثارها , في كل مرة يسمع الناس فكرةً ما فإنهم وبشكل غريزي ينظرون إلى الخارج إلى من حولهم .
عندما أقدم هذه المادة إلى حشود كبيرة من المستمعين غالباً ما أتوقف بعد عدة ساعات من الكلام وأطرح السؤال التالي : "من منكم أحب هذه المادة لكنه يشعر أن الناس الذين يحتاجون إليها حقيقة ليسوا هنا ؟ "
عادةً ما ينفجر الجميع ضاحكين لكن معظم الأيادي ترتفع عالياً .
ربما أنت أيضاً تفكر في أن الناس الذين يحتاجون حقيقةً إلى كتابٍ كهذا هم أولئك الذين لا يقرؤونه .
هذا التفكير الشائع يعبر عن التعبية المتبادلة , إذا نظرت إلى هذه المادة من خلال نقاط ضعف الآخرين فإنك ستضعف نفسك وستمكن ضعف الآخرين من الإستمرار في استنزاف المبادرة والطاقة والإثارة من حياتك .

قديم 04-18-2012, 10:17 PM
المشاركة 5
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
قصة ماكس وماكس

إنها قصة خيالية لماكس كلب الصيد وماكس الموظف في قسم خدمة العملاء , وتدور أحداثها حول المدير هارولد الذي يعامل موظفيه - بمن فيهم الموظف الجديد ماكس- بالطريقة ذاتها التي يعامل فيها كلبه ماكس .
إن المكان الذي تدور فيه أحداث القصة هو مكان العمل , إن ماكس يشبه الكثير منا عندما يبدؤون عملاً جديداً , فهو شخص مفعم بالحماس والإندفاع والتوقد . عندما بادر ماكس لجلب العملاء والإحتفاظ بهم أعاقه السيد هارولد . لقد كان ماكس يخضع للتدخل في عمله وللتحكم به إلى درجة حطمَت روحه وحعلت منه رجلاً خجولاً وأفقدته القدرة على رؤية غايته وإمكانياته وحريته في الإختيار .
لقد دخل ماكس (الشخص) مع السيد هارولد في منظومة تفكير التبعية المتبادلة ثم تحول تدريجياً إلى شبيه لماكس (الكلب) الذي ينتظر الأمر التالي , لقد كان مديره يعامله تماماً كما يعامل ماكس .
إن إدارة الأمور الصغيرة تلك منتشرة كالوباء في كل شركة , وللأسف تجد ثقافة العمل الجماعي بدل كونها عمل (روح الفريق) فهي تعتمد على التبعية المتبادلة , لا أحد يمارس القيادة (المبادرة والتأثير) لأن الجميع يفترضون أن القيادة هي وظيفة منصب معين .
الحقيقة كثير من المؤسسات لا تختلف كثيراً عن ماكس والسيد هارولد , حتى أفضل المؤسسات مليئة بالمشاكل , إن الألم الذي تسببه هذه المشاكل والتحديات يصبح أكثر حدةً بسبب التغيرات التي تحدث في العالم ( المؤسساتيه - العلاقات بين الناس - الشخصية ) .
فعلى مستوى المؤسسات فإن فلسفة الإدارة القائمة على التحكم تقود الأداء والتواصل والتعويضات والمكافآت والتدريب والمعلومات وغيرها من الانظمة الأساسية التي تكبت موهبة الإنسان وصوته .
إن جذور فلسفة التحكم تلك موجودة في العصر الصناعي وقد أصبحت منظمة التفكير الإداري المسيطرة على أولئك الذين يحتلون مناصب السلطة في كل الصناعات والمهن , ونعيد ونذكر فهي منظومة (الشيء) الخاصة بالعصر الصناعي .
على مستوى العلاقات تسود ثقافة التبعية المتبادلة في معظم المؤسسات , هناك ضعف كبير بالثقة والكثيرون تنقصهم المهارة ومنظومة *التفكير التي تمكنهم من التعامل مع اختلافهم بطرق صادقة وابتكارية .
على الرغم من أن أنظمة المؤسسات القائمة على التحكم فهي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز هذه التبعية المتبادلة , وما تلبث المشكلة تزداد سوءاً كون معظم الناس قد تربوا بطريقة المقارنة مع الآخرين في المنزل والمنافسة ضد الآخرين في المدرسة والألعاب الرياضية ومكان العمل .
هذه التأثيرات القوية تنمي عقلية الندرة , بحيث يصبح صعباً على كثير من الناس أن يشعروا بالسعادة الحقيقية لنجاح الآخرين .
على مستوى الفرد تمتلئ المؤسسات بأشخاص أذكياء وموهوبين ومبدعين في كل المستويات لكنهم يشعرون أنهم مقيدون ولا أحد يقدر قيمتهم أو يشجعهم .

قديم 05-18-2012, 01:22 PM
المشاركة 6
عبدالله القعدي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هل تعتقد أن عصر عمال المعرفة والمعلومات الذي ننتقل إليه سيزيد إنتاجنا خمسين ضعفاً عمَا ينتجه العصر الصناعي ؟؟؟؟؟

مرة المرحلة الإنسانية بعصور من عصر الصيد إلى عصر المعرفة وهذا نتاج طبيعي بزيادة المعلومات وتنوع الثقافات والحاجة لوجود بدائل والتي ادت إلى وصولنا لهذه المرحلة والتي تسمى بمرحلة الحكمة مع إني اختلف معك في ذلك فلم نعرف من أسرار الحياة إلى القليل وفي كل فترة يكتشف شيء جديد يبهرنا بعظمة الله سبحانة .... والعصر الذي نعيشة هو عصر الكمبيوتر والذي غير الكثير من المفاهيم وزادة إنتاجية الفرد إلى مئات الأضعاف وليس خمسين ضعفاً فقط فبكبست زر ممكن تنقل تنسخ كتاب كامل كان يحتاج لعدة أسابيع لكتابة والشواهد كثير كالعمليات الحسابية وغيرها .... ومع ما اكتشف سنبقى ننتظر الجديد ....

قديم 06-09-2012, 12:13 AM
المشاركة 7
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
قوة المنظور



قال المؤلف جون غارنر ذات مرة : (إن معظم المؤسسات المريضة قد طورت عمى وظيفياً يمنعها من رؤية عيوبها , إنها تعاني ليس لأنها لا تستطيع حل مشاكلها , بل لأنها لا ترى هذه المشاكل*) وقد عبر أنشتاين عن ذلك مرة بقوله : ( إن المشاكل المهمة التي نواجهها لا يمكن أن تحل في مستوى التفكير نفسه الذي كنا فيه عندما أوجدنا هذه المشاكل ) إن هذه العبارات تؤكد واحداً من أعمق الدروس التي تعلمتها في حياتي .

إذا أردت أن تحدث تغييرات وتطويرات صغيرة متدرجة اعمل على الممارسات أو السلوك أو الأسلوب , أما إذا أردت أن تحدث تطويرات مهمة وكبيرة فاعمل على المنظورات .

لقد جاءت كلمة منظور (paradigm) من الكلمة اليونانية ( paradigma ) وهي عبارة علمية في الأصل لكنها تستخدم اليوم بشكل شائع بمعنى الإدراك أو الافتراض أو النظرية أو الإطار المرجعي أو العدسات التي ترى العالم من خلالها , أنها تشبه خريطة موقع أو مدينةٍ ما .

إذا لم تكن الخريطة صحيحة فلن تصل إلى هدفك مهما بذلت من جهد ومهما فكرت بإيجابية , وإذا كانت صحيحة عندها يمكن أن يكون العمل الجاد والموقف الإيجابي أمراً مجدياً , ولكن ليس قبل تصحيح الخريطة .

على سبيل المثال , كيف حاولوا معالجة الناس في العصور الوسطى ؟ بالفصد .
ما المنظور الذي كان شائعاً في تلك الأيام ؟ لقد كان الناس يعتقدون أن العناصر الفاسدة موجودة بالدم وكل ما يجب عليهم هو إخراجها .

إذا لم تضع هذا المنظور موضع التساؤل , ماذا ستفعل ؟ سوف تقوم بمزيد من الفصد وبسرعة أكبر وبدون ألم . سوف تطبق قواعد - six sigma - وإدارة الجودة الكاملة - Total Quality Management - على الفصد .

سوف تقوم بتحليل إحصائي حول التحكم بالجودة , سوف تقوم بدراسات إستراتيجية عن إمكانية التطبيق وستضع خططاً عبقرية للتسويق , يمكنك مثلاً أن تعلن ( لدينا أفضل وحدة فصد بالعالم ) يمكنك أن تأخذ الموظفين إلى الجبال ليقوموا بقفزات حرة ممسكين بأيدي بعضهم البعض حتى يعودوا إلى وحدة الفصد في المستشفى وهم يشعرون معاً بمزيد من الحب والثقة , وربما تدع أعضاء الوحدة يجلسون معاً يتحدثون عن مشاكلهم النفسية حتى يطوروا مزيداً من المصداقية أثناء تواصلهم مع بعضهم البعض , ربما تعلِم المرضى والموظفين أن يفكروا بإيجابية حتى تتضاعف الطاقة الإيجابية أثناء القيام بعملية الفصد .

هل يمكنك أن تتخيل ما الذي حدث عندما اكتشفت نظرية الجراثيم , عندما اكتشف سيميلويس الهنغاري وباستور الفرنسي وغيرهما من العلماء الكبار أن الجراثيم هي السبب للمرض !

لقد فسر هذا الإكتشاف مباشرةً لماذا النساء يفضلن الولادة بواسطة القابلات , لأنهم أكثر نظافة .
وفسر لماذا الرجال يموتون في ساحة المعركة بسبب العدوى أكثر من الرجال الذين يموتون بسبب الطلقات , لقد كان المرض ينتقل إلى صفوف الخلفية بواسطة الجراثيم .

إن نظرية الجراثيم فتحت مجالات كثيرة و جديدة من الأبحاث العلمية وهي التي أرشدت ممارسات الرعاية الصحية حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم .

هذه هي القوة التي يملكها المنظور الصحيح . إنه يشرح ثم يرشد , ولكن المشكلة هي أن المنظورات مثل التقاليد لا تموت بسهولة , إن كثيراً من المنظورات الخاطئة استمرت لعدة قرون بعد اكتشاف منظور أفضل منها , على سبيل المثال , على الرغم من أن كتب التاريخ تذكر أن جورج واشنطن مات بسبب عدوى مرض في حلقه إلا أنه على الأرجح مات بسبب الفصد , لقد كانت العدوى في الحلق عرضاً لمرض آخر , وبما أن المنظور السائد في ذلك الوقت هو أن العناصر الفاسدة موجودة بالدم فقد فصدوا منه عدة كؤوس من الدم خلال أربع وعشرين ساعة , إن الأطباء الآن لا ينصحوننا بألا نتبرع بأكثر من كأس من الدم كل شهرين , هذا إذا كنا أصحاء .

إن عصر عمَال المعرفة يقوم على منظور جديد يختلف تماماً عن المنظور (الشيء) الذي قام عليه العصر الصناعي . لنُسم هذا المنظور منظور الإنسان المتكامل .

قديم 06-25-2012, 07:29 PM
المشاركة 8
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
الناس يملكون الخيارات

إذن ما الصلة المباشرة بين منظور الشيء (جزء من الإنسان) المتحكم الذي يسيطر على مكان العمل اليوم وعجز المديرين والمؤسسات عن تشجيع الموظفين على التبرع بأفضل ما لديهم من مواهب ومساهمات ؟

الجواب البسيط : الناس يختارون .
إن الناس يقررون بشكل واعٍ أو غير واعٍ كم سيعطون من أنفسهم لعملهم , اعتماداً على الطريقة التي يعاملون بها وعلى فرصهم في استخدام كل الأجزاء الأربعة المكونة لطبيعتهم . هذه الخيارات تتراوح ما بين تمرد او ترك العمل إلى الإثارة المبدعة .

قديم 06-25-2012, 11:23 PM
المشاركة 9
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
فكر لمدة دقيقة في الخيار الذي ستختاره من الخيارات الستة :

- التمرد أو ترك العمل
-الطاعة الحاقدة
- المطاوعة عن طيب خاطر
-التعاون المبهج
-الالتزام الصادق
-الإثارة المبدعة

وسنمثل هنا السيناريوهات التالية لتقريب الصورة :

السيناريو الأول :
أنت لا تعامل بعدل , هناك الكثير من الألعاب السياسية تجري في مؤسستك حيث توجد المحسوبية , ونظام الرواتب ليس عادلاً وراتبك بالتحديد لا يتناسب مع الجهود التي تبذلها . ماذا سيكون خيارك ؟؟

السيناريو الثاني :
لنقل أنك تعامل بعدل من حيث الراتب لكنك لا تُعامل بلطف , أي إنك لا تعامل باحترام وتختلف معاملة مديرك لك من وقتٍ إلى آخر بحسب مزاجه , ماذا سيكون خيارك ؟

السيناريو الثالث :
لنقل أنك تأخذ راتباً عادلاً وتعامل بلطف ولكن عندما يُحتاج رأيك يُقدم إليك الرأي من قبل الآخرين , بعبارة أخرى هناك تقدير لقلبك وجسدك ولكن ليس لعقلك , ماذا سيكون خيارك؟

السيناريو الرابع :
أنت تأخذ راتباً عادلاً (الجسد) وتُعامل بلطف (القلب)وتشارك بابتكاراتك (العقل)ولكن يُطلب منك أن تحفر حفرةً ثم تعيد ردمها أو أن تعبئ تقارير لا أحد يراها أو يستخدمها .
بعبارة أخرى إن عملك لا يحمل أي معنى (الروح ) ماذا سيكون خيارك ؟

السيناريو الخامس :
أنت تأخذ راتباً عادلاً وتعامل بلطف وتشارك الآخرين بابتكاراتك في عملٍ له معنى , لكن هناك الكثير من الكذب والغش مع العملاء والموردين والموظفين الآخرين (الروح) ماذا سيكون خيارك ؟

لاحظ الآن أننا مررنا بكل الأجزاء الأربعة المكونة لمنظور الإنسان المتكامل -الجسد,العقل, القلب , الروح ( قسمت الروح إلى قسمين , أن يكون العمل بلا معنى , أو يتم تنفيذه بطريقة لا تعتمد على المبادئ ) الفكرة هنا هي أنك إذا أهملت أياً من هذه الأشياء وعاملتها كأشياء , أي تتحكم بهم , فسوف تحول الأشخاص إلى أشياء وتعاملهم كما تعامل الأشياء أي ستتحكم بهم وتديرهم وتستخدم من جديد طريقة العصا والجزرة كي تحفزهم .


يتبع ..

قديم 06-26-2012, 09:23 PM
المشاركة 10
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
عندما تحدد هويتك تحدد قدرتك


هل بدأت ترى كيف أن المشكلات الأساسية في مكان العمل اليوم والحل الأساسي لهذه المشكلات يكمن في منظورنا لطبيعة الإنسان ؟

هل بدأت ترى كيف أن معظم حلول هذه المشكلات في بيوتنا ومجتمعاتنا تكمن في المنظور نفسه ؟

إن منظور العصر الصناعي الذي ينظر إلى الناس وكأنهم أشياء , وما ينبع عنه من ممارسات يشبه تماماً منظور الفصد الذي قام عليه الطب في القرون الوسطى .


ملاحظة : تم إنجاز فصل (تحديد المشكلة ) وسيتبعه فصل ( الحل ) كجزء مستقل


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تحديد المشكلة ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحديد موقع إبراهيم ياسين منبر الشعر العمودي 7 11-15-2022 08:15 AM
اين تكمن المشكلة . في الكاتب او مجتمعه اوطريقته؟ خالد العاطفي منبر الحوارات الثقافية العامة 7 12-16-2012 10:55 AM

الساعة الآن 06:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.