قديم 08-27-2010, 05:49 AM
المشاركة 11
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
إدمان السجود
....................
إن هناك حركة من المناسب أن يتنبه لها المؤمن ، سواء كان في المسجد أو كان في المنزل ..
فمن يقدم على هذه الخطوة ، يصبح مدمنا عليها ، مثلما يدمن الإنسان الذي يتناول تلك الحشيشة التي تنبت في الأرض ، وتفرز مادة حمضية ..
فإن تناولها لمرة واحدة ، لا يستطيع تركها ..
فهل رب العالمين الذي جعل خاصية الإدمان في حشيشة صغيرة ، لا يمكن أن يجعل الإدمان الإيجابي :
أي الإدمان الروحي ، والإدمان التكاملي ، في حركة من الحركات ؟..
إن السجدة بالنسبة للأولياء والصالحين ، ليست مجرد دقائق وسويعات ، بل لعلهم كانوا يمضون بعض لياليهم في السجود ..
حيث أن من أفضل موجبات الاطمئنان ، هو الذكر في حال السجود ..
وهو مقتضى قول النبي (صلى اللهُ عليهِ و أله ) :
( أقرب ما يكون العبد من ربه ، وهو ساجد ) ..
فالسجود هو أشرف حركة بدنية ، وذلك لأسباب منها:
أولا : لأن الإنسان يكون منبطحا على الأرض .. فالواقف شامخ بأنفه ، والراكع نصف التكبر خلق منه ..
أما عندما يسجد فإنه يتكور ، ولعل أصغر حجم ٍ لبني آدمَ يكونُ أثناءَ السجود ..
ثانيا : إن رأس الإنسان عادة ما يرمز إلى العظمة ، والتكبر ، والكبرياء ، والعلو ، وهو في البدن يمثل القيادة ..
فيلاحظ أن هذا الرأس في السجود ، يتطأطأ أمام رب العالمين سجوداً .. وكذلك فإن أشرف بقعة في الرأس -وهو الموضع الذي يحاذي المخ ، وهو مكان التفكير - ألا وهي الجبهة - وهذه الجبهة المحاذية لأشرف بقعة في الجسم على الإطلاق ، وهو المخ المفكر- يلاحظ بأنها تلتصق بأرخص بقعة في الوجود ، ألا وهو التراب ..
يجعل الرأس وهو أشرف بقعة في الجسم ، والجبين وهو أشرف بقعة في الرأس ، يضع هذه القطعة على أرخص بقعة في الأرض .
فإذن ، إن الحركة هي بنفسها تواضعية .. بعض الناس يصلي صلاة الليل ، وعندما ينتهي يسجد وينام في سجوده ، فيكون جسمه في الأرض ، وروحه في السماء ..
هذا العبد يباهي الله - تعالى - به الملائكة ، لأنه لم يلزمه بشيء ، بل هو ألزم نفسه ..
عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آله ) :
( يا أبا ذر !.. إنّ ربك - عزَّ وجلَّ - يباهي الملائكة بثلاثة نفر ـ إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ ورجل قام من الليل فصلّى وحده ، فسجد ونام وهو ساجد ، فيقول الله تعالى :
اُنظروا إلى عبدي !.. روحه عندي وجسده في طاعتي ) .
إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها .. وعليه ، فإن السجود عملية مبارك ة..
ولكن ماذا نقول في السجود ؟..
إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي ، الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ :
{ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ..
هذا الذكر عجيب ، جامع لمعانٍ عظيمة ، منها :
أولا : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } ، هو سيد الأذكار ..
لم يقل : ( لا إله إلا الله ) ؛ لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب ، يخاطبه مباشرة ، يقول : يا رب ، أنا أخاطبك أنت مباشرة .
ثانيا : { سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ تنزيه ..
أي أن ما حصل ، لم يكن جزافا!.. بل أنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي ببطن الحوت .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنة .. وأنا الذي ظلمت نفسي ، فكتبت عاقبتي ..
وعليه ، فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل !..

إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس ( عليهِ السلام ) قال هذا الذكر مائة مرة ، لعله ذكره مرة واحدة ، ولكن بحالة يونسية .. فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية ، ولو مرة واحدة في عمره ؛ عندها يرى الأعاجيب !..

منقول

27 / 8 / 2010

قديم 08-28-2010, 11:29 AM
المشاركة 12
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ عنوان الزاد ] :
-----------------------------
( الذكر الدائم )
....................
إن من صفات المؤمن ،أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل ..
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ، ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان .
كيف يذكر الإنسان ربه ؟..
هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء ..
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة ..
ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف ، فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان ، يذكر الله عز وجل ، يقول تعالى في كتابه الكريم :
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } ..
فإذن ، إن المصيبة تذكّر ، ولكن مادامت قائمة .. ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي، فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء .
ثانيا: النعمة..
إن النعمة هي أيضا تذكر ، حيث يكون الإنسان في غفلة ، فيأتيه خبر مفرح مثلا : جاءه صبي ، أو مال ، أو فرج .. فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد !..
ثالثا : الاستفتاح بالتسمية ..
إن الإنسان ليس دائما في مصيبة ، وليس دائما في نعمة .. لذا علينا أن نجعل الأعمال لله - عز وجل - دائما، مثلا :
عندما يريد أن يذهب الرجل إلى المنزل ، فإن أول خطوة يقوم بها ، هي ركوب السيارة .. فبإمكانه أن يقرأ هذه الآية :
{ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } .. هذه الآية البعض يقرأها في الطائرة ، ولكن أيضا يمكن أن يقرأ هذا الدعاء عند الركوب في السيارة ..
وعندما يدخل المنزل ، فليقل : بسم الله أدخل هذا البيت .. وهناك دعاء عند الخروج من المنزل : ورد أن الإنسان إذا خرج من منزله ، قال حين يريد أن يخرج : " الله أكبر ، الله أكبر ثلاثا " بالله أخرج ، وبالله أدخل، وعلى الله أتوكل " ثلاث مرات " اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير ، واختم لي بخير، وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيته ا، إن ربي على صراط مستقيم " لم يزل في ضمان الله - عز وجل - حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه ..
وعندما يريد أن يتناول الطعام ، يبدأ بالبسملة ، وينتهي بالحمد ..
وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة .. وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، عن الله عز وجل : ( كل أمرٍ ذي بال ، لم يُذكر فيه بسم الله ؛ فهو أبتر ) ..
فإذن ، إن كل الأمور الهامة ، هي من موجبات ذكر الله كثيرا .
إن من آثار ذكر الله عز وجل ، غير إخراج العمل عن كونه أبتر ، أنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي ..
مثلا : عندما يركب الإنسان الطائر ة، ويقول: بسم الله أفتتح سفري هذا ، سوف لن يعصي الله ..
فالذي يلتفت إلى مضمون التسمية ، قهريا لا شعوريا ، لا يمكن أن يكون هذا العمل الذي باركه ببسم الله ، مقدمة لحرام يرتكبه .
ما معنى بسم الله ؟..
في اللغة العربية : كل جار ومجرور ، لا بد أن يكون متعلقا بشيء .. مثلا : إذا قلنا : في الدار .. فإن هذه الجملة ناقصة ، ولا بد أن تقدر تقديرا بـ: مررت أو دخلت ..
وهنا { بسم الله } جار ومجرور ، و{ الرحمن الرحيم } صفة للفظ الجلالة .. فالجملة ناقصة جدا ، ولابد أن نقدر ، والتقدير المعروف :
أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم .

منقول

28 / 8 / 2010

قديم 08-29-2010, 10:16 AM
المشاركة 13
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
( تشتت الفكر )
------------------ ---
ن المصلين يشتكون من تشتت الفكر في الصلاة ، ولعل الخواص من الناس ، مبتلون بهذه المسألة ..
وهناك شيء عجيب !..
أن الإنسان قادر على ضبط فكره في غير الصلاة ، كأن يقرأ دعاء طويلا وهو مقبل ، فإذا وقف للصلاة بين يدي الله - عز وجل - يذهب فكره يمينا وشمالا ..
فما هو تفسير هذه الظاهرة ؟..
والأعجب من ذلك ليالي القدر، حيث أن المؤمنين من أذان المغرب إلى طلوع الفجر ، يتقلبون من إحياء إلى إحياء ، ولكن مجرد أن يدخل موعد صلاة الفجر، ويقف الإنسان ليصلي ركعتين ، يصعب عليه الالتفات ولا يضبطهما .
أسباب تشتت الفكر :
أولا :
إن الله - عز وجل - لا يُدخل في دائرته الخاصة ، إلا من ارتضاه ..
فالصلاة لقاء مع رب العالمين ، وليلة القدر اجتماع في ساحة السلطان ..
في الليالي العبادية الإنسان يدخل في قاعة السلطان العامة ، أما الصلاة فهي معراج المؤمن ؛ أي اللقاء الخاص ..
ولهذا القرآن الكريم يقول : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } ، ومنها صلاة الفجر التي هي ركعتان ، ولكنها كبيرة على النفس ؛ إلا على الخاشعين ..
وأما غير الخاشع - وهو أغلبنا - فهي كبيرة عليه ..
كأن الله - عز وجل - لا يسمح لكل أحد أن يقبل في صلاته إقبالا خاصا.
ثانيا :
إن الشياطين تكثف جهودها على بني آدم حسب حجم العمل ؛ كلما كان حجم العمل كبيرا ويعتد به ، كلما كانت الجهود كبيرة ..
مثلا : إنسان يريد أن يقرأ القرآن الكريم ، يأتيه الأمر : استعذ { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } هناك أمر بالاستعاذة ..
والصلاة فيها قرآن ، وفيها ركوع ، وفيها سجود ، وفيها قنوت ، وفيها دعاء ..
فالصلاة معجون متكامل ، والذي نفهمه أن المصلي لا يصل إلى الصلاة الخاشعة ، إلا بشق الأنفس ..
عن النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ و آله ) :
( فإذا أحرم العبد بالصلاة ، جاءه الشيطان فيقول له : اذكر كذا ، اذكر كذا !.. حتى يضل الرجل ، فلا يدري كم صلى) !..
فإذن ، إن هناك جوا شيطانيا يحيط بالقلب ..
ولهذا أمرنا بالاستعاذة قبل قراءة الحمد في الصلاة ، والمؤمن قبل أن يكبر يستغيث بالله أن يعينه ..
ومن أفضل ما يقرأ قبل الصلاة الواجبة : { وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } .. وكذلك : ( اللهم ... اجعلني من الذاكرين و لا تجعلني من الغافلين ) ..
فالاستنجاد بالله وأوليائه قبل الصلاة ، من موجبات الإقبال فيها .

منقول

29 / 8 / 2010

قديم 08-30-2010, 07:46 AM
المشاركة 14
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
تعويض التقصير

------------------

إن الإنسان - بعض الأوقات - يخجل من صلاته ، إلى درجة أنه يقف بين يدي الله مستغفرا من صلاته ..
مع العلم أن بعض الصلوات ليس فقط لا ترفع درجة ، وإنما قد توجب له إيلاما ، كما ورد في الروايات:
( بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ ، فَقَامَ ـ الرجلُ ـ يُصَلِّي ، فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ .. فَقَالَ (صلى الله عليه وآله) :
" نَقَرَ كَنَقْرِ الْغُرَابِ ، لَئِنْ مَاتَ هَذَا وَهَكَذَا صَلَاتُهُ ، لَيَمُوتَنَّ عَلَى غَيْرِ دِينِي ) ..
هو كان يصلي في مسجد النبي ، ولكن كيفية صلاته توجب التشبيه بنقر الغراب ..
ما العمل ، فنحن صلاتنا - إلا من عصمه الله - فيها كل شيء ، إلا ذكر الله !!! ..
إن هناك حلين كي يعوض هذا التقصير :
أولا :
التعقيب .. لعل هذا التعقيب اليومي من أجمل صور التعقيب :
( إلهي !.. هذه صلاتي صليتها ، لا لحاجة منك إليها ، ولا رغبة منك فيها ؛ إلا تعظيما وطاعة وإجابة لك إلى ما أمرتني .. إلهي !.. إن كان فيها خلل ، أو نقص من ركوعها أو سجودها ، فلا تؤاخذني ، وتفضل على بالقبول والغفران ، برحمتك يا أرحم الراحمين ) ؛ أي أنا يا رب لا أطمع في القبول ، ولكن لا تؤدبني بصلاتي هذه .
ثانيا :
السجود .. نعم الفرصة كي يعوض المصلي الركعات الثلاث أو الأربع ، تكون في اللحظات الأخيرة من مفارقة الصلاة ؛ أي في السجدة الأخيرة .. وبالتالي ، تتم المصالحة عند المغارة ، فإذا بلحظات من المصالحة أذهبت الضغائن ..
إذن ، اغتنموا السجدة الأخيرة في الصلاة الواجبة .. فإذا أدركت الإنسان الرقة ، فليطيل في سجدته الأخيرة أكثر من الركعات الثلاث والأربع ..
عندئذ تحقق الغرض ، فهو لعدة دقائق في سجدته الأخيرة يناجي ربه مستغفرا ..
فلعل الله يقول لملائكته :
عبدي هذ ا، عوض تقصيره في صلاته .. فالإنسان المشرف على النهاية معنوياته عالية ..
فليكن السجود بعد الصلاة الواجبة أيضا ، سجود اعتذار بين يدي الله .. إذ أنه بالإمكان من خلال هذه السجدة أن ينفخ الروح والحياة في الصلاة الميتة .....
منقول

30 / 8 / 2010

قديم 08-31-2010, 01:52 AM
المشاركة 15
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبدعت أخي حميد في نقل هذا الزاد
زاد مبارك ..
قرأت بعضاً منه .. وأعدك سأعود لأقرأ ما تبقى
بوركت وسلمت يداك



..... ناريمان

قديم 08-31-2010, 07:02 AM
المشاركة 16
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أبدعت أخي حميد في نقل هذا الزاد
زاد مبارك ..
قرأت بعضاً منه .. وأعدك سأعود لأقرأ ما تبقى
بوركت وسلمت يداك



..... ناريمان
أختي ناريمان
طريقُ الآخرة ِ .. طريقٌ طويلٌ .. و طويل
و هو جِدُ بعيد
و مهما تزودنا بزاد التقوى
لا يكفينا لقطع ِ هذا الطريق
فلنُكثِر من هذا الزاد
بكل ما أوتينا من قدرة ٍ بإذن ِالله ِ سبحانه
فإنه ُ هو الغفورُ الرحيم
باركَ اللهُ تعالى فيك أختي
و جزاكِ خيراً
و لنستمر بالتزود ِ من زادِ التقوى
و اللهُ هو المعين
تقبلي شكري
حميد

31 / 8 / 2010

قديم 08-31-2010, 07:23 AM
المشاركة 17
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
مقدمات الصلاة :
.....................
فهم من بعض المستحبات أن الإنسان الذي يريد أن يدخل ببحر الصلاة بقوة وبإقبال ، لا بد وأن يعتني بالمقدمات السابقة للصلاة ..
فالإنسان الذي يقف للصلاة بدون توجه ؛ من الطبيعي أن لا تفتح له الأبواب ..
إن لقاء الشخصيات المهمة في العالم هذه الأيام ، يحتاج إلى اجتياز عدة مراحل كي يلتقي بتلك الشخصية .. فكيف بلقاء جبار السموات والأرض ؟..
إن من تلك المقدمات التي توجب فتح الأبواب :
المقدمة الأولى :
الإتيان إلى المساجد قبل الأذان ، ولو بفترة قصيرة .. وهذه الحركة هي علامة الشوق ..
مثلا : إنسان يدعوك لبيته ، فتذهب مبكرا .. فهذا الذهاب المبكر ، دليل على أن هناك شوقا في البين .
المقدمة الثانية :
الإتيان ببعض المستحبات .. هناك فرق بين الواجب والمستحب :
فالإنسان يقوم بالواجب ؛ خوفا من غضب الله ، أو طمعا في جنته .. ولكن الذي يأتي بالمستحب ، لا يأتيه بداعي الخوف ..
فالمستحب هو الفعل الذي إذا قام به العبد أثيب ، وإذا ما قام به لا يعاقب ..
إذن ، ليس فيه خوف ، نعم فيه طمع .. وعليه ، فإن التقرب بالمستحبات ، من الممكن أن تكون من هذه الزاوية ، أقوى من التقرب بالواجبات .
المقدمة الثالثة :
الإتيان بركعتين بعنوان : تحية المسجد ..
قد يقول قائل : كيف نحيي المسجد ، وهل هو موجود حي ؟..
هناك عدة أجوبة ، منها :
أولا :
إننا نحيّي الملائكة الموكلة في المساجد .. فكما أن للأشجار المثمرة ملائكة ، وللأنهار والبحار والمحيطات ملائكة .. فإن بيت الله - عز وجل - أولى بهذه الملائكة ..
قال رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ وسلم ) : ( إذا كان يوم الجمعة ، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة ، يكتبون الأول فالأول .. فإذا جلس الإمام ، طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ) .
ثانيا :
ما المانع أن نحيّي المسجد ، قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } ..
هنالك معنى من معاني التعقل نحن لا نفقهها .. هناك روح نحن لا نلامس هذه الأرواح :
فالكعبة لها روح ، ولهذا عندما نقف أمام الكعبة نقول :
( الحمدُ لله الذي عظمك وشرفك وكرمك ، وجعلك مثابةً للناس وأمناً مباركاً ، وهدىً للعالمين ) .
فإذن ، ركعتان قبل الصلاة الواجبة ، من الممكن أن تكون من موجبات انفتاح أبواب السماء .


31 / 8 / 2010

قديم 09-02-2010, 10:23 AM
المشاركة 18
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
--------------------------------------
قال النبي محمد ( صلى الله عليهَِ و آله ِ و سلم ) :
قال موسى : إلهي !.. أريد قربك ، قال : قربي لمن استيقظ ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد رحمتك ، قال : رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد الجواز على الصراط ، قال : ذلك لمن تصدّق بصدقةٍ في ليلة القدر
قال : إلهي !.. أريد من أشجار الجنة وثمارها ، قال : ذلك لمن سبّح تسبيحةً في ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد النجاة من النار ، قال : ذلك لمن استغفر في ليلة القدر .
قال : إلهي !.. أريد رضاك ، قال : رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر .

2 / 9 / 2010

قديم 09-02-2010, 10:56 AM
المشاركة 19
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
العدالة الجوانحية
.........................

إن المؤمن بين وقت وآخر يتفقد قلبه ، حيث أن هناك معاصي تصدر من الجوارح :
معاصي النظر ، النظر إلى الأجنبية ..
ومعاصي السمع ، الغيبة ..
ومعاصي اللسان ، الفحش في القول ..
فالمؤمن بعد فترة من المجاهدة ، - ولا أعتقد أنها مجاهدة مرهقة جدا - يصل إلى مرحلة العدالة الجوانحية ، بحيث يصح الإئتمام خلفه ..
ولطالما قلنا لإخواننا المؤمنين : لا تفوتوا على أنفسكم ثواب صلاة الجماعة في المنزل .. حيث هناك الزوجة والأولاد ، والبعض له أحفاد يجتمعون عنده في الأسبوع مرة ، فلماذا لا يلتفت إلى هذه النقطة ؟..
إن ضبط الجوارح ليس بالصعب جدا ، ولكن المشكلة الأرقى - ونحن غير مكلفين بها شرعا - هي السيطرة على المعاصي الجوانحية ..
فالجوارح تحت السيطرة :
لك جفنان ، تغمضهما عند النظر إلى أجنبية ..
عندك شفتان ، تطبقهما عند الغيبة ..
لك أذنان ، صحيح لا تغلقان ؛ ولكن بإمكانك السماع لا الاستماع ..
فإذن ، البصر واللسان والسمع ، بإمكان الإنسان أن يحترز بها عن المحرمات .
ولكن المهم هو معاقبة الجوانح ، على تلك الحركات السلبية التي في أعماق القلب ..
هذه الحركات غير محرمة ، من يقول : بأن الإنسان إذا تخيل الحرام أو الباطل ، بأنه يعاقب ؟..
ولكن هناك عبارة عن روح الله ( عليه ِ السلام ) ، بأنها كالدخان الذي يسود المكان ، فيزيل بهاءه ..
إن من هذه الأدخنة التي تسود القلب، احتقار الآخرين ..
على الإنسان أن لا يحتقر أحدا ..
بل كل ما رأى أحدا يقول : هذا خير مني ..
قد يقول قائل : هذه مبالغة !.. الأمر ليس فيه مبالغة ، عندما أقول : فلان خير مني .. لا باعتبار حاضره ، وإنما باعتبار خواتيم عمله ..
فلماذا أجعل خاتمتي خيرا من خاتمة فلان ، مادامت الخواتيم مبهمة ؟!..

2 / 9 / 2010

قديم 09-03-2010, 10:45 AM
المشاركة 20
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
( التعامل مع الدنيا )
.........................
إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا، على نوعين :
هناك قسم توطدوا بالدنيا ، ورضوا بالمتاع العاجل .. وبتعبير القرآن :
{ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } ..
وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة ، وأهملوا الدنيا ؛ أي لا يشتغلون للدنيا ، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا ، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم ..
وهذه أيضا حالة مرفوضة.
إن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين علي ( عليهِ السلام ) :
( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) ..
إنه تعبير رائع جدا !.. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات ، لتثبيت دعائم الحياة المادية .. والمؤمن من اهتماماته في الدنيا ، أن يجمع مالا وفيرا ، ليوقف بها أمرا ماديا ، يكون له زادا في عرصات القيامة ..
( إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) .. من هم أصحاب الصدقات الجارية ؟.. هم أصحاب المال ؛ فالمؤمن الفقير : رأس ماله الدعاء ، والصبر .. أما المؤمن الغني : هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية ، وأن يتكفل الأيتام .
فإذن ، إن الدنيا مزرعة الآخرة ..
في عالم الزراعة : كلما اتسعت رقعة المزرعة ، كلما زاد المحصول .. وكلما زاد المحصول ، زادت الزكاة الواجبة لذلك المال .. وبالتالي ، فإن الدنيا إذا أصبحت في يد أمثال سليمان ، تصبح نعم العون على الآخرة !..
إن الإمام علي ( عليهِ السلام ) يقول : ( واعمل لآخرتك ، كأنك تموت غداً ) ..
إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح ، وقد لا يخشع في صلاة الظهر ؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي .. أما في خصوص صلاة العشاء ، فإن لها حالة خاصة .. وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء ، يصلي صلاة المودع ، فهي آخر فريضة لهذا اليوم ، وبعدها سوف ينام ، والله - تعالى - يقول في كتابه الكريم :
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } ؛ فالموت والنوم أخوان قريبان ..
من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم ؟.. ولهذا عندما يستيقظ من النوم ، يخر ساجدا لله ويقول : ( الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني ، وإليه النشور ) ..
فالعبارة حقيقية !..
إن بعض الحجاج - مع الأسف - يحجون حجة ، هم لا يرضون بها ، على أمل الحج السنة المقبلة !..
من قال أنه سيوفق لذلك ؟.. لذا عليه أن يحج حجة مودع ، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع .. ومعنى قول الإمام علي ( عليهِ السلام ) : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) بعبارة أخرى : ( ليس الزهد ألا تملك شيئًا ، ولكن الزهد ألا يملكك شيء ) ..
مثلا :
هناك فقير له عصا وله سبحة ، ولكن قلبه متعلق بهما ؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا ..
وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة ، ولكن قلبه غير متعلق بها ؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا .

3 / 9 / 2010


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 05-26-2017 11:42 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 10:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.