احصائيات

الردود
44

المشاهدات
15862
 
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


حميد درويش عطية is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29,962

+التقييم
5.70

تاريخ التسجيل
Dec 2009

الاقامة

رقم العضوية
8249
10-31-2010, 07:25 PM
المشاركة 1
10-31-2010, 07:25 PM
المشاركة 1
افتراضي [ " نفحات ٌ قرآنية ٌ "............ ]
العلاقة بين الهدى والتقوى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ألم} ..

البقرة / 2
هناك اختلاف في تفسير مقطعات السور ، هذه الظاهرة القرآنية الفريدة والملفتة حقاًً !..
لا نعلم إن كانت هذه الظاهرة موجودة في الكتب السماوية غير المحرفة سابقاً ..
ولكن ليس من دأب البشر والمؤلفين ، أن يبدؤوا كتبهم بألغازٍ لا يعرفها المخاطبون .. فإذن ما معنى هذه الحروف المقطعة ؟..
الأمر الأول الذي يُلفت النظر ، هو كأن القرآن يريد أن يُخاطب جماعة معينة ، فما عدا الحروف المقطعة ، فإن الخطاب للجميع .. لكن القرآن يريد أن يتحدث مع صنف خاص ، هم الذين عُبر عنهم في الرواية المعروفة :
( إنما يعرف القرآن من خوطب به )
إذن هذه الأمور أسرارٌ متروكة لأهلها . وكأن الله - عز وجل - أراد أن يُكرم جزءاً من خلقه بهذه الرموز القرآنية ..
وهناك بعض التفاسيرالأخرى التي لا يمكن قبولها وهي أن القرآن مكوّن من هذه الحروف .. إذا كان الأمر كذلك فإنه لا يحتاج إلى التكرار ، فيكفي أن تأتي آية واحدة ببعض هذه الحروف المقطعة أما لماذا هذا التغيير { ألم } { حم } { يس } { عسق } ؟..
إن هذا التنوع يراد منه معنى آخر ، لا يعلمه إلا الذين خُصوا بالخطاب في هذه الحروف المقطعة .
{ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } إلى آخر الآيات المباركة ..
الملاحظ هنا أن القرآن الكريم هداية ، والهداية هي عملية ذهنية وإدراكية ، بمعنى نقل الإنسان من المجهول إلى المعلوم .. ولكن لماذا جعل القرآن الكريم هذه الهداية خاصة بالمتقين ؟.. والتقوى : عملية فعلية، وورع ، وفعل ، وترك .. فإذن ، ما الارتباط بين عالم المعرفة وهي الهداية ، وبين عالم العمل وهي التقوى ؟..
الجواب هو :
إن القرآن هداية شأنية ، فمن شأن القرآن أن يهدي ؛ ولكن هذه الهداية الشأنية لا تتحقق فعلاً وواقعاً ، إلا للذين استعدوا لقبول هذه الهداية ..
فالقرآن هدى، ولكن لمن يبحث عن الهدى : في الصحراء القاحلة ، وفي جوف الليل ..
هناك دليل يدّعي بأنه سوف يخرجك من الظلمات إلى النور ، فالذي لا يعترف بهذا الدليل ، أو يعترف بأنه دليل ، ولكن لا يعطيه وزناً ، ولا يعطيه أهمية ، هل يخرجه من الظلمات إلى النور؟.. لا ، لن يخرجه أبدا ، ولا يُتوقع منه أن يأخذ بيد هذا الإنسان الذي لا يعترف بوجوده ، أو يعترف بوجوده ولكن ليس في مقام الأخذ بدلالته ..
والقرآن الكريم هدى ، لا بما هو معلومات مطوية بين الدفتين ، ولا بما هو نظريات يعرفها المفسرون ..
كم من الذين يتلون القرآن ، والقرآن يلعنهم !.. وكم هم الذين يفسرون القرآن بما لا يخطر على الافهام ، وهم بعيدون كل البعد عن معاني القرآن الكريم !..
فإذن ، إن القرآن الكريم يقول بأنني هدى ، ودليل ، ومنقذ ، ومُخرج من الظلمات إلى النور؛ ولكن لمن؟..
للمتقين !..
من هم المتقون ؟..
أول صفة من صفات المتقين { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } .. إنها لفتة مهمة ، وهي أن أول خاصية في المتقي هي البنية الفكرية ، وليس المتقي الذي يمشي ويسعى .. بل هو الذي يحدد الطريق ، ثم يمشي ويسعى ؛ لما علمنا بأن
( السائر على غير بصيرة ، كالسائر على غير الطريق لا تزيده كثرة السير إلا بعدا ) ..
فالمتقي ليس هو ذلك الصوّام القوّام ، وإنما هو ذلك الإنسان الذي اكتشف الطريق ، ورأى الهيكل ورأى المخطط، ويعلم من أين يبدأ ، وإلى أين ينتهي ؛ فآمن بالغيب ، وترقى عن عالم الحواس .. ليس هذا الإنسان المادي التجريدي ، الذي لا يؤمن إلا بما يرى ويلمس ويسمع ، وإنما له قدرة على أن ينتقل من عالم المادة إلى عالم المعنى ، ويخترق حجب الغيب وحجب المادة ، ليصل إلى عالم الغيب .
ومن الغريب أن الذين لا يؤمنون بالغيب الأخروي ، يؤمنون بالغيب الدنيوي في هذه الدنيا ، وكأن الله أراد أن يقيم الحجة عليهم !.. فالأمواج الكهربائية ، والأمواج اللاسلكية ، وقوة الجاذبية ، والأضواء التي لا تُرى : ما فوق البنفسجية ، وما تحت الحمراء ، وأشعة الليزر ، وما شابه ذلك ، كله من الغيب الدنيوي .. إن هذه الأشياء في الدنيا ، ولها آثار خارقة ومدمرة .. ومع ذلك جعلها الله غيباً لا تُدرك بحواس ، ولا تلمس ولا تُرى .. من منكم رأى الكهرباء على ما تُعطي من بركة في هذا الوجود ؟..
إن من الغريب أن بني آدم يؤمن بالغيب في الدنيا ، ولا يؤمن بالغيب في الآخرة ، فلئن قائل ٌ قال : بأني آمنت بالغيب الدنيوي لآثاره .. فلِمَ لا يؤمن بالغيب الأخروي لآثاره ؟.. أليس الله عز وجل له هذه الآثار ؟!.. فانظروا إلى آثار رحمة الله !.. فلماذا لا تؤمن بهذا الغيب ، وتؤمن بهذا الغيب ؟ الذين يؤمنون بالغيب ؛ الإيمان بالغيب بكل ما غاب عن بصرك ، سواء في ذلك المبدأ ، وسواء في ذلك المعاد .. ولهذا في آخر هذه الآيات يقول تعالى :
{ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }
يخص المعاد وهو غيب بالذكر أيضاً .
فإذن إن المشكلة في بعض السالكين الذين يقفون في سيرهم ، أن حركتهم وسيرهم ليست مشفوعة بحركة علمية ..
ولهذا على المؤمن أن يمتلك هذا البنيان النظري ، من أين يصل إلى هذه البنية العلمية في التكامل والسير؟..
إن هناك ثلاثة أبواب إسلامية :
باب الاكتساب .. وباب التدبر .. وباب الإلهام والإلقاء في الروع .
أولا :
باب الاكتساب :
أن نقرأ ما اكتسبه الآخرون ، فإنه لدينا بعض الكتب في الكلام والعقائد والعرفان والأخلاق ، وهي حصيلة حياة أحدهم .. فهناك بعض الناس قد يعيش عشرين أو ثلاثين سنة في تأليف كتاب واحد منقح ، فهذا الكتاب ثمرة حياته .. فالإنسان في ليلة ، أو ليلتين ، أو في أسبوع ، وإذا به ينقل ثمرة حياة إنسان مؤلف مجاهد إلى فكره وإلى قلبه .. ولهذا فإن المؤمن السالك إلى الله عز وجل لا يمكن أن يستغني عن عالم المعرفة وعالم القراءة .
ثانيا :
التدبر والتأمل :
إن الله عز وجل أعطاك فكراً ، وأمرك بالتدبر .. والتدبر في كتاب الله ، وفي الطبيعة ، وفي الحياة وفي حركة الوجود ، لا يحتاج إلى تخصص ، فإن القضية تتوقف على التأمل وعلى التحليل .. وهذه قضية فطرية ، فالإنسان يُكوّن صورا مترتبة ، ثم ينتقل من المبادئ إلى النتائج ..
أنت أيضاً بإمكانك أن تخوض هذا العالم !.. ولهذا حتى في أشعار الجاهليين ، الذين جاءوا قبل النبي ( صلى اللهُ عليه ِ وعلى آله ِ و سلم ) ولم يعترفوا برسالة ، يلاحظ من خلال قصائدهم أن هناك فكرا وفهماً وتدبراً ، ولو على مستوى تحليل بعض مظاهر الطبيعة ..
فإذن ، إن التدبر أيضاً من صور امتلاك هذه البنية .
ثالثا :
الإلهام والإلقاء في الروع :
إذا تدبر الإنسان ، واكتسب العلم من غيره ، واكتسب من عقله وفكره .. عندئذ يأتي ذلك المدد الإلهي ، لُيلقي في روعه ما لا يلقي في روع الآخرين .. وهنالك المعرفة الإشراقية ، فالله عز وجل يعلم كيف يُلقي في روع عباده ما يُلقي ، إما مباشرة أو عبر ملائكة .. قد يُلقي في روع عبده في ليلة واحدة حصيلة تجارب الآخرين ، أو على الأقل يُحوّل الإيمان النظري إلى سكون في النفس .. وهذا هو معنى الإيمان ، { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } غير المعترفين بالغيب .
فالإنسان قد يعترف ، وقد يعلم ، وقد يتيقن بالغيب .. إلا أنه لا يتحول إلى قوة مطمئنة ، فالإيمان فيه عنصر الاطمئنان والأمن .. والاطمئنان والأمن قد لا يقترنان مع العلم .. هنا يأتي دور الغيب في أمرين :
الأمر الأول في إعطاءك المعرفة النظرية
وثانياً في تحويل المعلومة النظرية إلى حالة اطمئنان ويقين باطني ..
31
10
2010

منقول


قديم 11-02-2010, 07:31 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الملاحظ هنا أن القرآن الكريم هداية ، والهداية هي عملية ذهنية وإدراكية ، بمعنى نقل الإنسان من المجهول إلى المعلوم .. ولكن لماذا جعل القرآن الكريم هذه الهداية خاصة بالمتقين ؟.. والتقوى : عملية فعلية، وورع ، وفعل ، وترك .. فإذن ، ما الارتباط بين عالم المعرفة وهي الهداية ، وبين عالم العمل وهي التقوى ؟..


الهداية عملية ذهنية وإدراكية
التقوى عملية فعلية وورع وفعل وترك

معلومات أفدت منها
بارك الله فيك أخي حميد
منقولات رائعة


..... ناريمان

قديم 11-02-2010, 09:53 PM
المشاركة 3
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
موارد جواز التظلم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا * إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } .. النساء/ 149-148
ما هي الدروس المستفادة من هاتين الآيتين المباركتين ؟..
إن كثرة الشكوى والتكلم بما لا ينفع ليست من طبيعة الإنسان المؤمن ..
فالله - عز وجل - { لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ }
أي عندما يُظلم الإنسان عندئذ يكون له الحق في أن يشتكي .. وهذه الشكوى ينبغي أن تكون في موضعها المناسب :
فالإنسان يشتكي عند القاضي من أجل التظلم ومن أجل أخذ الحق أو عند مؤمن يمكنه أن يأخذ حقه .. أما الشكوى المجردة من أجل هتك الظالم فقط، فليس معلوما ً أن هذه الشكوى محبوبة عند الله عز وجل .
فإذن إن الإنسان إذا لم يُظلم من قبل إنسان فليس له الحق أن يهتك عيوبه .. وعندما تنهى بعض العوام من الناس عن الغيبة فإنه يبادر بالقول : إن هذا العيب موجود فيه وأنا لم أكذب ولم أفترِ ..
والحال بأن الغيبة : ( أن تذكر أخاك بما يكره ) أي أن تذكره بعيب فيه .. فإذا كان العيب غير موجود فيه معنى ذلك أنك مفترٍ عليه ..
فإذن إن كنت صادقا فأنت مغتاب .. وإن كنت كاذبا فأنت مفترٍ !..
إن الأصل في ذكر العيوب أن يكون ممنوعا ولكن الشارع المقدس جعل استثناءات :
كالمشورة والمظلوم والإنسان المتجاهر بعيبه الذي هتك ستر نفسه وصاحب البدعة في الدين .. هذه المعاني المطروحة في كتب الفقه هي مستثنيات الغيبة .. فإذا علم الإنسان بأن هذه غيبة ولكن لا يعلم أنه في القسم المستثنى أم لا : أي لا يعلم أن هذه مشورة أم لا .. ولا يعلم أن هذه غيبة صاحب البدعة أم لا .. أو أنه عيب يتجاهر به الإنسان أم لا .. فإذا سئل يوم القيامة عن ذلك ماذا سيكون جوابه عند الله عز وجل ؟..
فإذن إن معنى ذلك هو أن يعيش الإنسان حالة الوسوسة عندما يريد أن يتكلم على مؤمن .. فالبعض منا يعيش الوسوسة في القراءة وفي الطهارة وفي النجاسات وما شابه ذلك ولا يعيش الوسوسة القولية ..
والحال أن هذه الوسوسة مقدسة ومثمرة ويحبها الشارع .. بخلاف الوسوسة في القراءة والصلاة .
وعليه فإنه يكفي للمؤمن أن يقول الله عز وجل :
{ لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ }
أي لا يحب هذا العمل وبعد ذلك لا يحتاج إلى ذكر العقوبات يوم القيامة .. فالمؤمن العارف والمريد والمحب للمولى يكفي أن يعلم بأن الله - عز وجل - لا يحب هذا العمل وهنا قمة الإيمان ..
نعم فالقرآن الكريم في آية أخرى ذكر
{ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ... } !..
فهذه لعامة الناس .. أما الخواص فلا يحتاجون إلى تخويف وإنما يحتاجون إلى أن يعلموا بأن الله - عز وجل - لا يحب هذا العمل سواء في قالب الحرام أو قالب المكروه !.. أو يعلموا بأن هذا الأمر يحبه الله - عز وجل - في قالب الواجب أو في قالب المستحب ..
فإذا تحول الإنسان إلى محب لله - عز وجل - فإنه لا يبحث عن الحيل الشرعية ولا يبحث عن الرخص .. صحيح أن كل مكروه جائز ولكنه لا يفرق بين المكروه والحرام لأن كليهما لا يحبهما الله عز وجل ..
وعليه فإن الآية تبدأ ببداية مؤثرة ومعبرة :
{ لاَّ يُحِبُّ اللّهُ } ..
فما دام المولى لا يحب عليَّ إذاً أن أتوقف .. سواء علمت عقاب ذاك الأمر أو لم أعلم حجم العقاب في هذا المجال .
{ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } ..
سميع مبالغة من السمع وعليما مبالغة من العلم .. فالإنسان قد يسمع ولكن قد لا يعلم الأمر ببواطنه .. إن الله - عز وجل - سميع عليم أي يسمع ما تقول ويعلم ما في باطنك ..
وهناك فرق بين إنسان يسمع ولا يعلم ، وبين من يسمع ويعلم .. ولهذا فإن الله - عز وجل - يصف نفسه قائلا :
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } ..
فالناس يرون حركات العين ولا يرون خيانة العين .. كأن ينظر إنسان في جهة مستقيمة وهو ينظر بطرف خفي يمينا وشمالا إلى ما حرّم الله عز وجل .. فالناس يرون ظاهر البصر هو ينظر أمامه ولكن ينظر إلى زاوية خفية ..
فالناس يرون ظاهره ولا يرون ما يخفي صدره ..
فإذن إن الذي يعيش هذه الحقيقة أي حقيقة أن الله سميع عليم فإنه يتحول إلى إنسان مراقب أشد المراقبة لكل حركة وسكنة في وجوده .. ولهذا فإن هذا الانسان لا يختلف نهاره عن ليله ولا تختلف معاملته مع زوجته أو مع الآخرين ..
{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } ..
في جوف الليل وفي خلوة مع زوجة مستضعفة مسكينة فإن هذا الرجل الذي يعيش هذه الرقابة الإلهية من الطبيعي أنه لا يمكن أن يتكلم بكلمه واحدة مما لا يرضي الله سبحانه وتعالى .
وعليه ، فإن ملخص ما تقدم هو :
أن قوام المراقبة والمحاسبة ، هو الالتفات إلى هذه الحقيقة ، أي حقيقة السمع وحقيقة العلم الإلهي لأفعال المؤمن .. وإلا فإن روايات المراقبة والمحاسبة والعقاب يوم القيامة ، فإنها لا تكفي لإيجاد الدواعي الذاتية في قلب الإنسان المؤمن .. وإنما التفاته إلى هذه الحقيقة ، كافٍ لأن يتحول إلى إنسان مراقب لكل ما يقول ..
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
*********************
2
11
2010

منقول

قديم 01-16-2011, 06:37 PM
المشاركة 4
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هيمنة القرآن على الكتب السماوية
________________________________
هل يصدّق القرآن الكريم بكل ما تضمّنته الكتب السماوية، وبخاصة التوراة والإنجيل الرائجين، أم يرفضها ويكذب مضامينها جملة وتفصيلاً ؟
وما هي ـ ترى ـ منزلة القرآن الكريم، كآخر كلمة في مفكّرة السماء، وكذروة ما نزل من جانب الله تعالى إلى البشرية، بين غيره من الكتب المنزلة قبله؟
يجيب القرآن الكريم عن هذا السؤال في الآية 48 من سورة المائدة بصراحة كاملة، وبلاغة إذ يقول :
( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب، ومهيمنا عليه، فاحكم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ).
في هذه الآية يصف البارئ تعالى كتابه العظيم ( القرآن ) بثلاثة أوصاف جديرة بالتأمل والإمعان :
1 ـ انه كتاب نزل بالحق.
2 ـ انه مصدق لما بين يديه.
3 ـ انه مهيمن عليه.
وما يرتبط بالسؤال المطروح ـ هنا ـ هو الوصف الثالث وهو كون القرآن مهيمنا على ما تقدمه من الكتب المنزّلة فماذا تعني الهيمنة القرآنية على تلكم الكتب؟
قال العلامة ابن منظور في ( لسان العرب ) : في التنزيل ومهيمنا عليه. قال بعضهم: معناه الشاهد، يعني وشاهداً عليه.
وقال ابن فارس في ( معجم مقاييس اللغة ) فأما المهيمن : وهو الشاهد.
وذهب إلى مثل ما ذهب إليه هذان العالمان اللغويان العلامة الفيروز آبادي في القاموس المحيط.
وإذا كان الشاهد بالحق هو الذي يقرر ما يصح، وينفي ما لا يصح فالمهيمن هو من يقرر ما يصح، ويبطل ما لا يصح.
والقرآن الكريم يقوم بهذه المهمة عينها بالنسبة إلى ما تضمنته الكتب السماوية الرائجة.
صحيح أن القرآن ـ حسب الوصف الثاني من الأوصاف الثلاثة المذكورة في الآية المطروحة في مطلع هذا المقال ـ هو كونه ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ) ولكن هذا التصديق لا يعني أنه يقرر كل ما تحتويه تلك الكتب على نحو الإطلاق حتى ما كان باطلا، بل يصدق ما صح فيها من المعارف، والمفاهيم، والقضايا، والموضوعات، ولهذا كان ضرورياً أن يضاف إلى هذه الجملة ما يقيّد هذا التصديق كيف لا، والوصف الأول من الأوصاف الثلاثة المذكورة هو كون القرآن نزل بالحق، وقد تكرر هذا الوصف مرتين في هذه الآية، عندما يقول سبحانه ( ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ).
وبهذا يعرف الترابط الدقيق بين هذه الجمل الثلاث في الآية وهي : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ) و( مهيمنا عليه ) ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ).
فإن الكتاب الذي قام على أساس بيان ما هو الحق والحقيقة، وما هو الصحيح والواقع في مجال المعارف والمفاهيم، لا يمكنه إلا أن يصدّق ما جاء في الكتب السابقة من حق وحقيقة، ويفنّد ما هو باطل، مخالف للواقع، مغاير للحقيقة.
إن هذا يتطلب منا أولا أن نقف على ما وصف الله تعالى به كتابه العزيز ( القرآن ) ليتسنى ـ بعد ذلك ـ فهم مسألة الهيمنة القرآنية على ما عداه من الكتب المنزلة الرائجة.
************************************************** *****************************************
حميد
16
1
2011

قديم 01-17-2011, 06:47 AM
المشاركة 5
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العقل.. الطريق إلى معرفة الله
لا يختلف اثنان في ان العقل هو من أبرز خصائص الإنسان، ومن أعظم ميزات العقل القدرة على الانتقال من الحقائق المشهودة إلى المغيبة، ومن المسائل الجزئية إلى الحقائق العامة، ومن الأمثلة الواقعية إلى السنن الإلهية، ومن الظواهر المعروفة إلى القوانين العامة المجهولة.
وعندما يفقد الإنسان امتياز الانتقال مما يراه إلى ما يفعله، ومما يبصره إلى ما يستبصره فإنه والحيوان سواء في القدرة العقلية.
ومن أعظم مظاهر هذه الحقيقة الكبرى ان الإنسان عندما يتأمل الكون بما فيه من آثار رحمة الله وقدرته وعظمته وينتقل إلى معرفة ربه، فإنه سيكون ممن يعقل المعلومات ويستثمر البصائر ويستفيد من الحقائق التي يراها، أما إذا لم يتأمل الكون ولم يصل إلى حقيقة معرفة ربه فإنه سيكون ممن لا يعقل بسبب جموده عند الظاهر؛ فهو يرى جريان الشمس لمستقرها ولا يعرف ان ذلك من تقدير العزيز العليم، ويشاهد الودق يخرج من كتل السحاب ويتدفق غيثا على الأرض الجرداء ليحولها إلى جنة خضراء ولكنه لا يبصر ان هذا من رحمة الله، ويرى ان الإنسان ينام في الليل ويصبح كالميت ـ إذ النوم أخ للموت ـ واليقظة من النوم كالانبعاث من بعد الممات، ولكنه لا يستشعر من خلال هذه الظاهرة قدرة الله ـ جل شأنه ـ ولا يبصر أصابع الغيب في ذلك.
والله ـ سبحانه ـ بعد ان يستعرض في سورة الروم طائفة من آياته التي جعلها دليلا إليه، وسببا لمعرفته، ووسيلة للتقرب إليه يقول :
( كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون ) الروم/ 28
أي نبينها بوضوح وتفصيل للذين يعقلون، اما الإنسان غير (العاقل) فإنه لا يبصر ولو ضرب القرآن أبرز أمثلة الكون وأروعها.
فلو فتشنا عن المعنى الأصلي لـ(العقل) لعرفنا انه المحافظة على شيء ينطلق باندفاع، ولهذا يقال لمن يمنع تدفق الماء من علو انه قد (عقله)، ولمن يمسك البعير المنطلق في الصحراء انه قد (عقله)، وهكذا الحال بالنسبة إلى العلم الذي لا يستقر في دماغ الإنسان لكونه يأتي بخطفة سريعة كالوميض، ولذلك يحتاج الإنسان إلى مزيد من النشاط والحرة وقوة الإرادة والحزم لكي يعقل العلم، ويحفظه في قلبه من التبدد والتلاشي.
ان هناك حقائق كثيرة يغفل عنها الإنسان، وأكثر هذه الحقائق يرتبط ارتباطا وثيقا بدور العقل في الحياة ومن ضمنها:

1- ربط الحوادث ببعضها
ان يرى ضوء منبعثا من مصابيح الإضاءة دون ان يعرف ما وراء هذا الضوء المنبعث من نظام يولد الكهرباء فإن في عقله خللا، إذ لابد من ربط الظاهر الحاضر بالخفي الباطن، وهكذا الحال بالنسبة إلى جزئيات الشريعة وكلياتها، إذ ان الغالبية العظمى من الآيات القرآنية تحدثنا عن الخطوط العريضة للشريعة أو (الأصول العامة) حسب التعبير الفقهي، و(الهدى) طبقا للتعبير القرآني، ذلك لأن المهم ان يعي الإنسان الهدف العام أولا، وبعد ذلك تتكفل السنة الشريفة والأحاديث المروية عن الأئمة المعصومين عليهم السلام بشرح الجزئيات وإيضاحها.
ومع ذلك فقد أشار الأئمة عليهم السلام إلى مجموعة من الأصول العامة وتركوا أمر تفريعها وتطبيقها على الحياة إلى الفقهاء والمراجع من بعدهم، وهذا هو سر مرونة الإسلام، وقدرة أحكامه الشريفة على ان تطبق في كل عصر ومصر وفي كل الظروف، لأنها تحدث العقل الذي يكيف بدوره القوانين العامة حسب الشروط الموضوعية والجزئية.
وعلى هذا فإن استيعاب الكليات، ومعرفة الأصول هما الأهم لكي يعرف الإنسان حدود الشرك، وطرق الابتعاد عنه، اما التفاصيل فإنها موجودة في السنة الشريفة أو في عقل الإنسان المهتدي بالسنة وهو الفقيه العادل.
2- تكاملية الأحكام
أ- ان الآيات القرآنية تأمرنا بإقامة الصلاة كقوله ـ تعالى ـ:
( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ) الإسراء/ 78
فهذه الآية تأمر بإقامة الصلاة إنابة إلى الله، وإقامة الصلاة لم تأت منفصلة عن سائر الآيات القرآنية بل جاءت في إطار الآيات الأخرى، إذ ان كثيرا من الآيات أمرت بالتوبة إلى الله والتقرب إليه، والصلاة هي الطريقة والوسيلة إلى هذا التقرب؛ فهناك آيات تأمر بالتقرب إلى الله ـ تعالى ـ وآيات تأمر بالتوبة وأخرى بالصلاة لأن الصلاة هي خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر (و) الصلاة قربان كل تقي كما جاء في الحديث الشريف عن الإمام علي عليه السلام.
وعلى هذا فإن علاقة الصلاة بالإنابة هي علاقة السبب بالمسبب والوسيلة بالهدف والطريق بالغاية، ولذلك تقول الآية القرآنية :
( منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ) الروم/ 31
فالإنابة إلى الله تكون عبر التقوى، والتقوى تتحصل من خلال الصلاة.
ب- ان الحج فريضة على كل مسلم ومسلمة، والسبب في ذلك ان هناك أهدافا رسالية تحققها فريضة الحج منها وحدة الأمة وصحة الإنسان وسلامة الاقتصاد..
ج- إن آيات القرآن تهدف إلى تنمية الثروة، والعيش المبارك الكريم في الدنيا، وفريضة الزكاة هي وسيلة تحقيق هذا الهدف.
ان من أخطر ما أبتليت به أمتنا الإسلامية هي تجزئة الأحكام عن بعضها، وعدم فهمها بصورة متكاملة، وعلى سبيل المثال فإن المسلمين يصلون ولكنهم لا يدركون العلاقة الوثيقة للصلاة بالنهي عن الفحشاء والمنكر، ويحجون دون ان يعرفوا علاقة الحج بالوحدة، ويزكون دون ان يربطوا بين الزكاة وبين تنمية الثروة وتوزيعها العادل.
والأدهى من ذلك كله ان آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن التوحيد والشرك فصلت تماما عن الحياة السياسية في الأمة على الرغم من ان هذه الآيات تمثل الإطار العام لحياة الإنسان في الدنيا في كل جوانب حياته.
وعندما يأمرنا الخالق ـ عزوجل ـ بتحقيق هدف استراتيجي أو قيمة إلهية وغاية مقدسة فإن هذا يعني ان نبحث عن الوسائل التي أمرنا بها الله ـ تعالى ـ لتحقيق هذا الهدف.
3- التوحيد أساس الانطلاق
ولقد أمرنا الله بالاستقامة على التوحيد فكيف نستطيع ذلك؟
فالمحافظة على التوحيد تقتضي من الإنسان ان لا يتطرف يمينا أو شمالا، وهذه مهمة صعبة، فتوحيد الله ـ عزوجل ـ يمثل أعظم زاد يحمله الإنسان إلى الآخرة، أما لو ذهب مشركا فلا شك انه سيدخل الجحيم كما يشعر بذلك قوله ـ عز من قائل ـ:
( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء/ 48
أي ان الله ـ عزوجل ـ لا يغفر ذنب الشرك، وعلى هذا فإن التوحيد هو المنقذ وهذا ما يثبته الحديث القدسي عن الله تبارك وتعالى :
( كلمة لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي ).
وللأسف فإن الكثير من الناس يقولون (لا اله الا الله) في الوقت الذي يخضعون فيه عمليا للطاغوت، فإن هذه الكلمة سوف تكون حجة بالغة عليهم لكونها تتنافى مع عبادة الطاغوت والأصنام البشرية. إذ كيف يجوز ترديد هذه الكلمة باللسان وثقافة القلب وطعام الروح مستقيان من الآخرين، فالتوحيد لا يمكن ان يجتمع مع هوى النفس.
17
1
2011

قديم 02-19-2012, 09:04 PM
المشاركة 6
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
▂▃▅▆▇ العقوبة بعد العناية ▇▆▅▃▂
سورة المائدة / 111
إن الآيات الأخيرة من سورة المائدة معبرة جداً ومخيفة في نفس الوقت لأن هذه الآيات تتناول محاورة بين عيسى (عليه السلام ) وبين الحواريين
الذين كانوا من أقرب الناس إلى عيسى (عليه السلام ) والذين كانوا في حالة من الإلتصاق الشديد به ( عليه السلام )
ولكن مع الأسف يلاحظ بأن تربية عيسى (عليه السلام ) لم تؤثر في نفس الحواريين إلى الدرجة التي يريدها (عليه السلام )
فقد طلبوا منه عدة أشياء :
أولا : طلبوا مائدة من السماء
( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء ) إن كلمة ( يَسْتَطِيعُ )
نوع من خلاف الأدب مع رب العالمين فلو قالوا : هل من المصلحة لهان الأمر وإنما قالوا : هل يستطي ؟
فكلمة السؤال عن الإستطاعة لم يكن سؤالا في محله ولهذا عيسى ( عليه السلام ) ( قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
ثانيا : طلبوا أن يأكلوا منها فالآن بينوا السبب في طلب المائدة السماوية : ( قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا ) والأكل عبارة عن إشباع للذة البطن .
ثالثا : ثم قالوا : ( وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ) إن هذا البيان فيه نوع من أنواع الكلام غير المتزن
فأول شيء قالوا : ( نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا ) ثم قالوا ( وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا ) فقد جعلوا الفائدة المادية للمائدة السماوية مقدَّمة على الإطمئنان القلبي
وهذه أيضاً من النقاط التي يمكن أن تؤخذ على الحواريين فالإنسان عندما يتعامل مع الله عز وجل عليه أن يقدّم البعد المعنوي على البعد المادي .
(قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ما هو التعليق الإلهي ؟
(قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) هنا السؤال : لماذا هذا التهديد بعد تنزيل المائدة ؟
إن الدرس العملي لجميع المسلمين في هذه المعادلة المهمة : إن إيمان الحواريين قبل إنزال المائدة كان إيماناً غيبياً وكان إيماناً بالله عز وجل وبقدرته
تعبداً واعتقاداً بما أخبرهم نبيهم روح الله وهو عيسى ( عليه السلام ) فهذا الإيمان التعبدي والإيمان الغيبي كان له قيمة متميزة
ولكن بعد إنزال المائدة أي أن تنزل مائدة من السماء فإنه من الواضح أنه إعجاز من قبل الله عز وجل فهذه المائدة سلبت ذلك الجو الغيبي
وهناك فرق بين مائدة مريم (عليه السلام ) وبين مائدة الحواريين : فمائدة الحواريين كانت بطلب من الحواريين
أما مائدة مريم ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً ) ولهذا المائدة السماوية لمريم لم تنقص من منزلتها عند الله عز وجل
بينما المائدة السماوية للحواريين تبعها تهديد ( إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ )
فإذن إن ملخص ما تقدم هو : أن الإنسان المؤمن قبل أن يتمم الله - عز وجل - عليه الحجة وقبل أن يتجلى له وقبل أن يغدق عليه النعم قد يقبل منه اليسير
وأما المؤمن الذي توجه الله إليه بألطاف خاصة ووهب له الخشوع في الصلاة ورزق التوفيق لأداء بعض الطاعات كالحج والعمرة
ويرى نعم الله عز وجل عليه متواترة فإن هذا المؤمن إذا انتكس أو تراجع أو خالف فإنه يشمله ذلك التهديد الذي شمل الحواريين .
فالمؤمن الذي يرجع من الحج من أو من العمرة أو ينتهي من شهر رمضان ومن ليالي القدر أو ينتهي من صلاة ليل خاشعة ثم يخالف فمثله كمثل الحواريين
تلك مائدة تؤكل وهذه مائدة تدرك فعندما يعصي الإنسان الله - عز وجل - في يوم أحيا ليله بالعبادة يختلف عن يوم لم يوفق فيه للعبادة
ولهذا فإن المؤمن على وجل كلما رأى توفيقاً إلهياً في عبادة أو في تقوى أو في زيارة أو في شهر رمضان أو في ليلة قدر فإنه يعيش الخوف
ولهذا النبي صلى الله عليه وآله كان يقول : ( اللهم لا تسلب مني صالح ما أعطيتني أبداً .
اللهم لا تردني إلى سوء استنقذتني منه أبدا . اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً )
--------
منقول بتصرف
حميد
عاشق العراق
19 - 2 - 2012
الأحد 27 ربيع الأول 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 02-22-2012, 01:28 PM
المشاركة 7
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شرحُ الصدر
( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء )الأنعام / 125
إن ظاهر هذه الآية كأنه خطاب للإنسان الذي يريد أن يتحوّل من الكفر إلى الإسلام ولكن الملاك أعم .
فالآية تبين حقيقة في صفوف المسلمين وما بعد الإسلام وهي : أن الله -عز وجل - إذا أراد أن يهيئ قلبا للهداية شرح ذلك الصدر
فلماذا يشرح صدر البعض دون البعض ؟ وكيف يشرح الصدر ؟
أولا : إن حكمة الله - عز وجل - تقتضي أن يجعل كل شيء في موضعه فعمل الحكيم مطابقٌ لقواعد الحكمة فليس هناك جزافٌ في أمر الحكيم .
وليس هناك ترجيحٌ بلا مرجّ فمثلا : إذا كان هناك عنصران والحكيم يعطي امتيازا لعنصر دون عنصر فهذا خلاف الحكمة الإلهية البالغة
فإذن ، إن تصرفات الله -عز وجل - في قلوب العباد : ربطا ً وهدايةً ، وخذلاناً ، وتوفيقاً ,كل هذه الأمور منشؤها من العبد .
نعم ، قد يكون المنشأ البشري غير كافٍ للهداية , فمثلا : إنسان يريد أن يهتدي ، فيقرأ كتاباً ويسمع محاضرة ويفكر ساعةً .
إن هذا السعي قد يكون غير كافٍ للهداية فهنا عندما يرى الله - عز وجل - عبده ساعياً في الهداية ، مفرغاً نفسه من أي حكم مسبق
فإن الله - عز وجل - يتدخل في المسك بيد ذلك الضال الذي يرى بأنه ضال ، ويرى الهداية من الله عز وجل ومع ذلك يسعى قدر إمكانه في تلمس الهدى .
فإذن ، ( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ) كأنه نوع اطمئنان للساعين في طريق الهدى
أي : إذا كنت تبحث عن الإيمان وعن الإسلام وعن التقوى وعن جزئيات الهداية وعن الإيمان الخالص وعن تثبيت الفؤاد وعن شرح الصدر وعن معرفة الجبار
فكل هذه المعاني من الله - عز وجل - ولكن عليك أن تسعى ولو سعيا بسيطاً لكي تثبت بأنك جاد في البحث عن الهدى الإلهي .
( وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ) لماذا ذكر الصدر هنا ؟ ما يفهم
من هذه الآية : أن هناك مشكلة انتقال المعلومات من الفكر إلى القلب , القلب الذي يعيش حالة الاطمئنان
هنا إذا كان الطرف من الذين خذلهم الله وممن لا يريد هدايته يجعل له سداً منيعاً بين الفكر والقلب
فالذهن يعتقد بشيء والقلب يعتقد خلاف ذلك الشيء وطالما أحببنا في حياتنا ما يضرنا وكرهنا ما ينفعنا .
فأحببنا ما يضرنا اعتقاداً فنحن نعتقد أنه ضار ومع ذلك نحبه وبعض الأوقات العكس ، نعتقد أن هذا الشيء نافع ولكن لا نحبه
( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ) هو خير لكم ولكن تكرهوه ( وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ) هو شر في الواقع .
وقد يكون شراً في الذهن أيضاً ، لا في الواقع فحسب . وتعلم بأنه شر ولكن تحب ذلك الشر .
فإذن ، إن الخذلان الإلهي هنا يأتي ليوجد سداً منيعاً بين الفكرة وبين القلب ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ) أي اعتقدوا بها اعتقاداً ذهنياً، ولكن القلب لم يستسلم
فما هي الضابطة ؟ ولماذا يجعل الله - عز وجل - الحاجز بين جهاز الفكر، وجهاز القلب خذلاناً ؟
يقال أن من أسباب ذلك: عدم العمل بمقتضى الفكرة، أي هناك فكرة، وهناك قلب، وهناك جوارح، وعمل خارجي
أنت إذا لم تنطلق وراء الفكرة الصحيحة، لم تعمل بالفكرة الصحيحة
فإن هذه الفكرة الصحيحة تخرج من قلبك، لأنك آمنت بالفكرة، واعتقدت بصحتها، ولكنك لم تمارس ذلك
( وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ) وهنا دعوة للمفكرين، والباحثين، والذين ينشدون حقيقة ما في أصول الدين، أو في فروعه
الالتجاء إلى الله -عز وجل- من منطلق هذه الآية فالذي يشرح الصدر، هو الذي يجعل الصدر ضيقاً حرجاً، كأنما يصعد في السماء، كناية عن شدة الضيق
فإذن، بموازاة السعي العلمي في تحصيل مباني الشريعة وجزئيات الإسلام، علينا أن نتوسل إلى الله - عز وجل - في فك الرموز
وقد قيل : إن بعض الفلاسفة عندما كان يبتلى بعويصة فكرية فلسفية ، كان يلجأ إلى ركعتين من الصلاة؛ لكي ينفتح قلبه على الواقع
ولهذا فإن أدعية الهداية كثيرة ومنها : ( اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت، وقني شر ما قضيت) و ( أعوذ بك من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن )
إن الالتجاء الدائم إلى الله - عز وجل - في حقل البحث العلمي له ثمرتان :
الثمرة الأولى : تكريس الفكرة في الذهن .
الثمرة الثانية : مساعدة الإنسان ، لكي ينزل هذه الفكرة من عالم الفكر إلى عالم القلب ، وعالم الاطمئنان .
--------
منقول بتصرف
حميد
عاشق العراق
22 - 2 - 2012
الأربعاء 30 ربيع الأول 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 02-25-2012, 06:55 AM
المشاركة 8
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التجليات الإلهية
(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) الأعراف / 142
إن هذه الآيات آيات غريبة حقا وهي آيات متعلقة بنبي الله موسى ( عليهِ السلام ) فاللقاء الإلهي هنا كان ثلاثين ليلة
ولكن الله- عز وجل - تفضل على موسى وزاده عشرا
نستطيع أن نستخلص من ذلك عدة دروس ، منها :
الدرس الأول : أن الإنسان بالدعاء الحثيث لإحراز القابلية تُمدد له العطاءات المعنوية
فاللقاء الإلهي في طور سيناء هو لقاء مغتنم ومصيري لنبي الله موسى ( عليهِ السلام )
وقد كان بالإمكان أن يواعده ( سبحانهُ ) منذ البداية أربعين ليلة ولكنه جعل الموعد على مرحلتين : أولى وثانية
و"لعله ذكر الليالي دون الأيام مع أن موسى ( عليهِ السلام ) مكث في الطور الأربعين بأيامها ولياليها .
والمتعارف في ذكر المواقيت والأزمنة ذكر الأيام دون الليالي لأن الميقات كان للتقرب إلى الله - سبحانه - ومناجاته وذكره
وذلك أخص بالليل وأنسب لما فيه من اجتماع الحواس عن التفرق وزيادة تهيؤ النفس للأنس وقد كان من بركات هذا الميقات نزول التوراة .
فإذن إن الله تعالى قد اختار الليل ليدل على أن اللقاء الإلهي يتجلى في الليل
صحيح أن النبي هو موسى ( عليهِ السلام ) والمتكلم هو الله عز وجل والمكان المقدس طور سيناء لكن ليله يختلف عن نهاره
وعليه ، فإن هذا درس للجميع ليغتنموا الليل لخصوصيته واختلافه عن النهار .
الدرس الثاني : ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ )
إن موسى ( عليهِ السلام ) يذهب للقاء الله وفكره وقلبه في أمته وهذا اللقاء لقاء تخصصي مع الله عز وجل
فقد كلمه تكليما وأعطاه الله ما لم يعطه للأنبياء السلف من الحديث المباشر وخلق الكلام
ومع ذلك فإن قلبه مع الأمة
ومن هنا نعلم الجامعية في التكليف فالإنسان الذي يصلي صلاة الليل وهو في قمة إنشغالاته المعنوية
عليه أن لا يهمل أمر من حوله : سواء الزوجة والذرية والأرحام والمجتمع والجيران
لا أن يتذرع بأنه مشغول
بالمناجاة فيعيش الفناء الإلهي والذوبان في المعاني القدسية وينسى تكليفه الإجتماعي
فهذا موسى ( عليهِ السلام ) يذهب ويعيّن الوصي في قومه .
الدرس الثالث : أن موسى ( عليهِ السلام ) يعلم بأن الميقات ثلاثين أو أربعين ليلة ومع ذلك لم يترك الأمة دون وصي فقال : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )
فمعنى ذلك أن هناك مفسدين في الأمة ووجود النبي في الأمة يمنع المفسد من إظهار إفساده لأن وجود النبي رحمة .
الدرس الرابع : ( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) لماذا قال موسى ( عليهِ السلام ) : ( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ؟
إن موسى ( عليهِ السلام ) هو خامس أنبياء أولي العزم وهو كليم الله فإذن هو أعرف الناس بالله وصفات كماله وجماله
فهل يقول موسى ( عليهِ السلام ) لربه : ( أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) كما أرى الأشياء : كالجبل والأمور المادية ؟ حاشا هذا
فإن من أولويات إعتقاد المؤمن العادي بأن الله- عز وجل - كما يقول تعالى في القرآن الكريم : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ)
فهذه الآية لم تأتِ بشيء جديد إنها بيان لحقيقة يفهمها جميع الأنبياء والمتبعين لخط الأنبياء .
وبناء على ما تقدم كيف يقول موسى ( عليهِ السلام ) : ( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ؟
وهنا انزلق البعض في البحث وقال : نعم موسى ( عليهِ السلام ) طلب من الله - عز وجل - الرؤية الحسية
وكما قلنا : فإن هذا لا يليق بالمؤمن العادي فضلا عن النبي العادي فضلا عن نبي من أولي العزم ! فإذن إن ما طلبه موسى ( عليهِ السلام )
هي قطعا الرؤية الممكنة والرؤية التي تتناسب مع حقيقة الربوبية وهي الرؤية التي لا تتوقف عند الحس كما في النص الشريف :
( رأته العيون بحقائق الإيمان، ولم تره بمشاهدة العيان ) إنه نوع من أنواع التجلي والرؤية القلبية .
إن الله - عز وجل - قد تجلى للبصر: من خلال الشجر والماء ومن خلال التكوين من الذرّة إلى المجرّة
وكذلك تجلى للقلب بنوع آخر كما أن له أفلاك ومجرات وزينة في السماء يتجلى بها للمؤمنين
فكذلك يتجلى بلون آخر لعباده المخلصين فإذن إن هذا هو التجلي والرؤية التي أرادها موسى( عليهِ السلام ) من الله عز وجل
فما المانع أن يقتدي المؤمن بني الله موسى ( عليهِ السلام ) بأن يطلب نوعا من أنواع التجلي أو نوعا من أنواع الرؤية المتناسبة مع عظمة الربوبية ؟ إنها رغبة مقدسة وعظيمة .
الدرس الخامس :( قَالَ لَن تَرَانِي ) فإذا كان موسى ( عليهِ السلام ) قد طلب الرؤية المعنوية فلماذا قال : لن تراني ؟. وإذا كان لن تراني تشير إلى الرؤية الحسية فلماذا طلب موسى ( عليهِ السلام ) الرؤية ؟ وهنا قد يبدو شيء من التعارض بين جزئي الآية
وهنا أيضا بحث دقيق في هذا المجال :( قَالَ لَن تَرَانِي ) بمعنى يا موسى إن هذه الدنيا وطبيعة الحياة الدنيا لا تسمح لذلك التجلي الخاص الذي أردته مني
نعم تراني بمشاهدة القلوب وكما قال تعالى في سورة أخرى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) نعم إن مقدارا ً من التجليات الإلهية مدخرة في الآخرة
فموسى ( عليهِ السلام ) عبارة عن روح وجسد وهو محكوم ببعض علائق الأرض وطبيعة الحياة الأرضية لا تسمح ببعض التجليات
فـ( قَالَ لَن تَرَانِي ) بمعنى أنك لن تراني بتلك التجليات والرؤية الخاصة التي يرى ربنا في يوم القيامة .
وبعبارة واضحة : يا موسى لي تجليات في الدنيا وأخرى في الآخرة
فهناك قسم من التجليات يمكن أن تشاهدها في الدنيا من خلال عبادتك ومناجاتك وحديثك معي وقسم مدخر للآخرة
كما أن الرحمة الإلهية كذلك فرحمة الله بعثت النبي الخاتم، ورحمة الله بعثت هذا الوجود
ولكن هل تعلمون بأن رحمة الله في هذه الدنيا هي جزء من أجزاء الرحمة الواسعة ولعله قد ورد في بعض التعابير: أنها جزء من مئة
فإذن إن الرحمة الإلهية تتجلى في القيامة بأوسع صورها مع أنه في الدنيا هناك أيضا رحمة إلهيه متجلية .
الدرس السادس: ( وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ) أي يا موسى إذا أردت التجلي الخاص فإني أعطيك أثرا وعيّنة فأنا أتجلى لهذا الجبل تجليا لا تحتمله الدنيا
والجبل عنصر من عناصر المادة وهو يشترك مع موسى ( عليهِ السلام ) في أن كليهما محكومان بقوانين المادة فتجلى ربنا ذاك التجلي الخاص للجبل فـ( جَعَلَهُ دَكًّا )
أي أصبح مدكوكا متلاشيا في الجو( وَخَرَّ موسَى صَعِقًا ) أي مغشيا عليه من هول ما رأى فكلاهما اندكا كل بحسبه .
( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) أي رجعت إليك مما اقترحته عليك وأنا أول المؤمنين بأنك لا ترى ولن أطلب تلك الرؤية قبل وقتها .
فإذن إن المؤمن في الدنيا يحب أن يصل إلى بعض المدارج المعنوية العليا جدا والله يحجبها عنه لا لبخل في فيضه وإنما لعدم تحمل المؤمن لبعض صور العنايات الخاصة
ولذا فإن على المؤمن أن يطلب ويقنع فعليه أن يطلب الدرجات العليا ويقنع بما يُعطى لأنه هو الخبير والبصير بقابليات العباد
وبما يستحقونه من قوتٍ سواء في عالم المادة أو في عالم المعنى .
حميد
عاشق العراق
25 - 2 - 2012
السبت 3 ربيع الثاني 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-26-2012, 05:42 PM
المشاركة 9
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
▂▃▅▆▇ في القرآن الكريم ▇▆▅▃▂
إنّ القرآن هو الوحي الإلهي المنزَّل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم محمد ( صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم ) فيه تبيان كل شيء
وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف .
وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزّل على النبي، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى
فانه كلام الله الذي (لا يَأتيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ )
ومن دلائل إعجازه: أنّه كلّما تقدّم الزمن وتقدّمت العلوم والفنون، فهو باق على طراوته وحلاوته، وعلى سموّ مقاصده وأفكاره
ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة، ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية
على العكس من كتب العلماء وأعاظم الفلاسفة، مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية،
فانّه يبدو بعض منها ـ على الأقل ـ تافهاً أو نابياً أو مغلوطاً كلّما تقدّمت الأبحاث العلمية، وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة،
حتى من مثل أعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وأفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوّة العلمية والتفوّق الفكري.
ونعتقد أيضاً: بوجوب احترام القرآن الكريم وتعظيمه بالقول والعمل، فلا يجوز تنجيس كلماته حتى الكلمة الواحدة المعتبرة جزءً منه على وجه يقصد أنّها جزء منه.
كما لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمسّ كلماته أو حروفه ﴿ لا يَمَسُّهُ إلاَّ المُطَهَّرُونَ سواء كان محدِثاً بالحدث الأكبر كالجنابة والحيض والنفاس وشبهها، أو محدِثاً بالحدث الأصغر حتى النوم، إلاّ إذا اغتسل أو توضّأ، على التفاصيل التي تذكر في الكتب الفقهية .
كما أنّه لا يجوز إحراقه، ولا يجوز توهينه، بأيّ ضرب من ضروب التوهين الذي يعد في عرف الناس توهيناً: مثل رميه، أو تقذيره، أو سحقه بالرجل، أو وضعه في مكان مستحقر ;
فلو تعمّد شخص توهينه وتحقيره ـ بفعل واحد من هذه الأمور وشبهها ـ فهو معدود من المنكرين للإسلام وقدسيته، المحكوم عليهم بالمروق عن الدين والكفر بربِّ العالمين .
---------------------------
منقول بتصرف
حميد
عاشق العراق
26 - 4 - 2012
الخميس 5 جمادى الثانية 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-26-2012, 07:42 PM
المشاركة 10
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أسجل إعجابي الشديد بهذه النفحات الإيمانية ، وبهذا النسيج الذي يذوب رقةً وأناقة .
بورك رمز العطاء أديبنا حميد درويش .
تقبل ؛ تحيّاتي وتقديري .
ماجد جابر


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " نفحات ٌ قرآنية ٌ "............ ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM
[ " مصطلحات قرآنية " ........... ] حميد درويش عطية منبر الحوارات الثقافية العامة 15 08-31-2010 01:47 PM

الساعة الآن 01:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.