وردني هذا التقرير من السناتور الاميركي آلان جريسون على بريدي الالكتروني و أحببت أن تقرأوه فقمت بترجمته لكم
</span>
هل أصبح القتل سهلا ؟
السناتور آلان جريسون
ترجمة ريم بدر الدين بزال
31/10/2013
صرحت عبر شاشة محلية منذ شهر تقريبا بما يعتريني من قلق شديد من مجرد التفكير بأننا عندما نرى ظاهرة سيئة في العالم نقوم بإطلاق القنابل عليها. و البارحة ازدادت وتيرة القلق لدي بعد أن قابلت ضحايا هذه الفكرة الصفيقة.
كان يوم البارحة تاريخا حزينا جدا عندما قدمت ملخصا للكونجرس يحوي شهادات من ضحايا الطائرات الحربية.
فقبل عام كامل كانت هناك امرأة ستينية مع حفيدتها البالغة من العمر تسع سنوات تجمع نبتات البامية من حديقتها الواقعة في قرية جنوب وزير ستان. و لم تكن أيا منهما عدوة للولايات المتحدة الأميركية و لم تكونا تشكلان أي تهديد لأميركا .. لم تكن أيا منهما من حملة السلاح و اذا ما تحرينا الصدق لم تكن الولايات المتحدة في بال أي منهما !
قامت وحدة من سلاح الطيران الأميركي بالتحليق فوقهما و قصفهما بالقنابل .. صرخت الجدة للمرة الأخيرة ثم تناثر جسدها كما لو أنه تعرض لسكين جزار غاشم بحيث أن أهل القرية لم يسمحوا لأولادها برؤية جثمانها. و من ناحية أخرى أصيبت حفيدتها بإعاقة دائمة.
و بهذا تكون الجدة قد انضمت إلى قافلة الضحايا الألف في باكستان منهم مئتي طفل .
و في حقيقة الامر فان التقارير تشير إلى أن 10-30% منهم كانت جريمتهم الوحيدة وجودهم في المكان الخطأ و التوقيت الخطأ.
البارحة قدمت تقريرا موجزا للكونجرس عن عائلات الضحايا الباكستانيين و الذين حضر منهم ممثلين أمام الكونجرس ليرووا قصتهم للكونجرس و للعالم و الآن نرويها لكم
يقول رفيق عبد الرحمن و هو معلم في قرية نائية ليس بها أية خدمات أنه فقد والدته التي كانت تعتبر المرجع الثقافي الذي يحتفظ بتراث القرية و كانت تعتبر في نظر أهل القرية ، يقول رفيق في نبرة رثاء و فخر : كانت السلسلة الثمينة التي تجمع حبات اللؤلؤ في عقد واحد و قد قتلت الآن .
أدلى أيضا أولاد رفيق بشهاداتهم و الفتاة الصغيرة التي كانت برفقة الجدة في ذلك اليوم المشؤوم تحدثت عن إصابتها أيضا . قال أحد الأحفاد أنهم اعتادوا أ ن يؤدوا الصلاة من أجل سماء زرقاء لأنها كانت في غاية الروعة و لكنهم الآن يؤدون صلاتهم لأن تبقى السماء رمادية لأنها ستخفي الطائرات المحملة بالقنابل ولو بشكل مؤقت.
ما يريدون أن يعرفوه هو لماذا قتلت الولايات المتحدة جدتهم .
في حقيقة الأمر لم يكن لدي جواب واحد لكن كان بإمكاني أن أنصت و أتعلم.
أما ما نحن عليه الآن فهو التالي : شخص ما يجلس وراء شاشة الحاسوب في مكان ما من الولايات المتحدة ..لم يذهب إلى المنطقة المستهدفة و لا يعرف أحدا هناك و لا يتكلم لغتهم و لم يتعرف حتى إلى طراز البستهم و اعتمادا على مايرى على شاشة حاسوبه و ما يتحصل عليه من معلومات أخرى يحمل القنابل إلى طائرة مقاتلة تحلق على بعد 800 ميل و هذه القنابل تقوم بقتل الناس.
هل تبدو هذه وسيلة ناجعة لمنع الهجمات على الولايات المتحدة ؟ حقا ؟ هل هناك من يتسائل بشكل بريء عن موت هؤلاء الناس ؟و هل أصبح القتل سهلا لهذه الدرجة؟
و في حقيقة الامر فإن وكالة الاستخبارات المركزية لا تعترف بهذا في برنامج سلاح الطيران المدمر و القليل جدا منهم من يعترفون بالضحايا الابرياء.
و قد رفضت وزارة الخارجية الاميركية منح تأشيرة لمحامي هذه العائلة المنكوبة للقدوم إلى الولايات المتحدة علما أنه زار الولايات المتحدة عدة مرات قبل هذه الحادثة
و يدعي صانعو القرار في هذه الآلة المدمرة من وقت لآخر أنهم قضوا على 3 عناصر من هذا التنظيم الارهابي أو 7 عناصر من ذاك التنظيم الارهابي و لكنهم لا يدرجون في تقاريرهم مقتل سيدة ستينية و لا يمكنهم أيضا الاعتراق بالحقيقة الأهم و هو أن هذه العمليات الحربية تقود إلى زيادة الارهاب و لا تقضي عليه كما يدعون.
مؤمنة بيبي في عداد الموتى الآن و لن تقوم برواية القصص و الحكايات و الأشعار لأبناء قريتها و ليس هناك من وسيلة واحدة لإعادتها الى الحياة أو لنقل ماتبقى من اشلاء جسدها . لكن يمكننا أن نمنع هذا من الحدوث مرة ثانية و هذا ما نعمل عليه حاليا .
آلان جريسون
(مباركون صانعي السلام لأنهم سيدعون دوما بأبناء الرب ) سفر متى أصحاح 5 / آية 9
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
هل أصبح القتل سهلا ؟ بقلم آلان جريسون
