احصائيات

الردود
5

المشاهدات
13789
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
09-06-2010, 04:06 AM
المشاركة 1
09-06-2010, 04:06 AM
المشاركة 1
افتراضي المفقود من شعر علي بن محمد السنوسي(ملخص)


المفقود من شعر علي بن محمد السنوسي
دراسة تحليلية لشخصيته
و توتثيقية لبعض قصائده
مؤلف الكتاب : الدكتور/ عبد الله بن محمد بن حسين أبو داهش
ملخص الكتاب: عبده فايز الزبيدي


مقدمة المؤلف:
الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبيه الأمين محمدٍ و على آله و صحبه أجمعين, أما بعد:
فإن الناظر في تاريخ الفكر و الأدب بتهامة في أواخر النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري يدرك بواعث النهضة الفكرية الجديدة الناشئة بتلك الأنحاء و بخاصة حينما بدأت بعض بلدان تهامة عندئذِ تشهد واقعاً سياسياً جديداً و عندما أخذت تفيد من أسباب الثقافة القائمة حينذاك في مراكز الفكر المجاورة فلقد ضُمت تلك الأنحاء إلي بقية أجزاء البلاد السعودية عام 1349 هجري/ 1930 ميلادي . و كانت من قبل خاضعة للأدارسة في غضون الربع الثاني من القرن الرابع عشر الهجري نفسه , و لقد تيسر لتهامة في هذه الأثناء شيء من أسباب الثقافة و الفكر , مما ساعد على نهضة التعليم و اتساع ميدانه و ازدهار الأدب و انتعاشه. ناهيك عن قيام شعار الدين و استقامة جانبه. و كان حال تهامة في هذه الآونة خيراً من حالها في الربع الأول من هذا القرن و ما بعده بقليل, إذ أثرت حينذاك الأوضاع: السياسية و الاجتماعية و المذهبية في توجيه الفكر و بخاصة التصوف التي اتسعت في هذه الفترة من تاريخ تهامة.

و إذا كان السيد محمد ين علي الإدريسي (1326 – 1342 للهجرة) قد نهض بجانب التعليم و شجع العلماء و الأدباء فإن عهده اصطبغ بصبغة صوفية غالية و أن الأدباء و العلماء عندئذٍ لم يسلموا من آثار ذلك الاتجاه بل تلون نتاجهم بشيء من سماته و انصرفوا في أقوالهم عندئذ إلي شيء من المبالغة الممقوتة و الغلو الواضح مما أوهن الفكر وزاده ترهلاً و حينما أصبحت تهامة من أجزاء البلاد السعودية في عهد الملك عبدا لعزيز بن عبد الرحمن آل سعود (1349-1373) للهجرة عرفت بلدانه الاتجاه السلفي الجاد الذي غير مسار الحياة الفكرية بهذه الأجزاء من جزيرة العرب حيث اخذ المفكرون من أبنائها يدركون أهمية هذا الاتجاه و يبتعدون عما كان قد أصاب فكرهم من الغلو و المبالغة فسلم الشعر من تلك الآثار و أخذ العلماء ينهضون بجانب : التعليم و التأليف و الحسبة و القضاء و ازداد حال تهامة الفكري تقدماً إذ وفد إليها القضاة و الدعاة و المصلحون و أخذوا يؤثرون بقدرٍ في فكرها فقد إليها – على سبيل المثال –الشيخ عبدا لله بن محمد القرعاوي في أواخر العقد السادس من هذا القرن نفسه فكان لوفادته الأثر الكبير حيث انتعش التعليم و دُفعت البدع و المعتقدات الباطلة و نشأ في هذا الميدان و في غيره شيء من النقاش الفكري المذهبي و بخاصة بين الحنابلة و الشوافع. و لم يكن أثر هذه اليقظة ببعيد من انتعاش الأدب و ازدهاره و إنما نشأ في ميدانه اتجاه سلفي قوي يمثله نفر من شعراء تهامة العلماء من أمثال الشيخ: حافظ بن أحمد الحكمي (1342-1377 هجرية) إلي جانب الاتجاه الأدبي الجديد الذي نشأ بين صفوف الشعراء المعاصرين من أمثال:علي بن محمد السنوسي(1315-1363 هجرية) و محمد بن أحمد العقيلي (1336- 000) و محمد بن علي السنوسي (1343- 000) و أحمد عبد الفتاح الحازمي (1333- 00000) و غيرهم من شعراء تهامة المتأخرين , إذ نشأ هذا الاتجاه بسبب انفتاح هذه البلاد على أسباب الثقافة الجديدة في الحجاز و بقية البلدان العربية مثل: مصر و الشام . كما زاد في يقظة هذا الأدب و سموه شيوع: الدوريات و الصحف و بخاصة مجلة المنهل التي بدأت تنتشر في بلدان تهامة في وقت مبكر من النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري إذ كان لتوجيه صاحبها و رعايته للناشئة من أدباء جازان الأثر المحمود في انتعاش الأدب و يقظته و لا يمكن للباحث في أدب هذه الفترة أن يهمل الدور الذي اضطلع به الأمراء السعوديون القائمون في تهامة من رعاية للأدب , و تشجيع له فلقد اعتادوا في العقد السادس و ما بعده بقليل عقد: المناظرات و الاحتفالات في محيط إماراتهم و سنوا فتح باب الخطابة و إلقاء القصائد الشعرية في مواسم الأعياد المعهودة و في شهر رمضان و نحو ذلك و كل هذا جميعه زاد في يقظة الفكر و الأدب و ساعد على انتعاشه و نهضته.
و في هذا العهد عاش علي بن محمد السنوسي حياته الفكرية, إذ شهد عهد الأدارسة في تهامة و أدرك العهد السعودي الحاضر و كان في كلا العهدين من كبار أدباء تهامة و قُضاتها.
و لكن مما يؤسف له حقاً أن شعر السنوسي الذي قيل في عهد العهد الإدريسي لا يزال مجهولاً و مفقوداً فالواقع أن شعره الذي بين يدينا الآن لا يمثلُ سوى بعض شعره الذي قيل في العهد السعودي و حسب.

· علي بن محمد السنوسي:
1.نسبه و مولده:
هو: علي بن محمد بن يوسف بن أبي بكر بن يوسف بن محمد السنوسي يعود نسبه في الأسرة السنوسية المعروفة ببلاد المغرب العربي و التي وصفها محمد بن علي السنوسي بقوله: السنوسيون أسرة كبيرة معروفة في الغرب العربي يتصل نسبها بإدريسالأكبر ..............) أما مولده فتكاد المصادر التي بين أيدينا الآن تتفق على أن ولادته كانت بمكة المكرمة في سنة 1315 هجرية/1897 م

2.نشاته:
نشأ علي بن محمد السنوسي في مكة المكرمة في حجر أبيه محمد بن يوسف السنوسي و لما توفي أبوه توجه تلقاء جازان إلي صديق والده السيد محمد بن علي الإدريسي و كان عمره عندئذٍ ثلاث عشرة سنة إذ وصله في سنة 1328 هجرة /1910 م و لم يلبث السنوسي طويلاًًًً بجازان و إنما تركها في سنة وصوله إليها متجهاً إلي زبيد و قد ناله بر الإدريسي و عطفه حيث ذكر السنوسي أن صديق أبيه السيد محمد بن علي الإدريسي قد قام برعايته و رعاية أخيه عند وصولهما إليه و انه زودهما في سفرهما بمائتي ريال و استوصى بهما خيراً عند أصحابه بتهامة اليمن .


3.تعليمه الأولي و رحلته في سبيل العلم:
يبدو أن علي بن محمد السنوسي قرأ القرآن الكريم و تعلمه بمكة المكرمة قبل خروجه منها و لو لم تتم له هذه القراءة الأولية للقرآن الكريم لما تسنى له الخروج في سبيل العلم من جازان إلي زبيد بتهامة اليمن في العام الذي وصل فيه .
و يفرض المنهج العلمي التقليد المألوف عند العلماء في تهامة الذين يرون أن الطالب من بينهم أو ذويهم لا ينال مكانة علمية تبلغ بها إلا إذا هاجر في سبيل العلم إلي مراكز الفكر الشهيرة مثل : الحرمين الشريفين و اليمن. و قد لبث السنوسي في زبيد حوالي سبع سنوات قضاها في الدروس و التحصيل .
عاد السنوسي إلي جازان سنة 1334 للهجرة/ 1915 للميلاد و قد أثرت تلك الرحلة في تكوين شخصية السنوسي العلمية و مكنته بعد عودته لتهامة من تولي أمور : القضاء و التعليم و الخطابة .

4.زواجه:
تزوج عام 1337 هجريه/ 1918 و دفع عنه المهر السيد محمد بن علي الإدريسي أربعمائة ريال.

5.مشايخه:
في زبيد:
الشيخ سليمان الأهدل و أحمد بن أدريس .
في جازان:
من أبرزهم: السيد محمد بن علي الإدريسي و الشيخ محمد صالح عبد الحق .

6.تلاميذه:
تدل المصادر على وفرة الدارسين الذين تخرجوا في حلقة الشيخ علي بن محمد السنوسي
و لعل من أشهرهم: علي بن محمد عيسى و علي بن بن محمد بن صالح عبد الحق و محمد بن أحمد بن عيسى العقيلي و محمد زارع عقيل و عبد القادر علاقي و محمد بن علي السنوسي.

7.مؤلفاته:
لعل أشهر مؤلفاته المطبوعة المنشورة تلك الرسالة الموسومة بنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة السماط الممدود في رباط المحبة و العهود ما بين الأدارسة و آل سعود ) و قد نشرت لأول مرة في مجلة المنهل.

8.صفاته و مكانته:
أفاض محمد بن علي السنوسي في الحديث عن أبيه سواء في الصحف و الدوريات أم في المقابلات الشخصية و الأحاديث الشفهية.
فقد قال عنه: ( فقد كان طيب القلب دمث الخلق جوادا ليس للمال عنده قيمة)
و قال في صفاته الجسمية: ( كان رجلاً طويلاً متين العضلات سبط الأنامل مستدير الوجه آدم اللون له لحية خفيفة)
و لم يهمل محمد السنوسي هيئة أبيه و ملبسه إذ قال : ( و كان في العهد الإدريسي يلبس ثوباً و جبة و عمامة ألفية . و في العهد السعودي لبس : المشلح و العقال و تنطق بجنبية مذهبة و تلد سيفاً . و كان يركب الفرس و يسابق في حلبات الطراد)
و أضاف محمد السنوسي إلي ذلك قوله: ) و من أبرز الظواهر فيه أنه كان يتكلم العربية الفصحى في حديثه العادي و في حديثه الجاد و في مجالسه الخاصة و الرسمية )
و قال عنه: ( يجمع إلي رصانة العلماء ظرف الشعراء فهو عالم ديني إلي جانب كونه شاعراً أديباً )
و من الواضح أن علي بن محمد السنوسي كان يحتل منزلة اجتماعية مناسبة فقد كان يؤثر في مشاعر الناس بشعره و يلفت إليه انتباههم حينما كان يلقي قصائده الحولية في مواسم الأعياد و نحوها فكان يضيف إلي جمال العيد الاجتماعي جمالاً أدبياً خاصاً يظل المجتمع الجازاني يتحدث عنه طيلة أيام العيد في أنديته و سماره . ناهيك عن المنزلة التي كان يحتلها علي السنوسي بحكم عمله في القضاء ة مكانته العلمية إلي جانب الحظوة التي كان يوليه إياها الإدريسي ثم و ولاة الأمر السعوديون من بعد.

9.وفاته:
اتفقت المصادر التي تحدثت عن الشيخ علي بن محمد السنوسي على تحديد زمن وفاته إذ ذهبت جميعها إلي أن سنة 1363 للهجرة / 1943 للميلاد هي سنة وفاته .
فقد قيل في مجموع : ( شعراء الجنوب ) : إنه : ( توفي رحمه الله تعالى عام 1363 هجريه)
و قال عنه ابنه محمد بن علي السنوسي : ( توفي والدي عام 1363 هجرية و كان عمره 48 سنة لأن ميلاده عام 1315 للهجرة) و لكن هذين المصديرن رغم الثقة بهما لم تحددا الشهر و لا اليوم اللذين مات فيهما السنوسي .
و قد رثاه ابنه محمد بن علي السنوسي بقصيدة مطلعها:
كلنا رائح على الموت غادٍ= و عيون القضاء بالمرصاد .




قديم 09-06-2010, 04:09 AM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نثره:
يتبين للناظر في آثار السنوسي النثرية أنها شملت شيئاً من الرسائل الإخوانية و الخطب و التقريظات غلي جانب آثاره النثرية الأخرى في ميدان تحرير الأحكام الشرعية في جانب القضاء.
فمن قوله في صدر تقريظه لمؤلف القاضي عبد الله بن علي العمودي الموسوم ب: (( خلاصة الكلام فيما أشكل و استطار بين الأنام)) : ( الحمد لله الذي دلت قدرته بكماله و شهدت حكمته بجلاله و خلق خلقه فرقا و ميزهم طرقا فجعل منهم مؤمنا و كافرا و تقيا و فاجرا و أفاض على أوليائه من مواهبه و أطلعهم بأسرار آياته و عجائبه فشهدوه بها و عرفوه حقاً و أذعنوا له إيمانا و عبدوه صدقا و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتعالي عن الأضداد و الأمثال ذاتا و صفاتا و أفعالا , و إيجاد و إعداما و إكراما و أفضالا و أشهد أن محمدا عبده و رسوله الذي أقام به علم التوحيد و عصمه من شبه الملحدين بعواصم التأييد و صلى الله عليه و على آله المقتفين لآثاره.)

و من نثره الذي يمثل أسلوبه في ميدان التأليف قوله في مؤلفه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة( السماط الممدود)) :
( ... و لما كان مجلس الأمير خالد بن أحمد السديري يتلألأ نوراً و يزداد كلّ يومٍ بهجة و حبورا بأشعة العلم و المعارف و رقائق الأخبار و الطرائف يقتنص ما سنح في خاطره من شوا رده و يستعذب المناهل من موارده و يستطرد فنونه و يستخرج من الحنايا مكنونه بحثاً و اطلاعا و تحقيقا و إبداعا و قد سطع نجمه في أفق التهائم و النجود .................................)
و من نثره في مجال القضاء : ( .... الحمد لله بعد أن أرسل إلينا أمير الدائرة العظمى فخرا لدين عبد الله بن خثلان مندوب جلالة الملك أيد بمعونة من ربه أمين بأن ننظر ما بين الشيخ أحمد طاهر زيلع و خصمه الحاضر معه في محفل الشرع محمد بن علي قاسم قميري ......فحضر المذكوران لدينا فاستمعنا دعواهما و فهمنا خطابهما ....... و كفى بما قرره القضاة المذكورون و الجهابذة المشهورون و بهم تبرأ الذمة و لا تلحق بهم ملامة و لا ذَمة و الإعراض عمّا قرروه و الصدود عما حرروه إعراض عن الشرع الحنيف الذي لا يحيف ........... فليعلم ذلك ذلك بتاريخيه حُرر في سنة تسعٍ و أربعين بعد الثلاثمائة و الألف من هجرة الأمين .............. و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من والاه كاتبه متولي قضاء جازان علي بن محمد السنوسي لطف الله به آمين.)
و من الواضح أنَّ هذا النثر يتسم بحسن الدلالة اللغوية و أنه بالرغم من اتباعه لتقاليد الكتابة المعهودة لم يكن مغرقاً في التكلف و الصنعة , إذ يبدو أن السنوسي قد بدأ يأخذ _ إلي حدٍّ ما _ بأسباب التجديد و بخاصة في أسلوبي : التدوين و التأليف.

شعره:
1
. المتتبع لأخبار السنوسي الشعرية يعتقد في وجود ديوان شعري له و قد يؤكد هذا الظن الحديث الذي دار بين ولده محمد بن علي السنوسي و بين محرر مجلة المنهل عام 1378 للهجرة / 1958 للميلاد ، حين سئل محمد السنوسي عن حقيقة وجود ديوان لأبيه إذ قال السائل: سمعتُ أن له (علي السنوسي) ديواناً كبيراً زاخراً بألوان رائعة من الشعر الرقيق ! فما اسم ديوانه ؟ و هل تفكرون في طبعه مستقبلاً كنشر لتراث فكري ثمين ؟ )
أجاب محمد بن علي السنوسي بقوله: ( لم يجمع للوالد حتى الآن ديوان مستقل .... و قد حدثني محمد زارع عقيل أن مجموعة كبيرة من شعر السيد علي السنوسي كانت لدى الشيخ علي بن محمد صالح , و قد أخذها منه اعارة شخص سماه لا أعرفه ....... و قد ذهب بها إلي غير رجعة )
2.
لعل ما يمكن الاطمئنان له في هذا المقام و وجود :
(مجموع شعراء الجنوب ) المنشور الذي يضم شعر السنوسي نفسه , و شعر نفر من شعراء تهامة المعاصرين له و مما يؤسف له أن ذلك المجموع لا يضم سوى بعض شعر السنوسي الذي قيل في العهد السعودي و حسب .
. و (شعراء الجنوب ) هذا و صفه محمد بن علي السنوسي بقوله: ( هناك مختارات من شعره (علي السنوسي) طبعت و نشرت في ديوان : (شعراء الجنوب ) الذي ألفناه مع الزميل الشاعر محمد بن أحمد عيسى العقيلي).

و مجموع ما احتواه هذا المجموع من قصائد لشاعرنا سبع قصائد :
أولاها: قصيدته الموسومة ب: (عبد العزيز أدام الله دولته) و طالعها:
هذا المقام و هذا المحفل النضر=يزهو برونقه الباهي و يزدهر
و الثانية قصيدته الموسومة ب: (فأهلاً بوضاح الجبين محمد)
طالعها:
قد ازدحمت يوم اللقاء الكواكب=على ملكٍ سامي الذرى و المواكب
و الثالثة: قصيدة المخمسة الموسومة ب: ( يا ملكاً يطل في الأفاق)
طالعها:
من منكم الصنديد و السميدع
و البطلُ القرم الكمي الأشجع
و من عصاه كلّ عاصٍ تقرع
يذود عن دين الهدى و يدفع
ما ليس فيه من ضلالٍ يبدع
و الرابعة: قصيدته الموسومةب: (جلالة الملك السامي مراتبه)
طالعها:
حَبِّرْ إذا كنت منسوباً إلي الأدب=مدحاً لسامي العلا و المجد و الرتبِ
و الخامسة : قصيدته الموسومة ب: ( أجلَّ مساعيه)
و هي من ضمن القصائد التي حققتُ - (يعني أبو داهش نفسه هنا ) - في هذا المجموع ( يقصد المفقود من شعر السنوسي) نظراَ لأنها لم تسلم من التحريف في بعض أبياتها عندما نشرت في مجموع : ( شعراء الجنوب ) إلي جانب أنها لم تنشر كاملة و لأنها وجدت من بعد مكتوبة بخط السنوسي نفسه و مختومة بخاتمه .
طالعها:
أجلُّ مساعيه العناية بالهدى=و غاية مرماه النكاية بالعدا

و السادسة:
قصيدته الموسومة ب: (بين المتنبي و السنوسي )
و طالعها:
لك من خالص الفؤاد وداده=و من الطرف ما حواه سواده .




و السابعة: قصيدته الغزلية الموسومة ب: (كيف السبيل )
و طالعها:
يا خير آنسةٍ بليل حالك= حالي أرقُّ صبابة من حالك




3.
هذا بالإضافة إلي بعض المصادر النادرة التي ضمت بعض نتاج هذا الشاعر: مثل مجموع (( شعاع الراحلين))
لعبد الرحمن بن إبراهيم الحفظي الذي أشار إلي مشاركة السنوسي لأحد شعراء عصره ببعض أبياته المخمسة وصفها الحفظي : ( وجدت هذا التخميس لكلٍّ من الشاعرين : الشيخ فيصل المبارك و الأستاذ علي محمد السنوسي محرراً مذيلاً بتوقيع كلٍّ منهما , و لم يعرِّضا بذكر المناسبة التي جمعت بينهما و أوحت لشاعريتهما بهذا التخميس اللطيف من شعرهما))
و لكن مما يؤسف له أن الحفظي لم يحدد شعر كل منهما و غنما اكتفى بقوله : (( قال أحدهما ثم سرد التخميس )
وردت تلك المحاورة الشعرية كالآتي :
قال أحدهما :
قد قلتُ منْ عجبٍ في رحلةِ السفر
لما مررتُ بوادٍ حُفَّ بالشجر
كأنه آيةٌ من أبدعِ الصور
قد أعشب الدرب لكن لا من المطر
بل من طروق ِ ذواتِ الدَّل و الخَفرِ

قال الآخر:
و قد مررت بدربٍ غير منتبهٍ
لشادنٍ ماله في الحسن من شبهٍ
حتى رماني بقوسٍ من حواجبه
يا رُّب قبلك ما قد كنت ذا ولهٍ
و من وقوفيَ فيك اليوم في خطرٍ

قال الأوّل:
و قعت فيك وقوع الطير في شبك
و لم أجد منقذاً لي منك بالدرك
رفقاً فقد بلغت روحي إلي الحنك
يا ويح قلب هوى للبيض في شرك
و أتعبته عيون الحور بالسهر

قال الثاني:
ما للمحبين يوماً من تتبعهم
ظعائناً غير تهييج لأدمعهم
فوق الطلول اندفاقا من تفجعهم
و قد سلوت عن الأحباب أجمعهم
سوى الحبيب الذي أفديه بالبصر

قال الأول:
ذاك الذي مهجتي في قبض راحته
و ما عليه غرام في استباحته
مال و ما ملكت نفسي بساحته
هو الأمير السديري في سماحته
فيضاً يطمُّ ربوع البدو و الحضر.

4.و من شعر السنوسي المنشور قوله مخاطباً القاضي عبدالرحمن بن عقيل:
سلمك الله و أنت بحر=من العلوم فركبت بحرا
فتاه من ساعته تبختراً=وضَيَّعَ الرُّبانُ فيه المجرى

5. و قد يضاف إلي تلك القصائد السابقة قصيدة السنوسي المفقودة التي ضمَّنْها شيئاً من أسماء البلاد و الرجال و التي ورد ذكرها في رسالته الإخوانية التي بعث بها إلي القاضي السيد محمد نوري , حيثُ قال: (( أحببتُ أن أعرض على سيادتكم هذه القصيدة ) ثم قال لأنها : ( محتوية على بعض أسماء البلاد و أسماء الرجال على سبيل التورية )

قديم 09-06-2010, 04:12 AM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
توثيق القصائد و وصف نسخها:
تم الاعتماد في تحقيق القصيدتين الأوّليين من هذه القصائد الثلاث على نسختين خطيتين أصليتين موثقتين إذ كانت موسومتين بالوضوح مكتوبتين بخطٍّ نسخي معتاد و كانتا مضبوطتين بالشكل:
القصيدة الأولى:
تقع في أربعِ صفحاتٍ ذاتِ حواشٍ و إضافات و قد حدد السنوسي عدد أبيات هذه القصيدة بسبعةٍ و خمسين بيتاً , و لكنه أضاف من بعد ذلك إليها أبياتاً أخرى تفرقت في حاشيتي الصفحتين الأخيرتين و تضم كل من الصفحتين الأوليين ستة عشر بيتاً , كما تضم الصفحة الثالثة اثنين و عشرين بيتاً منها ما تم تدوينه في الحاشية و منها ما تم تدوينه في ذيل القصيدة و تضم الصفحة الرابعة أربعة عشر بيتاً منها ما تم غطْشه و منها ما تم رسمه في الحاشية , و قد رسم السنوسي اسمه في ذيل هذه الصفحة , و أرخ قصيدته عندئذٍ بالثالث عشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1354 للهجرة.

قال علي بن محمد السنوسي ( الكامل):
  • قالتْ : و ساجعةُ الرُّبى تترنمُ=سَحََرا و سمَّاريْ جميعاً نُوَّمًُ
  • ما لي أراكَ مِنِ التَّفكُرِ واجِماً؟ =لا تشتكي وجَعاً و لا تتكلمُ
  • فأجبتها و الدّمعُ فوقَ محاجِري=مُتبسِّماً ما حالُ مثلي يُعْلمُ !
  • قالت: و رَبِّكَ و العجائبُ جَمَّةٌ = شتَّى و أغربها البكا وَ تبسّمُ
  • كيفَ ابتسامُك لي و دمعك هاطلٌ ؟=هذا يؤكدُ ليْ بأنَّك مُغْرمُ
  • و جَذبتها نحوي و قلتُ مُغالطاً: =ما كُلُّ منْ يشكي الغرامَ مُتيَّمُ
  • قالتْ و قدْ طافَ الكرى بجفونها : حتَّى متى تروي القريضَ و تنْظمُ ؟
  • و أراكَ تقتحمُ البحورَ فرُبّما=يهوي بك التَّيارُ و هْوَ مُطَمْطمُ
  • فارْبأ بنفسكَ أنْ تَكونَ لألسنٍ=هدَفاً تُمزِّقُهُ النُّبَالُ و أسْهُمُ
  • فأجبتها منْ بعدِ حينٍ : إنني= رجلٌ سجيتهُ الغنا و تَرنُّمُ
  • و الشِّعرُ جيّاشٌ بقلبي ما لَهُ=من دافعٍ و هُوَ الأبيُّ المُصْدِمُ
  • و رأيتُ نفسي كلَّما نَهْنَهْتها=شَمخت و ظلَّتْ في حِماهُ تُحَوِّمُ
  • قالتْ: و أينَ حِماهُ ؟ قلتُ بديهةً: = حيثُ الخِلافةُ و اللِّوى و المخيَّمُ
  • قالتْ : و بَيَّنْ ليْ , فقلتُ مُبادراً:= مَلِكٌ أضاء به الزَّمانُ المُظْلمُ
  • قالتْ : و زِدني الوَصْفَ قلتُ صَراحةً =سُلطاننا عبد العزيز الضَّيْغَمُ
  • عَلَمُ الزَّمانُ و حَبْرُهُ و عِمادهُ=عملاً و عِلماً و الإمامُ الأعظمُ
  • و مُجَددُّ الدِّينِ الحنيفِ و شَمْسُهُ=و سِراجُهُ و الحُجَّةُ المُتَكِّلمُ
  • يَومَ النَّدى فهْوَ الفُراتُ لواردٍ=عذبٌ و يومَ البَأْسِ نارٌ تُضْرَمُ
  • فَجَرِيْحُهُ لا يُستطالُ لهُ البقا=و قتيلهُ حنَقاً عَلَيْه يُصَرَّمُ
  • يَسْبي الملوكَ و تِلكَ عادةُ قوْمِهِ=و جدودهِ مِنْ قبلِ ما يَتَعلَّمُ
  • آباؤهُ راضوا الزَّمانَ و ذََلَّلوا=صَعْباً و حازوا العِزَّ و هْوَ مُقَسَّمُ
  • مَلكوا المَشَارقَ و المَغاربَ و ابتنوا=فيها الصّياصي بالقنا و هُمُ هُمُ
  • ما زالَ ناديهم مناخاً للنَّدى=فالرِّيُّ سلسالُ بِهِ و المطعمُ
  • و لَهُ إذا عُدَّتْ مَفَاخِرُ مُعْرِقٍ=في دوحة العُلياء فخرُ أفْخَمُ
  • و إذا غَزى فالرُّعبُ ينْصُرُ جيشهُ=مَددَاً و أمْلاكُ السَّما تتقدَّمُ
  • و لجُنْدهِ راياتُ فَتْحٍ في الوغَى=منْ حيثُ أقْبَلَ فهو سيْلٌ يَحْطِمُ
  • ما قَطُّ جَاولَ في المعاركِ خيْلَهُ=إلاَّ و كانَ لهُ السِّبا و المغنمُ
  • لا غرْوَ إنْ فرَّتْ جُموعُ عدائه=فالحقُّ يعلو و الأباطِلُ تُهْزَمُ
  • لا يستطيعُ بأنْ يَدُلَّ عدُوَّهُ=بمكانِ عسْكَرِهِ الغرابُ الأعْصَمُ
  • و لَرُبَّما أردى العِدا بديارها=بدهاهُ و الجيشُ الخميسُ مُخيِّمُ
  • و من المُحالِ بأنْ تَكونَ ببلدةٍ=أُمَراؤُهُ فيقيمُ فيها المُجْرمُ
  • وَ حَمى الجزيرةَ و استقام بحفظها=مِنْ بعْدِما كانتْ يُراقُ بها الدَّمَ
  • ما زالَ يُصْلحُ شأنها مُتَحَمِّلاً=عَنْها مَشَقَّةَ ما يَضُرًّ و يُؤْلُمُ
  • رَاقَ الزَّمانُ بهِ و أصبحَ أهْلُهُ=في نعْمَةٍ تَتْرى و قَلَّ المُعْدِمُ
  • و قد استراحَ النَّاسُ حتَّى لم يكُنْ=ما بينهم يُلفى مريْبٌ يُتْهَمُ
  • و غدَتْ تُفَدِّيْه العِداءُ لأنَّها=وجدَتْهُ أفضَلَ مَنْ يَرقُّ و يَرَّحَمُ
  • بَخٍّ لموْلودٍ يُرَعْرعُ ناشِئاً=في ظلِّ دَوْلته يَشِبُّ وَ يَهْرمُ
  • وَ منْ العجائبِ كُلّ يومٍ عِنْدَهُ=رَفْعٌ لطلاَّب الحوائجِ تُخْتَمُ
  • لو غَرّهُ طَمَعُ الحُطامِ فلم يكن=يمضي إلي غير الخزانة درهمُ
  • و نوالهُ مطَرٌ يعمُ فكمْ بهِ=مَنْ بالمغاربِ و المَشارقِ ينعمُ
  • ما بيْنهُ و الفرقدينِ تفاوتٌ=بِعُلوِّ رتْبتِهِ فكيفَ يُكَلَمُ ؟
  • لولا تَواضعُهُ لما وصَلَتْ إلي =تَقْبيلِ جَبْهَتهِ الخَيَاشمُ و الفمُ
  • فَكِهٌ و لكن لا يَميلُ إلي الهوى=بحديثهِ يوماً و لا يتَلَعْثَمُ
  • و يَقُومُ للطِّفْلِ الصَّغير و سائلٍ=جَدْواهُ في وسط الطّريقِ و يُكرمُ
  • مُتَوَقِّدُ الأفكارُ إنْ عَنَّتْ له=دَهْماءُ يَقْطرُ من مراجلها الدَّمُ
  • فيرى الصَّوَابَ بما يُدَبِّرُ رأْيَهُ=مِنْ أمرهِ فكأنَّما هو يُلْهَمُ
  • يابْنَ الأئمة كيفَ تُدْعى بيننا= مَلِكاً و أنتَ لنا الإمامُ الأعظمُ
  • كُلُّ الملوكِ على إقامةِ أَمْرِها=عَدَلتْ عَنْ التَّقوى و أنتَ القَيِّمُ
  • و أقَمْتَ أمْرَ اللهِ فينا سالِكاً=لطريقهِ المُثْلَى الَّتي هِيَ أقْوَمُ
  • و اتت فِعَالُكَ شِبه وحيٍ بالَّذي=تَقضي بهِ بينَ الأنامِ و تَحكُمُ
  • في سيرةِ نبويِّةٍ و سياسةٍ=عُمَرِيَّةٍ ما زِلتَ فينا تُوْسمُ
  • ما مرَّ يومٌ لم يكنْ في ظرْفهِ=عَدْلٌ يُشادُ به و ظُلْمٌ يُهْدَمُ
  • و الشَّرْعُ في قُننِ المعالي شامخٌ=و الكُفْرُ منتكسٌ يَخُورُ و يبْغُمُ
  • و تبينَ الحقُّ المبينُ و طالما=كانت شهادته تُردُّ و تُكتمُ
  • هل تُنْكرُ الأيّامُ منكَ محاسناَ=أَوْليتَها حتّى غَدَتْ تتَبَسَمُ
  • أولم تكن عَرَبً الجزيرةِ قبل أنْ=وُلِّليتَ ذِمَّتَها تُهانُ وَ تُهْضَمُ
  • أبْدلتها بالذُّلِ عِزَّاً شامِخاً=و الخوفِ أمناً لا يُراقُ به الدَّمُ
  • و جعلتَ رأْيكَ في مسارحِ أَرْضها=جَيْشاً فوارسه المُغِيرةُ ديلمُ
  • ما عورةٌ إلاّ و أنتَ سترتَها=غضّاً و مثلك منْ يغضُّ و يحْلَمُ
  • ماذا نخافُ و أنتَ قَسْورةُ الورى=و سعودُ رايتُها و فيصلُ مِخْذَمُ
  • و إذا جرى ذِكْرُ المُلوكِ بمجلسٍ=فحديثنا أبداً بذِكْرك َ يُخْتَمُ
  • دُمْ راقياً عرْشَ العَلاءِ و والياً=أمْرَ البرِيِّةِ ما أهلَلَّ المُحْرِمُ

*القصيدة الثانية:
القصيدة الثانية وجدت مختومة بخاتم السنوسي نفسه كما أنها مثبتة في مجموع (( شعراء الجنوب)) لولا التحريف الذي أصاب بعض أبياتها و السقط الذي وقع فيها .و تقع في خمس صفحاتٍ في كلِّ صفحة من الصفحات الأربع الأولى أحد عشر بيتاً و في الصفحة الخامسة عشرة أبيات و عدد أبياتها مجتمعة أربعة و خمسون بيتاً و قد ختمها السنوسي بخاتمه و دوَّنَ عدد أبياتها بقلمه و أرَّخها بالثالثِ من شهر رمضان سنة 1354 للهجرة.

يقول فيها على بن محمد السنوسي (الطويل):
1. أجَلُّ مساعيهِ العِنايةُ بالهُدى=و غايةُ مرماهُ النِّكايةُ بالعدا
2. و راحتهُ في بسْطِ راحتهِ الَّتي=تجودُ إذا ما أخلفَ الغيثُ بالنَّدى
3. و شَبَّ وشبَّ الحربُ في عنفوانهِ=و خاض لظاها بالعجاجة أمْردا
4. و يفري المنايا كُلّما ثار غازياً=بجيشٍ يدُكُّ الأرضَ غوراً و أنجدا
5. و ما موضع إلاّ و شائعُ ذكره=جميلٌ به ممّا أفاد و أرفدا
6. و أقربُ شيءٍ عنده إن بدا له=به شرفُ الإسلامِ ما كان أبْعدا
7. قُصاراه تشييدُ المعالي بهمةٍ=تُركب في تاج الأسرةِ فرقدا
8. يكادُ من التصميم في عزماته=على مفرِقِ الإكليل يلتمسُ المدى
9. و حيثُ مضى يَسقي البلادَ بعارِضٍ = هتونٍ مُلُثٍّ من أنامله ندى
10. و تتبعُهُ القُصَّادُ إن سار مُزْمِعاً=كما تتبع الرّوّادُ للنجع مَرْعَدا
11. حكيمُ بما يأتي من الأمر عارفٌ=بأيامه إن سالم الدّهرُ أوْ عدا
12. و علّمه القلبُ المشيعُ سطوةً=تُقيمُ اعوجاجَ المستطيل تمرُّدا
13. و قورٌ إذا دام الحفاظ لعهده=على خطَّةٍ يَرضى بها متأكدا
14. و إلاّ أتى بالفعلِ ما ليس ينجلي=إلي أن يُرى وجه البسيطةِ أسودا
15. تسيرُ المنايا حوله فكأنّما=يُعلمها من فتكه ما تعودا
16. و لم ينتحل طرقَ العُلاءِ و إنَّما=توارثه من فيصل العدا
17. تلفَّتَ و الأعداءُ حول بلاده =كرِجلِ جرادٍ يمسحُ الأرض مُفْسدا
18. فلمْ يرَ إلاّ أن يشاور قلبَه=و ليلاً بهيماً و الحسامَ المهندا
19. سرى و ضميرُ الليلِ يكتمُ سرّه=مغيراً على قلبِ الغيور و منجدا
20. و غامرَ في هولٍ و لم يثنِ عزمه=مقُالُ ذوي القربى حنانيك و الرّدى
21. و دّبَ إلي أن ذبَّ عنهُ بسيفه=حُتوفاً يراها دونَ بُغياهُ مرْصَدا
22. و لم يبتسم إلا لثغر كتيبة=يضاحكها في معرك الموت مشِهدا
23. و لما رمى العِلقَ النفيس لمطلبٍ=عزيزٍ جنى زهر الحياة مُوردّا
24. و أصبح و الدُّنيا بقبض يمينه=و منبرُهُ في كلِّ أرضٍ له صدى
25. إمامُ الهدى عبد العزيز بن فيصلٍ=تبوَّأ من أُفقِ المجرةِ مقْعدا
26. هُوَ الليثُ من آل السعود وُثُوبُهُ =خطيرٌ إذا ما صال يفترس العِدا
27. حمى حوزةَ الإسلام حتَّى تحجّرتُ=رباه و أحيا الدِّينَ نشراً و جدّدا
28. و ما زالَ في قمعٍ الضلال و بطشه=لباغٍ بتوفيق الإله مُؤيَّدا
29. و مكنه في أرضه و أمدَّهُ=بنصرٍ عزيزٍ يمطر الموت مُرْعِدا
30. و كمْ ملكٍ من حوله كان زاحفاً=بجيشٍ كثيفٍ يركبُ البحر مُزْبِدا
31. فلم يُمسِ إلا قابلاً شرطَ عهده= على منهجِ التقوى و إلاّ مُشرّدا
32. و أصبح لا يخشى سوى الله وحده=و لم يتَّكِل إلاّ عليه موحِّدا
33. فوالى على التوحيد من كان مسلماً=و عادى على التوحيدِ من كانَ مُلحدا
34. فَبُورِكَ مِنْ قَرْمٍ يدافعُ عن حمى=جزيرة إسلامٍ تحومُ بها العِدا
35. فكادتْ و لوْلا اللهُ هيّأ أمره=تكونُ لعُبّادِ الهياكلِ مَعْبَدا
36. كفى حُجَّةً في قولهِ و فعالهِ =و سيرته الغرّاءِ هدْياً و مَسْنَدا
37. و ما شأنُهُ إلا عمارةُ مَهْيَعٍ=يكونُ به الإسلامُ أعلى و أمجدا
38. و قدْ ردَّ للأعرابِ سالف عهدها= على أرْضها حتّى استقلت بها يدا
39. و مدَّ على الآفاقِ ظِلَّ أمانه=و أجرى على العدْلِ الأُمورَ و مهّدا
40. و سهّل للحُجاج كُلّ مصاعبٍ=تشقُّ عليهم رحمةً و تفَقُدا
41. و أمَّنهم خوفَ الطّريقِ فأقبلوا=إلي الحجِّ أفواجاً و مَثْنى و مَوْحِدا
42. كمّا أخبر التّاريخُ عنْ كلِّ ما جرى=بسابقِ أيّامِ الملوك و قَيَّدا
43. و شدّ عُرى التّوحيدِ في جمعِ كلمةٍ=و أصلحَ ما كانَ التعصُّبُ أفسدا
44. و أمست به أرْضُ الجزيرةِ حُرَّةً=مقدّسةً لا تعرفُ اليومَ مُفْسدا
45. و لا شكّ أمسى عصرُهُ في حضارةٍ=كعصرِ أبي بكرٍ و فاروقَ معْهدا
46. و جدنا به أمناً عميماً و راحةً=و عدلاً فما أحلاه عيشاً و أرغدا
47. فمُدُّا له أيدي الدُّعاء تضرُّعاً=إلي الله بالتمكينِ فيها مؤيَّدا
48. و كنْ عونه يا ربُّ و انصر جنابهُ=بلطفٍ و توفيقٍ و بلّغه مقصدا
49. و أيّد بألطافِ العناية نجله=سعود وليَّ العهدِ فيما تقلَّدا
50. هو النّجمُ يتلو البد سيراً و إنَّه=شِهابٌ ينيرُ المشرقينِ توقّدا
51. و قارنه في طالعِ السّعدِ فيصلٌ=يُصرفُ في الأعداءِ رأياً مُسدّدا
52. و سائر أنجالٍ يُعدُّونَ كُلُّهم =سلاطينَ أرْضٍ باسطينَ بها اليدا
53. فلا زالتِ الدُّنيا و هُمْ في رِحابها=يُديلون مُلكاً يعربياً مُخَلَّدا


القصيدة الثالثة:
يقول المؤلفُ في المقدمة في الصفحتين التاسعة و العاشرة منها : ( فإن مقدمة القصيدة الثالثة و الرابعة و ما بعدهما من أبيات قد حققت على ما تم تدوينه من بعض الثقات المهتمين بشعر السنوسي . و ذلك بعد تمحيص الرواية و تحقيقها ........ و إني إزاء ذلك أخصُّ بالشكر الصديق الأستاذ حسن بن إبراهيم الفقيه الذي سعى في تدوين ابيات مقدمة القصيدة الثالثة و عَمِلَ على تحريرها و توثيقها فجزاه الله خيرا ...)
و يقول في باب(توثيق هذه القصائد و وصف نسخها) ص 71نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ... أما مقدمة القصيدة الثالثة فقد تم تدوينها من قبل الصديق الأستاذ : حسن بن إبراهيم الفقيه الذي سعى بدوره إلي تحريرها روايةً من الأخوين: حسين و عبد الرحمن ابني بدوي إذ حرر الفقيه _ وفقه الله_ أبياتها بمقدمةٍ دونها في صدرها قال فيها: ( ..... الأبيات التالية من قصيدةٍ للشاعر الشيخ علي السنوسي والد الشاعر محمد بن علي السنوسي قالها مطلعاً لقصيدةٍ في مديح الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ................... و قد أملانيها الشيخ حسين أحمد بدوي و أخوه عبدالرحمن ...... و قد أخبرني الشيخ حسين بدوي أن القصيدة أعطيت له نسخةً منها بخط الشاعر من صديقه علي ثروة ....... و أخبرني الشيخ حسين أن القصيدة فقدت نسختها و ربما كانت ضمن أوراقه الخاصة لم يهتد بعد إلي مكانها كما أخبرني أنه يحفظ منها سوى هذه الأبيات ....)
يقول المؤلف:
و يزيد في نسبة هذه الأبيات للسنوسي أن محمد بن زارع عقيل بجازان يحفظ بعض أبياتها كما أن الشيخ هاشم بن سعيد النعمي بابها يحفظ شيئاً منها

قال علي بن محمد السنوسي (الكامل) :
في الهامش يوق أبو داهش ما نصه: روى هذه الأبيات الأستاذ : حسن بن إبراهيم الفقيه في غرة جمادى الأولى سنة 1405 للهجرة.
1. قد جُبْتُ أجْوازَ الفلا و المَعْمَرِ=حتَّى انتهيتُ إلي الكثيب الأحمرِ
2. و قضيتُ ريعان الشبيبة في رُب=ى جازان غير مفرِّطٍ و مقصِّرِ
3. و رأيتُ فيما قد رأيتُ عجائباً=و غرائباً فاجزم بصدق المخبر
4. في ليلةٍ هَبَ النسيمُ مداعباً=فيها شماريخ النخيلِ المثمرِ
5. في محفلٍ ملأ العيونَ جمالهُ=ببديعِ رونقه و حسن المنظَرِ
6. جمع المِلاحَ من المدائنِ و القُرى=ما بين بدوِ سراتها و الحضَّرِ
7. منْ كلِّ غانيةٍ تُديرُ لحاظها=بتلفّتِ الظبي الأغنَّ الأحورِ
8. و خريدةٍ تَحمي بصارمِ أنفها=ثغراً حوى سلسالَ ماء الكوثرِ
9. و فريدةٍ تصطاد قلبَ متيمٍ=بشراك أسوار ٍ و فَلْكَةَ مُنْخَرِ
10. عجباً لهنّ إذا طلعنَ عشيةً=بربى المُطَلَّعِ كالنُّجومِ الزّهرِ
11. يملأنَ أفواج الطَّريقِ روائحاً=أذكى من المِسكِ السحيق الأذفر
12. و سريتُ أنظر لعبَهنَّ و مسمعي=يصغي إلي لحنِ الغنا بتستّر
13. فوقفتُ بين تعجبٍ و تفرجٍ=ودُهشْتُ بين تفكرٍ و تحير
14. حتَّى إذا اُشعرنَّ أنّي واقفٌ=حو الخبا في صورة المتنكر
15. فضربنَ من خجلٍ و هنَّ نوافرٌ =نهداً و غطين الوجوه بأخمر
16. و هتفن هذا سارِقٌ أم فاسقٌ!=متطلعٌ في أمرنا لم نشعرِ
17. حاشا فما بي ما زعمن و إنّما=لي بينهن حبيبةٌ لم تظهرِ
18. عَلِقَ الفُؤادُ بها و لم يك مثلها=بقرى العِراقِ و لا مدائن قيصرٍ
19. تلك التي حكمتْ عليَّ بحبها=حكم ابن ماضي في قبائل حمير
20. و حلفتُ لوْ أني أٌخيرُ دونها=بشقائق النعمان بن المنذر
21. ما كنت أوثر عن ليالي أنسها=عبثَ الوليد بصولجان المرمر



القصيدة الرابعة:

يقول المؤلف في هوامش القصيدة : روى هذه القصيدة : الشيخ محمد زارع عقيل بمنزله بمدينة جازان في يوم الإثنين الثاني و العشرين من شهر شعبان سنة 1407 للهجرة و قال : بأن السنوسي أنشاها على عينٍ من صديقه عبدالله قاضي و قد كان القاضي مديرا لمالية جازان و هو من أهل الطائف و ذلك سنة 1352 هجرية / 1933 ميلادية .

قال علي بن محمد السنوسي ( الخفيف ):
  • طَارَ نومي و كوكبُ الليلِ غابا=و الدُّجى أرْقَمٌ يَمُجُ لُعابا
  • و تمادى بي السُّهادُ و قلبي=صار من أعينِ الغواني مصابا
  • لم أجد غير جاهلٍ و سفيهٍ =قائلٍ فيكَ سَكرةٌ لي جوابا
  • هذهِ محنتي و للحبِّ هوْلٌ=لوْ يقع فيه ابنُ عَامٍ لشابا
  • قلتُ يوماً و قد أتاني رسولٌ=حمّلته أمانةً و كتابا
  • بأبي أنت و الأنامُ جميعاً =كيفَ حالُ التي تركْتَ جنابا ؟
  • قال: ما تشتكي من الأمر شيئاً=غير زفراتها إليك انتحابا
  • تغرب الشمس و هي صفراءُ لوناً=غيرةً من جمالها و اكتئابا
  • و عجيباً لطبعه كيف يَسْقِي=عسلاً من سقاهُ مُرَّاً و صابا
  • ليست الأرضُ ذات رحْبٍ و لكن=صدْره أوسعُ الصدُّور رحابا
  • و أقاموا يحاولون دنوَّا =عنْ مقاماته فخاضوا عُبابا
  • لستُ أدري أجَمْرِ نارٍ تلظَّى=فوقَ و جُناتها أم التِّبْر ذابا
  • ليسَ حُبِّي لها أحِبُّ أُناساً=حوْلها ساكنين حتَّى الكلابا
  • و ابتهاجي بها و قدْ نِِلتُ منها = رؤية تكشفُ الغِطا و الحجابا
  • كابتهاج الفتى أبو بكر لمّا=ذاد عن حوضه أبوه ذئابا
و من شعره:

1: قال علي بن محمد السنوسي ( الكامل):

فوجدتُ في قصر الإمارةِ خالداً= فوجدتُه فوقَ الأريكةِ تُبَّعا
روى هذا البيت: الشيخ محمد زارع عقيل بمنزله بمدينة جازان في الثاني و العشرين من شهر شعبان 1407 للهجرة.

2. و قال علي بن محمد السنوسي ( الخفيف)

فلعمري لقد تباهيت صبيا =أرْض مصر و ريفها و الصَّعيدا

روى هذا البيت: الشيخ محمد زارع عقيل بمنزله بمدينة جازان في الثاني و العشرين من شهر شعبان 1407 للهجرة.

قديم 12-24-2010, 10:33 PM
المشاركة 4
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذي الزبيدي الرائع
بوركت على هذا الجهد الثمين
بس يا رجل حرام عليك الخط يحتاج لمكبرة
ههههههههههههه
اسمح لي معذرة قمت بتكبير الحرف
ولكن الفصل الثالث .. لا ادري لايتم قبول التعديل لدي
اتمنى تكبير الحرف من قبلكم على حجم 6 كي يصبح شكل واحد
وتسهل عملية القراءة
تقبل التحية حيث انت




لا سواكِ يكبلني بالحُب

قديم 12-28-2010, 12:21 PM
المشاركة 5
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بحول الله و قوته سنفعل ما تريد,
أحببت أن أشكرك شكر المحب لمن يحب
و سنرفد الموضوع بحواش هامة.
بارك الله فيك.

قديم 12-29-2010, 10:31 PM
المشاركة 6
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي الحبيب الاستاذ الزبيدي
تحياتي
الحمد لله نجحت محاولة تكبير الحرف
انتظر الجديد المفيد ..
واتمنى لو أمكن الاشارة الى التاريخ الهجري بالميلادي
مع فائق الود




لا سواكِ يكبلني بالحُب


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المفقود من شعر علي بن محمد السنوسي(ملخص)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكوكب المفقود أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 01-11-2024 04:25 AM
الكفن المفقود ( قصة قصيرة) محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 0 05-14-2017 04:27 PM
أليس أحمد مَن سادت مروءته أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 0 07-02-2015 02:19 AM
الرمز المفقود / دان براون ريم بدر الدين منبر رواق الكُتب. 0 12-23-2013 01:59 AM
إسرائيل والتوازن المفقود ..(بقلم : محمد صالح رجب ) محمد صالح رجب منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 4 04-01-2011 12:58 AM

الساعة الآن 01:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.