احصائيات

الردود
4

المشاهدات
1676
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.66

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
08-28-2021, 02:47 PM
المشاركة 1
08-28-2021, 02:47 PM
المشاركة 1
افتراضي الحاجة تجعلك ضعيفاً

" ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلّا بالقوة "
عبارة رددناها وحفظناها عن ظهر قلب .. ولكن نجد صعوبة في بعض الأحيان في تطبيقها، فنتهالك أمام ضعفنا ونسكت إما خجلاً وإما ضعفاً وإما أننا نحسب حساباً لأكثر من أمر ..ومهما يكن السبب
نبقى في بعض الأحايين ضعفاء أمام حاجاتنا ، ونتغاضى عن حقوقنا بسهولة، فنعطي المجال للمتسلقين والانتهازيين ليسيطروا عليها ويأخذوها منا بيسر ومن غير عناء..
قرأت قبل أيام القصة التالية .. التي تؤكد أن الحاجة تجبر الانسان أحياناً على أن يلجم فاه ويسكت، وهناك مثل شعبي يقول " صاحب الحاجة أعرج" والحكمة تقضي على الأعرج على ألّا يكسر عصاه فوق رأس عدوه
هذه سياسة يستخدمها الساسة على مستوى الدول في تركيع الشعوب، ويستخدمها أصحاب العمل ضد عمالهم ، ويستخدمها الكبار مع الصغار، فلقمة العيش أحياناً تجبرنا على الانهزام .وقلة قليلة من الناس يثورون على من يسرق منهم قوت عيالهم فيثورون ويكون مصيرهم الموت فيلقون الله شهداء لقمة العيش.

الحقيقة أثرت بي جداً هذه القصة فإليكموها:

((منذ أيام دعوتُ الى غرفة مكتبي مربّية اولادي يوليا فاسيليفنا لكي أدفع لها حسابها
قلت لها: اجلسي يايوليا.. هيّا نتحاسب.. أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود، ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبيها بنفسك.. حسنا.. لقد اتفقنا على أن أدفع لك ثلاثين روبلاً في الشهر.
قالت: أربعين..
قلت: كلا، ثلاثين.. هذا مسجل عندي.. كنت دائما أدفع للمربيات ثلاثين روبلاً.. حسناً، لقد عملت لدينا شهرين.
قالت: شهرين وخمسة أيام.
قلت: شهرين بالضبط.. هكذا مسجل عندي.. إذن تستحقين ستين روبلاً.. نخصم منها تسعة أيام آحاد.. فأنت لم تعلّمي كوليا في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معه فقط.. ثم ثلاثة أيام أعياد.
تضرج وجه يوليا فاسيليفنا، وعبثت اصابعها باهداب الفستان ولكن.. لم تنبس بكلمة
واصلتُ: نخصم ثلاثة أعياد، اذن المجموع اثنا عشر روبلا.. وكان كوليا مريضاً اربعة ايام ولم تكن دروس.. كنت تدرسين لفاريا فقط.. وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء.. اذن اثنا عشر زائد سبعة.. تسعة عشر.. نخصم، الباقي ..هم.. واحد واربعون روبلا.. مضبوط؟
احمرّت عين يوليا فاسيليفنا اليسرى وامتلئت بالدمع، وارتعش ذقنها.. وسعلت بعصبية وتمخطت، ولكن.. لم تنبس بكلمة
قلت: قبيل رأس السنة كسرتِ فنجانا وطبقا.. نخصم روبلين.. الفنجان أغلى من ذلك، فهو موروث، ولكن فليسامحك الله! علينا العوض.. وبسبب تقصيرك تسلق كوليا الشجرة ومزق سترته.. نخصم عشرة.. وبسبب تقصيرك ايضا سرقتْ الخادمة من فاريا حذاء.. ومن واجبك ان ترعي كل شئ، فأنتِ تتقاضين مرتباً.. وهكذا نخصم ايضا خمسة.. وفي 10 يناير اخذت مني عشرة روبلات
همست يوليا فاسيليفنا: لم آخذ
قلت: ولكن ذلك مسجل عندي
قالت: حسناً، ليكن
واصلتُ: من واحد واربعين نخصم سبعة وعشرين.. الباقي اربعة عشر
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع.. وظهرت حبات العرق على انفها الطويل الجميل.. ياللفتاة المسكينة
قالت بصوت متهدج: أخذتُ مرة واحدة.. أخذت من حرمكم ثلاثة روبلات.. لم آخذ غيرها
قلت: حقا؟ انظري، وانا لم اسجل ذلك! نخصم من الاربعة عشر ثلاثة، الباقي احد عشر.. ها هي نقودك يا عزيزتي! ثلاثة.. ثلاثة.. ثلاثة.. واحد، واحد.. تفضلي
ومددت لها احد عشر روبلا.. فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة.. وهمست: شكراً
انتفضتُ واقفا واخذتُ أروح واجئ في الغرفة واستولى عليّ الغضب
سألتها: شكراً على ماذا؟
قالت: على النقود
قلت: يا للشيطان، ولكني نهبتك، سلبتك! لقد سرقت منك! فعلام تقولين شكراً؟
قالت: في أماكن أخرى لم يعطوني شيئا..
قلت: لم يعطوكِ؟! ليس هذا غريبا! لقد مزحتُ معك، لقنتك درسا قاسيا.. سأعطيك نقودك، الثمانين روبلا كلها! هاهي في المظروف جهزتها لكِ! ولكن هل يمكن ان تكوني عاجزة الى هذه الدرجة؟ لماذا لا تحتجين؟ لماذا تسكتين؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الانياب؟ هل يمكن ان تكوني مغفلة الى هذه الدرجة؟
ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها: يمكن
سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها، بدهشتها البالغة، الثمانين روبلا كلها.. فشكرتني بخجل وخرجت
تطلعتُ في اثرها وفكّرتُ: تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ : ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا .وابشع منه أن يوجد فاجرا لايقدر ذلك
بالفعل ما أبشعنا. وما اذلنا اذا استسلمنا لمن يسرقون حقوقنا
ويجعلونا نعيش على الفتات أو نموت جوعا
في هذه الحاله نستحق ذلك
الكاتب /انطون شيخوف ))


رأيكم؟!
تحية ... ناريمان


قديم 08-28-2021, 08:44 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الحاجة تجعلك ضعيفاً
قصة لكاتب من العيار الثقيل ورائد من رواد القصة القصيرة، في الحقيقة هناك من يعتبر الأدب الروسي في عالم وبعده تأتي الآداب الأخرى، ولمن يحب هذا الكاتب أقترح عليه قراءة قصة الحوذي " لمن أشكو كآبتي"
هذا فقط بين قوسين، أما الموضوع فهو يشير إلى إرادة القوة، التي تفسر بها الكثير من السياسات وهي حاضرة أيضا واقعيا، لكنها رغم ذلك لا تكفي وقصة هتلر الذي أراد تجسيدها حرفيا مأساوية جدا، يعتبر ميكيافيلي أحد دهاة سياسة الحكم والتحكم لذلك يوصي بممارسة القوة وإظهار الليونة والعدالة، كتب أفلاطون أننا كلنا نحب تجاوز الحدود وممارسة القوة لكن فوائد ممارستها أضعف من أن تكافئ كمية القهر الذي نحس به حين تمارس علينا القوة، لذلك تتصف العقلانية بالعدالة.

تحية أستاذة ناريمان الشريف واختيار موفق.

تقديري

قديم 08-29-2021, 08:55 AM
المشاركة 3
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: الحاجة تجعلك ضعيفاً
صور الحياة تتعدد وتتلون في أشكالها
فمنها ما يثير الانتباه ليأخذ المرء منه العبرة
ومنها ما يدعو إلى التأمل ليستنبط من خلالها فكرا وعبرا ودروسًا..
والناس يغدون ويروحون كلٌّ يطلب الصيد على هواه وكأن البعض
يمشي في رحاب هذه الدنيا وسبيله كقول الشاعر :
كلُّنا نمشي رويدًا
كلُّنا يطلبُ صيدًا
وما أقبح الصيد إذا كان لتحقيق المأرب الخاص وممن؟!
من الضعفاء والمحتاجين🙄
وما أحسن هذا الصيد إذا كان يحقق المصلحة العامة
القلوب تتصدع والأذهان تُكل
في المشاهد المختلفة التي توجع الفؤاد ..
القسوة، تبعث على الاضطراب وتجعل القلوب الرحيمة ترجف عندما
تحس بِسِمَةٍ من سمات القسوة، والقلوب تتنوع في سماتها وصفاتها
فمنها رحيم يرجف، إذا حس بمنظر من مناظر البؤس ،أو مشهد من مشاهد الشقاء
فإنه يرتعش ويخفق ويعيش في لوعة وألم وحسرة حتى يحقق الله الكريم الاطمئنان والهدوء والسكينة ورغد العيش له ولمن حوله ولكل البشر .
وقلوب قاسية كالحجر، بل هي أشد قسوة وإنّ من الحجر لما ينفجر منه الأنهار وإن منه لما يخرج منه الماء..
ما قرأته هنا هزّني هزّا عنيفًا
تحدث كثيرا في حياتنا
اللهم ابعد عنّا كل عملٍ يؤذِ البشر
و قرّبنا من الأعمال ما تّحسب لنا فيها خيرًا
شكرا أمّي ناريمان نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 08-30-2021, 02:16 AM
المشاركة 4
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: الحاجة تجعلك ضعيفاً
صورة حاضرة بقوة في واقع تفرضه القوة وتحميه ...حيث يجد الإنسان نفسه ضعيفا لا يملك ما يدافع به عن حق سليب أو ما يرد به مظلمة من قوة أكبر ...ويكون الخوف في الغالب سببا في ذلك الانهزام...ولكن يمكن النظر للمسألة من زاوية أخرى أو ما يمكن الاصطلاح عليه بقوة الضعف .. وكيف يمكن لقوة ضعيفة أن تدمر قوة كبيرة.!!!! .ومن عظات التاريخ أنّ شعوباً مقهورة وظّفت ضعفها المادي في إنجاز انتصارها المجيد على قوة عدوِّها متخذة اشكالا بدائية من النضال مثل حروب العصابات والمقاومات الشعبية وحركات التحرير، حتى أنّ مغزل غاندي اليدوي البسيط أعجز منظومةً استعمارية عملاقة خيث راهَنت فلسفته على مواجهة الإنتاج الاستعماري الهائل ؛ فسعت لأن يكون لكل بيت هندي مغزله المستقلّ عن منظومة الهيْمنة الإنتاجية..
الضعف يختزن قوة محتملة إذا أحسن استثمارها حققت المعجزات.. والله سبحانه يضع سره في أضعف خلقه.
عذرا على الإطالة أستاذتنا ناريمان..شكرا جزيلا على المقال الرائع وعلى الاختيار الرفيع لقصة من روائع الكاتب الروسي الكبير انطوان تشيكوف...
تقبلي تحياتي وتقديري.

قديم 09-01-2021, 10:46 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: الحاجة تجعلك ضعيفاً
قصة لكاتب من العيار الثقيل ورائد من رواد القصة القصيرة، في الحقيقة هناك من يعتبر الأدب الروسي في عالم وبعده تأتي الآداب الأخرى، ولمن يحب هذا الكاتب أقترح عليه قراءة قصة الحوذي " لمن أشكو كآبتي"
هذا فقط بين قوسين، أما الموضوع فهو يشير إلى إرادة القوة، التي تفسر بها الكثير من السياسات وهي حاضرة أيضا واقعيا، لكنها رغم ذلك لا تكفي وقصة هتلر الذي أراد تجسيدها حرفيا مأساوية جدا، يعتبر ميكيافيلي أحد دهاة سياسة الحكم والتحكم لذلك يوصي بممارسة القوة وإظهار الليونة والعدالة، كتب أفلاطون أننا كلنا نحب تجاوز الحدود وممارسة القوة لكن فوائد ممارستها أضعف من أن تكافئ كمية القهر الذي نحس به حين تمارس علينا القوة، لذلك تتصف العقلانية بالعدالة.

تحية أستاذة ناريمان الشريف واختيار موفق.

تقديري

يسعدني رأيك أخي الأستاذ ياسر
شكراً لحضورك وشكراً لقراءتك
تحية وتقدير ... ناريمان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحاجة تجعلك ضعيفاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحاجب المنصور اعزاز العدناني منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 04-12-2022 11:24 AM
الاستاذ علي هزايمه- الحاجب المنصور علي هزايمه منبر الحوارات الثقافية العامة 0 01-28-2019 03:19 PM
آق سنقر الحاجب ( قسيم الدولة ) أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 11-18-2016 07:19 PM
خطوات تجعلك عداء في درب النجاح إلهام مصباح منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 01-04-2015 03:25 PM
بين الحاجة والإنتماء ثغرة .. سناء محمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 11-21-2011 01:51 PM

الساعة الآن 08:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.