احصائيات

الردود
18

المشاهدات
6491
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
08-21-2013, 04:07 PM
المشاركة 1
08-21-2013, 04:07 PM
المشاركة 1
افتراضي حكمة و فرجة


غير معقول سيدتي






هو فريد من نوعه ، لم تعرف سياط الزمان إليه سبيلا ، وجهه طفولي وهو ابن السبعين ، لم تجعد الأيام صفحته ، لم يكن يوما بحاجة إلى جراحة تجميلية فأنفه لم يتمدد فهو لا يسعى لحشره في كل شيء ، وأذناه لم يزدادا حجما سعيا لاستقبال كل الأصوات ، بقيت أسنانه حليبية الطراز . أثار زوبعة فضول حين تفطن الطب والإعلام لشخصه ، فلم يجدوا للظاهرة من تفسير ، فنظموا له ندوة صحفية ، ليشرح للناس لعلهم يهتدون إلى طريقة يحافظون فيها على طرواوة أبدانهم .
صحفية تضع نظارتين و قد صبغت شعرها الأشيب ، مددت انكماشاتها بمراهم و خلطات من كل الأنواع ، صبغت نفسها بمساحيق محاولة تقليص حجم الدمار الظاهر على هيئتها في حربها مع الزمن . شنقت الميكرفون بعصبية وقالت للظاهرة : " سيدي الطفل المراهق الشاب الشيخ ، ترى ما سر احتفاظ جسدك بعذريته ؟
فرد عليها صاحبنا : " لا عليك السر بسيط للغاية ، مهما كانت الأفكار غريبة لا تحدث لدي أي انفعال ، فمثلا لو قال لي شخص أن السماء خضراء وليست زرقاء ! أوافقه الرأي بسلاسة ويسر و مرونة .
صرخت السيدة في وجهه بعصبية : غير ممكن وغير معقول سيدي !
أجابها بود : جميل غير ممكن وغير معقول سيدتي .



قديم 08-21-2013, 06:02 PM
المشاركة 2
آية أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أوافقك الرأي يا ياسر في أنّ العصبية و الانفعال هما أقصر السبل نحو الترهل والشيخوخة المبكرة
ولكن...
هل تعتقد أن في هذا الزمان من بإمكانه أن يتجنب الانفعال والعصبية؟

أعتقد أنه لا يحافظ على شبابه طويلا إلا من لبس الذل والخنوع ورضي بالعيش إمّعة، يوافق كل الآراء كما هو الحال مع شيخنا الشاب هذا.
أوأنه لبس مسوح الدروشة وعاش كالأبله كأنما لا يسمع ولا يرى.

في كل الأحوال هذا الشيخ الشاب المراهق ليس طبيعيا وهو يعاني خللا إنسانيا ما، لذا فقد خالف البشرية في إحدى المراحل المهمة من الحياة فكان فريدا من نوعه، ولكنها فرادة سلبية كما يبدو.

طرح موفّق يا ياسر، استمعت به وبأسلوبك السلس الجميل.

تحياتي واحترامي...

قديم 08-22-2013, 10:53 AM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الأستاذة آية
الوسطية تبقى حلا معقولا و ممكنا ، لا إفراط ولا تفريط ، هناك من يحب الركون إلى الأطراف ، فيبقى على الدوام غريبا .
شكرا لتفاعلك المفيد مع المستملحة .



قديم 08-24-2013, 02:00 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

منطق الرياضيات


كان مهووسا بالأرقام ولا يزال ، تـأسره الأشكال فتترأى له دقائقها ، منظم مرتب و كل شيء عنده بمقدار ، خطوته ، ضحكته ، حياته يخضعها لمنطق رياضي صرف ، يقرأ معطياته قراءة جيدة فيقوده حدسه إلى الطريق السليم بمساعدة قوة الافتراض و القدرة على البرهنة والتحكم في احتمال النجاح ، لا تتعبه متواليات الأحداث فهو عارف بدوالها ، قادر على فك تعقيداتها ، بل هي واضحة في قرارة نفسه رسوما بيانية بدقائق انعطافاتها .
رآه مترجلا من سيارة فارهة فاخرة حديثة الطراز ، طفت صورة تلميذ لا يفقه في عالم الأرقام شيئا لتملأ ناظريه ، تسرب إليه شك مقيت : "هذا أمر غريب ، ترى قطيعة ابستمولوجية وقعت في علم الرياضيات " لمحه الشاب فتوجه نحوه في احترام مبالغ فيه ، ضمه إليه في ترحاب كبير ، وعين الأستاذ تتفحص كل شيء في هذا التلميذ ، فمنطقه الرياضي لا يقبل هذا التحول ، معطيات هزيلة هي بالضرورة مقدمة لنتائج هزيلة ، هكذا تعلم وهكذا يعلم " سأله آخيرا في بسمة توحي بنوع من الغيرة الممزوجة بالغبن و شيء من التعالي : " ما حكاية السيارة و حالك الراقية "
أجابه الشاب بأدب : " أستاذي العزيز ، إنها لعبة الحظ ، شاركت في اليناصيب بالرقم تسعة أضفت لها تسعة فحصلت على سبعة عشر ، و تسعة أخرى فكتبت أربعة وعشرين . ضربت تسعة في تسعة فحصلت على تسعة وسبعين ، طرحت منها تسعة فوجتدها تسعة وستين ، فكانت الأرقام الرابحة ، و لكم يا أستاذي كامل الفضل ، فأنت من علمي العمليات الرياضية و حب الأرقام "
أجابه الأستاذ : " ولكن العمليات التي أنجزتها كلها خاطئة "
فرد عليه التلميذ : " يكفي أنها منحتني عيشا رغيدا "

قديم 08-27-2013, 02:48 PM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

حكاية خنزير





يحكى أن حاكما جائرا احترف الاستبداد وجعله سنة دائمة ، و كان له خنزير بري يسرح ويمرح ويرتع في حقول الذرة والخضروات ، يفسد الحرث والزرع ، تهامست الرعية عصرا واجتمعوا عشاء ، فقرروا الاحتجاج على منهج الخنزير . لاستحكام الخوف في قلوبهم و تعظيمهم لغلظة حاكمهم فلا أحد يستطيع المبادرة بالكلام أمام الآمر والناهي المخرس لكل الألسن المستبيح لكل الأعراض ، تطوع رجل معروف بشجاعته متسلحا بشهامته قائلا : " إذا قلت خنزيرك سيدي ، فقولوا جميعا أهلك حرثنا وأفسد زرعنا " فاستحسن الجمع فكرته .
صبحا انطلقوا وهم يتخافتون ألا يخذلنهم في قولهم أحد ، و لا يتبرمن عن عهدهم صغير ولا كبير ، وتأكدوا من قدرة صاحبهم على إنجاز البداية والصدح أمام سلطان الخوف ، و جبروت القمع . و صلوا باب الحاكم فكان لهم الحراس بالمرصاد ، يصدونهم صدا فقامت وشوشة فصيحات لم تسكتها إلا هالة الحاكم وقد فتح الحاجب الباب ، فصرخ في وجوههم : " ما هذا ؟ أجئتم بهدية ؟ أم أصابكم العمى و السعار !"
فقال الباسل : " خنزيرك سيدي " فرد عليه الحاكم : " هل أصابه مكروه ؟ " صمت الجميع فرد الشجاع : " خنزيرك سيدي !" فنهره الحاكم : " أفصح وإلا نلت من العذاب شره و أذقتك من الخزي مره و جعلتك صاغرا وضيعا حقيرا " مازال الشجاع ينصت لغضب الحاكم و شره المتطاير حتى حملته الزبانية ، فصدح مستغيثا : " سيدي الحاكم ، لطفك سيدي ، فقد عقد الحياء لساني ، ما أبغي بالخنزير شرا ، فهو حبيبي وقرة عيني ، وقد جئنا مسترحمين جودك ، ومستذرين كرمك ، أن لا تردها في وجوهنا ، فخنزيرك يشتكي وحدته ، و يبكي وحشته ، فهلا تفضلت وأكرمتنا و أنعمت عليه بخنزيرة جميلة ، تشد أزره و تلد له صغارا يديمون نسله ، ودمتم في خدمة هذه الرعية الوفية أبد الآبدين ."
فقال لهم الحاكم :" خلوا سبيله فهو منا أقرب ."


قديم 09-13-2013, 11:07 PM
المشاركة 6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الازدواجية



لا تزال العلاقة الرابطة بين القط والفأر تسودها الغرابة ، فمن جهة يحكمها قانون الغاب ، الذي تؤول فيه الغلبة للقوي ، و من جهة أخرى غريزة البقاء لها محفزات تكسب الأقل حظا في القوة مقومات تجعله يصمد في وجه خصومه . و هناك من يعتقد اعتقادا جازما أن علاقة القط مع الفأر علاقة حب من طرف واحد ، فالقط يموت حبا في الفأر ، فتراه كلما حظي به تبلغ به السعادة مبلغها فيسارع إليه كما تتلهف الطفلة لدميتها ، فيلاعبه و يشاغبه قبل أن يهم بافتراسه وقد فارق الحياة كما لا تتوانى القطة في التهام صغارها متى أصابهم الموت . لعل سلسة طوم وجيري تغرقنا ضحكا و فسحة في عوالم القط والفأر و إن كانت منحازة للفأر رغبة في انصاف الضعيف و الحد من سطوة القوي . مستملحة اليوم لن تخرج عن نطاق القط والفأر رغم كونها تحيلنا على واقعنا و تحكي لنا عن ازدواجية أملتها ظروف الحياة و تكرست بشكل رهيب في أعماقنا وسلوكياتنا .

طارد قط فأرا فجرى وراءه بسرعة البرق و هو متيقن أنه لن يصمد كثيرا ومآله إلى سكتة قلبية لكن الخيبة خيمت عليه وقد استوطن الفأر أنبوبا ضيقا و أبى الخروج منه لساعات ، تمكن منه اليأس و فكر في المغادرة حينما رأى تمثالا لكلب ضخم على مقربة من الأنبوب ، تواراى القط خلف الكلب و أطلق مواء في هيئة نباح ، فانشرحت نفس الفار و هو يقول فوق كل ذي قوة قوي ، وهو يقترب من بوابة مخبئه ، نظر نحو اليمين فلم ير لا قطا ولا كلبا ، فظن أنها خدعة ، والتفت نحو اليسار ليرى تلك المنة التي أرغمت القط على الفرار ، فخرج متبخترا واثقا من نجاته و نجاحه في هذا التحدي ، لكن مالبث أن أحس بمخالب القط تتقاذفه بين أرجل الكلب الجامد ، هناك سلم أمره لخصمه .
بعد أن تناول القط مأذبته الشهية نطق قائلا : ترى هذه البلاد لن تنال فيها لقمة العيش إلا بلغتين و وجهين ؟



قديم 09-21-2013, 01:03 AM
المشاركة 7
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


رجل و رجل






ليس غريبا عنك ولا عني أن خدعت كما خدعت في تقدير شخص ما في موضع ما وقد كنت تنتظر منه نصرة كما كنت أتمنى منه أن يشد أزري ، و ليس غريبا عني أن شخصا يوما توسم بي خيرا لاقف له موقف رجولة و قد صدق لحن قولي و نمنمة المفردات و كلام المجالس لكن عندما وصلت ساعة الثبات و الضرب بيد من الحق و الوقوف وقفة منتصبة و بهامة مرفوعة ، طأطأت رأسي كما طأطأت رأسك خذلانا و نكوصا و رجوعا إلى الخلف . هي المواقف ليست دائما كما الآمال ، هي الأعمال لا تصل على الدوام مبلغ الأقوال .

صاحت نسوة أرهبهن ثعبان مناديات على واحد من هؤلاء الرجال : النجدة النجدة يا حسان !
جاء حسان على وجه السرعة ملبيا طلب الاستغاثة مستفسرا عن خطبهن و مصابهن فأشرن بأصابعهن إلى ثعبان طويل غليظ اقشعر له بدن حسان تحببا و قام شعره منتصبا فتمتم قائلا :
ـ عذرا هذا ثعبان بحاجة لرجل .


قديم 09-21-2013, 09:56 AM
المشاركة 8
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رائعةٌ هذه القصص

كلٌّ منها تحمِل حِكمة ..

استمتعتُ كثيرًا بـ قراءتها

استمر يا أخي ~ ياسر

وسـ أتابع البقيّة بإذن الله ~

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-22-2013, 09:43 PM
المشاركة 9
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رائعةٌ هذه القصص

كلٌّ منها تحمِل حِكمة ..

استمتعتُ كثيرًا بـ قراءتها

استمر يا أخي ~ ياسر

وسـ أتابع البقيّة بإذن الله ~

الحكمة سليلة قلمك الشامخ و عقلك الراجح و مرورك الساطع
شكرا لك أستاذة أمل محمد


قديم 10-07-2013, 06:44 PM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مستملحة العيد

الأسر تستعد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك ، الكل يتأهب لتقديم أضحية تليق بسنة خير المرسلين عليه الصلاة والسلام ، الكل يستحضر صبر إبراهيم و عزمه ، ويستحضر قوة إسماعيل و إيمانه عليهما سلام من الله .
في بلدي يتنافس الناس في كل شيء ، من الأثاث المزلي إلى ملابس الأطفال ، منافسة شرسة على اقتناء " الأفضل " منافسة رمزها التباهي و التظاهر في أغلب الأحوال ، منافسة مكلفة ، تجعل رب البيت يعيش على الاقتراض ، عندما يقترب العيد تتصاعد حمى الخرفان ، فكل أسرة تمني النفس بذبح أكبر خروف في حيها ، كي يحس أطفالها بالفخر وهم يحملون قرونا ملتوية عند الذبح ، و هم يجوبون دروب الحي الضيقة ، كل سيدة منزل تترقب وصول السيارة الحاملة للخروف بقلب خفاق ، تراه يكون سمينا هيكله كبير و منظره جميل ، فيحفظ ماء وجهها أمام الجيران و الأقارب أم تجده غير جدير بما تمنته من صفات فتحمل على زوجها مرغمة إياه على استبداله بما تشتهيه .

جاء رجل من هؤلاء الرجال الذين تبطش بهم الخرفان كل عام عند صديقه يشكو إليه حالته .
ـ صديقي ، هل لي عندك حل لضائقتي ، أنا عاطل عن العمل منذ شهور و لا أملك شيئا قيما أبيعه فأشتري لأسرتي خروف العيد .
ـ ويحك كان عليك أن تتفطن لهذا مبكرا ، فأنا منذ شهور و أنا أهيئ الأسباب لنجاح خطتي ، تصور نجحت في إقناع أسرتي بأن اللحم مضر بالكامل ، فنحن الآن نباتيون .



رغم ذلك لا نبخل أبدا في اختيار الأجود
تقبل الله من الجميع



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حكمة و فرجة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فرحة العمر ياسَمِين الْحُمود منبر القصص والروايات والمسرح . 7 02-22-2021 11:38 PM
فرحة عبدالحكيم ياسين منبر الشعر العمودي 0 03-11-2018 05:21 PM
ليَ رغبةٌ _طلابَنا _ في فرحة أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 0 07-15-2014 01:06 PM
فرحة المُشتاق سلمى الغانمي منبر البوح الهادئ 14 08-03-2011 02:31 AM
فرحة وطن!! منال الشايع منبر البوح الهادئ 10 03-17-2011 11:24 PM

الساعة الآن 07:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.