احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1477
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
05-04-2021, 02:18 AM
المشاركة 1
05-04-2021, 02:18 AM
المشاركة 1
افتراضي عندما تفقد الألفاظ شرفها: معان لم تعد عذراء
تعتبر اللغة من أهم اكتشافات البشرية، وهي منحة إلهية اختص الله بها آدم واصطفاه بها وافترق بها الإنسان عن الحيوان كونه أصبح ناطقًا مفكرًا.من أجل ذلك عرف الفيلسوف" آرنست كاسير" الإنسان- في كتابه " فلسفة الحضارة" - بأنه: حيوان ذو رموز ، بمعنى أنه يستخدم اللغة والكلمات ليميز أشياء العالم المحيطة به بعضها عن بعض وليميز نفسه عن بقية الكائنات.
واللغة هي وعاء الفكر ومحتواه فالإنسان لا يستطيع أن يعبر عن نفسه وعن أفكاره إلا من خلال اللغة، ونستطيع أن نماهي بين الفكر وبين اللغة ونعتبرهما وجهين لعملة واحدة هي الإنسان باختصار.
واللغة كائن متطور باستمرار وتطورها جدلي بينها وبين الإنسان كلاهما يطور الآخر ويستفيد من تطوره، وكما قال المفكر " علي حرب" في كتابه( لعبة المعنى) أن اللغة تصنع الإنسان كما يصنعها في الوقت نفسه.
إلا أن الإنسان برجماتي بطبعه عمل ويعمل على تسخير اللغة لأهدافه ومآربه وذلك بتحميل اللفظ فوق طاقته وإكسابه معاني مغايرة لما وضع لها اللفظ أصلًا وذلك بتطويعه وترويضه واغتصابه كي يلد المعاني المحققة لغايات الإنسان التي يسعى لها.
وهذا لايعني أن اللفظ بريء تماما، وأن اللغة تامة الحياد، فإذا كان المتكلم يريد أن يقول شيئًا من خلال اللفظ، فإن الأخير يقول من خلال المتكلم أشياء، فاللفظ يتلون مثل الحرباء وبحسب السياق الذي يحدد المعنى وهو حمال أوجه وأوزار أيضًا.
وكما يرى الصادق النيهوم في كتابه " محنة ثقافة مزورة" أن اللغة وحدها- مثل العكاز وحده- أداةٌ تتوكأ عليها عبر جميع الطرق، وتدق كل الأبواب، لكنها لا تستطيع أن تقودك إلى البيت الذي تقصده حتى تعرف أنت طريق البيت وتدق بابه.
وإذا كان " مارتن لوثر" يرى أن العقل يمكن أن يستخدمه من شاء وأنى شاء.
وهناك ألفاظ أفرغها الإنسان من معناها الحقيقي التي وضعت له، إلى معنى مجازي.
بمعنى آخر أن الإنسان عمل على استخدام تلك الألفاظ كي تعطيه المعاني التي يريد في الوقت الذي يريد.
من تلك الالفاظ ( بيت مال المسلمين) ولا تعني حقيقة المعنى الذي وضعت من أجله وهو البيت الذي يحفظ فيه مال المسلمين لأخذه والانتفاع به وقت الحاجة وإنما انصرفت في الواقع إلى مخدر موضعي يمتص غضب المسلمين الذين لهم الحق في أموالهم لكنهم لايصلون إلى هذا الحق حتى يلج الجمل في سم الخياط.
إنه مال الحاكم أو- الخليفة- وأقاربه يتصرف فيه كيف شاء وأنى شاء ، وللمسلمين الاسم أو الصوت- ذلك أن الحروف المكونة للكلمات هي أصوات- وباعتبار أن العرب والمسلمين ظاهرة صوتية ترضى بالمجاز عن الواقع.
ويقابل اللفظ السابق في الوقت الحاضر لفظ" قصر الشعب" الموجود في كل الأقطار العربية ، والمفروض طبقا للفظ أن يستطيع الشعب أن يدخل إلى قصره في أي وقت وأن يقيم فيه ماشاء، لكن الواقع يقول العكس فالشعب لايملك من قصره شيئًا حتى مجرد المرور من أمامه بسلام دون أن تنهال عليه أسئلة العسس، ماذا ولماذا وهل؟
مع ملاحظة أن البيت الأبيض مقر الرئيس الأمريكي هو من يستحق أن يطلق عليه قصر الشعب لأن أي مواطن يستطيع أن يدخل إليه وأن يأخذ الصور للذكرى.
ودلالة اللفظ "أمين الصندوق" توحي بأن يكون المسؤول عن صندوق الرواتب والمكافآت أمينًا وفقا لما يوحي به اللفظ، لكن هيهات لما تظنون فمنهم من هو أسرق خلق الله، وأقرب للدناءة يمكن أن يبيع ذمته وإنسانيته بثمن بخس وبينه وبين الأمانة ما بين المريخ والأرض من مسافات، وتبقى استثناءات بسيطة لا تقوي اللفظ بقدر ما تعزز ما نقول.
ومثلها أمين السر في المحاكم الذي يفضح الأسرار على الغرماء والمتحاكمين ويفعل في الأحكام ما يفعله طلاب الثانوية في الامتحانات، وكل حكم وله وزنه وقيمته.
ومن الألفاظ التي فقدت شرفها لفظ" المحلل السياسي" وهو لفظ في ظاهره الرحمة لكن باطنه يأتي من قبله العذاب، وعندما نقول إنه لفظ فقد شرفه وعذريته فنحن نعني ما نقول ولذلك لأن المحلل السياسي لم يعد معنيًا بالتحليل من حلل الذي يعني: حل وفك وشرح ووضح وإنما أصبح معنيًا بالتحليل من الحل المأخوذ من الحلال والحرام والذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: لعن الله المحلل والمحلل له، على اعتبار أن المحلل يشبه التيس المستعار، وهذا ماهو حاصل مع بعض المحللين السياسيين العرب، وإذا تتبعنا الألفاظ المغتصبة التي فقدت المعنى الذي وُضِعَتْ من أجله وأخذت المعنى العكسي تماما، فإن المقال لن يصل للنهاية، وحسبنا أن نشير إلى أن العرب كانت تسمى الأعمى بصيرًا والملدوغ سليمًا، أي أن الاسم يحمل عكس ما يصف وهذا ما هو حاصل هنا، فالمفسد أمسى صالحًا، والسارق شاطرًا، والجاهل مثقفًا وهلم جرًّا.



التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 05-04-2021 الساعة 04:57 AM سبب آخر: بعض هنات الكيبورد والمسافات
قديم 05-04-2021, 05:08 AM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: عندما تفقد الألفاظ شرفها: معان لم تعد عذراء
تعتبر اللغة من أهم اكتشافات البشرية، وهي منحة إلهية اختص الله بها آدم واصطفاه بها وافترق بها الإنسان عن الحيوان كونه أصبح ناطقًا مفكرًا.من أجل ذلك عرف الفيلسوف" آرنست كاسير" الإنسان- في كتابه " فلسفة الحضارة" - بأنه: حيوان ذو رموز ، بمعنى أنه يستخدم اللغة والكلمات ليميز أشياء العالم المحيطة به بعضها عن بعض وليميز نفسه عن بقية الكائنات.
واللغة هي وعاء الفكر ومحتواه فالإنسان لا يستطيع أن يعبر عن نفسه وعن أفكاره إلا من خلال اللغة، ونستطيع أن نماهي بين الفكر وبين اللغة ونعتبرهما وجهين لعملة واحدة هي الإنسان باختصار.
واللغة كائن متطور باستمرار وتطورها جدلي بينها وبين الإنسان كلاهما يطور الآخر ويستفيد من تطوره، وكما قال المفكر " علي حرب" في كتابه( لعبة المعنى) أن اللغة تصنع الإنسان كما يصنعها في الوقت نفسه.
إلا أن الإنسان برجماتي بطبعه عمل ويعمل على تسخير اللغة لأهدافه ومآربه وذلك بتحميل اللفظ فوق طاقته وإكسابه معاني مغايرة لما وضع لها اللفظ أصلًا وذلك بتطويعه وترويضه واغتصابه كي يلد المعاني المحققة لغايات الإنسان التي يسعى لها.
وهذا لايعني أن اللفظ بريء تماما، وأن اللغة تامة الحياد، فإذا كان المتكلم يريد أن يقول شيئًا من خلال اللفظ، فإن الأخير يقول من خلال المتكلم أشياء، فاللفظ يتلون مثل الحرباء وبحسب السياق الذي يحدد المعنى وهو حمال أوجه وأوزار أيضًا.
وكما يرى الصادق النيهوم في كتابه " محنة ثقافة مزورة" أن اللغة وحدها- مثل العكاز وحده- أداةٌ تتوكأ عليها عبر جميع الطرق، وتدق كل الأبواب، لكنها لا تستطيع أن تقودك إلى البيت الذي تقصده حتى تعرف أنت طريق البيت وتدق بابه.
وإذا كان " مارتن لوثر" يرى أن العقل يمكن أن يستخدمه من شاء وأنى شاء.
وهناك ألفاظ أفرغها الإنسان من معناها الحقيقي التي وضعت له، إلى معنى مجازي.
بمعنى آخر أن الإنسان عمل على استخدام تلك الألفاظ كي تعطيه المعاني التي يريد في الوقت الذي يريد.
من تلك الالفاظ ( بيت مال المسلمين) ولا تعني حقيقة المعنى الذي وُضِعَتْ من أجله وهو البيت الذي يحفظ فيه مال المسلمين لأخذه والانتفاع به وقت الحاجة وإنما انصرفت في الواقع إلى مخدر موضعي يمتص غضب المسلمين الذين لهم الحق في أموالهم لكنهم لايصلون إلى هذا الحق حتى يلج الجمل في سَمِّ الخِياط.
إنه مال الحاكم أو- الخليفة- وأقاربه يتصرف فيه كيف شاء وأنى شاء ، وللمسلمين الاسم أو الصوت- ذلك أن الحروف المكونة للكلمات هي أصوات- وباعتبار أن العرب والمسلمين ظاهرة صوتية ترضى بالمجاز عن الواقع.
ويقابل اللفظ السابق في الوقت الحاضر لفظ" قصر الشعب" الموجود في كل الأقطار العربية، والمفروض طبقا للفظ أن يستطيع الشعب أن يدخل إلى قصره في أي وقت وأن يقيم فيه ماشاء، لكن الواقع يقول العكس فالشعب لايملك من قصره شيئًا حتى مجرد المرور من أمامه بسلام دون أن تنهال عليه أسئلة العسس، ماذا ولماذا وهل؟
مع ملاحظة أن البيت الأبيض مقر الرئيس الأمريكي هو من يستحق أن يطلق عليه قصر الشعب لأن أي مواطن يستطيع أن يدخل إليه وأن يأخذ الصور للذكرى.

ودلالة اللفظ "أمين الصندوق" توحي بأن يكون المسؤول عن صندوق الرواتب والمكافآت أمينًا وفقا لما يوحي به اللفظ، لكن هيهات لما تظنون فمنهم من هو أسرق خلق الله، وأقرب للدناءة يمكن أن يبيع ذمته وإنسانيته بثمن بخس وبينه وبين الأمانة ما بين المريخ والأرض من مسافات، وتبقى استثناءات بسيطة لا تقوي اللفظ بقدر ما تعزز ما نقول.
ومثلها أمين السر في المحاكم الذي يفضح الأسرار على الغرماء والمتحاكمين ويفعل في الأحكام ما يفعله طلاب الثانوية في الامتحانات، وكل حكم وله وزنه وقيمته.
ومن الألفاظ التي فقدت شرفها لفظ" المحلل السياسي" وهو لفظ في ظاهره الرحمة لكن باطنه يأتي من قبله العذاب، وعندما نقول إنه لفظ فقد شرفه وعذريته فنحن نعني ما نقول ولذلك لأن المحلل السياسي لم يعد معنيًا بالتحليل من حلل الذي يعني: حل وفك وشرح ووضح وإنما أصبح معنيًا بالتحليل من الحل المأخوذ من الحلال والحرام والذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: لعن الله المحلل والمحلل له، على اعتبار أن المحلل يشبه التيس المستعار، وهذا ما هو حاصل مع بعض المحللين السياسيين العرب، وإذا تتبعنا الألفاظ المغتصبة التي فقدت المعنى الذي وُضِعَتْ من أجله وأخذت المعنى العكسي تماما ، فإن المقال لن يصل للنهاية، وحسبنا أن نشير إلى أن العرب كانت تسمى الأعمى بصيرًا والملدوغ سليمًا، أي أن الاسم يحمل عكس ما يصف وهذا ما هو حاصل هنا، فالمفسد أمسى صالحًا، والسارق شاطرًا، والجاهل مثقفًا وهلم جرًّا.
روعةُ الفكرِ والحرف والروافد، والأبنيةِ الرائعة المضمون والسبْك
الفلسفة والتناصّ والصور البلاغية ومُعجمُ رفضٍ ساخرٍ من كل أشكال الاعوجاج
مُدهشةٌ في كل ما تتبنينَ طرحَه وسَبْرَ أغوارِهِ والمُنافحةَ عنه
أحتاجُ ساعاتٍ أقضيها هنا لأُشبِعَ نهمي للجمال
سأحاول العودة وفي جَعبتي ما يليق
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 05-04-2021, 06:09 AM
المشاركة 3
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: عندما تفقد الألفاظ شرفها: معان لم تعد عذراء
فالمفسد أمسى صالحًا، والسارق شاطرًا، والجاهل مثقفًا وهلم جرًّا.
:
يُقالُ إن الشاطر هو قاطِعُ الطريق؛ فليتنا نَكفّ عن وصفِ كل ماهرٍ بأنه شاطر
وليكنِ السارقُ هنا ماهرًا

أحببتُ لفتَ النظر إلى المعلومة بتخصيص مُداخلةٍ لها
مع تركِها في أصل المنشور لمزيد انتباه

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 05-04-2021, 12:55 PM
المشاركة 4
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: عندما تفقد الألفاظ شرفها: معان لم تعد عذراء
تعتبر اللغة من أهم اكتشافات البشرية، وهي منحة إلهية اختص الله بها آدم واصطفاه بها وافترق بها الإنسان عن الحيوان كونه أصبح ناطقًا مفكرًا.من أجل ذلك عرف الفيلسوف" آرنست كاسير" الإنسان- في كتابه " فلسفة الحضارة" - بأنه: حيوان ذو رموز ، بمعنى أنه يستخدم اللغة والكلمات ليميز أشياء العالم المحيطة به بعضها عن بعض وليميز نفسه عن بقية الكائنات.
واللغة هي وعاء الفكر ومحتواه فالإنسان لا يستطيع أن يعبر عن نفسه وعن أفكاره إلا من خلال اللغة، ونستطيع أن نماهي بين الفكر وبين اللغة ونعتبرهما وجهين لعملة واحدة هي الإنسان باختصار.
واللغة كائن متطور باستمرار وتطورها جدلي بينها وبين الإنسان كلاهما يطور الآخر ويستفيد من تطوره، وكما قال المفكر " علي حرب" في كتابه( لعبة المعنى) أن اللغة تصنع الإنسان كما يصنعها في الوقت نفسه.
إلا أن الإنسان برجماتي بطبعه عمل ويعمل على تسخير اللغة لأهدافه ومآربه وذلك بتحميل اللفظ فوق طاقته وإكسابه معاني مغايرة لما وضع لها اللفظ أصلًا وذلك بتطويعه وترويضه واغتصابه كي يلد المعاني المحققة لغايات الإنسان التي يسعى لها.
وهذا لايعني أن اللفظ بريء تماما، وأن اللغة تامة الحياد، فإذا كان المتكلم يريد أن يقول شيئًا من خلال اللفظ، فإن الأخير يقول من خلال المتكلم أشياء، فاللفظ يتلون مثل الحرباء وبحسب السياق الذي يحدد المعنى وهو حمال أوجه وأوزار أيضًا.
وكما يرى الصادق النيهوم في كتابه " محنة ثقافة مزورة" أن اللغة وحدها- مثل العكاز وحده- أداةٌ تتوكأ عليها عبر جميع الطرق، وتدق كل الأبواب، لكنها لا تستطيع أن تقودك إلى البيت الذي تقصده حتى تعرف أنت طريق البيت وتدق بابه.
وإذا كان " مارتن لوثر" يرى أن العقل يمكن أن يستخدمه من شاء وأنى شاء.
وهناك ألفاظ أفرغها الإنسان من معناها الحقيقي التي وضعت له، إلى معنى مجازي.
بمعنى آخر أن الإنسان عمل على استخدام تلك الألفاظ كي تعطيه المعاني التي يريد في الوقت الذي يريد.
من تلك الالفاظ ( بيت مال المسلمين) ولا تعني حقيقة المعنى الذي وضعت من أجله وهو البيت الذي يحفظ فيه مال المسلمين لأخذه والانتفاع به وقت الحاجة وإنما انصرفت في الواقع إلى مخدر موضعي يمتص غضب المسلمين الذين لهم الحق في أموالهم لكنهم لايصلون إلى هذا الحق حتى يلج الجمل في سم الخياط.
إنه مال الحاكم أو- الخليفة- وأقاربه يتصرف فيه كيف شاء وأنى شاء ، وللمسلمين الاسم أو الصوت- ذلك أن الحروف المكونة للكلمات هي أصوات- وباعتبار أن العرب والمسلمين ظاهرة صوتية ترضى بالمجاز عن الواقع.
ويقابل اللفظ السابق في الوقت الحاضر لفظ" قصر الشعب" الموجود في كل الأقطار العربية ، والمفروض طبقا للفظ أن يستطيع الشعب أن يدخل إلى قصره في أي وقت وأن يقيم فيه ماشاء، لكن الواقع يقول العكس فالشعب لايملك من قصره شيئًا حتى مجرد المرور من أمامه بسلام دون أن تنهال عليه أسئلة العسس، ماذا ولماذا وهل؟
مع ملاحظة أن البيت الأبيض مقر الرئيس الأمريكي هو من يستحق أن يطلق عليه قصر الشعب لأن أي مواطن يستطيع أن يدخل إليه وأن يأخذ الصور للذكرى.
ودلالة اللفظ "أمين الصندوق" توحي بأن يكون المسؤول عن صندوق الرواتب والمكافآت أمينًا وفقا لما يوحي به اللفظ، لكن هيهات لما تظنون فمنهم من هو أسرق خلق الله، وأقرب للدناءة يمكن أن يبيع ذمته وإنسانيته بثمن بخس وبينه وبين الأمانة ما بين المريخ والأرض من مسافات، وتبقى استثناءات بسيطة لا تقوي اللفظ بقدر ما تعزز ما نقول.
ومثلها أمين السر في المحاكم الذي يفضح الأسرار على الغرماء والمتحاكمين ويفعل في الأحكام ما يفعله طلاب الثانوية في الامتحانات، وكل حكم وله وزنه وقيمته.
ومن الألفاظ التي فقدت شرفها لفظ" المحلل السياسي" وهو لفظ في ظاهره الرحمة لكن باطنه يأتي من قبله العذاب، وعندما نقول إنه لفظ فقد شرفه وعذريته فنحن نعني ما نقول ولذلك لأن المحلل السياسي لم يعد معنيًا بالتحليل من حلل الذي يعني: حل وفك وشرح ووضح وإنما أصبح معنيًا بالتحليل من الحل المأخوذ من الحلال والحرام والذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: لعن الله المحلل والمحلل له، على اعتبار أن المحلل يشبه التيس المستعار، وهذا ماهو حاصل مع بعض المحللين السياسيين العرب، وإذا تتبعنا الألفاظ المغتصبة التي فقدت المعنى الذي وُضِعَتْ من أجله وأخذت المعنى العكسي تماما، فإن المقال لن يصل للنهاية، وحسبنا أن نشير إلى أن العرب كانت تسمى الأعمى بصيرًا والملدوغ سليمًا، أي أن الاسم يحمل عكس ما يصف وهذا ما هو حاصل هنا، فالمفسد أمسى صالحًا، والسارق شاطرًا، والجاهل مثقفًا وهلم جرًّا.
طرح رائع وممتع.
أستاذتنا ياسمين أبدعت وأجدت حين شرحت بمبضعك الأدبي الراقي ظاهرة تناقض المصطلحات مع الواقع، واستعمالها كغطاء لمشروعية مزيفة.
تحياتي وتقديري.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عندما تفقد الألفاظ شرفها: معان لم تعد عذراء
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شهقات عشتها مع نص رواية عذراء سراييفو للروائي المغربي محمد غالمي رشيد عانين منبر القصص والروايات والمسرح . 2 06-21-2020 03:17 AM
المُمات في اللغة من الألفاظ سهر سليمان الراشد منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 11-01-2015 01:38 PM
عذراء الرمل سماح سالم منبر شعر التفعيلة 6 07-13-2011 10:34 PM
++ لا تفقد الطريق ++ أحمد فؤاد صوفي منبر البوح الهادئ 10 02-07-2011 10:43 AM
تفقد قلبك منال الشايع منبر الحوارات الثقافية العامة 1 12-30-2010 08:02 PM

الساعة الآن 06:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.