قديم 09-19-2010, 01:16 PM
المشاركة 41
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إن من صفات المؤمن ،أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل ..
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ، ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان .
كيف يذكر الإنسان ربه ؟..
هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء ..
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة ..

إن من نعم الله الخالق على عباده ..
أن العبد إذا خاف من الناس هرب منهم
وإذا خاف من خالقه هرب إليه
وعندما تقع المصيبة ما أشد حاجتنا لخالقنا ليرفع عنا آثار هذه المصيبة ويقوينا على احتمالها

أشكرك أخي حميد ..
لا زلت أتابعك



..... ناريمان
شكرا ً
للمتابعة ِ المتواصلة
أختي ناريمان
و لإضافاتك ِ القيمة
و قد أعجبني كثيرا ً قولك ِ:
[ إن من نعم الله الخالق على عباده ..
أن العبد إذا خاف من الناس هرب منهم
وإذا خاف من خالقه هرب إليه
]
حقا ً ....
لا ملجأ َ منَ اللهِ سبحانهُ
إلا إليه ِ .. !!!!
سأبقى بانتظار ما تبدعين
تقبلي تحيتي


19 / 9 / 2010

قديم 09-20-2010, 07:45 AM
المشاركة 42
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الذكر في الغفلة)
-------------------------------------
إن من المحطات التي يحتاج فيها المؤمن إلى مراقبة مضاعفة ، وإلى تأمل شديد :
لحظات ومجالس الغفلة عن ذكر الله عز وجل ..
فالإنسان الجالس في بيت من بيوت الله – عز وجل - هو في جو مذكر ..
ولهذا عندما يكون في المسجد الحرام ، يستحب له النظر إلى الكعبة ، حتى لو لم يكن ذاكرا ، فالذكر له مزية أخرى ..
ولكن المستحب هو النظر إلى الكعبة ، في غير صلاة ولا قراءة للقرآن الكريم ..
معنى ذلك أن أجواء المسجد الحرام ، والمكوث في المسجد الحرام ، من موجبات حياة القلب ورقته .

والعكس هو في المجالس التي هي في قبال مجالس الذكر :
كمجالس الأعراس ، أو اجتماع أهل الباطل على مائدة مثلا !..
الإنسان أحيانا يمكنه أن يجنب نفسه هذه المجالس ، فإذا رأى الجو لاهيا ساهيا ؛ يخرج باختياره ..
ولكن - بعض الأوقات - يبتلى الإنسان بحرج اجتماعي ، فلا يمكنه الخروج بسهولة ..
عندئذ المؤمن المراقب يحتاج إلى جو مضاعف من الذكر والالتفات القلبي .

ماذا نعمل في هذه المجالس ؟..
أولاً :
إن الالتفاتة الإلهية للعبد ، هي التفاتة ثابتة في كل الحالات ..
رب العالمين كما ينظر إلى المسجد ، ينظر إلى مجالس الحرام .. فالأكوان متساوية المثول بين يديه تعالى ؛ أي كل ما في الوجود بين يدي الله عز وجل ..
رب العالمين ينظر إلى المحراب ، وينظر إلى أماكن الحرام ؛ بمعنى أن النظر الإلهي ، والعين الإلهية المراقبة ؛ هي عين واحدة ..
وعليه ، فإنه لا فرق في هذه الرقابة الإلهية ، بين مجالس الطاعة ومجالس المعصية ..
وهذه الالتفاتة إلى النظرة الإلهية ، من موجبات انضباط العبد .

ثانياً :
نحن مأمورون بمضاعفة الذكر في مجالس الغفلة ..
فرق بين أن يكون الإنسان ذاكرا مع الطائفين ، أو مع الساعين ، أو مع الواقفين بأرض عرفة .. وبين أن يطلع رب العالمين على الأرض ، ليرى قوما غافلين في مجلس لهو أو حرام ، وهناك مؤمن في زاوية ، وهو يعيش الذكر الإلهي ..
من الممكن أن ينظر رب العالمين إلى هذا العبد نظرة لطف ..
إن الذي يقاوم الأعداء ويصمد أمامهم بينما يفر القوم ، هذا الإنسان له تميز ، وهو بعين الله عز وجل ..
كذلك الذاكر بين الغافلين ، أيضا له تميز في هذا المجال .

ثالثاً :
إن الإنسان بإمكانه أن يشغل نفسه بالذكر الخفي ، عن النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) قال :
( خير الذكر الخفيّ ) ..
و

( لا إله إلا الله )
ذكر شريف ، وامتيازه :
أن الإنسان يستطيع أن يلهج به دون أن يحرك شفيته ..
وبالتالي ، فإنه من الممكن أن يعوض هذه الغفلة في مجالس الغافلين ، بأن يشغل نفسه بهذا الذكر ، دون أن يشعر به أحد ؛ لئلا يتهم بالرياء .. فيخرج من ذلك المجلس ، وقد كتب في عداد الذاكرين .

20 / 9 / 2010

قديم 09-21-2010, 07:46 AM
المشاركة 43
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الأبدان المتميزة )
-------------------------------------

إن هناك تلازما واضحا بين عالم النفس والبدن :
مثلا :
الخوف من شؤون القلب ، ولكن هذا الخوف ينعكس على البدن ، وعندما يخجل الإنسان ينعكس ذلك على الوجه :
فإن من كلام العرب المعروف :
" حمرة الخجل ، وصفرة الوجل "
أي الحمرة عند حصول الخجل ، والصفرة عند حصول الخوف

إن في عالم التسافل ، النفس المنشغلة بالشهوات ، هذه الآثار الشهوية تنعكس على الأبدان ..
وفي عالم السير العلوي ؛ - السير الملكي لا البهيمي : حيث أن هناك حركة نحو البهائم في الإنسان ، وحركة نحو الملائكة ..
إن التسافل والتوجه لعالم البهائم ؛ فهو أضل من الدواب كما قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا } ..
وإن التوجه لعالم العلو ؛ أصبحت الملائكة خادمة له - .. في عالم العلو الذي ينشغل بالمعاني الإلهية السامية ، أيضا جسمه يتفاعل مع حالته القلبية .

ومن هنا نلاحظ أن المؤمن له صفات بدنية :
{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } ..
الجلود تلين والقلب يلين ، القلب يذكر والعين تدمع ..
فالمؤمن حتى جسمه جسم متميز : عينه ثرية بالدمع { تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا } ..
إذن ، هذا البدن بدن مبارك عند الله عز وجل ..
أحد المؤمنين بعد سنوات كُشف قبره ، فوجدوا أن جسده مازال سليما طريا ..
إن تحلل جسم الإنسان بعد الموت ؛ سنة إلهية .. وبالتالي ، فإن رب العالمين إذا منَّ على العبد بعد موته بسلامة بدنه ، وبقاء أعضائه سالمة ؛ فهذه كرامة ، ولطف إلهي بالعبد .

إن الإنسان الذي يدمن طاعة ربه ، ويتوجه إلى ربه توجها بليغا مركزا متصلا ؛ جسمه لا كجسم سائر الناس ..
ومن هنا لا نستبعد آثار البركات في هذا البدن ..
بعض المؤمنين عندما يضع يده على بدن مريض ، نلاحظ أن الله – عز وجل - يبارك في هذه اللمسة ، ويكون لها أثر .

فإذن ، إن المؤمن كما أن روحه روح متميزة ، روح عالية ؛ كذلك لبدنه تميز في عالم الأبدان ..
( أرواحكم في الأرواح ، ونفوسكم في النفوس ) ..

21 / 9 / 2010

قديم 09-22-2010, 04:19 AM
المشاركة 44
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( القلب حرم الله عز وجل )
-------------------------------------


إن هناك بعض الروايات في المجاميع الروائية ، هي رواية في جملة واحدة، ولكن تعد من الروايات المفتاحية الاستراتيجية..
إن في عالم السير الأنفسي والتهذيب الأخلاقي ، عندنا مجموعة من الروايات المفتاحية ، التي تنفتح منها أبواب كثيرة ..
قد يُفتح للبعض باب واحد ، وقد يُفتح للبعض عشرات الأبواب ..
فالإنسان كلما ترقى درجة ، كلما زاد استيعابه للحقائق الربوبية ، عن أمير المؤمنين ( عليه ِ السلام ) :
( إن هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها ) ؛ أي أكثرها استيعابا ..
فمن معاني شرح الصدر ، أن يتلقى القلب المعاني الإلهية بشكل واضح ومعمق .

أنه بإمكان الإنسان أن يعلق نفسه بأشياء كثيرة ، مثلا :
حب الزوجة من الإيمان ، وحب الأهل من الإيمان ، وحب الأوطان من الإيمان ؛ ولكن حب الله - عز وجل - لا يشاركه شيء .. وبعبارة أخرى :
إن جعلنا القلب بمثابة بناء له طوابق : فإن هناك طابقا لا يدخله أحد إلا هذا العنصر ، وهو الحب الإلهي ..
أما الطبقات السفلى فليكن لحب : الزوجة ، والأولاد ، وحب المال ؛ ولا مانع من ذلك ، قال صلى الله عليه وآله وسلم :
( من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ) ..
المؤمن يحب أشياء كثيرة في هذه الحياة، ولكن هناك نقطة في القلب ، أو جهة في القلب ، أو مكان في القلب ؛ هذا المكان لا يدخله إلا الله عز وجل .
لو تركت الأمر دون مجاهدة ، من الممكن أن يتسلل حب الله - عز وجل - من القلب ..
كما يحدث في بعض البلدان ، عندما تخفّ الرقابة على حدودها ، يتسلل بعض الأفراد بشكل غير قانوني إلى تلك البلاد ..
وكذلك إذا ترك القلب دون مراقبة ، قد تتسلل بعض الأمور إلى قلب المؤمن .. وبالتالي ، يسكن قلبه حب غير الله عز وجل .

إن الشيء إذا استقر في القلب يصبح أميرا ، فالزوجة إذا دخلت القلب -ا لمكان الذي هو وقف لله عز وجل - أصبحت هي التي تأمر وتنهى ، وإن كان الأمر يخالف الأمر الإلهي ..
عن علي -‏ عليه السلام - قال :
( يأتي على الناسِ زمان : همّتُهم بطونهم ، وشرفُهُم متاعهم ، وقبلتهم نساؤهم ، ودينهم دراهمهم ودنانيرهم ؛ أولئك شرار الخلق ، لا خلاق لهم ... ) ..
فالمرأة بعض الأوقات تتحول إلى صنم يعبد ، وكذلك العكس الرجل يتحول إلى صنم يُعبد ..
قد تأمر المرأة الرجل بأمر خلاف الشريعة ، فيرى الرجل نفسه مطيعا لها ؛ ومعنى ذلك أن هذا القلب خرج من كونه حرما لله عز وجل
.

22 / 9 / 2010

قديم 09-22-2010, 07:44 PM
المشاركة 45
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الأبدان المتميزة )
-------------------------------------

إن هناك تلازما واضحا بين عالم النفس والبدن :
مثلا :
الخوف من شؤون القلب ، ولكن هذا الخوف ينعكس على البدن ، وعندما يخجل الإنسان ينعكس ذلك على الوجه :
فإن من كلام العرب المعروف :
" حمرة الخجل ، وصفرة الوجل "
أي الحمرة عند حصول الخجل ، والصفرة عند حصول الخوف

إن في عالم التسافل ، النفس المنشغلة بالشهوات ، هذه الآثار الشهوية تنعكس على الأبدان ..
وفي عالم السير العلوي ؛ - السير الملكي لا البهيمي : حيث أن هناك حركة نحو البهائم في الإنسان ، وحركة نحو الملائكة ..
إن التسافل والتوجه لعالم البهائم ؛ فهو أضل من الدواب كما قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا } ..
وإن التوجه لعالم العلو ؛ أصبحت الملائكة خادمة له - .. في عالم العلو الذي ينشغل بالمعاني الإلهية السامية ، أيضا جسمه يتفاعل مع حالته القلبية .

ومن هنا نلاحظ أن المؤمن له صفات بدنية :
{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } ..
الجلود تلين والقلب يلين ، القلب يذكر والعين تدمع ..
فالمؤمن حتى جسمه جسم متميز : عينه ثرية بالدمع { تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا } ..
إذن ، هذا البدن بدن مبارك عند الله عز وجل ..
أحد المؤمنين بعد سنوات كُشف قبره ، فوجدوا أن جسده مازال سليما طريا ..
إن تحلل جسم الإنسان بعد الموت ؛ سنة إلهية .. وبالتالي ، فإن رب العالمين إذا منَّ على العبد بعد موته بسلامة بدنه ، وبقاء أعضائه سالمة ؛ فهذه كرامة ، ولطف إلهي بالعبد .

إن الإنسان الذي يدمن طاعة ربه ، ويتوجه إلى ربه توجها بليغا مركزا متصلا ؛ جسمه لا كجسم سائر الناس ..
ومن هنا لا نستبعد آثار البركات في هذا البدن ..
بعض المؤمنين عندما يضع يده على بدن مريض ، نلاحظ أن الله – عز وجل - يبارك في هذه اللمسة ، ويكون لها أثر .

فإذن ، إن المؤمن كما أن روحه روح متميزة ، روح عالية ؛ كذلك لبدنه تميز في عالم الأبدان ..
( أرواحكم في الأرواح ، ونفوسكم في النفوس ) ..

21 / 9 / 2010
يا سبحانك يا الله
رائع جداً ما جاء هنا ..
وهذا تأكيد على أن البدن جزء يؤازر النفس والروح في تكوين الانسان
فكما أن الروح والنفس في الانسان يقبلان على الله فإن الجسد يتبعهما في هذا الاقبال
اللهم ارزقنا خشيتك والحياء منك يا الله
أشكرك أخي حميد
فهل من مزيد ؟؟


تحية ... ناريمان

قديم 09-23-2010, 01:18 AM
المشاركة 46
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الوصول إلى الله عز وجل )
-------------------------------------
إن البعض عندما يستمع إلى الأحاديث التي تدور حول صلاة الليل ، وقيام الليل ، وبركات الأسحار ؛ فإنه يرى أن هذه الدرجات درجات عليا جدا لا تنال ، وكأنها تحتاج إلى مجاهدة غير متحملة ..
والحال : أن الأمر ليس كذلك، فعن أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) :
( إذا هِبتَ أمرا فقع فيه ، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منهؤ )!..
فالذي يرى أن قيام الليل ثقيل عليه ، ما عليه إلا أن يجرب ، فالإنسان المؤمن له همة عالية !..
أما شدة خوف الإنسان من بعض الأمور المهمة ، فإنها تمنعه من الوصول إلى الدرجات العليا .
إن البعض يستثقل القيام في السحر ، وذلك بدعوى أن نفس القيام يحتاج إلى مجاهدة ، فكيف يتوجه في صلاته ، وهو مثقل بالنعاس ؟..
إن التوجه والإقبال من باب الاستحسان المطلوب في الفرائض ، وفي المستحبات كذلك ..
ولكن في خصوص صلاة الليل - والله العال م- نفس قيام الليل ، وهجران الفراش ؛ فيه ملاك !..
حتى لو صلى الإنسان صلاة الليل وهو مدبر ، أو متناعس ؛ فإن هذا القيام في حد نفسه أمر مبارك ، ورب العالمين يحب هذه الحركة .
إن الإنسان قد ينام - أحيانا - في السجود الأخير من صلاة الليل ، إلى أن يستيقظ لصلاة الفجر ..
أو لا تحتمل أن الله - عز وجل - يحب هذا المنظر الجميل :
مؤمن قام من دون أي إلزام ، وألزم نفسه أن يقف بين يدي ربه ، فخشع في ركعتين ولم يخشع في الباقي ؟..
عن رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ آلهِ و سلم ) :
( يا أبا ذر ! .. إنّ ربك - عزَّ وجلَّ - يباهي الملائكة بثلاثة نفر ـ إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ ورجل قام من الليل فصلّى وحده ، فسجد ونام وهو ساجد ، فيقول الله تعالى : اُنظروا إلى عبدي !.. روحه عندي وجسده في طاعتي ساجد ) .
( إن الوصول إلى الله - عزّ وجل - سفر ، لا يدرك إلا بامتطاء الليل ) ..
إنها عبارة راقية جدا !..
أولاً : الوصول سفر ..
إن هذه العبارة ترفع الاستيحاش الذي لدى البعض ، حيث أن البعض يستوحش من كلمة : السير، والسفر..
الفرار فروا إلى الله
السفر إلى الله
آه ! .. آه ! .. من قلة الزاد ، وبُعد السفر ، ووحشة الطريق

إلى آخره من هذه التعابير التي تشعر المؤمن أن له سفرا إلى الله عز وجل.
ثانياً : الدابة هي الليل ..
هذا السفر له دابة ، وهذه الدابة متمثلة في الليل ..
فالذي ليس له ليل ، وليس له قيام ليل ؛ من الممكن أن يصل إلى بعض الدرجات ..
ولكن هذا بمثابة الإنسان الراجل لا الراكب :
فالراجل قد يصل ، ولكن بعد جهد جهيد ، ومشقة عالية ؛ بخلاف الذي يركب الدابة ، فيصل إلى المبتغى في أسرع وقت وأيسر حال !..
أما أهل قيام الليل ، فإنهم يصلون إلى الله - عز وجل - وصول الراكبين ، لا وصول الراجلين ......

22 / 9 / 2010

قديم 09-23-2010, 05:47 AM
المشاركة 47
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الإقبال منحه إلهية )
-------------------------------------

إن البعض منا عندما يتشرف بزيارة المشاهد المشرفة ، وعلى رأس المشاهد الحرمين الشريفين ؛ فإنه يعيش حالة من حالات رقة القلب وإقباله َ ..
بحيث عندما يرجع إلى وطنه ، وهو بين أهله وأولاده ؛ يعيش حالة الغربة ، وذلك لأن قلبه متعلق في المكان الذي كان فيه .. هذه حالة إيجابية جميلة ، ولكن :
أولاً :
إن المؤمن لا ينخدع بهذه الحالات ، فهذه حالات موسمية ..
لأن ما هو فيه من الإقبال القلبي عند الكعبة ؛ هو من شرافة الكعبة ..
فهو لم يتغير ، ومازال كما كان قبل مجيئه إلى هذه المشاهد المشرفة ، من قسوة القلب ..
وعليه ، فإن هذه من شؤون الضيافة ، ضيافة رب العالمين في هذه الأماكن المباركة ..
حيث أن لكل قادم كرامة ، والإنسان عندما يزور ملكا من ملوك الدنيا ، فإن غاية إكرامه أن يعطيه طعاما شهيا ،
أو مالا وفيرا ..
أما رب العالمين ، فإنه لا يعطي الزائر لا الطعام ولا المال ، بل يعطيه إقبالا ، ويعطيه رقة ، ويعطيه دمعة ..
حتى أن أقل الناس إيمانا ، لا يستبدل هذه الحالة الروحية بشيء ..
مثلا :
لو قيل له أثناء طوافه ، وهو مقبل :
اخرج خارج المسجد ، وتناول طعاما شهيا !..
فإن هذا الإنسان يضحك على هذا العرض ..
إذن حالة الإقبال هذه منحة إلهية ، ولطف إلهي .
ثانياً :
الفخر كل الفخر أن نستصحب هذه الحالة ونحن في أوطاننا ، بعض العلماء يقول :
فرق بين الحال ، وبين المقام ..
ما نحن فيه في المشاهد المشرفة ؛ حالات إيجابية ..
ولكن عندما تزول هذه الحالة ، نعرف أننا لم نصل إلى رتبة ثابتة ، وإلى مقام منيع ..
المهم أن يكون الإنسان في هذه الحالة ، وهو خارج المشاهد .
ثالثاً :
إن الزيارة المتميزة هي : الأولى ، والأخيرة ..
الأولى يغلب عليها الشوق والفرح الشديد ، والأخيرة فيها ألم الفراق والبعد .. هذا شوق مقدس ، وهذا حزن مقدس ..
لذا ، فإنه من المناسب في ساعة الفراق ، أن نخاطب رب العالمين إن كنا في الكعبة المشرفة ، أو أن نخاطب النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) إن كنا في حرمه الشريف ، أنه :
يا مولاي !.. أنا استمتعت بجواركم هذه الليالي والأيام ، فلا تسلب مني صالح ما أعطيتني أبدا !..
أي أذقتني حلاوة الأنس ، وحلاوة الذكر ..
فليس من موجبات الإكرام الكامل ، أن تقرن حلاوة الأنس ، بمرارة الهجران والبعد .. والكريم لا يتبع إحسانه بهذ ا الأمر !..
وعليه ، فإننا في ساعة الوداع نطلب من رب العالمين أن لا يسلب منا هذه الحالة ..
إذ أن هناك فرقا بين إنسان يرجع إلى وطنه ، ورب العالمين لا يلتفت إليه بعد ذلك .. وبين إنسان يُتبنى ويُتكفل ، وهو في وطنه ..
فالنبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) الذي زاره ، ينظر إليه بعين اللطف والكرامة .

23 / 9 / 2010

قديم 09-23-2010, 11:36 AM
المشاركة 48
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


جزاك الله خيرا ً كثيرا ً استاذ حميد وبارك فيك , نسأل الله الإخلاص في العمل والإقبال عليه كما يحب ربنا ويرضى .

يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ،

وإن تقرب إلي شبرا ًتقربت إليه ذراعا ً، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) صحيح البخاري .

قديم 09-23-2010, 03:41 PM
المشاركة 49
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
إن البعض منا عندما يتشرف بزيارة المشاهد المشرفة ، وعلى رأس المشاهد الحرمين الشريفين ؛ فإنه يعيش حالة من حالات رقة القلب وإقباله َ ..
بحيث عندما يرجع إلى وطنه ، وهو بين أهله وأولاده ؛ يعيش حالة الغربة ، وذلك لأن قلبه متعلق في المكان الذي كان فيه .. هذه حالة إيجابية جميلة ،


هذا صحيح مئة بالمئة
فوالله ما أتمناه أن أعود مرة أخرى أعيش في السعودية لكثرة اشتياقي للكعبة المشرفة وأحن إليها حنين الأم لطفلها

ومن المعروف أن ألفة ما تنشأ بين الإنسان والمكان الذي يعيش فيه بعضاً من عمره

بارك الله فيك أخي حميد
أتابع هذا الزاد بشوق




تحية ... ناريمان

قديم 09-24-2010, 06:15 AM
المشاركة 50
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا ً
أختي ناريمان
و
أخي عبد السلام
و
لكل الأحبة
الذين َ يمرونَ من هنا
يُلقون َ بتحيتهم
و يتركونَ
على الطريق ِ
آثارا ً تفوحُ عطرا ًزكيا ً
من
جمال ِ روحهم
و إليكم كلكم
هاكم تزودوا :


بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( استثمار البلاء )
-------------------------------------

إن من الأمور البديهية ، أن المؤمن يمر بساعات ابتلاء ومصيبة ..
فمنذ أن يولد الإنسان إلى أن يموت ، يمر بانتكاسات كثيرة ، حتى ملوك الأرض يعيشون هذه الانتكاسات ، من منا تستقيم له جميع أمور الحياة ؟..
كما يقول الشاعر :
وما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا يشتهي السفن
إن للبلاء أنواعا مختلفة ، كما ورد في القرآن الكريم :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } ..
والذين يصابون بشيء من هذه المصائب يقولون : { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }..
البعض منا يلهج بهذه العبارة عندما يسمع بموت ولده ، أو خسارة أمواله ..
ولكن هذه العبارة لا توجب له أنسا ، ولا ارتياحا ، ولا تخفيفا ؛ فالأثر ليس في هذه الكلمة ..
{ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ } ؛ ليس بمعنى إمرار اللفظ على اللسان ، وإنما بمعنى استيعاب هذه الحقيقة : { إِنَّا لِلَّهِ } ؛ فالمؤمن عندما يلتفت إلى أن كل ما يملكه هو لله عز وجل ، يعلم أن هذا الولد الذي فقده لم يكن ملكا له ؛ بل هو ملك لله عز وجل ..
عندما أعطاه هذا الولد ، كتب في مقدراته :
أن هذه الأمانة عنده لعشرين سنة ، فمن البداية كانت الأمانة مؤقتة .. وبالتالي ، فإن الذي تسلب منه هذه النعم ؛ مالا ًكان أو شخصا ًيقول :
{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } .

إن هذا الولد سلب منه ، ولكن ما ضاع إن كان صالحا بارا تقيا .. هو بالموت افترق عنه ، ولكن هناك لقاء في عالم البرزخ ، وهناك لقاء في عرصات القيامة ..
وهب أنه لم يلتق بابنه في عالم البرزخ ، ولا في عرصات القيامة .. أو لا تعلم أن الله - عز وجل - يجمع شمل الأسرة المؤمنة في درجات الجنة ؟..
هذا اللطف ليس للجميع ، إنما يجمع شمل بعض الأسر المتميزة في الحياة الدنيا ، إلى درجة أن المؤمن ينظر إلى هذا المجمع والملتقى الأسري ، فيفتقد خادمته ..
قال رسول الله ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( ما من أهل بيت يدخل واحد منهم الجنة ، إلا دخلوا أجمعين الجنة ، قيل : وكيف ذلك ؟.. قال : يشفع فيهم فيُشفّع حتى يبقى الخادم ، فيقول : يارب !.. خويدمتي قد كانت تقيني الحرّ والقرّ ، فيُشفّع فيها ) .

فإذن ، إن الانفصال انفصال مؤقت ، ولكن انظروا إلى الجائزة الكبرى :
{ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } ..
الذي فُقد له ولد ، هذا الفقد فقد أبدي ، ولكن الرحمة الإلهية غامرة له إلى ساعة الموت ..
فرق بين أن يفقد الإنسان ألف دينار مثلا ، ثم يكسب ألف دينار ، فهو رجع إلى ما كان عليه ..
وبين إنسان مات أعز ولده ، هذا الإنسان ملفوف بغلاف من الرحمة الإلهية الغامرة ، ولكن بشرط :
الرضا بقضاء الله وقدره أولا ، والتسليم له ثانيا، ومحبة ما كتب الله - عز وجل - له ثالثا ..


24 / 9 / 2010


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 05-26-2017 11:42 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 04:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.