قديم 05-06-2022, 12:38 PM
المشاركة 81
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
عفو عمر بن الخطاب

قدم عيينة بن حصن الفزاري على ابن أخيه الحر بن قيس، وطلب أن يستأذن له على عمر، فاستأذن له على عمر رضي الله تعالى عنه، فلما دخل على عمر رضي الله عنه، قال لـ عمر: هيه يا ابن الخطاب!، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل.
فلما قال ذلك، غضب عمر غضباً شديداً، وهم أن يوقع به؛ لأنه كذاب يكذب على عمر رضي الله تعالى عنه، فلما أراد معاقبته إذا بـ الحر بن قيس يقول لـ عمر رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين! إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]، وإن هذا من الجاهلين.
فلما سمع الآية التي خوطب بها النبي صلى الله عليه وسلم كأنه صُبَّ عليه ماء بارد، فسكت وسكن غضبه، وكان وقافاً عند كتاب الله سبحانه وتعالى.
قال ابن عباس: والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب الله، فهدأ وسكت رضي الله عنه وأعرض عنه لكونه جاهلاً.

قديم 05-23-2022, 06:31 AM
المشاركة 82
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
ليتني مثلُ سالم بمُلكي كلِّه
__________________________

حج الخليفة الأُمويّ "سليمانُ بنُ عبدالملك" ذات مرةٍ، وبينما هو يطوف بالبيت رأى سالما بنَ عبدالله بنِ عمر بنِ الخطاب، وحذاءه المقطعة في يده، وعليه ملابس لا تساوي ثلاثة دراهم...

فاقترب منه وسلم عليه ثم قال له: يا سالم ألك إليّ حاجة؟!
فنظر إليه سالم مستغربًا غاضبًا، ثم قال له :
أما تستحي ونحن في بيت الله، وتريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله ؟
فظهر على وجه الخليفة الإحراج والخجل الشديدان فترك سالم وأكمل طوافه.

ثم أخذ يراقبه ولما رآه خارجًا من الحرم لحق به، وقال له:
يا سالم أبيتَ أن تعرض عليَّ حاجتك في الحرم فاسألني الآن وأنت خارجه.
فقال له سالم: هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟!
قال الخليفة:
يا سالم من حوائج الدنيا، أما حوائج الآخرة فلا يُسأل فيها إلا الله.
فقال سالم :
يا سليمان والله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا ممن يملك الدنيا، فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟!..
عندها دمعت عينا الخليفة سليمان بن عبدالملك وقال مقولته المشهورة: (ليتني مثل سالم بمُلكي كله) !!!
هكذا كانت الدنيا وزخرفها قد سقطت من أعين العارفين بالله
فما بالنا اليوم نخاصم من أجلها ونصالح من أجلها
ونحب ونكره لأجلها؟!


قديم 06-19-2022, 08:21 PM
المشاركة 83
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
أكرم رجل

روى ابن كثير في البدايةِ والنهاية،
أنه لمَّا أفضتْ الخِلافة إلى بني العباس، اختفى رجالٌ من بني أُمية منهم إبراهيم بن سُليمان، ولم يزلْ مُختفياً حتى أعطاه أبو العباس السَّفاح أماناً،
وأدناه منه لِما كانَ فيه من علمٍ وأدب،
وفي ذات يوم قالَ له السَّفاح: يا إبراهيم قد لبثْتَ زماناً مُختفياً منا، فحدِّثني بأعجبِ شيءٍ كانَ في اختفائك!
فقالَ له إبراهيم: خرجتُ إلى الكوفة متنكراً، فلقيتُ في الطريقِ رجلاً حسن الهيئة، وهو راكب فرساً ومعه جماعة من أصحابه. فلمَّا رآني مُرتاباً قالَ لي: ألكَ حاجة؟
قلتُ: غريبٌ خائفٌ من القتل!
فقالَ لي: ادخُلْ داري!
وأكرمَ ضيافتي، وأقمتُ عنده طويلاً فمَا سألني مَن أنا، ولا ما حاجتي! وكانَ كل يوم يخرجُ صباحاً ويعودُ مساءً كالمُتأسِّفِ على شيءٍ فاته!
فقلتُ له: كأنكَ تطلبُ شيئاً؟
فقال: نعم، إبراهيم بن سُليمان قتلَ أبي، وقد بَلَغَني أنه مُتَخَفٍّ وأنا أبحثُ عنه!
فضاقتْ بي الدنيا، وقلتُ في نفسي: قادتني قدماي إلى حتفي!
ثم قلتُ له: هل أدلكَ على قاتلِ أبيك؟
فقال: أوتعرفه؟
قلتُ: نعم، أنا إبراهيم بن سُليمان!
فتغيَّرَ لونه، واحمرَّتْ عيناه، وسكتَ ساعة، ثم قال: أمَّا أبي فسيلقاكَ يوم القيامة عند حاكمٍ عدل! وأمَّا أنا فلا آمن عليكَ من نفسي، ولا أُريد أن أقتلَ ضيفي!
ثم قامَ إلى صندوقٍ له، وأخرجَ منه صرةً من الدراهم،
وقال: خُذْها، واستَعِنْ بها على اختفائك، فإنَّ القوم أيضاً يطلبونك!
فهذا أكرم رجلٍ رأيته يا أمير المؤمنين!



قديم 06-22-2022, 04:40 AM
المشاركة 84
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
أكرم رجل

روى ابن كثير في البدايةِ والنهاية،
أنه لمَّا أفضتْ الخِلافة إلى بني العباس، اختفى رجالٌ من بني أُمية منهم إبراهيم بن سُليمان، ولم يزلْ مُختفياً حتى أعطاه أبو العباس السَّفاح أماناً،
وأدناه منه لِما كانَ فيه من علمٍ وأدب،
وفي ذات يوم قالَ له السَّفاح: يا إبراهيم قد لبثْتَ زماناً مُختفياً منا، فحدِّثني بأعجبِ شيءٍ كانَ في اختفائك!
فقالَ له إبراهيم: خرجتُ إلى الكوفة متنكراً، فلقيتُ في الطريقِ رجلاً حسن الهيئة، وهو راكب فرساً ومعه جماعة من أصحابه. فلمَّا رآني مُرتاباً قالَ لي: ألكَ حاجة؟
قلتُ: غريبٌ خائفٌ من القتل!
فقالَ لي: ادخُلْ داري!
وأكرمَ ضيافتي، وأقمتُ عنده طويلاً فمَا سألني مَن أنا، ولا ما حاجتي! وكانَ كل يوم يخرجُ صباحاً ويعودُ مساءً كالمُتأسِّفِ على شيءٍ فاته!
فقلتُ له: كأنكَ تطلبُ شيئاً؟
فقال: نعم، إبراهيم بن سُليمان قتلَ أبي، وقد بَلَغَني أنه مُتَخَفٍّ وأنا أبحثُ عنه!
فضاقتْ بي الدنيا، وقلتُ في نفسي: قادتني قدماي إلى حتفي!
ثم قلتُ له: هل أدلكَ على قاتلِ أبيك؟
فقال: أوتعرفه؟
قلتُ: نعم، أنا إبراهيم بن سُليمان!
فتغيَّرَ لونه، واحمرَّتْ عيناه، وسكتَ ساعة، ثم قال: أمَّا أبي فسيلقاكَ يوم القيامة عند حاكمٍ عدل! وأمَّا أنا فلا آمن عليكَ من نفسي، ولا أُريد أن أقتلَ ضيفي!
ثم قامَ إلى صندوقٍ له، وأخرجَ منه صرةً من الدراهم،
وقال: خُذْها، واستَعِنْ بها على اختفائك، فإنَّ القوم أيضاً يطلبونك!
فهذا أكرم رجلٍ رأيته يا أمير المؤمنين!


حقًّا إنه كرمٌ يسعى على قَدمَين وعفوٌ عند المَقدرةِ لم تَرَهُ عَين
قصةٌ من أعجبِ ما قرأتُ على الرغم من اجتهادي في التوقُّع!
جزاك الله خيرًا مُشرفنا الرائع على روعاتِ النقل

قديم 07-12-2022, 02:50 PM
المشاركة 85
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
‏قال ابن جرير الطبري رحمه الله :

كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلًا من خرسان ينادي ويقول: يا معشر الحجاج، يا أهل ‎مكة من الحاضر والبادي فقدت كيسًا فيه ألف دينار فمن رده إلى جزاه اللّه خيرًا وأعتقه من النار وله الأجر والثواب يوم الحساب، فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له: ‏يا خرساني:
بلدنا حالتها شديدة، وأيام الحج معدودة، ومواسمه محدودة، وأبواب الكسب مسدودة، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير، يطمع في عهد عليك، لو رد المال إليك، تمنحه شيئًا يسيرًا، ومالًا حلالًا .
قال الخرساني: فما مقدار و كم يريد؟
‏قال الشيخ الكبير: يريد العشر، مائة دينار، عشر الألف.
فلم يرض الخرساني وقال :
لا أفعل ولكنى أفوض أمره إلى اللّه، وأشكوه إليه يوم نلقاه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال ابن جرير الطبري: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير، وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير!
‏فتبعته حتى عاد إلى منزله، فكان كما ظننت، سمعته ينادى على امرأته ويقول: يا لبابة
فقالت له: لبيك أبا غياث
قال: وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا، فقلت له: أعطنا منه مائة دينار، فأبى وفوض أمره إلى اللّه، ماذا أفعل يا لبابة؟ لابد لي من رده، إني أخاف ربي
‏فقالت له زوجته: يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ 50 سنة ولك 4 بنات وأختان وأنا وأمي، وأنت تاسعنا، لا شاة لنا ولا مرعى، خذ المال كله، أشبعنا منه فإننا جوعى واكسنا به فأنت بحالنا أوعى، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك، أو يقضي اللّه دينك
‏فقال لها يا لبابة: أآكل حراما بعد ما بلغت من العمر الكبر، وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقري، وأستوجب غضب الجبار، وأنا قريب من قبري، لا واللّه لا أفعل.
قال ابن جرير الطبري: فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ؟!
‏فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادي كما بالأمس. فقام إليه الشيخ الكبير، وقال: يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك، وبلدنا واللّه قليلة الزرع والضرع، فجد على من وجد المال بشيء حتى لا يخالف الشرع، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ‏فإن وقع مالك في يد رجل يخاف اللّه عز وجل، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة، يكون لهم فيها ستر وصيانة، وكفاف وأمانة.
فقال له الخرساني: لا أفعل، وأحتسب مالي عند اللّه، وأشكوه إليه يوم نلقاه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
‏ثم كان اليوم التالي فنادى صاحب الدنانير ذلك النداء بعينه
فقام إليه الشيخ الكبير فقال له: يا خرساني، قلت لك أول أمس امنح من وجده 100 دينار فأبيت ثم 10 فأبيت، فهلا منحت من وجده دينارا واحدا، يشتري بنصفه إربة يطلبها، وبالنصف الأخر شاة يحلبها، فيسقى الناس ويكتسب ويطعم أولاده ويحتسب
‏قال الخرساني: لا أفعل ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل
فجذبه الشيخ الكبير، وقال له: تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدت هذا المال.
‏يقول ابن جرير: فذهب مع صاحب الدنانير، وتبعتهما، حتى دخل الشيخ منزله، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال: خذ مالك، وأسأل اللّه أن يعفو عني، ويرزقني من فضله.
فأخذها الخرساني وأراد الخروج، فلما بلغ باب الدار، قال:
يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لي ثلاثة آلاف دينار، وقال لي:
‏أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك، فربطتها في هذا الكيس حتى أنفقه على من يستحق، واللّه ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى ههنا رجلًا أولى بها منك، فخذه بارك اللّه لك فيه ، وجزاك خيرًا على أمانتك ، وصبرك على فقرك، ثم ذهب وترك المال
‏فقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول: رحم اللّه صاحب المال في قبره وبارك اللّه في ولده.


قديم 09-23-2023, 02:48 AM
المشاركة 86
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
‏قال ابن جرير الطبري رحمه الله :

كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلًا من خرسان ينادي ويقول: يا معشر الحجاج، يا أهل ‎مكة من الحاضر والبادي فقدت كيسًا فيه ألف دينار فمن رده إلى جزاه اللّه خيرًا وأعتقه من النار وله الأجر والثواب يوم الحساب، فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له: ‏يا خرساني:
بلدنا حالتها شديدة، وأيام الحج معدودة، ومواسمه محدودة، وأبواب الكسب مسدودة، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير، يطمع في عهد عليك، لو رد المال إليك، تمنحه شيئًا يسيرًا، ومالًا حلالًا .
قال الخرساني: فما مقدار و كم يريد؟
‏قال الشيخ الكبير: يريد العشر، مائة دينار، عشر الألف.
فلم يرض الخرساني وقال :
لا أفعل ولكنى أفوض أمره إلى اللّه، وأشكوه إليه يوم نلقاه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال ابن جرير الطبري: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير، وقد وجد كيس الدنانير ويطمع في جزء يسير!
‏فتبعته حتى عاد إلى منزله، فكان كما ظننت، سمعته ينادى على امرأته ويقول: يا لبابة
فقالت له: لبيك أبا غياث
قال: وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا، فقلت له: أعطنا منه مائة دينار، فأبى وفوض أمره إلى اللّه، ماذا أفعل يا لبابة؟ لابد لي من رده، إني أخاف ربي
‏فقالت له زوجته: يا رجل نحن نقاسي الفقر معك منذ 50 سنة ولك 4 بنات وأختان وأنا وأمي، وأنت تاسعنا، لا شاة لنا ولا مرعى، خذ المال كله، أشبعنا منه فإننا جوعى واكسنا به فأنت بحالنا أوعى، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك، فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك، أو يقضي اللّه دينك
‏فقال لها يا لبابة: أآكل حراما بعد ما بلغت من العمر الكبر، وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقري، وأستوجب غضب الجبار، وأنا قريب من قبري، لا واللّه لا أفعل.
قال ابن جرير الطبري: فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته ؟!
‏فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادي كما بالأمس. فقام إليه الشيخ الكبير، وقال: يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك، وبلدنا واللّه قليلة الزرع والضرع، فجد على من وجد المال بشيء حتى لا يخالف الشرع، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ‏فإن وقع مالك في يد رجل يخاف اللّه عز وجل، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة، يكون لهم فيها ستر وصيانة، وكفاف وأمانة.
فقال له الخرساني: لا أفعل، وأحتسب مالي عند اللّه، وأشكوه إليه يوم نلقاه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
‏ثم كان اليوم التالي فنادى صاحب الدنانير ذلك النداء بعينه
فقام إليه الشيخ الكبير فقال له: يا خرساني، قلت لك أول أمس امنح من وجده 100 دينار فأبيت ثم 10 فأبيت، فهلا منحت من وجده دينارا واحدا، يشتري بنصفه إربة يطلبها، وبالنصف الأخر شاة يحلبها، فيسقى الناس ويكتسب ويطعم أولاده ويحتسب
‏قال الخرساني: لا أفعل ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل
فجذبه الشيخ الكبير، وقال له: تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدت هذا المال.
‏يقول ابن جرير: فذهب مع صاحب الدنانير، وتبعتهما، حتى دخل الشيخ منزله، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال: خذ مالك، وأسأل اللّه أن يعفو عني، ويرزقني من فضله.
فأخذها الخرساني وأراد الخروج، فلما بلغ باب الدار، قال:
يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لي ثلاثة آلاف دينار، وقال لي:
‏أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك، فربطتها في هذا الكيس حتى أنفقه على من يستحق، واللّه ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى ههنا رجلًا أولى بها منك، فخذه بارك اللّه لك فيه ، وجزاك خيرًا على أمانتك ، وصبرك على فقرك، ثم ذهب وترك المال
‏فقام الشيخ الكبير يبكى ويدعو الله ويقول: رحم اللّه صاحب المال في قبره وبارك اللّه في ولده.


اللهم آآآآآآآآآآآآآآمين ومن نقل إلينا هذه الروائع

مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/
قديم 09-23-2023, 02:51 AM
المشاركة 87
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية

التابعي أويس القرني


حج بالناس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة ثلاث وعشرين، قبيل استشهاده بأيام، وكان شغله الشاغل في حجه البحث عن رجل من رعيته من التابعين يريد مقابلته، وصعد عمر جبل أبا قبيس وأطل على الحجيج، ونادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن، أفيكم أويس من مراد؟

فقام شيخ طويل اللحية من قرن، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك قد أكثرت السؤال عن أويس هذا، وما فينا أحد اسمه أويس إلا ابن أخ لي يقال له: أويس، فأنا عمه، وهو حقير بين أظهرنا، خامل الذكر، وأقل مالاً، وأوهن أمراً من أن يرفع إليك ذكره.

فسكت عمر- كأنه لا يريده - ثم قال: يا شيخ، وأين ابن أخيك هذا الذي تزعم؟

أهو معنا بالحرم؟ قال الشيخ: نعم يا أمير المؤمنين، هو معنا في الحرم، غير أنّه في أراك عرفة يرعى إبلاً لنا.

فركب عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - على حمارين لهما، وخرجا من مكة، وأسرعا إلى أراك عرفة، ثم جعلا يتخللان الشجر ويطلبانه، فإذا هما به في طمرين من صوف أبيض، قد صف قدميه يصلي إلى الشجرة وقد رمى ببصره إلى موضع سجوده، وألقى يديه على صدره والإبل حوله ترعى - قال عمر لعلي - رضي الله عنهما -: يا أبا الحسن، إن كان في الدنيا أويس القرني فهذا هو، وهذه صفته، ثم نزلا عن حماريهما وشدا بهما إلى أراكه ثم أقبلا يريدانه.

فلما سمع أويس حسّهما أوجز في صلاته، ثم تشهّد وسلم وتقدما إليه فقالا له: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال أويس: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فقال عمر- رضي الله عنه -: من الرجل؟ قال: راعي إبل وأجير للقوم، فقال عمر: ليس عن الرعاية أسألك ولا عن الإجارة، إنما أسألك عن اسمك، فمن أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا عبدالله وابن أمته، فقالا: قد علمنا أنّ كل من في السماوات والأرض عبيد الله، وإنّا لنقسم عليك إلا أخبرتنا باسمك الذي سمّتك به أمّك، قال: يا هذان ما تريدان إلي؟ أنا أويس بن عبدالله، فقال عمر رضي الله عنه: الله أكبر، يجب أن توضح عن شقك الأيسر، قال: وما حاجتكما إلى ذلك؟ فقال له علي - رضي الله عنه -: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفك لنا، وقد وجدنا الصفة كما خبرنا، غير أنّه أعلمنا أن بشقك الأيسر لمعة بيضاء كمقدار الدينار أو الدرهم، ونحن نحب أن ننظر إلى ذلك، فأوضح لهما ذلك عن شقه الأيسر.

فلما نظر علي وعمر - رضي الله عنهما - إلى اللمعة البيضاء ابتدروا أيهما يقبل قبل صاحبه، وقالا: يا أويس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرئك منه السلام، وأمرنا أن نسألك أن تستغفر لنا، فإن رأيت أن تستغفر لنا - يرحمك الله - فقد أخبرنا بأنك سيد التابعين، وأنّك تشفع يوم القيامة في عدد ربيعة ومضر.

فبكى أويس بكاء شديدًا، ثم قال: عسى أن يكون ذلك غيري، فقال علي - رضي الله عنه -: إنا قد تيقنا أنك هو، لا شك في ذلك، فادعُ الله لنا رحمك الله بدعوة وأنت محسن، فقال أويس: ما أخص باستغفارٍ نفسي، ولا أحدًا من ولد آدم، ولكنه في البر والبحر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في ظلم الليل وضياء النهار، ولكن من أنتما يرحمكما الله؟ فإني قد خبرتكما وشهرت لكما أمري، ولم أحب أن يعلم بمكاني أحد من الناس، فقال علي - رضي الله عنه -: أما هذا فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وأما أنا فعلي بن أبي طالب، فوثب أويس فرحاً مستبشرًا فعانقهما وسلم عليهما ورحب بهما، وقال: جزاكما الله عن هذه الأمة خيرًا، قالا: وأنت جزاك الله عن نفسك خيرًا.

ثم قال أويس: ومثلي يستغفر لأمثالكما؟ فقالا: نعم، إنا قد احتجنا إلى ذلك منك، فخُصّنا - رحمك الله - منك بدعوة حتى نؤمِّن على دعائك، فرفع أويس رأسه، وقال: اللهم إنّ هذين يذكران أنهما يحباني فيك، وقد رأياني فاغفر لهما وأدخلهما في شفاعة نبيهما محمد صلى الله عليه وسلم.

فقال عمر - رضي الله عنه – مكانك - رحمك الله - حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي، وفضل كسوة من ثيابي، فإني أراك رث الحال، هذا المكان الميعاد بيني وبينك غدًا، فقال: يا أمير المؤمنين، لا ميعاد بيني وبينك، ولا أعرفك بعد اليوم ولا تعرفني، ما أصنع بالنفقة؟ وما أصنع بالكسوة؟ أما ترى عليَّ إزارًا من صوف ورداءً من صوف؟ متى أراني أخلِفهما؟ أما ترى نعليَّ مخصوفتين، متى تُراني أبليهما؟ ومعي أربعة دراهم أخذتُ من رعايتي متى تُراني آكلها؟

يا أمير المؤمنين، إنّ بين يدي عقبةً لا يقطعها إلاّ كل مخف مهزول، فأخف - يرحمك الله - يا أبا حفص، إن الدنيا غرارة غدارة، زائلة فانية، فمن أمسى وهمته فيها اليوم مد عنقه إلى غد، ومن مد عنقه إلى غد أعلق قلبه بالجمعة، ومن أعلق قلبه بالجمعة لم ييأس من الشهر، ويوشك أن يطلب السنة، وأجله أقرب إليه من أمله، ومن رفض هذه الدنيا أدرك ما يريد غدًا من مجاورة الجبار، وجرت من تحت منازله الثمار.

فلما سمع عمر - رضي الله عنه - كلامه ضرب بدِرَّتِه الأرض، ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت عمر لم تلده أمه، ليتها عاقر لم تعالج حملها، ألا من يأخذها بما فيها ولها؟
فقال أويس:
يا أمير المؤمنين، خذ أنت ها هنا حتى آخذ أنا ها هنا، ومضى أويس يسوق الإبل بين يديه، وعمر وعلي - رضي الله عنهما - ينظران إليه حتى غاب فلم يرياه، وولىّ عمر وعلي - رضي الله عنهما - نحو مكة .



صفة الصفوة لابن الجوزي، وتاريخ دمشق لابن عساكر
وحديث فضل أويس القرني ثابت في صحيح مسلم وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل

مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مواقف إيمانية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شذرات إيمانية ناريمان الشريف نسمات إيمانية 65 01-18-2022 04:29 AM
بلغ السيل الزبى ....مواقف تدعو للتساؤل !؟ ايوب صابر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 9 11-02-2016 06:48 AM
مواقف في الأدب والنقد - عبد الجبار المطلبي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-23-2014 12:49 PM
مواقف على الطريق..! فوزي الشلبي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 04-28-2013 12:58 PM

الساعة الآن 02:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.