احصائيات

الردود
72

المشاهدات
20409
 
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عمرو مصطفى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
417

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Nov 2014

الاقامة
مصر

رقم العضوية
13385
12-29-2014, 12:39 PM
المشاركة 1
12-29-2014, 12:39 PM
المشاركة 1
افتراضي المدجنون.. سفراء الغرب الوثني
تمهيد



بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام والتي لا تتم إلا بنعمة
السنة والتي لا تتم إلا باتباع السلف سادة هذه الأمة ..
أولاً أشرع في توضيح مصطلح المدجنين حتى يكون الكلام
كما يقال : على نور ..
الداجن هو كل ما يربى في البيوت من حيوانات وطيور وخلافه يتم
تدجينها أي ربطها بالبيت أو الحظيرة التي تربى فيها ..
يصير هناك نوع ولاء بين ذلك الداجن وبين المكان الذي تربى فيه
فهو مهما غادر تلك الحظيرة إلى الفضاء فهو يعود دوماً إلى
مدجنه الذي سيذبحه يوماً ليصنع منه حساءً ساخناً لذيذاً ..
هذا هو دوره الذي من أجله خلقه الله ..
لكن الداجن الذي نقصده ههنا وننسبه للغرب.. لا يعرف لماذا خلقه الله
ولا هى حقيقة وظيفته كإنسان ..هو فقط يعرف سيده الأبيض الذي يربيه ويعلفه ثم يقذفه على أبناء
جنسه ممن لم يتدجنوا بعد مثله ليصير بينهم كالوباء .. ينفث حقد سيده وسمومه حتى تنفد بطاريته المشحونة بالضلالات من
ثم يؤوب إلى سيده فرحاً ليقدم بين يديه القربات منتظراً جزاؤه الأوفى
الذي لا يختلف كثيراً عن نهاية الدواجن التي نربيها في البيوت ..
مع الاعتذار للدواجن فهى تظلم كثيراً حينما تقرن بهؤلاء ..
لكن ليس المشبه كالمشبه به من كل الوجوه ..
الأن وبعد أن تم توضيح مصطلح المدجنين أو دواجن الغرب التي تمت صناعتها على يد السيد الأبيض المستعمر (المستخرب) لبلاد الإسلام ..
نبدأ في الكلام على طريقة تعامل المسلم اليقظ الوطني الذي يتبع المدرسة الإسلامية الوطنية ..
مع الدواجن الغربية ..

يتبع ..


قديم 12-30-2014, 12:16 PM
المشاركة 2
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أقسام المدجنين وطريقة التعامل معهم



ينبغي التفريق في المعاملة مع المدجنين بحسب درجة التدجين التي وصل إليها .. ويمكن تقسيم دواجن الغرب إلى قسمين ..قسم داخل دائرة الإسلام

وقسم خارج دائرة الإسلام..

والقسم الذي مازال داخلاً في دائرة الإسلام يمكن تقسيمه إلى قسمين

قسم زائغ يتبع الهوى وقسم جاهل يحتاج إلى من يرشده ويضعه على الطريق

وهذه الأصناف تعامل كل منها على حدة..

فالذي خرج من دائرة الإسلام بردة صريحة حتى وإن زعم أنه مسلم فهذا

لا يخاطب في الفروع التي لا يؤمن هو بأصولها .. بل مثل هذا تقام عليه

الحجة ويدعى إلى الدخول مرة أخرى في الإسلام ويكلم في التوحيد ونواقضه ويخوف بالله وبأياته حتى إذا التزم فنبدأ في إلزامه بالشرائع التي

جاء لينقضها .. حيث أن العقيدة تقوم على شيئين .. تصديق خبر الله وتنفيذ أمره وهذا لن يكون من ملحد لا يؤمن بالربوبية أصلاً حتى تكلمه في العبودية ..

فإذا أمن أنه عبد لله فهذا نلزمه بتصديق أخبار الله الغيبية وتنفيذ أوامره

الشرعية بموجب العقد الذي عقده أولاً وصار عقيدة تلزمه وتلزم كل مسلم ..

القسم الذي دخل في دائرة الإسلام .. ولكنه ضال يتبع هواه لا يعامل كما يعامل الجاهل الذي لايدري ولا يدري أنه لا يدري .. فينكر أشياء قد تخرجه من الملة لولا العذر بالجهل .. فالضال صاحب الهوى يتبع هواه وقد يصل به

هواه إلى المروق من الدين فهو على خطر .. والجاهل الذي يحتاج للعلم وهو يبحث عن الحق ولا يجده ولا يستطيع تمييزه ( وقد أصابته عدوى التدجن بفعل المؤثرات السمعية والبصرية) ينصاع إليك مع أول ومضة حق تسطع أمام ناظريه .. فهذا يعامل بالرفق واللين بخلاف صاحب الهوى

الذي هو أقرب للنفاق والكفر منه للإيمان فهو يعامل بالشدة والغلظة كما أمر النبي عليه السلام بمعاملة الكفار والمنافقين ..

قال تعالى : (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير .. الأيات ..من سورة التوبة أية 73) ونحن نعامله بحسب ما يظهر منه.. فلا يناظر صاحب الهوى ولا يرفع شأنه إلا إذا دعت الحاجة والضرورة ويكون المناظر له عالماً متمكناً ..راسخاً في العلم ..

فإن ظهر منه ضلال بواح ضللناه وإن ظهر منه كفر بواح كفرناه ..أما إذا كان الحكم بكفره أو ضلاله بحاجة لتوفر شروط وانتفاء موانع فيكون الحكم عليه منوط بالعلماء الكبار ونحن لهم تبعاً .. إلا الكفر والضلال البواح هذا لا يحتاج لفتوى عالم ..

فليس الأمر فوضى في دين الله.. بل هو محكوم بنظام وقواعد دقيقة قعدها أهل العلم من أهل السنة والجماعة السائرين على درب السلف الصالح ..

وما يترتب على الحكم هو من شأن ولاة الأمر لا دخل للعامة فيه فقط يلزمهم

الحذر والتحذير من المحكوم عليهم سواء بالضلال والبدعة أو بالكفر والردة ..

فلا يستمع لكلام مبتدع في دين الله فضلاً عن مرتد ..

قديم 12-30-2014, 02:23 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ عمرو مصطفى : السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .

رغم أنكم سيدي قدمتم شرحا للمدجن فهو يبقى غامضا ، فهل تقصدون العميل الذي يكون ولاؤه للمؤسسات الغربية ، و يعمل على تخريب المؤسسة المحلية . أم تقصدون بالمدجن ، ذلك الذي تعلم في المدارس الغربية و يحب المساهمة في تنمية بلاده فكريا وحضاريا وماديا ، أو تقصدون بالمدجن الذي تشبع بالأسس الفكرية الغربية فأعجب وانبهر بها فشكك في مقومات بلاده الحضارية فيعمل على استيراد النموذج الغربي ؟

أما طرقة التعامل مع المدجنين ، فقلت إن ظهر منه الضلال ضللناه ، وإن ظهر منه الكفر كفرناه .
هذا المقطع أيضا يحتاج إلى توضيح ، ما المؤسسة التي ستقر بضلاله و ما المؤسسة التي تقر بكفره . لأن مصطلح العالم هكذا مفتوح جدا .
طريقة التعامل اقترحت فيها الحوار والتأديب ، فهلا عمقت الشرح قليلا في هاتين الطرقتين ؟

وشكرا .

قديم 12-30-2014, 02:53 PM
المشاركة 4
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ عمرو مصطفى : السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .

رغم أنكم سيدي قدمتم شرحا للمدجن فهو يبقى غامضا ، فهل تقصدون العميل الذي يكون ولاؤه للمؤسسات الغربية ، و يعمل على تخريب المؤسسة المحلية . أم تقصدون بالمدجن ، ذلك الذي تعلم في المدارس الغربية و يحب المساهمة في تنمية بلاده فكريا وحضاريا وماديا ، أو تقصدون بالدجن الذي تشبع بالأسس الفكرية الغربية فأعجب وانبهر بها فشكك في مقومات بلاده الحضارية فيعمل على استرادج النموذج الغربي ؟

أما طرقة التعامل مع المدجنين ، فقلت إن ظهر منه الضلال ضللناه ، وإن ظهر منه الكفر كفرناه .
هذا المقطع أيضا يحتاج إلى توضيح ، ما المؤسسة التي ستقر بضلاله و ما المؤسسة التي تقر بكفره . لأن مصطلح العالم هكذا مفتوح جدا .
طريقة التعامل اقترحت فيها الحوار والتأديب ، فهلا عمقت الشرح قليلا في هاتين الطرقتين ؟

وشكرا .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

لزيادة الإيضاح والبيان .. بخصوص تعريف المدجن ..
كل ما ذكرت أنت يا أخي في الجملة يندرج تحت كلمة مدجن ..
مع ملاحظة دقيقة تفصيلية حتى لا تبقى الأمور غامضة كما تقول بالنسبة للنوع الثاني الذي ذكرته أنت .. أقول :
الذي درس على يد الأجانب وتم غزوه ثقافياً وبدلاً من أن يعود
بشيء نافع لوطنه عاد ليغير ثقافته ( التي لا تفترق عن دينه وأخلاقه ..كما يزعم المدجنون)
فهذا سيحمل اللقب عن جداره (لقب مدجن) ولا فرق بينه وبين النوع الثالث الذي ذكرته أنت بقولك :
(( الذي تشبع بالأسس الفكرية الغربية فأعجب وانبهر بها فشكك في مقومات بلاده الحضارية فيعمل على استرادج النموذج الغربي ؟ ))


أما من تعلم شيئاً مادياً (في الطب والهندسة ألخ ...)ولا علاقة له بالغزو الثقافي الفكري
وعاد لينفع به بلده ( لو كان هناك شيء كهذا في عالمنا) فهذا لا أنكره
ولا أعتبر صاحبه مدجن ..
لكن للأسف صعب أن تجد مثل هذا .. ذلك الذي يقتنص شيئاً من فنون القوم المادية
والتي تحاط بسياج مكهرب من قبل السيد الأبيض .. ولا يتلوث بشيء من ملوثات القوم
وتاريخ الابتعاث ليس عنا ببعيد .. منذ أيام رفاعة وإلى يوم الناس هذا .. وعندنا مثل شعبي
يقول : الحدأة لا تقذف الكتاكيت .. بل تلتهمها...

والاستشكال التالي بخصوص مسـألة الأحكام على المدجنين .. فهى موضحة في مشاركتي
ويمكنك العودة إليها.. وفرقت بين من صدر منه كفر وضلال بواح لا يختلف عليه رجلان وبين من يحتاج إلى الرجوع في شأنه للعلماء ..
وللتوضيح أكثر ..وفيه تكرار ..بخصوص مسألة( العالم ) حيث زعمت أنه مصطلح مفتوح جداً هكذا!..
أقول : العالم المتقيد بالكتاب والسنة وعقيدة السلف الصالح والذي يرجع إليه في الفتوى
في أمور الدين من عقيدة وفقه وخلافه .. ولا يعني هذا إهمال المؤسسات القضائية والمجامع العلمية
بل أحياناً تكون المؤسسات والمجامع كلامها أقوى في الوقع على قلوب العوام ..وأقرب للصواب
من كلام العالم الواحد .. أقول أحياناً .. وأحياناً أخرى يكون رسوخ عالم في مسألة بوزن ألف عالم..
المهم ان يكون الحكم مبني على الدليل والبرهان .. ولا ننشغل بالحكم كثيراً المهم هو الفائدة التي تعود على الناس بالحذر من دعاة التغريب والعودة إلى النبع الصافي لهذا الدين القويم ..
مسألة معاملة المدجن بين الرفق واللين بحسب حاله موضحة في المشاركة .. لا أدري أين الإشكال عندك لو أمكن
التوضيح ..

قديم 12-30-2014, 03:30 PM
المشاركة 5
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حينما عدت لقراءة مشاركتي الأولى بالفعل تبين لي أن تعريف المدجن كان يحتاج لزيادة إيضاح ..
لقد تصورت أن القاريء ستكفيه الإشارة ليفهم ما أعنيه بالمدجن.. وكأن كل القراء مشاركين لي في نفس المنهج والمسار ومتفقين معي !
لكن جاءت مشاركة الأخ ياسر لتزيد الأمور
وضوحاً .. وإن كان الوضوح أحياناً يكون صادماً !
وفي حالة وجود عدم وضوح في أي شيء ( وهذا يعود لسوء تقدير الكاتب أحياناً للقاريء المتلقي ) يرجى التنبيه
والمساهمة في إثراء الموضوع ..

قديم 12-30-2014, 11:35 PM
المشاركة 6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ عمرو مصطفى

شكرا للتوضيح ، إذا فهمت المدجن جيدا ، فهو ذلك الشخص الذي اغترف نصيبا من الثقافة الغربية ، وأثرت على فكره و ربما سلوكه و يبتغي اسقاطا من نوع ما لهذه الثقافة على مجتمعه .

إذا كانت العلوم المادية لا غبار عليها كالطب والهندسة وغيرها لا تشكل إشكالا من هذه الناحية ، فيبقى الإشكال ربما خاصا بالعلوم ذات الطابع الفلسفي ، او التي تنطلق من نظريات تبدو غريبة بعض الشيء عن بيئتنا . وأعطي عناوين كنظرية النسبية أو نظرية التطور ، أو نظرية التحليل النفسي ، و بعض القيم كالعلمانية و الديمقراطية و حقوق الإنسان و المجتمع المدني ، و فصل السلط ، والقوانين الوضعية .

و إذا فهمت كيفية التعاطي مع المدجنين ، هو أن يعطي العالم الفقيه رأيه "الفتوى" في شخص مدجن ، و يفضح أمره بين الناس ، و للسطة القضائية أو السياسية الحق في معاقبته بعد أن تعطى له فرصة التوبة . و يقرن ذلك بمناظرات بين علماء الأمة يظهرون فيها نواقص الثقافة الغربية و مقارعة هؤلاء الخصوم " الغربيون " بالحجة والدليل على فساد منهجهم .

الآن يمكن أطرح رأيي في الموضوع .

ربما لا يخفى حالنا على أحد أننا أمة متخلفة عن الركب العالمي ، و التخلف ليس مسالة جزئية على ما أعتقد ، فتخلفنا مركّب جدا ، أقصد أننا لسنا متخلفين في مجال محدد كالطب والهندسة ، فنعطيه أولوية لاستدراك تأخرنا ، فالمجتمع كله مكبل ، تسوده البدائية ، انطلاقا من علاقة الأسرة بالطفل الرضيع إلى أن يودع في قبره ، فلو تأملنا أساليب التربية فهي لا تزال تقليدية صرفة ، والتقليدية هنا ليست مرتبطة بالوسائل فحسب ، بل العقلية ، والعقلية نتاج ثقافة ، فنحن لانزال نؤمن أن التربية هي إعادة إنتاج ، لذواتنا أي لثقافتنا ، فنمارس التربية عموديا على الأبناء ، أي اننا لا نؤمن بأن الطفل يستطيع أن يكون فاعلا و له كيان يبني شخصيته ، بل نريد منه نسخة معينة جاهزة ، تتمثل في ذاتنا ، فالأب يرى الطفل كامتداد له يريده نسخة منه ، وهذا طبعا ناتج عن إيمان مطلق أنه الصواب بعينه .
كل تخلفنا ناتج عن هذه الأنانية المفرطة و هذه النظرة التأديبية للآخر المخالف ، فالتربية في قاموسنا هي تأديب " عقاب" و ترويض بمعنى التدجين .

التخلف هو ثقافة ، أي ثقافة متخلفة ، هو إيمان بسمو النفس والذات و الخوف من التجديد والتغيير ، فلو كان أسلافنا عملوا على تجديد ثقافتهم ، لما بقينا في هذا الدرك الأسفل و هذه الحفرة العميقة . إلى اليوم ما زلت أتساءل ما المانع من الانفتاح على جميع الثقافات ، و ما العيب في الاغتراف من المنتوج الإنساني عامة . وما الذي يحتم علينا التقوقع على النفس هكذا ، واعتبار كل شيء مخالف هو بالضرورة عدو يفترسنا .

لا أومن بوجود تدجين بهذا المعنى ، ولا أومن بوجود استلاب بهذا المعنى ، هناك فعل واع يمارسه كل شخص ، هناك عملاء لهم أجنداتهم ، وجب وضعها في الاعتبار ، و هناك علماء مفكرون في مجالات اختصاص ثقافية ، معرفية و سياسية ، يبحثون عن العلاج لأمراضنا ، هناك متطفلون ، هناك علماء فقه مجتهدون ، هناك علماء فقه لهم أجنداتهم .

إذن ما السبيل إلى الوصول ، إنه التعايش أولا و أخيرا ، إعطاء الفرصة للإنسان أن يعبر عن رأيه ومن ثم الاجتهاد في البحث عن الخلل ، و ليس أن تفحمه و تسكته فقط لأنه قال ما لا يروقك .

لا يمكن أن نتقدم و نحن نظر للأمور بهذا المنظار ، ليس الغرب كابوسا بعينه في ثقافته ، بل في بعض سياساته ، و أقصد بالضبط السياسة الامبريالية ، التي تريد وضع العالم تحت وطأتها ، لاشك أن الغرب يتهافث على أدمغتنا بشكل مريب ، و لم ير فيهم يوما تهديدا لثقافته ، وهجرة الأدمغة نحو الغرب مستفحلة جدا ، و عندما يرجع واحد من أبناء أوطاننا خبر من الحياة ما لم نختبره ، عاش ثقافتنا وعاش ثقافتهم ، وربما حاول التوفيق بين الثقافتين ، نرميه نحن بالمروق . قد يخطئ نعم لكن أبدا لا يستحق التحقير مادام يحاول البحث عن السبيل نحو التقدم .

وشكرا

قديم 12-31-2014, 11:43 AM
المشاركة 7
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تصحيح المسار


سبق وأن قسمنا المدجنين إلى ثلاثة أقسام .. وبينت كيف يتم التعامل
مع ثلاثتهم المعاملة الشرعية التي تناسب كل منهم بحسب حاله ونسبة
التدجين التي وصل إليها ..
والأن سنقوم بتجربة عملية مع أحد الأنواع الثلاثة .. وهو النوع الذي
لايدري ولا يدري أنه لا يدري ..
كيف نقوم بتصحيح مساره ؟
نعم فهذا النموذج بحاجة إلى تصحيح مسار وقبل تصحيح المسار هو بحاجة إلى تصحيح أوضاع .. فالذي يمشي على رأسه ويفكر بقدميه لا شك أنه بحاجة
إلى تصحيح وضعه أولاً .. لأنك لو ذهبت تكلمه فلن يسمعك برجليه! .. لكن لو صححت له وضعه
وصارت أذنه مما يليك .. ساعتها .. يمكن أن يسمعك ويقبل منك .. فتبدأ في توجيهه في المسار الصحيح
والذي تم تدمير ونسف خريطته في كثير من الأذهان عبر العصور
منذ أن بدأ إبليس يعبث بالعقل البشري ويحرفه عن المهمة الأساسية
التي من أجلها خلق .. نعم .. فبداية التدجين أبعد مما تتصور ..
فالشيطان هو أول من اخترع التدجين .. واتخذ ممن دجنهم حزباً وجنداً .. الأمر قديم يا صاحبي .. فكن طويل النفس وتعال معي نصحح المسار .. ولا أدعي علماً خفياً ولا فلسفة شقية ..
إنما الميزان الذي سنزن به الأفكار والتوجهات هو ميزان متوفر
لدى كل مسلم .. إنه الوحي المعصوم .. فلم يتركنا ربنا عالة على
مائدة إبليس ولم يهبط الإنسان على الأرض إلا وقد تعلم الأسماء
كلها .. علم الرب جل وعلا أدم أسماء كل شيء .. التوحيد والشرك الحلال والحرام .. الحق والباطل .. المعروف والمنكر ..
هبط الإنسان
وهو يعرف ربه .. ويعرف حقيقة ما حوله وطبيعة مهمته ومن عدوه
ومن وليه .. ومن أين يستقي معارفه .. وهبط معه عدوه الأبدي..
الذي يعرف مهمته أيضاً .. وهى نسف المهمة الإلهية التي هبط بها
الإنسان على الأرض ببث مفاهيم مغايرة ومعارف مضادة لما تلقاه الإنسان من ربه .. فيصير الإنسان تائهاًُ لايدري من أين بدأ وكيف يسير وإلى أين ينتهي (*)..
كثير من هؤلاء لا يدري حقيقة وجوده في هذا الكون ..
لماذا هو هنا على هذه الأرض .. ولو أجاب فسيجيب من مائدة إبليس
ولن يجيبك من كتاب ربه الذي أنزله الله لهداية البشر .. وإرشادهم إلى المسار الصحيح .. بل ستجده يستنكف أن يذكر لك أية أو حديث
وسيأتي لك بكلام أفلاطون وسقراط وهو يشعر من داخله بالفخر والخيلاء وهو ينقل عن هؤلاء .. وهؤلاء نقلوا علومهم من من ..
من الوحي الإلهي المعصوم .. أم من وحي الشيطان الرجيم ..
بعضهم لو قلت له قال ابن عباس اشمأزت نفسه .. ولسان حاله ومقاله
يقول : ستعيدنا للقرن الأول الهجري .. ثم تجده يستدل بقول فيلسوف
عاش قبل ميلاد المسيح عليه السلام! ..
عاد بك إلى نخالة زبالة أفكار الوثنيين قبل ألفي عام .. وهو فخور!
من ابن عباس ومن أرسطو ؟..
الأول هو صاحب رسول الله ..صلى الله عليه وسلم ..
والثاني صاحب ماذا؟ .. من أين استقى علومه ومعارفه ..
فهمت الفرق الأن ...
ومازلنا في محاولة تصحيح الوضع والمسار..


ــــــــــــــــــــــــــ


(*) مراجع :أوائل حلقات في عالم السر والخفاء للدكتور بهاء الأمير مع الحذر مما فيها من
بذور إخوانية قمت بتلافيها أثناء صياغتي للكلام .. لكنها مفيدة في بابها ..

قديم 12-31-2014, 07:04 PM
المشاركة 8
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صحيح أن المسار بحاجة إلى تصحيح ، وهذه الرؤية بحاجة إلى التعميم ، فبالإمكان نقلها من "المثقف" أو المدجن حسب تعبيركم لتشمل السياسي والحقوقي و رجل الدين و غيرهم من الفاعلين المهتمين بالشأن العام ، من هذا المنطلق فنحن بحاجة إلى ميثاق مجتمعي جديد ، يوفر البيئة السليمة لهؤلاء للتنافس في خدمة المجتمع ، بدل أن يحرض بعضهم على بعض ، أو يمارس الواحد منهم الوصاية على الآخر ، فمتى انتفى الصراع السلبي بين هذه الأطراف حولوا مجهوداتهم إلى الإبداع في منافسة حقيقية قصد خدمة المجتمع .

لكن متى سعى الواحد منهم لممارسة وصايته على الآخر كانوا مصدرا للفتن و التنازع ، وحوّلوا مجهوداتهم نحو العصبية و الانغلاق الفئوي ، الذي يتنج صدامات لا تكون في صالح المجتمع ، فالمجتمع لابد أن يستفيد من كل طاقاته إن أراد السير قدما في تحقيق وجود حقيقي ، لا وجودا طوبويا فقط .

العودة إلى الأصول وصفة لا بأس بها إن كانت العودة ترمي إلى قراءة التاريخ ، و امتلاك الجرأة لقول هذا خاطئ وهذا متجاوز وهذا قابل للحياة وهذا هو روح وجوهر القوة ، لكن إن كانت العودة للسكن في الماضي ، و تكبيل المجتمع باجتهادات الأقدمين الصالحة لبيئتهم يومها فهذا لن ينفع في شيء ، بل هو نكوص وانهزام أمام الحاضر والمستقبل . نعم الأربيون قاموا بقراءة تاريخهم و أخذوا زبدة ما يوجد فيه من أقوال الحكماء وطوروها ، لكنهم لم يستنسخوا البيئة اليونانية . و لم يقوموا بإعادة إنتاج الماضي ، بل صنعوا حضارة جديدة .

ليس كل ما نطق به أفلاطون و أرسطو وغيرهم من الحكماء ضربا من ضروب الوسوسة ، وغلة من غلال إبليس ، فنحن على يقين تام أن كيد الشيطان ضعيف حتى أمام الإنسان ، وعندما تنسب إليه كل تلك المعارف و كل ذلك المنطق و كل تلك العلوم فهذا تعظيم لشأنه خارج عن نطاق المنطق .

ما الحل إذن : " نعم للتلاقح الحضاري ، نعم لقراءة التاريخ ، نعم للتعايش والتنافس الشريف ، لا للانغلاق ، لا للوصاية ، لا لاحتكار الحقيقة .

وشكرا

قديم 01-05-2015, 03:28 PM
المشاركة 9
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المهمة والغاية




سبق الإشارة إلى قضية الغاية والهدف من خلق الإنسان ودور الشيطان وحزبه في حرفه عن تلك الغاية ..

(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))الذاريات 56

((يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون )) الاعراف

(( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 38 ) البقرة


وقال صلى الله عليه وسلم :إن الدنيا حلوة خضرة. وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون.. الحديث..

وقال عليه السلام : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..

خلق الله الإنسان لعبادته وجعل له الأرض مقر قيامه بتلك العبودية دار الابتلاء والامتحان .. وانزل عليه الكتب وأرسل له الرسل من أجل هدايته

إلى طريق الرشاد .. وفي المقابل .. قام الشيطان وحزبه باجتيال البشر وحرفهم عن تلك الغاية إلى غايات أخرى بكلمات براقة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها السم الزعاف ..

((فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( 120 ) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ))

لم يقل إبليس لأدم هل أدلك على الشجرة المحرمة .. بل سماها شجرة الخلد

وهذا هو ديدن الشيطان وحزبه .. تسمية الأشياء بغير اسمها حتى تنطلى الشعارات الخداعة على بني البشر .. فلن يسمى لك الخمر باسمه ولا الزنى باسمه .. ولا حتى الكفر باسمه .. بل سيسمى لك الخمر شراباً روحياً ..

والزنى .. صداقة وحرية شخصية .. وسيسمى لك الشرك إبداع فكري ..

وهذا نسف للمعاني الشرعية التي علمها رب العزة لأدم عليه السلام وانزلها في الكتب السماوية على قلوب أنبيائه ورسله المقربين ..

مهمتك هى التوحيد .. وضدها الشرك .. ومن لم يعرف الشرك وقع فيه ..

مهمتك في الأرض ان تكون عبداً لله .. حق عبادته .. وخلق لك ما في الأرض من أجل تيسير مهمتك.. فهى وسائل وليست غايات (*)..

مهمتك أن تقوم بتسخير تلك الوسائل لتحقيق معاني العبودية ..

أنت لا تعمر الأرض غاية .. بل تعمرها طاعة لله .. فالأرض لله وليست لك وأنت مجرد مستخلف فيها ..سائراً فيها على شريعة الله (المنهج والمحجة .. أفعل ولا تفعل ) تتزوج طاعة لله وتنجب

وتربي ولدك ليكون في طاعة الله ويحمل من بعدك لواء التوحيد ..

الموظف مستخلف في وظيفته يطيع ربه في وظيفته .. والزوج مستخلف على زوجته وبيته .. والحاكم مستخلف على رعيته ومسئول عنها أمام الله فلابد أن يطيع الله فيهم ويقوم بحقوقهم عليه .. والرعية تقوم بحقوقها تجاه راعيها

طاعة لله .. وحده لاشريك له ..

والشيطان يقول لك .. الله في المعابد وفقط (عياذاً بالله ).. والأرض تسوسها

بحسب ما تراه أنت مصلحة فهى غايتك (الوصول للسعادة البشرية)

أن تلبس جيداً وتأكل جيداً وتحيا في رخاء.. ثم .... ماذا بعد ..

تكون حطباً لجهنم !....

تنتحر لأنك لم تهتم بغذاء الروح كاهتمامك بغذاء البدن .. لأنك لم تعرف غاية وجودك .. وأن عزل الدين عن الحياة هو نسف للغاية التي من أجلها رزقك الله الحياة .. فحياتك هبة من الله لغاية وهدف .. فكيف تنسف الغاية والهدف

وتتمسك بحياة زائلة بلا طعم او رائحة .. بلا هدف حقيقي ..

تصور رجل استعمل خادماً على أرضه وشرع له طريقة العمل في تلك الأرض

قال له :افمل فيها كذا وكذا..ولا تفعل فيها كذا وكذا.. فلما تمكن من الأرض .. صار يعمل فيها كما يحلوا له كأنها أرضه .. ولم تنتهى بجاحته عند ذلك الحد ..قال لصاحب الأرض : الأرض ملكي ولا علاقة لك بها .. أسوسها كما أشاء.. ترى كيف سيكون رد فعل صاحب الأرض.. المالك الحقيقي ..

(( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين))

الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن ..

((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))..

(( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) والغاية عند من تأثر بفكر الجماعات المنبثقة من رحم الجماعة الأم (الإخوان المسلمون) ليست مجرد الشعائر التعبدية بل الخلافة بمعنى القيادة والحكم.. حكم العالم .. فاحذره.

قديم 01-06-2015, 01:58 AM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قد لا نختلف كثيرا أستاذ عمرو مصطفى . فالغاية التي خلق لها الإنسان هي عبادة الله ، و العبادة طاعة ناجمة عن حب الله و تأتي بعد معرفة يقينية بوجود الخالق ، وهي اختيارية من غير إكراه ، فالتذكير عمل صالح و الدعوة إلى الله كلها خير و كلها عبادة وهذه أمور لا شك فيها ، و لن تجد من يجادل فيها .

فأين يوجد الإشكال الحقيقي ، لاشك أن وراء الاختلاف حكمة كبيرة لا يعرفها إلا الذي خلق الناس شعوبا و قبائل ، وجعلهم هكذا أمما ، و لم تشأ حكمته أن تجعل منهم نسخة على قلب رجل واحد ، و تلك سنة سنها الله في الحياة الدنيا ، فالذي يسعى إلى جعل الناس على منهج واحد فهو واهم لا أكثر ، فالإنسان عندما خلقه الله لم يخلقه لأنه محتاج لمن يعبده ، فالله غني عن العالمين سبحانه . فلا أدل على هذا الاختلاف ما نشاهد عليه الفرق الإسلامية اليوم ، فهي كلها تنهل من نفس المعين ، لكن لكل منها أولوياتها ، و لكل منها أسسها المعرفية التي تستنبطها من الكتاب والسنة . وتصل هذه الفرق حد التناحر والتنافر و التناقض ، و السبب هو في أنانيتها و سعيها إلى احتكار الحقيقة ، مما يجعلها تلجأ إلى المنهج الإقصائي و عدم قبول الآخر .

أعلم أن الإسلام منهج متكامل ، و صالح لكل زمان و مكان ، و قابل للحياة ، لكن لن يتم تنزيله بدون اجتهاد حقيقي ، يقف على الضوابط الحقيقية التي يمكن من خلالها تحقيق الحد الأدنى من الالتزام ، هنا نحن بحاجة إلى الثقافة الغربية ، فلا يمكن أن تحمل فكرا أنانيا و اقصائيا و تبني به أمة ، فالغرب يعج بمختلف الطوائف و مختلف الملل والنحل ، لكنها استطاعت أن تتعايش ، و يحترم بعضها بعضا في ظل القانون و العدالة ، وهذا فكر ليس شيطانيا بل عصارة اجتهادات و توافقات و احترام سنن الله في كونه .

فهل نستطيع أن نقرأ واقعنا بحكمة و نترجل من أبراجنا العالية و نؤمن أننا متخلفون أولا ، و نحتاج إلى تصحيح المسار ، أم سنبقى نجتر و نفرمل الحياة في انتظار أن يؤمن الجميع بمذهب واحد . إن العبادة عمل صالح ، وكل من استطاع أن يحد من هذه الفتن التي ترزح تحت وطأتها أمتنا و هذا التخلف المغلف بالأنانية المعصومة ، يكون خير العابدين . لأن هذه أولوية عظمى في زماننا هذا ، و هو ابتلاء شديد لن ينجح فيه غير مؤمن صادق الإيمان عارف بزمنه ، وغير قابع في القرون الخالية .

وشكرا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المدجنون.. سفراء الغرب الوثني.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالةٌ صفراء حمزه حسين ومضات شعرية 12 06-23-2022 07:05 PM
كتاب شمس العرب تسطع على الغرب. محمد أبو الفضل سحبان منبر رواق الكُتب. 12 04-25-2021 01:03 AM
حريق المسجد النبوي 654 هـ أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 07-28-2020 07:19 AM
المولد النبوي الشريف عبدالله علي باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-10-2016 07:59 PM
ماسه صفراء كأنها قطعه سقطت من الشمس تيمه الشمري منبر الفنون. 5 05-26-2011 11:39 PM

الساعة الآن 09:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.