قديم 11-06-2016, 04:24 PM
المشاركة 41
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
منى الشرافي تيم

مقالتي اليوم في صحيفة الحياة اللندنية عن رواية: “فئران أمي حصّة” للكاتب الكويتي الشاب سعود السنعوسي، الذي قفز إلى العام 2020 وتبنأ بالمستقبل… وحذر من الطاعون العربي … وعلى الرغم من أنني أتمنى أن لا تصدق تنبؤات السنعوسي في روايته… إلا أنني مثله أراها قادمة إن لم نحذر من الفئران القادمة رواية تستحق*القراءةPosted on 2015/03/16 by monaat
http://alhayat.com/Articles/8058070/...B1%D8%A8%D9%8A
الإثنين، 16 مارس/ آذار 2015 (00:00 – بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: الإثنين، 16 مارس/ آذار 2015 (00:00 – بتوقيت غرينتش)
منى الشرافي تيم
انتزع الروائي ســعود السنعوسي في روايته «فئران أمي حصة» (الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ومنشورات ضفاف) من صميم الحياة نصّاً واقعياً، وهندسه على هيئة أحجية تناثرت في أروقة الماضي. وحين قفز منه، قرأ المستقبل فوصل إلى عام 2020م، منطلقاً من الكلّي العائم المـــتمثل في دقائق التاريخ الذي يعيد نفسه «أنا التاريخ كله، وأحذركم من الآن»، إلى الجزئي الذي كشــف المغزى وراء شعار الرواية «الفئران آتية… احموا الناس من الطاعون»، مشيراً بذلك إلى آفة الطائفية، التي تمددت في شرايين أهلها ونفوسهم، فطاولت نقمتها كل شيء.
قسّم الكاتب روايته إلى نوعين من السرد، النوع الأول ما رواه تحت عنوان: «يحدث الآن» من خلال تحديد الزمن بالساعة والدقيقة، والنوع الثاني ما رواه تحـــت عـــنوان: «إرث النـــار»، مقــسم إلى أربعة فئران، وكل فأر يتألف من عدة فصول. في الفأر الأول، استخدم الكاتب في سرده ضمير المتكلم، أما في الفأر الثاني فاستخدم ضمير المخاطِب لنفسه وللآخرين. وعاد في الفأرين الثالث والرابع إلى السرد بضمير المتكلم.
شاء الكاتب أن يُبقي اسم راويه مجهولاً، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الراوي -على الرغم من أنه كان شاهداً على الحدث- لم يتجرّع كأس الفتنة الطائفية، إلا أنه اكتوى بنارها كما الآخرين. لكنّ الكاتب أفصح عن أسماء الشخصيات الرئيسة الأخرى المتمثلة في «الشيعي» صادق وأخته التوأم حوراء، والسني فهد وعمته فوزية وجدّته حصّة، وضاوي ابن خال الراوي، وأيوب. أما الشخصيات الثانوية المؤثرة فتمثلت في أهل الأولاد. ورصد الكاتب حركة شخصياته التي كان يجمعها الحي الواحد، وصوّر تفاعلها مع ازدواجية زمان الرواية. وسمّى الأماكن بأسمائها الحقيقية.
بدت الرواية كأنها لوحة عن الحياة، وأحداثها محصلة ثقافية عقدية، بشخصيات محاصرة بقدرها، وكلّ ذلك من خلال تقنية كتابية جديدة، اعتمد فيها الكاتب على تراص الحكايات، متبعاً نظام الاستطراد السردي حين غاص في التفاصيل: «حطّت حمامة رمادية على سور البيت. انصرفت إليها أمي حصّة. نثرت حبّات الرز بين الحشائش تحثّها على الاقتراب: «تع تع»، استجابت الحمامة فحطّت على الأرض. نبهتني: لا تفزعها». هذا إضافة إلى التوسع الوصفي الذي شمل الشكل واللون والرائحة والصوت: «تسمّرنا أمام شاشة التلفزيون في غرفة جلوس بيت آل يعقوب. أفراد البيت وتمثال أمي حصّة وصادق وأنا… صوت التلفزيون المرتفع وصمت هدير الكنديشة. رائحة الشاي بالزعفران. الحليب بالزنجبيل. صوت قشور المكسرات تنفلق بين الأصابع والأفواه من حولي»، فضلاً عن التفريغ النفسي الذي ظهر على شكل شحنات نفسية تماهى فيها الدال بمدلوله: «أجلس على ركبتي قرب النقالة داخل سيارة الإسعاف. أمسك بطرف اللحاف أزيله ببطء. إن كان اللثام، ذات يوم، قد كشف عمّن كنت أظنه يُشبه خالي حسن، فإن اللحاف في سيارة الإسعاف يكشف عما لا يشبه ابنه. شيء يشبه الجسد ينث رائحة شواء».
وازَن السنعوسي بين ما سرده الراوي من أحداث يوم واحد، بدأ في الساعة الثانية عشرة ظهراً وانتهى عند الساعة الثانية عشرة صباحاً، على شكل حاضر ارتدى عباءة المستقبل، وبين ماضٍ استعاده من رواية له تُعدُّ للنشر أطلق عليها: «إرث النار»، التي استرجع من خلالها الأحداث التاريخية التي أسست لأحداث لاحقة، وضمّنها العديد من الرسائل التحذيرية الكامنة وراء التأليف، من خلال تصاعد بعض القيم وتراجع أخرى، وأعطى صورة مظلمة لمستقبل الأمة التي توشّح بموروثها الجديد الفتّاك.
استعاد الكاتب أحداث غزو العراق للكويت، سنة 1990م ووصف هول الصدمة على أهلها: «كنتم تنامون على أصوات القذائف ورائحة الشموع المنطفئة. تهتز الأرض من تحتكم. يتصدع من شدة القصف زجاج النوافذ»، وهذه الصورة التي استعادها الراوي من الماضي، تنبأ بعودتها بعد ثلاثين عاماً ولكن في حلّة مختلفة. وأشار إلى التغيير الكبير الذي يطرأ على ثقافة الأمم، فوصف كيف أصبحت أميركا بين ليلة وضحاها أمل الشعب الكويتي: «أميركا التي ما رأيتموها، أطفالاً، إلا بصورة تظهر في أفلام الآكشن وبرامج المصارعة الحرّة باتت خلاصكم»، فاندلعت حرب «عاصفة الصحراء»، وتحرّرت الكويت في 26 من فبراير 1991م، وسرد الراوي باستنكار واقعة طرد الفلسطينيين من الكويت بعد التحرير.
لم يغفل الكاتب إضاءة البعد الاجتماعي من خلال فوزية، التي بدت الحلقة الأضعف والعينة التي تشير إلى وضع «البنت» في المجتمع الكويتي، فقد حرمها أخوها صالح من إتمام تعليمها الجامعي، كي يجنبها مخالطة الذكور. وهو الذي حلق شعرها بعدما سمع باقتياد بعض الفتيات إلى المراكز الأمنية أثناء الغزو العراقي، وقد كانت والدتها حصّة تردد: «صالح رجل البيت، رجل على شقيقته»، وإصابتها بالعمى جرّاء مرض السكر لم تشفع لها عنده، فمنع عنها صديقها الراوي الذي كان يقرأ لها الروايات بحجة أنه وصل سن البلوغ. والعلاقة العاطفية الوحيدة في الرواية هي تلك التي نشأت بين فهد السنّي وحوراء الشيعية، وحين تزوجا لم يُعلِما أحداً على أي مذهب عقدا زواجهما بسبب الخلاف الذي نشب بين والديهما بهذا الشأن.
لعبت الجدة حصّة دوراً كبيراً في مسار أحداث الرواية، بكل ما كانت تؤمن به، ومن خلال القصص التي كانت ترويها، وأهمها قصة سهيل وصاحبه مع الفئران. فلم يكن للفئران من وسيلة للحصول على خيرات أرضهما إلا أن يدب الخلاف بينهما، والوسيلة الوحيدة لذلك كانت الحبيبة المشتركة «عاقبة»، التي هاجمتها الفئران، وحين صرخت مستنجدة… هبّ سهيل وصاحبه من أجل نجدتها ونيل ودّها: «تشاجر سهيل وصاحبه.. حمل سهيل حجراً شجّ رأس صاحبه» وحين ظن سهيل أن صديقه قد مات، اعتزل العالم ولجأ إلى جنوب السماء. وحين استفاق صاحبه ضاع وهو يبحث عنه، فأحالت الفئران الأرض خراباً. وماتت الجدّة حصّة، ولم ينس الراوي كلامها عن الفئران: «ليس ضرورياً أن تراها لكي تعرف أنها بيننا».
وبعد مرور أعوام على الحرب، بدأت الصراعات الطائفية تنحت آثارها في البشر والحجر، لذلك أسس الراوي وأصدقاؤه مجموعة أطلقوا عليها اسم «أبناء فؤادة»، وهدفهم التوعية من الفتنة، إلا أن المجموعة قوبلت بالرفض: «الموالون للحكومة أسمونا معارضين. المعارضون اتهمونا بالموالاة. الجماعات الدينية لم تر فينا عدا جماعة خارجة».
بقي ما كان يرويه الكاتب تحت عنوان يحدث الآن يشوبه الغموض، ولكن عند منتصف الرواية، بدأ القارئ بالشعور أن ما يحدث الآن يسير بالتوازي مع ما حدث بالماضي، والرابط المشترك بينهما هو هدير مولدات الكهرباء وأصوات التفجيرات المدوّية وسيارات الإسعاف ورائحة الدخان والموت، والفارق الوحيد هو نوع الغزو، الذي كان في الماضي خارجياً، أما الآن فداخلي بين أبناء الوطن الواحد.
احترق مركز أبناء فؤادة واحترق في داخله ضاري، فوصف الراوي وضع الكويت في ذلك النهار من عام 2020م: «إن البلاد تشتعل. لا رجال إسعاف… ولا متطوعون قادرون على انتشال آلاف الجثث». وقصة سهيل وصاحبه اللذان فرقتهما الفئران، تكررت بين الأصدقاء فقتل أحدهما الآخر بسبب ذلك السم الذي تجرعوه في بيوتهم صغاراً، وكان مفعوله أقوى من الأخوّة والصداقة والنسب والوطن!
وأخيراً، لا بدّ من الإشارة أن الرواية على الرغم من براعة كاتبها في هندسة نصها، إلا أنه قد شابها الحشو، والإطالة غير المبررة، التي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد الملل.

عن هذه الإعلانات

Share this:
فيسبوكTwitterطباعةالبريد الإلكتروني

مرتبط
مقالتي اليوم في جريدة الحياة اللندنية عن رواية الكاتب السعودي يوسف المحيميد "غريق يتسلى في أرجوحة" ..
في "عام"
اللامعقول الإنساني في رواية طبطاب الجنة في صحيفة الحياة
في "عام"
الروائية والناقدة منى الشرافي تيّم: كلّما نهلتُ من مكتبتي شعرت بالعطش (مجلة لها)
في "عام"

قديم 11-08-2016, 11:44 AM
المشاركة 42
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل تكون ثورة الغلابة تحقيقا لهذه النبؤة ؟
واذا كان البرغوثي قراء كل ذلك الغضب المتفجر في وجوه الناس في اكتوبر من العام 2014 فماذا يمكن ان يكون يرى الان بعد في وجوه الناس بعد اختفاء السكر وتدهور العملة وارتفاع الأسعار الجنوني؟
- وهل هذا ما حاول الاخوان منعه حينما تبنوا سياسة سلميتنا أقوى من الرصاص وفضلوا السجن على الحرب الاهلية ؟
---------------------------

البرغوثي ينشر أغرب "نبوءة" عما سيحدث بمصر قريباً
أحمد عادل شعبان
السبت, 18 أكتوير 2014 07:59
عن المصريون
نشر الشاعر الفلسطيني المصري تميم البرغوثي تدوينة عن نبوءة غريبة يتنبأ بحدوثها في مصر بفترة ليست ببعيدة .

وقال البرغوثي في تدوينة : دعكم حتى من تحليلات السياسة والاقتصاد، وصححوني ان كُنْتُمْ لا ترون ما أرى، ولكن لم ألمس منذ ثلاثين سنة هي عمري الواعي في مصر غضبا مكتوما كالذي أراه في وجوه الناس اليوم،

وأضاف: هي إما شدة مستنصرية يأكل فيها بعض الناس بعضا حقا لا مجازا ويصيد الناس الناس بالشباك من على أسطح المنازل،* وإما ثورة عنيفة لم يشهدها تاريخ هذا الشعب، غير العنيف نسبيا، من قبلُ. عنف ليس عنف الثورة الروسية والإيرانية ببعيد عنه بل ربما يزيد عنف هذا الشعب الحليم عليه.

وأردف: ارى دمارا شاملا في وجوه الناس، محوا تاريخيا غير مسبوق، لا يشبه سوريا والعراق اللذين يحذرنا الحكام من مصيرهما، هو شيء أشد بكثير، القادم ليس تمرد السواد، بل بياض يمحو الأسطر كلها، هو محو، بلا تخطيط، بلا أيديولوجيا، هو تعبير عن الغضب يتجاوز حتى الغضب، غضب بلا صياح... فقط محو هادئ، مزع للصفحة بما فيها...

وتابع : من أرادوا من الناس السكوت، سيأتيهم سكوت مهول لم يخطر لهم على بال... محو... هذا ما أرى خلف نكات سائق الأجرة، وحارس المبنى، وطالب الجامعة، وبائع الخضرة وموظف الحكومة، بل حتى في ارتباك نظرة مجند الأمن المركزي الفلاح...
محو...

قديم 11-08-2016, 11:54 AM
المشاركة 43
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هلاك الأرض… و”نبوءة” ستيفن هوكينغ
يونيو 18, 2015*|*

أنور عقل ضو |
أثارت “نبوءة” عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، وما تزال، جدلا واسعا في الأوساط العلمية، حين أكد أن “البشرية لن تعيش 1000 عام أخرى إلا بالفرار من الأرض“، خصوصا وأن هوكينغ يؤمن – وفق مواءمة فلسفية علمية – بإمكانية العيش في كوكب آخر، مستشرفا التطور السريع في مجال اسكتشاف الفضاء، حتى أنه أبدى تخوفا من أن يتفوق العقل الصناعي على عقل الإنسان خلال المئة عام المقبلة.
أبعد من ذلك، طرح العالم البريطاني إشكالية أخلاقية في قوله أن “الأرض باتت أكثر وحشية“، وإن لم يتوسع في توصيف فكرته، فهي بالتأكيد متصلة بجشع الإنسان وأنماط استهلاكه واستنزافه لموارد الأرض، واستمرار النزوع إلى الشر وسط ما نشهد من حروف متزايدة منذ دخول الألفية الثالثة.


بعيدا من الصخب المستمر حيال تصريحات هوكينغ الحائز على قلادة ألبرت أينشتاين، وأحد أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، تستدعي هذه “النبوءة” مقاربة من نوع آخر، بعيدا من رؤى علمية شديدة التعقيد ومحاكاة فيزيائية للكون وكوكب الأرض جزء من منظومته.
إذا نظرنا على سبيل المثال إلى ما تملك الدول العظمى من سلاح نووي، فذلك وحده كافٍ للتأكيد أن العالم سائر إلى الفناء، ربما عن طريق خطأ تقني، أي بـ “كبسة زر“، أو بالعمد و“الانتحار الجماعي“، ونتذكر في هذا السياق، ما ردده فيلسوف غربي عام 1962 يوم حبس العالم أنفاسه في ذروة أزمة الصواريخ الكوبية أو ما يعرف بأزمة الكاريبي “سنموت جميعا خلال أيام“.
حتى وإن اتسم سلوك الإنسان بعقلانية تجنب الكوكب الهلاك، فذلك لا يعني أننا سنكون في منأى عن الأخطار المحدقة بالأرض، فقد ذكر الكاتب الأميركي بيتر سكاون في كتابه “أميركا… الكتاب الأسود” أن عددا من القنابل النووية الصغيرة Mini Bomb اختفى من ترسانة الاتحادي السوفياتي عقب انهياره، وليس ثمة من يعلم إلى الآن كيف اختفت، ولا مكان وجودها، ولا الجهة التي سهلت سرقتها.
ومن ثم ماذا عن السلاح النووي؟ خصوصا إذا علمنا أن بعضها غير قابل للتفكيك كالقنبلة الهيدروجينية، ففي كتاب “التاريخ السياسي للقنبلة ولتسرّب الأسلحة” لتوماس سي رييد وداني بي ستيلمان، تأكيد بأن “القنبلة الهيدروجينيّة، ليست محدودة الحجم“، والعلماء الأميركيّون الذين وضعوا مخططاتها في أربعينيات وخمسينيات القرن الكاضي أطلقوا عليها لقب “السلاح الخارق“، ويشير الكتاب إلى أنه “في أواخر العام 1952 أدّت التجارب على تلك القنبلة إلى سحق (جزيرة إيلوغيلاب) في المحيط الهادئ، وقد عدّ انفجارها أقوى من انفجار قنبلة هيروشيما بسبع مائة مرّة!”.
ولا ننسى أننا في منطقة الشرق الأوسط معرضون لخطر دائم – بحسب تقرير سابق لـ “غرين بيس” – بسبب مفاعل ديمونة في فلسطين المحتلة، فهو بمثابة قنبلة موقوتة لسببين اثنين، أولهما أن المفاعل قائم في منطقة نشطة زلزاليا، وثانيهما أن المفاعيل عينه تم بناؤه بتقنيات الخمسينيات من القرن الماضي، ولا يمكن الوقوف على معايير السلامة في هذا المفاعل، بسبب أن هذا الكيان المحتل غير منضو في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (1968)، فضلا عن أن إسرائيل لم تصرح حتى الآن عن امتلاكها للسلاح النووي! رغم عبارة رئيسة وزراء الحكومة الإسرائيلية غولدا مائير في حرب 1973 عندما وصل العرب إلى بحيرة طبرية وعبروا قناة السويس “افتحوا مخازن ديمونة“، قبل أن يتحول مسار المعركة في اتجاه آخر لأسباب يطول شرحها.
في سياق آخر، صرح علماء قبل سنوات عدة أن “فناء العالم لن يكون من خلال السلاح النووي وإنما من خلال الفيروسات“، ومن يعلم إن كنا سنواجه فيروسات في المستقبل لن نتمكن من احتوائها، وقد تضع الكوكب بأسره في “حجر صحي“.
لكن ما يهمنا في هذه العُجَالة ما نواجه من تحديات كونية على مستوى المناخ، فللمرة الاولى في التاريخ يتوحد العالم على قضية يقر الجميع بأخطارها، وإن لم نرتقِ إلى مستوى الأخطار المحدقة، ما يبقي الطريق إلى مؤتمر باريس للمناخ في كانون الأول (ديسمبر) 2015 مزروعا بالألغام، بالرغم من أننا جميعنا في مركب واحد ونواجه التحديات ذاتها، وإذا لم ينجح قادة العالم في إبرام اتفاق ملزم بوقف الانبعاثات، فستختفي قبل نهاية القرن العديد من الدول والمدن الكبرى وتبتلعها المياه بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار نتيجة ذوبان الجليد القطبي، فضلا عما سنشهد من مظاهر مناخية متطرفة أكثر مما شهدنا خلال العقد الماضي بسبب الاحترار.
ومن ثم أكدت التجارب أن ليس ثمة طاقة نووية آمنة، منذ كارثة تشرنوبيل (1986) ولاحقا كارثة فوكوشيما (2011)، وما بينهما من عشرات الحوادث الصغيرة التي تكتمت عنها العديد من الدول، ولا سيما في أوروبا، ونستغرب أن مؤتمرا دوليا للمناخ لن يتطرق إلى ما تمثل المفاعلات النووية من خطر محتمل على البيئة والانسان وتاليا مستقبل الكوكب، لا سيما وأن عددها على مستوى العالم يقدر بنحو 435 موزعة تستحوذ الولايات المتحدة على حصة الأسد فيها مع 104 مفاعلات.
أمهَلَنا ستيفن هوكينغ ألف عام، لكن إذا ما نظرنا إلى ما يواجه الكوكب من أخطار، نجد أن “نبوءة” العالم البريطاني مُغرقة في التفاؤل، ولا نملك من خيار في المدى المنظور إلا مراعاة قوانين كوكب الأرض من خاصرة البيئة إلى أن نجد كوكبا بديلا!
مرتبط
ستيفن هوكينغ... والبحث عن كوكب آخر!
يبقى عالم الفيزياء النظرية الأشهر في العالم ستيفن هوكينغ Stephen Hawking الأكثر استشرافا لما يهدد وجودنا الإنساني، وتحظى طروحاته وأفكاره دائما باهتمام العلماء والناس العاديين على حد سواء، وقد أثارت "نبوءته" وما تزال، جدلا واسعا في الأوساط العلمية، حين أكد أن "البشرية لن تعيش 1000 عام أخرى إلا بالفرار من…
في "رأي"

ستيفن هوكينغ: على البشرية استيطان الفضاء وإلا ستنقرض
في "أخبار"

زوكربرغ وهوكينغ والروسي ميلنر... يستكشفون الفضاء بمركبات فضائية نانوية!
في "قضية اليوم"

قديم 11-08-2016, 12:40 PM
المشاركة 44
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقتل الرجل الكبير.. نبوءة إبراهيم عيسى
2016/11/07
هالة منير بدير

«مقتل الرجل الكبير».. سبعة عشر عامًا تقريبًا مرَّت على كتابة تلك الرواية التى تم منعها ومصادرتها حينما قرر إبراهيم عيسى نشرها فى مرحلة من التضييق عليه وحصار اسمه صحفيًّا..

كانت المشاهد تتنقَّل بين مشهد اغتيال رئيس الجمهورية وبين مواقف سابقة له فى حياته، ومشاهد ارتباك الحاشية والحكومة لمقتله، وكيف سيتم إعلان النبأ وإعلام ابنه، ومن سيخلفه فى تولى المنصب فى إطار من الجدية الساخرة المغلَّفة أحيانًا بالكوميديا السوداء..

أبطال الرواية

– رئيس الجمهورية/ الرجل الكبير «تعطى إيحاء بأنه الراس الكبيرة لعصابة»..
– رئيس الوزراء
– مدير جهاز الأمن الوطنى «لاحظ أن مسمَّى أمن الدولة تغيَّر بعد الثورة إلى الأمن الوطنى»..
– وزير الإعلام
– وزير الداخلية
– وزير الحرب «الدفاع»
– مدير الرئاسة
– ريتا جفرسون مكربى «عضو اللجنة الأمريكية السرية للتحقيق فى مقتل الرئيس»..
– د.يوسف رضوان «أستاذ بكلية الحقوق»..
– مجموعة من الضباط فى الحرس الخاص بالرئيس وآخرون..

الرواية سياسية بوليسية عرض فيها عيسى الفساد الأخلاقى فى الحكومات والتستر على الجرائم والمحسوبيات والواسطة والرشاوى وفبركة الحقائق والوقائع، وانحسار القانون ومواده وروحه أمام التهاوى الأخلاقى والعنف والقسوة والشراسة فى سلوك وزارة الداخلية، ولجان التحقيق التى تُعقد ليس للبحث عن حقيقة وإنما لتتميم أوراق وتقفيل ملفات، نفوذ وتدخل رجال الأعمال فى سياسات الحكم وسلطة اتخاذ القرار، الهوان الذى تعرض له جناحا المعارضة من الإخوان والشيوعيين ووَيلات الاعتقال والاضطهاد والتعذيب، الوجود الأمريكى المعمول حسابه فى كل صغيرة وكبيرة، وتأليه الشعب لرئيسه فى أن يصل به الظن حد العقيدة إلى أن ذلك الرئيس لن يموت أبدًا..

تمكن إبراهيم عيسى من صياغة الرواية فى عبارات فصحى رصينة، ولكن كثيرًا ما كان يتخللها العامية، أظنها للتخفيف قليلاً على القارئ الذى يفضّل قراءة العامية، وباستثناء بعض الألفاظ الخادشة للحياء والإيحاءات الجنسية، فعربية عيسى فيها من البلاغة فى وصف الأماكن والأشخاص «كما فى وصف تكايا الصوفية والمريدين من الدراويش» ما يجسد لك المشاهد، يبهرك بتعدد وتسلسل مرادفاته «على الرغم من وقوعه أحيانًا فى فخ الاسترسال فيها والذى قد يبعث على الملل»، مهارة فى استخدام السجع والجناس دون تكلُّف، ما يضفى على الرواية صيغة أدبية مميزة وفريدة.

على الرغم من محاولته التجهيل فى تسمية الدولة التى اغتيل رئيسها بقوله «اغتيال رئيس جمهورية بالشرق الأوسط»، فإنه من خلال السياق سيكون مفهومًا أن المقصود مصر ورئيسها، من خلال الحديث عن إذاعة أفلام مثل «ناصر 56» و«الناصر صلاح الدين»، وعن رياح الخماسين، والنقوش الفرعونية على مبانى المدينة غير المُسماة، والتى لا يقطنها سوى أصحاب الغنى والنفوذ، وذِكر الفنانين التشكيليين المصريين محمود سعيد وعبد الهادى الجزار..

وصف الرئيس أنه من حفريات القرون الوسطى فى الشرق الأوسط، لا يقرأ الصحف، عاصر ثمانية رؤساء أمريكان بين سابق وفقيد، مُجمَّد على عرشه أكثر من 30 عامًا ظالمًا غاصبًا، وأنه عندما تُحاك ضده مؤامرة فإن الناس ستفرح لموته وستجزع خوفًا مما قد يحدث من فوضى بعد موته، وهذا ما حدث بعد ثورة 25 يناير لا بمقتل مبارك، وإنما بخلعه أو كما يحب أن يقول مريدوه «تنحيه عن الحكم»..

سيُفجِّرك ضحكًا فى

– الحوار بين الرئيس ورئيس الوزراء فى مناقشة التغيير الوزارى الذى ينم عن الكيفية الدنيئة التى يتم بها اختيار الوزراء عندما يكون الرئيس ديكتاتورًا جاهلا، ورئيس وزرائه خانعًا..

– برقيات مبايعات وتأييد الرئيس على خطوته الحكيمة فى ضرب الوزراء بالشلوت..

– نكات الرؤساء عندما يموتون ويسألون بعضهم بعضًا عما صنعوه لشعوبهم..

اسْتَشْرَفَ المستقبل فى الحديث عن:

– الشاب العشرينى الذى أضرم النار فى جسده أمام البرلمان ردًّا على خطاب الرئيس «اللى مش عاجبه البلد يولع بجاز»، وأشار إلى ذلك بـ«جماعة المولعين بجاز»، كما حدث مع البوعزيزى التونسى، الشرارة التى أضرمت الثورة التونسية ومن بعدها ثورات الربيع العربى..

– تطويع الدين وأخذه سلاحًا لحَث أو ردع الشعب فى المواقف السياسية تبعًا لما يريده الحاكم..

– تنبأ بشخصية «توفيق عكاشة» كمرشح لرئاسة الجمهورية، عندما جاء على لسان الرجل الكبير فى البرلمان «أنا ح أخطب للبط يا رعاع»..

– وجود الدبابات والمدرعات أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بعد مقتل الرئيس «وهذا ما حدث بعد اندلاع ثورة يناير»..

– إقلاع الطائرات الحربية على مستوى منخفض فى سماء العاصمة ليس للترهيب وإنما لعرض الحب والمودة «فى كل مرة يعتصم المتظاهرون فى ميدان التحرير»..

تنبأ بترشح وزير الحرب لمنصب رئيس الجمهورية من خلال الحديث عن

– حملة إعلامية ضخمة تؤكد وقوف الشعب إلى جانب الرئيس الجديد، واشتراط الدستور أن يكون مرشح الرئاسة مدنيًّا، أى ليس من العسكريين، بمعنى وجوب استقالته من الوزارة*.

– ليس هناك أى ضمان لانتقال السلطة مدنيًّا وسلميًّا فى دول العالم الثالث..

– المظاهرات اليومية التى ترفع صوره وتنشد اسمه وتهتف به رئيسًا..

– الجملة الشهيرة على لسان من ينتوى الترشح للرئاسة «أيًّا كان»: «إننى لست باحثًا عن منصب أو جاه، ولكن قبلت هذه المسؤولية لأن شعبى شرّفنى بترشيحى لها»..

أثار دهشتى فى عدد مرات تشبيهه عدم تحكم الشخص فى نفسه ببول الشخص على نفسه، كما لم يعجبنى استرساله فى كيفية اختيار مكان القصر والمشرفين على بنائه وشكل أجنحته، دون داعٍ فسلبنا من أجواء مشهد الرئيس الغارق فى دمه، والإسراف فى الحديث عن اللقاءات الغرامية والعلاقات النسائية..

إسقاطات

– ممارسة الرئيس لرياضة التنس الشبيهة بلعبة الاسكواش التى كان يمارسها مبارك..

– ابن الرئيس الذى يملك أسهمًا وحصصًا وشراكة فى كل ثقب فى عالم الأعمال «علاء مبارك»، ومهامه العديدة والمتعددة حتى وصلت كونه وزيرًا ونائبًا للرئيس، إشارة لمشروع التوريث الذى ظهر بعد الرواية بسنوات «جمال مبارك»..

– محاولة الاغتيال بهجوم الأسود فى احتفالية مرور مئتى عام على تأسيس حديقة الحيوان، وقول «مش معقول.. مش معقول» «وردت على لسان السادات لحظة اغتياله»..

– شبه واقعة وفاة الرئيس بعملية استئصال لوز أو زائدة دودية فى حالة الاستيقاظ دون مخدر أو مسكن، ثورة يناير التى كانت بمثابة استئصال مبارك من جسد المصريين..

– تولى وزير الدفاع «الحرب» مقاليد الحكم بعد مقتل الرئيس، «تولى محمد حسين طنطاوى» رئاسة مصر بعد ثورة يناير..

– تولى رئيس المحكمة العليا مقاليد الحكم كرئيس مؤقت «صورى» للبلاد، «تولى عدلى منصور» رئاسة مصر فى الفترة الانتقالية بعد عزل مرسى..

أكثر ما مَسَّ قلبى

– الفصل 22 عندما أجاب أستاذ القانون عن سبب سكوته وخنوعه ورضاه بالظلم والطغيان وعدم صراخه بكلمة «لا» ولو لمرة واحدة، عندما قص حكاية جدّيْه المأساوية، الجد الإخوانى والجد الشيوعى، وكيف مُورس ضدهما كل ألوان التعذيب والمهانة..

أكثر حوار يوافق الواقع

– الفصل 23 وكيفية سبك العملية الانتخابية وتحديد نسبة الموافقة بـ99.9%، والاتفاق على نسب المشاركة والتصويت وإقبال الناخبين، حتى إنه تم الاتفاق على نسبة الرافضين ليُعرض ذلك فى وسائل الإعلام كدليل على الحرية والديمقراطية..
على الرغم من تسلل الرتابة فى بعض الفصول، فإنها ستستهويك عندما يبدأ لغز عملية الاغتيال فى الكشف عن القاتل، إذا ما كان أحد أفراد الحرس أو تورط المخابرات ورجال الأعمال للتخلص منه والحلول مكانه، لاستمرار نظام الرئيس بكفاءة أعلى فى القتل والظلم والديكتاتورية، وأن التشهير والتشنيع والاتهام بالشذوذ الجنسى والأخلاقى سيكون مآل كل مَن يحاول الوقوف أمام آلة الظلم المُمَنهجة، أو الاتهام بالخيانة والعمالة كونه تجرأ على معارضة الرئيس..

فى أثناء القراءة ستتذكَّر رواية «1984» لجورج أورويل، التى جسَّد فيها تصوره لحياة الأفراد فى ظل حكم ديكتاتورى مُشبع بالتجسس واضطهاد الأفراد فى مناخ من التخوين وانعدام حقوق وكرامة الإنسان، ستتذكر مشاهد من مسرحية «الزعيم» وعادل إمام ينطقها: «بطيخ الريس لازم يكون من غير بذر، الريس لسه هيتفتف البذر؟ الريس يِلْهَط على طول»، ستتذكر محمد صبحى فى مسرحية «تخاريف» وهو يقول: «شعبى الحبيب الصبور المهاود»..

نهايةً.. سيختلف تقبلك لتلك الرواية تبعًا لتوقيت قراءتك لها، لو كنت قد قرأتها قبل الثورة فسترى إبراهيم عيسى البطل الشجاع المغوار الذى استطاع أن يقف فى وجه الظلم والطغيان بالخروج بتلك الرواية، ولو قرأتها بعد الثورة مباشرةً سترى كم هو عظيم فى استشراف المستقبل والتنبؤ بالأحداث، ولو قرأتها إبَّان بدايات حكم السيسى سترى فيه المتنازل عن القيم والمبادئ وتجاهل وإنكار ظلم النظام بعكس ما عرضه فى روايته، ولو قرأتها منذ أيام*سترى إبراهيم عيسى فى قديم عهده من حيث مُجابهة الطغيان، وقول كلمة الحق فى وجه حاكم جائر..

قديم 11-08-2016, 05:41 PM
المشاركة 45
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نبؤات الأدباء : كيف تحققت نبؤات الأدباء والكتاب على أرض الواقع ؟
تنبأ العديد من الأدباء بأحداث حدثت بالفعل على أرض الواقع، فكيف تنجح نبؤات الأدباء في اكتشاف المستقبل؟ وهل هم يعرفون الغيب حقًا؟

بواسطة مصطفى فؤاد -أكتوبر 12, 201657

لم تخلُ حقبة من حقب الزمان إلا وتحقق فيها بعضٌ من نبؤات الأدباء أو الكتاب. فبالرغم من وجود بعض المناطق التي تشكل حاجزًا منيعًا تتلاشى عنده قدرات الإنسان، ويصبح عاجزًا تمامًا عن مجرد اتخاذ خطوات ولو قليلة على الطريق تجاه سبر أغوارها، ومن بين تلك المناطق التنبؤ بالمستقبل، إلا إنه باستقراء كتابات بعض الكتاب والأدباء وأطروحاتهم القديمة، التي تنبؤوا فيها بأحداث في المستقبل، ومن ثم مقارنتها بوقائع التاريخ والواقع الذي نعيشه، سنجد أن هناك الكثير من النبؤات، المنسوبة لبعض الأدباء والكتاب، قد تحققت بالفعل، بل وصار الكثير منها واقع نعيشه (ذلك بالرغم من أن معظم محاولات التنبؤ بالمستقبل عشوائية وغير مستندة إلى أسس علمية راسخة)، وإليك بعضًا من أشهر الأدباء، والكتاب، وغيرهم، ممن كانت لهم نبؤات حدثت بالفعل وخطت لها رقعات على صفحات التاريخ.

تعرف على أشهر نبؤات الأدباء

1
نبؤات نوستراداموس
يعد ميشيل دي نوسترادام، أو بحسب ما كان يطلق عليه نوستراداموس (21 ديسمبر 1503 – 2 يوليو 1566)، من أكثر المتنبئين شهرةَ، كما تعد نبؤاته من بين نبؤات الأدباء الأكثر إثارةَ للجدل، فقد ألف نوستراداموس كتابًا ضمن فيه معظم نبؤاته، وكان أو ظهور لهذا الكتاب في عام 1555 تحت عنوان “النبؤات”، ومن بين هذه النبؤات، التي تضمنها الكتاب، نبؤة الراهب، فبعدما سافر نوستراداموس إلى إيطاليا، رأى هناك راهبًا صغيرًا لا يؤبه له، كان يعمل في تربية الخنازير، فما كان من نوستراداموس إلا أن ركع مباشرة أمام هذا الراهب الصغير، وناداه بقداستكم، والمثير في الأمر أن هذا الراهب قد أصبح، بعد وفاة نوستراداموس بوقت طويل، سيكستوس الخامس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.

ومن بين نبؤاته أيضًا نبؤة هنري الرابع، التي تنبأ بها نوستراداموس، وتعد من بين أشهر نبؤات الأدباء التي تحققت، فقد سافر نوستراداموس إلى مدينة صالون في فرنسا، وسعى إلى التأكد من وجود بعض العلامات كانت في جسد صبي صغير يعيش في أطراف المدينة، ولكن الصبي الصغير هرب منه خوفًا أو حياءً، إلا أن نوستراداموس ذهب في اليوم التالي ليرى العلامات على جسد الصبي وهو نائم، ثم تنبأ بأن هذا الصبي سيصبح في يوم من الأيام ملكًا على فرنسا، وبالرغم أن الأوضاع الملكية في فرنسا كانت توحي آنذاك بأن نبؤة نوستراداموس من الصعب تحققها، إلا أن ذاك الصبي أصبح فيما بعد هنري الرابع ملك فرنسا.

2
تنبؤات بابا فانجا
مما يمكن أن نعده من بين نبؤات الأدباء التي تحققت، بعض الأحداث التي تنبأت بها بابا فانجا، أو فانجوليا باديفا ديميتروفا، وهي امرأة عمياء من بلغاريا، كانت لها العديد من التنبؤات التي وقع بالفعل بعض منها، كما يقول أتباعها، حيث تنبأت بأن الرئيس الأمريكي رقم 44 سيكون أسود البشرة، وهو ما حدث بالفعل، حيث تولى عضو مجلس الشيوخ، باراك أوباما، ذو الأصول الأفريقية، رئاسة الولايات المتحدة بعد خوضه الانتخابات الرئاسية في شهر فبراير من العام 2007. ويقول أتباع باب فانجا إنها تنبأت أيضًا بموجات تسونامي والتغيرات المناخية الكبيرة التي حدثت عام 2004، وأكدوا كذلك أن بابا فانجا قد تنبأت بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو الحدث الأضخم الذي هز العالم بأسره. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب البعض، تنبأت بابا فانجا ببزوغ فجر تنظيم الدولة الإسلامية، أو ما يعرف بتنظيم داعش، وغزو إسلامي لأوربا ينتهي فيما بعد بإقامة دولة إسلامية في روما عام 2043. وتدعي بابا فانجا بأني على اتصال بمخلوقات غير مرئية تمدها بمعلومات عن أحداث ستقع في المستقبل.

3
الكاتب الأمريكي توم لونرغان وتنبؤه بهجوم بوسطن
أثار الكتاب الذي نُشر للكاتب الأمريكي توم لونرغان ضجة كبيرة وجدلاً واسعًا، حيث تنبأ توم منذ 11 عامًا في روايته بوقوع هجمات إرهابية كبيرة خلال إحدى الفاعليات الرياضية، فبحسب روايته يقدم بعض المتطرفون اليمنيون على تفجير مجموعة من القنابل المزروعة مسبقًا، وذلك في سباق للماراثون، من أجل تعطيل الإجراءات التحقيقية. وقد وقع ما تنبأ به توم لونرغان بعد إحدى عشر عام من كتابته لتلك الرواية التي نالت شهرة واسعة فيما بعد، فلم يتوقع لونرغان أن تتحقق روايته على أرض الواقع في عام 2002 أثناء إقامة فاعليات ماراثون بوسطن، وكان مما قاله لونرغان: عندما شاهدت الأخبار ورأيت الأحداث التي وقعت شعرت وكأن أحد ما قد قام بقراءة روايتي ثم تنفيذها على أرض الواقع. وهكذا أصبحت نبؤة توم لونرغان من بين نبؤات الأدباء والكتاب التي تحققت في واقعنا بالفعل.

4
تنبؤات اسحق أسيموف حول الشكل الذي سيصبح عليه عالمنا اليوم
تعد تنبؤات اسحق أسيموف من بين نبؤات الأدباء والكتاب التي تحقق جزء كبير منها في عالمنا اليوم. فمنذ أكثر من خمسين عامًا، نشر الكاتب اسحق أسيموف، الذي يعد من بين أفضل كتاب الخيال العلمي في وقته، عددًا من النبؤات بشأن ما سيكون عليه العالم بعد خمسين عامًا، وإليك بعضًا من نبؤاته التي تحققت بالفعل، أو أخذت البشرية خطوات فعلية نحو تحقيقها:

ستظهر أدوات وأجهزة حديثة تستخدم في المطابخ من أجل إعداد الوجبات بشكل أسرع وتسخين المياه وصنع القهوة، ولقد أصبح هذه النبؤة واقعًا مرئيًا في حياتنا اليوم؛ فقد ظهرت الآلات التي تعد الوجبات بشكل أسرع، كما شاع في الأعوام الأخيرة استخدام آلات صنع القهوة.

ستصبح الروبوتات تقنية شائعة ولكن لن تكون ذات فوائد عظيمة تعتمد عليها البشرية، وها هي تتحقق نبؤة أخرى من نبؤات اسحق أسيموف، لتدخل سريعًا إلى قائمة نبؤات الأدباء والكتاب التي تحققت، فإن كنت تتابع، ولو بقدر قليل، لنشرات الأخبار والبرامج والعروض الثقافية، فحتما قد رأيت، ولو لمرات قليلة، أخبارًا عن معارض تقام لمخترعي الروبوتات وصانعيها، في أمريكا أو اليابان، وبالفعل لم تقدم هذه الروبوتات للبشرية أي فائدة تذكر، سوى عرض ما توصل إليه الإنسان من مستوى عال في تطويع التكنولوجيا والآلات.

سيتمكن الإنسان من إجراء اتصالات مسموعة ومرئية وسيصبح بمقدورنا سماع من نتحدث إليه عبر هواتفنا ورؤيته كذلك، ولم يمر الكثير من الزمن حتى أصبحت هذه النبؤة من نبؤات الأدباء التي صارت واقعًا ملموسًا. حيث أجرى أو اتصال بالفيديو بين موقعين في شهر أبريل من عام 1964، ولكن تطلب ذلك الكثير من المعدات والتكاليف لإنجاح الأمر، ثم صارت المكالمات الفيديو في يومنا هذا شيئًا عاديًا مما نقوم به في حياتنا اليومية، حيث انتشر استخدام التطبيقات التي تمكن مستخدمي أجهزة الكمبيوتر وحاملي الهواتف الذكية من إجراء اتصالات بالفيديو، كما أن التكلفة صارت منخفضة جدًا بالمقارنة بالتكلفة في السابق. وهكذا تحققت نبؤة أخرى من نبؤات اسحق أسيموف.

وفي الختام، قد لا نستطيع وضع أسس علمية راسخة لكيفية تنبؤ أصحاب النبؤات، التي سبق ذكرها، وغيرهم من الكتاب والأدباء، إلا أنه من خلال ما سبق عرضه من بعض نبؤات الأدباء التي تحققت بالفعل، يتضح لنا أن هناك قدرات لبعض الكتاب والأدباء تمكنهم من استقراء الواقع بشكل أكثر تفصيلاً، مما يمكنهم من التنبؤ بأحداث قد تقع في المستقبل، وهو ما يشبه الفراسة، إذ لا أحد يعلم الغيب.

قديم 11-09-2016, 01:22 PM
المشاركة 46
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
UNCATEGORIZED
التنبؤ في المستقبل

غُلِبَتِ الرُّومُ ï´؟2ï´¾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ï´؟3ï´¾
فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ï´؟4ï´¾
(سورة الروم
اليوم سأتكلم عن التنبؤ في المستقبل، وأبدأ رحلتي في التنبؤ من الناحية الدينية وبالخصوص بالإسلام والمسيحية، وأنتقل للخيال العلمي، ثم أتكلم عن التنبؤ من الناحية العلمية، هل من الممكن التنبؤ في المستقبل وما هي حدودنا؟

بعض القصص القرآنية تشتمل على قضايا تدل على أن بعض الأنبياء أو المقربين من الله كانت لديهم القدرة على التنبؤ في المستقبل، ومن القصص الشهيرة هي قصة الخضر مع النبي موسى عليهما السلام، فقد قابل النبي موسى الخضر، وطلب منه أن يتعلم منه ما قد علمه الله، يقول الله في كتابه الكريم: “فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ï´؟65ï´¾ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ï´؟66ï´¾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ï´؟67ï´¾” (سورة الكهف)، وتبدأ رحلة التعلم هذه حينما ركب موسى والخضر سفينة، وحينما وصلا إلى الطرف الطرف الآخر من النهر أو البحر خرق الخضر هذه السفينة، هنا تضايق النبي موسى من عمل الخضر، واعتقد أن ما قام به الخضر كان خطأ، ثم بعد ذلك لقيا غلاما، فقتل الخضر هذا الغلام، فاستنكر موسى هذا العمل أيضا، فكيف للخضر أن يقتل نفسا زكية – كما جاء في القرآن؟ ثم بعد ذلك ذهبا إلى قرية، ولم تضيفهم هذه القرية، وكان في هذه القرية جدار على وشك السقوط فأقامه الخضر، ولم يأخذ في مقابل عمله أي أجر، عندها نفذ صبر النبي موسى (ع)، ولم يتحمل طريقة عمل الخضر، بعدها أنبأ الخضر موسى بأمور ستحدث في المستقبل دفعته للتصرف كما فعل، فأما السفينة، فخرقه لها كان من باب أن إبقاء السفينة على حالها يعرضها للخطر، حيث أن الملك في ذلك الوقت سيأخذ هذه السفينة لنفسه إذا ما وجدها سالمة من التلف ويحرم أصحابها المساكين، لذلك فقد أعابها حتى لا يطمع فيها الملك، أما بالنسبة للولد، فكان سيكبر الولد ليؤذي والديه إلى درجة أن يوصلهما إلى درجة الكفر، فقتله ليسيبدله الله بآخر أفضل منه، أم الجدار فكان تحته كنز لغلامين يتيمين، وحتى يحفظ هذا الكنز للغلامين اقام الجدار عليه إلى أن يأتي الوقت الذي يبلغ الغلامين ليستخرجا الكنز.

إذن، هذه هي ثلاث تنبؤات مستقبليه كشفها الخضر لموسى عليهما السلام، وأحب أن أضيف نبؤة أخرى إلى الثلاث ربما قد فاتت الكثير ممن يقرأون القرآن، حيث أنني أحيانا أسأل الأصدقاء عن عدد التنبؤات التي تنبأ بها الخضر، فيقال ثلاثة، ولكنها في الحقيقة أربعة، ففي بداية الرحلة أخبر الخضر النبي موسى أنه لن يستطيع الصبر على ما يراه، وتحققت هذه النبؤة، حيث أن النبي موسى لم يستطع الصبر خلال الثلاث تجارب التي مر به مع الخضر (عليهما السلام).

وكذلك في الآيات التي ذكرتها في بداية الحلقة، حيث أنزل الله في كتابه الكريم آية تتنبأ بحرب قادمة بين الروم والفرس يكون فيها الرابح هو الروم، وحسب قراءة سريعة للتاريخ وجدت أنه كانت هناك عدة حروب بين الفرس والروم بداية من 92 قبل الميلاد، وانتهت في آخر حرب سنة 629 بعد الميلاد، كانت هناك مجموعة من الحروب التي قامت بينهما خلال هذه الفترة، وفي تلك الحروب كلا الفريقي يحتل أجزاء من الأرض، إلى أن خرج هرقل في حرب لاسترداد سوريا في سنة 613 م، فخسر هذه الحرب أمام الجنرال شاهرباراز (Shahrbaraz) قائدة قوات الجيش الإيراني في أنطاكيا، فغزى الجيش الفارسي بعدها كل من فلسيطين ومصر، وبعد هذه الحرب وبعد دخول عناصر أخرى من دول أخرى في الحرب وصلت روما إلى حد الإنهيار.

نزلت الآيات الكريمة: “غُلِبَتِ الرُّومُ ï´؟2ï´¾ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَï´؟3ï´¾ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ï´؟4ï´¾” لتبشر المؤمنين الذين تضايقوا لفوز الفرس، وفي اللغة العربية كلمة بعض تعني ما بين الثلاث إلى تسع سنوات، وفعلا بعد خسارته للفرس بدأ هرقل ببناء الجيش، فقلص الميزانيات الغير العسكرية، ووصل به الحد أنه أذاب لوحة الكنيسة (طبعا بدعم من البطريارق سيرجاياس (Sergius)) لدعم الجيش، وفي سنة 622 م قام بحرب – اتخذت طابعا دينيا – فتغلب على الجنرال الفارسي، واستكملت هذه الحروب في نجاحها من بعد تلك النقطة، وطبعا هذا أنهك الفرس والروم، وقبل أن تسترد أي من هذه الإمبراطوريتين عافيتهما فتحت ثغرة للمسلمين فاكتسحوا كلاهما.

وهناك أيضا تنبؤات في الإنجيل سواء في العهد القديم أو الجديد، حيث أن كلاهما يحتوي على تنبؤات بكوارث من حروب وتدمير وهناك أيضا تنبؤات عن الإسرائليين وعن اليسوع، فمثلا تنبأ اليسوع لأتباعه أنه سوف يسلم لكي يصلب: “تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح و ابن الانسان يسلم ليصلب” (إنجيل متى – الإصحاح 26)، وقد قام* رئيس الكهنة بالاتفاق مع مجموعة من الناس بالدعوة للقبض على يسوع ليقتل، وكذلك بالنسبة للوجبة الأخيرة التي تناولها اليسوع مع أتباعه العشاء الأخير كما جاء في إنجيل مرقس في الإصحاح 14.

أود، أن أبين ملاحظة مهمة، أن بحثي في هذا الموضوع غير دقيق وسريع، وبما أنني غير مختص في التاريخ فلا أستطيع أن أعرف التفاصيل بشكل دقيق، ولست مختصا في الدين أيضا لذلك قد تكون معلوماتي قاصرة في هذا المجال، والباب مفتوح لأي ملاحظات حول ما سردته الآن لتقويم هذه المعلومات.

ملاحظة أخرى: وهي أن ما سردته الآن ليس لأثبات أو نفي حقيقة المعلومة المذكورة في دين معين، هدفي من سرد هذه المعلومات هو أن أبين أن التنبؤ في المستقبل موجودة على مستوى الدين، وعرضت الأفكار من وجهة نظر الإسلامية والمسيحية من غير أن أناقش الفكرة لقبولها أو لرفضها.

الخيال العلمي والتنبؤ في المستقبل

لن يخفى عليكم أن الكثير من القصص أفلام الخيال العلمي تحدثت عن التنبؤ في المستقبل، فمن الأفلام المشهورو حول هذا الموضوع هو فيلم نيكست (Next) أو التالي، قصة الفيلم ترتكز على رجل لديه القدرة على رؤية المستقبل، بحيث يرى جميع الاحتمالات الممكنة لقيامه بعمل معين، فمثلا تخيل لو أنك تقرر أن تقود سيارتك، وشارفتْ إشارة المرور لأن تتحول إلى الأحمر، لديك اختياران، إما أن تسرع فتعبر التقاطع بسرعة في بداية تحول الإشارة إلى اللون الأحمر أو أنك تخفف من سرعتك لتقف، ماذا لو استطعت أن ترى نتيجة كل قرار تتخذه قبل أن تتخذه، ألن يحدد ذلك ما ستقوم به لاحقا؟ فلو علمت مثلا أن باجتيازك للإشارة ستصطدم بسيارة أخرى ألن يدعوك ذلك للتوقف، أو لو أنك رأيت أنك بعد أن تتوقف بصورة مفائجة عند الإشارة سيؤدي ذلك لأن تصطدم السيارة التي خلفك بسيارتك من الخلف، كيف ستتصرف؟ هذه كانت فكرة الفيلم، رجل يستطيع أن يرى جميع الاحتمالات فيتخذ أفضل قرار، وأيضا فيلم نوينج (Knowing)، حيث أن مدرس يكتشف من خلال تسلسل ارقام كتبت على ورقة ما سيحدث من كوارث في المستقبل. وهناك أيضا فيلم مشهور جدا اسمه مينوريتي ريبورت (Minority Report)، وفي هذا الفيلم يعتمد على 3 أشخاص لديهم القدرة على التنبؤ بالجريمة قبل حدوثها، ومن خلال المعلومات التي يقدمها الثلاثة البريكوجز (Precogs) – كما كانوا يسمونهم – تستدل شرطة مكافحة “ما قبل الجريمة” الجريمة قبل حدوثها، وحتى في فيلم الميتركس (Matrix) تكون فيه الأوركل (Oracle) لديها القدرة على التنبؤ في المستقبل، وأيضا فيلم فاينال دستينشين (Final Destination)، والذي فيه يرى شاب وفاة أصدقائه في كارثة كبيرة، فيحاول تفادي هذه الكارثة لإنقاذ نفسه واصدقاءه من الموت.

ربما من أروع القصص التي قرأتها في حياتي هي سلسلة “التأسيس” (Foundation Series) للكتاب الكبير آيزك أزيموف، أخبرني بهذه القصص صديقي العزيز جمال المطوع، وهو أيضا من محبي الخيال العلمي – سواء في القصص أو الأفلام، ولا نزال نتبادل معلومات عن الخيال العلمي بين الحين والآخر، وحينما اشتريت القصة الأولى في السلسلة، سيطرت هذه القصة على ذهني، فاشتريت باقي السلسلة والتي تتكون من سبعة أجزاء، واضفت لها كتابا آخر كتبه كاتب آخر اضاف إلى السلسلة بعد وفاة آيزك، وقد حصل أزيموف على جائزة الهيجو (Hugo Award) في سنة 1966 وقيل أن سلسلة الكتب هذه كانت “أحسن سلسلة على الإطلاق”

وفكرة هذه القصص تتلخص في أن العالم الرياضي هاري سيلدون (Hari Seldon) أسس علما جديدا يسمى بـ: سايكوتاريخ (Phychohistory)، فيستخدم هاري قواعد رياضية تعتمد على التاريخ وعلم الاجتماع للتنبؤ في المستقبل إحصائيا، وهذه التنبؤات إلى حد ما دقيقة، ويكون هذا في المستقبل بعد أن استعمر الإنسان مجرة درب اللبانة وأنشأ فيها إمبراطورية ضخمة، فيتنبأ هاري سيلدون بسقوط هذه الإمبراطورية، ولتقليل المدة الزمنية التي تسقط فيها هذه الإمبراطورية الهائلة يستخدم تنبؤاته هذه للتقليل مدة عصر الظلام الذي سيواجه هذه الإمبراطورية بعد سقوطها، لن أكمل باقي الأفكار التي ترتكز عليها القصص، ولكن أنصحك إن كنت من عشاق الخيال العلمي أن تكون هذه السلسلة من ضمن مكتبتك.

ما يهمني من هذه القصص هي فكرة رئيسية في التنبؤ في المستقبل وهي استخدام الإحصاء، فشخص مثل آيزك أزيموف مطلع تماما على العلوم المختلفة كما يظهر من الكثير من الكتب التي ألفها في مجال العلم (آيزك ألف في حدود الـ 500 كتاب قبل وفاته، والكثير منها علمية بحتة، تفصل العلم بشكل مبسط لعموم الناس). فهو يعرف تماما أن فكرة الإحصاء يعتمد عليها العلماء للتنبؤ في المستقبل، وهي فعلا تستخدم من الناحية العلمية لمعرفة الكثير من الأمور التي تبدو لنا وكأنها عشوائية.

العلم والتنبؤ في المستقبل
ما هو موقع العلم من التنبؤ في المستقبل؟ إن كنت لم تنتبه فأنت لم تلاحظ أن العلم يتنبأ في المستقبل في كل شيء تقريبا.

واحدة من أهداف العلوم التجريبية هي أن تحاول التنبؤ بحالة الشيء في المستقبل عن طريقة مماثلته بالقوانين الرياضية، فمثلا إذا ما قذفت بصخرة بعيدا عنك بإمكانك التنبؤ أين ستسقط هذه الصخرة باستخدام حسابات رياضية دقيقة، أو مثلا في حالة إرسال مركبة فضائية إلى المريخ والتي قد تأخذ حوالي 6 أشهر للوصول (طبعا ذلك يعتمد على موقع المريخ وقت إطلاق الصاروخ) كل ذلك يعتمد على حسابات دقيقة لإرسال المركبة من الأرض لتنزل على سطح كوكب متحرك، كما لو أنك أردت أن تضرب طبقا يطير في الهواء باستخدام بندقية، وقد تم فعلا حينما أرسلت ناسا مركبتيها أوبرتيونتي وسبيريت (Opportunity) و (Spirit) إلى المريخ، كل هذا يعتمد على قوانين رياضية دقيقة.

طيب هل يعني ذلك أن التنبؤ دقيق إلى حد مطلق؟ بالطبع لا، لماذا؟ لأنه – وهذه نقطة أساسية جدا – أن لا يمكن لقانون رياضي أن يماثل الطبيعة 100%، التمثيل أو النمذجة التي تقوم بها هذه القوانين تكون فيها نوع من المثالية، حيث أن بعض الحالات (States) الطبيعية تشتمل عليها القوانين وأخرى لا تشتمل عليها، فمثلا لو أنك استخدمت القوانين لمعرفة أين ستستقط الصخرة بعد قذفها، السؤال هو هل هذه القوانين تشتمل على الهواء والاحتكاك وشكل الصخرة ودورانها، وعلى فرض أنها اشتملت على كل هذه المتغيرات أو الحالات، هل أخذ القانون بعين الاعتبار حركة يدك أثناء القذف؟ حتى في قضية إرسال ناسا للمركبتين، كنت أستمع للعلماء من ناسا في موضوع إرسالهم للمركبات للمريخ، فصحيح أنهم استخدموا القوانين لإرسال هذه المركبات وبدقة فائقة، ولكن وحسب تصريحهم أنهم أضطروا لإن يعدلوا على مسار إحدى المركبتين عن طريق الدفع الصاروخي مرتين على مدى الستة أشهر، فمع الدقة العالية لهذه القوانين إلا أنها لا تستطيع أن تتنبأ بكل تفاصيل الرحلة بدقة مطلقة.

حتى في قضية التنبؤ في الطقس، فالعلماء يعتمدون على تمثيل الطقس باستخدام قوانين رياضية، وهذه القوانين تأخذ في عين الاعتبار الكثير من الحالات، ولكن لا يمكنهم في الوقت الحالي التنبؤ بالطقس بدرجة دقيقة، فلا تزال الكلمات المستخدمة هي “فرصة” لهطول الأمطار، أو “إمكانية” تكون عواصف، وفي نهاية المطاف يقال: “الله أعلم”. بعض الدراسات الحدثية والتي حضرتها شخصيا في جامعة ساوثهامتون تتحدث عن أحدث الإمكانيات للتنبؤ في الطقس، قدرة العلماء على التنبؤ دائما تكون محدودة، فصحيح أنها تحاول أن تقترب من التنبؤ المثالي، ولكن الاقتراب من التنبؤ المتناهي الدقة غير ممكن لكثرة الحالات أو المتغيرات. وواحدة من الأمور العلمية اللطيفة هو مبدأ يسمى بـ “تأثير الفراشة” (Butterflty Effect) وهي فكرة تندرج تحت نظرية الفوضى (Chaos Theory)، والفكرة تحاول أن تصف مدى حساسية نظام معين بالحالات الابتدائية، أي أن نظاما دينامكيا متغيرا قد يتأثر بشيء بسيط في البداية مما يحدث فيه تغيرات كبيرة على المدى البعيد، ارتبطت فكرة تأثير الفراشة بورقة علمية كتبها إدوارد لورنز (Edward Lorenz) في نظرية الفوضى، وتساءل: “هل رفرفة جناح الفراشة في البرازيل بإمكانها أن تحدث إعصارا في تكساس؟”، إذن فعملية التنبؤ في المستقبل تحتاج إلى معرفة أدق الأمور لتشمل الكثير الكثير الكثير من المتغيرات، والتي لا يمكن حتى لجميع الكمبيوترات اليوم على وجه الأرض من حصرها كلها.

نظرية الاحتمالات

إن لم نستطع أن نحصي جميع المعلومات، ولم نعلم ما في البر من ذرات تراب ولا ما في البحر من قطرات الماء، ولا كل ورقة تسقط ولا حتى كل حبة في ظلمات الأرض، فما ما الحل في وضع كهذا؟ كيف يمكن لأن نتنبأ في المستقبل إذا لم تكن لدينا القدرة على إحصاء كل هذه المعلومات؟ هنا تتدخل نظرية الاحتمالات (Probability)، الاحتمالات هو علم في غاية التعقيد، ولكنه يفسر الكثير من الظواهر ويتنبأ بالكثير من الحوادث المستقبلية بناءا على قوانين رياضية دقيقة، ولكن هذه القوانين في المحصلة النهائية تعطينا درجة احتمال وقوع حدث معين.

لنفترض أن تلقي بعملة نقدية في الهواء، ثم تسقط، وتتلقفها، ما هو احتمال وقوع هذه العملة على وجه دون آخر؟ لو أنك تكرر عملية إلقاء العملة عدد كبير من المرات ستكتشف أن فرصة أن تقع على أي من الوجهين هي 50% (طبعا هنا نظرية الاحتمالات تقول 0.5، ولكن للتسهيل نقول 50% من المرات التي ترمي بها بالعملة ستقع على الوجه الأول، و50% على الوجه الثاني). ولو أنك رميت بالنرد والذي فيه ستة أوجه (الأوجه فيها نقاط من 1 إلى 6) سيكون احتمال ظهور كل وجه هو 16.67%، نظرية الاحتمالات لا تستطيع أن تخبرنا أي من وجوه النرد ستظهر في المرة القادمة ولكنها تستطيع أن تتنبأ أنه فيما لو ألقيت النرد عدد كبير من المرات فإن ظهور أي وجه من الوجوه سيكون متساوي.

ما الفائدة من نظرية الاحتمالات إذا لم تستطع أن تتنبأ بالتحديد بما سيحدث بالضبط في المستقبل؟ بالإضافة لكون هذه النظرية تدخل في كل نواحي حياتك اليومية مثل التلفون النقال، والكمبيوتر، والإنترنت، والمبيعات، واختيار الرؤساء في الدول الديمقراطية، والتنبؤ في الطقس والزلازل، تكون الكواكب والنجوم، الخوارزميات، والدواء، والأمراض، والعلوم الاجتماعية، وحركة السيارات والطائرات،* وفي اللغة و… و… و… فبالإضافة لذلك فقد صنعت هذه النظريات كبار ملياردريات العالم.

خذ على سبيل المثال البروفيسور وليام بنتر (William Benter) وضع قواعد رياضية احتمالية لسباق الخيول للرهان عليها، وصنع برنامجا باستخدام الكمبيوتر يراهن بناءا على هذه القواعد واعتمادا على حصر معلومات ضخمة (لكل حصان والخطوط التي تجري فيها وحتى قائد الحصان وسرعة الحصان خلال مناطق مختلفة أثناء السباق، وإذا ما إذا قد أزيح الحصان بارتطام حصان آخر به) يجمعها الكمبيتوتر من مختلف الجهات التي تراهن على السباق، ومن خلال مراهناته وتبعا للقواعد هذه* عادت عليه مراهناته بعائد يقدر بـ 24%، إي إذا راهن بمقدار 1,000,000 دولار يربح 1,240,000 دولار. هل يستطيع برنامج البروفيسور بنتر أن يخبرنا أي حصان بالتحديد سيفوز؟ بالطبع لا، ليس هناك أي ضمان لهذا الشيء، ولكنه وبدرجة عالية من الاحتمالات يمكنه ضمان عائد كبير.

قس هذا على المدخول الهائل الذي تدخله كازينوهات القمار، مع أنها تعتمد على الاحتمالات، ولا توجد أي ضمانات في من سيربح (كازينو أم عامة الناس) إلا أن الكازينوهات هذه تربح مبالغ طائلة، فخذ على سبيل المثال أن احتمال ربح الكازينو في لعبة الروليت (Roulette Wheel) على اللاعبين بشكل عام هي 5.26% بالمئة (بالنسبة للروليت الإمريكي، و 2.7% بالنسبة للروليت البريطاني)، وحتى لو لم يتمكن الكازينو من معرفة ما إذا كان اللاعب التالي سيربح أو يخسر، ولكنه يعلم تماما أن لو لعب الآلآلف من الناس سيربح هو.

وينطبق هذا الكلام على أحد كبار المليارديرة في العالم والذي قيل عنه أنه: “الرجل الذي كسر بنك إنجلترا” وهو جورج سوروس (George Soros)، بلغت ثروته حوالي مليار دولار سنة 1992، يقال عنه أنه هو أيضا يستخدم الكمبيوتر للتنبؤ بحركة البورصة، فيقوم الكمبيوتر بشراء وبيع الأسهم من غير تدخل الإنسان، ويتعمد على القواعد الرياضية وحال البورصة في كل لحظة.

نقطة أخرى مهمة جدا في عملية التنبؤ في المستقبل من حيث استخدام نظام الاحتمالات، من المهم جدا أنه حينما يقوم الكمبيوتر بالتنبؤ في المستقبل – فيما لو راهن على حصان أو اشترى اسهما من السوق – أنه يشمل في حساباته تأثير مراهنته أو شرائه للأسهم على الحالة العامة، فحينما يتشري أسهما كثيرة فمن الطبيعي أن تتغير حالة السوق بشرائه لهذه الأسهم، وبالتالي على حركة الناس لشراء او بيع هذه الأسهم، فإذن التنبؤ في المستقبل يتحتاج تقييم التدخل دخل المتنبئ فيه ايضا.

*طبعا هذا من ناحية القمار والأسهم، ولكن هذه الإحصائيات تشمل كل نواحي حياتك كما ذكرت في السابق، وبها من الممكن التنبؤ بالكثير الكثير، ولكن ليس بدقة متناهية، لماذا؟ لأنها لا تخبرنا بحدث معين، ولكنها تتنبأ بالتوجه العام للأحداث، والسبب في ذلك يعود إلى أن المعلومات غير متوفرة بالكامل.

الميكانيكة الكمية

لنفترض الآن أن في سنة 103,451 م تطور الإنسان بما فيه الكفاية ليصنع كمبيوترا هائلا بذاكرة ضخمة وبقدرات حسابية فائقة السرعة (اسمه هائيل)، وأدخل العلماء معلومات كل ذرة في العالم باستخدام مجسات تراقب حركتها، ولنفترض بعد ذلك طلب العلماء من هذا الكمبيوتر أن يتنبأ بالكارثة القادمة على أهل الأرض، وبعد حسابات على مدى أيام اخبرهم هائيل أنه بعد 50 سنة وتحديدا في الساعة 12نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة21 سيكون هناك زلزال مروع يصل إلى 10 على مقياس رختر مع عواصف وأعاصير مدمرة، فتجهز العالم لهذا الحدث الكبير، وفي سنة 103,501 م راقب العالم الكرة الأرضية من القمر (طبعا بعد أن غادر الأرض معظم سكانها ليسكنوا القمر مبتعدين عن الكارثة التي ستحصل)، وقبل حصول الكارثة المدمرة بدأت الأعاصير بالتكون وبدأت الزلازل بشق الأرض هنا وهناك، ولكن العلماء لاحظوا أن الزلازل هذه لم تتعدى الـ 5.0، ولم تتأثر الأرض ذلك التأثر الذي كان متوقعا، فتفاجأ العلماء لهذا لفشل التنبؤ فشلا ذريعا.

لماذا يا ترى لم يستطع هائيل التنبؤ بشكل صحيح بما سيحدث بعد 50 سنة؟ مع العلم أن جميع المعطيات التي لديه دقيقة جدا وشاملة لجميع ما في الأرض، ولنفترض أيضا أنه كان يحتوي على جميع المعلومات التي في المجرة بكاملها، نزيد على ذلك كل المجرات لا بل الكون كله، هذا يعود لخاصية وجوهر الجسيمات، فحسب مبدأ الربية لهيزينبرج (Uncertainty Principle) في عالم الميكانيكة الكمية أنه لا يمكن تحديد خاصيتين كميتين للجسيمات بمنتهى الدقة، فمثلا لا يمكن تحديد سرعة ومكان الجسيمات الصغيرة مثل الإلكترون بدقة متناهية، وبعبارة أخرى لا يمكن معرفة كل شيء بدقة متناهية مهما طورنا أجهزة القياس، وهذه الخاصية جوهرية هي في ذات الأشياء، وقد تكلمت عن هذه الخاصية في حلقتي الميكانكية الكمية في البودكاست، حيث أن في عملية قياس سرعة حركة الإلكترون مثلا، سيقوم الإلكترون بإخفاء مكانه، فلا يمكننا قياسه الموقع بنفس الدقة، فإذا لم نستطع أن نعرف حركة ومكان الذرات بدقة، فكيف نستطيع أن نحسب تصادمها ببعضها بدقة ومن ثم ثأثير حركتها للتأثير على الأرض لإحداث الزلازل والأعاصير؟

إذن هناك مبدأ اساسي كوني طبيعي يمتنع عن الفصح بالمستقبل مهما تقدم الإنسان بالأدوات التي يستخدمها لمعرفة المستقبل، فصحيح أننا سنحسن من المعرفة، ولكن لن نعرف المستقبل بكامل تفاصيله وبدقة متناهية، والله أعلم.

أبريل 29, 2010
SCIWARE PODCAST
شارك هذا الموضوع:
شارك على فيسبوك(فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على GOOGLE+(فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على ريديت(فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على تويتر(فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على TUMBLR(فتح في نافذة جديدة)انقر للطباعة(فتح في نافذة جديدة)CLICK TO EMAIL(فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة مع لينكد إن(فتح في نافذة جديدة)
معجب بهذه:
مرتبط
مستقبل البشرية 1: الطب
في "مستقبل"
الروبوت
فيزياء الفيلم انترستلر 1: موت الأرض والثقوب الدودية
في "فلك"
14 فكرة على ”التنبؤ في المستقبل“

Karim:
مايو 2, 2010 الساعة 3:22 م
*2*1*Rate This
الحقيقة تدوينة أكتر من رائعة ,, من ساعة ما أعلنت عنها في تويتر اليوم صباحا وسمعتها مباشرة رأسي مشتعلة من كل الأفكار التي طرحتها في البود كاست حتى الأن نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةعندي تعليقين فقط أحببت أن أشاركك بهم يا أخيأولا ,,مبدأ التنبؤ بالمستقبل بالنسبة لنا كبشر أعتقد يختلف عن المبدأ الإلاهي في الأديان المذكورة ,, لإنه علم وطريقة علم مختلفة تماما بأسلوب لا يعرف ماهيته إلا الله سبحانه وتعالى ,, لكن بأي حال هو يثبت نظريتك بأنه مبدأيا التنبؤ موجود بصرف النظر عن الأسلوب والطريقةثانيا ,, إقتنعت جدا جدا جدا بكلمتك عن إنه إذا توافرت لدينا المعلومات (الكاملة) والعلم بالظروف (الكاملة) لحدث ما ,, يمكننا توقع النتيجة بنسبة تصل لـ 100 %وأعجبني جدا المثال الذي ذكرته عن الزلزال الأرضي ,, ولكني أختلف معك قليلا في عدم إمكانية تحقيق ذلك ,, لإنه فعلا لا يمكننا ذلك (بطرقنا الحالية) لكني من فترة شاهدت حلقة للدكتور أحمد زويل يتحدث عن أخر المشاريع العلمية التي شارك بها وهي المايكروسكوب رباعي الأبعاد لمشاهدة الذرات ومكونتها بالتالي توقع حركتها ,, وكان من أمثلة إستخداماته هو فهم تحرك خلايا السرطان وبالتالي البدأ في علاجها ,, أي أنه القانون يمكن تحقيقه على الأقل في المستقبل ! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةتقبل خالص خالص خالص تحياتي وشكري وتقديري على البودكاست (مشعل الرأس) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةكريم علي

رد
Mohamed:
مايو 4, 2010 الساعة 4:56 ص
*1*1*Rate This
كريم علي العزيزأشكرك بحرارة على استماعك للبودكاست وعلى تعليقك اللطيف جدا، وبالنسبة للتنبؤ في المستقبل كبشر فهو فعلا يختلف تماما عن علم الله بالغيب المطلق الكامل، لذلك بعض الأنبياء والمقربين يعرفون المستقبل لأن الله أطلعهم على ذلك، وإلا لا يمكن بأي حال من الأحول أن يعلم إنسان غير متصل بالله المستقبل بشكل جازم، وربما البودكاست كله يركز على هذه الفكرة من الناحية العلمية، وهي عملية الجزمأما بالنسبة لقضية زويل ربما كما قال أنه يستطيع معرفة بعض الأشياء، ولكن لا أعتقد أن الدكتور الزويل أراد أن يوصل فكرة أنه بإمكان توقع حركة الذرات ومكانها بشكل مطلق، لأنه في كلامه هذا سيخالف مبدأ الريبة، واسمح في أن أقول هذه الكلمة مع كامل احترامي للدكتور أحمد زويل وجميع العلماء على الأرض، أنه على حد علمي وبمستوى العلم الحالي أنه لا يمكن لأحد أن يخالف مبدأ الريبة لهيزنبرج أبدا، بصراحة لا أتوقع أن يقع الزويل في هذا الخطأبالنسبة لفلاش فورورد، يبدو أنه فاتني، ربما أشتري الحلقات لاحقا، فأنا أحب مسلسلات الخيال العلميولك ايضا خالص خالص خالص شكري للمتابعة الطيبة، أنستني بتعليقك

رد
Karim:
مايو 10, 2010 الساعة 6:05 ص
*3*1*Rate This
لا أعلم حقيقة ربما لم أفهم الموضوع بشكل صحيح لو أن ما تقوله يتعارض بشكل قاطع مع النظرية التي ذكرتها ,, بحثت عنها على الإنترنت ولكني لم أصل لنتيجة أفهم منها الكثير ,, هل ممكن أن تدلني على مصدر أفهم منه مضمون النظرية ؟أو تحدثنا عنها في بودكاست جديد !

رد
Mohamed:
مايو 12, 2010 الساعة 9:22 م
*1*0*Rate This
أخ كريم، إبحث على الإنترنت عن موضوع مبدأ الريبة لهايزنبرج، هذه هي بعض المواقع على النت طبعا أنصح بقراءة الكتب، ولكن المصادر المتوفرة على الإنترنت كثيرة جدا، وخصوصا بالإنجليزي، تستطيع البحث عنUncertainty principleهذا المبدأ يفرض نفسه على التنبؤ بشكل قاطع (على الأقل في الوقت الحالي)ـ

رد
Karim:
يونيو 1, 2010 الساعة 6:43 م
*1*1*Rate This
أشكرك بشدة أخي العزيز ,, لقد قرأت عنه في الإنترنت وسأقرأ عنه بتخصيص أكبر قريبا إن شاء الله ,, هذا الموضوع يستثير عقلي جدا جدا جدا أشكرك مرة أخرىنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد
Ahmed Alnefaie:
أغسطس 29, 2011 الساعة 9:03 ص
*1*0*Rate This
سبحان عالم الغيب والشهادة
شكراً دكتور محمد ونحن بإنتظار جديدك

رد
حسن راضي:
نوفمبر 11, 2011 الساعة 6:56 ص
*1*0*Rate This
موضوع جيد
اود ان اضيف شيئا التنبؤ بالمستقبل التنبؤ بالمستقبل موجود هناك بعض الاشخاص لديهم القدرات الخارقة لقراءة المستقبل مثلا في بريطانيا ديرين براون وفي امريكا كريس انجل وهناك وبعض الاشخاص الذين لايستطيعون الاعلان عن قدراتهم بسبب الدين لان معظم الديانات لاتسمح بذلك

رد
Sciware Podcast:
نوفمبر 11, 2011 الساعة 10:29 ص
*1*1*Rate This
للأسف هذه الأمور من الناحية العلمية غير صحيحة، لا يوجد أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل وإن تظاهر في مظهر يجعلك تعتقد أنه يقدر.

L:
ديسمبر 19, 2011 الساعة 9:24 م
*3*2*Rate This
كنت ادور تفسير لحالتي بجوجل وطلع لي موضوعك . يمكن ماراح احد يصدقني ولا انا مصدقة اللي قاعد يصير لي ..بس اللي اعرفة انو هالشي قضاء من ربي وحكمة مايعلمها الا هو.. قلت ابي اكتب عن حالتي وافضفض لان محد يعرفني ولا اعرف احد ..المهم بديت اشوف المستقبل من يوم ما كان عمري 16 ومن يومها تزيد معاي التنبؤات اذكر اني كنت احاول اتنبأ بأسئلة اختبار بس عجزت اتنبأ .. ادري راح تقولون تستهبل هذي .. انا اقولكم , انا مااقدر اتحكم بتنبؤاتي يعني اضرب لكم مثال كنت بالمدرسة مجتمعين حنا وصديقاتي وكنا نسولف بمواضيعنا ,باللحظة اللي كانو يسولفون فيها شفت رجال كثار طالعين من استاد كورة والجو كان بارد حتى اني شميت ريحة المكان اللي هم فية وكان باين عليهم انهم فرحانين ويضحكون .. المهم لما جاء الليل شفت اخوي يطالع التلفزيون وقالي تو خلصت مباراة منتخب السعودية وفزنا .. اسألكم باللة يعني بنت مراهقة بجلسة سوالف بنات ماتطيق ولاتحب المباريات ولا سوالف الكورة ولا كانت تعرف انو اليوم مباراة المنتخب فجأة يجيها التنبؤ هذا.. عاد تصدقون ياليت تنبؤاتي كلها كورة وخرابيط أو احد يفتح علي الباب واكون عارفة انو راح يفتحة مشكلتي اني قاعدة اشوف اشياء اكبر من حجمي واكبر من عقلي انو يصدقها ادري بعضكم راح يقول ياليتني مكانها او ياليت هالقدرة هذي عندي بس صدقوني انابعد كنت راح اقول كذا بس لما يكون التبؤ بشي انت تستفيد منة ممكن تحسدوني علية بس انا اتنبأ باشياء تخليك عاجز .. حوادث تصير بمدن بعيدة وناس تموت ومابيدي اسوي شي ولا اقدر اساعد احد دايم اقول لية رب العالمين يوريني مصير اشخاص واشوف اشياء مافهما ولا لي دخل بها مثلا شفت اماكن اسلحة انا وين والاسلحة وين .. يعني والله تعبت لاني احس هالقدرة هذي لازم تكون لشخص ثاني اقوى واقدر مني لاني اول شي بنت وغير كذا ماعندي ثقة بنفسي ولا اقدر احرك ساكن يعني مابيدي اسوي شي وبنفس الوقت ماقدر اقول لاحد عن الشي اللي قاعد يصير لبس مالومهم لاني لو مكانهم ماصدق .. والله والله اني احيانا احس اني بفلم او لعبة يعني وش معنى انا اتنبأ ولية انا بالذات حتى الحين من كثر مااتنبأ صرت ما اقول اتنبأ بالمستقبل صرت اقول اتنبأ بالماضي لان احس ان كل شي قاعد يصير للناس والعالم عشتة من قبل وخلصت .. مدري بس انا احس كذا …………… على العموم ربي مايسوي شي عبث فية حكمة بالموضوع اذا ماعرفتها اليوم اعرفها بكرا .. .. وبس ادعولي احل زين بأختبارتنا لانها بعد الاسبوع الجاي .. ماقول الا الله ياخذ اللي اخترع شي اسمة سنة تحضيرية بالجامعه المفروض يسمونها سنة تعجيزية .. يالله الله يعين انشاءالله ……… ووووشكرأ

قديم 11-10-2016, 06:35 AM
المشاركة 47
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مسلسل “عائلة سيمبسون” يتوقع قيادة ترامب لأمريكا على طريق الجنون قبل 16 عاماً
Nov 6 2016

لندن- د ب أ- صوّر المسلسل التلفزيوني للرسوم المتحركة “عائلة سيمبسون” دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة قبل 16 عاما من فوزه في الانتخابات ليتبوأ أعلى منصب في البلاد، في حلقة قال الكاتب إنها تظهر “رؤية أمريكا وهي على طريق الجنون”.

وقال الكاتب دان جريني إن حلقته ” بارت تو ذا فيوتشر” في عام 2000 كانت تهدف إلى “تحذير أمريكا”.

وأضاف جريني لـصحيفة “هوليوود ريبورتر” في وقت سابق من العام الجاري” وبدا هذا منطقيا وكأنها المحطة الأخيرة قبل الوصول إلى أسوأ نقطة.. كان الأمر منبوذاً لأن يتفق مع الرؤية بأن أمريكا تسير نحو الجنون”.

وقال مؤلف مسلسل سيمبسون مات جرونينج لصحيفة “الجارديان” الشهر الماضي انه اذا انتخب ترامب فإنه يتوقع “هجرة الناس″ من الولايات المتحدة، مضيفا أنه لا يعتزم المغادرة “لأنني في الواقع أعتقد أن (الولايات المتحدة بقيادة ترامب) ستكون مذهلة بكل مساوئها”.

وظهر ترامب وهيلارى كلينتون ايضا في حلقة اخرى من حلقات “ذى سيمبسون” فى تموز/يوليو الماضي ، تضمنت فوز كلينتون فى الانتخابات.

قديم 11-11-2016, 05:36 PM
المشاركة 48
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
First Published: 2016-05-18

الروائي يستشف ويتوقع ولا يجزم بالمستقبل

*
واسيني الأعرج يشير في محاضرة في عمّان إلى أن روايته '2084 حكاية العربي الأخير' تحاول الاستشراف وتدق جرس إنذار لأخطار قادمة.

*
ميدل ايست أونلاين



'ما بعد الفرح لحظة لا يراها الناس العاديون'


عمان - أشار الروائي الجزائري واسيني الاعرج إلى ان المناخ العام لروايته الاخيرة "2084 حكاية العربي الاخير" يحاول اثارة اجواء استشرافية لما يحمله المستقبل في المنطقة العربية من جرس انذار ومحاذير.

وقال إن روايته هي تناص من رواية "1984" للروائي البريطاني جورج أوريل، التي صورت بطريقة تنبؤية مجتمعا شموليا يخضع لدكتاتورية، ولكنه عكس الأحداث، حيث أن أوريل كان متفائلا ثم أصبح متشائما، بينما هو اخذ التشاؤم إلى التفاؤل.

وبين الاعرج في امسية في منتدى شومان الثقافي في عمّان مساء الاثنين انه اخذ المفارقة من رواية أوريل وقام بقلب الشخصيات وإسقاطها على الواقع العربي الذي يمر بحالة من التقلبات السياسية والاجتماعية والثقافية.

وأوضح واسيني الأعرج دور الروائي أثناء حركة التاريخ قائلا "في أي حركة اجتماعية يعيش الناس لحظة فرح فلا يروا ما يأتي بعدها من سلبيات، فيما دور الروائي هو الدخول إلى مناطق لا يراها الناس العاديون في هذه الحركة، حيث يسجل ويستشف المستقبل وما يحمل من أخطار بعد لحظة الفرح، فالروائي يتوقع ولكن لا يجزم بالمستقبل".

وقال ان اوريل استشرف روايته في نهاية الحرب العالمية الثانية بينما كانت اوروبا تعيش لحظة الفرح وتحتفي بانتصارها ودحر النازية، مشيرا الى ان الكتاب عادة يندمجون في لحظة الفرح ويدبجون لها وكان غريبا ان يأتي احدهم وهو اوريل لكي يعلق الجرس ويقول هناك ما هو آت، وان الحرب الباردة قادمة، وسطر تلك التحذيرات في روايته 1984 التي انشأ فيها نصا ابداعيا خارقا للحظات لم يعشها، مجبولا بنظرة استشرافية ونار التشاؤم، واذ بنى جورج اورويل، روايته على هذه المفارقة التي ذهب فيها من حالة التفاؤل الى التشاؤم، فان رواية "حكاية العربي الاخير" تذهب من لحظة الرماد الى لحظة اشد رمادا.

وأضاف ان المغامرة في هذا النوع من الكتابة الاستشرافية تخلق نوعا من ردود الافعال عند القراء، مشيرا الى ان من يقرأ روايته سيصادف بعضا من شخصيات اوريل ولكن بشكل مقلوب، كما سيصادف جزئية التاريخ وجزيئة حكاية هذا العربي الاخير، حيث تتجلى الخطورة في كلمة "الاخير" كاسهام حضاري.

وبين انه احتاج لكتابة روايته الى مراجعات واللجوء للوثائق والمراجع العلمية والتاريخية، مشيرا الى ان بطل الرواية اسمه "آدم" وهو عالم في الفيزيائيات يعمل في مختبر في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الاميركية .

وحول الصورة التي يرسمها الغرب عن الإنسان العربي، قال الاعرج "يصور الغرب الإنسان العربي على انه غبي وعاجز وهذا ليس صحيحا، ولكن العربي لا يعمل على تحسين صورته في الغرب، الذي يصور العربي في السينما العالمية على انه إنسان متخلف وغبي".

كما تحدث الاعرج عن الحروب والأخطار التي تحيط بالعالم العربي مستقبلا، مثل "حرب الماء" مشيرا إلى "سد النهضة"، الذي اقامته اثيوبيا على نهر النيل حيث يلتهم هذا السد ثلث مياه النيل الذي يمتد بين مصر والسودان، والمشاكل التي ستحصل للزراعة بسبب هذا السد، مشيرا إلى أن رواية "حكاية العربي الأخير" هي جرس إنذار للمستقبل.

وقال انه اختار في روايته حكاية العربي الاخير الايقاع والسردية البوليسية بما يماثل اسلوبية رواية اسم الوردة لامبرتو ايكو وغيرها، مبينا ان اسم بطل الرواية آدم يحمل رمزية بدء الخليقة بما تتضمن من مدلولات.

وواسيني الاعرج اكاديمي يشغل منصب أستاذ كرسي في جامعتي الجزائر المركزية والسوربون في باريس، وهو معروف بسيرة إبداعية طويلة، وحاصل على العديد من الجوائز من جهات ثقافية متعددة، آخرها جائزة كاتارا للرواية العربية عن فئة الرواية المنشورة وجائزة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي والتي حظيت بها رواية مملكة الفراشة.

قديم 11-11-2016, 05:41 PM
المشاركة 49
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هويل توقع عام 1972 ظهور الإنترنت والحاسوب وشاشات اللمس والمايكروويف (الجزيرة)

نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية مقالا حول كاتب الخيال العلمي جيفري هويل بمناسبة إعادة طباعة كتابه "2011: العيش في المستقبل" الذي ألّفه عام 1972 ووجهه للأطفال.
وتقول الصحيفة إن هويل تنبأ في كتابه بكل ما موجود في يومنا الحاضر من اختراعات علمية وتقنية، مثل الإنترنت وكاميرات الإنترنت وشاشات اللمس وأفران المايكروويف وغيرها من التقنيات الحديثة.
هويل -الذي يبلغ من العمر 69 عاما اليوم- يعيش في قرية بفرنسا حيث ينعم بالهدوء بعد حياة صاخبة عمل خلالها في المسرح والأفلام الوثائقية والإعلانات، وفوق ذلك الكتابة في مجال الخيال العلمي.
ويقول إن "فكرة الكتاب كانت لمحرر في دار هاينمان للنشر. كانت الدار بصدد نشر سلسلة كتب للأطفال وسألني ما إذا كان بإمكاني المشاركة بشيء من الخيال العلمي لتحفيز الأطفال على التفكير في شكل حياتهم في المستقبل".
"*جيفري هويل:أعتقد أن كتابا كذلك قد يبيّن الانهيار البطيء للثورة الصناعية الأنغلوساكسونية (...) وقد يكون هناك انخفاض في مستوى المعيشة"
أصابع الاتهام
ورغم أن السلسلة كانت موجهة للسوق الأميركي فقد طلب من هويل والكتّاب الآخرين أن تكون كتبهم خالية من السياسة والجنس. ويقول هويل إنه نفذ ما طلب منه إلا أنه لم يسلم من توجيه أصابع الاتهام له بالعنصرية السياسية، حيث انتقد كتابه عدد من النقاد قالوا إن كتابه "2011: العيش في المستقبل"، قد جاء خاليا من أي رسوم لأشخاص سود. لكن هويل جادل بأنه كتب الكتاب ولكنه لم يضع الرسوم، وأنها كانت من عمل مصمم فني.
وأبدى هويل -الذي نجح في استشراف التحول الكبير في حياة البشر من الناحية التقنية- استغرابه لتجمد نمط الحياة الاجتماعية الأوروبية رغم القفزة النوعية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وأضاف أنه ليست لديه أدنى فكرة عن سبب بقاء نمط الحياة الاجتماعية الأوروبية كما كانت في الأربعينيات.
مراسل صحيفة ذي إندبندنت -الذي أجرى معه الحوار- سأله كيف كان سيكون شكل كتابه لو أنه كتبه اليوم ويستشرف فيه الحياة عام 2051؟
وأجاب هويل "أعتقد أن كتابا كذلك قد يبيّن الانهيار البطيء للثورة الصناعية الأنغلوساكسونية (...)، وقد يكون هناك انخفاض في مستوى المعيشة".
لكن هويل توقع ألا يحمل الكتاب الذي يكتبه اليوم عن المستقبل نفس النكهة المفرحة التي حملها كتابه "2011: العيش في المستقبل" الذي كتبه عام 1972، فهو اليوم -كما يقول للمراسل- ليس سوى "عجوز متقلب المزاج".

قديم 11-11-2016, 05:50 PM
المشاركة 50
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"أغسطس" رواية تتوقع ارتفاعًا جنونيًا في سعر الدولار عام 2040

الجمعة 11-03 - 05:22 م

رواية أغسطس
محمد نادر
تكمن قوة الأدب والكتابة في استشراف المستقبل، لأن عادة ما يرى الكاتب بعينه ما لا يراه المواطن البسيط، الباحث عن الحياة الكريمة.

عادة ما يكون الروائي معارض شرس للأنظمة أي كانت توجهاتها، لأنه دائمًا يبحث عن الأفضل، ساعيًا إلى الكمال، ولا يوجد حدث ما يقع الآن إلا ووجد كاتب، كتب عنه في الماضي، وإذا أردنا أن نرى المستقبل علينا أن نبحث جيدًا في كتابات الحاضر.

فمثلاً نجد أن أول من رأى صعود التيار الديني المتشدد وسعية الدائم للوصول إلى الحكم عن طريق دعوى التغير هو الكاتب والروائي الكبير عبد الحكيم قاسم حين كتب رواية "المهدي" في منفاه الاختياري في ألمانيا عام 1977 ونشرها للمرة الأولى مع دار التنوير عام 1982.

والمدهش في الأمر أنه استطاع من خلال مسرح الرواية، وهو قرية "محلة الجياد" أن يتنبأ بخطر صعود الإسلام السياسى وجماعة الإخوان المسلمين، ومحاولاتهم طيلة الوقت للوصول إلى السُلطة.

وهو ما حدث بالحرف الواحد عام 2013، بعد أن وصل تيار الإسلام السياسي إلى الحكم وبالفعل أصبح العنف أسلوب حياة منظمًا وموجهًا.

وعلى غرار عبد الحكيم قاسم الذي استشرف الحاضر قبل وقوعه بـ 30 عاماً، نجد رواية صدرت حديثًا بعنوان "أغسطس أسفار العبث" للروائي أسامة الشاذلي، نجدها تدور في القاهرة عام 2040، أي بعد ما يزيد عن 30 عاما أيضًا، وتدور في إطار فانتازي عبثي ساخر.

فمصر عام 2040 تسقط في سجن شهر أغسطس الذي يرفض الرحيل ويمتد لتسعة أسابيع كاملة، تغرقها الأمطار البولية وترتفع فيها الحرارة لدرجات غير إنسانية وتستقبل مواليد جدد بأربع خصيات للذكور ومرارتين للإناث.

بينما تحاول عصابة من المثقفين سرقة أحد مكاتب البريد عدة مرات، مصر التي يغلق مطارها ويصبح مخرجها الوحيد مشرحة زينهم في رواية يحج فيها الثوار في ميدان التحرير.

ما استشرافه أسامة الشاذلي في روايته هو الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، حيث سيكون في مصر عام 2040 سعر الصرف لـ 20 ألف دولار بـ مليون جنيه مصري، وهو ما نسير عليه من الآن، حيث وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى 10 جنيهات يزيد عليه.

شخوص "أغسطس" هذا الشهر الذي يحوي في طياته 63 يوما كما اخبرتنا الرواية، هي شخوص مهزومة وحزينة، صبغ عليها الروائي ما يراه، وما يشعر به، فخرجت حزينة مثله، هي شخوص تريد أن تفعل شيئا جادا وسرعان ما يسخر منهم الراوي، فتصيبهم الخيبة.. هي علاقات غير مكتملة ومشوهة، الشخوص التي ينتجها هذا الواقع العبثي لن تخرج سوية، وهذا ما فهمه الكاتب مبكرا قبل الشروع في كتابة رواية "أسفار العبث".

الرواية السادسة للكاتب أسامة الشاذلي، هي الرواية التي حاول بها الهروب من الواقع.. فتورط في الواقع أكثر، حيل الرواية التي تخدعنا طول الوقت هي ما تجعلنا نكملها، تبدو رواية ساخرة، لكن فور أن تنتهي منها تشعر أنك حزين لما حدث..

تبدو أنها رواية كلاسيكية، لكن عندما تنخرط فيها ستعرف أنها تنتمي لأدب التداعيات، وتشارك أنت في استكمال البناء، تشعر أنها رواية تنتمي للواقعية السحرية، لكنك ستجدها رواية واقعية، واقعية جدا، هؤلاء الذين يخططون لسرقة مكتب البريد ويسرقونه 12 مرة دون أن يشتبه فيهم، هذا حدث واقعي كما أخبرنا الكاتب، لكن ما إن تحول لعمل أدبي، حتى أصبح خيالا، وتستطيع أن تقرأه على أنه خيال صافي، لو أخبرتك أن هناك سيارة صدمت طائرة ستكون الحكاية محض خيال؛ لكن لو قرأتها في جريدة تعرف أنها حقيقية.

الواقع الأكثر عبثا يملأ صناديق الخيال، هنا في الرواية تقرأ عن الأطفال الذين يولدون بأربع خصيات، والفتيات بمرارتين، وستقرأ عن الكاتب الذي قبض عليه في مقهى البستان بسبب ارتدائه ملابس داخلية حمراء، وستعرف أن المليون جنيه يساوي 20 ألف جنيه.

وستعرف أن هنا في رواية "أغسطس" جريدة واحدة تصدرها المؤسسة، ماذا لو خرجت بكل هذه الأخبار ووضعتها على ترمومتر الواقع، هل ستندهش؟ هل ستضحك؟ الرواية التي كتبها أسامة الشاذلي في المستقبل، ما هي إلا الواقع الذي نعيشه.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نبوءات الشعراء والأدباء : دراسة معمقة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلقة عمرو بن كلثوم أسامة المهدي منبر ديوان العرب 7 12-30-2019 11:23 AM
شرح معلقة زهير بن أبي سلمى كاملة ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 17 12-05-2019 10:49 PM
ظلم الأدب والأدباء سليّم السوطاني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 01-02-2016 05:51 PM
فضآءآت معلقة علي مشارف النبض محمد الشيخ مرغني محمد منبر البوح الهادئ 4 09-01-2015 09:11 PM
سألت سائلة من هو عمر في معلقة عنترة؟ ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 03-20-2013 02:19 AM

الساعة الآن 10:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.