قديم 11-04-2016, 09:10 PM
المشاركة 31
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالله البردوني.. مؤرخ مستقبل اليمن في قصيدتين

فارع المسلمي 10-07-2013

لن نتحدث عن البردوني أو نؤرخ له هنا بأي حال، وإنما سنكتفي بقراءة تأريخه لمستقبل اليمن (واقعه اليوم)، من خلال قصيدتيه الشهيرتين اللتين تدور حولهما سجالات مجالس النخب الثقافية اليمنية منذ أعوام. وقد كانتا عصيتين على الفهم حتى أوضحت الأحداث الأخيرة، ومنها ثورة الربيع اليمني 2011 غموضهما، لأنه سرد فيهما توقعات فاقت دقتها كل خيال. ففي مطلع التسعينيات من القرن الماضي، كتب البردوني («الرائي» كما يسميه اليمنيون، لأن فقده حاسة النظر لم يشكل عائقا أمامه) هاتين القصيدتين. ولم يسبقه إلى استقراء مجريات التاريخ اليمني بهذا الشكل حتى أكثر المؤرخين نبوغا. وقد ساعده تجديده الهام على القصيدة العمودية، بإدخال الحوار والدراما بشكل غير مسبوق، على إيصال رسائله على لسان أبطال قصائده.
عرف عن الشاعر اليمني عبد الله البردوني صدق نبوءاته الشعرية قبل ذلك بعقود. لكنه كان يكتبها على مقربة زمنية من الحدث، كما كتب مثلا قبل 7 أشهر فقط من اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي (تشرين الاول/أكتوبر1977).


لا تخافي يا أمُّ.. للشوق أيدٍ تنتقي أخطر اللغى، كي تبينا
ولكي تنجبي البنينَ عظاماً حان أن تأكلي أبرَّ البنينا

وقد أكلت اليمن أبر أبنائها حينها بالفعل.
لذلك سئل البردوني ذات يوم من قبل فلكي يمني شهير: هل تنجم يا عبد الله؟
أجاب البردوني بالنفي، لكنه أوضح أنه يقرأ ما سيكون مما كان، وما هو كائن بالقياس والسببية.
في العام 2011 ، خرج شباب الثورة السلمية في اليمن للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، مستدعين بيتا للبردوني في قصيدة «ربيعية الشتاء»:

عشرين عاما سوف تأتي غدا ما اسم الذي كان بها مختلي؟

تجاوز الرئيس السابق علي عبد الله صالح عاما واحدا عن تقدير البردوني. وسوف نقرأ القصيدة الملحمة عن تاريخ الوحدة اليمنية وخلفية قيامها ومستقبلها، لأنها كانت مرجعا نظريا للثوار. بالمقابل، سنقرأ القصيدة المجاورة لها في ديوانه «جواب العصور» («ثوار، والذين كانوا») لأن أنصار النظام ظلوا يرددونها مقابل «ربيعية الشتاء». ولم يجانب الصواب أحدهما في تقديرات البردوني لما جرى ويجري الآن في اليمن، وببعض التفاصيل أيضا. ومما له اهمية فائقة أن يعتد بأبيات البردوني في صراعات ومحاجات القوى المختلفة، وأن يكون حاضراً بهذا المقدار في الوجدان العام.

ربيعية الشتاء

لا حاجة للإضافة هنا على سرد الأبيات الحوارية بين الوحدة والشاعر، غير التوضيح الضروري للقارئ العربي الذي لا يعرف البردوني وأسلوبه الحواري في الشعر، ولا يعرف الوضع القائم في اليمن خلال العقدين الأخيرين، أو الجمل الرابطة بين الأبيات. فالبردوني رئس العام 1970، أول كيان يمني موحد بين شطري اليمن (اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين)، وهذا قبل عشرين عاما على الوحدة اليمنية. ووقف ضد إعلان الوحدة العام 1990 دون سواه من الوحدويين الأنقياء. وفي مقابلة له مع صحيفة «السفير» العام 1995، بعد حرب صيف 1994، قال إن الوحدة في مرحلتها الأولى كانت مؤامرة على جنوب اليمن، وفي مرحلتها الثانية (بعد تلك الحرب) أصبحت مؤامرة على اليمن بشطريه. وكانت له رؤيته الصائبة التي توضحها «ربيعية الشتاء» بدءا من العنوان. وقد تنبأ فيها بحرب العليين (علي صالح وعلي البيض):

يا بنت أم الضمد قولي لنا أي علي سوف يقصي علي؟

التي حدثت بعدها بسنوات أربع فقط، وأن من ينفرد بها لن يدوم أكثر من 20 عاما، وهو ما حدث بدقة في 2011.

هذا الذي سميته منزلي كان انتظاراً قبل أن تدخلي
كان سؤال القلب عن قلبه يشتاق عن قلبيه أن تسألي

فهو العاشق المنتظر سؤالها، وغير المتوقع قدومها المفاجئ، محل الشك، لأنه لم يعايش مرحلة الطبخ بل رأى الطبخة جاهزة.

أقبل سكر الوعد قالوا صحت؟ أي هوى أرغى بها: عجّلي؟
أشمها مائدتي سائلاً: متى انتهى من طبخها مرجلي؟

فقد أجلت إنهاء مشاكل الأمس لتحملها معها لإرباك اليمن الموحد بها بنداء من لا يراه لها.


أقول: ماذا؟ صاح من لا أرى عليك من نصفيك أن ترحلي

من مكتب التأجيل قالوا: ثبي أنهي كتاب الأمس؟ لا، أجلي

وعلى الأقل لتنجح، عليها أن تنحي القيادات السابقة وتسلم قيادها للشعب قبل أن تؤكل بأكلها جمرهم بفمها، لتصبح محلاً للاتهام.

لأي أزواجي جنى عشرتي؟ خذي سواهم قبل أن تحملي
محاذراً أن تأكلي الجمر عن أنياب مقتاديك أو تؤكلي
تدرين؟ كم قالوا ولم يفعلوا قولي تنحوا جانباً وافعلي

وهم ليسوا وحدويين أصيلين، ولا ينتمون لسلالة جياد الخيول (الموكلية).

هل مرّ يا بني من هنا أو هنا أي جواد جده «موكلي»؟

وذلك مدعاة لتحول الشطرين إلى مجرد (شطيرة) قابلة للالتهام بسهولة لأنها انتهت من حيث يجب أن تبدأ.

أراك غيري آخر المنتهى بدءاً، ونادى من هنا بسملي
قل: أصبح الشطران بي شطرة لا بأس في جرحيك أن ترفلي

ولأنها لم ترق لمرتبة العدل، ولم تعط خيراتها للشعب قبل أن تطلب منه التضحية من أجلها، تحولت إلى مصدر قتل. ولأنها أيضاً تجاوزت الزهور المنبتة لها وعبرت فوقها بأقدام القيادات الأعلى، فقد فقدت عظمتها.

وواقف يفديك فهامة ترقين مثل الشمس كي تعدلي
معوذا كفيك أن تأخذي وريقة من قبل أن تبذلي
وقالت الأزهار: لا تعبري فوقي فيلهو الشوك في مقتلي
هل أنت من تحيين كي تعظمي؟ أو أنت من تحيين كي تقتلي؟

وما أوصلها إلى هذا الوضع الذي أفقدها عظمتها أمام محبيها، أنها جاءت في إطار تصفية القوى في نهاية الحرب الباردة بين أميركا والسوفيات، وكانت جمهورية اليمن الديموقراطية (الجنوب) الحليف الرئيس للسوفيات في الجزيرة العربية. ففي عصر المكر، لا يُسمح بالإنجازات الكبيرة بهذا الحجم. لكن اختلال وهلامية وضع الشطرين وعدم الاعتراف بذلك، بل وعجز كل منهما على تحديد شكله وماهيته بوضوح أدى إلى زواج فاقد القدرة على الخصب والإنجاب لأن العريسين «عنين» و«مشكل».

كيف التقى نصفي بنصفي ضحى في نضج مكر العصر يا مأملي؟
وقال مضن: يا العقيم التي شاءت مواني هنت أن تحبلي
لا رأسمالياً أرى ذا الفتى ولا اشتراكياً ولا هيجلي
وعنده زائرة مثله تزف «عنينا» إلى «المشكل»

والزائرة هنا، للأسف، هي الوحدة، ومعلوم أن الزائر مؤهل للرحيل في أية لحظة.
صحيح أن علي صالح أعاد تشكيل اليمن، لكن من خلال تقوية أقاربه وتسليمهـم مراكز القوة (المقــولي)، على حســاب المواطن العادي الضعيف (الصلوي).

من غير التشكيل عن شكله قوى على «الصلوي» يد «المقولي»

الاستقواء دافع للشعور بالظلم، والحكم بالغلبة، ليبحث الجميع عن العودة للوضع الطبيعي. لكن تعدد القوى (الرؤوس) في هذه الحالة سيكون مدعاة لتعدد الأرجل لتستطيع حمل الرؤوس. بمعنى أن اليمن في حال عودته إلى التشطير هروباً من واقع الوحدة غير السويّ ـ كما ترى بعض القوى حالياً ـ لن يعود إلى وضعه السابق كشطرين بل إلى أكثر من ذلك، ما لم تتحول أعلى القامة (القيادات) إلى الأسفل أي إلى صفوف الشعب لأنهم سبب التشرذم القائم.

زادوا على رأسي رؤوساً فهل تزيدني رجلا إلى أرجلي
ضع نصفي الأعلى على الركن أو حول أعالي قامتي أسفلي

هل هناك غير البردوني من يمكنه رسم هذه الصورة للواقع اليمني حالياً، وهو كان مستقبلاً وقت كتابة القصيدة!

ثوار والذين كانوا
أثناء ثورة الربيع اليمني، كان أنصار صالح يقرؤون قصيدة البردوني «ثوار والذين كانوا» تعريضاً بالثوار. أما اليوم فإن جزءاً من الثوار أنفسهم أصبح يعزي نفسه ويندب حظه بها أيضاً، بعد أن تحولت قوى الثورة إلى مجرد امتداد لسلطة كانت جزءاً منها فأصبحت كلها. فالقوى التقليدية مالكة القوة والثروة والنفوذ قد أحكمت القياد، كما توقع البردوني، لمعرفته بطبيعتها وتحالفاتها المتحولة مع كل تغيير مر باليمن أو مرت به. مع أنها بذاتها كانت تحتاج لثورة لانتزاعها لا أن تتحكم بمصير ثورة ضد جزء منها.

أحين أنضج هذا العصر أعصارا قدتم إليه عن الثوار (أثوارا)!
كيف انتخبتم له ـــ إن رام ــ تنقية من كان يحتاج حراثاً وجزارا!

والبردوني في العادة يضع علامة استفهام نهاية صدر أو عجز البيت الشعري الاستفهامي. لكنه أعلاه اكتفى بعلامة تعجب، كمن يستنكر الأمر بعد التأكد والبت القطعي بتحققه، وهو يرى أن الثائر الكفء لا يستخدم الشعب لمصلحته ويخفي عنه صفقاته السياسية التي يعقدها، ويستجدي الموائد باسمه.

لأنكم غير أكفاء لثورته: أجهدتم فيه أنياباً وأظفارا
تحسون أنخابه في كل مائدة وعن نواظره تطوون أسرارا

فهذه القوى تاريخياً تحرف مسار الثورات التي يضعها الشعب عن مجراه وتزيح القيــادات المفترضـــة عن حكمه لتأتي بنقيضها، وتتحالف بينها مع اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها وتناقضها تنـاقض باتيســتا مع جيفارا. ولهذا يجب العصف بهم لأنهم من الأنقاض أصلاً.

وكلما اختار شعب وجه غايته أركبتم كتفيه عكس ما اختارا
وافقتم اليوم ألا يدّعي أحد تعاكساً بين «باتيستا» و«جيفارا»
كلا النقيضين كالأنقاض فارتجلي يا سرة الأرض زلزالاً وإعصارا

ويقول لأساطين الوفاق إنهم لن يستطيعوا منع الشعب من معاودة الثورة. وبالمناسبة، فالحكومة اليمنية الحالية هي الأولى في تاريخ اليمن التي تسمّى «حكومة الوفاق الوطني»، وشخصياتها لا تمتلك فعلاً التجربة الكافية لقيادة البلاد، ومع هذا تدّعي نضجها وصوابية رؤيتها.

لن تمنعوا يا أساطين الوفاق غداً من أن يثور وأن ينصب أنهارا
يا من تحررتم من نضج تجربة هل تلك حرية تحتاج أحرارا؟

ونصل الآن إلى المفصل المدهش في القصيدة، فأثناء أحداث 2011/2012 في اليمن تقاسم الجيش الموالي للثورة العاصمة مع الجيش الموالي للنظام، فأخذ الأول شمال العاصمة صنعاء، والثاني جنوبها. وذلك مدعاة لانتهاء دورة الثورة التي استخدمت أدوات السلطة في عملها. وقد وصف البردوني ذلك، وربط الأمر بوحدة الشطرين ذاتها.

وعندما أصبح الشطران عاصمة مشطورة، هل رأت في الدور ديارا؟
ختمتم الشوط في بدء المسير، وما نزال نجتاز مضماراً فمضمارا

يستأنف الرائي التوضيح بأن الأفعال السلبية التي تنفذ باسم الشعب يجب أن تخضع للمقاومة، لكن ليس ضد الشخص بذاته. ويربط الوضع بموقف الجار (السعودية) الذي يحاصر الشعب بين حين وآخر. وهو ما يحدث حالياً، لمساومة الرئيس هادي على قضايا محل خلاف بين الدولتين الجارتين، كالتهديد بطرد العمالة المخالفة بالمملكة. لكنه يؤكد أن اليمن كبرت عن ذلك، وملأنا البيت والجار: هناك أكثر من 2.5 مليون يمني مغترب في المملكة.

ولا نقاوم سمساراً لمهنته بل الذي سخر ابن الشعب سمسارا
وإن أعدوا لنا جاراً يحاصرنا قلنا : كبرنا، ملأنا البيت والجارا

ليس بعد هذا من مزيد يا عبد الله.
* باحث من اليمن
اليمن ثقافة شعر عبد الله البردوني

قديم 11-04-2016, 09:58 PM
المشاركة 32
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تفكيك "شفرة" تنبؤات الشاعر عبدالله البردوني في قصيدته ربيعية الشتاء

بالنظر والمراجعة والتدقيق في قصيدة " أربعينية الشتاء" وجدت بأن القصيدة عبارة عن شفرة معقدة تشبه إلى حد كبير شفرة دافنشي
التي أثارت جدلاً واسعاً في العالم أجمع بعد كشفها!

فهل وضع الشاعر البردوني شفرته الخاصة لتنبؤاته بالأحداث المستقبلية في هذه القصيدة وربما في غيرها؟!

أستطيع أن أجزم بذلك!

تعالوا لنرى صحة هذه الفرضية عبر تفسير الأبيات التي ظننتها تعبر عن أشياء ولكني بعد إعادة قرائتها مرات ومرات
تبين لي أنه يقصد بها شيء آخر بعيدا عما توقعته .
وكم تساءلت بيني وبين نفسي من هذه التي يخاطبها الشاعر الكبير عبدالله البردوني رحمه الله "بصيغة المؤنث"؟!

فجال في خاطري عدة احتمالات ، حتى وجدت بأنه في بعض الأبيات يخاطب ماسمي بثورة الغيير وليس غيرها .
وعندما أعدت قراءة قصيدته منذ بدايتها على هذا الأساس وجدت بأن هذا الإحتمال هو الأقوى والأصلح والذي ينطبق تماما مع معاني القصيدة كلها من بداية عنوانها حتى أخمص قدميها فاستبعدت ماعداها من احتمالات.
فقد تبين لي بوضوح أن الشاعر البردوني يخاطب في قصيدته الرائعة ماسمي ب"ثورة التغيير"

وتعمد خلط العام بالخاص حتى لايستطيع أحد أن يفكك محتوى شفرته بشكل كلي
وسنجد بأن ماجاء فيها من أحداث كثيرة سبقت حتى ماسمي بثورة التغيير بأعوام مديدة دليلاً واضحاً على أن حدسه كان صحيحاً
بل ودقيقاً إلى درجة كبيرة جداً ومذهلة !

إن حلم الشاعر الكبير البردوني رحمه الله بثورة "نظيفة" هو ماجعله يخاطبها مشفقا عليها للمطالبة بإقامة دولة النظام والقانون "
ويحذرها من مغبة الإستعانة بالفاسدين والثقة بهم.
وقد وضع الشاعر البردوني في قصيدته من النصائح مالو أن أبناء الجمهورية العربية اليمنية أخذوا بها لنجحت ثورتهم نجاحا باهرا
ولكن مافعلوه كان عكس نصائحه تماما!

لن أطيل عليكم في المقدمة . ولكني رأيت بأن هذه المقدمة ضرورة لابد منها.

ربيعية الشتاء

هذا الذي سمَّيتُه منزلي + كان انتظاراً قبل أن تدخلي
كان سؤالَ القلب عن قلبه + يشتاق عن قلبيْه أن تسألي

هنا يخاطب البردوني الثورة التي انتظرها طويلا في مسقط رأسه صنعاء والتي سماها "منزله"
ويقول بأنه انتظرها طويلا بقلبه و"عقله" أي " قلبيه" حيث رمز الى عقله ب" قلبه" أيضا
وهو مايوجد له اصل في اللغة العربية وفي القرآن الكريم. ويقول بانه كان يشتاق اليها
وكأنه كان منتظرا حدوثها منذ زمن طويل " أن تسألي" أي تبادري بالسؤال وهو " الحدوث قبلا" !

أن ترجعي مثل الربيع الذي + يغيب في الأعواد كي ينجلي
أن تصبحي مثل نثيث الندى + مثل نجوم الصيف أن تُلْيلي

منذ البداية يتنبأ الشاعر البردوني بفشل ماسمي بثورة التغيير رغم وصفه لها بانها "مثل" الربيع الذي ينتهي ولكنها ليست ربيعا حقيقيا!
ويطلب منها العودة " أن ترجعي".
والأعواد هنا ربما كناية عن تساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف والشتاء وتحول الأشجار إلى أعواد
أو ربما قصد بالأعواد أعواد القات مع ترجيحي للإحتمال الأول.
كما شبه ثورتهم بأنها كانت ك"نثيث الندى وقطراته الباردة " في نفوس الناس في بدايتها واستبشارهم بها أو كأنها نجوم صيفية في ليل دامس .

أن تومئي واعدةً ليلةً + وليلةً تنسين كي تبتلي
كيما تنادي الأرض: أجنيتِ يا + حدائقي أينعت ياسُنْبلي

هنا يحذر البردوني ثورتهم بانها بعد أن كانت تعِدْ الناس بأنها ستكون فاتحة خير عليهم وتظهر بأنها واعدة
والكل يظن بأن الأرض ستنبت سنابل وحدائق غناء إلاّ أنها عندما تنسى وعودها تبتلى فتنادي الأرض بأنها "جنت" رؤوسا قد "اينعت"
وهو كناية عن تساقط الرؤوس وكثرة القبور والحصاد المرير.

***
أَقَبْلَ سُكْرِ الوعد، قالوا صحت؟ + أيُّ هوىً أرغى بها: عجِّلي؟
هذا زمانٌ مذهلٌ ذاهلٌ + عنه فمن حاولتِ أن تُذهلي؟

وهنا يتحدث الشاعر عن ضرب قصر النهدين ويعتبر ان ذلك مزاجية وعربدة وفوضى أرغى صاحبها كالجمل بفعلتها
وأن ذلك سيعجل بالهلاك للجميع من خلال هذا الحادث "المذهل" كما سماه الشاعر من قبل من يسمون بثوار التغيير.

ذا جمر صنعا خُفْتُ إذ أحرقوا + فيه (بخور الشيخ) أن تسعلي

وهنا يتحدث الشاعر عن ضرب بيت الهالك عبدالله الاحمر في صنعاء من قبل نجل المخلوع .
و"بخور الشيخ" هو كناية عن "الدخان" الذي سينتج عن حريق المنزل الذي سيترتب عليه الرعب وبداية الإنحدار والتضعضع في الأوضاع
والذي عبر عنه البردوني ب"السعال".

أن تصرخي: هل رامني موئلاً + مَنْ غاب عن حسبانه موئلي
أظنُّ ماأسرعتِ كي تُدهِشي + هل قال داعي القلب أن تُقْبلي؟

وهنا يتحدث البردوني رحمه الله عن التشريد الذي سيلحق باهالي بعض المناطق في صنعاء
والاستعجال في قرار المواجهة من قبل "من يسمون انفسهم قادة الثورة" والذي سيكلف الأهالي النزوح من منازلهم
دون أن يعتبروا لذلك في حسبانهم أي اعتبار لأنهم لايفكرون إلاّ بأنفسهم
ويتساءل البردوني هل هذا التهور في المواجهة صحيح ويقبله داعي العقل؟ "هل قال داعي القلب أن تقبلي "

أقول ماذا؟ صاح من لا أرى: + عليك من نصفيْكِ أن ترحلي
من مكتب التأجيل قالوا: ثبِي + أنهي كتابَ الأمس؟ لا، أجِّلي
لاتحملي أيُّ كتاب ولا + دواةِ (جيفارا) ولا (الزِّركلي)

هنا ينصح الشاعر ثورتهم بكل وضوح بأن لاترتهن إلى أي من الفريقين "نصفيك" وأن تبتعد عنهما جميعا وأن ترحل وتنأى بنفسها عنهما .
وهو يعرّف هيئة الأمم المتحدة بانهم "مكتب التاجيل"حيث سيساندونهم في البداية ويطالبون بتنحي حاكمهم فورا
ثم سيعودون مرة أخرى ويأجلون الأمر وهنا ينصح البردوني الثوار بعدم الرضى والتوقيع على أي أوراق أو التزامات
مهما "بدا" لهم أن من يسمون أنفسهم ب "قادة الثورة" في مثل "ثورية" جيفارا و"خير الدين الزِّرِكلي" الشاعر الثائر
والمؤرخ والسياسي السوري المعروف الذي حارب الإستعمار الفرنسي.

رحلتُ منْ ساقي، إلى سُرَّتي + منْ أعْرَضي أعدو إلى أطوَلي
مفاصلي كانت طريقي وما + درتْ حصاةٌ أنها مِفْصلي

هنا يتحدث الشاعر عن المسيرة "الراجلة" التي ستبدأ من " ساقي " أي من أسفل اليمن وهي "تعز" جنوبا ،
إلى العاصمة صنعاء التي رمز اليها ب "سرته" لانها في مركز الجسم
ثم هرولة وتحالف أبناء "الجوف" في "عرض اليمن" مع أطوله أي أعلى اليمن " صعدة"
أما المفاصل فهي إب وذمار التين كانتا في طريق المسيرة الراجلة من تعز الى صنعاء
وأما " الحصاة " فمعناها العقل والرزانة وربما أنه يشير إلى انفصال إب وتعز في الأيام القادمة " مفصلي" رغم اهميتهما التي لايدركها حكام صنعاء !
خاصة بعد قمع المسيرة الراجلة وتهميش أبناء اليمن الأسفل وإعادة أنتاج النظام الزيدي العتيد عبر المبادرة الخليجية .

{وضعت هذه الفرضية طبقا للخريطة الخاصة باليمن}

***
أَقرأتُ كفِّي البرقَ حنّى فمي + قرأتُ كفَّ المشمش الحوملي
هل مرَّ يا ابْني مَنْ هنا أو هنا + أيُّ جوادٍ جَدُّه (مَوْكَلي) ؟
هل خلتَ موّالاً كسرب القطا + يزقو ويدعو: ياربى موِّلي

في البيت الأول يتحدث الشاعر عن صعوبات جمة ويرمز اليها ب" المشمش"
حيث أنه معروف بأن فاكهة المشمش لا يظهر ثمرها الاّ بصعوبة ولفترة قصيرة .
ويدل الحومل على السحاب الأسود من كثرة مائه والسحاب الاسود قد يرمز الى الفتن.
والشاعر يرمز بذلك إلى ماسيحدث في صعدة من فتن وقلاقل ويشير إلى الحوثيين وزعيمهم عبد الملك حسين الحوثي ويصفه بانه "جواد"
لشرف نسبه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأن جدهم هو "موكلي" كناية عن إمامهم "المتوكل"

وأن اصواتهم سترتفع مكبرة كسرب الحمام من كثرتهم حتى "ترج" الجبال صرختهم المشهورة.

أسمعتُه (الجرّاش) و(القَعْطَبي) + بكى على (بستان) و(الموصلي)
ومدَّ نحوي سلّةً لم يقل + صِلي بها مهواك أوْ وصِّلي

هنا يتحدث الشاعر البردوني أولا عن فتنة" داعش " والتي ستمتد من "غوطة دمشق" في سوريا - والتي تعني "البستان" –.. إلى "الموصل" في العراق !
ويقول البردوني بان فتنتها ستمتد كذلك نحو اليمن ويرمز اليها ب"سلة" وربما يعني بذلك أنهم سيتسللون.
ويعتبر أن لتلك السلة صلة بسقوط ثورتهم إلى " الهاوية " ورد ذلك في قول البردوني "مهواك" وذلك بسبب صلات " قادة" حزب الإصلاح
بما يسمى داعش وإيصالهم إلى أوكارهم الجديدة ودعمهم وصلتهم بالسلاح والعتاد والمال.
***
ناديتُ: ياذا الورد ضمِّخْ يدي+ فقال: أهلي قطَّعوا أكْحلي
وقال (قاعُ الوطْية) استخبري + (عيشانَ) عن قمحي وعن خردلي

هنا يتحدث الشاعر البردوني عن الجنوب وعن فل لحج وعطورها وكيف أن اليمنيين قطعوا أكحل الجنوبيين أي "اقدامهم" .
وهو كناية عن "العجز" بسبب قطع أرزاقهم وطردهم من وظائفهم وعدم قدرتهم على الجري على أسرهم وممارسة أعمالهم ..

و"قاع الوطية" منطقة توجد في أبين وتسمى ب "الكود القاعي" ويشير الشاعر هنا بوضوح إلى نهب المزارع المثمرة الخصبة الشاسعة
والثروات الحيوانية فيها وكذا نهب أبين كلها بشكل عام .
منها على سبيل المثال مصنع محلج القطن بالكود ومركز الأبحاث الزراعي ونهب مصنع الذخيرة وتفجيره لاحقا
وكذا نهب مصنع التونة وثلاجات الحفظ وسفن الإصطياد وغيرها مما لايسمح المجال بحصره.

وأما "عيشان" فهي منطقة في ذمار في الجمهورية العربية اليمنية ويشير الشاعر إلى تورط أبناءها في نهب أبين.

***
ماذا ألاقي يا(بن علوان) قلْ + يا(عيدروسُ) احْمِلْ معي مُثْقِلي
أيٌي، أنا، بيني وبيني، على + أيِّ الشطايا وجهيَ الجرْولي

هنا يتشفع الشاعر بالولي "إبن علوان" في الجمهورية العربية اليمنية وبكرامات السيد العيدروس في عدن عاصمة الجنوب المحتل ليساعدانه على رفع البلية..
وأما "شطايا" فهي منطقة في دارفور والجرول طائر يعيش فيها لونه أزرق يستوطن في السودان الشقيق.
وسياق البيت يشبّه الشاعر فيه مايحدث في صنعاء من قلاقل واضطرابات بين "الفرقاء" والتي عبر عنها في البيت بعبارة " بيني وبيني"
بما يحدث في منطقة "شطايا" بدارفور من حرب أهلية مما سيتسبب في هجرة الناس من صنعاء
والتي شبه هجرة أهلها بهجرة أهالي دافور التي يستوطن فيها طائر الجرول.
***
سألتُ ذاتَ الودْعِ ماطالعي؟ + أفضتْ بردَّيْنِ: عليَّ ولي
لأيِّ أزواجي جنى عِشرتي + خذي سواهم قبل أن تحملي
جِمالُ هذي الحقْبة استْنوقَتْ + والآن ياإنسانة استرجلي
وغيِّري (يحيى بيفنى) وكي + تُبدِّلي عن جوفكِ استبدلي

يتحدث البردوني في هذه الأبيات عن أشباه الرجال وأشباه النساء حيث يقول بأن الجِِمال تحولت إلى نياق " إستنوقت"
ويتحدث عن استرجال النساء كالمدعوة توكل كرمان التي قالت في إحدى مقابلاتها أن المرأة هي " الرجل الأنثى" على حسب زعمها وأن الرجل "ذكر وأنثى" !
وينصح البردوني ثورتهم بان لاتتخذ من السابقين ممن عاشرتهم من الأزواج زوجا لها .
بل عليها أن تتخذ "بدلا عنهم" أشخاص آخرين وذلك بقوله "خذي سواهم" قبل أن تتورطي" تحبلي".

ويخاطب البردوني في البيت الثاني ثورتهم ويقول "غيري" من يحي إلى يفنى وربما قصد بيحي هو يحي محمد عبدالله صالح
وعزله من قيادة الأمن المركزي وإحلال المدعو المقدشي المجرم الذي لديه سجون خاصة به ويعتبر من الفاسدين الكبار والناهبين للأموال العامة
لذا ينصح البردوني ثورتهم ب"استبدال" المقدشي برجل شريف حتى تستطيع تغيير "مابداخلها" من فساد تغييراً جذريا .
ورمَز إلى ذلك بكلمة "جوفك".

***
واحتثَّني مُسْتقبلي قبل أن + أعدَّ رمّاني ولا حنظلي
قولي: أيبدو منزلي غير ما + عَهِدْتهِ مَنْ قبل أن تنزلي
تنحنحتْ مثل الخطيب الذي + أنساه شيءٌ، صوتَه المحفلي

هنا يعود الشاعر البردوني ليقر بان "المستقبل" قد حثه ودفعه مرغماً باستشراف ماسيحدث من تغييرات وخراب -
"وتحديدا في منطقته وهي صنعاء " منزلي"- وذلك قبل حتى أن يعيد حساباته ويقارن إيجابياته وسلبياته " رمّاني – حنضلي"
وقبل أن تنزل بهم "فتنة" مايسمى بثورة التغيير " قبل أن تنزلي" .
ويشير في البيت الأخير إلى أن الأصوات العالية في محافلهم لمايسمى بثورة التغيير جعلتهم ينسون الغرض الحقيقي من ثورتهم !
***
كان كوجْرالضبِّ ذا البيت لو+ أتيتِ قبلاً خفتُ أن تجفلي
والآن مَنْ بعد التصابي صَبا + وقام بعد العري كي يحتلي
أحضانه امتدت وجدرانهُ + سكرى على قاماتها تعتلي؟

في هذه الأبيات يخاطب البرودني ثورتهم بقوله بأن بيت آل ألأحمر وبالذات حميد الأحمر كان صغيرا كمدخل الضب
وهو دليل على فقرهم وتواضع حالهم وأن الثورة لو أتت قبلا لخاف الناس وترددوا ان يتبعوهم
أمّا الآن وبعد أن اغتنى حميد من السرقة وأموال السحت والحرام وبنى لنفسه القصور واصبح يلهو ويلعب " التصابي"
- تطلّع وطمع في حكم صنعاء ! وبعد أن كان عاريا لايمتلك شيئا أراد أن يتزين .

وقد أراد آل الأحمر أن يحتووا صنعاء رغم قواهم الخائرة حاليا والتي رمز اليها بالجدران التي بدأت بالتهاوي والترنح "سكرى"
برغم علوها كالأبراج التي بنيت حديثا وتتبع أسرة آل الأحمر.
انظروا إلى علامة السؤال والتي هي في نظري عبارة عن استغراب وتعجب من الشاعر البردوني رحمه الله.

لكل قنديل وكأسٍ صِباً + ولليالي فرحٌ مشتلي
وذكرياتٌ ضاحكات كما + حكى (الخُفَنْجي) عن (علي عَيْطَلي)(6)

هنا يقول الشاعر البردوني بأن لكل توهج - والذي رمز اليه ب" القنديل"- وكل عربدة والتي رمز اليها ب" الكأس فورة محددة " صِباً"
وأن الليالي السوداء التي لايوجد فيها بصيص ضوء أو بشير أمل يكمن فرحها في بذر وغرس الأمل في النفوس " مشتلي"
وذلك عبر استحضار الماضي الجميل بذكرياته الضاحكة كما كان يحكيها الشاعر الهزلي الصنعاني "الخُفَنْجي"
والتي يحكيها بلسان "علي عيطلي" وهي شخصية لم أقف لها على أثر
إلاّ أن تكون شخصية إبتدعها الشاعر " الخفنجي" في قصائده والله أعلم.

قال (الشبيبي):نجمكِ الثور يا + (قرنا) وأبدى شكَّه (العَنْدَلي)
قال اجتلى هاءً ودالاً بلا + حاء وواوٍ، فاقطعي، أو صِلي

هنا الشاعر البردوني يقول بان ثورتهم نجمها نجم الثور ومعروف أن برج الثور مواليده من 21 ابريل إلى 21 مايو
وقوله يا"قرنا" هو إشارة واضحة بأن الأحداث التي يتحدث عنها ستحدث في القرن 21 كما أن أهم الأحداث التالية لما سمي بثورة التغيير
حدثت أيضا بتاريخ 21 حيث اعطى البرلمان اليمني الحصانة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بتاريخ 21 يناير عام 2012 م
وتم انتخاب عبدربه منصور في في الجمهورية العربية اليمنية في 21 فبراير عام 2012م أيضا.

ثم يقول الشاعر بأنه "ظهر" من يحمل حرفي "هاء ودال" والتي ربما تدل على الرئيس هادي
- بدون "حاء وواو" - التي ربما تدل على اسم حميد وأخوانه أو الحوثيين " والشاعر هنا يخيّر الثورة بين قبول هذا الشخص ورفضه.

***
يُقال أخبرت الشذى أنني + رسولةٌ لم أنتخب مُرْسَلي
فقال: باسمي ضلَّلوني وبي + حيناً، وقالوا: باسمهم ضللي

هنا يتحدث الشاعر في البيت الأول بلسان حال ثورتهم ويقول بأن الثورة حقيقة لم تنتخب "ممثليها" في الحكومة .
فقال " الشعب " بأنهم باسمه ضللوه وأنهم استغلوا الثورة لتضليل الآخرين باسم الشعب.

***
يبدو لسمعي (هَبَليّاً) فهلْ + تحسُّني ألحاظُهُ (المَقْبَلي)
بُولي على جبهته، فادّنى + وقال: شدِّي لحيتي واتفلي
أراكِ غيري آخر المنتهى + بدءاً، ونادى مَنْ هنا بسملي
قل: أصبح الشطران بي شطرةً + لابأس في جرحيك أن تَرْفُلي

الشاعر هنا يتحدث بلسان عصابة تحالف 1994 ويبين بأن فتوى الشيخ مقبل الوادعي الذي اختصر إسمه إلى إسم " المقبلي"
يبدو لسمع العصابة اليمنية سخيفاً جداً أي " هبليا" ويصور تسفيههم لفتواه وكأن عصابة 1994 بالت على جبهة الشيخ وشدت لحيته وبصقت عليه من شدة الهجوم القوي الذي تعرض له بسبب معارضته للحرب.
ومع ذلك لم يبال بما يقولونه وأفتى بعدم جواز الحرب على الجنوبيين.

وبيّن البردوني كيف أن الشيخ مقبل الوادعي حذر من أن هذه الحرب ستكون بداية النهاية لهم وأن النهاية ستكون من صنعاء تحديدا "من هنا بسملي".
ويظهر الشاعر بأن حرب البلدين "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية"
قد أصبحت جرحين غائرين وأن الثورة ستجر أذيالها خيلاء على هذين الجرحين دون أي اعتبار لتلك الجراح !

وهذا ماكان يؤكد عليه من سموا أنفسهم بالثوار من أنهم سيبدأون صفحة جديدة وسيغلقون ملفات الماضي
دون أن يحاكموا القتلة والمجرمين على جرائمهم
وتمثل ذلك في اعطاء الحصانة لأتباع النظام السابق من المجرمين المفسدين وحماية المتنفذين اللصوص في أحزاب المعارضة
والتي شاركته سابقا ومازالت تشاركه حاليا في الحكم وتتصرف على أنها طرف في المعارضة وفي الحكم في آن واحد !
***
هل تسمعين الزفَّةَ الآن؟ لا + أصمَّني يا (دامُ يابَلْبلي)
تسعون طبّالاً وطبّالةً + شهراً وقالوا: مثلُهم طبِّلي

أما "الزفة" فهي مؤتمر الحوار اليمني الذي أصم أسماعنا به نظام الإحتلال اليمني
وأما التسعون طبالا وطبالة فهم عدد الأشخاص الذين وفدوا يوم افتتاح المؤتمر من عدد من الدول العربية والأجنبية

ويقول البردوني بان ثورة التغيير لم تكن حقيقية سوى شهرا واحدا فقط حتى اعتلاها المتنفذون وشيوخ القبائل
وقد أرادوا لما سمي بثورة التغيير أن تكون طبالة من جملة التسعين طبالاً في ماسمي بمؤتمر الحوار

***

هناك من يأبى: أقيلَ انظمي + للكل داراً، أم بها كبِّلي؟
أأنت من غنيتُ: جودي لنا + بالوصل، هل أبكي لكي تبخلي؟
ومَنْ ينادي كالشعاع اهبطي + ومن يفادي عن هنا حوّلي؟
ومن يرى فرديّة الجمع في + كفيك عهداً نصف مُتوكِّلي؟

هنا يؤكد الشاعر بأن أناس سيرفضون رأيه وماسيقوله في قصائده ولكنه يعلن بوضوح أن "للكل دار"
والدار كناية عن الوطن ويقول هل ستغصبون الجنوبيون وتكبلونهم في وحدتكم؟!
ويتساءل هل أنت الوحدة التي غنيت لها وطالبتها بالوصل؟! وبكاؤه هنا من بخلها بالوصل معناه أن وصل الوحدة سينقطع وسنتتهي الوحدة.

ويقول بأن الجنوبيين ينادون كالشعاع "إهبطي" والهبوط معناه السقوط والهتاف ضد مايسمى بالوحدة اليمنية.

وسيكون أبناء الجمهورية العربية اليمنية يدافعون عن مايسمى بالوحدة ولكن الشاعر ينصح بأن لايستمع العقلاء لهذا الكلام وأن يتحولوا عنه.

فالجنوبيين يرون أن انفراد أبناء الجمهورية العربية اليمنية بالحكم والسلطة هو بمثابة حكم” نصف متوكلي "
ودلالة على التخلف والتسلط .والإستمرار في الحكم بعقلية الإمامة رغم ادعاء اليمنيين بأن نظامهم جمهوري !

وقائلٍ كم قيل ما دّللوا + عنها، ولاقالوا لها دلِّلي
عشرين عاماً: سوف تأتي غداً + ما اسم الذي كان بها مُختلي؟
وسائلٍ: ماذا سيجري؟ لمن + جاءت، أيا خضراءلا تأْمُلي
فما أفادت علم شيءٍ سوى + ما ينبغي يا أُمُّ - أن تجهلي

في هذه الأبيات يتحدث الشاعر البردوني عن الوحدة ويقول بأنهم مادللوا على أنها وحدة حقيقية ولا استطاعت الوحدة أن تثبت أنها موجودة بالدلائل

ثم يصرح قائلا بأنه بعد عشرين عاماً مما يسمى بالوحدة سيأتي يوم سيُنسى فيه إسم من كان يختلي بالسلطة ويدّعي بأنه صانع مايسمى بالوحدة وكان يحتكرها لنفسه !

ويتساءل الشاعر ويقول ماذا سيجري بعد سقوطه من الحكم؟ ولمن ستؤول السلطة؟
ويخاطب هنا من أسماها ب"الخضراء" ويقصد بها اليمن ويقول لها ياأم لاتأملي بأن تكوني الحاكمة لليمن !
ويعاتب البردوني بلاده ويؤكد بأنها لم تستفد من علمها المسبق بخروج الأمر من يدها إلى يد غيرها !

وأنه ماكان لها أن تجهل ماينبغي لها أن تعرف مآلاته!

صوغي على كفيك أخرى تريْ + صباك في مجلى صباها الجلي
هل ذاك - ياأولى - الذي يحتفي + إذ جئتِ يخشى الآن أنتأفُلي؟

ولهذا يعود ليخاطب ثورتهم ويقول لها اخلقي أو أبرزي ثورة "أخرى" ، وسترين بأنها ستكشف وستُظهر عنفوانك في قوة عنفوانها.
ويسمي البردوني ثورة التغيير عام 2011 ب " الأولى" ويقول بأن من كان يحتفي بك عام 2011 سيخشى من عودتك كثورة الجديدة " الآن"إذا جئت
حتى لاتغيب مكتسبات الفاسدين التي تحصلوا عليها اثناء ثورتهم الفاشلة عام 2011 !

***
هناك مَنْ يسلوك من يجتوي + هنا الذي يدعوك يا معقلي

ويفرش الخدّين كي تخطري + ويملأ الكأسين كي تثملي

كي تحلمي حلم النواسي، صحا + من سكرة (الكرخي) بقُطرُبُّلي

وواقف يفديك فهّامةٌ + ترقين مثل الشمس كي تعدلي

يجلو بعينيك الرؤى تالياً + نصف كتابٍ كلُّهُ ما تُلي

مُعوّذاً كفيك أن تأخدي + وُرَيْقَةً من قبل أن تبذلي

يقول البردوني بأن "هناك" من نسيك ايتها الثورة و"هناك" من يكرهك و" هنا" أي في صنعاء من يعتبرك معقلا وحصنا منيعا
ولكن غرضه من ذلك هو أن يجعلها مجرد مطية له وسيجعلها تختال وتغتر بنفسها وتتخدر بالمبالغة في إظهار التقدير لها
كي يجعلها "تحت سيطرته" فتحلم الأحلام البيضاء التي تشبه العنب الابيض اللذيذ الفاخر
ليصحو الشعب من التطور العلمي والبناء الذي رمز اليه ب "الكرخي المهندس البغدادي"
ليجد نفسه في زمن الكتاتيب "العلم القديم" والعودة إلى الوراء والذي رمز اليه بإسم "القُطرُبُّلي" .

ولكن هناك أشخاص أذكياء سيدافعون عنها فتشرق عليهم كالشمس بعدلها ويساندها من هو مخلص ليفتح عينيها على الحقيقة
ويزيل عنها الغبش ويفسر للشعب نصف كتاب الله الآخر الذي لم يفسر إلا بحسب أهواء من كانوا يحكمون قبلها.
وسيساعدها المخلصون على أن لاتأخذ شيئا الا إذا كانت تستحقه وبمقابل تبذله مما سيعني محاربتها للرشوة.

***
وقالت الربْوات: أعطي فمي + ثدييك أربو قبل أن توغلي
وقالت الأزهار: لاتعبري + فوقي فيلهو الشوك في مقتلي

يخبر الشاعر البردوني بان سكان الجبال والمرتفعات سيحاولون ابتزاز ثورتهم الجديدة وسيطلبون اموالا " قبل " ان تنفذ قوانين قوية ونافذة بمحاربة الرشوة والفساد
بينما الاجيال الجديدة " الأزهار" سترجوها ان لا تدوس على مستقبلها ليكون الشوك هو حصادها ونهايتها.
***
وللمقاهي عنك صوتٌ لهُ + أيدٍ، وصوتٌ فاقع بُلبُلي
وصائح يدعوك أن تقفزي + وهامس يوصيك أن تكسلي
محاذراً أن تأكل الجمر عن + أنياب مقتاديك أو تؤُكلي
تدرين؟ كم قالوا ولم يفعلوا + قولي: تنحّوا جانباً وافعلي

هنا يقول الشاعر البردوني بأن الثورة الجديدة ستطالب بتنفيذ القانون بالفعل مما سيثير الإرتياح في نفوس الناس في الشارع
وسيتحدث الجميع عنها في المقاهي والتجمعات ولكن هذا المطلب في نفس الوقت سيتسبب في الفوضى والبلبلة من قبل المتنفذين.
فسيأتي البعض ليطالب الثورة بالتنحي عن الحكم وآخر سيوصيها بعدم الخروج من الحكم .
ويحذر الشاعر ثورتهم من أن تأكل السحت الذي رمز له ب "الجمر" بأنياب المتنفذين الذين يحاولون أن يقتادوها إلى الفشل
وأنه في حالة رفضها أكل السحت يجب الحذر من أن تفشل من قبلهم." تؤكل"
وينبهها إلى أنهم قالوا كثيرا جدا مالم يفعلوا وينصحها بأن تنحّي كل من يعارضها دون تردد وأن لاتخاف منهم أبداً.

***
يرتاب هاذا الحيُّ أن تنجزي + يودُّ ذاك الربع أن تمطلي
ذا يرتئي: تلك التي أهجعت + قلاقلي ما أقلقت عُدّلي
أشمها مائدتي سائلاً: + متى انتهى من طبخها مرجلي؟

هنا يقول الشاعر بأن بعض الناس سيتمنى أن الثورة الجديدة تفشل في إنجاز شيء للبلاد والبعض الآخر سيتمنى أن تتعثر خطاها وتؤجل مشاريعها
والبعض الآخر من المستقيمين "العدّل" سيرون فيها أنها ستخمد الفتن والقلاقل التي ستظهر فور إعلانها تطبيق القانون
ولكن هناك من سيحاول الإنقلاب عليها.
***
وقال شادٍ: ماشدت مثلها + أسمار أعراسي ولا مَقيلي
أنسى الدجى والصبحَ وقتيهُما + صوتان: عَوديٌ يلي كُعدُلي
كيف التقى نصفي بنصفي ضحىً + في نضج مكرِ العصرِ يامأملي

هنا يتحدث الشاعر البردوني عن مايسمى بالوحدة وعن احتفالاتها التي استمرت من الليل حتى الصباح
فغنى العَودي الذي يمثل الجمهورية العربية اليمنية وغنت أمل كعدل التي كانت تمثل الجنوب

ويتساءل البردوني كيف أن الوحدة تمت بين الدولتين؟! إلا أنه يفصح أن ذلك تم في "نضج مكر العصر" من قبلهم.
فهل وصلت الشاعر معلومة مؤكدة بأن اليمنيين يبيتون الغدر للجنوبيين ويمكرون بهم أم أنه حدس شاعر كما تنبأ بغيرها من التوقعات في القصيدة؟

***
وقال مضنٍ يالعقيم التي + شاءت مواني (هنتُ) أن تحبلي
يابنتَ أُمَّ (الضهضمدِ) قولي لنا : + أيٌّ عليٍّ سوف يخصي علي
قولي لماذا كنت أمثولةً + سحريةً من قبل أن تَمثُلي

هنا يخاطب الشاعر مايسمى بالوحدة اليمنية ويدعوها ب"العقيم" التي حبلت بسبب شركة هنت للنفط

ويسأل أمريكا التي أعطاها إسم " بنت أم الضهضمد" أي علي سيهزم علي؟ لأنها ستنحاز إلى أحدهما.
ويسألها لماذا كنت "مثالا" للديمقراطية قبل أن تظهري أمامنا على حقيقتك البشعة؟!

***
فقال هَجسُ الأرض: مني رقت + تعيد تشكيلي، ألا شكِّلي
منْ بعضها انبهضتْ إلى كلِّها + أكلُّ وادٍ قال ذي منهلي
شغلت أعراق الثواني فهلْ + يرضي سُهيلاً عنه أن تشغلي؟
في طعم ريق القات تَحمينَ عن + ما قال تُفشين الصّدى المخملي
تسرين في الكاذي فتدنين من + عينيه وجه البارق الأحول
تَنديْنَ في (ياظبي صنعاء) هوى + تَشجينَ في أنفاس (ياصيدلي)
في الحبر تحمرّين أنشودةً + في الكأس تبيضِّين كي تُشعلي
في الجمع تذكين الجدال الذي+ يميّز الأبقى من المرحلي
هل أنت من تُحيينَ كي تعظُمي + أو أنت من تُحيينَ كي تَقتُلي؟
هل خاتمي قانٍ؟ ألي خاتمٌ + يكفي يدي أن سَلمتْ أنملي؟
يا صاحب الصاروخ قلبي على + كفِّي كتابٌ خلفهُ منجلي

في هذا المقطع يتحدث الشاعر عن مواضيع مختلفة تتعدد فيها أنماط الفتن
ويبدأ عشوائيا وبدون تدرج بما يسمى "إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد"
فيقول بأن خريطة الدم سوف "تعيد تشكيل" الشرق الأوسط وستشرذم البلدان إلى قرى وستثير النعرات العرقية والأثنية " أعراق الثواني"
حتى لاتثمر الأرض وتصبح قاحلة جرداء وينشغل الناس عن الزراعة بالحروب وقد رمز لذلك بنجم " سهيل اليماني" رمز الخصب واعتدال الجو والوفرة.
وأن من يتشدقون بالوحدة مثل من يمضغ وريقات القات فلا يخرج منها سوى طعم مر يختلط مع الريق وكل ذلك من أجل أن يحموا مصالحهم
بينما تظهر أهدافهم واضحة رغم تغنيهم بما يسمى بالوحدة "زورا " وبكلام براق ولكن ليس له أي معنى والذي رمز له " بالصدى المخملي"
ويقول بأن الوحدة "تخرج" من الكاذي الذي هو رمز للجنوب وكلمة تسري أي تذهب فتقرّبين أيتها الثورة بارق الصورة لعيون الناس
ليتبين لهم حقيقة ألأمر ولكنهم سيرفضون رؤية الحقيقة فلا يرى الأحول العينين ذلك البارق إلاّ بارقا أحولاً أيضا!

ويقول الشاعر لثورتهم بأنك ترتوين عشقا وتصبحين ندية في ياظبي "صنعاء" وتطربين في أنفاس أغنية "ياصيدلي"
وهي أغنية لبنانية وفيها إشارة لحرب الطوائف في اليمن أسوة بشقيقتها في لبنان أي حرب حزب الإصلاح وحزب أنصار الله "الطائفية".


ويقول لثورتهم بأنها في كل الإتفاقات ستصبح مجرد حبر على ورق لأنها ستكتب عمليا بالدم الأحمر "تحمرين أنشودة"
أي يصبح كل حزب يتغنى بسفك دماء الحزب الآخر باسم الثورة !
ويقول البردوني بأن ثورتهم في الكأس تعكر لونها فتبيض وتشعل الحروب
أي أنهم لن يهنأوا بنتائج الثورة وإنما سيتجرعون الغصص. وعندما يجتمع الأضداد تزيدين الجدال بينهم وتتحولين إلى فتنة
فيجعلون للمشاكل "حلولا دائمة" وبعض المشاكل الاخرى يجعلون لها "حلولا مرحلية" آنية.

ويسأل البردوني ثورتهم بعد تحولها إلى فتنة فيقول لها هل أنت تبقين على البعض حتى تزداد فتنتك وتعظم ؟ أم أنك تبقين عليهم حتى يزداد القتل فينا بسببك؟
ويسأل الفتنة هل خاتمي قان؟ والخاتم هنا كناية عن المُلك ويتساءل هل نظام حكمي دموي ؟" فكلمة قان سبقتها كلمة يحمر"..
ويردف تساؤله هل هو نظام حكم حقيقي أصلا وليس حكم عصابات وذلك في قوله " ألي خاتم"؟ وفيه تشكيك بوجود النظام بشكل تام .
وبعد ذلك يتحدث الشاعر عن استسلام الشعب اليمني للحكام عندما قال: " يكفي يدي أن سلّمت أنملي" ! أي أن الشعب يبصم للحكام بما أرادوا !
ثم ينادي صاحب الصاروخ الذي أطلق من صنعاء على عدن بان قلبه مع من يرفع شعار كتاب وخلفه منجل ويقصد بذلك حكومة الجنوب التي سيغدر بها اليمنيين !




***

لابدَّ من أن تُنْبهي خاملاً + وكي يُرى لابدَّ أن تخملي
لابدَّ من أن تحتفي بالتي + وبالذي لابد أن تحفلي
مَنْ ذا سيعطيك لتعطي ومَنْ + قال خذي، قال الحسي مَغْسَلي
مادَام ذاتُ الأمر مأمورةً + به، دعيه قبل أن تُعزلي
- منّي ابتدا نهجي، ألا فليكنْ + صعباً ولايخشاكِ أن تَسُهلي




هنا يعود البردوني لمخاطبة ثورتهم فيحرضها على أن تنبه الكسول الخامل ويقول بأنه حتى تظهر إرادة الشعب و" يُرى" لابد أن لايعلو ضجيجها بشكل مبالغ فيه
وأن تعطي الشرفاء حقهم ومكانتهم وأن تهتم بهم وينصح بأن يعتمد الثوار على أنفسهم وأن لايطلبوا المساعدة من المفسدين
لأنهم إن أعطوهم شيئا من المساعدات فلن يعطوهم إياه إلا مغمّسا بالإهانة والعار والذل وسيجعلونهم يشعرون وكأنهم يشربون من الحمامات والمجاري " الحسي مغسلي"
ولذلك يقول البردوني مادامت صاحبة الأمر " أي أمريكا" تأتمر بأمر المفسد فاتركي المفسدين قبل أن يعزلونك قسرا وتصبحين لاقيمة لك.
ثم يقول البردوني بأن الشعب هو من بدأ المشوار والطريق وأنه مهما كان الطريق صعبا فلا تخشي المفسدين ولا تكوني سهلة بأيديهم.




***

ياطلعةً ماأذبلت مطلعاً + تقدَّمي هيهات أن تذبلي
ويا ربيعاً شق عمر الشَّتا + تهدّلي للصيف واخضوضلي
إن زيّن الإكليلُ مَنّ قبلهُ + فكلِّلي مَنْ بعده كلِّلي




هنا يناجي البردوني ويحث ثورتهم فيقول لها: ياوجهة للناس لم يذهب " توجهها" بنضارة وجهها إستمري في التقدم محال أن تضعفي.
وياأيتها الثورة التي انطلقت فيما سمي بثورة الربيع العربيفي زمن الشتاء "فبراير" إسترسلي وتمددي إلى الصيف وتبللي بالمطر وبالدموع
فإذا كان تاج المُلك قد زين من حكَم من قبل فإنه سيزين من سيأتي للحكم من بعده.
***
مذ جئت جاء البدءُ مَنْ بدئِه + وعاد من آخره أوّلي
واجتاز ومضاً كان مُستدفئاً + به إلى الوهج الذي يصطلي

هنا يعتبر البردوني مجيء الثورة هو بمثابة إيذاناً بالعودة إلى القهقرى وإلى سابق العهد

ويقول بأن الشعب مر على بريق كان يشعر معه بالدفء في بداية ماسمي بثورة التغيير
إلى أن وصل الحال به إلى حالة التوهج والإشتعال التي سببت له الإحتراق!

فأنكر التأريخ تأريخهُ + لمّا استبان الأمسُ مستقبلي
: لا رأسمالياً أرى ذا الفتى + ولا اشتراكياً ولا هيجلي

لا في (بني عبد المدان) اسمه + لا من (بني باذان) لا (عَبْهلي)

وهنا يوضح الشاعر بأن حكم اليمن تاريخيا سيتغير وسيحكمها رجل من خارجها كما حدث في السابق فيقول بأن هذا "الفتى" ذو نخوة ونجدة وشجاعة ويتسم بالإطمئنان "هادي".
كما انه ليس له انتماء سياسي إلى أي من المعسكرين لا الرأسمالي ولا الإشتراكي وليس هو بالفوضوي
وليس هو من سلالة ملوك نجران بنو الحارث " بنو عبد المدان " ولا هو من من سلالة باذان الفارسية ولا هو من ملوك حضرموت "العباهلة" .

وعنده زائرة مثلهُ.. + تزف (عنِّيناً) إلى (المُشكِل)
ردّي على التأريخ يابنتَهُ + لا تخجلي يؤذيه أن تخجلي

وهنا يقول الشاعر البردوني بأن عند هذا الحاكم زائرة من الخارج "مثله" حيث اعتبر البردوني هذا الحاكم زائرا وطارئا على بلاده !
وأظن بأنه قصد بالزائرة " هيئة الأمم المتحدة " وانها ستحتفل به وتزفه كالعروس ليكون حاكما على أمر غامض وملتبس وغير مفهوم وصعب الحل
مما سيجعله عاجزا لايستطيع فعل أي شيء لحل الإشكال " عنّينا".
ويقول البردوني لبلاده ياابنة التاريخ عليك ان تعيدي الأمور إلى نصابها فإن التأريخ يؤذيه أن تخرج الأمور خارج سيطرتك بسبب عدم حسمك للأمور"تخجلي" .

قالوا: إلى نصف الطريق التقوْا + سجِّل بلا حيفٍ وقلْ: حلِّلي
زادوا على رأسي رؤوساً فهلْ + تزيدني رِجلاً إلى أرجلي

وهنا يشرح البردوني بأن المتصارعين سيتفقون على الإلتقاء إلى نصف الطريق " المبادرة الخليجية" وسيتم " تقاسم" السلطة من جديد وسيتم في الإتفاق على تحليل الثورة لهذا الإتفاق !


ويقول البردوني بأنهم في مؤتمر الحوار سيجعلون دول الإقليم والمجتمع الدولي يشاركون في الحكم مع الحاكم الجديد " زادوا على رأسي رؤوسا"
ويستاءل البردوني هل ستعطي هذه الدول الشعب صلاحيات في ولو في الحد الأدنى " رجلا" لتساعدنا على النهوض من جديد ؟

ضع نصفيَ الأعلى على الركن أو + حوِّل أعالي قامتي أسفلي
مااقتاد تغييرٌ خطاي التي + صيَّرن مالا ينطلي ينطلي

يقول البردوني بأنه مهما حاولت دول الاقليم والمجتمع الدولي تهميش مناطق شمال الشمال وحصارها في ركن قصي عن بقية البلاد "ضع نصفي الأعلى على الركن"
او قلبت الأمور رأسا لى عقب فإن خطى الشعب لن تقوده إلى التغيير لأنه جعل الثورة حيلة للكذب لتنطلي على مالاينطلي من الحقيقة
ولهذا ستفشل ماسمي بثورة التغيير " وهو ماحدث بالفعل" لأن الله ينصر الصادقين فقط فحبل الكذب قصير كما يقول المثل!

***
وأنت ياهذا؟ يقال الذي + سوف يلي يومي أبى أن يلي
لا هذه (سَيّان) لا غيرها + لا (العبدلي) ثانٍ ولا العبدلي
مَنْ غيّر التشكيلَ عن شكله؟ + قوّى على (الصِّلْوي) يَدَ (المقْولي)

ثم يقول الشاعر هنا بأن حاكما آخر سيلي الحاكم السابق رغم رفضه للولاية إلا أن فترة حكمه ستكون كسابقتها
ويقول الشاعر بأن " العبدلي" - التي وضعها بين قوسين - وقصد بها قبيلة من الأشراف منتشرة في مكة وبعض البلدان العربية
وهي غير قبيلة العبدلي الجنوبية الحميرية والتي ذكرها في نهاية البيت - بأن فترة حكمه لن تكون متميزة عن حكم العبدلي "الحميري الجنوبي" والذي خضع للبريطانيين مرغما بعد احتلال عدن.
أي أن الحاكم الجديد سيكون خاضعا للأقليم وللمجتمع الدولي أيضا.
وربما ان الشاعر بهذه المقارنة يتوقع أن الأشراف هم من سيحكمون بعد عبدربه منصور هادي وربما يكون من "الحوثيين"

بما معناه أن اليمني لن يتميز حكمه عن حكم الجنوبي العربي بأي شيء
وأنما سيرافقه "العجز" أيضا فيما يحدث من فتن مستمرة.


ثم يتساءل من غيّر تشكيلة حكومة الوفاق عن شكلها وجعل الغلبة لمهدي مقوله الذي رمز اليه ب " المقولي" على " الصلوي" اليافعي مما قد يعني حدوث مواجهة بين اليمنيين والجنوبيين وخيانة وانقلاب على عبدربه منصور عبر الجيش.

***
فاستضحكت قائلةً: أيُّنا + أراد هذا، قلتُ لا رأي لي
أمّا أنا ما جئت كهفي أنا + وأنتِ كهفٌ بالمنى تغتلي
تهوى سعاداً، ليدياً، غادةً + وأختَ (هنري) وابنة العوذلي
كان ابن جدي زوجَ عشر إلى + أن طلّقتهُ (هَيْدبُ الحوْقلي)

هنا يصور ثورتهم بانها تظاهرت بالضحك " استضحكت" وقد يكون المعنى أنه ضحك يشبه البكاء أو ضحك السخرية لانه متصنع وغير حقيقي
وسألته هل كانت هذه إرادة الثورة أم إرادة الشعب؟! فيقول لها أنه لا رأي له في الموضوع وإنما هو ناقل للأحداث والأخبار لها
"وربما قصد بنفسه الشعب كما ظهر لي" وأن ماسيحدث سيكون بدون رأيه وبغير إرادته .
ثم يتحدث عن نفسه ويقول بأن الثورة لم تنفع الشعب وإنما بقيت الثورة والشعب يغليان معا في كهف النسيان !
وذلك لأن الثورة ليس ولاءها للشعب وإنما للآخرين ! فهي تهوى وتحب "سعادا" أي السعودية و" ليديا " فرنسا لأنه إسم فرنسي
و "غادة " أي الإمارات لأنها في جمال الغادة و"أخت هنري" أي أمريكا وابنة العوذلي أي "الجنوب".
ثم يقول بأن "ابن جده " وهو كناية عن عبدربه منصور لأنه لايعتبره أخيه فهو لايشترك مع اليمنيين في النسب وإنما يشترك معهم في جد واحد
فيقول بأن ابن جده كان متزوجا من عشر " وهي الدول العشرة الراعية للمبادرة الخليجية"
إلى أن تم الإنقلاب عليه من قبل رجل غبيٌّ ، ثقيل جافٌّ "كثير الشَّعر" متعجرف ومتغطرس " هيدب الحوقلي" وأتوقع أن يكون هو حميد الأحمر.
وهنا البردوني تحدث عنه على أنه أنثى لأنه ليس رجلاً بالمعنى الحقيقي.

***

نبغي وتخشى نصف ما تبتغي + فتنثني مثل الشَّجيِّ الخلي
ترجو ولياً نائياً خيرةً + فاختار لقيانا مزارُ الولي

يقول البردوني بأن "هيدب الحوقلي" تخشى من إرادة الشعب وتريد الإستحواذ على نصف السلطة والنفوذ على الأقل
فتحاول حماية مصالحها " تنثني" . وسيكون مهموما كثيراً خالياً من أي هم سوى حماية مصالحه !

قديم 11-04-2016, 10:00 PM
المشاركة 33
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع

ويقول البردوني بأن "هيدب" ستحاول الإستقواء بدولة بعيدة " ترجو وليا" باختيارها وأعتقد أنها أمريكا


ولكن تلك الدولة ستجعله يأتي إليها صاغراً ذليلاً إلى بلادها ليستعطفها .
ورمز إلى ذلك بقوله فاختار أي "الولي النائي" لقيانا "مزار ألولي" أي بأن يأتي لزيارة الوالي وتقديم فروض الطاعة والولاء له في بلاده !

***
تمثال هذا هيكلي،أنتَ بي + كصورة فيما اسمه هيكلي
أعطاكِ طنبوراً، أنا مصحفاً + فاعزفْ، ويا أميّتي رتّلي

ويقول البردوني بأن تنصيب هذا الصنم كحاكم سيكون مجرد "إطار شكلي" وأن الثورة والشعب سيكونان مجرد "صورة" داخل ذلك "الإطار" أو الهيكل !
بحيث سينسِب ذلك الحاكم الثورة اليه وسيدعي بانه الناطق بسم الشعب.
وسيجعل الثورة مجرد طبل له وأمَةً طائعة لتلميعه وخدمة مصالحه
وسيجعل الشعب يسبح بحمده و"سيدعي بانه يحكم بالقرآن" !
وكما نلاحظ هنا بأن ثنائية الفعل تتناقض مع ثنائية التكليف !
فهو " أي هيدب" سيعطي الثورة الطنبور وسيعطي الشعب المصحف
ولكنه سيطلب من الشعب العزف وسيطلب من الثورة أن ترتل القرآن مايعني بأن ماسيقوله سيكون عكس مايفعله تماما!

***
عزفتُ غازلت التي والتي + حتى أتتْ مَنْ كسّرت مغزلي
فالتمّ بحر القلب في كفّها + كوباً بنهديْ كرمةٍ يمتل

هنا يخبرنا الشاعر البردوني بأن اليمن طبلت للكثير من البلدان وغازلت الكثير من البلدان
وفي الأخير ستخضع تماماً للبلاد التي سيستقوي بها "هيدب الحوقلي" ويجعلها "واليا عليه وعلى الشعب"

ولكن هذه الدولة ستسلبه كل قواه وستقلم أظافره وستجعله لاحول له ولاقوة
وحينها ستنهب مافي البحر والبر وتعتصر كل الخيرات كما يعتصر العنب في الكوب حتى يمتليء !

***

إلى رضاعي جئتِ مني ومنْ + تخرُّجي فيكِ ابتدأ مدخلي
كي يرتدي عينيك معنى الضحى + كي تبتدي الأنهار من جدولي

يقول البردوني بأن الثورة جاءت من أجل أن تعطي خيرها للشعب " "إلى رضاعي جئت"
وأنها تنتسب إليه "جئت مني" وأنه حين ينتهي منها الشعب ستكون بداية ومدخل للحقيقة
وسترى بعينيها ضوء الشمس وستبدأ انهار من الدماء تجري من دمي " جدولي "

***
أما تساقينا البروقَ المِدى + وآنَ أنْ أغلي وأنْ تهطلي
أن ينشر (المهديُّ) منك اللوا + أو يركض (الدجّال) من منزلي

وأخيرا يقرر البردوني بأنه عندما يثور الشعب ونتساقى "كأس المنون" ونرفع أسلحتنا"البروق المدى "


وأخيرا يقرر البردوني بأنه عندما يثور الشعب ونتساقى "كأس المنون" ونرفع أسلحتنا"البروق المدى "
وهي السكاكين والخناجر الحادة اللامعة التي تبرق وذلك لغرض أن تكون خيرات الثورة الجديدة لنا فهناك احتمالين :
أما أن يأتي رجل عادل" مهدي" من هذه الثورة ويرفع رايتك عاليا
وإما أن يأتي رجل جائر فاسد " الدجال" من صنعاء أو كما قال البردوني من " منزلي" !

مايو يونيو 1990

قديم 11-06-2016, 12:42 AM
المشاركة 34
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل تتحقق نبؤة البردوني : الشيخ حميد الأحمر رئيساً لليمن قبل انتهاء الفترة الإنتقالية ؟



يمن تودي نت -خاص -صالح البيضاني:
قبل الثورة الشبابية بعام كتب الصحافي والكاتب عزت مصطفى عن نبوءة توشك أن تتحقق للبردّوني بزوال حكم علي عبدالله صالح الذي كان حينها في أوج قوته، كتب عزت مصطفى في صحيفة الشارع في فبراير العام 2010م ما يلي: في مارس 1977م كتب الشاعر العظيم عبدالله البردّوني قصيدته "الحبل..العقيم" وقال فيها:
لا تخافي يا أمُّ.. للشوق أيدٍ
تنتقي أخطر اللغى، كي تبينا
ولكي تنجبي البنينَ عظاماً
حان أن تأكلي أبرَّ البنينا

ولأنها النبوءة الوحيدة في شعر البردّوني التي تضمنت شرطاً قبل الفعل المضارع فقد جاء تحققها سريعاً.. إذ أكلت البلد أبرَّ بنيها في 11 أكتوبر من نفس العام؛ بعد 7 أشهر فقط من كتابة القصيدة.

***

في أغسطس 1987م كتب البردّوني قصيدته "حراس الخليج"، وقتها كانت العلاقات الكويتية العراقية في أفضل أحوالها قبل توقف الحرب العراقية الإيرانية، مقطع من 3 أبيات لخَّص النبوءة التي تحققت بعد 3 سنوات تماماً من كتابة القصيدة، بغزو صدام حسين للكويت في 2 أغسطس 1990م وإحراق آبار النفط قبل خروجه منها:


البحرُ يا نفَّاط متقدٌ
غامر وإلا اجتاحكَ الغَمرُ
حُراسكَ اشقرّوا متى انقرضت
)عبسٌ) وأين تغيَّبت (نمرُ)؟!

في البيت الثالث من المقطع ذاته يلخّص البردّوني نبوءته باحتلال العراق الذي جاء بعد 16 عاماً من القصيدة (راجع هامش القصيدة الذي يشرح فيه الشاعر مناسبة ورود عبارة "كلاب الحوَّاب".

أتُرى (كلابُ الحوَّابِ) اشتبهت
أم أُلجِمت عن نبحِ من مروا؟!

***

نهاية مايو-بداية يونيو 1990م وبعد أيام قلائل من تحقيق الوحدة اليمنية، قال في قصيدته "ربيعية الشتاء"

يا بنتُ أمِّ (الضمدِ) قولي لنا
أيُ عليٍّ سوف يخصي علي

لم يكن البيت أعلاه ملفتاً حينها فيما علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض يتعانقان أمام الكاميرات، بعد 4 سنوات من القصيدة أخصى عليٌ علياً، ولعلنا نشهد تحقق النبوءة في هذا البيت بشكل مختلف لاحقاً.

نبوءة أخرى في "ربيعية الشتاء" لم تتحقق بعد، يقول البردّوني:
عشرينَ عاماً سوف تأتي غداً
ما اسم الذي كان بها مُختلي؟

وخلال 2010م ستكون العشرين سنة قد انقضت.

إلى هنا انتهت نبوءة البردّوني وبعد عام من المقال تقريباً اندلعت الثورة الشعبية في اليمن التي أنهت اختلاء علي عبدالله صالح بالسلطة..


الكاتب والصحافي عزت مصطفى الذي عرف بتتبعه لنبوءات الشاعر الكبير عبدالله البردّوني يكشف اليوم عن المزيد من تلك النبوءات التي تركها الرائي ويبدو أنها تتحقق بشكل مثير للدهشة وكأن البردّوني كان يراها بأم العين فهو الرائي في زمن العميان.


يقول عزت مصطفى في تحليله لنبوءات البردّوني الأخرى:
سيحكم أحدهم اليمن 4 سنوات بعد الفترة الانتقالية مع أنه سينتخب لـ 5 سنوات، أظنه سيكون عبدربه منصور هادي، أما السنة الأخيرة من جملة الـ 5 سنوات فسيحكمها حميد الأحمر، وبعد السنة الأخيرة التي لحميد سيتغير الأمر كلياً، كلهم سيسقطون بما فيهم التجمع اليمني للإصلاح.


* هل هناك قصائد أخرى غير "ربيعية الشتاء" يتحدث فيها عن الثورة الشعبية في اليمن وانتهاء حكم علي عبدالله صالح؟
- نعم كثيرة، أشهرها "ثوار والذين كانوا"، وفيها يذم حكومة الوفاق.


* وهل تنبأ بالربيع العربي عموماً؟
- نعم، ففي حوارية شعرية تدور بينه وبين شخص مفترض، يقول:
وأنت من تدعى؟ نبياً بلا قومٍ،
وإعجازي سقوط الدول
فإن نفى دعواك فاهمس له
يبدو نبيـاً وجهه ما اكتمل
هنا يؤكد أن قصائده عبارة عن تنبؤات بالمستقبل، ويقول أن إثباته على دعواه هذه هي (سقوط الدول)، وهذا ما نشهده الآن في وقتنا الحاضر، ويقول في قصيدته "أمين سر الزوابع":
وكان (عيبان) يأتي حافياً: أهنا
أهلي؟ ويدنو بعشب النار يشتملُ
وكان يهمس مِن خلف الهدير فمٌ:
لا يورق الناس، حتى تذبُل الدُّوَلُ
أنا أقرأ هذه الأبيات على ما يفيد قوله أن الثورة التي ستشهدها اليمن ستأتي بعد أن (تذبل) دول أخرى، وبعد ثورتي تونس ومصر بدأت أقرأ هذه الأبيات بشكل مختلف عما كنت أقرأها سابقاً، وإذا وقفنا عند تسمية قصيدته "ربيعية الشتاء"، فقبل ثورات الربيع العربي كنت كلما فتحت ديوان البردّوني وقفت عند اسم هذه القصيدة، أي صورة فنية في تسمية هذه القصيدة، لا شك في أنّ صورة فنية جلية فيها، إنما ما مغزى هذه الصورة وهذه التسمية، وبعد ثورات الربيع العربي وجدت التسمية صريحة لا تنشغل بالصورة الشعرية بقدر ما تشير إلى الدلالة، الربيع العربي الذي حدث في فصل الشتاء، حتى أن بعض الكتاب والإعلاميين الموالين للأنظمة الساقطة أسموها "الشتاء العربي"، نعم هو ربيع عربي في فصل الشتاء، لذا فالقصيدة واضحة الدلالة "ربيعية الشتاء".
*كيف سيحكم حميد؟
الاحتمال المنطقي أن يكون نائباً للرئيس، وفي الوقت الذي يغيب الرئيس عن المشهد لأي ظرف من الطبيعي أن يكمل النائب بقية فترته الرئاسية، ربما يتولى حميد بشكل آخر غير أن يكون نائباً للرئيس، لست متأكداً، ما أنا على قناعة منه أن سبع سنوات ستمر بين التسوية السياسية التي أعقبت الثورة وبين التغيير الذي يبشر به البردّوني، وإذا حسبناها بحسبة بسيطة، فستكون سنتين للفترة الانتقالية، وستتبقى 5 سنوات، هي فترة رئاسية كاملة، يحكم حميد في آخرها مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سنتين، وهذا يعني أن الرئيس المنتخب بعد الفترة الانتقالية لن يكمل فترته كاملةٍ، بل سيكملها نيابة عنه حميد.
أعتقد أن الأمر الأضمن الذي يوصل حميد الأحمر للرئاسة هو أن يحكم قبل الانتخابات كرئيس فعلي، ويدخل الانتخابات بعدها وهو أصلاً رئيساً للجمهورية، ما عدا ذلك ففرصه بالفوز ستكون ضئيلة، ويبدو أن هذا ما سيحدث، لاحظ معي أستاذ صالح ما يقوله البردّوني:
مرَّت ثمانون شهراً مِنْ تخرُّجنا
معاً، أما زلتمُ - كالأمس - أغمارا!؟
هذا البيت من قصيدته "ثُوّار .. والذين كانوا"، وفيه يحكي عن ثورة فبراير تحديداً، تفاصيل مثيرة وكأنه يشهد الثورة معنا، وكما نعرف أن اليمن لم يسبق وسمى حكومة ومن حكوماته باسم "الوفاق" ومع هذا يقول البردّوني في ذات القصيدة:
لن تمنعوا يا أساطين الوفاق غداً
من أن يثور وأن ينصبَّ أنهارا
مهما اقتدرتم، فما عَطَّلْتمُ فَلَكاً
ولا أحلتمْ محيّا الشمس دينارا
هو يؤكد هنا على قيام ثورة ثانية متممة لثورة 11 فبراير، رغم محاولات شركاء الوفاق منعها، وهو يتحدث عن هذا في أكثر من نص، مثلاً إذا رجعنا إلى قصيدته "ربيعية الشتاء" التي تنبأ فيها بانتهاء اختلاء علي عبدالله صالح بالسلطة مع نهاية 2010م، سنجده يتحدث عن ثورة أخرى تالية للثورة التي تنهي حكمه.
ماذا يقول في "ربيعية الشتاء"؟

يقول فيها:
عشرين عاماً: سوف تأتي غداً
ما اسم الذي كان بها مُختلي؟
وسائلٍ: ماذا سيجري؟ لمن
جاءت، أيا خضراء لا تأْمُلي
فما أفادت علم شيءٍ سوى
ما ينبغي يا أُمُّ - أن تجهلي
صوغي على كفيك أخرى تريْ
صباك في مجلى صباها الجلي
هل ذاك - يا أولى - الذي يحتفي
إذ جئتِ يخشى الآن أن تأفُلي؟
هنا بعد العشرين العام التي سيختلي بها علي عبدالله صالح بالسلطة من وقت كتابة القصيدة، ماذا سيحدث بعد سقوط علي عبدالله صالح، يقول لنا البردّوني: "أيا خضراء لا تأْمُلي"، ومن ثم يقول: " صوغي على كفيك أخرى تريْ.. صباك في مجلى صباها الجلي"، وإذا بحثت في القصيدة عن قصده بـ "الأخرى"، فلن تجد أي تصريح عن "الأولى" كي تقرن الأخرى بها وتعرفها من خلالها، لذا فالأولى هنا هي الوسيلة التي ينتهي بها اختلاء علي صالح بالسلطة، وطالما صرنا نعرف أنها الثورة الشعبية، فإذاً فالأخرى هي ثورة شعبية ثانية متممة للأولى.
هل ذاك - يا أولى - الذي يحتفي
إذ جئتِ يخشى الآن أن تأفُلي؟
أما متى تكون الثورة الثانية؟، فكما أشرنا إلى أنه في قصيدته "ثُوّار .. والذين كانوا" التي صرح فيها إلى "أساطين الوفاق" فقد قال ثمانون شهراً، وفي رائعته "رجعة الحكيم بن زائد" يقول:
هل حلت (السبع) هنا أو هنا؟
سل وردةً عنهن، أو سل (هدى)
الغرابة وربما الفرادة في شعر البردّوني أنه لم يذكر "الوفاق" إلا وأقتدحه، مع أن "الوفاق" شيئ محمود، وهذا مغزى يجب التوقف عنده، هو يتحدث عن وفاق عاشه بالرؤية والتنبوء وسنعيشه حقيقة وتفصيلاً من بعده، يقول أيضاً:
لأن الزمان اثنان: حرب وهدنة
وسر الوفاق اثنان: ماح وراقش
وما هذه الأثداء إلا مشاجب
ولا هذه الأذقان إلا حشائش
في رجعة الحكيم يحدد المدة بسبع سنوات، والسبع سنوات 84 شهراً، هذا إذا حسبنا المدة منذ توقيع المبادرة الخليجية في الرياض، وإذا حسبناها من وقت انتخاب عبدربه منصور هادي، سنجد 3 اشهر فارقة، ولنا أن نقول أن لضرورة شعرية قال 80 شهراً بدلاً عن 81 شهرا، عموماً هي سبع سنوات، سنتين فترة انتقالية بعدها 5 سنوات فترة رئاسية كاملة برئيسين، حميد أحدهما.
إذا السبع سنوات منذ التسوية السياسية وليس انطلاق الثورة؟

نعم ويبدو لي أنها سبع سنواتٍ عجاف، إذ يقول عنها:
هذه أخبار مَسْبعةٍ
لتهم الغربان والرَّخما
كيف عني الآن أدفعها؟
هل ترى إيضاحها انْبَهما؟
هنا يود البردّوني لو أنه يستطيع أن يدفع هذه السنوات عن الناس، ويمنع مجيئها، وأخشى أن يكون البردّوني يلمح إلى حرب ستتخلل السبع السنوات:
حيث كنا، لكن لماذا أضعنا
في التعادي سبعاً، وفيم الخصام؟
جرحتنا الحروب في غير شيء
وبلا غاية دهانا السلام
وعن الشخص الذي يحكم آخر سنة أو سنتين من هذه السبع العجاف قبل أن تندلع الثورة الشعبية الثانية يقول:
هنا أدخل الريح مِن إبطها
وأوصي المهبَّات أن تخفُتا
أتى سيء الصيت فلتحذروهُ
أتى يبتغي الأعنفَ الأصيَتا
فأيُّ مباغتةٍ تحشدون؟
تنحَّوا، أرى برقُه أبغتا
لقد أزغبت بنت (عشتار) فيهِ
وأُختا (سهيلٍ) بهِ أومَت
وأخشى هنا أن يكون المقصود بـ "أختا سهيل" قناة سهيل وأختين أخريين من القنوات السائرة على منوالها، أما عن هذا الذي سيحكم في آخر العهد الممقوت، فيقول أيضاً:
ماذا قوالوا عن مُدّته؟
قالوا: سيموت ولا يمرضْ
قد يحكم قرناً، أو سنةً
أخرى، يستوفي ما أقرضْ
من خلال إحساسي العميق بهذه القصيدة، أظن أن هذا الرجل الذي سيحكم مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سنتين، لا يقتل، ولا يمرض، سيموت ربما فجأة، ربما "السكتة القلبية" أو ما شابه، وسيكرس مدة حكمه لما يقول عنه البردّوني "يستوفي ما أقرضْ"، وأظن أن هذا الشخص هو المقصود بقصيدته "من ذا بقي"، التي يقول فيها:
أتاكم (حميد): عموا ضحوةً
تعايون أمراً، فماذا استجد؟
هل يقصد في هذا البيت الفترة التي تلي انتهاء عهد علي عبدالله صالح؟
هل سيفنى ويليه عكسه؟
ربما يمتد أطغى في العقب
- نعم، هو كما تقول، ويقول أيضاً بعد هذا البيت:
وبذا يزداد طولاً فوق ما
زاد، يا تطويل من ذا يقتضب؟
هذا حميد وحكم الاصلاح منذ المبادرة الخليجية، إنه يتحدث عن ثورة ليس للاشتراكي ولا الاصلاح يد فيها، لاحظ هذين البيتين من قصيدته "ثوّار والذين كانوا":
هل الشيوعيْ أتى المالي كما قصدتْ
محنيَّةُ الظَّهر والثديين عطّارا؟
كِلا النقيضين كالأنقاض فارتجلي
يا سرّة الأرض زلزالاً وإعصارا
واستفتحي عالماً أنقى يرفُّ صباً
ويثمر الثَّوَرات الخضر أبكارا
أحد المسببات الرئيسية للثورة هو تعطيل الحياة السياسية التي نتجت عن ائتلاف الشيوعي والرأس مالي (الاشتراكي والإصلاح)، قصيدة "ثوّار والذين كانوا" كتبت نهاية الثمانينات من القرن الماضي، والبردّوني غادر الحياة الدنيا قبل أزيد من 3 سنوات على نشوء اللقاء المشترك، إنه يتنبأ بما سيحدث لاحقاً، هذه قناعتي، تنبؤ وليس استقراء للمعطيات.


*أنت تقول أن حميد سيحكم آخر سنة أو سنتين في السنوات السبع، ماذا بعد حميد؟
ويليه أمرٌ مأمورٌ
بالشعب، وللجُلّى أنهضْ
أحرى بالقمِّةِ مَنْ يدري
ماذا يُختار، وما يُرفضْ
وعن مصير أسرة علي عبدالله صالح وأسرته يقول مصطفى: أسرة علي عبدالله صالح سيسحب البساط من تحتها شيئاً فشيئاً.. لن تنتهي الفترة الانتقالية إلا وهي خارج المشهد السياسي، ويضيف: أتذكر يا أستاذ صالح أنك بعثت لي مرة قصيدة "مأساة.. حارس الملك"، وكنت تؤكد أن المقصود في كثير من أبياتها اللواء علي محسن الأحمر، وأنا أقرأها الآن أعود إلى ما قلته لي سابقاً، وأرى ما تراه يا صديقي، يقول في هذه القصيدة:
اشعر الثوار أني منهمو
سوف تبدو سيئاتي حسنه
لست من عائلة الأسياد يا
إخوتي، إني (مثنى محصنه)
إنني سيف لمن يحملني
خادم الأسياد، كل الأزمنه
هذا علي محسن لا غيره، وأذكر أنك عدت لتسألني عن القصيدة، فقلت لك أني لم أنتبه لها من قبل، فسألتني هل هذين البيتين يعنيان أحزاب اللقاء المشترك الستة، وأنهم سيحلون محل المؤتمر الشعبي العام، فقلت لك قد يكون هذا ممكناً في معنى البيتين الذين يقول البردّوني فيهما:
أي نفع يجتني الشعب إذا
مات (فرعون) لتبقى الفرعنه؟
نفس ذاك الطبل، أضحى ستة
انما أخوى وأعلى طنطنه
هذه القصيدة من بين قصائد عدة يتعمد البردّوني تقسيمها إلى مقاطع، كل مقطع فيها يحدث عن أمر أو شخص مختلف عما يتحدث عنه المقطع السابق له، وأتصور أن القصيدة لا تعني فقط علي محسن الأحمر، وإن كان حضوره الأبرز في القصيدة حتى من خلال تسميتها، بل أرى أنه مثلما قد يكون ذكر أحزاب المشترك، فإنه قد يكون أيضاً يقصد حميد الأحمر بهذا البيت:
عن أبي، عن جده مملكتي...
طلقة بثت خيوط العنعنه
لاحظ أنه في هذا البيت يتحدث عن شخص غير الذي ذكره في البيت السابق الذي يقول فيه:
لست من عائلة الأسياد يا
إخوتي، إني (مثنى محصنه)
هذان شخصان وليس واحد.. لكن تسمية القصيدة تتحدث عن الشخص الأكثر حضوراً في موضوع القصيدة.
وعودة إلى سؤالك بالتحديد، يحضرني بيتين للبردّوني يبدو لي أنهما يعنيان أحمد علي عبدالله صالح، في قصيدة كتبت عام 1992م، وإذا نظرنا إلى فترة كتابة القصيدة فهي فترة لم يكن أحمد علي ابن الـ 20 عاماً حاضراً في المشهد السياسي الذي ما زال الحزب الاشتراكي شريك فيه في حكم اليمن بعد الوحدة وقبل الأزمة السياسية التي سبقت حرب 1994م، ولم تثر أي شكوك في ذلك الوقت حول نية علي عبدالله صالح توريث الحكم لابنه أحمد، لكن البردّوني يقول في القصيدة:
من قال غير (أحمدٍ)
أحصة الأم السدس؟
وما اتقى رئاسةً
لأنه لا يرتئس


* وهل تنبأ البرودّني بمصير الرئيسي السابق؟

- يقول عنه في قصيدته "زفة الحرائق":
بيتُه مرمى قذيفته
والشظايا أهله الوُسًما
مِزَقُ الأنقاض زوجتهُ
والسكرتيرات والنُّدَما

في هذه القصيدة يورد 3 أبيات كلما قرأتها يتراءى لي مشهد إحراق ساحة الحرية بمدينة تعز، يقول:
مَنْ هنا، أو ثمَّ يقصفها
غير مبدٍ وجه مَن هجما
أو يماسيها مفاجأة
مطعماً ساحاتها الحمما
كانساً فيها البيوت إلى
حيث لا شعبٌ ولا زُعما

المصدر: منتديات كور العوالق - من قسم: المنتدى السياسي

قديم 11-06-2016, 07:09 AM
المشاركة 35
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
*ماذا قال الشاعر عبدالله البردوني في "عبدالملك الحوثي "
الحياد - صنعاء (متابعات)
*
جاءت قصيدة *كتبها الشاعر اليمني *الراحل عبدالله البردوني و تكشف عن حال صنعاء واليمن *لنكون بمثابة *تنبئ بما حل من الدمار بهما وكيف وصل حتى إلى تخريب المساجدوالمدارس . تلك*القصيدة حملت عنوان "سفاح العمران" *تطابقت الواقع اليمني كما هور واطب فيها البردوني شخصية القاتل والمدمر للعمران والمباني والمنازل. وهو هفي وقتنا شخصية عبدالملك الحوثي*
*
وفي تشبيه بليغ يقول البردوني مخاطباً شخصية الهدام بأنه ورث عن فأر سد مأرب خطة الهدم اللعينة، ويواصل هجوه بعبارات قاسية ويصفه بأنه سارق اللّقمات من أفواه أطفال المدينه وناهب الغفوات ، من أجفان ((صنعاء)) السّجينه وهو تشبيه رائع لما تشهده العاصمة صنعاء اليوم.
*
ويتسأل البردوني في نهاية القصيدة قائلاً : "فأين من ينجي السّفينه ؟
*
ومن يقرا القصيدة يحس كأن صفات المهجو فيها وأفعالها تنطبق تماماً على عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوتيين المتمردة والذي أنتهج أسلوب الهدم والتفجير وكأنه ورثها عن فأر سد مأرب يمن برس يعيد نشر القصيدة كما هي :
*
يا قاتل العمران .. أخجلت ********** المعاول .. والمكينة
ألأنّ فمك النفوذ ********** *وفي يديك دم الخزينة ؟
جرّحت مجتمع الأسى ********** وخنقت في فمه .. أنينه
وأحلت مزدحم الحياة ********** خرائبا ، ثكلى ، طعينه
ومضيت من هدم الى ********** هدم ، كعاصفة هجينه
وتنهّد الأنقاض في ************ كفيك ، أوراق ثمينه
وبشاعّة التّجميل في ********** شفتيك ، كأس أو دخينه
سل ألف بيت عطّلت ********** كفّاك مهنتها الضّنينه
كانت لأهليها متاجر ********** مثلهم ، صغرى ، أمينه
كانوا أحقّ بها ، كما ********** كانت يمثلهم ، قمينه
فطحنتها .. ونقيتهم *********** من الضّحايا المستكينه ؟
أخرجتهم كاللاجئين ********** بلا معين ، أو معينه
وكنستهم تحت النّهار ********** كطينة ، تجترّ طينه
فمشوا بلا هدف ، بلا ********** زاد ، سوى الذكرى المهينه
يستصرخون الله والإنسان ********** والشمس الحزينه
وعيون أم النور خجلى ********** والضحى يدمي جبينه
والريح تنسج من عصير ********** الوحل قصتك المشينه
*
من أنت ؟ : شيء ، عن بني الانسان مقطوع القرينه !
*
ذئب على الحمل الهزيل ********** تروعك الشّاة السّمينه
عيناك ، مذبحة مصوّبة ، ********** ومقبرة كمينه
ويداك ، زوبعتان ، تنبح في لهاثهما الضغينه
يا وارثاً لما عن ((فأر مأرب)) خطّة الهدم اللّعينه
حتى المساجد ، رعت فيها الطّهر ، أقلقت السّكينه
*
يا سارق اللّقمات من ********** أفواه أطفال المدينه
يا ناهب الغفوات ، من ********** أجفان ((صنعاء)) السّجينه
*
من ذا يكفّ يديك ، عن عصر الجراحات الثخينه
من ذا يلبّي ، لو دعت هذي المناحات الدّفينه
من ذا يلقّن طفرة الإعصار ، أخلاقا رزينه
*
نأت الشواطىء ، يا رياح ********** فأين من ينجي السّفينه ؟!

قديم 11-06-2016, 07:35 AM
المشاركة 36
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصيدة تنبأت بأحداث اليمن للشاعر اليمني زين العابدين الضبيبي

*
تداول نشطاء شبكة* التواصل* فصيده* ( تتنباء بأحداث* اليمن )* على اساس انها للشاعر البردوني وبالبحث وجدت افاده**للاعلامي عدنان باسويد*يشير* انها*ليست للشاعر البردوني وانما للشاعر اليمني الشاب زين العابدين على ناصر الضبيبي ( وفي نفس الوقت موجوده على موقعه في الفيس بوك )
والشاعر من مواليد 1990م- قرية الأكمة بني الضبيبي محافظة ريمة – خريج ثانوية عامة حصل على*عدة جوائز منها جائزة رئيس الجمهورية اليمنية السابق علي عبدالله صالح لعام 2007م ، والأول على مستوى الجمهورية في مسابقتي أوائل الطلبة والمراكز الصيفية ، والمركز الأول في المهرجان الشعري الأول للطلاب 2009م وغيرها..
وقد احيا العديد من الأمسيات الشعرية محلياً وعربياً وشارك في العديد من المهرجانات ، كما مثل اليمن في ملتقى القيادات الشابة في الرياض لعام 2008م ، وفي ملتقى الشباب العربي الثامن بسوريا 2009م ، وعضو في العديد من الموسسات الثقافية.
وعلى موقع الشاعر زين العابدين اشار ان هذه القصيدة* قالها له البرودوني*في الحلم* وانه حفظها منه* والقصيدة* تتناول* احداث اليمن* وقيلت* قبل* سقوط على صالح من الحكم وتولي* الرئيس ( هادي )
*

وأبيات القصيدة تحكي بشكل ملحوظ بعض الأحداث التي تحصل في اليمن*. وقد وصف* زين العابدين *الضبيبي *بأن صعدة وعمران بأنها ارتدت , وتنبأ أيضا بأن هناك زوبعة ستخرج من سنحان
ثم تسائل متى سيحكم هادي من القصر , ومن المعلوم بأن الرئيس هادي* الحاكم الحالي لليمن ولكن كما يعتقد ويشاع بانه يحكم صوريا*
ثم تنباء أيضا بأن السماء ستصفوا لهادي ليحكم لكن* ” إذا توضأ في نهرين من جمرِ”* وهذه كناية عن الشدة والصعوبة التي سيلاقيها هادي حتى يصفو له الحكم
وختم القصيده بقوله**المجد للشعب ﻻ للبيض والحمر** وفيها اشاره* الى زوال* السلطة من* عائلتين تزعمت*اليمن ِ.*
*

قديم 11-06-2016, 08:49 AM
المشاركة 37
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وجوه
عبد الله البردّوني... الشاعر الثاقب
جميل الجعدبي الإثنين 22-08-2016
(عبدالرحمن الغابري – العربي)

حينما وصل إلى العراق للمشاركة في مهرجان "أبي تمّام"، عام 1970م، لم تعجب البعض هيئته وملابسه البسيطة، ولذلك سارعت الشاعرة العراقية، لميعة عبّاس، إلى إقناع وزير الثقافة العراقي آنذاك، شفيق الكمالي، بأهمّية مشاركة صاحبنا، حتّى لا تكون بساطته تلك سبباً في تقديم غيره من الشّعراء، ومن يمكن وصفهم بالمتأنّقين، اتّساقاً مع دبلوماسية مثل هذه المؤتمرات.
ما إن صعد إلى المنصّة لإلقاء قصيدته الشهيرة "أبو تمّام وعروبة اليوم"، حتّى تسمّر عمالقة الشعر المشاركون في الملتقى على مقاعدهم، وهم يشاهدون نهوضه كأبي العلاء المعرّي، وقامته كأبي تمّام والمتنبّي. لقد بدا لهم حالة تاريخية نادرة في وجه إنسان، وحاضر أمّة في عينيه، ومستقبلها في قصائده.
ووسط الحشد الهائل من شعراء الوطن العربي، والنّقاد، والمسؤولين، والمثقّفين، والصحافيّين، ورجال العلم والأعمال، أطلق بائيّته، مخاطباً حبيب بن أوس بن الحارث الطائيّ، أحد الشعراء المتميّزين في العصر العبّاسي، والمكنّى بأبي تمّام، وجاء في مطلعها:
"ما أصدقَ السّيف إنْ لم ينْضِهِ الكذِب... وأكذبَ السّيف إن لم يصدق الغضب"
وحسب الشاعر والمؤلّف المسرحي العراقي، معد الجبوري، الذي روى الواقعة (صحيفة المثقّف، 2012م)، فقد تمكّن البردّوني من إسكات ناقدي هندامه، وضجّت القاعة تصفيقاً وتكبيراً، حتّى التهبت الأيادي وبُحّت الحناجر، فليس معهوداً أن رجلاً كفيفاً، بمثل هذه الهيئة، يمكن أن يفاجئ قاعة تحتضن كبار الشعراء، من أمثال نزار قبّاني ومحمود درويش والجواهري والبيّاتي، وغيرهم من الأفذاذ الذين لم يجدوا بعدها بُدّاً من القيام إليه ومصافحته.
إنّه ملك البلاغة والموهبة، وأمير البيان والدهشة، الشاعر، والمفكّر، الأستاذ عبد الله البردّوني، رحمه الله. هي ظاهرة العميان العباقرة، التي ينتمي إليها صاحبنا القادم "من أرض بلقيس"، بكلّ ثقة واقتدار، حاملاً في ثناياه "كائنات الشّوق الآخر"، وقد أعياه "السّفر إلى الأيّام الخضر"، وأجهده انتظار "رجعة الحكيم بن زايد" في "زمانٍ بلا نوعيّة" (من دوواين البردّوني).
في حضرة أبي تمّام
قبل غزو أمريكا للعراق بأكثر من ربع قرن، وقف البردّوني يصوّر لنا ذلك، حتّى تردّد علينا مصطلح "علوج الرّوم" بلسان وزير الإعلام العراقي، محمد سعيد الصحّاف. خمسة عقود ونيف مضت على قصيدته العصماء، ولا تزال حروفها تتحدّث عن نفسها اليوم، والواقع العربي يزداد سوءاً، في "حيفا والنقب" بفلسطين، وفي "صنعاء" اليمن، ولا تزال "اليوم عادت علوج الروم فاتحة" لتنظم عواصم ومدن عربية جديدة تحت "سحب الميراج"، ولا يزال البردّوني ناطقاً رسميّاً باسم صنعاء ومعاناة سكّانها، بل إنّه استقرأ الأحداث الجارية منذ مطلع العام 2015م، متنبّئاً بالتدخّل العسكري في اليمن.
"حبيب وافيت من صنعاء يحملني
نسر وخلف ضلوعي يلهث العربُ
ماذا أحدّث عن صنعاء يا أبت
مليحة عاشقاها السّل والجربُ
إلى أن يقول في القصيدة، مخاطباً أبا تمّام:
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلبُ
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
يوماً ستحبل من إرعادنا السّحبُ"
"العاصفة" و"التحالف" في تنبّؤات البردّوني!
يُجمع النقّاد على أنّ البردوني لم يكن متنبئ عصره فحسب، بل تنبّأ بأحداث في عصور لم تأتِ، فسابق بذلك الزمن بُعداً وحضوراً، ونبّأ، مستخدماً مصطلحاتٍ تتشابه حدّ التّطابق مع واقع اليوم. فما إن شنّ طيران قوّات "التّحالف العربي" أولى غاراته على اليمن، عشية 26 مارس 2015م، حتّى رتّل خصوم "عاصفة الحزم" قصيدته الشّهيرة "مصطفى"، إحدى أشهر قصائد البردوني حضوراً في الوجدان:
"فليقصفوا لست مقصف
وليعنفوا أنت أعنف
وليحشدوا أنت أدرى
أن المخيفين أعنف"
"يا مصطفي أيّ سرٍّ
تحت القميص المنتّف
لهم حديد ونار
وهم من القشّ أضعف
يخشون إمكان موتٍ
وأنت للموت أألف"
وقبل عشرات السنين، استدعى البردّوني "الهدهد"، ليروي له "النبأ اليقين"، قائلاً:
"يا هدهد اليوم، الحمولة
فوق طاقتك القويّة
هل جئت من سبأ؟
وكيف رأيته؟... أضحى سبيه!
ولّى، عليه عباءة
من أغنيات الدّودحيه
سقط المتاجر، والتجارة
والمضحّي، والضّحية
حتّى البقاع هربن من
أسمائهن الحميريّة"
أمّا قصيدته "سفّاح العمران"، فيلاحظ القارئ أنّ البردّوني تطرّق فيها بإسهاب، إلى تأثير المال، وشراء المواقف:
"يا قاتل العمران.. أخجلت المعاول.. والمكينة
ألآن في فمك النفوذ وفي يديك دم الخزينة؟
جرّحت مجتمع الأسى وخنقت في فمه.. أنينه
وأحلت مزدحم الحياة خرائباً ثكلى طعينة
ومضيت من هدم إلى هدم كعاصفة هجينة"
وكما لو أنها أبيات نظمت غداة اندلاع الحرب في اليمن، ينشد البردّوني معاناة الهاربين من المعارك:
"سل ألف بيتٍ عطّلت كفّاك مهنتها الضنينة
كانت لأهليها متاجر مثلهم صغرى أمينة
كانوا أحقّ بها كما كانت لمثلهم قمينة
فطحنتها... ونفيتهم، من للضحايا المستكينة؟
أخرجتهم كاللاجئين بلا معين أو معينة
وكنستهم تحت النّهار كطينة تجترّ طينة
فمشوا بلا هدف بلا زاد سوى الذّكرى المهينة
يستصرخون الله والإنسان والشمس الحزينة
يا سارق اللقمات، من أفواه أطفال المدينة
يا ناهب الغفوات من أجفان صنعاء السّجينة
من ذا يكفّ يديك عن عصر الجراحات الثخينة
من ذا يلبي لو دعت ها ذي المناصات الدفينة
من ذا يلقّن طفرة الإعصار أخلاقاً رزينة
نأت الشواطئ يا رياح فأين من ينجي السّفينة؟!"
وفي مقطع ثان، يقول:
"عرفتَ اليومَ كيف ترى
بدأتَ أوانكَ الذّهبي
ستثني كلّ عاصفةٍ
بهذا المشجب القصبي
بأفواجٍ مِن الأغراب
تدعى: الفيلق العربي"
ويعرّج البردّوني على جنوب اليمن:
"أهلاً بعاصفة الحوادث، إنّها
في الحي أنفاس الحياة تردّد
لو هزّت الأحداث صخراً جلمداً
لدوّى وأرعد باللهيب الجلمد
بين الجنوب وبين سارق أرضه
يوم تؤرخّه الدماء وتخلد"
متسائلاً، في قصيدة أخرى، عن الأوضاع في الجنوب:
"فـكـيـف لانــت لـجـلاد الـحـمى عــدن.. وكــيـف ســاس حـمـاها غــدر فـجّـار؟"
ويجهر البردّوني، في إحدى قصائده، بموقفه القاسي من النظام العربي:
"أمير النّفط نحن يداك نحن أحدّ أنيابك
ونحن القادة العطشى إلى فضلات أكوابك
ومسؤولون في صنعاء وفرّاشون في بابك
ومن دمنا على دمنا تموقع جيش إرهابك
لقد جئنا نجرّ الشعب في أعتاب أعتابك
ونأتي كلّ ما تهوى نمسّح نعل حجّابك"
نكهة أرض بلقيس وعبق تاريخها
في حديث قصير، لـ"العربي"، يرى المصوّر الصحافي، وأحد جلساء البردّوني، عبد الرحمن الغابري، أنّ البردّوني أخذ على كاهله قضية شعب في أزمنة الموت بالمجّان، متسائلاً: "أليس البردّوني حي في ضمير الأمّي والمتعلّم والمستقلّ، ومكروه لدى الطّغاة والنصّابين وقادة أحزاب العصابات؟!"
ستفنى كلّ الأقاويل، والأحاديث، والروايات، والكتابات والسياسات، والخطابات والشهادات المزيّفة الكاذبة ويبقى، حسب الفنّان الغابري، البردّوني، أيقونة شعبٍ، ونهراً يروي العطشى، لن ينضب. وهي رؤية يوافقها أستاذ الأدب والنقد بجامعة صنعاء، إبراهيم أبو طالب، والذي قال في حديث له عن البردّوني "لم تهبْنا جغرافيا اليمن نهراً، فكان نهرنا هو البردّوني، لا ينقطع انهماره بانقطاع الأمطار وتغيّر المواسم، لكنّه خالدٌ متدفّق عبر الأيام".
وصفه صديقه الشّاعر الكبير، الدّكتور عبد العزيز المقالح، في مقدّمة ديوانه، بأنّه "شاعر ثوريٌّ عنيفٌ في ثوريته، جريء في مواجهته"، وقيل عنه ثائرٌ على منظومة الجهل، والظّلم، والتخلّف، والاستبداد بكلّ صوره وأشكاله ومسمّياته.
تحت عنوان "البردّوني نهر اليمن، حياته وشعره.. العذاب البديع 2012م"، يؤكّد أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد، بجامعة صنعاء، الشاعر إبراهيم أبو طالب، أنّ "أيّ حديث عن عبد الله البردّوني سيبدو ناقصاً، وأنّ أي قول في أدبه، شعراً أو نثراً، فكراً أو فلسفةً، سيغدو باهتاً، لولا أن ما يشفع لذلك الحديث وهذا القول هو أفق المتحدّث عنه، وغزارة عوالمه، وامتداد ألقه"، ويوضح متسائلاً "كيف لا وهو ذلك الكبير في مسعاه، الكثير في محبّيه، الصادق في موهبته، المخلص في ثقافته، المتدفّق في نتاجه، وهو فوق كلّ ذلك الشاعر الشاعر". وفي مدوّنته، يضيف رئيس قسم رعاية المبدعين بجامعة صنعاء، واصفاً البردّوني "إنّه عَالَمٌ واسعٌ من الموهبة، إمتدَّ صوته الشعري إلى كلّ الأصقاع وملأ الدنيا، وشغل الناس بشعرٍ قادمٍ من أرض بلقيس".
"من أرض بلقيس هذا اللحنُ والوتر
من جوّها هذه الأنسامُ والسحرُ
من السعيدة هذي الأغنياتُ ومن
ظلالها هذه الأطياف والصورُ
يا أمّي اليمن الخضراء فاتنتي
منك الفتون ومنّي العشق والسهر"
له نكهة أرض بلقيس، وعبق تاريخها، ووجه إنسانها، وروح قراها وعذوبتها، وتمدّن حواضرها. شعرالبردّوني، بحسب الدّكتور إبراهيم أبو طالب، يحمل جيناته اليمنية الخاصّة، من ذمار ومن صنعاء، من عدن ومن حضرموت، من الجوف ومن شبوة، من جبال اليمن وسهولها ووديانها وسواحلها، إنه شعرٌ يحملُ ماءَ الإنسان اليمني وطينَتَه.
شهادات ومذكّرات
يقول الناقد السّوري، الدكتور وليد مشوّح، إنّ البردّوني فتح للقصيدة التقليدية طاقات المعاصرة والحداثة، وتمكّن من تطوير الشكل ليخضع للغة الجديدة التي تطوّرت على يديه، مشيراً إلى أنّ النزعة الدرامية كانت أحد أهمّ العناصر التي وظّف بها البردّوني أداته الشعرية لخدمة رؤيته الفنية. ويرى الشاعر اللبناني، عبّاس بيضون، في البردّوني، معجزة الشعر، مثلما كان المعرّي من قبل، وطه حسين من بعد، معجزة النّثر.
ويكتب الصّحافي والكاتب السّعودي، تركي السّديري، عن البردّوني، أنّه عاش متواضعاً للغاية، وكانت كلّ السلطات المتعاقبة على حكم اليمن تعرف قيمته، واحترامه، ويتخاطف القرّاء العرب دواوينه، التي اختلطت فيها مشاعره، وآراؤه باختلاف المؤثّرات التي تعاقبت عليه، والمعلومات التي واصل بها تنمية شاعريته.
وحينما رحل البردّوني، كتب الشّاعر والكاتب السّوري، بيان الصّفدي، قائلاً "أشعر بأن الصوت اليمني الخاصّ - البردّوني - جدّاً لن يتكرّر ثانية، لأن البردّوني حالة عجيبة من التكوين الجسدي، والنفسي، والفنّي، إنه مزيج من عهود وفنون، وأشكال، حتّى وجهه المجدور، كان يختصر في وجوه اليمنيين التي مرّت عليها عشرات السنوات، وهي تحاول الخروج من عزلة التاريخ وبؤسه". في حين، رأى الكاتب الصحافي والباحث من اليمن، عبد الباري طاهر، أنّ هذا البردّوني العظيم الذي يتحدّى الموت بنسيانه، قد دخل عالم الأبديّة، والخلود، ونسي أن يموت، مشيراً إلى أنّ "رحيل البردّوني - الجسد الذاوي - يصبح فلكاً، وعالماً من الإبداع، والتجدّد والديمومة"، فهو، حسب طاهر، تماهى بمجد الكلمة ليكون كلمة، وطلب الموت لتوهب له الحياة.
وعن البردّوني يقول وزير الثقافة الأسبق، خالد الرويشان، في فعّالية عامّة عن الراحل، إنّه عاش داعياً إلى قيم الحرّية والعدالة والتحديث، معتدّاً بنفسه، معتزّاً بآرائه، معلناً حرباً بلا هوادة على كلّ أشكال القبح، عصيّاً على التدجين والإحتواء، وبسبب ذلك عاش فقيراً معدماً، لا يجد كفاف يومه، وقد مات على ذلك دون أن يعلم به أحد. ويدعو زميله الشاعر، الدكتور عبد العزيز المقالح، إلى جعل إبداعه الشعري محلّ دراسات نقدية متنوّعة، مؤكّداً أنّ وضع البردّوني في صدارة المجدّدين المعاصرين قضيّة لا يختلف عليها اثنان، وأنّ نقّاد اليوم، والغد، سيقفون في ظلال هذه الدوحة الخضيرة طويلاً.
بصير في زمن أعمى
الكاتب المغربي، المصطفى البركي، يرى، من جانبه، أنّ البردّوني هو الشّاعر الذي صنع من القصيدة قرص خبز الفقراء، وكراسة ثقافة، وجامعة شاملة، وهو البصير في الزمن الأعمى، والموقف في زمن بلا موقف، مشيراً إلى أنّ البردّوني، شكّل حالة خاصّة في المشهد الإبداعي والثّقافي، في اليمن خاصّة، والعربي إلى حدّ كبير، فقد حمل اليمن، حسب البركي، يمن الفقراء والمغلوبين على أمرهم، معطفاً فوق ظهره، وراح يتنقّل به عبر بوّابات العالم، صارخاً محتجّاً في وجه الظّلم والإضطهاد والاستعمار، بكلّ أشكاله وصوره، ممّا أكسبه شخصيّة كارزميّة قوية الحضور في أوساط الناس ووجدانهم.
لا أحد يستطيع، وهو يقرأ للبردوني، فصل حياته عن إبداعه، فكلّ حياته كانت مكرّسة للإبداع والكتابة، إمّا فعلاً يتحقّق شعراً ودراسات مختلفة، وإمّا قراءة ومثاقفات، يبحث من خلالها عن وجوه للتحقّق الإبداعي والفكري، أشكالاً ومضامين ورؤى.
مطالب بتشريح جثّته
في حوار له، نشرته وكالة "أنباء الشعر" عام 2010م، يصف جليس البردّوني لمدّة 35 عام، عبد الإله القُدسي، شاعرنا بالقول "كان يُمثّل نسيجاً لوحده، فهو متعدّد الجوانب المعرفية، فإن شئت تُسمّيه الفيلسوف، وإن شئت تُسمّيه البردّوني الأديب والشّاعر الكبير، وإن شئت تُسمّيه البردّوني المفكّر والمؤرّخ". ويؤكّد القدسي صحّة واقعة قدوم قبيلته "الحدا" بعد وفاته ومطالبتها بتشريح جثّته قبل دفنه، خشية أن يكون مات مسموماً، ويضيف "لكنّنا قمنا حينها بإقناع أفراد القبيلة بالعدول عن مطالبهم، والتوضيح لهم بأن البردوني كان يعاني من العديد من الأمراض قبل وفاته حيث مات موتة طبيعية".
مجالس البردوني
عن مجالس البردّوني، يروي الأديب والناقد اليمني، عبد الله علوان، أنّها كانت مصدراً من مصادر شعره، فلمجالسته أثر شاعري قوي، لأنّه لا يجالس أصدقاءه أو أعداءه أو زوّاره، وفي يده هراوة البابوية، بل كان يحاورهم بالكلمة الصادقة، يقبل ويرفض، يسمع ويتكلّم، يعارض ويقول رأيه بهدوء وأدب، حتّى وإن شطّ محاوره، مشيراً إلى أنّ قصيدة "أنسى أن أموت" هي واحدة من مؤثّرات جلسائه الذين يساومونه على الكلمة فيأبي، وذلك، حسب علوان، في إشارة إلى ماوصفها "قوى سلطويّة غاشمة"، حاولت توجيهه إلى وجهة غير الحقّ، فصدّها.
"تمتصّني آهات هذا الليل في شرهٍ صموت
وتعيد ما بدأت وتنوي أن تفوت ولا تفوت
وتثير أوجاعي وترغمني على وجع السكوت
وتقول لي: مت أيّها الذاوي فأنسى أن أموت"
نوادروطرائف
في إبريل هذا العام، كتب عبد الرقيب الوصابي، في صحيفة "المنتصف" اليمنيّة، تحت عنوان "مقاربة في طرائف البردّوني ونوادره"، نختار منها مايلي:
- في نهاية السبعينات جاء أحد الشّعراء النظامين إلى منزل البردّوني زائراً، وأثناء الحديث أراد الشاعر أن يلفت انتباه البردّوني، فقال: لقد اتّجهت أخيراً، وعن قناعة، إلى كتابة الشعرالحديث، وأسمعه بعض مقاطع، وكان منها مقطع يقول "الشمس تقبل وجنة حبيبتي"! فقال له البردّوني: يا عزيزي ليس في ما أسمعتني أي جديد، فقال الشاعر "الشمس تقبّل وجنة حبيبتي" هذه صورة فنّية حداثية إبداعية، فردّ عليه البردّوني "ليس في هذا أيّ جديد، فالشمس تقبّل حتّى وجنة الكلب".
- كان البردّوني ذات يوم في مجلس حكومي رفيع المستوى، فسأله أحدهم، بقصد إحراجه، وكان ذلك قبل قيام الوحدة: لماذا يا أستاذ عبد الله لا تكتب عن الديمقراطية والحرّية؟ فأجاب على الفور: الغيبة حرام.
- وذات مرّة، كان البردّوني في حلقة نقاش على الطائرة، فتعجّب من اللجهة التي يتحدّث بها المثقّفون، والتي هي مزيج من الفصحى والعامّية، فعلّق عليها بالقول"إنها تمثّل نوعاً من الفصعمي".
- ويحكى أن الأستاذ أحمد الجرموزي استضاف في منزله بتعز الأستاذ البردّوني، وبعد ساعات رأى الجرموزي الشرطة وهي تجرّ الجزّار الذي اشترى منه اللحم، فقد اكتشف أنّه يذبح حمير، فرجع إلى بيته مسرعاً يطمئن على صحّة البردّوني، وقال له يا أستاذ: كيف صحّتك؟ الجزّار خدعنا وباع لنا لحم حمار! فردّ البردّوني بسخرية: "والله يا أحمد أنّه أحسن مرق شربناه".
ويرى الكاتب عبد الرقيب الوصابي أنّ سخرية البردّوني وحدّة تهكّمه وكثافة أجوبته المسكتة، تكشف عن شخصية استثنائية توّاقة للانعتاق والتغيير، وعن روح غريب لا يرى في حياة الآخرين ما يهواه أو ما يجذبه للتّصالح معهم، وغضّ الطرف عن سطحيتهم وادّعاءاتهم.
دواوين وأعمال نقدية
صدر للبردّوني 12 ديواناً، هي: "من أرض بلقيس" (القاهرة، 1961م)، "في طريق الفجر" (بيروت، 1967م)، "مدينة الغد" (بيروت، 1970م)، "لعيني أم بلقيس" (بغداد، 1972م)، "السفر إلى الأيام الخضر" (دمشق، 1974م)، "وجوه دخانية في مرايا الليل" (بيروت، 1977م)، "زمان بلا نوعية" (دمشق، 1979م)، "ترجمة رملية لأعراس الغبار" (دمشق، 1981م)، "كائنات الشوق الآخر" (دمشق، 1987م)، "رواغ المصابيح" (دمشق، 1989م)، "جواب العصور" (دمشق، 1991م)، "رجعة الحكيم ابن زايد" (بيروت، 1994م).
ومن أعماله النّقدية: "رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه" (1972)، "قضايا يمنية" (1977)، "فنون الأدب الشعبي في اليمن" (1982)، "الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية" (1987)، "الثقافة والثورة" (1989)، "من أوّل قصيدة إلى آخر طلقة: دراسة في شعر الزبيري وحياته" (1993)، "أشتات" (1994)، "اليمن الجمهوري" (1997).
أعمال غير مطبوعة
وللبردّوني 5 أعمال غير مطبوعة، هي، "رحلة ابن من شاب قرناها" (ديوان شعر)، و"العشق على مرافئ القمر" (ديوان شعر)، و"العم ميمون" (رواية)،و"الجمهورية اليمنية" (كتاب)، بالإضافة إلى، "الجديد والمتجدّد في النقد الأدبي" (دراسة).
جوائز دولية
خلافاً للأوسمة التي تقلّدها، والجوائز المحلّية التي حصدها، نال البردّوني، عدداً كبيراً من الجوائز العربية والدولية، نذكر منها جائزة "أبي تمّام" بالموصل، العراق، عام 1971م. وفي عام 1981م، نال البردّوني جائزة "شوقي" بالعاصمة المصرية القاهرة. ونال في العام التالي جائزة الأمم المتحدة "اليونسكو" والتي أصدرت عملة فضيّة عليها صورته كمعوّق تجاوز العجز، وحصد جائزة مهرجان "جرش" الرابع بالأردن عام 1984م،ثمّ جائزة "سلطان العويس" بالإمارات العربية المتّحدة عام 1993م.
دراسات عن البردّوني
1- "البردوني شاعراً وكاتباً" لطه أحمد إسماعيل (رسالة دكتوراه، القاهرة).
2- "الصورة في شعر عبدالله البردّوني"، د. وليد مشوح (سوريا).
3- "شعر البردّوني"، محمد أحمد القضاة (رسالة دكتوراه، الأردن).
4- "قصائد من شعر البردّوني"، ناجح جميل العراقي.
البردّوني بلغات عالمية
ترجم عدد من أعمال البردّوني إلى لغات عالميّة، منها:
- عشرون قصيدة مترجمة إلى الإنجليزية في جامعة "ديانا" في أمريكا.
- "الثقافة الشعبية" مترجمة إلى الإنجليزية.
- ديوان "مدينة الغد" مترجم إلى الفرنسية.
- "اليمن الجمهوري" مترجم إلى الفرنسية.
- كتاب بعنوان "الخاص والمشترك في ثقافة الجزيرة والخليج"، مجموعة محاضرات بالعربية لطلاب الجزيرة والخليج، ترجم إلى الفرنسية.
حياة البردّوني
- ولد عبد الله بن صالح بن عبد الله بن حسين البردوني، في قرية البردون، شرق مدينة ذمار، عام 1929م.
- أصيب بالجدري وهو في الخامسة أو السادسة من عمره، وعلى إثرها فقد بصره.
- بدأ تلقّي تعليمه الأوّلي في قريته وهو في السابعة من العمر، وبعد عامين انتقل إلى قرية الملّة عنس، ثم انتقل إلى مدينة ذمار، وهناك التحق بالمدرسة الشّمسية.
- وحين بلغ الثالثة عشرة من عمره، بدأ يغرم بالشعر، وأخذ من كلّ الفنون، إذ لا يمرّ مقدار يومين ولا يتعهّد الشعر، قراءة أو تأليفاً.
- إنتقل إلى صنعاء، قبل أن يتمّ العقد الثاني من عمره، حيث درس في جامعها الكبير، ثمّ انتقل إلى دار العلوم في مطلع الأربعينيات، وتعلّم كلّ ما أحاط به منهجها، حتّى حصل على إجازة من الدّار في "العلوم الشرعية والتفوق اللغوي".
- عُيّن مدرّساً للأدب العربي شعراً ونثراً في دارالعلوم.
- رأس لجنة النصوص في إذاعة "صنعاء".
- ثم عُيّن مديراً للبرامج في الإذاعة إلى عام 1980م.
- إستمّر في إعداد أغنى برنامج إذاعي ثقافي في إذاعة "صنعاء": "مجلّة الفكر والأدب"، بصورة أسبوعيّة، طيلة الفترة من عام 1964م حتّى وفاته.
- عمل مشرفاً ثقافياً على مجلّة "الجيش"، من 1969م إلى 1975م.
- كان له مقال أسبوعي في صحيفة "26 سبتمبر"، بعنوان "قضايا الفكر والأدب".
- ومقال أسبوعي في صحيفة "الثّورة"، بعنوان "شؤون ثقافية".
- من أوائل مؤسّسي إتّحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين، وقد انتخب رئيساً للاتّحاد في المؤتمر الأوّل.
- إعتقل عام 1948م، بسبب شعره، وسجن 9 شهور.
- عمل، خلال الفترة من 1954 إلى 1956م، وكيلاً للشريعة (محامٍ)، وترافع في قضايا النساء، فأطلق عليه لقب "وكيل المطلّقات".
- توفّيت والدته عام 1958م.
- وبعدها بعام، اقترن بزوجته الأولى، فاطمة الحمّامي.
- وفي عام 1977م، اقترن بزوجته الثّانية، فتحية الجرافي، بعد 3 سنوات على وفاة زوجته الأولى.
- توفّي والده عام 1988م.
- وعام 1998م، سافر إلى الأردن لتلقّي العلاج، وكانت تلك محطّته الأخيرة.
- وصبيحة الإثنين 30 أغسطس من العام 1999م، أعلن توقّف قلب البردّوني عن الخفقان، بعد أن خلّد اسمه كواحد من أعظم شعراء العربيّة في القرن العشرين.

قديم 11-06-2016, 09:48 AM
المشاركة 38
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نزار قباني.. نبوءات تحققت وأحلام تبخرت

قبل أن يفارق الحياة حلم الشاعر السوري* نزار قباني*(1923-1998) بوطن، برلمان من ياسمين وشعب رقيق من الياسمين، وتنبأ شعريا بأن تكون كل دروب العرب موصلة إلى الشام وكل دروب الحب موصلة إلى حلب.
وفي الذكرى الـ18 لرحيله، يتساءل المثقفون العرب هذه الأيام عما تحقق من نبوءات من أبدع في عشرات الدواوين الشعرية في الدفاع عن المرأة التي كان يعتبرها رمزا للوطن المضطهد.
في ظل الجرح السوري النازف منذ أكثر من خمس سنوات، يبدو أن نبوءات أخرى لنزار قباني تحولت إلى مشاهد يومية يتابعها العالم مباشرة على شاشات التلفزيون، إذ أن أهل بلده كما كتب "مطاردون على العصافير على خرائط الزمن مسافرون دون أوراق، وموتى دونما كفن".
في قلب المحنة السورية، تعود للأذهان ملامح من حياة قباني الذي عانى أيضا من شتى ضروب المضايقات بسبب جرأة كتاباته ومواقفه، كما يفتح المحتفون بذكرى رحيله صفحة الفقد الذي ذاقها عام 1981 عندما لقيت زوجته بلقيس مصرعها في التفجير الذي هز السفارة العراقية في بيروت.
المصدر : الجزيرة
كلمات مفتاحية: نزار قباني نبوءات أحلام المرأة الوطن برلمان

قديم 11-06-2016, 03:59 PM
المشاركة 39
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عشرة اكتشافات تنبأت بها روايات الخيال العلمي
نشر في : الجمعة 24 يوليو 2015 -

تسنيم فهيد – التقرير

يلجأ معظم الناس لسؤال المنجّمين عن المستقبل. كما يميلون لتصديق التنبؤات والتكهنات المستقبلية؛ خاصة إن كانت تحمل في طياتها الخير. وبالرغم من أن التنبؤ بالمستقبل يرتبط بالمشعوذين والمُنجمّين وقارئي النجوم وأصحاب البللورات السحرية، إلا أن هناك مصادر أخرى للتنبؤ بالمستقبل لم تكن في الحسبان. “الكُتّاب والأدباء” أحد هذه المصادر. فأكثر التنبؤات المستقبلية إثارة وتشويق، تمّ التكهن بها بواسطة كُتّاب كتبوا في روايتهم ومؤلَفاتهم، دون أن يُكبلهم الخوف من الاتهام بالكذب أو عدم القدرة على رؤية المستقبل إذا لم تتحقق هذه النبؤات. وربما يعود صدق توقعات بعض الكُتّاب وتنبؤاتهم إلى الخيال الخصب الذي يتملّكهم، والرغبة في رؤية العالم بصورة مغايرة، وأفضل.

في هذا التقرير نستعرض معكم أشهر النبؤات التي قالها بعض الكُتّاب عن المستقبل، وكانت صحيحية.

قمرا المريخ..



في كتابه “رحلات جوليفر” وتحديدًا في الجزء الثالث الصادر عام 1726، ذكر المؤلف الإنجليزي الساخر “جوناثان سويفت” أن كوكب المريخ بقمرين. وبعد ذلك بـ 151 عامًا، وبالتحديد في عام 1877، اكتشف عالم الفلك الأمريكي “أساف هول” القمرين “ديموس” و”فوبوس” يدوران حول المريخ.

الأشرعة الشمسية..



في روايته “من الأرض إلى القمر”، والتي تصنف واحدة من أدب الخيال العلمي والمنشورة سنة 1865، تنبأ الكاتب الفرنسي “جول فيرن” بصعود الإنسان إلى سطح القمر. الأمر الذي تمّ بعد 100 عام تقريبًا من إصدار الرواية.

لكن الأمر الآخر الذي تنبأ به “جول فيرن” في هذه الرواية وحدث أيضًا بعد 145 من صدور الرواية، هو استخدام تقنية تعتمد على تسخير نوع من «الزجاج الذكي» لتوجيه المركبات في الفضاء باستخدام ضغط ضوء الشمس فقط، أو ما يُعرف بالأشرعة الشمسية. حيث نشر مسبار الفضاء الياباني “إيكاروس” شراعه الشمسي عام 2010؛ ونجحت المركبة في استخدام أدوات ذكية من الكريستال السائل مركبة على الحافة الخارجية للشراع الشمسي لتوجيه المركبة أيضًا.

الغواصات البحرية الكهربائية..



بعد 4 سنوات من نشر روايته “من الأرض إلى القمر” كتب الفرنسي “جول فيرن” روايته الشهيرة جدًا “عشرون ألف فرسخ تحت الماء”، والتي تم ترجمتها للغات عديدة، ونُشرت في سلسلة الأدب العالمي للناشئين حول العالم. تنبأ “فيرن” باختراع الغواصات البحرية التي تعمل بالكهرباء عوضًا عن الديزل. وبعد أكثر من 90 عامًا من صدور الرواية، وتحديدًا في عام 1960، تم اعتماد أول غواصة كهربائية.

كروت الائتمان..



عندما كتب الروائي الأمريكي الاشتراكي “إدوارد بيلامي”، روايته الشهيرة “النظر إلى الماضي”؛ والتي حققت ثالث أعلى مبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1888، وتسببت في إلهام العديد من القراء لإنشاء النوادي القومية ومن ثم نقل ما ورد فيها إلى عالم السياسة وإنشاء حزب الشعب الأمريكي. تنبأ “بيلامي” باستخدام بطاقات الائتمان لسحب الأموال والشراء الإلكتروني. الأمر الذي تحقق بعد 62 عامًا، عندما تم اختراع بطاقات الائتمان عام 1950.

الأبواب شديدة الحساسية للحركة..



في عام 1899، كتب الأديب الصحفي وعالم الاجتماع الانجليزي “هربرت جورج ويلز” وأحد مؤسسي أدب الخيال العلمي وصاحب الرواية الشهيرة “آلة الزمن”، في روايته “عندما يستيقظ النائم” عن الأبواب شديدة الحساسية للحركة والتي تُفتح بصورة آلية عند الاقتراب منها. في عام 1960، تم اختراع هذا النوع من الأبواب، أي بعد ما يزيد عن 60 عامًا من صدور الرواية.

جهاز كشف الكذب..



إذا كنت من قرّاء روايات الجاسوسية ومتابعي أفلام الـ C.I.A ، ومشاهد قديم للمسلسلات المصرية التي قامت من أجل تمجيد بطولات العملاء المخابراتيين الذين تم زرعهم في اسرائيل، فأنت بلا شك تعرف جهاز كشف الكذب. هذا الجهاز الذي تم استخدامه لأول مرة في العالم سنة 1924، تنبأ به الكاتبان الأمريكيان: “إدوين بالمر” -كاتب الروايات البوليسية- *و”ويليام ماك هارج” –الكاتب الصحفي-، في عملهما الأدبي المشترك “إنجازات لوثر ترانت”.

القنبلة الذرية..



واحدة من أسوأ التنبؤات وأكثرها بشاعة في التاريخ البشري. تنبأ بها الكاتب الإنجليزي وأحد روّاد أدب الخيال العلمي “هربرت جورج ويلز” في روايته “العالم بات حُرًا/ The World set free” عام 1914. لاحقًا، وبعد 31 سنة، وتحديدًا في 6 أغسطس 1945 وخلال الحرب العالمية الثانية، أسقط الطيار الأمريكي “بول تيبيتس”، ما عُرِف بـ “الـولد الصغير” -الاسم الكودي للقنبلة الذرية- على مدينة “هيروشيما” اليابانية، وبعدها بثلاثة أيام، تم إسقاط “الولد البدين” على مدينة “ناجازاكي” اليابانية.

الحقن المجهري أو التلقيح خارج الرحم..



في كتابه “العلم والمستقبل” المنشور عام 1924، ذكر العالم البريطاني “جون هالدان” فكرة “الحقن المجهري” أو ما يُعرف بـالتلقيح خارج الرحم، حيث اقترح أن يتم اللجوء إلى هذا الإجراء، عند وجود مشاكل في عدد الحيوانات المنوية عند الرجل، أو انسداد قنوات فالوب عند المرأة. وذلك عن طريق أخذ *بويضات من المرأة وحيوانات منوية من الرجل وتهيئة الوسط الملائم في المختبر، يشبه قناة فالوب، فيتم التلقيح وتبدأ مرحلة انقسام الخلية؛ ليقوم الطبيب بعدها بزرع الجنين أو البويضة المخصبة في رحم الأم بعد 5 أيام من تخصيبها *في المختبر.

*وفي وقت لاحق، وبعد 53 عامًا، تم إجراء أول عملية حقن مجهري ناجحة في المختبر، عام 1977، لتولد “لويس براون” أول طفلة أنابيب في العالم في يوليو 1978.

سياحة الفضاء..



في رواية الخيال العلمي ” تساقط غبار القمر” المنشورة عام 1961، والمرشحة لجائزة “هوجو” لأفضل رواية خيال علمي، التي كتبها الأديب البريطاني “أرثر كلارك”، تنبأ “كلارك” بالذهاب* إلى الفضاء في جولات سياحية. في عام 2001، أصبح “دينيس تيتو” أول سائح فضاء.

الأطراف التعويضية الإلكترونية..

في رواية الخيال العلمي الشهيرة جدا “سايبورج” -الصادرة عام1972-* والتي تحكي عن تعرض رائد الفضاء لحادث تحطم كارثي لمركبته، وأصيب بإصابات بالغة، بالإضافة لفقدان كل أطرافه. استخدم الأديب الأمريكي “مارتن كايدين” فكرة الأطراف التعويضية الإلكترونية من أجل تعويض بطل روايته عن الأعضاء المفقودة. في عام 2013، تم إجراء أول عملية زرع لساق إلكترونية كطرف تعويضي.

قديم 11-06-2016, 04:10 PM
المشاركة 40
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما كتبته توقعات وليست تنبؤات..

ميهوبي لوكالة أنباء الشعر

كشف الشاعر الجزائري والوزير كاتب الدولة السابق المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي الذي تقلد منذ فترة منصب مدير عام المكتبة الوطنية الجزائرية للوكالة انه سيعود الى ممارسة الفن التشكيلي قريبا، حيث سيشتغل على رسم لوحات فنية يجسد فيها بعض القصائد التي تستفزه كمبدع، بالمقابل أكد* خبر تحويل قصائد ديوانه " طاسيليا " إلى عمل مسرحي يحمل نفس العنوان قريبا ،* كما تحدث عن مواضيع عديدة في الثقافة و الشعر والرواية في حوار جمعه* مع وكالة أنباء الشعر.

أطلقت منذ فترة موقعا* الكترونيا خاصا كتبت في* صفحته الرئيسية مقالا معنونا بـ" غواية* تكنولوجية"، ألا* تعتقد أن الموقع جاء متأخرة قليلا بالمقارنة مع مسارك* الابداعي؟
لا أعتقد أن الغواية جاءت متأخرة، لأن الإلتزامات المهنية كانت تحول دون* إنشاء هذا الموقع الذي* أصبح الآن جسرا بيني وبين جمهوري، كما إنني اطلع* على* الكثير من مواقع الأدباء والفنانين من كل العالم، فليس غريبا أن أفكر في أن أطرح نفسي في هذه السوق التكنولوجية لعلي أحظى ببعض الاهتمام لدى قراء معينين واقصد القارئ العربي خاصة، ثم إن هذه التكنولوجيا تتيح عملية التوصيل والتبليغ* بأسرع وقت ممكن، وبإعتبار أن الكتاب، منتوج ثقافي بطئ الانتشار اعتقد أن الانترنيت يمكن أن تصل للمتلقي أسرع منه، إذن هذه المسائل شجعتني أن أقوم ببناء هذا الموقع الذي أريده أن ينقل صورة عز الدين ميهوبي إلى الآخر كما أريده أن يكون منبرا لبعض الشعراء و الأدباء العرب لأنه في النهاية فضاء مفتوح على الأدب والنصوص الجديدة.

*أثارت رواية "إعترافات أسكرام "، جدلا، كونها تكهنت بأحداث عالمية تحصل الآن من ضمنها موت أسامة بن* لادن،* هل كانت مصادفات أم هي إستشرافات مستقبلية كان يتوقعها السياسي عز الدين ميهوبي؟
في الحقيقة أنا معروف* كشاعر ولكنني وَددت أن اكسر حاجز الأجناس الأدبية حتى لا تكون الرواية حكرا على من يكتب الرواية فقط ولا يكون الشعر كذلك أيضا، فكلُّ هذه الأجناس في النهاية لها همٌ إنساني واحد، وتشترك كلها في كونها " إبداع " مع اختلاف أدواتها، والعبرة طبعا بما* تحمله من مضامين، وقد راودتني فكرة كتابة نص يحمل تحولات العالم وأردته أن يكون مستوحى من* إفرازات العولمة فكانت الفكرة في العام 2004 فأصدرت الجزء الأول والثاني* من العمل في العام 2007، والرواية عبارة عن ست روايات داخل رواية واحدة، أعدت* تنقيحها لتصدر في عام 2009 كاملة، والملاحظ أن أبطال العمل* هم شاعر وفنان تشكيلي وباحث جيولوجي.. هذه الشخصيات استوحيتها من خلال معايشتي لعوالم الإبداع التي حددت أن يكون الشاعر من كوبا، والفنان التشكيلي من إسبانيا، والعالم الجيولوجي من اليابان ، حتى أن الراوي الثاني هوشاعر يعمل كجندي فرنسي أثناء ثورة تحرير الجزائر. إن هذه التقاطعات وَلدت فيّ رغبةٌ أن أكتب رواية لا تشبه نصوصا أخرى، فكتبها بطريقتي لأنني اعترف أنني قارئ رديء للرواية، وأفضل الكتب الإستراتيجية والفكرية التي تحمل الأطروحات والصراعات التي يشهدها العالم اقتصادية كانت أو عسكرية،* مما يجعل قراءاتي محدودة في المجال الأدبي. إنني أجد نفسي في الكتب التي تحمل استشرافات* مستقبلية منها الأزمة الاقتصادية العالمية..

ولماذا هذا النوع من الكتب بالذات دونا عن الكتب الأدبية، وكيف كانت هذه القراءات سبب التنبؤات في الرواية؟
لأن هذه الكتب استقراء للواقع، وبالتالي فإنها أفرزت رواية تتوقع القادم منه، مثلا ما يحدث بين الهند وباكستان من صراع قد يفرز توقع حرب نويية في العشر سنوات المقبلة، اسميها توقعا و ليس تنبؤا، لأن عملية* الاحتكاك الموجودة بين* بلدين ينام كل منها على زر نووي تؤدي إلى هذه النتيجة التي أراها طبيعية في وضع كهذا، كما أنني داخل الرواية* توقعت مثلا نهاية أسامة بن لادن حيث يقول في وصيته لأتباعه: "إعلمو أنني قد أموت ولا يُعلم* لي قبر"، و فعلا الآن هذا ما حصل، وهناك إشارة أيضا إلى أن بعض الفلسطينيين يقتربون من مفاعل نووي* في "ديمونة" بإسرائيل ويسعون إلى تدميره، وهذا أيضا حصل فعلا، أضيف كذلك حادثة حصول باراك أوباما على جائزة* نوبل ، بل إنه حتى البيان الذي أوردته* في الرواية شبيه ببيان لجنة الجائزة، وكل هذا تمّ بعد صدور الرواية بفترة طويلة. وهناك أشياء كثيرة سوف تحدث ربما تبدو اعتباطية في عمل روائي، لكنها تبقى* مقاربات بين ما كتب وما سيحدث، وأترك التقييم للناقد، عملا بمقولة" ما يكتبه المبدع بنصف وعيه يفهمه الناقد بوعي كامل"، إن هذه التوقعات في النهاية نابعة من قراءاتي ومن اهتمامي بالجانب العلمي كما أن تكويني الجامعي في المنهج* الاستراتجي، ساعدني* في ذلك.

صدر ديوان جديد لك عنوانه "أسفار الملائكة"،هل هي عودة* للشاعر عز الدين ميهوبي؟ وما موقع القصيدة العمودية في* الديوان؟
قبل هذا الديوان صدر لي ديوان "طاسيليا" عن دار النهضة في* بيروت في 2007، وهو عبارة عن قصيدة مستوحاة من الموروث الجزائري القديم. نص تختلط فيه الخرافة بالأسطورة،* بصورة يمكن أن تتحول إلى عمل مسرحي حتى أن الشاعر والناقد محمد علي شمس الدين، قدم قراءة ايجابية للعمل، وقال إن هناك عودة جديدة إلى مسرحة الشعر، وهناك محاولات للمشتغلين في* حقل المسرح لاستثمار هذا النص ليجسد على الركح.

و جاء بعد طاسيليا ديوان "أسفار الملائكة" الصادر عن منشورات البيت الجزائرية،* الذي رفعت نصوصه* إلى بعض من* كنت قريبا منهم، وتعرفت عليهم،* من مدن أشخاص تركوا في نفسي* أثرا.

وماذا عن القصيدة العمودية في مسيرة الشاعر عز الدين ميهوبي ؟
إشتغلت مؤخرا على نصوص كنت كتبتها في فترة الثمانينات والتسعينات ولم تصدر وجلها ضمن نسق القصيدة العمودية، وقد نشرتها في مجموعة" منافي الروح"* التي طبعت في إطار "الجزائر عاصمة للثقافة العربية2007"، و* لم توزع بسبب عيوب النشر الجزائري الذي لا يروج* للكتاب، فبعض* الناشرين يعتقدون أن دورهم ينتهي عند طبع الكتاب، ومسألة التعريف به تقع على عاتق المؤلف، فينتظرون أن يتحول المبدع إلى "برّاح " لأعماله، والمسألة مؤلمة ونحن بحاجة إلى أن يتحلى الناشرون الجزائريون* بالمهنية، وأذكر هنا أن لدي ديوان* صدر* عام 2003 عنوانه "قرابين لميلاد الفجر"، لم تكتب عنه كلمة واحدة، لذا بالنسبة لي الديوان لم* يصدر.

بين الشاعر و الروائي والإداري والوزير .. أين هو الفنان التشكيلي؟
*هو يسعى لأن يكون اكتشافا لذاته من خلال محيطه، لان الملكة شئ لا يتغير* بين الاداري والمبدع . إنني أعيش الحياة،* فلا أحد يمنعك من ساعتك التي تأنس فيها إلى نفسك،* والتي فيها يمكنك أن تفعل أي شيء تريده حتى ضرب رأسك بالحائط، وبالنسبة لي الفن التشكيلي موجود بين كل هذه الأشياء، ولا أخفيكم أنني اقتنيت* منذ فترة أدوات الرسم* وأفكر في العودة إلى ممارسة هوايتي ، فقد التحقت بعد حصولي على الباكالوريا بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، والآن يشجعني صديقي الفنان الطاهر ومان، المؤمن بقدراتي في الفن التشكيلي، إذ أنني أفكر* بتجسيد* القصيدة* بالريشة في لوحات* بها مقطع لكل شاعر يستهويني،* إنها طريقتي التي أريد بها أن أجعل شعر الآخرين يعيش في ألواني.

مارأيك في الجيل الجديد* من الكتاب الجزائريين ؟
*أنا من الذين يؤمنون أن* هناك أسماء ممتازة في الجزائر، أصوات جميلة تخوض تجارب كبيرة* في الرواية والمسرح* والشعر والنقد ، وبرأيي الأسماء موجودة* لكن لم* يتح لها منبر كاف في الجزائر، إذ نشعر أن هناك إجحافا في حق الكثير من الطاقات التي يمكنها أن* تكون في مستوى عال من حيث تمثيل المنتوج الثقافي الجزائري في الخارج،* فالشعب الجزائري ليس عنيفا كما يروجون.. إنه شعب مبدع حتى النخاع.

*والكتابات النسوية الجزائرية *في* الوطن العربي كيف تقييمها ؟
أراها متطورة وتنافس النصوص القوية في جميع الأجناس الأدبية،* إذ ينظر الآن إلى الكاتبة* أحلام مستغانمي على أنها استطاعت أن تتبوأ* عرش الرواية ، وحتى المقال الأدبي وقد تجاوزت الشارع* الثقافي وأصبحت لها مكانة لدى العائلة العربية، كما تعجبني تجربة الشاعرة حنين عمر التي تشق طريقها* بسرعة فائقة جدا وتقدم تجربة شعرية ناجحة* وتجربة مميزة في كتابة المقالات الثقافية.وهناك أسماء جزائرية كثيرة مثل ياسمين صالح، جميلة طلباوي، نصيرة محمدي، آمال بشيري وأغيرهن، كلها تستحق الاحتفاء.

كيف تنظر إلى الثورات العربية ؟
*لدي نظرة مغايرة على ما يطلق عليه "الثورات العربية" : كل تغيير لا يحقق قيمة مضافة للمجتمع في كل المجالات لا طائل من ورائه، و قد تكون هذه الثورات* وبالا على شعب ما إن لم* تكن له* رؤية حقيقة، كما أن المثقف في النهاية جزء من المجتمع وتقع عليه مسؤولية التوجيه، وأنا أرى أن لكل* بلد* وضعه وخصوصياته،* وانظر إلى* كون المسالة شبيه بجملة من الموائد، كل مائدة ينقصها شيء..

تقلدت مناصب عديدة ولك* رصيد إبداعي كبير، منها نقش* قصيدة "وطني" باللغة العربية أمام نصب تذكاري لخط غرنتيش العالمي في* بريطانيا ورغم ذلك بقيت متواضعا *فما هو سر التواضع؟
* إن الانجازات هي نتاج الصبر، إنني أعتبر نفسي ولدت طفلا فوق العاشرة وطفولتي ساهمت في تكوين شخصيتي، هناك ظروف كثيرة تصنعنا وأحلام ننالها بالصبر والتطلع والعمل من أجل الآخرين.

كلمة للوكالة أنباء الشعر؟
أنا من متتبعي ما تقوم به الوكالة وأجد أنه من الجميل جدا أن يحظى الشعر بهيئة* إعلامية تقدم* أخباره وأخبار من هم* في مجاله، وأنا من الداعمين* لها وأتمنى أن تتحول الوكالة إلى هيئة عالمية.

وكالة أنباء الشعر / الجزائر - آمال قوراية


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نبوءات الشعراء والأدباء : دراسة معمقة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلقة عمرو بن كلثوم أسامة المهدي منبر ديوان العرب 7 12-30-2019 11:23 AM
شرح معلقة زهير بن أبي سلمى كاملة ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 17 12-05-2019 10:49 PM
ظلم الأدب والأدباء سليّم السوطاني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 01-02-2016 05:51 PM
فضآءآت معلقة علي مشارف النبض محمد الشيخ مرغني محمد منبر البوح الهادئ 4 09-01-2015 09:11 PM
سألت سائلة من هو عمر في معلقة عنترة؟ ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 03-20-2013 02:19 AM

الساعة الآن 09:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.