احصائيات

الردود
0

المشاهدات
9290
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
07-25-2011, 03:27 AM
المشاركة 1
07-25-2011, 03:27 AM
المشاركة 1
Thumbs up العيون
( العيون )
مرايا الرّوح .. وشرفات القلب
[justify]حرف العين هو الرقم ( 18 ) في الأبجدية العربية .. ولمّا أراد الخليل بن أحمد أن يضع ( كتاب العين ) وهو أقدم المعاجم العربية وجد حرف العين أقصى الحروف في الحلق وأدخلها فجعل أول الكتاب العين ، والعين أداة البصر عند الإنسان ، وهي العضو الوحيد الذي يؤهله لكي يدرك جميع الفنون الجميلة من رسم ونحت ورقص وما إلى ذلك ؛ ما عدا فنّا واحدا هو الموسيقى التي تدرك بالأذن ، والشعر هو الفن الوحيد الذي يدرك بالعين وبالأذن بحيث أنك تقرأه أو تسمعه ، والعين تدلّ على سمة الوجه ونفسية المرء إذا كان حزينا أم فرحا أم خائفا ، وإن كان ساخطا أم راضيا ، فهي التي تعبّر عن مكنونات النفس ، والعين تدفق بالجمال وبالسّحر والعاطفة ، فهي مرآة الرّوح ، والعين كذلك هي نبع الماء .. وليست لوحة سريالية إذا قلنا للإنسان أربع عيون على الأقل ، اثنتان في وجهه ، والثالثة عين الناصية ، والرابعة عين القلب ، وقد يكون هناك عيون أخرى غير ظاهرة كونها عيون من الحدس ، وكما للسماء عيون ، وللأرض عيون من نوع آخر ، هناك عيون للكائنات المختلفة ، وهناك حواس أخرى حلّت مكان العين وقامت ببعض وظائفها ، مثل حساسية الاستشعار لبعض الكوائن التي بلا عيون بيولوجية مثلا ، وهناك عيون مجازية للشجر أختصرها بالأوراق وما تقوم به في عملية التركيب الضوئي ( اليخضور ) .. والعين تدلّ على الإعجاب ، فإذا أعجبت بشئ تقول : يا عيني ! وإذا شئت أن تلبي طلبا لعزيز قلت له : من عيوني ، وعلى عيني ، والعين في الأمثال كذلك ، تقول : العين لا تعلو على الحاجب ، وتقول : العين بصيرة واليد قصيرة ، وهناك العين الشريرة ، ويقال احمرّت عينه : أي أنه غاضب وينوي الشّر ، والعين : الرّاصد والمراقب والجاسوس ، والحور العين : أي ذوات العيون الجميلة الواسعة ، والذهب العين : أي الصّافي ، وعين الفعل : الحرف الأوسط في الفعل الثلاثي ، والمطر العين : إذا كان من ناحية القبلة ، وعين الشمس : شعاعها ، والعين في الميزان : الميل .. أي أن ترجح إحدى كفتيه على الأخرى ، وعين كل شئ : خياره ، والعين : حقيقة الشئ ، والعين : الرّبا ، ويقال : قرير العين ، ويا قرّة عيني ، والقرّ عكس الحرّ ، فقرير العين تعني : أن عينه باردة : أي لا تدمع ، فالدمع ساخن ، والمعنى : أنه مرتاح ومسرور ، وأصبح أثرا بعد عين : أي لم يبق منه أي أثر ، ويقال سائل كعين الديك : أي شديد الصّفاء .. وللكلمة عيون هي معانيها ودلالاتها ، فكلما اتسعت حدقة الرؤيا إزدياد إنزياح المعنى عن المعنى ، أيضا للزمان عينان هما الشمس والقمر ، وللكون عيون رمزية تجسدها المجرّات والثقوب السوداء والكواكب والنجوم ، والعينان مرايا للرّوح والنفس والوجدان والحالة النفسية ، وهما نافذتان صادقتان تعكسان ما يجري في الداخل ، كما تلمسان ما يجري في الخارج ولذلك ؛ ولأهميتهما الفائقة استدرجتا إليهما العديد من عقول وعيون الناس كالأطباء ، والعلماء ، والشعراء ، والعشّاق ، وسواهم ، خصوصا ( لويس برايل ) مخترع الطريقة القرائية لذوي الاحتياجات الخاصة الذي كان يعاني من ضعف حادّ في البصر ، كما استفاد العلم الحديث من العيون ، فصنع العدسات الملونة لمحبي تغيير اللون والكذب الأبيض والذين لا يثقون بأنفسهم ! ومن ناحية أخرى ، اكتشف زمننا المعاصر ( بصمة العين ) التي تدلّ على هوية متفرّدة لكل إنسان ، إضافة إلى أن العين ، ونتيجة انعكاسات الضوء ، وحركة البؤبؤ ، وتركيبة الشبكية وبقية الأجزاء ، كانت نموذجا لابتكار الكاميرا ، والتلسكوب ، والمجهر ، والعدسات الأخرى ، وما قد تجود به الاختراعات المقبلة .
( دلالات اللون والشكل والحركة )
للون العينين وشكلهما معاني كثيرة تدلّ على أو تشير إلى ما فيهما من احتمالات السعادة والحنان ، والكرم والعمق ، أو ما تخفيانه من احتمالات اليأس والضعف والبخل ، وما تعكسانه من وسامة روحية وأخلاق رفيعة ، أو قسوة قلب ، أو استغلال أو دهاء ، ويتسم أصحاب العيون المتحركة بشكل دائري متسارع بالزئبقية ( واللف والدوران ) والأنانية ، وعدم الاستقرار ، والاقتراب من الخيانة ، وهؤلاء يجيدون التلاعب المناسب في الوصول إلى غاياتهم ومصالحهم ، أما هؤلاء الذين تستقيم نظرتهم ، وترتكز على المتحدث إليهم أو على الموضوع الذي يعتبر الحدث المركزي في تلك اللحظة ، فيتسمون بالصدق والاستقامة والإخلاص .
لتكون المرأة أكثر قربا من روح شريك حياتها ، وليكون الرجل أقرب إلى أعماق شريكة حياته ، فليس على الواحد منهما إلا أن يقارن لون عينيه وشكلهما بلون عينيّ شريكه وشكلهما ، ثم ليقرأ مدى الانسجام الممكن ، والحالة النسبية القريبة من التفاهم الهارموني :
ـ الأزرق : الحلم ، الشفافية ، والميول الرومانسية ، ومن كانت عيناه زرقاوين اتصف بالحساسية المفرطة ، وقد يكون نزقا ، أو هادئا ، لكنه اجتماعي ، يتمتع بفنيّة خاصة مع الناس ، تمنحه شخصية جذّابة فيها الكثير من الجرأة والانتقاد الدبلوماسي الساخر ، وبالمقابل ، هو أناني ونرجسي وامتلاكي ، وتتناوبه حالات متراوحة بين المدّ والجزر .
ـ الأسود : الصفاء ، والتأمل والشعرية ، والعينان السوداوان تعكسان شخصية قوية ، سخية جدا ، تساعد الغير وتفضله على نفسها ، لذلك هي اجتماعية ، منبسطة ، حسّاسة ، وفيها من الشهامة ما يجعلها مثالية لولا النزق الانفعالي الذي يجعلها تخرج عن أطوارها فلا تسيطر على نفسها أحيانا ، وهذه النقطة لا يتوقف عندها الآخرون ، لأنهم يدركون إلى أيّ حد تخفي شخصية العينين السوداوين قلبا أبيض ووعيا وحكمة ومحبة .
ـ العسلي : التقلب والذكاء والدهاء والتلون ، وهي ميزات يمارسها صاحب العينين العسليتين حتى على نفسه ، فيخدعها كما يخدع الآخرين ، ويتلوى بين أوهامه والحقيقة لدرجة أنه ينسج دوامة كبيرة لنفسه وأصدقائه وأقاربه ! يتأرجح بين الكرم والبخل ، ولا يخلو من طيبة قلب معقولة قد تغفر له بعض التصرفات .
ـ البني : الحنان والرقة والشجاعة والكرم والتسامح ، ومساعدة الآخرين دون سؤال عمن هم حتى لو كانوا في بعض الأحيان أعداء ، شجاع ومغامر في اتجاهات جادة ، وصاحب هاتين البنيتين هدفه العلم والحياة ، دءوب ، ولطيف المعشر ، يشعر معه الآخر بالاستقرار والأمان والعطف الدائم ، يهمه الجوهر ، ولا يفكر بالمظهر ، وقد يحضر حفل زفافه بثياب بسيطة ، لكنها أنيقة .
ـ الأخضر : الطبيعة والربيع والشباب المستمر ، حب الحياة ، وابتكار الحلول ، سلامة الرأي ، قوة الإرادة فائض في الحنان ، يفضّل الاهتمام بالآخرين على الاهتمام بنفسه ! يوازن بين الظاهر والباطن ، لذلك يشعر من لا يعرفه بأنه أناني ، لكنه في الحقيقة واثق من طاقاته ، يعرف ما يريد ، ويتمتع بالكرم والمواهب الفنية والكتابية .
ـ الرّمادي : تختلط في الرّمادي ألوان الليل والنهار ، الأبيض والأسود ، وهذا الاختلاط يجعل من الشخصية ذات العينين الرّماديتين إما ميّالة إلى العصبية والانفعال الزائد ، وفرض الرّأي حتى لو كان غير واقعي أو منطقي ، وإما ميّالة إلى الهدوء ، أو البلادة ، أو الانطواء ، وأحيانا القسوة غير المتوقعة .
ـ العين الصغيرة : وهي على نوعين : الغائرة وفيها من الحذق والانتباه ما يكفي ليجعلها فنانة تشكيلية ، أو مصممة أزياء ، أو مهندسة ديكور ، وتوظف هذا الانتباه حياتيا بدقة ، فتلاحق الشريك في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة ، في البيت وخارجه ، مما يتسبب في الكثير من المشاكل التي من الممكن جدا تفاديها ، وإذا أضيف إلى هذا الشكل اللون العسلي ، تصبح موهوبة في المشاركة الإجتماعية لإثبات الذّات ، فتخترع القصص التي لم تحدث ، وتحكيها هنا وهناك ، لتنشأ المشاكل بين هذا وذاك ، وهذه وتلك ، مما يدفع الناس عادة إلى الحذر من صاحب أو صاحبة هاتين العينين .
أمّا سمات العين الجاحظة : فهي البحث عن العلائق بين الأشياء والناس ، وقد تسلك مسالك التأمل والقراءة والتعلق بما هو سطحي فيما إذا كان لونها رماديا ، أو تتعلق بما هو عميق في أغلب الأحيان إذا كان لونها بنيّا أو أسود أو أخضر أو أزرق .
ـ العين الواسعة : عين طموحة ، متفائلة ، شديدة الذكاء والحذر ، تجد الحلول المتعددة لموضوع واحد ، قويّة الإرادة ، سريعة القرار ، واعية لما تريد ، جذّابة لدرجة أسر الآخرين الذين يغوصون إلى أعماقها لا سيّما إذا كان لونها أزرق أو أخضر أو بنيّا أو أسود ، إنما إذا كان لونها غير ذلك فهي عين شكّاكة ، فضولية ، وأنانية .
ـ العين المتوسطة : غالبا ما تحقق التوازن بين الطموح والواقع الفعلي ، ولهذا تنجز ما عليها ( في مجال العمل أو الدراسة أو الأسرة ) بطريقة تميل إلى التنظيم والترتيب ، وقد يتحوّل الروتين إلى طريقة في الحياة ، ونادرا ما تعيش خارجه ، فتصاب بالإرهاق وآلام الرأس ، ولا تعود إلى حيويتها إلا بعد تناول الطعام ، وأخذ قسط مناسب من النوم .. وليكون الاختيار أكثر انسجاما فلابد من النظر العميق إلى شخصية الشريك الكلية ، فالعين رغم أنها بوصلة الدّواخل ، إلا أنها تظلّ جزءا من الشخص .
( دلالات عين المخيّلة )

قد تتحول الأذن إلى عين لدى الشعراء وهذا ما حـــــدث مع ( بشار بن برد ) القائل :
يا قوم أذني لبعـض الحيّ عاشقة
والأذن تعشق قبــل العين أحيانا
قالوا : بمن تـهذي ؟ فقلت لهم :
الأذن كالعين ، توفي القلب ما كانا
وقد تتشوش الحواس لتنتج نصّا إبداعيا مختلفا كما فعل الشاعر الفرنسي ( آرثر رامبو ) الذي كان لازورديّ العينين ، متمردا ، فكتب شعره بتلك الطريقة اللامألوفة التي ترى بعيون المخيلة ، فتصدم وتصدم ، منجزة علائق غرائبية بين البحر الذائب في الشمس ، وأزهار الظلّ التي تدلّ على النجوم والضوء والنبض ، والانا التائهة برموزها الاحتمالية بين قصيدتيه ( فصل في الجحيم ) و ( المركب النشوان ) :
لعبة هذه العين المائية الكئيبة
لا أقدر على المسك بها
أيها الزورق الجامد !
أوه أيتها الأذرع القصيرة جدا
لا هذه الزهرة ، ولا الأخرى
لا الصفراء تضايقني هنا ولا الزرقاء
صديقة الماء الذي له لون الرماد
وبالرؤيا الكونية ذاتها يرى الشاعر الفرنسي ( لويس أراغون ) عينيّ زوجته الكاتبة ( إلزا ) التي كتب فيهما مجموعات شعرية عديدة ، منها ( عينا إلزا ) وما تراءآه فيهما كعاشق وشاعر ومبحر في الذي لا تراه العين المجردة :
عيناك من شدّة عمقهما
رأيت فيهما وأنا أنحني لأشرب
كل الشموس تنعكس
كل اليائسين
يلقون فيها بأنفسهم حتى الموت
عيناك من شدّة عمقهما
أضعت فيهما ذاكرتي
في ظلّ الطيور يوجد المحيط المضطرب
ثم فجأة .. يشرق الطقس الجميل
وتتغير عيناك
العاشق بشكل عام ، يرى ما لا يراه غيره في محبوبه ، فكيف إذا كان العاشق شاعرا ؟ ولذلك طلب قيس بن الملوح من منتقدي قبح ليلى أن يأخذوا عينيه ويروها بهما !
وغامر شاعر قديم بالغوص في العيون مفتونا بجرح لا يندمل ، مزاوجا بين الموت والحب ، ومستغرقا في النوافذ الأولى .. عيناها .. المطلّة على الفؤاد :
كل جريح ترجى سلامته
إلا فؤاد رمــته عيناها
ومن لا يذكر ما قاله الشاعر علي بن الجّهم في تلك العيون الغرائبية :
عيون المها بين الرّصــافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
كما اتخذ الشعراء من العيون وطنا ، وغربة ، ومنحوا النسق الدلالي تنويعات إشارية ، ومعزوفات إيحائية ترتكز على العيون ، لتشعّ بإزاحات متكاملة ، كما في قصيدة ( زهرة المدائن ) التي تألق فيها ( سعيد عقل ) والتي غنتها السيّدة ( فيروز ) :
عيوننا إليك ترحــل كل يوم
تدور فـــي أروقة المعابد
تعانق الكنـــائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
ولا يغفل شاعر القضية ( محمود درويش ) عن عيون ( ريتّا ) وما بينهما من حبّ ووطن واحتمالات موت :
آه .. ريتّا
أيّ شئ ردّ عن عينيك عينيّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية
قبل هذي البندقية !
وأخيرا كم من العيون التي أنقذت أصحابها من ظروف معقدة ، خصوصا تلك الدّامعة بصدق وكبرياء ، وكم من عيون منحت آخرين فرصا ذهبية ، وربما نتذكر كيف أنّ عينيّ الممثل ( عمر الشريف ) جعلتا المخرج يختاره في أوّل دور له على الصعيد العالمي ليؤدي دور ( الشريف علي ) في ( لورنس العرب ) بدلا من ( آلان ديلون ) صاحب العينين الزرقاوين .
أمّا على الصعيد التشكيلي ، فـ ( بيكاسو ) مشهور في جماليات رسم العيون الحائرة ، المشوهة ، المركبة ، وبالمقابل لا يكمن سحر لوحة ( دافنشي ) المعروفة ( الجيوكوندا ) في سرّ ابتسامتها فقط ، بل في حيوية العمق المتحرك في عينيها أيضا .. ولم يقتصر الشكل على الفنانين ، لأن بعض الشعراء تشكيليون بصورهم ، ومبصرون بطبائعهم ، ومشوشون لحواس السّاكنات ببصائر المتحرّكات ، ولهذه الأسباب الذّاتية المثقفة رأى الشعراء في النرجس عالما من العيون المتداخلة بمشهدية سوريالية ، تعيد تكوين ألوانها ، ودلالاتها ، وشكلها ، وتشكيلاتها ، وربما نال النرجس هذا الاهتمام لأنه يعبر عمّا في دواخل الشعراء من نرجسية قد تشبه نرجسية ( نرسيس ) السلبية في الأسطورة ، وقد تكون ايجابية تعكس مرايا تفضيل الآخرين ، والجمال على الأنا ، ومنهم ( ابن المعتز ) :
عيون إذا عـــاينتها فكأنها
دموع الندى مــن فوقها درُّ
محاجرها بيض وأحداقها صفر
وأجسادها خضر وأنفاسها عطر
ومن جماليات الصورة الشعرية التشكيلية أن تحضر عيون النرجس متداخلة مع عيون الشاعر ( ابن الرّومي ) :
ونرجس كالثـغور مبتسم
به دموع المـحدق الشّاكي
أبكاه قطر النـدى وأضحكه
فهو من القطـر ضاحك باك
( العين في الـــــشعر العربي )
حظيت العين في الشعر العربي في قديمه وحديثه بنصيب وافر من الاهتمام فنادرا ما وجد شاعر عربي لم يتغزّل بعينيّ حبيبته ، والشاعر شبّه العين بالسهم وبالسيف وبالنرجس ، وشبّه جمال عين المرأة وسوادها بعين الرّيم والظبي والبقر الوحشي لاتّساع عينيها ، وبعيون المها .. وفيما يلي أبيات مختارة من الشعر العربي قديمه وحديثه في وصف جمال العين والتغزّل بها :
قال جرير :
إنّ العيون التي فـي طرفها حور
قتلننا ثم لم يــــحيين قتلانا
يصرعن اللّب حتى لا حراك به
وهنّ أضعف خـلق الله إنسانا
ومن شعر عمر بن أبي ربيعة :
إذا جئت فامنح طرف عينك غيرنا
لكي يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر
وقال المتنبي :
لعينيك ما يلقى الـفؤاد وما لقي
وللحبّ ما لم يبـق منّي وما بقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصـر جفونك يعشق
قال الوأواء الدمشقي الأندلسي :
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
وردا وعضّت عـلى العنّاب بالبرد
وقال أحد الشعراء :
ومن عجب أنّـــــي أحنّ إليهم
وأسأل عنهم مــن لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهــم في سوادها
ويشتاقهم قلبي وهم من بين أضلعي
وقال شاعر آخر :
إنّ العيون النّجل أمـضى موقعا
من كلّ هنــــدي وكلّ يمانيّ
فضل العيون على السيوف بأنها
قتلت ولم تخــرج من الأجفان
وقال الشريف الرّضي :
وعد لعينيك عندي ما وفيت به
يا طالما كـذّبت عينيّ عيناك
أنت النعيم لقـلبي والعذاب له
فما أمرّك فــي قلبي وأحلاك
وأمّا ليلى العامريّة فقد قالت :
كلانا مظهر للــنّاس بغضا
وكلّ عند صـــاحبه مكين
وأسرار الملاحظ ليس تخفى
إذا نطقت بمـا تخفي العيون
وقال شاعر آخر:
وإذا التقينا والعيون روامق
صمت الفؤاد وطرفها يتكلّم
تشكو فأفهم ما تقول بطرفها
ويردّ طرفي مثل ذاك فتفهم
وقالت الشاعرة طيف البغدادية :
هل في زيـــارة عاشق دنف
أجر ؟ فقالت ودمع العين يستبق
لولا الوشاة ، وأن الخوف يقلقني
لهان ذاك وعــــلّ الأمر يتفق
وقال الشاعر :
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغني البكاء ولا النحيب
فيا أسفا أسفت على الشباب
نعاه الشيب والرأس الخضيب
عريت من الشباب وكان غضّا
كما يعرى من الورق القضيب
فيا ليت الشبــاب يعود يوما
فأخبره بما فـــعل المشيب
وقال شاعر آخر :
إذا نظرت طرفي تكلّم طرفها
وجاوبها طرفي ونحن سكوت
فكم نظرة منها تخبّر بالرضا
وأخرى لها نفسي تكاد تموت
وقيل :ومجلس لذّة لـــم تقو فيه
على شكوى ولا غدر الذّنوب
فلمّا لم نـــطق فيه كلاما
تكلّمت العيون عـن القلوب
وقال شاعر :
بين السيوف وعينه مشاكله
من أجلها قيل للأغماد أجفان
وقال شاعر آخر :
يا ربّ إن العيون السّود قاتلتي
وأن عشيقها مــازال مقتولا
إني تعشقتها عـمدا على خطر
ليقضي الله أمـرا كان مفعولا
وقال شاعر :أشارت بطرف عينها خيفة أهلها
إشارة محزون ولــــم تتكلّم
فأيقنت أنّ الطرف قد قال مرحبا
وأهلا وسهلا بالــحبيب المتيّم
وقال أحمد شوقي :وتعطّلت لغة الكلام وخاطبت
عينيّ في لغة الهوى عيناك
وقال الأخطل الصّغير :
هاتها من يــد الرّضا
جرعة تبــعث الجفون
كيف يشكو مـن الظما
من له هــذه العيون
وقال نزار قبّاني :
عيناك كنهـــري أحزان
نهري موســيقى حملاني
لوراء وراء الأزمـــان
أأقول أحبـــك يا قمري
آه لو كان بــــإمكاني
فأنا لا أمــلك في الدّنيا
إلا عــــيناك وأحزاني
هكذا نظلّ نقارن بين تلك الأحداق والتشكيلات ، لنكتشف المزيد من حدقات اللغة والطبيعة والعواطف المتجهة في اللااتجاهات بكلّ دلالاتها وما تحدثه في المخيّلة من ارتهانات في اللون والشكل والحركة . [/justify]


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العيون
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حين تغرق العيون حيال محمد الأسدي المقهى 52 06-24-2021 10:07 AM
تخادعني العيون محمد عبد الحفيظ القصاب منبر شعر التفعيلة 5 09-19-2020 12:57 AM
ما قيل في العيون عبدالله علي باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 08-22-2016 02:22 PM
رسائل العيون صلاح المسلماني منبر الفنون. 5 03-21-2015 08:33 PM
لغةُ العيون عبدالعليم زيدان منبر البوح الهادئ 8 05-07-2012 12:19 PM

الساعة الآن 10:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.