يحضر التناص بكل جماليته الفنية في هذه القصة القصيرة جدا، مستمدا من النص الديني طرحه الذكي لقضية الهجرة السرية، بظروفها القاهرة ونتائجها الإيجابية.

سلم المداد أخي القاص محمد
كل التحية والتقدير

الراية السوداء والصفراء قاموس بحري يفهمه أصدقاء البحر، وكيف وأنت كنت تقيم بالقرب من شاطئ أطلنطي، قلَّ أن تُرفع فيه الرايات البيض، هو هائج على الدوام. إنه الواقع المرير بالنسبة لكل من يبحث عن نفسه ومستقبله غامض لا يبين. أحسنت المقاربة لأن البحر نفسه هو الحاجز الذي يمنع الشباب من المرور إلى ضفة بمقاسات أكثر جذبا، فالغطس من غير جواز في بحر هائج تعني مغامرة الهجرة بدون تأشيرة، أو بــغير جواز وتعني الهجرة السرية... المغامرة ثابتة في كل الحالات، لكن النهاية بقيت مفتوحة على كل الاحتمالات وباقتباس قرآني أحسنت به قفل القصة وبتفوق ملفت. فهل خرج المغامر من ظلمات الواقع المرير إلى نور السلام الأبدي (الموت) ؟ أو أنه قطع إلى ضفة الأمل ونور الرجاء والتطلع؟. أبدعت، دام لك القلم رشيقا وصديقا. أخوكم عبد الحميد.