اقرر خالد
في يوم يمر بنوع من الارهاق بعد ايام كانت مليئه بالعواصف والاتربه
قرر خالد الذهاب إلى قطعة من الماضي تحتضن بداخلها قصة صداقه
وربما شيء من بقايا وفاء تعيش بين انياب وحش اسمه انقراض
اتجه خالد راكباً حافله لا تكاد تمشي عدة كيلوات حتى تتوقف وتستريح وكأنها تحمل بداخلها اطنان حديد وهذا يرجع لكونها قديمه ولم تعد صالحه سوى لتحفه اثريّه من العصور الاولى .
كانت الطريق متعرجه وتارة ترتفع وتارة اخرى تهوي في مكان سحيق ، والفزع يحاصرهم من كل مكان كان خالد قد استلف حق الاجره ولا يدري ايعود ليسدد ذلك المبلغ الزهيد ام يكون نسيا منسيا رغم ان القرية مازالت بعيده وفي رأس الجبل .
استمر السائق صاحب القلب الشجاع يخوض قيادة اشبه بمعركه ليس فيها منتصر ..
وصل الجميع وقلوبهم تقول سوف يستمر الخوف فالعوده ستكون مع نفس المصير (الطريق)
نزل خالد ومعه احد الاشخاص الذين تعرف عليهم في الحافله يرافقه
لن يبرح الارض حتى يبلغ ذلك الصديق او سيمضيان حقبا
قابلا رجل كبير في السن يبدو ان شعر لحيته وشاربه في سباق نحو ركبتيه وبدأ خالد بسؤاله ياعم أين اجد فلان من الناس يقصد خالد صديقه
قال الكهل وماتريد من هذا الرجل
قال خالد صديقي منذ ثلاثين سنه واريد ان ازوره
رد الشيخ وقال ليتني كنت هذا الرجل المحظوظ بصداقتك يابني
ثم ادار ظهره واكتافه التي لاتكاد ترى سوى القليل من راسه لشموخها
وكأنك ترى الشمس تغرب من بين جبلين .
عادا فالمسير ولا يعرف خالد عن اسم صديقه سوى الاسم الاول (علي)
دب اليأس في نفس رفيقه الذي يصاحبه فقرر الانسحاب من البحث اللا مجدي
وهنا بقي خالد يتطلع إلى شيء من امل يلوح في الافق
وفي طريقه التقا بإمرأه اسمها ساره يريد ان يدفع كل مايملك في سبيل ان يرى جمالها لا يغيب عن عينيه
هي بادرت بالسؤال لما رأت من اعجابه الذي لامس مشاعرها بصدق
من اين انت؟ فأنا اعرف جميع اهل القريه ،
انا خالد ولدي صديق في قريتكم اريد زيارته
من اسمه ؟
علي
ابتسمت وهي تلتفت إلى بيت عتيق يحيطه بستان من الاشجار القليله والطويله .
حس خالد بشعور اسره في نفسه ولم يبده لها
احس ان المرأه بنت لصديقه !
اشارت الى البيت وقالت هو والدي وليس في القرية اسم علي الا هو .
انطلق خالد بلهفه وشوق وحنين وخطى متسارعه والدموع لا تتوقف ..
ولسان الحال يقول :
بذكر زمانٍ فات بالخير وياك ..... الله يعيده لو بالايام مره
التعديل الأخير تم بواسطة سلطان العطاوي ; 02-03-2022 الساعة 09:34 PM
سبب آخر: املاء
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
