قديم 01-20-2013, 05:26 PM
المشاركة 961
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* عقوبة العشق *ـ…_
إن من أشد العقوبات التي يعاقب بها العبد وخاصة في المخالفات القلبية ، كالتعلق بغيره تعالى ، والغفلة عنه ، والمحبة المستغرقة لغير من أمِـر بـحبّهم :
هو ( إعراض ) الحق عن ذلك القلب ، و ( إيكال ) أمر ذلك القلب إلى صاحبه ليملأه بما فيه هلاكه .
وقد ورد في الأثر ، أن الله تعالى لم يضرب عبداً بعقوبة أشد من قساوة القلب ، وقد سُئل الصادق ( عليهِ السلام ) عن العشق فقال :
{ قلوب خلت عن ذكر الله ، فأذاقها الله حبّ غيره } .
ومن الملفت في هذا الخبر التعبير بـ( أذاقها ) ، ومن ذلك يعلم إن بعض الأمور التي فيها إضرار بالعبد ، ينسبها الحق إلى نفسه ، مشعراً بالخذلان لذلك العبد المتمرد على إرادة الحق ، كقوله تعالى :
{ ليذيق بعضكم بأس بعض } و { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } و{ إنّـا أنزلنا الشياطين على الكافرين } و { نقيّض له شيطاناً فهو له قرين } .
وفي ذلك منتهى الإذلال ، لشدة الاستحقاق التي جعلت الرب الرؤوف يُسند الإضرار إلى نفسه .
حميد
عاشق العراق
20 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-20-2013, 05:30 PM
المشاركة 962
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* عقوبة العشق *ـ…_
إن من أشد العقوبات التي يعاقب بها العبد وخاصة في المخالفات القلبية ، كالتعلق بغيره تعالى ، والغفلة عنه ، والمحبة المستغرقة لغير من أمِـر بـحبّهم :
هو ( إعراض ) الحق عن ذلك القلب ، و ( إيكال ) أمر ذلك القلب إلى صاحبه ليملأه بما فيه هلاكه .
وقد ورد في الأثر ، أن الله تعالى لم يضرب عبداً بعقوبة أشد من قساوة القلب ، وقد سُئل الصادق ( عليهِ السلام ) عن العشق فقال :
{ قلوب خلت عن ذكر الله ، فأذاقها الله حبّ غيره } .
ومن الملفت في هذا الخبر التعبير بـ( أذاقها ) ، ومن ذلك يعلم إن بعض الأمور التي فيها إضرار بالعبد ، ينسبها الحق إلى نفسه ، مشعراً بالخذلان لذلك العبد المتمرد على إرادة الحق ، كقوله تعالى :
{ ليذيق بعضكم بأس بعض } و { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } و{ إنّـا أنزلنا الشياطين على الكافرين } و { نقيّض له شيطاناً فهو له قرين } .
وفي ذلك منتهى الإذلال ، لشدة الاستحقاق التي جعلت الرب الرؤوف يُسند الإضرار إلى نفسه .
حميد
عاشق العراق
20 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-20-2013, 06:44 PM
المشاركة 963
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* ما لا يورث اليقين *ـ…_

إن من مصاديق إتباع الظن واقتفاء ما ليس فيه علم ، هو التأثر بما لا يورث اليقين :
( كالأحلام ) المقلقة ، و( احتمال ) ما قد يتوهمه العبد من السحر والكهانة ، و( تأثـير ) الأرواح الشريرة ، وغير ذلك مما يُبتلى به أصحاب الوهم الذين لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يركنوا إلى ركنٍ وثيق .
فعلى العبد أن يقيس الأمور بما يورث له العلم واليقين ، مستلهماً ذلك من الشرع وأهله .
وإلا فإن البلاء الذي يورده العبد على نفسه - بسوء اختياره - قد لا يؤجر عليه ، فتفوته بذلك راحة الدارين .

حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-23-2013, 08:04 AM
المشاركة 964
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* التوقيت في الأرض والحياة *ـ…_
إن من الأمور التي تعين العبد على تجاوز العقبات ، هو الالتفات الواعي والتفصيلي لصفة ( التوقيت ) للحياة على الأرض وما عليها ،
كالتفاته إلى التوقيت للأرض نفسها ، بل لما حولها من شموس وكواكب ، وكيف أن العيش فيها بكل صخبها وحطامها ، كأنه اللّبث في ساعة من نهار ، بما فيها من سرعة الانقضاء !! .
إن هذا الإحساس الذي يرفده اليقين بصفة التوقيت - مع ما يقارنها من الاعتبار بالصور المادية المؤيدة لذلك كالأموات والقبور - يجعله ( يتعالى ) بشكلٍ غير متكلَّف عن الشهوات من جهة ، و ( يتحمل ) الابتلاءات من جهة أخرى ، لعلمه أن ذلك كله زائلٌ كزوال أصل الحياة .
ومن هنا كان القرآن الكريم هدىً لمن آمن بالغيب ، وتيقّن بالآخرة ، ومن المعلوم أن الإيمان واليقين ، كلاهما يصبّـان في تعميق هذا المفهوم ، الذي من شأنه تغيير مسيرة العبد رأساً على عقب .
حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-23-2013, 01:23 PM
المشاركة 965
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* النتائج بيد الحق المتعال *ـ…_
لا شك في أن الله تعالى خلق الإنسان حراً في إرادته ، ولهذا حَسُن تكليفه كما حَسُن عقابه .
إلا أن للحق تعالى فاعليته المباشرة في عالم النتائج والآثار ..فليعمل العبد ما يريد باختياره ، ولكنه لا يبلغ مُناه في كل ما يريد ، كالزارع الذي له اختيار الزراعة ( كفعل ) لا الزرع ( كحاصل ) ،
إذ أنه منوط بأسبابه من الرياح والامطار التي لا دخل للزارع فيها ..ومن المعلوم أن نسبة الآمال المتحققة في الخارج ، هي أقل بكثير من نسبة الآمال المنعقدة في القلوب .
ومن موجبات هذه الخيبة ، طلب الـمُنى بمعصية الحق المتعال ،
فلا يُـحرم العبد ما يريد فحسب ، بل قد يُـبتلى بعكس ما يريد ..
حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-23-2013, 02:08 PM
المشاركة 966
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* أولم يكف بربك *ـ…_

إن العبد لو استحضر - بكل وجوده - مضمون هذه الآية في حياته لانقلبت نظرته إلى الحياة وما فيها ، واستشعر تلك الهيمنة العظمى والرقابة الدقيقة لعالم الغيب على كل حركاته وسكناته ،
بما يمنعه من الذهول عن الحق المتعال ، فضلاً عن مخالفته وهي قوله تعالى : { أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } .
فكم فيها من العتاب البليغ ، وذلك بالتعبير بـ ( أولم يكف ) ، بمعنى أنه لو لم نستحضر إلا هذه الصفة في الرب الخبير ، لكفى بذلك ردعاً للعباد .
وعليه فلو اعتقد العبد بإحاطة المولى عزّ ذكره بكل عناصر الوجود ، لأورثه هذا الاعتقاد إحساساً بالرهبة والمراقبة المتصلة ، إضافةً إلى الإحساس بالسكينة والاطمئنان ،
لعلمه بأن كل ما يجري في حقه وحق عالم الوجود ، إنما هو بعلمه ورأفته .

حميد
عاشق العراق
23 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-24-2013, 05:43 AM
المشاركة 967
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* اللامحدود مقابل المحدود *ـ…_

لو عدّ العبد لحظات عمره المعدودة ، وقارنها باللحظات اللانهائية من حياة البرزخ والقيامة ، ثم المصير إلى الجنة أو النار ، لرأى ما يذهله أيما ذهول .
إذ أن كل ( لحظة ) من لحظات حياته ، تساويها قطعة ( لا متناهية ) من الزمان ، ضرورة أن تقسيم اللامحدود على المحدود ينتج اللامحدود .
ومقتضى هذا البرهان القاطع ، أن الخير والشر في كل لحظة من العمر المحدود ، له أثره اللامحدود سعادة أو شقاءً .
فإذا استوعب العبد هذه الحقيقة المذهلة لجعله يتحرز من هدر أية لحظة من لحظات عمره ، بل لاشتدت حسرته إلى حد الحزن المفرط ،
عندما يتذكر اللحظات التي ( أضاعها ) من عمره ولو فيما لا نفع فيه ، فضلاً عن هدرها فيما لا يحسن عقباه ، من المعاصي والذنوب العظام .
حميد
عاشق العراق
24 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-24-2013, 05:55 AM
المشاركة 968
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


_…ـ-* ارتفاع الهوية الشخصية *ـ…_
يبلغ المؤمن من البلوغ والسمو الروحي ، إلى مرحلة ترتفع عنده الحواجز ، حتى حاجز ( هويته ) الشخصية في تعامله مع الخلق .
بمعنى أنه يرى الجماعة المؤمنة كالوجود الواحد ، فحاجة أخيه كحاجته ، إذ لا يرى - في عالم الواقع لا التلقين - أولويةً لحوائج نفسه قياساً إلى حوائج غيره ، فإن نسبة العباد إلى الحق نسبة واحدة من جهة الخلق .
ومن المعلوم أن هويته الشخصية من لوازم ( إنيّـته ) التي لا بد وأن يذيبها في مشيئة الحق وإرادته ، وعندئذٍ يتحول الإيثار عنده إلى حالة طبيعية غير منافرة لمزاجه ، فلا يرى معها عُجباً في نفسه ، ولا منّـة على عباده .
وهذه الحالة بحق من أعظم ( كواشف ) البلوغ النفسي ، الذي قلّـما وصل إليه الواصلون .
حميد
عاشق العراق
24 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-24-2013, 06:06 AM
المشاركة 969
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


_…ـ-* علامة القبول *ـ…_
يتوقع العبد علامة الاستجابة والقبول بعد فراغه من موسم الطاعة ، كشهر رمضان ، وكالحج ، وكزيارة وليٍ من أولياء الحق ،
وعندئذٍ قد يعوّل على ( منامٍ ) غير مورث لليقين ، أو ( كلام ) عبدٍ مثله لا يغني من الحق شيئاً .
والحال أن من أهم علامات القبول هو : إحساس العبد بتغيّـر في ذاته ، يستتبع صدور الأعمال الموافقة لرضا الحق من دون كثيرِ تكلّف .
والمهم في هذه العلامة هي ( استمرارية ) ذلك التغيير ، وإلا فإن الزمان اللاحق لتلك المواسم ، لا يخلو من شيء من ألوان الطاعة واجتناب المعصية ، وهذا مما لا يعوّل عليه البصير .
فمَثَله كَمَثل من خرج من بستان حاملا شيئاً من روائح زهورها ، سرعان ما تتلاشى بالابتعاد عن ذلك البستان .

حميد
عاشق العراق
24 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 01-25-2013, 12:51 PM
المشاركة 970
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* الشيطان القرين *ـ-…_
إن من التهديدات الكبرى للغافلين عن الحق ، المشتغلين بالمحسوسات ، والمنهمكين في الشهوات ، هو ما ورد في قوله تعالى :
{ ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين }
فما حال الإنسان الذي اقترن به شيطانٌ يغويه ، غير الشيطان الأكبر الذي يُشرف على الإنسان وعلى قرينه ؟!.
ومن المعلوم أن هذا الشيطان القرين ، يصاحب المرء في كل ( تقلّباته ) ، فيكون خبيراً بواقع العبد أكثر من نفسه ، فيعلم بذلك نقاط ضعفه وقوته .
ومن هنا تكمن ( خطورته ) إذ يسوق العبد إلى الهاوية ، مستعيناً بنقاط ضعفه ، بعد أن أبعده عن جادة الهدى ، مُعرضاً به عن نقاط قوته

حميد
عاشق العراق
25 - 1 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 07:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.