قديم 12-11-2013, 06:25 PM
المشاركة 11
سامر العتيبي
أسطـورة الفـن التشكـيلي
  • غير موجود
افتراضي تغريبة القوافل والمطر





أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ
صُبَّ لنَا وطناً فِي الكُؤُوسْ
يُدِيرُ الرُّؤُوسْ
وزِدْنَا مِنَ الشَّاذِلِيَّةِ حتَّى تَفِيءَ السَّحَابَةْ أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ
واسْفَحْ علَى قِلَلِ القَومِ قَهْوتَكَ المُرَّةَ
المُسْتَطَابَةْ
أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ مَمْزُوجَةً بِاللَّظَى
وقَلِّبْ مواجعنَا فوقَ جَمْرِ الغَضَا
ثُمَّ هَاتِ الرَّبَابَةَ
هاتِ الرَّبَابةْ:

أَلاَ دِيمَةً زَرقاء تَكتَظُّ بإلدِّمَا
فَتَجْلُو سَوادَ الماءِ عَنْ ساحِلِ الظَّمَا
أَلاَ قَمَرًا يَحْمَرُّ فِي غُرَّةِ الدُّجَى
ويَهْمِي على الصحراءِ غيثاً وأَنْجُمَا
فَنَكْسُوهُ مِن أحزاننَا البيضِ حُلَّةً
ونتلُو على أبوابِهِ سُورةَ الحِمَى
أَلا أيُّها المخبُوءُ بينَ خيامِنَا
أَدَمْتَ مِطَالَ الرملِ حتَّى تَورَّمَا
أَدَمْتَ مِطَالَ الرملِ فَاصْنَعْ لَهُ يَداً
ومُدَّ لهُ فِي حانةِ الوقتِ مَوسِمَا

أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ
حتَّى يَئِنَّ عمود الضُّحَى
وجَدِّدْ دمَ الزَّعْفَرَانِ إذَا ما امَّحَى
أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ حتَّى تَرى مفرقَ الضوءِ
بين الصدورِ وبين اللِّحَى
أَيَا كاهنَ الحيِّ
أَسْرَتْ بِنَا العِيسُ وانْطَفَأَتْ لُغةُ المُدْلجينَ
بوادي الغضَا
كَمْ جلدْنَا متُونَ الرُّبَى
واجْتَمَعْنَا على الماءِ
ثُمَّ انْقَسمْنَا على الماءِ
يا كاهنَ الحيِّ
هَلاَّ مَخَرْتَ لنا الليلَ في طُورِ سِيناءَ
هلاَّ ضَربتَ لنا موعداً في الجزيرةْ
أيا كاهنَ الحيِّ
هَلْ في كتابِكَ مِن نَبإ القومِ إذْ عَطَّلُوا
البيدَ واتَّبَعُوا نَجمةَ الصُّبحِ
مَرُّوا خفافاً على الرملِ
يَنْتَعِلُونَ الوجَى
أسفرُوا عَن وجوهٍ مِنَ الآلِ
واكتَحلُوا بالدُّجَى
نظروا نظرةً
فَامْتَطَى غَلَسُ التِّيهِ ظَعْنَهُمُ
والرياحُ مواتيةٌ للسفرْ
والمدى غربةٌ ومطرْ

أيا كاهنَ الحيِّ
إنَّا سلكنا الغمامَ وسَالَتْ بنا الأرضُ
وإنَّا طرقْنا النوى ووقفْنَا بسابعِ أبوابِهَا
خاشعينَ
فَرَتِّلْ عَلَينَا هَزِيعاً مِنَ اللَّيلِ والوطَنِ المُنْتَظَرْ:

شُدَّنَا فِي سَاعِدَيكْ
واحْفَظِ العُمْرَ لَدَيكْ
هَبْ لَنَا نُورُ الضُّحَى
وأَعِرْنَا مُقْلَتَيكْ
واطْوِ أَحْلامَ الثَّرَى
تَحْتَ أَقْدَامِ السُّلَيكْ
نَارُكَ المُلْقَاةُ فِي
صَحْوِنَا حَنَّتْ إلَيكْ
ودِمَانَا مُذْ جَرَتْ
كَوثَراً مِنْ كَاحِلَيكْ
لَمْ تَهُنْ يَوماً ومَا
قَبَّلْتَ إلاَّ يَدَيكْ
سَلاَمٌ عَلَيكَ
سَلاَمُ عَلَيكْ

أَيَا مُورِقاً بالصبايا
ويا مُترَعاً بلهيبِ المواويلِ
أَشعلْتَ أغنيةَ العيسِ فَاتَّسعَ الحُلْمَ
فِي رِئَتَيكْ
سَلامٌ عَليكَ
سلامٌ عَليكْ

مُطِرْنَا بِوجْهِكَ فَلْيَكُنِ الصُّبح مَوعدنَا
للغناء
ولْتكُنْ سِدرة القلبِ فواحةً بالدماء
سلامٌ عليكَ
سَلامٌ عَلَيكْ

سلامٌ عليكَ فهَذا دمُ الرَّاحلينَ كتابٌ
من الوجدِ نتلوهُ
تلك مآثرهم في الرمالِ
وتلك مدافنُ أسرارِهِم حينما ذلَّلَتْ
لَهُمُ الأرضُ فَاسْتبقُوا أيُّهم يَرِدُ الماءَ
• ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماء!
• لا، فَالذي عَتَّقتهُ رمالُ الجزيرةِ
واستودعتْهُ بكارتها يرِدُ الماءَ

يا وارد الماء عِلّ المطايا
وصُبَّ لنا وطناً في عيونِ الصبايا
فما زالَ في الغيبِ مُنتجعٌ للشقاء
وفي الريحِ من تعبِ الرَّاحلينَ بقايا
إذا ما اصْطَبَحْنَا بشمسٍ مُعتَّقةٍ
وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ
بزيتِ القناديلِ
يا أرضُ كفِّي دماً مُشرَباً بالثآليلِ
يا نَخلُ أَدْرِكْ بنا أول الليلِ
ها نحن في كبدِ التيهِ نَقْضِي النوافلَ
ها نحن نكتبُ تحتَ الثرى
مطراً وقوافلَ

يا كاهن الحيِّ
طالَ النوى
كلَّما هَلَّ نجمٌ ثَنَينَا رقابَ المَطيِّ
لِتَقْرأَ يا كاهنَ الحيِّ
فَرَتِّلْ عَلَينَا هَزِيعاً مِنَ اللَّيلِ والوطَنِ المُنْتَظَرْ.



قديم 12-14-2013, 06:41 PM
المشاركة 12
سامر العتيبي
أسطـورة الفـن التشكـيلي
  • غير موجود
افتراضي سألقاكِ يوماً





سَألقَاكِ يَوماً ورَاء السَّديمِ
ضِفَافاً منَ الضوءِ
يَختالُ فيهَا شَمِيم العِرَارِ
ونَكْهَة مَاءِ المَطَرْ

سَأَلْقَاكِ
يَا زمَناً يتَجَدَّدُ دَوماً
ويَمْتَدُّ فَوقَ حُدُودِ القَمَرْ
سَألقَاكِ
أَعرِفُ أنَّ الطَّرِيقَ إليكِ
مرَافِئَ للحُزنِ
وأَرْصِفَةً للسَّرَابْ
وأنَّ مَسَافَاتكِ الدَّائريّةَ
تَتْعَبُ فِيهَا جِيَادُ السَّفَرْ
وأعْلَمُ أنّكِ هَاجَرْتِ فِي ذَاكرةِ
الرَّمْلِ
أَزْمِنَةً وعُصُوراً
تَعُبُّ لهُاثَ الهَجِيرِ
ولَمْ تَتَعَودِ شُرْب الهَزِيمَةْ
أعلَمُ أنَّكِ
شببْتِ عن الطَّوقِ
غَامَرْتِ فِي حَلَبَاتِ التَّحَدِّيَ
صِرْتِ وُعُوداً تُثِيرُ الغَضَبْ
وصِرْتِ وُجُوداً يُحَرِّكُ فِي الليلِ
أفْقاً جَدِيداً
ويَخْفقُ أَجْنحةً مِنْ لَهَبْ
***
سألقاكِ .. يا أنتِ
يا مَنْ شَرِبتُ وإيّاكِ نَخبَ البُطولةِ
صرفاً
علَى رَقصَاتِ السُّيُوفِ
ويا مَنْ نَقَشْتُ خيَالَكِ وشْماً
علَى سَاعِدَيَّ
وصغْتُ علَى شَفَتَيكِ الفَرَحْ
***
رَبِيعِيَّةُ الشَّوقِ
يَسْكُنُنِي الصَمْتُ والوجْدُ
يَلتَاثُ حَرفِيَ
أَبْتَلِعُ الزَّمَنَ المُتَرَهَّلَ
والخوفَ والاغْتِرابَ
أثِيرُ وراءَ الغُيومِ غبارِي
وأبعثُ مَع كلِّ رِيحٍ
بَقَايَايَ،
هَمِّيَ، خَوفِي
لألقَاكِ عِشقاً يُجَسِّدُ عُمْقَ
انْتِمَائِي
فَأنزفُ بين يديكِ العَذَابَ
لألقاكِ حُلْماً
أعانقُ فيهِ جُذورَ كيانِي:
التَّمَرُّد والكِبْرِيَاءْ
وألثمُ فيهِ سماءً مُضَرَّجةً
بالدَّمَاءْ
***
رَبِيعِيَّةُ الحبِّ
حينَ تصيرُ المواسِمُ أَشْرِعةً
تَلْطُمُ المَوجَ
كُونِيَ أَنْتِ النَّسِيمْ
وحَينَ تصيرُ الشَّواطِئُ ظِلاً
لِعَينَيكِ
كُونِي الرَّبَابَةَ واللحْنَ
والذكرياتِ
وكُونِي النَّدِيمْ






قديم 03-12-2014, 10:27 AM
المشاركة 13
سامر العتيبي
أسطـورة الفـن التشكـيلي
  • غير موجود
افتراضي تحية لسيد البيد



سَتَمُوتُ النُّسُورُ التي وَشَمَتْ دَمَكَ الطفلَ يوماً
وأنتَ الذي في عروقِ الثرى نخلةٌ لا تَمُوتْ
مَرْحَباً سَيَّدَ البِيدِ ..
إنَّا نَصَبْنَاكَ فَوقَ الجِرَاحِ العَظِيمَةِ
حَتَّى تَكُونَ سَمَانَا وصَحْرَاءَنَا
وهَوانَا الذِي يَسْتَبِدُّ فَلاَ تَحْتَوِيهِ النُعُوتْ
سَتَمُوتُ النُّسُورُ التي وَشَمَتْ دَمَكَ الطفلَ يوماً
وأَنْتَ الذي فِي حُلُوقِ المَصَابِيحِ أغْنِيَةٌ لاَ تَمُوتْ
مَرْحَباً سَيَّدَ البِيدِ ..
إنَّا انْتَظَرْنَاكَ حَتَّى صَحَونَا عَلَى وقْعِ نَعْلَيكَ
حِينَ اسْتَكَانَتْ لِخُطْوَتِكَ الطُّرُقَاتُ
وألْقَتْ عليكَ النوافذُ دفءَ البيوتْ

سَتَمُوتُ النُّسُورُ التي وَشَمَتْ دَمَكَ الطفلَ يوماً
وأَنْتَ الذي فِي قُلُوبِ الصَّبَايَا هَوىً لاَ يَمُوتْ



قديم 03-12-2014, 03:19 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جميلة هذه القصيدة ..لكن هل لك ان تقص علينا قصتي حاتم بن طي ومعن بن زائدة؟ ربما نعرف عن حاتم لكننا لا نعرف عن معن بن زائدة؟

قديم 03-13-2014, 07:27 AM
المشاركة 15
سامر العتيبي
أسطـورة الفـن التشكـيلي
  • غير موجود
افتراضي تعارف




غُرْفَةٌ بَارِدَةْ
غُرْفَةٌ بَابُهَا ..
لاَ أَظُنُّ لَهَا أَيَّ بَابٍ
وأَرْجَاؤُهَا حَاقِدَةْ
غَبَشٌ يَتَهَادَى عَلَى قَدَمَينِ
وصَمْتٌ يَقُومُ عَلَى قَدَمٍ واحِدَةْ
لاَ نَوافِذُ،
لاَ مَوقِدٌ،
لاَ سَرِيرٌ،
ولاَ لَوحَةٌ فِي الجِدَارِ، ولاَ مَائِدَةْ …

حِينَ أَجَّجْتُ نَارَ الحَقِيقَةِ حَولِي
وهَمْهَمْتُ بِالقَولِ:
لاَ فَائِدَةْ
كَانَ يَثْوِي بِقُرْبِي حَزِيناً
ويَطْوِي عَلَى أَلَمٍ سَاعِدَهْ
قُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ: حَاتِمُ طَيٍّ… وأَنْتَ؟
فَقُلْتُ:
أَنَا مَعْنُ بِنْ زَائِدَةْ



قديم 03-14-2014, 10:07 PM
المشاركة 16
سامر العتيبي
أسطـورة الفـن التشكـيلي
  • غير موجود
افتراضي




حينَ تَنْطَفِئُ امْرأةٌ فِي السَّرابْ
أَمتطِي صهوةَ الرملِ
أشْهرُ أجنحتي للعذابْ
أمُدُّ لها كَفَناً في المدى
وأعَمِّدها بالترابْ
2

حينَ تَنطفِئُ امرأةٌ في العراءْ
أرافقها للمدينةِ
أَصلبها في جذوع النخيلْ
أقاسمها موعداً للرحيلْ
وأرسم دائرة من ضياءْ

3

حينَ تَنْطفئُ امرأةٌ في الطريقْ
أناولهَا السيفَ والأرغفةْ
وأشعلُ من حولها الأرصفةْ
أعلِّمها لغةَ النهرِ
بين المصبِّ وبين المضيقْ

4

حينَ تَنْطفِئُ امرأةٌ فوقَ كَفِّي
أَرفعُهَا للقمرْ
أعِدُّ لَها وطناً من جراحْ
أَحْتسِي وجهَهَا في الصباحْ
فيأتِي المطرْ

5

حينَ تَنطفِئُ امرأةٌ فِي دمِي
أَكْتَوِي بالزمانِ الرَّدِيءْ
أكَلِّلُهَا بالودَعْ
وأَسكُبُهَا فِي مكانِ الوجَعْ
فتضِيءْ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الاعمال الكاملة للشاعر الدكتور محمد الثبيتي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محمد الثبيتي - شاعر البيد حاتم الحمَد منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 12-18-2023 07:55 AM
نبوية للشاعر الدكتور عبد الولى الشميرى رنيا الحارثى منبر مختارات من الشتات. 0 02-17-2014 09:07 PM
عاشق للشاعر الدكتور عبد الولى الشميرى رنيا الحارثى منبر مختارات من الشتات. 0 02-17-2014 08:59 PM
الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني سميح صباغ نبيل عودة منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1 07-13-2012 09:38 AM
المرحوم الشاعر محمد الثبيتي / بعض قصائده عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 8 01-19-2011 11:02 AM

الساعة الآن 08:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.