احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7310
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
07-18-2011, 02:40 AM
المشاركة 1
07-18-2011, 02:40 AM
المشاركة 1
افتراضي لماذا لا يسكت هؤلاء ؟!
لماذا لا يسكت هؤلاء ؟!


قديما عندما قالوا السكوت من ذهب ,
لم تكن الحكمة المأثورة مجرد حكمة بل كان نصيحة عملية مباشرة لمراعاة الحماقات التى تؤدى إما إلى إهدار كرامة صاحبها لما يثيره من سخرية على أقواله , أو من آثار فادحة إذا كانت الأقوال تؤثر فى عموم الناس ,
ولست أدرى أين غابت هذه الحكمة اللطيفة والجميلة عن بعض شخصياتنا العامة فى الآونة الأخيرة , من الذين قذفوا فى وجوهنا بعض الكلمات والتصريحات التى تجلب ضغط الدم المرتفع , وتتمتع بالقدر الأعظم من الاستهتار بالناس وبعقولها وبأفهامها وكأنهم لا زالوا يعتقدون أن العامة فى عصرنا الحالى سكارى بعشق الحكومة متشبثين بثوبها غدوا ورواحا !!
ولا أتكلم هنا عن فلتات اللسان , فهى على فداحتها إلا أنها تبدو مقبولة إن كانت نتيجة خلط أو انفعال ,
لكنى أتكلم عن التصريحات التى أطلقها بعض المسئولين وتحمل معانى كارثية دون أن يتوقف عندها أحد ـ إلا القليل ـ ودون أن تتم محاسبتهم محاسبة عسيرة تقنعهم أن الشعب الذى قام بمثل هذه الثورة العملاقة , ليس شعبا من السوقة أو الدهماء أو منعدمى الثقافة أو الفكر حتى يستهينوا به لهذه الدرجة ,

واليوم جلبت لكم تصريحات منوعة كأمثلة ,
منها مثال لأحد أعضاء المجلس العسكري , وآخر لأحد وزراء الحكومة , وثالث لأحد علماء الدين ,
والسبب فى هذه الإختيارات أن الأنواع السابقة هى المؤثرة بشكل مباشر سواء على مصير البلاد والعباد أو على وعى الجماهير

ونبدأ مع وزير الداخلية المصري الحالى منصور العيسوى الذى يصلح أن نطلق عليه وزير داخلية التبرير , والذى أثبت بحق , لجموع الشعب المصري أن هذه الوزارة لا يمكن أن يمكث فيها رجل نظيف أو إنسان يحترم نفسه , ولا يمكن أن يبلغ مراكز القيادة فيها إلا من كان يتمتع بمؤهلات إنعدام الضمير !!
فالرجل الذى جاء به الثوار من غياهب الجب ليتولى منصب وزارة لداخلية لم يكتف بالتواطؤ العلنى فى حماية قتلة المتظاهرين من مساعدى حبيب العادلى الوزير السابق , ولا فى حماية هؤلاء السفاحين وترقيتهم ومنحهم المراكز القيادية , بل امتد به الأمر إلى تحدى قرار رئيس الوزراء على الهواء مباشرة فى تنحية المتهمين باغتيال الثوار , والمتورطين في تلك القضايا , ثم التواطؤ على غياب الأمن أيضا
وأكبر دليل على ذلك أننا منذ شهور ونحن نسمع من العيسوى وعودا بعودة الأمن إلى الشوارع ـ وهى المهمة الرئيسية للأمن العام ـ وإذا بالوزير الهمام يعد بعودة الشرطة تدريجيا وعلى مراحل , ولست أدرى حقيقة ما الذى يفعله هؤلاء الضباط فى بيوتهم وما معنى عودتهم على مراحل !!! ثم تتناثر الأقوال بعودتهم خلال عام أو فى نهاية العام
( نعم يا اخويا !! على مراحل , هى الناس فاكرة نفسها شغالة فى طابونة , والله لو شغالين حتى فى طابونة ما سمعنا بهذا الكلام )

وصدقت التوقعات والأمن لليوم يترك الساحة سداح مداح ولا يكتفي بذلك بل يترك البلطجية المستأجرين والمصنوعين فى أكناف الداخلية ينفردون بالعوام رغم وجود قوائم كاملة بأسماء هؤلاء باعتبارهم من معتادى الإجرام ,
وعندما ثارت مصر مجددا على هذه الصفاقة فى حماية القتلة , صدرت الأوامر بإنهاء خدمة هؤلاء السفاحين ,
ولم يفعل ذلك إلا مجبرا ولكنه لم يقبل بالصمت , بل خرج على الناس لينكر فى وضوح تام أى دور للشرطة فى اغتيال المتظاهرين !!
هذا الكلام البذئ الذى لا يوحى إلا برجل فقد عقله يوضح إلى أى مدى بلغت الصفاقة برجال الداخلية بعد الدرس القاس الذى تلقته من المتظاهرين ويثبت بلا أدنى شك أن الجيل الحالى لا ينتوى إلا الإنتقام من الشعب بأكمله على كسر عنفوان الظلم والقهر والإستعباد ,
ثم جاءت أكبر استهانة بعقول الجماهير عندما قال الوزير الهمام ( لا وجود للقناصة فى وزارة الداخلية !!!!! )
ولك عزيري القارئ أن تضع ألف علامة تعجب على كلام الوزير المختل
ففي البداية أى جهاز شرطة هذا الذى لا يحتوى على فرق قناصة عالية الكفاءة فى ظل انتشار الإرهاب العالمى منذ ثلاثين عاما !! ,
وهل يوجد جهاز شرطة واحد فى العالم لا يضم أمثال هذه الفرق ؟!
ولو كان كلام الوزير صحيحا فكيف يمكن التعامل مع عمليات الخطف مثلا أو عمليات مهاجمة الأوكار المحصنة وعمليات تأمين المؤتمرات أو ما شاكلها والتى تحتاج إلى تأمين مناطق الميادين والأماكن الفسيحة وحماية الأسطح !!
وهل يا ترى بلغ الوزير الهمام أن سجن المزرعة ـ مقر عتاة الإجرام ـ تقوم على حمايته فرق قناصة ضمن فرق التأمين أم لا ؟!
وهل نما إلى علمه أن الداخلية استخدمت القناصة فى مهاجمة وكر إمبراطور المخدرات عزت حنفي فى جزيرته بأسيوط أم لا ؟!
ليس هذا فقط ,
فالوزير الذى لا هم له إلا الحديث عن القانون والإلتزام به , بينما هو ووزارته لا تحترم إلا قانون الغابة , تجاهل وبمنتهى البساطة تقرير لجنة تقصي الحقائق التى أشرفت عليها لجنة قضائية من أكفأ رجال القضاء فى مصر طالعت أكثر من عشرة آلاف مقطع فيديو ووثيقة واستمعت إلى آلاف الشهود واستعانت بعشرات الخبراء فى المجالات الأمنية , لتثبت اللجنة بشكل قاطع استخدام الداخلية للقناصة من فوق أسطح وزارة الداخلية نفسها ومجمع التحرير وفندق النيل هيلتون المطل على ميدان التحرير ومبنى الجامعة الأمريكية !
والمعضلة الآن ..
إن كان القناصة لا يتبعون الداخلية ,
فإن استخدام القناصة لا يثبته فقط أقوال الشهود , بل تثبته مشاهد مصورة لقناصة بالزى الرسمى للشرطة ! وفوق أسطح مبانى حساسة من المستحيل أن يصل إليها مجرم عادى ـ حتى لو أراد ـ لوجود الحراسة حولها ولا يمكن اجتيازها إلا بأوامر من وزارة الداخلية
والأكثر إثارة للسخرية أن معظم القناصة الظاهرين فى الفيديوهات كانوا فوق سطح مبنى وزارة الداخلية نفسها ؟!
فكيف تسلل قناصة أغراب إلى مبنى الوزارة يا ترى ؟! وأين كان رجال الشرطة حينها , سكارى أم كانوا يؤدون فريضة الصلاة ؟!
ثم استمر الوزير فى استفزازه ليرد على سؤال المذيع عن طبيعة من قتل المتظاهرين لو لم تكن الوزارة مسئولة عن ذلك ,
فرد الوزير فى بساطة ( انت بتسألنى أنا ؟! اسأل النيابة ! )
هذا على اعتبار أن مسئولية تأمين البلاد من الداخل ليست مهمة وزارة الداخلية وأن هذه الوزارة مختصة ـ ربما ـ بحماية الملابس الداخلية للشعب ومن هنا جاء اسمها !

وبلا شك , الوزير معذور ..
فلمن لا يعرف منصور العيسوى فهو لواء شرطة شهير ومحافظ سابق من بلدة إسنا ـ محافظة قنا , وكعادة أهل الصعيد يهتمون كثيرا بعائلاتهم ويسعون لرفعة شأنها , ولهذا فالرجل لم يقصر بحق عائلته ولهذا ازدحمت العائلة بعشرات من ضباط الشرطة كان الفضل فى دخولهم لكلية الشرطة لكبيرهم منصور العيسوى ,
والعائلة بلا شك تشهد رجال شرطة من أجيال مختلفة , هذا بخلاف الطبع الصعيدى التى يتمثل فى وفاء العيسوى للواءات الشرطة من دفعته وما بعدها , وبلا شك لن يرضيه ـ وهو وزيرهم ـ أن يتركهم هكذا لأنياب الثوار ,
هذا فضلا على أن هيبته وهيبة عائلته مستمدة أصلا من هيبة جهاز الشرطة , ولا يمكن أن يقبل بهوان هذا الجهاز والذ يعنى هوانه بالتالى
ولا عزاء للشهداء !
بل ولا عزاء حتى للبلد التى من الممكن أن تحترق بأكملها إذا يأس أهالى الشهداء من القصاص بالقانون ولجئوا للقصاص بأيديهم ..
وساعتها سيأخذون الحابل بالنابل والبريء بذنب المسيئ وهم معذورون تماما بلا شك طالما أن الداخلية تحمى رجالها إلى هذا الحد .. وعندئذ لن تجد قاضيا واحدا أو حتى مصريا عاميا يعيب على أهالى الشهداء لو كان فى نفسه ذرة من ضمير , وكلنا يذكر مدى تعاطف الشعب المصري مع أمثال هذه الحوادث وليست حادثة وواقعة ( تنظيم مصر ) وصاحبه محمود نور الدين بعيدة عن الأذهان ,


قديم 07-18-2011, 02:41 AM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والمشهد الثانى فى دراما التصريحات منسوب لأحد قيادات المجلس العسكري تعقيبا على حدة خطاب وأداء اللواء محسن الفنجرى فى خطابه الأخير غير الموفق , والذى شعر فيه الثوار برنة تهدي واضحة وهو يلوح لهم بنفس الإصبع من نفس الكف التى أدى بها تحية الشهداء الشهيرة وكانت سببا فى اكتسابه شعبية ساحقة بين جموع الشعب ,
ورغم أن هناك ألف وسيلة للتبرير ـ لا سيما مع شعبية الرجل ـ لكى ينسي الناس هذا الخطاب , إلا أن مبرر الخطاب لجأ إلى تصريح غريب للغاية عندما قال
( أن تهديدات الفنجرى لم تكن موجهة للثوار وإنما للعناصر المخربة التى خططت للتعرض للملاحة البحرية فى قناة السويس مما كان يُخشي منه فى هذه الحالة أن يتكرر سيناريو العدوان الثلاثي 1956 م , وتدخل إسرائيل لسيناء , وتتبعها بريطانيا وفرنسا بحجة حماية الملاحة الدولية !! )

وهذا لعمرى تصريح مضحك لا يمكن أن يصدر عن إنسان له الحد الأدنى من الثقافة فضلا على أن يكون من قيادات البلد فى تلك المرحلة الحساسة ,
والأمر أبسط من أن يتعب القادة أنفسهم فى البحث عن تبرير وكان يكفي جدا أن يصدر تصريح يوضح أن الكلام ليس موجها للثوار ثم يعقبه تشديد على مشروعية مطالب المعتصمين تحت حماية القوات المسلحة وهو الأمر الواقع بالفعل
وقد جفت حلوقنا من ضرورة لجوء المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى عدد من المستشارين المحنكين فى المجال السياسي ـ وكل مجال فنى غير عسكري ـ طالما أن الظروف وضعت المجلس المجلس العسكري فى موضع القيادة السياسية , حتى لا تتكر أمثال هذه الهفوات

وقد اعتمد المجلس العسكري على أعضائه حصرا واكتفي بمستشاره القانونى اللواء شاهين ولم يلجأ لفقهاء الدستور مما أدى إلى الأخطاء الفادحة التى عالج بها المجلس مسألة التعديلات والاستفتاء , فجاءت النتيجة بنعم وإذا برد الفعل يتوافق مع نتيجة ( لا ) والسبب عدم وجود الخبرة القانونية المناسبة للتعامل مع الأمر ,
إذ أن أصغر خبير بالقانون يعلم أن الاستفتاء على دستور معلق بنعم معناه إعادة الحياة إلى الدستور المجمد على الفور والعمل به , أما إن كانت النتيجة بلا , فهنا يسقط الدستور نهائيا ويصدر عوضا عنه إعلان دستورى مؤقت ..
إلا أن ما حدث كان دراما حقيقية فجاءت النتيجة بنعم ثم أُسقط الدستور تماما فى اليوم التالى وحل محله الإعلان الدستورى
هذا فضلا على خطيئة الإعلان الدستورى الذى صدر بلا مسوغ قانونى أو شرعى ولم يطرح فى استفتاء ! ,
بخلاف العديد من الملحوظات فى هذا المجال
و
بالمثل جاءت التصريحات السياسية لتساهم فى عكس ما يريد المجلس العسكري وتسببت فى تآكل بعض شعبيته لعدم وجود عقلية سياسية تتعامل بمضمون ( علم نفس الجماهير ) , وهى العقلية التى كانت ستتيح للمجلس أن يستمر فى قيادة المرحلة الإنتقالية بلا أدنى ضغط , لأن الخطاب الإعلامى المعالج والصادر عن دراسة متعمقة لرغبات الجماهير , كان سيكفل للمجلس ترويج نفسه كما ينبغي لينال ما يستحقه من تقدير الجماهير العريضة التى وضعت فيه ثقتها الكاملة ,
فمن غرائب وعجائب المرحلة الحالية أن المجلس العسكري لا يفتقد العطاء ولا الإخلاص ولكنه يفتقد اللسان المتمرس , وهذا عكس الإدارة السابقة فى مصر التى كانت لا تنجز إلا فى التصريحات وتكتفي بها عن العمل !
ومن يتأمل مرحلة الأشهر الماضية سيجد أن حملات النقد الموجهة للمجلس العسكري والتى خلفت عدة أزمات مع الجمهور , ما كان لها أن تحدث أصلا , لو أن الخطاب الإعلامى للجمهور كان يتمتع بقدر من الحنكة وحسن اجتذاب تعاطف وتأييد الجمهور المتعطش لنصرة قيادته العسكرية ,

ومن تلك الأزمات أزمة التصريح المستفز الذى قاله أحد القادة ومعناه أن المصريين عليهم أن يحمدوا الله تعالى أن الجيش المصري لم يقف موقف الجيش اليمنى أو الليبي !!
فبهذا التصريح وضع القائد نفسه ووضع الجيش المصري العريق فى وضع المقارنة مع كتائب المرتزقة ! , وهى إهانة عظيمة ما كان ينبغي لها أن تصدر , هذا فضلا على أن موقف الجيش ليس تفضلا منه , بل هو واجبه الشرعي والفضل الرئيسي ـ بعد الله تعالى ـ للثوار الذين قاموا بهذا الحراك وقت صمت المجلس العسكري طيلة السنوات السابقة تحت رياسة مبارك
فالشعب هو صاحب المنة والفضل فى تحرير قيادات المجلس ودفعهم لاتخاذ الموقف المشرف بتنحية مبارك ونصرة الثورة ,

أيضا تصريح غريب آخر صدر عن أحد القادة ومعناه أن الشعب المصري أيد المجلس العسكري بنسبة 77 % !!
وهو يقصد بهذه النسبة , نسبة المصوتين بـ ( نعم ) فى الاستفتاء الأخير , وهو خلط رهيب وخطأ لا يغتفر , لأن مواد الإستفتاء الدستورى ـ وكلها متوافرة ـ لا تحتوى أى بند يمس المجلس العسكري لا من قريب ولا من بعيد ولا يحتوى على أى إشارة بالتصريح أو التعريض ـ ولو من بعيد ـ لمدى قبول الشعب لسلطة المجلس
والمجلس هو من اتخذ الموقف المؤيد للتعديلات وأراد أن تاتى النتيجة بنعم , وجاء أحد قادته ليعتبرها تأييدا لقيادة المجلس وهو ما لم يحدث بالطبع !
والأنكى ..
أن الشعب المصري أيد قيادة المجلس العسكري للمرحلة الإنتقالية بنسبة مائة فى المائة , فكيف يطيح هذا القائد بهذا التأييد العارم ويوقع نفسه وقيادته فى هذا المأزق الغريب والمشين حقيقة , ويبعث الشك فى قلوب الناشطين السياسيين أن المجلس لا يحتمل الخلاف فى الرأى وأنه يطلب التأييد الكامل فيما يراه ويعتبر انتقاد توجهاته عصيانا وليس اختلافا سياسيا سائغا ,
وهذا كله بالطبع غير صحيح , ولكن التصريح وشي بهذا وأكثر

كل هذا بسبب غياب المستشارين ..
وهذا أمر أرجو من الله أن ينتبه له المجلس سريعا ويعالجه , فالإعلام فى عصرنا الحاضر له مفعول السحر الأسود ,
ويجب ألا ننسي أن من أضاع مبارك وأطاح به من مقعده كانوا هم المستشارون ومديرو أزمته فى الثورة , ولو توافر له مستشارون أكثر خبرة لتمكن من تجاوزها بلا أدنى مبالغة , والعكس صحيح , فالخطاب الإعلامى المخلص للثوار وإيمان إعلامهم بعدالة قضيتهم كانت له الكلمة الأولى والأخيرة فى النصر الساحق , حيث أحسن المعبرون عن التيار الثورى فى تفنيد كل الحجج والإجراءات التى اتخذها مبارك ورجاله لكسب تعاطف الشعب وتمكنوا من كشف خدعه جميعها عن طريق خبرتهم العالية بثقافة الإستبداد , ومعرفتهم الجيدة بتاريخ النظام وتاريخ مبارك نفسه
ولو أخذنا مثالا بسيطا لما يؤدى إليه غياب الإعلام المتوازن والمحترف , لوجدنا أن غياب المستشار المحنك أدى إلى ظهور الخطاب الأخير للفنجرى على هذه الصورة التى أطاحت بشعبية الرجل وتسببت فى انسحاب مائتين وخمسين ألف عضو من صفحة المجلس العسكري على الفيس بوك فى يومين فقط !

وعندما حاول المجلس معالجة الأثر السيئ وقع فى الخطأ الأخير وهذ التصريح العجيب جدا من أحد قيادات المجلس عن العدوان الثلاثي !
أى عدوان ثلاثي يا مولانا .. صح النوم !
لقد انهارت سطوة بريطانيا وفرنسا منذ ما يقرب من ستين عاما وفقدتا مكانتهما لصالح الإتحاد السوفياتى والولايات المتحدة مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية , وكانت تجربة السويس فى 56 , خير شاهد على انهيار الإمبراطوريات القديمة والتى نسيت نفسها وحاولت التصرف ضد مصر متجاهلة أخذ الإذن أو شراكة من العمالقة الجدد شركاء النظام العالمى الجديد فى هذا الوقت ,
وكان السبب الرئيسي لهذا الخطأ غرور رئيس الوزراء البريطانى أنتونى إيدن وصلافة بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل وحماقة دى موليه رئيس وزراء فرنسا عندما عقدوا اتفاقا مكتوبا ! وبوثيقة رسمية لتنفيذ العدوان الثلاثي خارج معرفة الولايات المتحدة والسوفيات , وعندما انكشفت ( وثيقة سيفر ) وهى وثيقة العدوان استغلها الأمريكان والسوفيات لتثبيت أقدامهم كقوى عظمى بديلة للإمبراطوريات العاجزة , وكسبيل مفتوح لمد سيطرتهم على مستعمرات بريطانيا وفرنسا بالشرق الأوسط فوقف كلاهما إلى جوار مصر وانتهت الحرب إلى النتيجة المعروفة بانسحاب أطراف العدوان الثلاثي وانتهاء السيطرة الفرنسية الإنجليزية على العالم
فكيف يمكن أن يتخيل صاحب التصريح أن بريطانيا وفرنسا قادرتين ـ اليوم وبعد كل هذه السنوات ـ على تكرار التجربة أو يتصور لحظة أن تسمح الولايات المتحدة لأى دولة بإرسال جندى واحد بزيد الرسمى إلى مناطق نفوذها بالشرق الأوسط !!
والأغرب من ذلك ..
كيف يمكن أن يكرر المتآمر مؤامرته بنفس خطواتها بعد انكشافها بفضيحة مدوية تسببت فى سقوط حكومات البلاد الثلاث المشاركة فى العدوان ,
والأمر الأخير كيف يتصور قدرة إسرائيل على أى فعل استفزازى من هذا النوع فى ظل تلك الظروف التى لا تمثل نقطة ضعف لمصر بقدر ما تمثل نقطة ضعف لإسرائيل مع مشاعر العداوة المتأججة ضدها من بداية الثورات العربية , وإسرائيل تدرك تماما أن أى اعتداء مشابه كفيل بسقوط بقية الأنظمة العربية الموالية لها وللولايات المتحدة لما سيمثله العدوان من دفقة معنوية كاسحة تطيح بالعروش والجيوش ,
ولهذا ـ ومنذ بدء فعاليات الثورة المصرية ـ وإسرائيل لا هم لها إلا التأكيد على التزام مصر باتفاقية كامب ديفيد وأنها لن تخل بأى شرط فيها شريطة ألا تخل مصر بالمقابل !!
وهذا الإنهيار العصبي لم نعهده بالطبع فى السياسة الإسرائيلية المتعجرفة من قبل وينبئ تماما عن مدى الرعب المعنى من الشحن الجماهيري ضدها , وهو ما وقف خلف تجاهل إسرائيل ـ لأول مرة ـ ما يمكن أن نسميه استفزازات مصرية غير معهودة فى عصر مبارك مثل لغز التفجيرات المتوالية لخط الغاز وتوقفه عن العمل منذ نجاح الثورة لأسباب وذرائع مختلفة , وأيضا على تفتيش سياراتها وحقائبها الديبلوماسية بل وأفرادها تفتيشا ذاتيا على مداخل سيناء رغم حظر ذلك فى القانون الديبلوماسي والقنصلي ,
فهل تتجرع إسرائيل أمثال تلك التصرفات ثم تقدم على فعل استفزازى مثل الدخول بقواتها إلى سيناء ؟!!
بالإضافة إلى أن دخول إسرائيل عام 56 كان له هدف وحيد وهو تأمين ملاحتها مع مصر ودفع مصر وإجبارها على عقد اتفاقية سلام , وهو ما تحقق الآن بالفعل فعلام الدخول اليوم ؟!
وما الذى يستحق مثل تلك المغامرة غير المأمونة ؟!
هذا بخلاف أن التصدى لفتح الملاحة بالقوة ـ لو فرضنا وقوع مثله ـ فسيكون للولايات المتحدة دون غيرها , والتى ترى نفسها وصية على العالم , وعن طريق قواعدها المنتشرة فى البلاد العربية برعاية الأنظمة العميلة , والولايات المتحدة منذ غزو العراق لا تحتاج صداعا آخر أكبر مما تسبب فيه إحتلال العراق من خسارة فادحة لا زالت تعانى منها لليوم ..
فضلا على أن مصر ليست كأى قطر آخر حتى تغامر الولايات المتحدة بمصالحها فى المنطقة دون مبرر

قديم 07-18-2011, 02:41 AM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ونأتى للمشهد الثالث وهو تصريح بعض العلماء أن قتلى المظاهرات فى مصر وغيرها ليسوا شهداء !!!
ووالله لست أدرى لماذا لا يسكت هؤلاء حقا احتراما لأنفسهم ؟!!
وهؤلاء الذين يدعون العلم والتقوى والذين ما اكتفوا بأنهم كانوا ولا زالوا علماء السلطان والمروجين لسياسات الإنحراف والإكتفاء من الشريعة بالمظاهر حتى أصبحت بلادنا بلاد المسلمين أوكارا للدعارة السياسية الأمريكية دون أن يجرؤ عالم منهم على فتح فمه بكلمة , وهو الذى تجده زاعقا صارخا بالدعاء للسلطان كما لو كان الحكام أمثال عمر وأبي وبكر !!
وتجده على المنبر يكاد يمزق ثوبه من الإنفعال وهو يدعو الناس للّحية المرسلة , ولعدم مصافحة أو معاملة النصاري , بينما لا نحفظ لأحدهم حرفا واحدا قال به أمام سلطان جائر ؟!
فصاروا كأهل العراق ـ القدامى طبعا ـ يقتلون الحسين ويستفتون فى قتل نملة !! , على حد قول أحد الأئمة
وكأن الدين لا يحتوى إلا الشكل الخارجى ووجوب طاعة الحكام وفقط !!
أما الحديث عن فضح معاملات الحكام مع الغرب واستعانتهم بالكفار على إخوانهم المسلمين , واستثمار أموال الثروات العربة فى بنوك وإقتصاديات الغرب , وقتل وسفك الدم الحرام ليل نهار , وتعذيب وتشريد كل صادح بكلمة حق ,فهذه الأحاديث لا تليق وكبر عمامة شيوخنا الأجلاء !!
وهؤلاء الذين أفتوا أمس بشرعية استقدام القوات الأمريكية للمنطقة العربية واتخاذها مخزنا للسلاح وموطنا لضرب بلاد المسلمين واحتلالها , هم أنفسهم الذين هبوا اليوم لحماية تلك العروش ببيع الضمير والعلم بثمن بخس ,
وأصبح الهدر بكلمة الحق ـ وهى أعلى أنواع الجهاد ـ عند هؤلاء نوع من أكبر الكبائر وخروج على السلطان وميتة جاهلية !!

الغريب أن هذه الفتوى الغريبة تستند إلى ما تظنه دليلا لها رغم كونه دليلا عليها ,
فقد استند مطلقوها إلى أن عقيدة أهل السنة والجماعة قائمة على عدم الشهادة لأحد بجنة أو نار أو بشهادة فى سبيل الله بخلاف أولئك الذين نصت عليهم آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ,
وهذا صحيح بلا جدال ..
ولكن لماذا لا يكملون الإستدلال ويتعاملون معه بطريقة ( ولا تقربوا الصلاة ... )
بقية الإستدلال أنه من صلب عقيدة أهل السنة والجماعة أيضا الشهادة للميت أو القتيل بالشهادة والجنة إذا قلناها مردفين القول ( نحسبه كذلك والله حسيبه ) , لا سيما وأن الله تعالى أعطانا عبر القرآن والسنة أدلة قطعية نستدل بها على وجوب الشهادة لمن مات على حالات معينة حددتها الشريعة ..
هذا وقد جعل الله تعالى من كرامات هذه الأمة أنها تشهد على أفرادها كما تشهد على غيرها من الأمم ..
(كان النبي صلىالله عليه واله وصحابته وسلم جالسا مع صحابته فمرت جنازه فأثنى الصحابه عليها خيرا فقال: وجبت ثممرت جنازه فأثنى الصحابه عليها شرا فقال : وجبت
قالوا يا رسول الله مرت الأولى فقلت وجبت ومرت الثانيه فقلتوجبت؟
قال:أما الأولى فأثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنه وأماالثانيه فذكرتم عنها شرا فوجبت لها النار أنتم شهود الله في أرضه أنتم شهود الله فيأرضه أنتم شهود الله في أرضه )

فإذا كان الله تعالى جعل هذه الأمة شهوده فى أرضه على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام , فلماذا تحجرتم واسعا , وضيقتم رحبا ؟!
ما هذا الغل الغريب على من خرج لا هم له وهدف إلا الدفاع عن وطنه وأمته وحريته ؟!! فبخلتم حتى بالدعاء المجرد لأخيك المسلم الذى دافع عن حقه بينما غيره فى ركاب السلطان
( انت مالك يا أخى مات شهيد ولا حتى مات يهودى !! وما شأنك برحمة الله التى لا يحدها شيئ حتى تحدها أنت بألفاظك ! )
المصيبة الأغرب أن مطلق الفتوى لم ينتبه إلى أنه ارتكب موبقة من الموبقات عندما جزم بعدم اعتبار هؤلاء القتلى شهداء , وذلك أن قوله ذلك تأليا على الله تعالى والذى لم يعط علمه أحدا من العالمين حتى يأتى فلان من الناس فينصب نفسه وصيا على باب الشهداء فى الجنة ؟!
فما شأن مطلق الفتوى فى ذلك وأى فائدة يرجوها هذا التعيس من تعميم وصف كهذا على قتلى المظاهرات ؟!
خاصة وأننا فى اعتبارنا لهؤلاء الشهداء .. شهداء حقا إنما نقولها تمنيا على الله وثقة فى صدق وعده ( ومن أصدق من الله قيلا )

والأدلة فى اعتبار قتلى المتظاهرين شهداء لله تعالى لا تعد ولا تحصي .. منها مثلا
أولا : الحديث السابق الذى أوضح أن شهادة الأمة دليل للميت إلى النجاة ,
ثانيا : جعل الله تعالى كلمة الحق عند سلطان جائر هى أعلى مرتبة فى الجهاد على الإطلاق ,
( خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )
وخروج المتظاهرين للهتاف بكلمة الحق والعدل والحرية فى وجه الظالمين والفاسقين ـ وبلا أدنى منفعة شخصية ـ تطبيق عملى مباشر لهذه الكلمة حيث لم يمنع الثوار سطوة السلطة ولا تهديدات الشرطة بالقتل ولا تنفيذهم للتهديد بالقتل بأبشع الوسائل وهتفوا بكلمة الحق فى وجوه الظالمين ..
والهتافات تملأ الفضاء , فعودوا لها وتأملوها
ثالثا : حتى لو كان هذا الخروج بهدف الدفاع عن مصالح المتظاهر الشخصية كأن يخرج دفاعا عن نفسه وبيته وأهله وحقوقه المنهوبة , ـ وهو الأمر الذى دندن عليه الكثيرون ليعتبروا القتلى لا يستحقون وصف الشهادة ـ فهذا أمر غريب , لأنه حتى فى هذه الحالة فالقتيل يستحق وصف الشهيد لأنه مات دفاعا عن حقه , والحديث النبوى ثابت بالشهادة لمن مات دون ماله ونفسه وأهله ..
رابعا : وقوع فعل القتل نفسه على متظاهرين سلميين لا يملكون سلاحا واستحلال تلك الدماء الطاهرة بلا مبرر لا شك أنه فى الإسلام ظلم عظيم يستوجب طرفين ,
أولهما الظالم الفاسق وهو الآمر بالقتل ومنفذيه ..
وثانيهما : المظلوم وهو القتيل أو المصاب الذى وقع عليه الفعل ,
وهو الذى جعل الله له تعالى حقا لا يجادل به أحد
( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا )
خامسا : وقوف هؤلاء المتظاهرين البواسل صفا كأنهم بنيان مرصوص يؤدون الصلاة فى جماعة هادرة باسم الله تعالى , وتضرعوا إلى الله تعالى وهم بالملايين راجين عفوه ومغفرته وتوفيقه ,
فكيف لا نشهد لأمثال هؤلاء ؟!
سادسا : عندما تآمرت الشرطة وخانت واجبها , وتركت البلاد والعباد نهبا للبلطجة المدبرة , نزل هؤلاء فوقفوا بأنفسهم وبما طالته أيديهم دفاعا عن بيوتهم وميادينهم وأهليهم ,
بل ودفاعا عن الضعفاء فكانت اللجان الشعبية تسأل وتستفسر عن البيوت التى لا تحتوى إلا العجائز والأطفال والنساء ليكثفوا من تواجدهم حولها ويلبون طلباتهم حتى لا يضطر هؤلاء الضعفاء للخروج من منازلهم ,
أليست هذه العيون التى باتت تحرس فى سبيل الله , وبلا أدنى مقابل , تستحق الشهادة ؟

ووالله إن المرء لا يملك إلا التعجب من هؤلاء النفر , سواء من أقوالهم العجيبة أو مواقفهم المتخاذلة الغريبة , أو الحقد غير المبرر على مخالفيهم ,
ولست أدرى حقا متى يسكت هؤلاء ؟!

والله المستعان

قديم 07-25-2011, 04:27 PM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبنا الكريم محمد جاد الزغبي المحترم

إنه والله ليندى الجبين حزناً وتأسفاً على ما يحصل . .
ولكن تمسكنا بديننا وبالله جل جلاله هو قوتنا الحقيقية . .
وفي كل ثورة فإن الغربلة التي تحصل بعدها تقويها وتعيد الأمور إلى مجراها الصحيح . .
ندعو المولى أن ينصر الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . .
إنه هو السميع المجيب . .

عزيزي . .
تقبل مني التحية والتقدير . .
بارك الله فيك وبعلمك . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 07-25-2011, 05:43 PM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك ,
وشكرا جزيلا صديقنا المفضال أحمد ,
ولا تأخذ كلامى على أن الوضع الحالى يؤلمنا ,
بالعكس ..
فرغم المشكلات إلا أن العمل والشعور بأن الشعب أصبح له يد ودرع فى مصيره
ويؤثر ويتأثر فى حكامه ,
أمر مطلوب جدا ..
وكما ذكرنا سلفا , الإضطراب أمر طبيعى بعد الثورات مهما طال
وعملنا اليوم ـ كمفكرين بالذات ـ أصبحت له قيمة , بعد أن انزاحت غمامة التسلط التى كانت تحجر على كل قلم
والله المستعان

قديم 09-23-2011, 05:10 PM
المشاركة 6
شريهان عبدالغفار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
المفكر والأديب الفاضل
أسعد الله مساءك بكل خير
كما تعودنا منك دائماً الطرح الجيد والرائع والمفصل لموضوعاتك الشيقة
أكثر الله من أمثالك
ألا توافقني الرأي ياسيدي الفاضل في أن هؤلاء لو التزموا الصمت منذ البداية لما ثار الشعب وقامت الثورة اتركهم ياسيدي يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون حتى يري الشعب حقيقتهم وأفكارهم المسمومه بدون تزييف إعلامي ،،،،
ولك جزيل الشكر
تقبل مروري

قديم 09-23-2011, 08:50 PM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك ,
وهؤلاء وأمثالهم واحد من أسباب ثورات الشعوب ,
والشعوب الواعية هى التى تنتهج نهج الثورة على المخادعين والمتسلطين وأعوانهم كما حدث فى الثورة المصرية ,
ومساحة الوعى الموجودة لدى الشعب منذ قيام الثورة هى داعى التفاؤل الآن لاتمام نجاحها بإذن الله

شكرا لمشاركتك

قديم 09-24-2011, 09:05 AM
المشاركة 8
أيمن عزيز الغانم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
.

أعتقد أن الخطأ بدأ من الثوار . فلا استراتيجية ولا تخطيط . فبمجرد سقوط مبارك ارتفع صوت الثأر والإنتقام بدل صوت إعادة البناء .

نصبح ونمسي وكأن الثورة المصرية قامت لمحاسبة مبارك وليس لصناعة مصر جديدة .

والحرس القديم من الصفوف الخلفية وجد نفسه مخدوماً بهذا العبث لانصراف الثورة وإشغالها بالمهم قبل الأهم .

كان على المصريين أن يبادروا لاعتقال كل مسئول عن ضياع مصر منذ ماسمي بثورة الضباط الأحرار 52 وإيداعهم السجن ثم التفرغ لوضع دستور جديد يتم على ضوئه محاكمة هؤلاء بدل إضاعة الوقت بمسرحية محاكمتهم وإذلالهم وكأنها الهدف الأسمى .

بدأ الثوار بأرحل . ثم انصرف الخطاب هل لازال في الغردقه أم هرب . ثم اقبضوا على جمال وعلاء . وأين تم سجنهم . وهل صحيح أن صفقة مع دول عربية لإنقادهم . وبعدها توالى الإنشغال حتى اصبحت صور جمال وعلاء وهم داخل السجن إنجازاً يستحق التوقف .

المصريون ليسوا هكذا . المصريون شعب متحضر ليس في أدبياتهم التشفي والإنتقام .

أعتقد أن مايحصل الآن هو أن الحرس القديم استطاع صرف الثورة عن هدفها الأساسي وبالتالي ضعف زخمها وتفرقت رؤيتها .

.

قديم 09-24-2011, 02:50 PM
المشاركة 9
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا بك الأخ الفاضل ..
وشكرا لمشاركتك

أعتقد أن الخطأ بدأ من الثوار . فلا استراتيجية ولا تخطيط . فبمجرد سقوط مبارك ارتفع صوت الثأر والإنتقام بدل صوت إعادة البناء

لا يا أخى الكريم ,
فالثورة مشكلتها ليست فى خطأ الثوار ولكن فى اختيار المعبرين عنها
فالثورة المصرية ثورة شعبية صميمة خرجت بلا قيادات محددة تحكم وتتفاعل بالمطالب الثورية ,
ولهذا أنابت الثورة عنها قيادة الجيش الكلاسيكية لتصبح هى المتحدثة باسمها ,
فالخطأ أن الثورة نجحت ولكنها لم تحكم , وهذا لا يتحمله الثوار

نصبح ونمسي وكأن الثورة المصرية قامت لمحاسبة مبارك وليس لصناعة مصر جديدة .

مطالب محاكمة مبارك ظلت فى حدودها منذ النداء بها ,
ومن الظلم البين أن نقول أن الثورة لم تقدممقترحات مصر الجديدة بل العكس هو ما حدث حيث اشتعلت الأفكار والأطروحات بشكل غزير من المجتمع وتطوع الكل لخدمة البناء القادم
والمشكلة تكمن فى أن الحكومة لم تكن على خطى الثورة السريعة ولم تمتلك مؤهلاتها ولا خيالها ,
فالأفكار ازدهرت والتنفيذ تعطل بالبيروقراطية وعدم الجرأة ,
وعلى كل ..
فهذا ليس أمرا داعيا ليأس أو قنوط بل هو مجرد اختلاف فى درجة التقدم ليس إلا
وكما قلنا من قبل فى موضوعنا ( تعلم كيفية الثبات .. ) أن ما يحدث من اضطراب بعد الثورات أمر طبيعى للغاية ومتوقع ,
ومن الخطأ الكبير النظر إليه على أنه اضطراب يمكن تفاديه ,
فهذا أمر من حقائق الحياة ,
إنما المطلوب يكون حصر خسائر الفترة الإنتقالية إلى أقصي مدى

على المصريين أن يبادروا لاعتقال كل مسئول عن ضياع مصر منذ ماسمي بثورة الضباط الأحرار 52 وإيداعهم السجن ثم التفرغ لوضع دستور جديد يتم على ضوئه محاكمة هؤلاء بدل إضاعة الوقت بمسرحية محاكمتهم وإذلالهم وكأنها الهدف الأسمى

هذا هو ما تحقق جزئيا
وهو ما يسمى بالإجراءات الثورية التى نادت بها الثورة وتعطلت عنها الحكومة
وهو ما استدعى الضغط المستمر لتقديم النظام القديم للمحاكمات بتهم الفساد السياسي وتفعيل قانون الغدر والعزل السياسي
وهو الأمر الذى يجد ممانعة من الثورة المضادة ومن بطئ المجلس الأعلى للأسف ,
وهو فى سبيله للحل بإذن الله

المصريون ليسوا هكذا . المصريون شعب متحضر ليس في أدبياتهم التشفي والإنتقام .

هناك فارق ضخم بين التشفي المذموم وبين الأخذ بالقصاص أخى الفاضل
فالأخذ بالقصاص هو سنة العدل الذى يقيم الدولة وبدونه لن تنجح الثورة ولا يمكن القول تحت ذريعة الالتفات للبناء أن نهمل القصاص والمحاكمة العادلة ,
فالمسألة فارق دقيق بين العنصرين ,

نسأل الله تعالى أن يمن بتوفيقه وكرمه على مصر وسائر بلاد الإسلام بما يعيد عهدهم المجيد



قديم 09-28-2011, 08:42 AM
المشاركة 10
أيمن عزيز الغانم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
.

عميدنا الفاضل
لاأختلف معك في الخطوط العريضة التي تفضلت بها . والعثرات التي تنتاب نجاح أي ثورة هي حقيقة تاريخية ليست عيباً مؤثراً أو عاملاً في اهتزاز الصورة . لكن المبالغة في محاكمة وليس ملاحقة رموز الفساد يؤخر اكتمال المنجز الذي يحتاج أصلاً للتركيز وإقفال الماضي .

القبض على مبارك وإيداعه السجن ضرورة لتحقيق العدل وإنزال القصاص لكن توقيت إدخاله المحكمة وعلى سريره تشفي بامتياز والثورة عمل شريف وبطولي ولا أعتقد أن صرف ( الفلاشات ) على المحاكمة في ظل ثورة وليدة سيخدمها .

ألحظ أن الكل ركب القاطرة السريعة للثورة لسرقة بعض وهجها وتسجيل نقاط في الوقت الضائع . حتى اليسار الديكتاتوري الذي حكم مصر بعد ثورة الضباط بدأ يعطي دروساً في الحرية والديمقراطية !!

لذا فقلوبنا معكم لتصل شقيقتنا الكبرى لبر الأمان .

إحتراماتي .

.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: لماذا لا يسكت هؤلاء ؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هؤلاء / الشاعر عمر أبو ريشة عبد السلام بركات زريق منبر مختارات من الشتات. 4 09-26-2021 04:16 AM
القصص النبوية من يكافئ هؤلاء ؟ أ محمد احمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-14-2015 07:02 PM
نتذكر هؤلاء....... عبدالحليم الطيطي منبر البوح الهادئ 5 06-13-2015 03:02 PM
قبل قليل.. سعودي يسكب البنزين على نفسه محاولًا الانتحار بالرياض علي بن حسن الزهراني منبر مختارات من الشتات. 0 09-11-2013 02:52 PM
على مثل هؤلاء ينزل المطر/ بقلم عبدالأمير البكّاء عبدالأمير البكاء منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 5 01-09-2012 10:54 AM

الساعة الآن 02:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.