قديم 10-21-2019, 06:26 PM
المشاركة 61
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
رأيت الحياة كمائدة القمار، فمن الناس من يخسر ماله ويخرج ينفض كفه، ومنهم من يخرج مثقلا بأموال غيره التي ربحها، ومنهم من يقوم على الطريق يمسح الأحذية، ومن يمد إليه حذاءه ليمسحه له، ومن ينام على السرير، ومن يسهر في الشارع يحرس النائم، ومن يأخذ التسعة من غير عمل، ومن يكد ويدأب فلا يبلغ الواحد، وعالم يخضع لجاهل، وجاهل يترأس العلماء، ورأيت المال والعلم والخلق والشهادات قسما وهبات، فرب غني لا علم عنده، وعالم لا مال لديه، وصاحب شهادات ليس بصاحب علم، وذي علم ليس بذي شهادات، ورب مالك أخلاق لا يملك معها شيئا، ومالك لكل شيء ولكن لا أخلاق له، ورأيت في مدرسي المدارس من هو أعلم من رئيس الجامعة، وبين موظفي الوزارة من هو أفضل من الوزير .. ولكنه الحظ، أو هي حكمة الله لا يعلم سرها إلا هو، ابتلانا بخفائها لينظر: أنرضى أم نسخط.
عباس مجاهد

قديم 10-21-2019, 06:27 PM
المشاركة 62
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
الدنيا :
هي كل شيء يشغلك عن الله وعن الآخرة .. فاحذروها

قديم 10-27-2019, 09:23 PM
المشاركة 63
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
الحياة ليست مشكلة لتُحل، ولكن واقع ليُعاش. -
سورين كيركغور

قانون الحياة الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه :
كل شيء دائما سيكون أسوأ مما كنت تعتقده.
دوروثي باركر

ما هو الطبيعي ؟ الطبيعي هو الشيء العادي ، المتوسط الذي يوجد منه ملايين النسخ ، إن الحياة ليست للعاديين بل تنتمي إلى الفرد النادر والاستثنائي الذي يجرؤ على أن يكون مختلفًا.
فيرجينيا اندروز

قديم 10-27-2019, 09:24 PM
المشاركة 64
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
إن الدنيا شيء واحد في الواقع؛ ولكن هذا الشيء الواحد هو في كل خيالٍ دنياً وحدها.

قديم 10-27-2019, 09:26 PM
المشاركة 65
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
تذكر ، الحياة مجرد لعبة ولا أحد يخرج منها حيًا.

ديفيد لي روث

قديم 10-29-2019, 11:27 PM
المشاركة 66
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
ثلاث في هذه الدنيا
يقول حكيم:
لا يجتمع الشقاء مع ثلاث :
البر :
"وبَرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا"
الدعاء :
"ولم أكن بدعائك رب شقيا"
"وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا"
و كثرة تلاوة القرآن :
"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"

قديم 10-30-2019, 07:35 AM
المشاركة 67
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
شكراً يا المها على مشاركتك الطيبة
لك المحبة

قديم 10-30-2019, 07:37 AM
المشاركة 68
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
قالت الدنيا لي :.....

ابن آدم مسكين ... لو خاف النار كما يخاف الفقر ... دخل الجنة
كانت أمنيتي أن تتمثل الدنيا أمامي ...
حتى أصارحها ... فأقتلها ...
فأكون قد تخلصت منها وأخرجتها من قلبي.

وبينما كنت أجلس وحدي تمثلت الدنيا أمامي

قالت الدنيا: ماذا تريد ؟ ها أنا ذا أمامك.

قلت وأنا متأسف: إنه ليحزنني أنني أحبك وأهواك، ولا أستطيع أن أتركك.

الدنيا: نعم إنه لشعور طبيعي، ومن
ادعى أنه لا يحبني فهو كاذب
فأنا من خلق الله تعالى، وأنا محبوبة إلى النفوس.

قلت: وكيف تقولين إن هذا شعور طبيعي؟

الدنيا: نعم إنه لشعور طبيعي،
ولكن
الخطأ الذي يقع فيه أكثر الناس
أنهم يقدمون أمري على أمر الآخرة.

قلت:وهل أنا منهم؟!

الدنيا: نعم، ولكن فيك صفات طيبة.

قلت:وكيف أعرف حقيقتك؟!

الدنيا: من قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
"الدنيا حلوة خضرة"
فقد وصفني النبي صلى
الله عليه وسلم بأني خضرة
ولكني بالنسبة للمؤمن سجن له
لقوله عليه السلام "
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر."

قلت: ولكني أعرف بعض المؤمنين يعيشون في نعيم ورفاهية!!

الدنيا: ليس المراد بالسجن هو السجن الحديدي الذي تفهمه
وإنما هو التقييد بما أمر الله ... وما السجن إلا قيد
ولهذا قال العقلاء :
يا ابن آدم أنت في حبس منذ كنت، أنت محبوس في الصلب
ثم في البطن، ثم في القماط، ثم في المكتب ،
ثم تصير محبوساً في الكد على العيال،
فاطلب لنفسك الراحة بعد الموت حتى لا تكون في الحبس أيضاً.

قلت: الله إنه لمعنى أدبي جميل...لقد فهمت الآن، ولكن ما سبب تسميتك بالدنيا؟؟

الدنيا: لو علم الناس معني اسمي لما فتنتهم زينتي.
إن اسمي له معنيان: من الدنو: أي قريبة الزوال والانتهاء.
ومن الدناءة: أي القبح إذا ما قارنتني بالآخرة.

قلت: وكيف أتعامل معك حتى لا أفتن؟!

الدنيا: إن هذا السؤال خطير تجعلني أبوح بسر من أسراري.
لأني أصطاد الناس أحياناً بالأموال ، وأحياناً بالنساء ، وأحياناً بالمناصب
وكذلك من زينتي، والزينة من صفاتها أنها مؤقتة
وهل رأيت يوماً زينة عرس دائمة؟ أو زينة عروس دائمة؟!

قلت: يا دنيا أجيبي عن سؤالي ولا تبتعدي، فكيف أتعامل معك ولا أفتن؟

الدنيا: مهلاً، يا صاحبي فلا تتعجل عليّ.
-ثم قالت: أهم صفة ينبغي أن تتوفر في الذي يتعامل معي هي:
(اليقظة والفطانة)
فأنا حاضرة الملذات وحاضرة الشهوات
فمن جعلني معبراً للآخرة فهو الناجي
ومن جعلني مستقراً فهو الخاسر
فأنا دار بلاغ ولست بدار متاع
وقد قيل : إياكم وما شغل في الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال ولا يفتح رجل على
نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب.

قلت: إذن سوف أعتزلك تماماً حتى أنجو.

الدنيا: ليس هذا الذي أردت،ولكن ينبغي أن تتعامل معي بحذر
وكلما فتح لك باب من الدنيا افتح أنت باباً للآخرة حتى لا تنسى نصيبك
منها وتعيش متزناً كما أمرك الله تعالى.

قلت:ولكن أخاف.

الدنيا: لا تخف وافهم كيف تتعامل مع زينتي
ولا تكن كما قيل : (لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار

قلت: وما معنى قطرب نهار؟

الدنيا: أي: هي الدويبة التي تجلس هنا ساعة وهنا ساعة
فلا تستريح نهارها سعياً.
وهكذا بعض الناس يتحرك في أمر دنياه ليل نهارولا يفكر في أمر الآخرة

(فأبن آدم مسكين لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة).

قلت:وبماذا توصيني؟

الدنيا: أوصيك بتذكر قول الله تعالى دائما.
"واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات
الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً".

وإن كنت تحذرني مرة ، فاحذرني بعد اليوم ألف مرة.

قلت: لا أظن أنك ستفتنيني بعدما تصارحنا؟

ضحكت الدنياوقالت : قالوا للغراب مالك تسرق الصابون؟
قال: الأذى طبعي.

وأنا أقول لك إن الفتنة طبعي، فأحذر أن تكون من عشاق الدنيا.
واحذر أن تكون جيفة ليل قطرب نهار.

ثم اختفت الدنيا فجأة.

فأخذت انادي... : يا دنيا .. يا دنيا... فلم يجبنى أحد.

ثم طأطأت رأسى وقالت: الحمد لله الذي وفقني لفهم حقيقة الدنيا

اللهم لآ تجعـــــــــل الدنيـــــــــــــا أكبـــــر همنـــــــــا
وأجعـــل القـــــرآن أنيســـا لنـا في وحدتنــــــــــــــا

قديم 10-30-2019, 07:43 AM
المشاركة 69
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
الدنيا فانية.. فلماذا هذا التعب؟!!
للكاتب / أحمد زمان


هل تستحق منا الحياة كل هذه المعاناة، وكل هذا الشقاء ما دام الإنسان مصيره إلى الموت؟

سؤال طرحه الكثير من الفلاسفة والمفكرين منذ آلاف السنين ومازال البحث عن إجابة له جاريا حتى عصرنا الحاضر.

لماذا نعمل؟ ولماذا ننتج؟ ولماذا نبدع؟ ولماذا نحرث ونحصد؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟، ما دام مصير كل ذلك إلى الفناء وإلى الهلاك؟

الإنسان يموت وكذلك الحيوان والنبات الذي يأكله.. الحضارات تقوم ثم تضعف وتتلاشى وتموت.. وشعوب كثيرة عاشت قرونا طويلة وسحيقة، ثم اختفت من الأرض.. فلماذا نتعب أنفسنا ونشقيها؟ ولماذا لا نمتع أنفسنا بهذه الأيام القصيرة لنا على هذه الأرض؟

الناس تتقاتل وتتصارع على كل شيء، على كسرة الخبز وعلى المنصب والوظيفة، وعلى قطعة الأرض وعلى حفنة من المال، وكل يكيد للآخر ويحفر له.. من أجل ماذا، ما دام كل هذا المكسب مصيره للزوال.. وما دامت الأمور ستصل بنا في النهاية إلى أن نترك كل ذلك وراءنا لنورثه إلى أبنائنا الذين لم يتعبوا فيه ولم ولن يعرفوا قيمته؟!

إنها حكمة الله في خلقه وفي الإنسان الذي أكرمه رب العالمين (ولقد كرمنا بني آدم).. إنه الفرق بين الإنسان والحيوان.. إنه صراع البقاء وصراع الحياة.. لا بد للدورة أن تكتمل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. أناس تولد وأناس تموت.. نحن نزرع ليأكل أبناؤنا من بعدنا، ونحن نبني لنعمر الأرض.. هذه هي رسالة الإنسان في إعمار الأرض.. فالحيوانات عاشت ملايين السنين دون أن تطور نفسها أو تطور الأرض التي عاشت عليها، ولذلك انقرض الكثير من أنواعها التي لم تستطع أن تكيف نفسها مع ظروف الطقس والمناخ، لكن الإنسان أمر بإعمار الأرض والسعي في مناكبها، فإذا ضاقت في مكان انفرجت في أماكن أخرى.. هذه هي دورة الحياة، وهذه هي زبدتها وحلاوتها الممزوجة بالمرارة والتعب والعناء.

ومن هنا تأتي كلمة «ثم» في القرآن الكريم لتعطي دلالات التتابع والاستمرار والخلود (وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور)، وقوله سبحانه وتعالى: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم).. فنحن وسائل خلقها الله العلي القدير لتحقيق غاية نبيلة، لكن الأمر كله بيد الله يصرف الكون كيف يشاء (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أي أمرنا بإعمارها وتطويرها حتى تستمر الحياة عليها ليوم حدده سبحانه، علمه عنده هو لا إله إلا هو، بعدها تزلزل الأرض وتفنى وتنسف الجبال نسفا وتفور المياه والبحار والمحيطات، لينتقل الإنسان إلى حياة أخرى دائمة لا نعلم عنها إلا النزر اليسير.

ونعود إلى السؤال الأول، هل تستحق منا هذه الحياة كل هذا التعب والشقاء ما دام الموت سيحصد كل شيء وسينهي كل أمر؟!

ولعل الإجابة نجدها في ثنايا القرآن الكريم، فالمؤمن هو الذي يأتي تصوره عن الحياة الدنيا موافقا لما في القرآن الكريم، فهو الذي يرى أن الدنيا مطية الآخرة، وهو من يرى أن الدنيا دار عمل وتكليف ويرى الآخرة دار تشريف (وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون).

قديم 10-30-2019, 07:51 AM
المشاركة 70
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
احذروا الدنيا الفانية
خطبة ل الشيخ د. : حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
الحمد لله الذي جعل هذه الحياة دارَ تكليفٍ وفناء، والآخرة دارَ جزاءٍ وبقاءٍ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعدَ عبادَه المتقين بالجزاء الأوفى، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه العبدُ المُصطفى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِهِ أهل البرِّ والتقوى.

أما بعد:
فيا أيها المُسلمون: أُوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-؛ فهي سبيلُ السعادة والفوز والنجاح دُنيا وأخرى.
عباد الله: إننا في زمنٍ عضُود، تغلَّبَت فيه المصالحُ الذاتيَّةُ عند كثيرٍ على القِيَم الدينية، وقُدِّمَت المنافعُ الشخصيَّة على المعايير الأخلاقية.
تحكَّم في النفوس حبُّ الدنيا، والاستغراقَ في السَّير وراءَ زخارِفها، أصبح الولاءُ عند كثيرٍ من الناس لهذه الدنيا الفانية، عليها يُوالون ويُعادون، ومن أجلها يُقدِّمون ويُؤخِّرون، بسببها يتصارَعون، ومن أجلِها ولتحصيلِها يتنازَعون.
معاشر المسلمين: إن أعظم المخاطر على دين العبد: السَّيرُ وراء حبِّ هذه الدنيا الفانية بدون ضوابط شرعية ولا قيود دينية.
من أشد الفتن على المسلم: التكالُب على متاع هذه الحياة الزائِلة، وجعْلُها الغايةَ والهدفَ بحدِّ ذاتِه دون رقابةٍ إيمانيَّةٍ، ومُراعاةٍ لأحكامٍ إسلامية.
نعم، معاشر المسلمين: من الفتن الخطيرة على المسلم: أن يجعلَ الدنيا أكبر همِّه، ومبلغَ علمه، ومحورَ سعيه، وغايةَ وجوده، يقول -جل وعلا- مُتوعِّدًا من هذا شأنُه: (وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) [إبراهيم: 2، 3]، ويقول -سبحانه- في هذا الشأن: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التغابن: 15].
قد تعوَّد نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- من هذه الحال المُزرِية، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "اللهم لا تجعل مُصيبتَنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا".
معاشر المسلمين: من غلبَ حبُّ دُنياه على حبِّ دينه، وقدَّم شهواته على طاعة مولاه؛ فقد وقعَ في حبائلِ الشيطان الجِسام، ومصائدِه العِظام، يقول ربُّنا -جل وعلا- ناهيًا المُسلمَ عن هذه السبيل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر: 5].
روى البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تعِسَ عبدُ الدينار، تعِسَ عبدُ الدرهم، تعِسَ عبدُ الخميصة، تعِسَ عبدُ الخَميلة، إن أُعطِيَ منها رضِي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ".
عباد الله: ما أحوجَنا في هذا العصر وقد طغَت فيه الحياةُ الماديَّةُ المُتوحِّشة، وعُبِد فيه الدرهمُ والدينارُ، وتحكَّمَت المناصبُ والولايات على نفوس بعضٍ، فأغوَتهم عن سَنن الشريعة وطريق العدالة؛ ما أحوجَنا جميعًا إلى مراجعةٍ للنفوس، ومُعالجةٍ لأمراضها الخطيرة، وأدوائِها القبيحة، مُتذكِّرين مواعِظ الوحيَيْن، مُمتثِلين لقِيَمهما، سالِكين رِضا الرحمن الرحيم، مُهتدِين بسُنَّة النبي الكريم -عليه أفضل الصلاة والتسليم-.
إخوة الإسلام: اسمَعوا لهذه الآية سماعَ تذكُّرٍ وتدبُّرٍ، سماعَ استِجابةٍ وانقِيادٍ، يقول -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يونس: 7، 8].
تعقَّلُوا -رحمكم الله- حديثًا جليلاً من سيدِنا ونبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتذكَّر الدنيا، نتذكَّرُ الفقرَ ونتخوَّفُه، فقال: "آلفقرَ تخافُون؟! والذي نفسي بيده؛ لتُصبَّنَّ عليكم الدنيا صبًّا، حتى لا يزيغَ قلبَ أحدكم إزاغةً إلا هي"؛ أي: إلا هذه الحياة، "وايْمُ الله! لقد تركتُكم على مثل البيضاء، ليلُها ونهارُها سواء".
حديثٌ عظيمٌ، علَمٌ من أعلام النبوَّة، يُعالِجُ وضعَنا الخطيرَ في هذا الزمان، حديثٌ يُبيِّنُ أن أسبابَ المَيْل عن الحقِّ، وأن أشدَّ عوامل الانحِراف عن الطريق المُستقيم، وأن أعظم أبواب الفتن: تحكُّم الدنيا في القلوب، والإغراق في نَيْل شهواتها الفانِية، ولذَّاتها المُضمحِلَّة.
إن تعلُّق القلوب بالدنيا وملذَّاتِها إن لم يكن محكومًا بالحقائِق الإيمانية، والأخلاق الإسلامية؛ فإنه يجرُّ العبدَ إلى كل صفةٍ ذميمةٍ وفعلةٍ قبيحةٍ، وإلا فهل بخِلَ من بخِلَ عن الزكاة المفروضة إلا بسبب حبِّ الدرهم والدينار؟! هل حصلَ ظلمُ العباد إلا بسبب تغليبِ هذه الدنيا الفانِية وحبِّ شهواتها المُضمحِلَّة؟! هل ارتكَسَ بعضٌ في جريمةِ الكذِبِ والغشِّ والخِداع والحسَد إلا بسبب سيطرة هذا الحُطام الفانِي؟!
فحبُّ الدنيا رأسُ كل خطيئةٍ، حبُّ الدنيا لِذاتِها بدون تقيُّدٍ بأحكام الإسلام رأسُ كل خطيئةٍ، روى البخاري عن أبي سعيدٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أكثرَ ما أخافُ عليكم: ما يُخرِجُ الله لكم من بركات الأرض". قيل: وما بركاتُ الأرض؟! قال: "زهرةُ الدنيا".
فيا معشر المسلمين: ألا نتعقَّلُ، ألا نتذكَّر في حقيقة هذه الدنيا، وأنها دارٌ محفوفةٌ بالمصائِب، مليئةٌ بالرَّزايا، مُحاطةٌ بالمخاوِف والمخاطِر؟! هل من العقل السليم والمنهَج القوِيم أن نغترَّ بزخارِفِها وبهارِجِها الخدَّاعة عن نَيْل وطلب الدار الباقية؟!
ألستَ -أيها المخلوق- إلى فناءٍ مُحقَّق؟! ألم تستبصِر أن دُنياك مثلُ فيءٍ أظلَّك ثم أذِن للزوال؟!
يقول ربُّنا -جل وعلا-: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].
فوالله ما أقبلَ عليها امرؤٌ مُعرِضًا عن أوامر الله -جل وعلا-، واقعًا في نواهِيه، وما أقبلَت عليها أمةُ الإسلام مُبتعِدةً عن منهج الدين إلا كانت الندامةُ عظيمة، والعاقبةُ والحسرةُ كبيرة.
ذُكِر أن أحد الملوك جُمِعَت له الدنيا في زمانِه، فنالَ من حلالِها وحرامِها، وما تشتهِيه الأنفُس، فعندما وافاه الأجلُ تذكَّرَ حالَه في الدنيا وما آلَ إليه مصيرُه، فقال: يا ليتني لم أملِك هذا المُلك وكنتُ عسيفًا -أي: أجيرًا-، أو راعيًا في غنَمٍ.
فيا أيها المسلم، يا أيتها الأمة المسلمة: لا تُساوِمي على دينك بشيءٍ من زخارِفِ هذه الدنيا ولو كان عظيمًا، تكن السعادةُ والعزَّة والاستقرار والأمن.
يا مَن أعمَته الدنيا وآثرَ حُطامَها، فسفَك الدماَء المعصومة، وهتَك الأعراضَ المصُونة، وسلَبَ الأموالَ المُحترَمة، كلُّ ذلك من أجل هذه الدنيا: لقد أجرمتَ جُرمًا عظيمًا، وعصيتَ جبَّارًا كبيرًا، فراقِب ربَّك، وعُد إلى رُشدك، وتذكَّر مصيرَك.
يا مَن غرَّته هذه الدنيا، فسعَى لجمعِها من الحلال والحرام! اتَّق اللهَ قبل فواتِ الأوان، قبل مُفارقَة المال والأهل والأوطان.
يا مَن يتعاملُ بالرِّبا وينشُره في التعامُلات بين المُسلمين: خفِ اللهَ -جل وعلا-، واحذَر سخطَه، فأخذُه أليمٌ شديدٌ.
يا مَن أطلقَ العَنانَ من أبناء المُسلمين لقنوات الفضائِح ونشرِها بين إخوانِه المُؤمنين: تُب إلى ربِّك، تذكَّر قولَ الله -جل وعلا-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [النور: 19].
يا أحبابَ القنوات الماجِنة: ألم يأنِ أن ترجِعوا إلى ربِّكم وأنتم ترَون الفتنَ تُحيطُ بالمُسلمين من كل جانبٍ؟! ألا تخشَون من عقوبةٍ عاجِلةٍ في مالٍ أو في نفسٍ، أو من عاقبةٍ سيئةٍ في الآخرة؟! فحينئذٍ لاتَ حين ساعة مندَم.
ربُّنا -جل وعلا- يقول عن الذين طغَوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، قال ربُّنا -جل وعلا-: (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 13، 14].
يا مَن زيَّنَت له نفسُه الأمَّارةُ بالسوء المُتاجَرةَ بالوظيفة، فأصبحَ من المُرتَشين المُفسِدين: تذكَّر لعنةَ الله على هذه الأعمال الإجرامية، والأعمال القبيحة. اعلَم أن ما تأخذُه نارٌ وشنارٌ وعارٌ، فبادِر بالتوبة، وعاجِل بالأوبَة.
يا مَن يغشُّ في تنفيذ المشاريع العامَّة التي تختصُّ جميعَ المُسلمين: إن جمعتَ بسبب هذا الغشِّ أموالاً طائِلةً ودُنيا ضخمة، فاعلَم أن ما لك منها إلا ما أكلتَ وشربتَ ولبِستَ، واعلَم حينئذٍ أن اللهَ لك بالمِرصاد، فحريٌّ أن تُبتلَى بعقوبةٍ عاجِلة، ما يُنتظَر من الوعيد الشديد في الآخرة لمن هذا عملُه.
وإلا فغشُّ المُسلمين جميعًا أمرٌ عظيمٌ، جُرمٌ جسيمٌ، كما دلَّت عليه النصوصُ الشرعيةُ، والبعضُ يتهاوَنُ بهذا؛ لأنه قد يكون ليس عليه رقابةٌ من المخلوق، وينسَى رقابةَ الخالق.
يا مَن يتربَّحُ بوظيفته في الأموال العامَّة التي هي للمُسلمين سابقًا ولاحِقًا: تذكَّر الآخرة، اعلَم أنك مُفارِقٌ هذه الدنيا الفانِية، ومُقبِلٌ على دارٍ باقِية، تذكَّر موقفَك أمام الملِك الجبَّار، تذكَّر السؤالَ في القبر، تذكَّر أن كل مُسلمٍ من الأجيال الحاضِرة والمُستقبَلة سيكون خصمًا لك فيما تلاعبتَ فيه من الأموال العامَّة.
ألم يقُل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "كلُّ لحمٍ نبَت من سُحتٍ فالنارُ أولَى به، إن أقوامًا يتخوَّضُون في مالِ الله بغير حقٍّ، فلهم النارُ يوم القيامة".
يا مَن غرَّه منصِبُه فأصبحَ يظلِمُ من أجل البقاءِ في هذا المنصِب والمُحافَظة عليه، فتجِدُه يُؤذِي من يُعادِيه من الخلق، وينفعُ بهذا المنصِب من يهوَى لقرابةٍ أو صداقةٍ: اعلَم أن المنصِبَ لا يبقَى. إن الوظائف -كما قال القائلُ-:
إن الوظائفَ لا تدومُ لواحِدٍ *** إن كنتَ تُنكِرُ ذا فأينَ الأولُ؟!
إن الأيامَ دُوَل، فإياك -يا صاحبَ المنصِب- من تصرُّفات الخِيانة، وتضييع الأمانة؛ فالمنصِبُ من الولايات العامَّة إنما هو لتحقيق مصالِح المُسلمين، ودرء المفاسِد عنهم، فإياك أن تُحابِي أحدًا عن أحد، أو أن تجعلَ المنصِبَ غنيمةً لمصالِحك ومصالِح أقارِبك.
كُن أمينًا في تصرُّفاتك، عدلاً في أفعالك وقراراتك، فلئن غفلَت عينُ المُراقبة النِّظاميَّة عنك، فاعلَم أن ربَّك يعلمُ خائِنةَ الأعيُن وما تُخفِي الصدور؛ فشرُّ الناس من ضرَّ دينَه بنفع دُنيا غيره، ولا يهلَكُ على الله إلا هالِكٌ.
قال -صلى الله عليه وسلم-: "كل الناسِ يغدُو؛ فبائِعٌ نفسَه فمُعتِقُها أو مُوبِقُها". رواه مسلم.
أي: كل إنسانٍ يسعَى بنفسِه في هذه الحياة؛ فمنهم من يبيعُها لله -جل وعلا- بطاعتِه والتقيُّد بأوامره، فيُعتِقَها حينئذٍ من العذاب، ومنهم من يبيعُها للشيطان وللدُّنيا والهوَى، باتباع ذلك وتغليبِه على أمور دينِه، فيُوبِقَها حينئذٍ؛ أي: يُهلِكُها.
أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.







مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.