احصائيات

الردود
0

المشاهدات
243
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,312

+التقييم
0.69

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
09-10-2023, 04:34 AM
المشاركة 1
09-10-2023, 04:34 AM
المشاركة 1
افتراضي قصة بومبي
بسم الله الرحمن الرحيم









نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



بومبي (بالإيطالية: Pompeii)‏ أو پُمْپِيِي هي مدينة رومانية كان يعيش فيها حوالي عشرون ألف نسمة، واليوم لم يبق من المدينة إلا آثارها القديمة. تقع المدينة على سفح جبل بركان فيزوف الذي يرتفع 1,200 متراً عن سطح البحر، بالقرب من خليج نابولي في إيطاليا.

ثار البركان ثوراناً هائلاً مدمراً عام 79 م ودمر مدينتي بومبي وهركولانيوم. طمر البركان المدينة بالرماد لمدة 1,600 سنة حتى تم اكتشافها في القرن الثامن عشر.

بدأ البركان بالثوران في ظهيرة 24 أغسطس عام 79 محدثاً سحباً متصاعدة من الدخان كشجرة الصنوبر غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس. حاول سكان المدينة الفرار بعضهم عن طريق البحر ولجأ بعضهم إلى بيوتهم طلباً للحماية. ذلك اليوم كان معداً لعيد إله النار عند الرومان، شاهد العيان الوحيد كان «بليني الصغير" الذي وصف سحب متصاعدة والبركان يقذف نيران هائلة وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وارتفاع لمستوى سطح البحر أو ما يعرف اليوم بتسونامي، وتحول النهار إلى ليل معتم في المدينة، وقد قام عمه»بليني الأكبر“ بالتوجه إلى البحر لرصد الظاهرة، ولكنه توفي من أثر الغازات المتصاعدة.

فقدت المدينة حتى عام 1738 حين اكتشفت هركولانيوم وتلتها مدينة بومبي عام 1748. واكتشف فيها الضحايا موتى في أوضاعهم التي كانوا عليها، واكتشف طابع المدينة الغني والترف وفترة الإمبراطورية الرومانية والعمارة والحياة الاجتماعية وغيرها.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تاريخ المدينة

مدينة بومبي كانت واحدة من أكثر مدن العصور القديمة سحراً. فتلك المدينة الصغيرة التي تقع على منحدرات بركان فيزوف بجنوب إيطاليا حظت بأوقات مجد عظيمة خلال الإمبراطورية الرومانية. لكن تاريخ المدينة بعيد كل البعد عن كونه أسطورة مجد. بل كانت وستظل دائماً صدى لمأساة تحجرت في الذاكرة التاريخية للإنسانية.

المدينة المكتشفة تقدم لمحة عن الحياة الرومانية في القرن الأول، حيث تجمدت في اللحظة التي طمرت فيها في 24 آب 79 من الميلاد. المنتدى، والحمامات، والعديد من المنازل، وبعض الفيلات خارج المدينة مثل فيلا الألغاز لا تزال محفوظة بشكل جيد. قد تم الاحتفاظ بتفاصيل الحياة اليومية. على سبيل المثال، على أرضية أحد المنازل (في Sirico)، النقش الشهير Salve, lucru ("مرحبا بكم، والربح") يشير إلى وجود شركة تجارية مملوكة من قبل اثنين من الشركاء، سيريكو ناميانس (ولكن يمكن أن يكون هذا كنية، حيث أن ناماس تعني "عملة واحدة؛ المال). وفرت منازل أخرى التفاصيل المتعلقة بالمهن والفئات، مثل مغسلة العمال (مغسلة غير مذكورة). تم العثور على جرار النبيذ تحمل ما هو على ما يبدو أقرب طرق التسويق المعروفة في العالم (من الناحية الفنية مزيج)، فيزيوفينيم (الجمع بين فيزوف والكلمة اللاتينية للنبيذ، VINUM)

والعديد من كتابات منحوتة على الجدران وداخل الغرف يوفر ثروة من المعلومات المتعلقة اللاتينية الفجة، وهو شكل من اللاتينية المتحدثة بالعامية بدلا من اللغة الأدبية للكتاب الكلاسيكيين.

في 89 قبل الميلاد، وبعد الاحتلال الأخير للمدينة من قبل الجنرال الروماني لوسيوس كورنيليوس سولا، تم ضم بومبي أخيرا إلى الجمهورية الرومانية. خلال هذه الفترة، خضعت بومبي لعملية واسعة من تطوير البنية التحتية، تم بناء معظمها خلال فترة اغسطس. وتشمل هذه التطويرات بناء المدرج، وهو في وسط حلبة المصارعة بركة السباحة (حمام سباحة) والقناة التي وفرت المياه لأكثر من 25 من نافورات الشوارع، وما لا يقل عن أربعة من الحمامات العامة، وعدد كبير من المنازل الخاصة ال (فيلات) والشركات. وقد شهد المدرج من قبل علماء جدد كنموذج لتصميم متطور، وخاصة في مجال السيطرة على الحشود.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ترف المدينة

كانت تكثر فيها بيوت الدعارة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة. واللافت للنظر بشكل خاص أن سكانها كانت تمارس طقوس عبادة غريبة خاصة بالجنس، وقد اكتشف علماء الآثار العديد من اللوحات الجدارية والتماثيل والفسيفساء التي تظهر التقنيات وحتى المهارات التي تمتلكها كل عاهرة.

يوضح لنا تاريخ مدينة بومبي أنها كانت مدينة عالمية وملجأ للعديد من النبلاء الرومان الذين كانوا يبحثون عن المتعة في إجازاتهم.

ولكن لا تتوقف سمعة هذه المدينة على السياحة فحسب، بل كانت الصناعة والتجارة لا تقل أهمية عن المجال السياحي، حيث كان من الضروري الحفاظ على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​بأكمله محدثاً. لذا فإن هؤلاء النبلاء كانوا يقومون بأعمالهم التجارية ومن ثم يستريحون ليستمعوا بالشمس والبحر، والمناظر الطبيعة الخلابة. لكن يبدو كل ذلك وكأنه كان حلماً رائعاً استيقظ منه سكان مدينة بومبي على كابوس فظيع. فماذا حدث؟ ترتبط المأساة التي حدثت في مدينة بومبي ببركان فيزوف العظيم الذي أهلك كل من كان يعيش في هذه المدينة. دعونا نسافر عبر الزمن إلى الوراء لنتعرف على قصة مدينة بومبي وحكايتها مع البركان العظيم.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


القصة

تبدأ قصة مدينة بومبي في 20 أغسطس عام 79 ميلادية كان صباح صيفي صافٍ بدأت فيه الأرض تهتز فجأة. وفي تلك اللحظة، تذكر سكان المدينة على الفور ما حدث قبل 16 عاماً، عندما استيقظ بركان فيزوف مرة أخرى، وهدم العديد من مباني المدينة. لكنهم الآن لم يشعروا بالخوف، فلقد اعتاد سكان المدينة على هذه الهزات الأرضية بين الحين والآخر. فبركان جبل فيزوف كان يطلق تحذيرات دوماً للتهديد ولكنه لم يكن ينفذ تهديداته أبداً. ومرت الأيام بهدوء ولم يحدث شيئاً.

وفي يوم 24 مايو من العام نفسه كان فجر الصباح صامتاً والهدوء يعم المدينة بأكملها. لكن لم يكن أهل بومبي على علم بأن هذا اليوم سيتغير فيه تاريخ مدينتهم إلى الأبد. ففي ذلك الصباح لم تعد الطيور تشدو بأغانيها، ولا صوت يعلو فوق نباح الكلاب وصهيل الخيول الهاربة من إسطبلاتها. وفجأة صرخت السماء صرخة مدوية أيقظت سكان المدينة الهادئة. كان صوت الرعد آتياً من أحشاء جبل فيزوف الغاضب. وقبل أن يدرك سكان المدينة ما يحدث كانت ألسنة النيران والرماد والحجارة فوق رؤوسهم في الشوارع والمنازل.





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لم يستوعب سكان المدينة ما يحدث، وفجأة غطت السحب المدينة لتبدو وكأنها في ظلام الليل. لكن أسوأ ما في الأمر أن الحجارة المنصهرة وقذائف اللهب القادمة من البركان كانت تسقط على رؤوس الذين كانوا في الشوارع فتحولهم في التو واللحظة إلى تماثيل لا حياة فيها. عندما شاهد الناس ما يحدث ركض البعض منهم تجاه الميناء للفرار من هذه الجحيم عبر القوارب. لكن البعض الآخر رفض أن يترك ممتلكاته وقرروا البقاء في منازل في انتظار انتهاء كل شيء.

هؤلاء الذين قرروا المكوث في منازلهم والاحتماء بها من ألسنة اللهب كانوا يعتقدون أنهم في منأى عما يحدث بالخارج وأن الأمر سينتهي، لكن لم يدركوا أن امر الله نافذ و لن ينجو من ثوران البركانود و لن يصمت إلا بعد أن يحمل معه أرواح الجميع.

لقد مات الجميع مختنفين ودفنوا أحياء في منازلهم. كان عدد سكان مدينة بومبي في ذلك الوقت يقدر بحوالي 15000 نسمة، لكن علماء الآثار عثروا على 2000 جثة فقط، والتي لا تزال متحجرة تحت الرماد حتى يومنا الحالي.

وبمعنى أخر يمكننا القول بأنه تم طهي هؤلاء الأشخاص وهم أحياء. وسرعان ما دفنت المدينة بأكملها تحت رماد هذا البركان.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شهادة الناجي الوحيد

قصة مدينة بومبي واحدة من المآسي العظيمة في التاريخ. لكن لم يعرف عن قصة مدينة بومبي خلال هذه المأساة إلا خلال القرن الثامن عشر وذلك من خلال شهادة الناجي الوحيد من هذه المحرقة وهو بلينيوس الأصغر الذي ترك وراءه العديد من الرسائل يشرح فيها ما حدث في 24 مايو عام 79 ميلادية. يقول بلينيوس الأصغر في رسائله:

“عندما بدأنا نهرب أدركتنا ظلمة قاحلة، لكنها لم تكن مثل ليلة غائمة غاب فيها القمر، بل مثل انطفاء مصباح الإضاءة في غرفة مغلقة. وفي تلك اللحظات تطرق إلى سمعنا أنين النساء، وبكاء الأطفال، وصراخ الرجال.

كان بعضهم يبحث عن والديه، والبعض الآخر يبحث عن الأطفال والزوجات. لقد تعرفوا على بعضهم البعض من خلال أصواتهم. كان الموت يحوم حول الجميع. ورفعوا أياديهم إلى السماء في تضرع لكي ينجو من هذه الجحيم. لكن معظمهم اعتقدوا أنه لم يعد هناك آلهة، وأن الظلام قد حل على العالم إلى الأبد”.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بومبي اليوم

إن تاريخ مدينة بومبي المأسوي يقبع خلف شوارعها في يومنا الحالي. لقد توقفت المدينة عن الحياة منذ ألفي عام، لكنها اليوم تمثل أهم موقع أثري للحضارة الرومانية. وعلى الرغم من وجود العديد من الاكتشافات التي تم العثور عليها بين أنقاضها، إلا أنها تظل جنة حقيقية للباحثين وعلماء الآثار.

لذا فالاكتشافات لا تزال جارية في بومبي، حيث تبرز المباني المهيبة واللوحات الرائعة وتكشف عن بيانات حول تاريخ المدينة ونهايتها المأساوية.



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لماذا يعتقد البعض أن مدينة بومبي هي مدينة قوم لوط؟

اعتقد البعض أن مدينة بومبي هي مدينة قوم لوط لأن عقاب قوم لوط كما ذكر في القرآن يتشابه بصورة أو بأخرى مع ما حدث في مدينة بومبي من سقوط الحجارة البركانية والحمم فوق رؤوس السكان. يقول الله تعالى في قرآنه الكريم: “فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها، وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود[1]“. ومن هنا جاء التشابه.

الأمر الأخر هو اكتشاف علماء الآثار العديد من اللوحات الجدارية والتماثيل والفسيفساء التي تظهر أن البعض كان يمارس طقوساً دينية معينة تتعلق بممارسة الجنس. كما أن المكتشفات الأثرية أثبتت وجود العديد من بيوت الدعارة في مدينة بومبي. لكن هذه البيوت كانت موجودة بصورة طبيعية في أغلبية مدن الإمبراطورية الرومانية، ولم يحدث في هذه المدن مثلما حدث في مدينة بومبي. لذا لا علاقة مطلقاً بين قوم لوط وبين أهل بومبي.

في الختام لابد من الإشارة إلى أن ما حدث في مدينة بومبي لا نعلم عنه الكثير، ومازالت الدراسات والأبحاث تسير على قدم وساق للكشف على ألغاز قصة هذه المدينة التي اختفت فجأة من الأرض لقرابة الألفي عام. وربما تكشف الدراسات عن أمور أخرى لم نكن نعرفها.






منقول



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة بومبي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بومبي أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 08-15-2022 06:43 AM

الساعة الآن 08:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.