احصائيات

الردود
0

المشاهدات
3556
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
04-02-2014, 08:05 AM
المشاركة 1
04-02-2014, 08:05 AM
المشاركة 1
افتراضي الشاعر والناقد الأردني ‘مهدي نصير’:الكتابةُ تمرين يومي على التمرُّد حاوره نضال القاسم
الشاعر والناقد الأردني ‘مهدي نصير’: الكتابةُ تمرين يومي على التمرُّد

حاوره: نضال القاسم
April 1, 2014
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مهدي نصير شاعر منفرد بذاته، ولهذا كان حرصه شديداً لتطوير نصه بنيةً ومحتوىً وإيقاعاً ورؤية. كل ذلك جعله يلمع في المشهد الأدبي الأردني أولاً وخارجه ثانياً. وبسبب فهمه العميق للشعر، فقد خلق نصير لنفسه قاموساً شعرياً خاصاً لا يذكّر بالنمط الشائع من قصيدة النثر.. ولن يجد القارىء كبيرَ عناءٍ في الإمساك بخصوصيّة نصير في أية قصيدة كتبها. لكنَّ نصير وهو يكتب بقلبه، لا يتخلّى عن حساسية شخصية في اِختيار المفردة..فهو يراقب قاموسه باستمرار، وربَّما كان الهمُّ الأكبر القابع خلف نصوصه الشِّعرية هو البحث عن الحريَّة والجَمال الإنساني.

صدرت له عدة دواوين شعرية منها: (أساطير)- عن منشورات أمانة عمّان الكبرى عام 2006م،(مئة نشيد لأقمارها الهائجة)- 2007م، (تحولات أبي رُغال الثقفي)- 2009م، (قراءة في نقش صحراوي)- عن أزمنة 2011م، شكلّت هذه الدواوين نقلة نوعية في لغته الشعرية، في صورها ومفرداتها وتراكيبها وبنيتها، وربما في شكلها ومضمونها، حيث تم فيها الانزياح والانحياز إلى قصيدة النثر، بما يستتبع ذلك من تأثيرات في بنية قصائده شكلاً ومضموناً.

كيف هجست بالكتابة، أول مرة، وماذا عن ديوانك الأول (أساطير)؟!
هاجسُ الكتابةِ تسلَّلَ إليَّ باكراً، عبر الشغف بالقراءة والبحث والقلق والتمرُّد على واقعٍ كانَ وما زال قاسياً، كانت الكتابةُ تمريناً يومياً على التمرُّد والبحث عن واقعٍ أجمل أو أقلَّ قسوةً، الكتابةُ ردُّ فعلٍ على واقعٍ خَـرِبٍ وهَرِمٍ وبائسٍ، متسلِّطٍ وعنين.
مجموعتي الشعرية الأولى ‘أساطير- مئة بكائية لبغداد’ كُتبتْ بمعظمها في عام 2003م، إثر سقوط بغداد، بلغة مصدومة مضيتُ أبحثُ عن الأسطورة يائساً من واقع الهزيمة ربما أجد تفسيرا لما حدث ويحدث حولي، ربما تفتحُ لي نافذةً تطل على واقعٍ ممكنٍ وغائبٍ، مضيت أبحث عن أسطورةٍ عايشت هزيمتها محاولا قراءة كيف ولماذا؛ لا أزال أبحث وأنقب، ما زلتُ أبحثُ وأُنقِّبُ في أساطيرنا المهزومة والمقتولة والموؤدة علَّني أجدُها وأجدُ لها مكاناً بينَ أساطير الشُّعوب الحيَّة.

الكتابة الأدبية هل لها أن تؤدي رسالة اجتماعية، وأن تكون لسان حال الراهن، في تجليّاته المختلفة؟
النصُّ الشِّعريُّ ابنٌ للواقع ويتناص مع مكوِّناتِهِ وينبثقُ منها، النصُّ وليدٌ لمتغيِّراتٍ كثيرةٍ: فيزيائيَّةٍ تنبثقُ من الواقعِ بتضاريسهِ الطبيعية والإنسانية، وثقافيةٍ تأخذ وتجادل الخصوصيَّة التراثية للأمَّة وتنفتح على حضارات وثقافات الشعوب وتُجادلها أيضاً بمحبَّةٍ وقبولٍ واحترام، وأيدلوجيَّةٍ تُعبِّر بشفافيَّةٍ وشعريَّةٍ عن هموم الأمَّة السياسيَّة، وشخصيَّةٍ ذاتيَّةٍ تتعلَّق بتجارب الشاعر الإنسانية والفردية، لكن على النص أن يصهرَ هذه المتغيِّرات ويُعيدُ تشكيلها ويحاورها ويعمل على تغييرها في صيرورةٍ شِعريَّةٍ تنزعُ دائماً نحوَ ما هوَ أجملَ وأسمى.
والنصُّ الشِّعريُّ ليسَ وعظيَّاً وأخلاقيَّاً، إنَّهُ جدلٌ دائمٌ وصيرورةٌ متحوِّلةٌ ومتحرِّكةٌ، تُحرِّكُ ما استقرَّ واستنفذ أغراضَ وجوده وتنقله لمدارٍ إنسانيٍّ أعلى، نحو الارتقاء و التقدُّمِ للقيم النبيلة للإنسان وللتاريخ والبحث عن ولاداتٍ جديدة؛ وهوَ كذلك ليس تعبيراً مباشراً عن الواقع الراهن، الواقع أحد محركاته الكبرى.

مالذي يؤرق الشاعر إنسانيا وفنيا؟
الشِّعرُ إذا لم يحمل همَّاً إنسانيَّاً يفقدُ الكثيرَ من قيمته ومن جدواه ومن حضورهِ في المشهد الإنسانيِّ والوطنيِّ، ويفقدُ دوره في التغيير البطيء للتاريخ نحوَ طوباوياتٍ إنسانيَّةٍ يحتاجها التاريخ البشريُّ ليستمر. ما يؤرقني هو كيفية خروج المجتمعات العربية المتخلِّفة والمستَلَبة والعاجزة من مأزقها التاريخيِّ العميق الذي تعيشهُ الآن. أرقي الشعري اليومي هو التحرُّر من العبوديةِ للغرب الاستعماري والعسكري والمنافق والمزدوج المعايير واللا أخلاقي بين ما يدعو إليه في بلاده وبين ما يدعمه في بلادنا، وهذا لا ينسحب على الثقافة الغربية بمكوِّناتها الإنسانية التي هي أيضاً ترفض هذا الطغيان الامبريالي لاستعباد شعوب العالم الفقيرة والمنكوبة.
أيضاً يؤرقني هم التحرُّر من الهجمة الاستيطانية الغربية الصهيونية التي تعمل جَهاراً نهاراً على تدمير الشعب الفلسطيني والشُّعوبِ العربية وتدمير أيِّةَ إمكانياتٍ لنهوضٍ عربيٍّ بجانب العمل والبحث عن التحرُّر من الطغيان السياسي وكبتِ الحريات في الوطن العربي والتحرُّرُ من سرقة ثروات الشعوب العربية من حفنة زعاماتٍ عاجزةٍ ولا شرعيَّةَ لها.
وربَّما كان الهمُّ الأكبرُ القابعُ خلفَ نصوصي الشِّعرية هو البحث عن تحرُّرٍ حقيقيٍّ للمرأةِ العربية والذي يشكِّلُ المفتاح الحقيقيَّ والجدليَّ لتحرُّرِ الإنسان العربي والثقافة العربية والمجتمعات العربيَّة.
همِّي العميق سيبقى العمل من أجل خروج مجتمعاتنا العربية من نفقِ التخلُّف الإنساني العنيف الذي تعيشهُ، والخروج من هذا التمزُّق والتفتُّت الطائفي والمذهبي والديني والقطري والعشائري والذي ولَّدَ حركات التكفير والأصوليات المنفلتة والمتعصِّبة والعمياء والتي تقود مجتمعاتنا إلى الهاوية وإلى الخروج من حركة التاريخ والجغرافيا الإنسانية كقطيعٍ بهائميٍّ شرسٍ ومنبوذ.

الأسطوري مسيطراً على تجربتك الشعرية، لا يزال؟
يجبُ علينا أن نعترف بأنَّ أساطيرنا المؤسِّسة تعرَّضتْ للسطوِ والتشويه والتدنيس والشيطنة، وما عملتُ عليه في قصيدتي هو إعادة إنتاج هذه الأسطورة وإعادةُ قراءتها وترتيبِ أدوارها الحقيقيَّة التي تعرَّضتْ أيضاً لسرقة أدوار البطولة فيها، ومسح الغبار والردم الكثيف والمقصود تاريخيَّاً والذي أخفى قيمة هذه الأسطورة وأخفى الأبعاد الإنسانية العالية التي عبَّرتْ عنها وحَمَلتها.
سأعترف هنا أن هذا الظلم العميق الذي تعرضت له الأساطير العربية ما زال يسكن قصيدتي، فقد أعدتُ قراءة أسطورة البعل وعناة وإيل، وجلجامش وعشتار وأنكيدو، وأوزيريس وإيزيس وسيت، وأعدتُ قراءة أسطورة ثمود والنبي صالح والناقة وقيدار، كلُّ هذه القراءات تمت شِعريَّاً عبر الدخول إلى مكوِّنات الأسطورة وإعادة إنتاجِ علاقاتها الداخلية عبر قراءةٍ معاصرةٍ وعضويَّةٍ دون الإشارة في حالاتٍ كثيرة للأسطورة وأبطالها وبحيث يمكن قراءة النصِّ الشِّعريِّ دون ضرورة معرفة القاريء والمتلقِّي للأسطورة بمسمياتها المعروفة، وربَّما كان ذلك للخروج من المماحكة مع القراءات السائدة والتراثية والسَّلفية للأسطورة بالإضافة إلى القيمة الفنية الحقيقية التي يمتلكها النصُّ الشِّعري في حال قدرته على توليد الأسطورة عبر جدلها مع الواقع والثقافة السائدة لا عبر استدعاء إيحاءاتِ أبطالها الذي اعتادت القصيدة العربية على استخدامها غير المُنتِج لقصيدةٍ شعريَّةٍ حقيقيَّة.

أين يقف الآن، وكيف ينظر إلى موقعك في سياق التجربة الشعرية المعاصرة ؟

ببساطةٍ شديدةٍ ما زلتُ أحاول أن أكتبَ قصيدةً حقيقيَّةً تُعبِّر عني كإنسانٍ وتُعبِّرُ عن مجتمعي وشعبي وإنسانيتي بأصالةٍ وبعيداً عن اجترار تجارب الآخرين، ما زلتُ أحاولُ أن أحرثَ أرضي الخاصة وأن أُنبتَ فيها بعض انبثاقات حبي لهذه الأرض ولهؤلاء الناس الذين هم أهلي، أما موقع تجربتي في سياق التجربة الشِّعرية المعاصرة فما زالت تجربتي تبحثُ لها عن مكانٍ لم تصل إليه بعد.

ما رأيك بحداثة القصيدة العربية، وكيف تنظر إلى المشهد الشعري الراهن في العالم العربي؟ وكيف تنظر الى التجريب في الشعر؟
الشِّعرُ العربي والقصيدة العربية قطعت خلال الخمسين عاماً الماضية أشواطاً طويلةً في تحرير القصيدة العربية من قيودها ورتابتها، ربَّما كان بعضُ ذلكَ بفعل المثاقفة مع القصيدة الغربية ومناخاتها وانطلاقاتها ولكن كان أيضاً هناك براكين تعتمل في صدور الشُّعراء العرب الحقيقيين عبَّروا عنها دون وعيٍّ تنظيريٍّ كما فعل لاحقاً أدونيس وكمال أبو ديب، ولكنها عبَّرت عن وصول القصيدة العربية لبابٍ مسدودٍ ولا بدَّ لها من الخروج لفضاءٍ أرحب، بدأت هذه الحداثة على حياءٍ في قصيدةِ التفعيلة التي أبقت بنية العروض الخليليٍّ كأساسٍ للقصيدة الحديثة، ثُمَّ جاءت حركة الشِّعر الحر مع جبرا ابراهيم جبرا وتلتها بوعيٍ عميق حركة قصيدة النثر والتي بدأت تُثبتُ حضورها في الحركة الشعرية العربية المعاصرة وخصوصاً على يد شعراء كبار كأدونيس ويوسف الخال وأنسي الحاج وعباس بيضون وبسام حجار وسركون بولص وأمجد ناصر وغيرهم، وتجدر الإشارة هنا أن القصيدة العربية هي الشكلُ التراثيُّ الوحيد الذي استطاع الخروج على ثوابتَ تراثيةٍ ما زالت من المقدَّسات التي يُحرَّم الاقتراب منها.
التجريب في القصيدة العربية والذي قام به شُعراءٌ حقيقيّون تركَ أثراً في تطوُّر القصيدة العربية، أما التجريب العبثي والتقليد لتجارب من ثقافات أخرى فقد كان مصيرها الضمور والاختفاء.

كيف تصف علاقتك بالجماهير، وإذا لم يصل الشعر إلى الجمهور، إذن أين يكمن العيب؟
ربَّما أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي إمكانياتٍ جديدةً للتواصل مع القاريءِ والمتلقِّي مباشرةً دون الحاجة التقليدية لوسائل النشر الورقية، هذا الفضاء أعطى فرصةً للشِّعر أن يكونَ مكوِّناً ومُحرِّكاً للذوق والوعي العام، ولكن لكلِّ وسيلةٍ جديدةٍ سلبياتُها التي تُعيق أحياناً وتخلطُ الأوراق الغثَّة والسمينة وتضعها أحياناً في مركبٍ واحد.
وحتى يصلَ الشِّعرُ للجماهير وللتأثير بها وصوغِ وعيَها لا بدَّ من ثقافةٍ مجتمعيَّةٍ تبدأ من المدرسة والمناهج وترتقي إلى جامعاتنا ومنتدياتنا الثقافية ومسارحنا وموسيقانا التي عليها أن تتحاور مع الشِّعر وتحمله ويحملها للوصول إلى الناس والمجتمع والتأثير به وبوعيه.

من وجهة نظرك كشاعر وناقد، هل أنصفك النقد؟
أنا أعتقد أنَّ تجربتي الشِّعريَّة لم تُقرأ نقديَّاً بشكلٍ عميقٍ حتى الآن، وإن قام عددٌ من النقَّاد والمثقفين بقراءة جوانب من هذه التجربة ومنهم الناقد العراقي طراد الكبيسي، والدكتور زهير توفيق والدكتور غسان عبد الخالق، والناقد والشاعر محمد سلاَّم جميعان، والناقد والشاعر نضال القاسم، والناقد والشاعر غسان تهتموني وغيرهم، وهذه القراءات تناولت جوانب من التجربة الشعرية في بعض إصداراتي الشِّعرية .
أما النقد الأدبي في الأردن فهو باختصارٍ وبدون الدخول بالتفاصيل نقدٌ متواطىءٌ وشلليٌّ وسطحيٌّ.

كيف يمكن إعادة تأويل التراث في النص الشعري بقراءات معاصره؟
سأجيبُ على هذا السؤال بإعادة صياغته ليكون : كيف يمكن إعادة قراءة التراث في النصِّ الشِّعريِّ بقراءاتٍ معاصرةٍ ؟ فقد آن الأوان للخروج من مأزق التأويل للتراث خوفاً من مواجهته إلى نقد التراث وإعادة قراءته دون أحكامٍ وسيوفٍ مسلَّطة، وللشِّعرِ دورٌ كبيرٌ في اقتحامِ هذا التابو غير المقدَّس، وقد مارس هذا الدور عددٌ من الشُّعراء في بعضِ أعمالهم وإن كانت محدودةً وتُمارسُ التُّقيةَ الشِّعرية أيضاً.

هل لا يزال الشعر ديوان العرب وشاغلهم،أم أن القصة والرواية باعتبارهما فنّاً مدينياً احتلا الساحة الأوسع؟
الشِّعرُ أيضاً فنٌّ مدينيٌّ وليسَ صحراويَّاً فقط ، فقد كانت قصيدة أبي نواس مثلاً معبِّرةً عن مجتمع مدينة بغداد وثقافتها وتنوُّعها السكاني والثقافي والطبقي أيضاً، وسيبقى الشِّعرُ ديوانَ التاريخ الإنساني برمَّتهِ، فلا شيءَ في الفنون كلِّها يوازي شاعراً حقيقيَّاً يعزفُ على أوتار الحزن والخوف والحبِّ والفرح الإنساني، وعلينا أن نلاحظ أنَّ كثيراً من الشُّعراء كتبوا الرواية بروحٍ وأجواءٍ شعريَّةٍ مستفيدين من تلك المناخات التي لا تمنحها اللغة إلا للشِّعر العالي والعميق.

بعيداً عن الشعر، كيف تراقب الوضع العربي الراهن، وما هو دور المثقف في التغيرات الجذريّة الحاليّة؟
المجتمعات العربية نثرتْ أحشاءَها المتعفِّنة منذ قرونٍ أمامها وراحت تتطلَّعُ في بلهٍ لحجم الخراب الذي يُعشِّشُ في التاريخ العربي والذي ظهرتْ كلُّ أمراضه التكوينيَّة على السطحِ وأمام العالم ، ظهرنا كقطيعٍ قادمٍ من عمقِ التاريخ تفاجأ بثقافات أخرى لم يستطع هزمها ولم يستطع استيعابها فوقع فعلياً عبداً لها وشكلياً مُهاجماً دونكيشوتياً لا يملكُ القدرةَ على الفعل الحقيقي والمواجهة مع الآخر المتسلِّط والمُسيطر.
وربَّما كان ما يحصل الآن في المجتمعات العربية إيجابياً إذ لا بدَّ لهذا المجتمعات الخائفة أن تواجه أمراضها وتُصارعها وتُعرِّيها حتى تتعافى منها ، وللمثقف العربي العضوي والحقيقي دورٌ كبيرٌ في توجيه بوصلة المجتمع وبقسوةٍ نحو أمراضه الحقيقية وأعدائه الحقيقيين.

متى تكتب، بمعنى، هل ثمة طقوس في كتابتك؟
ليس لديَّ طقوسٌ مُحدَّدةٌ للكتابة، وأكتبُ في ظروفٍ ومواقع مختلفةٍ ومتغيِّرةٍ، فأحياناً أكتبُ في المكتب، وأحياناً في الشارع، وأحياناً أصحو من نومي فَزِعاً لأكتبَ مقطعاً انبثقَ فجأةً، وكثيراً ما تُحافظ هذه المقاطع على صيغتها اللغويةِ التي انبثقتْ بها، ولا أقوم في معظم الحالات بتعديلاتٍ جوهريةٍ عليها إلا ما تقتضيه عضويَّة بناء النص وتشابك وتكامل مكوِّناته.

ما هي تخوم المحلية والعالمية في النص الشعري؟ وهل تطمح يوماً ما إلى العالمية؟
النصُّ الشِّعريُّ الحقيقي والحاملُ لجينات لغته وأنساغها وجدلياتها، والحاملُ أيضاً لجينات بيئته وأنساغها وجدلها الحقيقي مع الطبيعة والثقافة والتاريخ هوَ بالتأكيد نصٌّ عالمي، ولكن تبقى هنا قضية حضور لغة الشِّعر على المستوى العالمي ونشاط حركة الترجمة من وإلى هذه اللغة، وكذلك وجود مؤسساتٍ ثقافيةٍ وطنيةٍ تعمل على نشر ثقافتنا في المحافل الدولية ، وتعمل على التواصل بين شعرائنا ومثقفينا وشعراء ومثقفي العالم، كلُّ ذلك يُساعد النصَّ الشِّعريِّ الحقيقيِّ على الوصول إلى مستوياتٍ عالمية، وأطمح على المستوى الشخصي إلى أن يصل نصِّي وقصيدتي إلى جمهوري الأردني والعربي أوَّلاً.

ما هي القصيدة التي تتمنى أن تكتبها، ولم تكتبها بعد؟
أتمنى أن أكتبَ ملحمةَ التاريخ العربي بأساطيره وآلهته، بصباياه ونسائه، بشعرائه وموسيقيه، بغنائه ورجزه وحدائه وحداده، بحروبه وأبطاله، بانتصاراته وانكساراته، بِغُزاتهِ عبر التاريخ الطويل، بشعوبه وقبائله ودياناته، بحبِّه وضعفه وقوَّته، بمذابحهِ وثوراته، بتخلُّفهِ وبحثه المرير عن الانعتاق والتَّحرُّرِ.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر والناقد الأردني ‘مهدي نصير’:الكتابةُ تمرين يومي على التمرُّد حاوره نضال القاسم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السعادة / قصيدة الشاعر الأردني سعيد يعقوب ماجد جابر منبر مختارات من الشتات. 3 02-07-2021 03:47 PM
شواطئٌ حائره عبدالعليم زيدان منبر شعر التفعيلة 19 10-07-2020 10:23 AM
نضال........ ( مجموعة من القصص القصيرة جداً) عمرو مصطفى منبر القصص والروايات والمسرح . 2 11-25-2015 12:37 PM
الشاعر بسام صالح مهدي... ولنا مع الإبداع موعد تركي عبد الغني المقهى 6 07-17-2011 09:42 PM

الساعة الآن 03:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.