قديم 11-16-2011, 05:51 AM
المشاركة 311
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الاختبار الدقيق للقلب

إن من الاختبارات الدقيقة للقلب هو إرساله في ما يهواه من دون تكلف
ليعلم ( محطات ) هبوطه
( فاختيار ) القلب لمواقع الهوى الذي يلائمه هو الذي ( يعكس ) توجّه القلب
ومستوى ارتفاعه أو انحطاطه
وإن بلغ صاحبه من العلم النظري ما بلغ
فالقلب المـُغرم بالشهوات
عند إرساله من دون تدخل العقل في إقناعه بخلاف ميله
لهو قلب بعيد عن مدارج الكمال
لأن هذا الانتخاب التلقائي للقلب يدل على قبلته الطبيعية
وهي التي تحدد تلقائيا مسار العمل بالجوارح
وإن تكلف صاحبها خلاف ذلك
ولو ترك القلب على رسله فيما يهوى ويكره لقاد بالعبد إلى الهاوية
فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
16
11
11
الأربعاء 20 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-17-2011, 05:50 AM
المشاركة 312
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الطمع في مودة القلوب

إن الذي يطلب توجّـه القلوب إليه - طمعا في مودة القلوب لا مقدمة لسوقها إلى الحق - ينازع المولى في أعزّ ممتلكاته
فما دام القلب ( حرم ) الحق وعرشه
فليس من الأدب أبدا أن يسعى العبد ( لاجتذاب ) أزمّـة القلوب
منافسةً للحق في سلطانه
فهذا نوع غصب وسرقة قد تكون أشد ضررا من سرقة الأموال وغصبها
إذ أنها تحـدّ فيما يختص به الجبار
الذي لا يقوم لغضبه شئ في الأرض ولا في السماء .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
17
11
11
الخميس 21 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-18-2011, 05:43 AM
المشاركة 313
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مجمل شهوات الدنيا

إن شهوات الدنيا قد أجملها الحكيم المتعال
في النساء والبنين والأموال بأقسامها من المنقول وغيره ،
ويجمع ذلك كله :
الاستمتاع ( بالاعتبارات ) كوجاهة البنين والعشيرة ،
( والواقعيات ) كالاستمتاع بالنساء والأموال
وهذا مما يعين العاقل على مواجهة الشهوات بما يناسبها ،
لأنها بتنوعها تندرج تحت قائمة واحدة ،
وتصطبغ بصبغة واحدة وهي ملاءمتها لمقتضى الميل البشري ( السفلي ) فلو تصّرف العبد في طبيعة ميله
وجعلها تتوجه إلى قائمة أخرى من مقتضيات الميل البشري ( العلوي ) ، لزال البريق الكاذب للقائمة الأولى ،
لتحل محلها قائمة أخرى من الشهوات العالية ،
وقد قال الحق المتعال عن هؤلاء :
{ والذين آمنوا أشد حبا لله } .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
18
11
11
الجمعة 22 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-19-2011, 08:16 AM
المشاركة 314
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ترك التسافل

إن الوظيفة الأساسية للعبد
أن ( يترك ) التسافل والإخلاد إلى الأرض
بترك موجبات ذلك
ولا يحمل بعد ذلك ( هـمّ ) التعالي والعروج
إذ المولى أدرى بكيفية الصعود بعبده
إلى ما لا يخطر بباله من الدرجات التي لا تتناهى
إذ هو الذي يرفع عمله الصالح لقوله تعالى :
{ والعمل الصالح يرفعه }
وبارتفاع ( العمل ) يرتفع ( العبد ) أيضا
لأنه القائم بذلك العمل الصالح
وقد عبّر في موضع آخر بقوله تعالى :
{ ورفعناه مكانا عليا }
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
19
11
11
السبت 23 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-20-2011, 05:38 AM
المشاركة 315
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إحسان من أسلم وجهه

قد يستفاد من قوله تعالى:
{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن } :
أن الإحسان من حالات المسلِّم وجهه لله تعالى
فموضوع الآية في الدرجة الأولى
هو العبد الذي أصلح ( وجهة ) قلبه وأسلمها للحق وأعرض بها عمن سواه
ومن ثَمَّ صدر منه ( الصالحات ) من الأعمال كشأن من شؤون ذلك الموضوع
ومن المعلوم أن رتبة الموضوع سابقة لرتبة الحالات الطارئة عليه
وعليه فلا يؤتي الإحسان ثماره إذا لم تصلُح وجهة القلب هذه
ومن هنا لم يقبل الحق قربان قابيل
لأنه صدر من موضوعٍ لم تتحقق فيه قابلية الإحسان إذ قال تعالى :
{ إنما يتقبل الله من المتقين } .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
20
11
11
الأحد 24 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-21-2011, 04:38 AM
المشاركة 316
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اجتثاث الرذيلة الباطنية

أسند الحق الشح في آية :
{ ومن يوق شح نفسه } إلى النفس
إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن
والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال -
منشؤه حالة في الباطن
ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني ) يظلُّ الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا
وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق
وهكذا الأمر في باقي موارد الرذائل كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق
فاللبيب هو الذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس
بدلا من ( تشذيب ) سيقانها المتفرعة على الجوارح .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
21

11
11

الاثنين 25 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-22-2011, 05:36 AM
المشاركة 317
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من أرجى آيات القرآن
إن من أرجى الآيات قوله تعالى :
{فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }
والسر في ذلك أنها نازلة بحق اليهود وقبائحهم من عبادة العجل
وكفران النعم ، وقتل الأنبياء ، ونقض الميثاق
مع ما رفع فوقهم من جبل الطور تخويفا لهم كما ذكر في صدر الآية :
{ ورفعنا فوقكم الطور.. .ثم توليتم من بعد ذلك }
فإذا استعمل الحق الودود ( أناتـه ) مع هؤلاء القوم
فكيف لا يستعملها مع عصاة الأمة المرحومة
( بشفاعة ) نبيها محمد ٍ( صلى الله عليه وآلهِ وسلّم )
وهم دون ما ذكر من قبائح بني إسرائيل بكثير ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
22
11
11

الثلاثاء 26 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-23-2011, 06:23 AM
المشاركة 318
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القعود على الصراط المستقيم

ينحصر طلب الداعي في سورة الفاتحة - بعد مقدمات الحمد والثناء -
في ( الاستقامة ) على الصراط
كما انحصر تهديد الشيطان من قبلُ ( بالقعود ) على الصراط المستقيم نفسه
ومن مجموع الأمرين يُعلم أن معركة الحق والباطل إنما هي في هذا الموضع
والناس صرعى على طرفيها وقد قلّ الثابتون على ذلك الصراط المستقيم
ومن هنا تأكدت الحاجة للدعاء بالاستقامة في كل فريضة ونافلة
وليُعلم ان الذي خرج عن ذلك الصراط :
إما بسبب ( عناده ) وإصراره في الخروج عن الصراط باختياره وهو المغضوب عليه
وإما بسبب ( عماه ) عن السبيل وهو الضال .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
23
11
11

الأربعاء 27 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-24-2011, 05:29 AM
المشاركة 319
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحق أولى بحسنات العبد

إن الله تعالى أولى بحسنات العبد من نفسه
لأن كل الآثار الصادرة من العبد إنما هو من بركات ( وجود ) العبد نفسه
والحال أن وجوده إنما هو ( فيض ) من الحق المتعال حدوثا وبقاء
أضف إلى أن ( مادة ) الحسنة التي يستعملها العبد في تحقيق الحسنات
ينتسب إلى الحق نفسه بنسبة الإيجاد والخلق
فيتجلى لنا - بالنظر المنصف - أن دور العبد في تحقيق الحسنة
دور باهتٌ قياسا إلى دور الحق في ذلك
فلـيُقس دور مؤتي الزكاة من الزرع إلى دور محيي الأرض بعد موتها
وما تمر فيها من المراحل المذهلة التي مكّنت المعطي من زكاته
والتي هي أشبه بالأعجاز لولا اعتيادنا لها بتكررها
ومن هنا أسند الحق الزرع إلى نفسه رغم أن الحرث من العبد
فقال :
{ أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
24

11
11

الخميس 28 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-25-2011, 04:05 AM
المشاركة 320
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الصبغة الواحدة
إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته -
متصف بلون واحد وصبغة ثابتة
وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا
والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه
فهو الوحيد الذي وهبه الحق تعالى منحة العبادة ( الاختيارية )
وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا
لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى سبحانه حبا وبغضا
ولذلك يباهي الحق المتعال - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به -
بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود
والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته
مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عاشق العراق
25

11
11
الجمعة 29 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 04:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.