احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7567
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,731

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
02-16-2011, 04:51 PM
المشاركة 1
02-16-2011, 04:51 PM
المشاركة 1
افتراضي ++ حسنا وأسعد ++ حصري لمنابر الخير
++ حسنا وأسعد ++




* الفصل الأول *


* أريد أن أتزوج *




قرانا الجميلة. . تنعش القلب . . تحيي الفؤاد . . وتبعث البهجة . . تتخللها مناظر من صنع الإله . . أشجار وارفة . . ينابيع حلوة . . ثمر ناضج . . بساتين على مد البصر . . وقناعة . .


في كل فصل . . يبرز موسم ما . . فيفرض نفسه على كل شيء . . على الحياة الاجتماعية . . والحياة الاقتصادية . . كما وتكثر بعده حالات الخطوبة والزواج . .


قبعت حسنا في غرفتها تسائل نفسها . .


**أريد أن أتزوج . . جميع صاحباتي تزوجن في الموسم الماضي. . وأناالآن أجلس وحيدة هنا في المنزل لا أغادره . . وليس لدي من صديقات . . وكيف سيدري عني أحد إن بقيت حبيسة غرفتي . . لقد تجاوزت التاسعة عشرة . . ولا مجال أمامي للانتظار . . ولا للصدفة . . علي أن أفعل شيئاً . . وبسرعة . .


كانت حسنا الإبنة الثالثة والصغرى لعائلة أبي خضر الذي لم يرزق إلا بالبنات . . أما خضر فهو لقب تكنى به فقط . . لأنه لم يعتد أحد من أهل القرية أن يتكنى باسماء بناته . .


الأختان الأكبر تزوجتا منذ سنوات زواجاً مدبراً بين الوالد ورجالات القرية . . لم يؤخذ رأيهما بعين الاعتبار . . كما لم يؤخذ رأي العريسين في حينها . . ولكن ولله الحمد فهما سعيدتان في حياتهما . . أما حسنا فقد تميزت بالجمال والفطنة . . ولا ندري مايخبىء لها والدها . .


**ولكن كيف السبيل إلى الخروج . .


وطفقت الصغيرة تحدث نفسها . . فوالدها يتجه إلى أرضه كل يوم منذ الفجر. . ولا يعود إلا قبيل الغروب . . وهذا دأبه كل يوم . .


أما والدتها . . فكانت زوجة تقليدية . . أذعنت لشخصية زوجها . . ودارت شخصيتها خلف التقاليد . . واشترت راحتها بموافقة زوجها في كل ما يريد . .


فكرت الصغيرة كثيراً . .


** المشكلة أني حبيسة غرفتي . . أكاد لا أغادر البيت أبداً . . وحتى أغير حظي . . فعلي أن أخرج وأرى الناس . . ويراني الناس . . وبعد ذلك . . يكون لكل حادث حديث . .


**أمي . . ! جهزي لي طعام الوالد . . سآخذه بنفسي إلى الحقل . . !


**هل جننت يا حسنا . . ماذا سيقول الناس عنا . . ستجلبين لي مصيبة أنا في غنى عنها . .


**لا عليك يا أمي . . الوالد يكون جائعاً وقت الظهيرة . . سأتصرف . . لن يحصل شيء . . فقط جهزي له الطعام الذي يحبه . . مع (ترمس)الشاي . . واتركي الباقي علي . .


رضخت الوالدة للطلب الغريب . . الذي تقوم به بدون مشورة زوجها . . وهيأت نفسها لمصيبة قادمة . .


أخذت حسنا (الزوّادة) ويممت طريقها صوب الحقول . . مرت بساحة القرية . . التي تتجمع فيها جميع النشاطات اليومية . . من بيع وشراء . . وفي طرفها البعيد يكمن مسجد القرية . . وقريب منه يوجد ديوان المختار . . وبجانبه . . يوجد محل كبير يمتلكه المختار أيضاً . . يسمونه الدكان الكبير . . يبيع جميع مستلزمات الزراعة من أدوات وبذور وسماد . . وعلى مسافة غير بعيدة . . يقع مركز لدورية الدرك . . المسؤولة عن الأمن وحل المشاكل . . لو وصلتهم شكوى رسمية بها . . ولكن المعتاد . . أن يتم حل أي موضوع شائك عن طريق اجتماع رجالات القرية . . الذين إذا قرروا شيئاً فلا يرده أو يعترض عليه أحد . .


أما الطرف الثاني من الساحة فنجد محلاً لحداد القرية . . يقع تحت شجرة سنديان عتيقة . . وقربه درب عريض يتوجه إلى عمارة الطاحونة ، هكذا يسمونها ، وهي تقع على مرتفع من الأرض . . أمامه ساحة صغيرة . . وخلفه أشجار وارفة ومخزن كبير . . وفي الخلفية البعيدة منظر بديع للجبال والأشجار وقريب عنها تقع حقول وبساتين القرية . .


مرت الجميلة حسنا في ساحة القرية . . ثم انعطفت في الطريق السفلي الذي يصل إلى أرض والدها . . وخلال نصف ساعة من الزمن أو تزيد قليلاً كانت تتهادى داخل الحقل . . وترى والدها عن قرب . .كيف يعمل بجد ونشاط . . يزيل الضار من الأعشاب . . ويجهز للماء مجرى . . ويحنو على الزرع حنوه على ولده . . أما الوالد فلم يتنبه لمجيئها . . حتى أمست قربه . .


**السلام عليكم**. .


فوجىء الوالد . . الذي لم يتوقع يوماً أن تحضر ابنته إليه لوحدها في الحقل . . ولكنه في قرارة نفسه كان سعيداً. .


**لقد جئت لك بالطعام . . لا شك أنك جائع . . وتحتاج إلى بعض الراحة . . دعنا نجلس في الظل . .


لم يعلق الوالد بشيء . . وذهب مع ابنته إلى الظل . . وعرفت حسنا أن خطتها في بدايتها قد نجحت . .


ولأول مرة . . يجلس الوالد في ركن الحقل . . بقربه ابنته تهتم به . . وتقدم له الطعام . . ثم تناوله كأس الشاي الذي يعشقه . . فيشعر بنشاط استثنائي وليد يدفعه لمتابعة العمل . .


**حسنا يا حسنا . . يمكنك العودة الآن . . !


** كلا يا والدي . . اليوم سأبقى معك وأساعدك . . ثم نعود سوية. .


وتكررت الزيارات اليومية للحقل . . وتعود أهل القرية على رؤية حسنا . . تمر من أمامهم في وقت محدد . . وتعود مع أبيها في وقت محدد . .




*الفصل الثاني*


*الحبيب المنتظر *




أما أسعد . . فهو المسؤول الأول عن الطاحونة . . ويتواجد كل يوم في مرأى من مكان مرور حسنا . . وبما يحمله من دم الشباب . . فقد تنبه لهذا الجمال يمر من أمامه مرتين كل يوم . . فعمل لذلك حسـاباً . . وتنبهت حسنا لهذا الشاب مفتول العضلات . . وهو يراقبها كل يوم من بعيد . . كما ولاحظت بأنه لا يظهر نفسه لها. . في موعد مرورها اليومي من أمامه . . إلا وهو يلبس ملابس جديدة . . وشعره مسرح ومرفوع كأنه أمير . .


وهما يعرفان بعضهما مذ أن كانا صغاراً . . ولكن بعد أن كبرت حسنا قليلاً ودخلت عامها الثامن . . فقد صارت أعراف القرية لا تسمح أن تقابل الأولاد أو تتكلم معهم أبداً . . ففي ذلك عيب كبير لا يقبل به أحد . .


تمر الأيام . . ويحتاج الوالد إلى بذور وسماد . . وبعد جدال قصير . . تأخذ حسنا إحدى البغلتين . . وتتجه إلى الدكان الكبير . . في ساحة القرية . . تشتري ما يلزمها وتعود . . وفي هذه المرة تقصدت أن تكون عودتها من الدرب العالي . . الذي يمر قرب الطاحونة . . لترى محبوبها عن قرب . .


فوجىء أسعد بهذه الزيارة . . التي لم يتوقعها . . ولم يتخيلها حتى في أحلامه . . وكان منهمكاً في عمله . . لايستر صدره شيئ . . وما أن التقت العيون بالعيون . . حتى ارتبك وترك ما في يده . . ومضى مسرعاً يبحث عن شيء يستر به نفسه . . ضحكت حسنا واستمرت في طريقها . . ولكن الشرارة كانت قد ومضت . . وأصابت أسعد المسكين في مقتل . .


تقربت حسنا من والدة أسعد . . وصارت تقف معها لدقائق كلما صادفتها . . وأعجبت الوالدة بهذه البنت الجميلة اللطيفة . . وتمنت أن تكون معها في البيت . . زوجة لابنها . .ولكن. .* كيف الوصول إليها*. .


ومضت الأم تفكر . . إنهم أناس أملاكهم محدودة . . وليس بمقدورهم أن يبنوا بيتاً جديداً ليزوجوا ابنهم فيه . . وفي أحسن الأحوال . . فإنهم سيستغنوا عن إحدى غرف البيت لابنهم وزوجته . . ولكن ذلك لن يرضي العروس ولا أهلها . . وأسعد هل يريد أن يتزوج الآن . . ! وهل يريد حسنا بالتحديد أم لا . . ومضت الأم تسائل نفسها . . وقررت أن تمتحن ولدها بهذا الشأن . .


**لقد قابلت حسنا إبنة أبي خضر اليوم . . وتحدثنا لعدة دقائق . . وهي فتاة لطيفة جداُ . .


** ------


** أسعد ! أما تعرف حسنا . . كنتما تلعبان سوياً. .


** أأأنا . . من . .


** كنتما تلعبان سوياً في طفولتكما . . أما تذكر ذلك . . !


** آه . . حسنا إبنة أبي خضر . . جارنا . . نعم . . نعم . . تذكرتها . .


** أما تشاهدها وهي تمر من أمامك كل يوم . . وتذهب إلى أبيها في الحقل . . لقد زينت بغلتها بشرائط خضراء لامعة تظهر من بعيد . .


** نعم . . نعم . .


** لقد أعجبتني هذه الفتاة . . فهي جميلة . . وقريبة من القلب . .


** . . . . **


لم يجب أسعد بكلمة واحدة . . ولكن حالته ونظرته كشفته وكشفت ما فيه من وجد . . وما يعتمل في قلبه نحو الجميلة من حب وتمني . .


عرفت الوالدة بموافقة ابنها . . ولكنها لم تجد للوصول إلى الفتاة طريقاً . .


في المساء . . وبعد العشاء وشرب الشاي . .؟ فاتحت أم أسعد زوجها في الموضوع . .


** يا أبو أسعد . . ليس لنا في الحياة إلا سعادة ابننا . . وهذه الفتاة سـتكون بإذن الله نعم الزوجة . . وأخشى أن تضيع من أيدينا . . أنت تعرف أبا خضر من زمن بعيد . . أما تفاتحه بالأمر . .


** دعيني أفكر في الأمر . . أبو خضر شخص ليس سـهلاً . . الوصول إليه صعب . . وإذا طلبت ابنته ورفض . . فكيف ستصير سمعتي وسط القرية . . ! !


وقام أبو أسعد يفكر ويفكر في الأمر . . ليل نهار . .حتى اجتاحته فكرة مناسبة رآها جديرة بالتنفيذ .


المختار رجل ذو سلطة . . وقد بسط سلطته على القرية وعلى ما حولها . . وبلغ بعلاقاته كثيراً من المسؤولين في العاصمة . . ولا يسير شيء في القرية إلا بأمره . .


*سألجأ إليه . . وأجعله يطلب لي حسنا زوجة لابني . .لن يرفض أبو خضر ذلك . .وسيقبل بالأمر الواقع. .


وكالمنتصر . . أخبر أبو أسعد زوجته بما ينتوي أن يفعله . . فهللت وفرحت . . وعلمت أن ذلك هو أحسن نهج ينتهجانه . . وهو بلا شك مضمون العواقب . .



* يتبع *


قديم 02-16-2011, 04:53 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
*الفصل الثالث *


* المختار والنذالة *


في مساء اليوم التالي . . يلبس أبو أسعد أحسن ثيابه . . ويتجه إلى ديوان المختار . . الذي ما أن رآه حتى عرف أن لديه بوحاً مهماً . . وطلباً شــخصياً . . فأخذه جانباً واستفسر منه . .
** مابالك يا أبو أسعد . . ماذا لديك . . !
**يا مختار . . أريد أن أخطب حسنا . . ابنة أبو خضر لإبني أسعد . .
** نعم لقد رأيتها أكثر من مرة . . هي تشتري بنفسها جميع لوازم الأرض . . فلتخطبها . . وماذا في ذلك . . !
** يامختار . . أنت تعرف حالنا . . وليس بمقدورنا أن نقدم مايقدمه غيرنا عندما يزوجون أولادهم . .
** لم أفهم يا أبو أسعد . . أين المشكلة . . !
** أريدك يا مختار أن تتعطف علينا . . وتخطب لنا حسنا من أبيها . . وهو لن يرفض لك طلباً . .
** حسناً .. حسناً.. سأخطبها . . وماذا في ذلك . . !

المختار رجل ذو قوة ومنعة . . وهو من أغنى أغنياء المنطقة . . في ذمته زوجتان . . ولديه حشد من الأبناء والأحفاد . . ومع أنه رجل سيء وظالم . . ولكن الجميع تعودوا أن يقصدونه وقت الحاجة . .
مرت عدة أيام بعد ذلك . . واستطاع أسعد بجهد جهيد أن يخبر حسنا بما يفعل هو و أهله . . أخبرت الجميلة والدتها . . ولكنها بالطبع لم تستطع أن تسر لوالدها بشيء . .
فوجىء والد حسنا في المساء بزيارة المختار . . فقام مسرعاً بالواجب . . ورحب بالضيف الكبير . .
** أهلاً وسهلاً بالمختار . . اعتبر أنك في بيتك . . أنت على الرحب والسعة . .
وبعد القيام بجميع واجبات الضيافة الممكنة . . انبرى المختار متحدثاً :
** اسمع يا أبو خضر . . لقد جئت إليك طالباً . .
** اطلب يا مختار . . فمثلك لا يرد له طلب مهما كان . .
** إني أطلب حسنا . . ابنتكم المصونة . . زوجة لي . . وأنا على استعداد لأية طلبات تطلبونها . .
** ...... لقد فاجأتني بطلبك يا مختار . . أمهلني عدة أيام حتى أتصرف . . ولن تكون إلا راضيـاً بإذن الله . .
كانت الوالدة وابنتها سعيدتين . . تتسمعان من خلف الباب . . وما أن نطق المختار بطلبه . . حتى شهقت الوالدة . . ووضعت يدهـا على فمها لتمنع صرخة أوشكت على الإفلات . . أما حسنا . . فقد تجمدت بالكامل . . ولم تستطع أن تبكي . . أو تصرخ . . ولم تقو كذلك على الوقوف . .
مرت السـاعات ثقيلة. . حتى تمالكت الجميلة نفسـها . . وفكرت بما حصل . . وبأنها ستذبح . . لأن زواجها من المختار هو الذبح بعينه . . ولكنهـا لم تستسلم . . قامت . . لبست أحلى ثيابها . . أخذت بغلتها . . واتجهت إلى حبيبها تخبره بما حصل . . أليس هو حبيبها . ! أما عليه أن يجد بنفسه سبيلاً . ! بعد أن ضاقت السبل . !
** أسعد لقد جاء المختار عندنا البارحة . . وخطبني لنفسه . . ! ! لا أجد بيدي حيلة . . فكر معي . . هل يمكنك فعل شيء . ! !
أسقط بيد أسعد . . ولكنه لم ييأس . . فحبيبته قصدته في مشكلة تخص حياتهما . . فكيف ييأس . . ! ولكن ماذا بمقدوره وهو الضعيف أمام جبروت هذا الظالم . .
فكر كثيراً ووصل ليله بنهاره . . حتى هداه تفكيره إلى الاستعانة بابن عمه الذي يسكن في العاصمة . . ويعمل هناك بوظيفة مرموقة في البنك الكبير . .
**أكيد سيجد لي حلاً . . !
أما في القرية فقد علم الجميع بطلب المختار . . واضطر أبو خضر مرغماً إلى الموافقة . . وعاشت الجميلة على نار . .
فوجىء ابن العم في العاصمة بزيارة ابن عمه . . الذي لم يره منذ فترة طويلة . . ففرح وكان به سعيداً. .
** أسعد ابن العم . . كيف حالك وكيف حال القرية . . والله لقد اشتقت إليها شبراً شبراً . . ولكن . . أنت تعلم . . العمل في العاصمة لا يرحم . .
** ابن العم . . إني واقع في مصيبة . . وأريدك أن توجهني كيف أخرج منها . . وماذا أفعل . .


*الفصل الرابع*


* نهاية الشقاء*


وقص أسعد على ابن عمه تفاصيل مصيبته ولم يترك منها شيئاً . . واستمع ابن العم باهتمام وعطف . . ووعد ألا يقصر أبداً في التدخل لحل المشكلة . .
في الصباح الباكر . . أيقظ ابن العم أسعد وهو يصيح . . وجدتها . . وجدتها . .
** ماذا وجدت ياابن العم . . !
** اسمع . . البشر من صنف المختار . . نحن نعاملهم بالطيب والود . . وهم أبعد ما يكونون عن ذلك . . هؤلاء البشر تغلغل الشر في عروقهم . . وعلينا أن نعاملهم بما يستحقونه . . لنكون أقوى منهم . .
** ابن العم . . أنا لم أفهم شيئاً . .
** علينا أن نجعل المختار خائفاً على نفسه وعلى مركزه وعلى ممتلكاته . .
** ابن العم . . ماذا تقول . . إن علاقات المختار بالمسؤولين الكبار جاوزت القرية ووصلت العاصمة . . إن كل شيء بيده . . ولديه جيش من التابعين . .
** لا عليك . . عليه أن يخاف . . وسوف ترى ما سوف أفعل به . .
** لا تخاطر بشيء يؤذيك أو يؤذينا يابن العم . .
** اسمع . . سأجمع لك بعض الوثائق والحسابات والأرقام . . التي تثبت كثيراً من تلاعبات المختار . . وتضعه أمام مسؤوليه الكبار في موقف قاتل . . وأضعها في مظروف . . وأرفق معها خطاباً قصيراً . . وما عليك إلا أن تضع المظروف كاملاً في دارة المختار . . تدفعه تحت الباب . . في الليل . . دون أن يراك أحد . . هل تفعل ذلك . . !
** أفعل ذلك . . ! ! بالطبع أفعل أكثر من ذلك . . ولكن الخطاب . . ماذا ستكتب فيه . . !
** تعال وانظر . . سنكتبه سوياً . .
(( أيها المختار . . علمت أنك طلبت حسنا ابنة أبي خضر لتتزوجها . . وهي في سن أحفادك . . لو لم تبتعد عنها فوراً وتخبر القرية بذلك . . فسوف أنشر على الملأ جميع ماتراه بيدك من وثائق وأرقام . . وسأجعلك تحتفل بزواجك في السجن بإذن الله . . ))

بعد مضي عدة أيام . . وفي الليل الحالك . . بعد أن غاب القمر . . تسلل أسعد صوب دارة المختار . . لم يخبر أحداً بخطته . . لما فيها من مسـؤولية كبيرة . . راقب الطريق وتأكد من خلوه . . ثم أسرع ودس المظروف تحت عقب الباب . . وعاد منتصراً إلى بيته ينتظر الغد بلهفة . . ليخبر محبوبته بما فعل . . ويطلب إليها ألا تخبر أحداً على الإطلاق بهذا السر الخطير ..
في الصباح . . تجد الخادمة مظروفاً غريباً في مكان غريب . . وتخبر سيدتها بالحال . . احتارت زوجة المختار . . وذهبت من فورها توقظ المختار وتعطيه المظروف وتخبره بما حصل . .
قام المختار من نومته . . وفتح المظروف . . الذي ما إن قرأه حتى امتقع لونه وأحس بالاختناق . . وأسرعت زوجته تحضر له كأس ماء . . ولكنه أحس بالمرض والإعياء فجأة . . وسقط على السرير . . وشعر أن أجله قد حان . .
بعد مرور يومين لا أكثر . . تحامل المختار على نفسه بصعوبة بالغة . . تتشح بالذل والألم . . وقصد دار أبي خضر . .
** أبو خضر . . يبدو أنه ليس لي نصيب في ابنتك . . اعتبرني منسحباً من طلبي . . وكل ما أعطيتك حتى اليوم لا أريده . . اعتبره هدية . .
أسقط في يد أبي خضر . . ومع سعادته بأنه تخلص من الورطة . . فإن انسحاب المختار المفاجىء من الخطبة . . يلقي ظلالاً من الشك عليه وعلى ابنته . . ومن سيتزوجها بعد ذلك . . إنها فضيحة كبيرة له ولأسرته . . فضيحة ستغمس رأسه بشكل دائم في التراب . .
ولكن كلا . . هنالك في الأفق قلوب محبة . . لن تسمح للذل أن يصيبك أيها الرجل . .
عشية اليوم التالي . . أسعد وأمه و أبيه . . يلبسون أحسن ثيابهم.. ويتجهون إلى دار أبي خضر ..
الذي يستقبلهم بحفاوة مبالغ فيها . .
** تفضلوا أيها الأحباب . . لقد مضت سنوات طوال . . وأنتم في القلب دوماً . . أهلاً بكم . .
** أبو خضر نحن جيران منذ زمن طويل . . وهذا أسعد ابني وحيلتي . .أتمنى لو تقبله زوجاً لابنتك . .
** أقبله . . ! طبعاً أقبله . . سأبني لهم بيتاً وأفرح بهم . . تعال يابني . . اجلس بجانبي . .
ومضى قطار العمر . . يستر مافات . . ويهيء الوداد للحبيبين لكل قريب آت . .


** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-16-2011, 05:13 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
أعادتنا قصة حسنا و أسعد إلى الزمن الجميل
كانت الأمور تجري على مهلها و أكبر المشاكل تحل بطريقة سلمية و نهايتها سعيدة للجميع
نحتاج إلى هذا القص الجميل لتوثيق حيوات الناس الذين لا يهتم أحد بتدوينهم ..
قراتها باستمتاع كبير
تحيتي لك

قديم 02-16-2011, 08:16 PM
المشاركة 4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبـًا أديبنا القدير وأخي العزيز ~ أحمد

تخصيص ٌ رائع ٌ لـ منابرنا الحبيبة

فـ شكرًا لك َ يا كريم ~


//


في الفصل الأول والثاني

نقلتنا بـ مهارة ٍ للقرية وكأننا نعيش ُ هناك

وجمال ُ حسنا تخيـّـلته رائعـًا

وشرارة ُ الحـُـب ّ الأولى لمعت أمام ناظري ّ

توقفت ُ مـُـجبرة ً هـُنا

وسـ أعود ُ بـ شوق ٍ لأكمل بـ مشيئةِ الرّحمن~

~ ويبقى الأمل ...
قديم 02-16-2011, 10:29 PM
المشاركة 5
منال الشايع
أنثى بقـلب استـثنائـــي
  • غير موجود
افتراضي
استاذي الفاضل/احمد
لله درك فقد عشت تفاصيل القصة بأحداثها وشخوصها وطقوس القرية حتى لكأني رأيت ملامح كل شخصية فيها
رائع كعادتك ..واعجبتني النهاية السعيدة التي بتنا نفتقدها في حقيقة الأمر.
دام توهج قلمك ودمت بسعادة.

يـــــــــآأإآرب ...
ارزقني راحة لا علاقة لمخلـــــــــــوق بها...
تنبع من أعمــــــــــاقي ..
راحة بقدر رحمتكــ ولطفكــ...
اللهم أنفث في صدري الانشــراح ...
واجبر قلبي ...وأنر بهدايتكـ دربــي..





قديم 02-17-2011, 06:49 PM
المشاركة 6
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبة المنابر ريم بدر الدين المحترمة

استمتعت كثيراً بجوابك وتعليقك . .
وكنت متأكداً أن القصة ستنال اعجابك . .
و قد كان لك مشاركة في منتهى الجمال عن الضيعة . .
وشدتني التفاصيل الصغيرة التي تمكنت من ادراجها . .

وأرى أن مواضيع الريف والضيعة ما زالت تمثل لنا البراءة والوداعة والهدوء والانعتاق من الهم . .
في قصصي أحاول أن أنقل الضيعة إلى العصر الحاضر . .
وفي نفس الوقت لا أغير في أحاسيسها وثوابتها إلا القليل وما تقتضيه الحاجة . .

تقبلي مني كل الخير . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-18-2011, 11:32 AM
المشاركة 7
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبتنا الكريمة أمل محمد المحترمة


هذه القصة مميزة عندي جداً . .
وقد قصدت أن تكون متكاملة من ناحية الموضوع والعاطفة الناعمة والقص والتدرج نحو الذروة وقفلة النهاية . .
ووضعت تحدٍ أمام نفسي أن تكون قصة جميلة لكل من يقرأها . .
وقد كتبتها منذ فترة بسيطة واستغرقت في مراجعتها كلمة كلمة . . فترة طويلة نسبياً . . ولعدة مرات . .
حتى وجدتها قد نضجت . . فنشرتها . .


تقبلي مني التحية والدعاء بالتوفيق . .
دام يومك بهيجاً . .


** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-18-2011, 01:25 PM
المشاركة 8
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكاتبة الأديبة منال الشايع المحترمة

كم يسعدني مرورك . .
إني لمثلك أكتب . .
وما أجمل أن يعلم الأديب أن رسالته قد وصلت . .
هكذا نستمتع . . وهكذا نرتقي . .

دمت في حفظ الله . .
تقبلي تحيتي واحترامي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-18-2011, 04:59 PM
المشاركة 9
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هي نهاية ُ الشقاء ِ بلا ريْب

أبدعت َ وملأتنا جمالاً يا ~ أحمد

أحيّيك َ وأحيّي رائعتك َ هذه ..

~ ويبقى الأمل ...
قديم 02-18-2011, 05:02 PM
المشاركة 10
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أتمنى أن لا يـُزعجك َ تثبيتها ~

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ++ حسنا وأسعد ++ حصري لمنابر الخير
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
*نيل المراد بتخميس ذخر المعاد* - هدية غالية لمنابر الخير أحمد فؤاد صوفي منبر رواق الكُتب. 2 06-09-2023 04:38 PM
يا ايلان ،،تعتصر حزنا عبدالحليم الطيطي منبر البوح الهادئ 4 05-07-2016 03:21 PM
يا حسنا كثيرَ الذنوب! محمد حمدي غانم منبر الشعر العمودي 3 10-02-2013 04:55 AM

الساعة الآن 01:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.