وما أكثر تجار الدين بأيامنا.!. تجارة قذرة تستغل حاجات الناس الروحية، وتوجه ضمائرهم الدينية وتستثمر قيمهم المقدسة لمصالح ذاتية ومآرب دنيوية خالصة.
، وهي لا تتورع أبداً عن تزييف الدِّين وافتعال القصص وبث الخرافات ونشر الأساطير التي تضاعف مكاسبها وتعظم عوائدها.
نص أدبي رفيع اجتمع فيه السرد المحكم والرمز والحكمة والتشويق وهو يسلط الضوء بطريقة ساخرة وبحرفية وتمكن على هذه الداهية الكبرى..
بورك القلم والفكر الهادف
تحياتي وتقديري.

كان يعيش مشرداً في أزقة البلدة، الجميع يسخرون من جهله، يخافون من غضبه، ويتقون حقده، قرر الهروب، فتلقّفه تاجرُ دين، إبتاع منه ما تبقى من عقله، ألبسهُ ثوباً طويلاً وعمامةً ثمّ ناولهُ كتاباً سماوياً محرّفاً، عاد إلى البلدة فاتحاً على ظهر دابّةٍ مدرّعة، وطفق ينشر الدين الجديد وينادي أنا ربكم الأعلى، فارتدّت البلدة، في صباح أحد الأيام، وجدوهُ مشنوقاً في بيته، ووجدوا قرب جثّته رسالة تقول: "بل أنا ربّكم الأعلى"، فارتدّت البلدة من جديد.

عاد إلى البلدة فاتحاً على ظهر دابّةٍ مدرّعة

راقتني جدا هذه العبارة بما حوته من ابتكارٍ ساخر
والقصة كلها رمزيةٌ عميقة؛ ولكنني تحسستُ من العنوان
لتشابهه مع اسم السورة القرآنية ومع وصفِ ذاتِ الله.

فهو مُربِكٌ إلى حدٍّ ما، خاصةً لمن لم يقرأ القصةَ بعد
لعل فِكرتي وصلت
كان باستطاعتكَ أن تسميها على سبيل المثال:
صناعةُ الفراعين .. وَهمُ الفراعين .. فرعونُ والمخدوعون .. فرعونُ قبلُ وبعد
والأمرُ إليك أديبَنا القاصّ، فأنا هنا ضيفة

نص جميل بأسلوب متقن، ودلالات عميقة
ينطبق على كثير من الوقائع والأحداث التاريخية بدءا من الذين خدعوا العوام باسم الدين وانتهاء بمن عادوا لبلدانهم فاتحين على ظهر دبابات المحتلين

دام إبداعك المتميز الأستاذ القاص موسى إبراهيم
تحياتي وتقديري

الأستاذة الفاضلة ثريا،
سعيدٌ جداً بحضورك الراقي، وبوجودك المشع،
أما ما يخص الأخطاء التي تكرمت بكشفها في النص فلا بأس، وأتمنى أن تتكرمي علي بتعديلها لأنني لا أستطيع التعديل.

وأمّا ما يخص عنوان النص فلا أرى فيه حرجاً لأنّ هذا التعبير ورد على لسان فرعون في كتاب الله الكريم وليس اسم سورة كريمة أو ما شابه،
هو مجرد تعبير أطلقه أحد الجبّارين في الأرض من فرط تكبّره وتجبّره.

أنا دائماً بانتظار حضورك الوارف وتعقيبك الراقي

كوني بخير أستاذتي

تحياتي واحترامي