كنت مدعوا لحضور الحفل المقام في ذكرى عيد الحب
ورغم أنه لم تحبنى امرأة من قبل الا ان الدعوة لا تكون الا استجابة لترشيح من ثلاث نسوة ..اذ كان ذلك هو شرط الدعوة
توالى الحضور
شخصيات مختلفة اختلط فيها القديم والمعاصر
كانت البداية مع سلطان العاشقين / عمر بن الفارض الذي استهل الحفل بقوله :
قلبي يحدثنى بأنك متلفي
روحى فداك عرفتَ أم لم تعرف
لم أقض حق هواك ان كنتُ الذي
لم أقض فيه أسى ومثلي من يفي
مالى سوى روحى وباذل نفسه
في حب من يهواه لم يُسرفِ
فلئن رضيت بها فقد اسعفتنى
ياخيبة المسعى اذا لم تسعف
يامانعى طيب المنام ومانحى
ثوب السقام به ووجدى المتلف !!

تمايل الحاضرون وسألوا عن الشيخ ياسين التهامى لينشدها بصوته الرخيم .ولكن كيوبيد كان قد أعلن عن الشاعر / محمود درويش
فأستقبله الحضور هاتفين :
فلسطين عربية
فلسطين عربية
ابتسم الشاعر في حزن من خلف نظارته ثم نظر الىَّ كأنه يقصدنى بأبياته وقال :
تمرد قلبي علىَّ
أنا العاشق السيئ الحظ
نرجسة لي وأخري علىَّ
أمر على ساحل الحب ألقي السلام
سريعا
واكتب فوق جناح الخيال
رسائل منى الىَّ
كم امرأة مزقتنى
كما مزق الطفل غيمة
فلم أتألم
ولم أتعلم
أنا العاشق السيئ الحظ
لا أستطيع الذهاب اليكِ
ولا أستطيع الرجوع الىَّ
تمرد قلبي على !!

كان الشاعر ( العباس ابن الاحنف ) جالسا على المنصة يتأمل وجوه الحاضرين ويتعجب للزمن الذي يشرق بوجوه النساء النضرة والعطرة ويمصمص بشفتيه متعجبا من زمنه ونودى عليه فقال :
أميرتى لا تغفري ذنبي
فأن ذنبي شدة الحب
ياليتنى كنت انا المبتَلى
منك بأدنى ذلك الذنب
أن كان يرضيكم عذابي وأن
أموت بالحسرة والكرب
فالسمع والطاعة منى لكم
حسبي ماترضون لي حسبي !!
حدثت همهمة في القاعة فالتفت فاذا بنزار قبانى يدخل سامقا حزينا
ولما جاء دوره القي قائلا وكأنه يخاطب أمرأة بين الحضور أو يري طيفها :
علمنى حبك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور لأمرأة
تجعلنى أحزن
لأمرأة ابكى فوق ذراعيها مثل العصفور
لأمراة تجمع أجزائي كشظايا البللور المكسور
أدخلنى حبك سيدتى مدن الاحزان
وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف ابدا أن الدمع هو الانسان
أن الانسان بلاحزن ذكري انسان !!
جاءت الكلمات على هواي فحاولت الصياح لكن تصفيق الحضور والزهور التى القتها الحاضرات عليه جعلت الشذي يعم المكان

واذا بكيوبيد يدعو ابو القاسم الشابي
استقبله الحضور بالهتاف ببيته الخالد
اذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
انهمر الدمع من عينيه ثم مسحه وهو ينظر الى الجمال الجالس عن يساري كزهرة قرنفل من ضوء وقال :
عذبة أنت كالطفولة
كالاحلام
كاللحن
كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك
كالليلة القمراء
كالورد كابتسام الوليد !!
يالها من وداعة وجمال
يالها من طهارة تبعث التقديس

توالى الشعراء حتى قارب الحفل نهايته فقال المذيع والآن .. مع الأمام ابن حزم رضي الله عنه ليقدم لنا الفتوى في هذا الزمن الذي ضج بالادعياء
قام اليشخ جليلا مهيبا وقال :
الحب أوله هزل
وأخره جد
ودقت معانيه لجلالتها ان توصف
فلا تُدركُ حقيقتها الا بالمعاناة
وليس بمنكر في الديانة
ولا بمحظور في الشريعة
انتهى الحفل
لكن كيوبيد كان حزينا
اقتربت منه وسألته
لماذ حزنك وهذا يوم من أيامك فقال :
صوروا الحب بي
طفل برئ
ذهبي الشعر
له جناحان يحملانه
ومعه جعبة سهامه التى يطلقها على من يراهما جديرين بالحب
لكننى لم اعد أر من يستحق
تلوث الحب
فقد النقاء والبراءة والاخلاص
سممته قصص الخيانة وانعدام الوفاء والاخلاص

تصور :
سمعت شيخا عجوزا يعاتب زوجته العجوز مثله قائلا :
ألم اتفق معك على ان نعيد اليوم ذكري يوم من أيام الشباب والحيب
سأنتظرك في الحديقة التى كنا نلتقي فيها وعلى نفس المقعد
ابتسمت له وقالت :
سألحق بك
فذهب وجلس ينتظر ساعة
ساعتين . ثلاثة .. لكنها لم تأت
فعاد الى البيت وسألها لماذا لم تأت
فقالت له :
أمى لم توافق لي على الخروج !