قديم 12-03-2012, 06:07 AM
المشاركة 821
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* التفويض إلى البصير بالعباد *ـ…_
يختم الحق قوله في : ( وأفوض أمري إلى الله ) بذكر ( العباد ) . ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه من خلال ( سيطرته ) على العباد بمقتضى مولويته المطلقة و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين . فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد ، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض . وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة ، الجليلة منها والحقيرة .
حميد
عاشق العراق
3 - 12 - 2012
الاثنين 20 محرم 1434هج

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-03-2012, 06:37 PM
المشاركة 822
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* الهوة بين المادة والمعنى *-ـ…_
إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى ، يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور . فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غاب الآخر عن قلبه ،
ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كما ورد في الخبر: ( مَـَثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى )
وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية ، بل إن أصحاب النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول :
( إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك، فأجابهم النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) :
لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء )
والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده ، ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر .
إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس . فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود .
فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله .
وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين عليٍّ ( عليهِ السلام ) :
{ ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه } .
حميد
عاشق العراق
3 - 12 - 2012
الاثنين 20 محرم 1434هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-04-2012, 02:45 PM
المشاركة 823
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* فتح الشهية قبل الإطعام *-ـ…_

إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى .
فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيه ، إما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟! .
ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ ) - بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم - منوطاً بالإتباع والخشية ، فقال :
{ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب }
فمن ليس في مقام ( الإتباع ) - وهو الرغبة في سلوك طريق الحق - كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟.
حميد
عاشق العراق
4 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-04-2012, 04:05 PM
المشاركة 824
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* مودة ذوي القربى *-ـ…_

عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة . الأول : أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى :
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }
الثاني : أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى :
{ ما سألتكم من أجر فهو لكم }
الثالث : أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى :
{ ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } .
فيستفاد من مجموع ذلك : أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة ، وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها
وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى .
حميد
عاشق العراق
4 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-04-2012, 04:17 PM
المشاركة 825
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

_…ـ-* الحقيقتان المتمايزتان *-ـ…_
عندما يترقى العبد في سلم التكامل ، يصل إلى درجة لا يرى في الوجود إلا حقيقتين متمايزتين وهو وجود ( الحق ) وما يرتبط به ، ووجود ( الأغيار ) وما يتعلق بهم .
وكل ما سوى الحق له لون واحد متسم بالبطلان ، وإن لم يكن كذلك في النـظر القاصر ، إذ أن كل شيء ما خلا الله باطل ،
وهي الحقيقة التي توصل إليها من كان في الجاهلية ، واستحسنها النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ ) منه إذ قال : { وإنها اصدق كلمة قالتها العرب } .
فمثلا الالتفات إلى ( الـذات ) وإلى ملكاتهـا الفاضلة ، وإلى ( العبادات ) الصادرة منها ، يُـعدّ التفاتا إلى ما سوى الملك الحق المبين .
شأنه في ذلك شأن الالتفات إلى باقي أفراد المتاع الباطل ، إذ أن كل ما ذكر من الأغيار أفراد لحقيقة واحدة ، في مقابل الحق المتعال .
فالالتفات إلى غير الحق له أثر واحد ثابت ، ويترتب عليه أثر الإعراض عن الحق بدرجة من درجات الإعراض عن الحق ،
وإن كان المُلتَفَت إليه حسنا في حد نفسه ، كالصالحات من الأعمال والزاكيات من الأفعال .
حميد
عاشق العراق
4 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-05-2012, 04:50 PM
المشاركة 826
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* وجدان حالة العبودية *-ـ…_
إن من أعظم رتب العبودية ، أن يجد الإنسان نفسه عبدا لله تعالى - بكل ما تحمله كلمة العبودية من معنى -
كإحساسه بباقي صفاته الوجدانية كالأبوة والزوجية وغيرها .
وهذه حالة وجدانية لا نظرية ، قد لا تعتري حتى المعتقد( بعبوديته ) للحق طوال حياته مرة واحدة .
فإذا كان العبيد بين يدي الخلق لهم إحساس باطني متميزعن الأحرار - هو الذي يحركهم للقيام بوظائف العبودية تجاه مواليهم -
فكيف إذا أحس العبد بهذا الشعور ، بالنسبة إلى من الوجود ( منه وبه وله وإليه ) ؟! .
عندئذ يتحول وجوده إلى وجود متعبد بين يدي الحق بظاهره وباطنه .
{ اللهم اجعل لساني بذكرك لهجا ، وقلبي بحبك متيّما }
حميد
عاشق العراق
5 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-05-2012, 05:03 PM
المشاركة 827
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* الإحتفاف بالشهوات والشبهات *-ـ…_
كما أن عالم القلب محفوف ( بالشهوات ) التي تخيّم على القلب فتسلبه إرادته ، فكذلك عالم الفكر محفوف( بالشبهات ) التي تحوم حول الفكر فتسلبه بصيرته . وللشيطان دور في العالمين معاً ، فيزيّن الشهوات للقلب بمقتضى ما ورد في قوله تعالى :
{ لأزينن لهم في الأرض }
كما يزين زخرف القول للفكر بمقتضى قوله تعالى : { يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }
ولا يبعد أن تكون بعض المذاهب الفكرية التي حّرفت أجيالا بشرية على مر العصور كالشيوعية مثلاً .
وليدة مثل هذا الإيحاء الشيطاني لقادة هذه الأفكار الباطلة . بل لأتباعهم المتفانين في نصرة تلك المذاهب .
والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة هذا الإيحاء عند مجادلة المؤمنين بقوله :
{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم }
وإلا فكيف نفسر ( نشوء ) مذاهب بمبادئها وقادتها وأنصارها واستمرارها قرونا طوالا
وكأن هناك يداً ( واحدة ) هي المسيطرة على مجرى الأحداث ؟! .
ومن هنا يعلم أيضاً ضرورة الاستعاذة الجادة بالحق سواء في مجال دفع الشهوات عن القلب ،أو دفع الشبهات عن الفكر
لئلا يتحول العبد ياتباع خطوات الشياطين إلى إمام من الأئمة الذين يدعون إلى النار .
حميد
عاشق العراق
5 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-05-2012, 05:12 PM
المشاركة 828
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* التفاعل الموجب للحزن *-ـ…_
كثيرا ما تتفاعل أنفسنا مع بعض الذكريات المحزّنة أو الخواطر المشوّشة وبالتالي نوقع أنفسنا ( باختيارنا ) في دائرة التوتر والقلق .
فعلى العاقل أن يضع جهاز مراقبة في نفسه لمنع توارد مثل هذه الخواطر المقلقة أو بالأحرى منع استقرارها في النفس .
فإن الخواطر قد تتوارد على القلب من دون اختيار وليس في ذلك ضير - وخاصة في أول الطريق -
بل البأس كل البأس في التفاعل مع ( الهاجس ) على أنه حقيقة ومع( المستقبل ) على أنه حاضر ومع ( الموهوم ) على أنه متيقن .
حميد
عاشق العراق
5 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-06-2012, 07:48 AM
المشاركة 829
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* المنح الموهوبة *-ـ…_

إن من المتعارف بين الخلق ( منح ) جائزة كبرى بعد( تراكم ) الموجبات الجزئية لهـا .
كالمنح الدراسية الموهوبه في آخر الفصل لمن أحرز الدرجات العالية في كل فصول سنته . والأمر في معاملة المولى لعبيده يشبه ذلك .
فبعد الطاعات الجزئية المتواصلة في كل مناسبات الشهور، يمنح الحق عبده ( رتبة ) عالية من رتب القرب ، كمقام الرضا والسكون إلى الحق .
أو ( مقدمة ) من مقدمات تلك الرتب ، كاستضافته إلى بيته الحرام ، أو إلى مشاهد أحد أوليائه العظام ، مما يفتح له أفقاً جديدا للسير الحثيث نحو الحق المتعال .
من عرف الرب فلم تُـغنه **** معرفة الرب فذاك الشقي
حميد
عاشق العراق
6 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-06-2012, 07:59 AM
المشاركة 830
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
_…ـ-* المعاملة بما يناسب المرحلة *-ـ…_
كما أن معاملة الأب لأولاده يختلف بحسب سنيّ العمر ، فأولها الدلال وآخرها الهيبة والاحترام ، ويجمعهما المحبة والوداد .
فكذلك الأمر مع الرب الودود ، فتارة يتقرب إلى عبده بما يشعر معه ( الدلال ) والإنبساط ،
وتارة يحتجب عنه بما يشعر معه ( الوحشة ) والانقباض ، وتارة يتجلى له بوصف العظمة والجلال بما يشعر معه ( الهيبة ) والإشفاق .
وهكذا يتعامل الحق مع - من يصنعه على عينه - بما يناسب مقتضى مرحلته ، وهو الخبير البصير بعباده .
حميد
عاشق العراق
6 - 12 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 01:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.