فجعنا بوفاة شهيد العزة والأنفة وشاعر الجزيرة العربية
الشاعر العظيم محمد الثبيتي رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته .
وإنني إذ أتقدم بالعزاء لأبنائه يوسف ونزار وجمال وابنته هوازن وزوجته الكريمة ليعتصرني الأسى لما آلت إليه ظروف الفقيد .
وسامح الله الوطن الذي اغتال محمد شاعرا قبل أن يختطفه القدر .
عزائي لكل عاشق للحرف وللشعر فقد فقدنا قامة من قامات الشعر العربي فإلى جنة الخلد يا أبا هوازن .
إلى روحك يا محمد
هل مات هذا الذي ننعاه أم عبرا
لضفة النورِمن عتم ٍ غدا قدرا
أضاق بالحلم أم أحلامه عصفت
بقلبه حيث أخفى فيه ما اشتهرا
هل مات هذا الذي يمضي بلا قدم ٍ
يستفتئ الشمس أو يستنسخ القمرا
ما مات بل مات فينا كل قافية ٍ
شدا بها الوجد جمرا شبّ واستعرا
يا قائد الموج للشطآن هل عسفت
مواكب الريح ربّانا ليختبرا
يا ابن الثريّا ألا يكفيك منزلةً
بكلِّ حدبٍ ملأت السمع والبصرا
قل لي شفيف الفؤاد الحرّ ما نَصَبي
هل أهجر الكون أم أقضي به وطرا
هل أندب الشعر أم أبكيك يا وطنا
قد مات فيه السّنا حتفا أو انتحرا
هوازن(1) اليوم عذرا لم يعد بيدي
سيفٌ ولا وجه لي يأتيك معتذرا
وشاعر البيد مذ غنّى وأنشدني
(بوّابة الريح)(3) قد أدركتُ ما شَعرا
يا ساكن الريح ما أغرتك قلعتنا
أنت الغنيّ الذي من عشقنا افتقرا
وأنت تلك التضاريس(2) التي بقيت
ونحن رملٌ على أكنافكَ انتثرا
واراك هذا الثرى في جوفه فلِما
ينفيك عن ظهره,هل خالك الخطرا؟
بئسا لأرض ٍ يموت العاشقون لها
ظمأى هواها ولا تسقيهم المطرا
مات الذي عاش ما صلّى إلى صنمٍ
ولا اعتلى منبرَ التد جين أو هذرا
عليه صلى الملا في غير موطنِه
وموطن الحب قد صلّى بمن حضرا
إن لم يصلّ على جثمانِه وطن ٌ
صلّت سماءٌ تُظلّ البيد و(4) الشجرا
(1) ابنته التي يحبها رحمه الله
(2) ديوانه الشعري الأول
(3) إحدى قصائده
(4) سيد البيد إحدى قصائده
أحسن الله عزاء الجميع
وتحيتي
لكل
العابرين
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
إلى رُوحكِ يا مُحَمّدُ
