قديم 03-24-2016, 07:11 PM
المشاركة 31
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[/size][marq="2;right;1;scroll"]محور القلب[/marq]
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}..
إن هذه الآية على اختصارها، تعتبر من الآيات التي تعطي مسلكا للإنسان في الحياة.. فهنالك بعض الآيات تتناول الوضوء، والتيمم، وحركات جزئية، حتى أمثال أحكام الحج، والصلاة، وما شابه ذلك.. وهنالك آيات في القرآن الكريم، تعطينا الخطة العامة في السير في هذه الحياة، نحو الله عز وجل.
تقول الآية: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}.. إن هنالك بحثا مهما في هذا المجال.. وهو أن لكل إنسان محور اهتمام في قلبه، فهنالك هم غالب، وهنالك صبغة يصطبغ بها الإنسان.. وهذه الصبغة، وهذا المحور، وهذا الهم الأوحد، هو الذي يحرك الإنسان.. فإذا امتلك الإنسان محورا غالبا في حياته، وإذا وصل الإنسان إلى هم ثابت يشغل باله، فإن هذا الإنسان يتحرك بشكل دائب لاتجاه ذلك المحور.
ولهذا من المهم جدا إذا أردنا أن يستقيم الإنسان في سيره، أن نقلب محور اهتمامه، وهو ما يسميه بعض العلماء – علماء الأخلاق – بمبدأ الميل، ومبدأ الحركة.. وكما هو معلوم بأن الأرض تدور حول محور ثابت، فهذا المحور لو اختل، لاختلت حركة الوجود.. فإذاً، على أحدنا إلى جانب اهتمامه بالعبادة، وبالأمور الجزئية، وبالحركات المتقطعة.. أن يفتش وينظر إلى نفسه، ليجد المحور الثابت الذي يسير حوله!.. والمحور الذي ينبغي أن يكون عليه!..
وهذا ما بينته الآية في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}..(الذاريات/56).. فإذا عاش الإنسان هذا الهم، ولم يكن له هم إلا تحقيق حالة العبودية في هذه الحياة، فإنه سيتحرك بشكل تلقائي، ولا يحتاج إلى واعظ خارجي.
{فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}.. عادة يكون السباق في عالم الرياضة وما شابه ذلك، ولا يكون السباق إلا حيث يكون هنالك نهاية معينة، وهنالك جوائز لمن يصل إلى هذه النهاية.. فهل رأيتم سباقا مفتوحا لانهاية له؟.. وهل رأيتم سباقا لا ثمرة له؟..
وبما إن هنالك نهاية، وهنالك جوائز.. فتصور الجائزة عند الوصول للنهاية، يجعل الإنسان يسارع في المشي.. وإلا فإنه لا تنتظم حركة حياته..
إذاً، فالنهاية عبارة عن الوصول إلى حالة العبودية المطلقة {يا أيها الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ}..(الإنشقاق/6).. فنقطة اللقاء مع الله عز وجل تكون عند الموت..
وهنا نهاية السباق، فماذا يعطي الإنسان في النهاية؟.. يعطى ما لا عين رأت، ولا خطر على قلب بشر {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا}.
أيها المتسابق!.. لو تخاذلت في السباق، أو تباطأت في المشي، أو لو لم تدخل حلبة السباق، فأنت غير مهمل.. وفي يوم من الأيام، سترفع إلى الملك، والحاكم، وأنت في نقطة بعيدة عن النهاية، وأنت في نقطة تعتبر متخلفا في السباق.. وعليه، فإن المسألة ليست عبارة عن عدم الربح فقط، وإنما هنالك مؤاخذة: لماذا لم تصل إلى هذه النقطة؟..
ومن أشد أنواع العذاب يوم القيامة للجميع، التغابن والحسرة.. فالإنسان المؤمن عندما يؤتى به يوم القيامة، ويرى بأنه كانت له قدرات في الحياة الدنيا، وكان بإمكانه الوصول إلى قريب الهدف، وكان بإمكانه أن يكون في نقطة أقرب مما كان عليها عند الوفاة.. ولكن لم يحقق هذا القرب إلى النهاية.
كيف يكون شعور هذا الإنسان في الجنة؟.. فالإنسان يرى درجات عالية في الجنة، فيقال: هذه درجتك المقدرة، ولكنك تكاسلت.. ولو أن الله عز وجل أبقى هذه الحسرة في نفس هذا الإنسان، لما استمتع بحور الجنة ولا بقصورها.. فلا بد وأن ينسى هذه المرحلة.. إذاً، علينا أن نعيش هذا الجو { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وبالتالي، فإن في هذه الآية عدة اصطلاحات:
الاصطلاح الأول: محور الحياة {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}..
والاصطلاح الثاني: هنالك سباق بما في السباق من نهايات وجوائز..
والاصطلاح الثالث: هنالك حالة الرقابة الإلهية {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا}.. وسواء كنت فائزا أو خاسرا، فإنك ستقف أمام المحكمة الإلهية.. فبفوزك تعطى الجائزة، وبخسارتك لا تحرم الجائزة فحسب!.. وإنما تعاقب عقابا شديدا.

منقول بتصرف
************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
24 - 3- 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 04-17-2016, 07:07 PM
المشاركة 32
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك
وألبسك حلل السعادة والرغد
وشكرا جزيلا

قديم 07-19-2016, 04:58 PM
المشاركة 33
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
من هم عباد الرحمن؟ (63-الفرقان / ج19)
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
إن هذه الآيات المذكورة في سورة الفرقان، فيها وصف بليغ للعباد الذين اصطفاهم الله عز وجل.. وهذه الآية بمثابة تعيين الضوابط العامة للعبد الصالح، أي لعبد الرحمن الذي قبله الله عز وجل عبداً، حيث تقول الآية: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}.
أولاً: إن من صفات عبد الرحمن أنه يجمع بين حالتين: حالة التذلل، والترفع.. كيف يمكن للإنسان أن يكون متذللا ومترفعا في آن واحد؟.. فمتذللاً هنا بمعنى حالة الذلة والشفقة في العباد فيما لا يؤوله إلى الوهن.. وذلة المؤمن ذلة محمودة، حيث أن منشأها ليس الخوف من الطرف المقابل، كذلة المتملقين للأغنياء، أو ذلة الخائفين من الجبارين.. إنما هذه ذلة تنتج، إذا رأى الإنسان من الطرف المقابل عظيم أمام الله عز وجل، ولهذا القرآن الكريم في سورة المنافقين يقول: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وما عدا ذلك من العزة، فهي عنده زائفة، ولم يؤذن للمؤمن أن يذل نفسه.. فإذاً إن ذلة المؤمن نافذة من التواضع، وأن لا يرى تميزاً لنفسه على الآخرين، وكلما رأى إنسانا يقول: هو خير مني.. فشره ظاهر، وخيره باطن.. وأنا كيف أحكم على نفسي بتفوق على الغير؟.. والحال أن البواطن مستورة عليه.. فنحن لا نعلم من العباد إلا جلداً وعظماً ولحماً، فمن أين نعلم بواطن العباد؟..
ثانياً: لو فرضنا جدلاً إنك علمت باطن الشخص، ورأيت باطنه، ولكن من أين تعلم باطنك؟.. إن الذين يعرفون أنفسهم هم القلائل.. ولو عرفت باطنك وباطنه، ورأيت التميز، وحكمت بالتفوق.. من أين لك العلم بعواقب الأمور؟.. فأنت ترى الفعل، ولا ترى المستقبل.. والإنسان مجموعة ماض، ومستقبل، وساعة موت.. وعند ساعة الموت لا يعلم بم يختم للإنسان.. فالمؤمن ليس له أي حكم على العباد، إلا اللهم إذا خرج الطرف الآخر من دائرة الإيمان إلى الكفر، فهذا له حكم آخر.. ولكن بما أنه يجمع بين الاعتقادات الخاصة بأصول الدين، فيجب أن يحتمل أن هذا الإنسان على خير. {يمشون على الأرض هوناً} أي بتواضع، {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}.. فنبي الرحمة ابتلي بأشد الجاهلين، تقول بعض الروايات ما مضمونه: (إن المؤمن إذا ذهب إلى رأس جبل لجاءه من يؤذيه).. فالإنسان في حياته اليومية وإلى أن يموت لا بد وأن يبتلى بجهلة من أرحامه أو من غير أرحامه، في مجال عمله أو في دائرة معاشرته.. والمؤمن إذا تنزل إلى هؤلاء الجاهلين، وأراد أن يكيل الكيل كيلين، فإنه يتنزل إلى مستوى الجهال، ويشغل نفسه بعوالمهم، ويتثاقل إلى تثاقلهم قولاً وفعلا.. والحل هو أن يترفع عن الإنسان الجاهل، لا أن يقول له: (سلاماً) باللفظ، بل يقول له: (سلاماً) بمقام العمل.. إن المؤمن إذا تجاوز في حد من حدود الله، فهو بحد ذاته تلك الساعة ليس بمؤمن، ولا وزن له.. فلعله كان قبل ذلك من العباد والزهاد، ولعله أيضا هو كذلك بعد ذلك العمل.. ولكن في ساعة الغضب هو لا وزن له، ولو كان ذا وزن قبل الغضب وبعده.. فإذاً لماذا الإنسان يقيم وزنا لما لا وزن له؟..
{والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً}.. إن هؤلاء يرون لذتهم في السجود الطويل.. والروايات تؤكد تأكيداً غريباً على إطالة السجود.. والسجود ليس هذا الإنحناء البدني، فهذا الإنحناء البدني حركة رياضية.. وإنما السجود المقصود هو السجود الروحي.. فالسجود حركة قلبية، وهذه السجدة الظاهرية هي حركة البدن.. فالساجدون لله عز وجل، والمحترفون السجود، هؤلاء لهم عوالم لا تقدر ولا توصف.. فلهم سير إلى عالم البرزخ، وإلى عالم الغيب لا يعلم لذتها.. فسلمان الفارسي يقول -ما مضمونه-: لولا السجود، ولولا معاشرة المؤمنين، لما تحملت البقاء في هذه الدنيا.
إن السجود في عرف الأولياء والصلحاء، يعتبر سياحة روحية، وما أروعها من سياحة!.. لا تكلف مالاً ولا تعباً، ومتاحة في أية ساعة من الساعات.. ولذة السجود في السحر، حيث الناس نيام، فيقوم الإنسان ليكون مع الساجدين.. ولهذا {يبيتون سجداً وقياما}، أي يغلب عليهم السجود في هذا الليل الطويل.. والذين يقولون: {ربنا اصرف عنا عذاب جهنم}.. فهم على صفاتهم، والتزامهم يعيشون حالة الهلع والوجل.. {إن عذابها كان غراما}.. الغرام ما ينوب الإنسان من شدة أو مصيبة فيلزمه، ولا يفارقه، فكذلك نار جهنم تلزم الإنسان، ولا تنفك عنه.
{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}.. فالمؤمن أمين على مال الله عز وجل.. أي أنفقوا من مال الله عز وجل الذي آتاكم، فهذا المال مال الله، وأنتم عليكم أن تنفقوا بالكيفية التي أمركم الشارع بها.
وهنالك آية بليغة في العتاب والتأثير، {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}.. أي يا بني آدم!.. إن الله عزوجل لا يعبأ بكم، ولا يعتني بكم.. فما وزنكم عند الله عز وجل؟.. وما قيمة هذا الإنسان الذي يدب على قدميه، وبعد أيام يؤول أمره إلى التراب؟.. وما فرقه عن الجماد والحيوان والنبات لولا الوجود المادي؟.. إذا كنت تدعو، فأنت مترفع عن المادة.. وقد يقول قائل: وأنا أدعو!.. إن الدعاء حركة القلب لا حركة اللسان، فاللسان يكشف عما في القلب، فإذا كان القلب خاوياً، فحركة اللسان تكشف عن عدم.. فإذا لم يكن لك رصيد، كإنسان له عشرات الحسابات المصرفية، ولا درهم له في المصرف، فما قيمة هذه الحسابات الكثيرة؟.. فهذه الورقة تكشف عن رصيدك، فإذا لم يكن لك رصيد، فلا قيمة لهذا الظاهر.. فإذاً إن من المناسب للمؤمن في هذا الشهر الفضيل وفي غيره من الشهور، أن يحقق هذا الإرتباط الذي يعطيه وزناً وقيمة عند الله سبحانه وتعالى.
[color="red"[color="deepskyblue"]
منقول بتصر
************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
19 - 7 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 08-02-2016, 11:24 AM
المشاركة 34
نشوة شوقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نفحات قرآنية.. في سورة الرعد


قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد: 2].

يفهم من كلمه: بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا : أن هناك عمدًا لا تُرى، وهي الجاذبية.

قديم 08-07-2016, 12:08 PM
المشاركة 35
نشوة شوقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قال الله " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " النور 41
والتسبيح نوعان 1- تسبيح قولي 2- تسبيح فعلي "بلسان الحال"
والتسبيح في جملته : انقياد وخضوع لله رب العالمين , فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله " التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي .
فأهل الكفر اليوم بما لديهم من إمكانيات وآلات ومراكز أبحاث يستشعرون تماما تسبيح الكون لله , بل هم الذين يوصلون لنا ذلك , كيف ؟
فللنظر في أبحاث هؤلاء في عالم الحيوان , وعالم النبات , وعالم الجماد , وباطن الأرض وظاهرها , بل وفي السماء بما فيها من نجوم وكواكب ومجرات , بما يؤكد أن هذا الكون يسير بنظام ودقة متناهية , بأمر من الخالق العظيم .
فَيَا عَجَبًا كَيفَ يُعصَى الإلَهُ أَمْ كَيفَ يَجْحَدُهُ الجَاحِـــــدُ
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَــــــــة ٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الوَاحِــــــــد.ُ

قديم 11-18-2016, 12:26 PM
المشاركة 36
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
لمحة في إعجاز القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أحكمت آياته، وأتقنت فصوله، وأبدعت جمله، واختيرت كلماته ، وعلا أسلوبه، واتفقت معانيه، وائتلفت مبانيه؛ فلا ترى فيه عوجا ولا أمتا، ولا تجد فيه اختلافا ولا تناقضا، وصدق الله إذ يقول :
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [ فصلت : 42 ]
ومن ثم كان القرآن الكريم مناط أنظار العلماء، وموضع عنايتهم في القديم والحديث، وإن تعددت جهات نظرهم إليه، وتباينت مشاربهم منه .
ونحن في هذه الكلمة الموجزة نحاول أن نلم إلمامة يسيرة بناحية من نواحي عظمة هذا الكتاب الحكيم، وهي ناحية إعجازه، فنقول:
أنزل الله هذا الكتاب فأعجز به سائر البشر، ووقفوا منه في كل زمان ومكان موقف المبهوتين الذين بهرهم أسلوبه، وأخذت بمجامع قلوبهم جزالته، واستولت على نفوسهم عظمته، حتى إن بعضهم كان يعترف بقوة القرآن الكريم، وعظيم سلطانه على النفوس حينما يثوب إلى رشده، ويخلع رداء العصبية الجاهلية عن نفسه .
وليس أدل على إعجاز القرآن الكريم من نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب حين نبوغهم في صنعة الكلام، ونظم الشعر، وترسيل الرسائل، ونسج الخطب، وتفوقهم في أساليبها وتنسيقها، وجولاتهم الكثيرة المتتالية في ربوع القول، وأفانين الحديث، بل كانت إجادة القول غاية فخرهم، ونهاية شرفهم. ومنتهى ما تصبو إليه نفوسهم، وكانت لهم أسواق يقيمونها يقصد إليها الناس من كل صوب، ويؤمونها من كل حدب؛ يتبارون في إنشاد الشعر وإلقاء الخطب، متفانين في ذلك إلى حد كبير، حتى ظهر ذلك الفرقان العظيم والذكر الحكيم، على يد ذلك الأمي الكريم، الذي يعلمون عنه تمام العلم أنه لم يتلق عن أستاذ، ولم يجلس إلى فيلسوف، ولم يقرأ سفراً، ولم يكتب سطراً، فأخرس ألسنتهم، وأخمد أنفاسهم، فلم يجدوا حينئذ جوابا!.
سب آلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى، وسفه أحلامهم، وجهلهم غاية التجهيل، وطلب إليهم أن يعارضوه فما استطاعوا، مع شدة حرصهم على معارضته، والتماس الوسائل قريبها وبعيدها لإبطال دعوته. تحداهم أن يأتوا بمثله كما قال تعالى :
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ [ الطور : 34 ]
وأمهلهم طوال الأيام فما نطقوا؛ فتنزل معهم إلى عشر سور حيث قال:
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [ هود : 13 ] . وانتظرهم فبهتوا وما تكلموا ؛ فتنزل معهم إلى سورة واحدة من سوره، فقال تعالى :
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [ البقرة : 23، 24 ]
فخارت قواهم ، وضلت أفكارهم، وانسدت المسالك أمامهم، وغدوا بعد ذلك صاغرين .
ولعمر الحق لو كانوا يقدرون على معارضته لفعلوا، وخلصوا أنفسهم وأهليهم وأموالهم من سلطته، والخضوع لدعوته إن طوعا وإن كرها، لاسيما وتأليف الكلام الجيد أمر سهل عليهم؛ إذ أنه عادتهم في لسانهم، ومألوف خطابهم، وهم أحرص الناس على إطفاء نوره الساطع، وإخفاء أمره الصادع ، شأن كل عدو مع عدوه؛ فكيف إذاً لا يعارضون بألسنتهم، وميسور عاداتهم، وهو أيسر لهم وأهون عليهم لو وجدوا لذلك سبيلا؟ استطال عليهم بأنواع المذام والقوم أولو حمية وعصبية، ورماهم من وقت لآخر بالعجز عن مباراته، والضعف عن مجاراته، والقوم ذوو أنفة وإباء، ومع ذلك لم يتحرك منهم ساكن، ولا قام واحد منهم في وجهه، ولا حدث نفسه أن يقوم، فحكم لنفسه حكما قاطعا حيث قال :
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[ الإسراء : 88 ]
سبحان الله! ألا فلينظر القارئ الكريم إلى هذه الثقة بالنفس، وهذا الشموخ الذي لا يدانيه سواه، هل يطيقه ويقدر عليه إلا من أحاط بقدر الناس وقواهم خبراً، ووسع كل شيء علما؟.
هل مثل ذلك القضاء القاطع بأنهم لن يستطيعوا مهما تضافروا واستظهر بعضهم ببعض أن يأتوا بشيء من مثله، هل مثل ذلك القضاء يمكن أن يكون قضاء بشريا ؟ .
كلا ! إنما ذلك قضاء العليم الخبير الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
إذن فالقرآن الكريم كلام الله تعالى ، أنزله على خير خلقه ، وصفوة رسله، ليكون آيته الكبرى ، ومعجزته العظمى، المؤيدة لدعوته، الشاهدة بصدق نبوته، ولا يعقل أن يؤيده بدليل يتلاشى أمام البحث، ويذهب سدى عند النقد الصحيح.
وإذا كان القرآن قد أعجز سائر العرب مع تضافرهم وتظاهرهم، وكثرة عددهم، وفصاحة لسانهم، وقوة بيانهم، وطول زمان معارضتهم، فلأن يكون لغيرهم أشد إعجازاً وأقوى مباراة وأعظم نضالا. وهل يتطاول نحو هذا الحمى ذلك الأعجمي الألكن، أو الصبي الذي لا يكاد يبين؟ بلى إن القرآن الشريف فوق طاقة جميع المخلوقين، وأعلى بكثير مما قد تصل إليه قدرهم، ولا عجب فهو تنزيل من جبار الأرض والسماء الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون .

منقول بتصرف
************************************************** **********************************
الجمعة
18 صفر 1438هج
18 - 11 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-18-2016, 02:05 PM
المشاركة 37
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التحدى يوم الزينة
======================
جمهرة غفيرة من سحرة مصر حضرت التحدى يوم الزينة بينهم وبين سيدنا موسى وبجانبه أخاه هرون . ولما انتصر موسى على السحرة ألقوا سجدا . ولا يمكن لكل جمهور السحرة أن يتوحدوا في قولة واحدة . بعضهم قال (آمنا برب موسى وهرون) . وبعضهم قال (آمنا برب هرون وموسى) .
والقرآن الكريم أنصف الفريقين فأورد ما قاله كلٌ منهما ولكن في سورتين مختلفتين هما سورة الشعراء وسورة طه . ومع قليل من التأمل نجد أن معظم آيات القصة في سورة الشعراء عن موسى منفردا دون إشراك هرون معه . فنلاحظ أن السياق أنسب هنا لمن قالوا " رب موسى وهارون" .
وفى سورة طه جاء معظم الآيات عن الرسولين معا بصيغة التثنية كقوله: اذهبا إلى فرعون إنه طغى . فقولا له قولا لينا.. ، قال لا تخافا إننى معكما..، فأتياه فقولا..، قال فمن ربكما يا موسى ...إلخ وهكذا نجد ذكر الرسولين معا غالبٌ على السياق فكان من المناسب هنا إيراد قول الفريق الثانى "رب هرون وموسى" .

*************

قديم 11-19-2016, 07:58 AM
المشاركة 38
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
https://tse1.mm.bing.net/th?&id=OIP....9&rs=0&p=0&r=0

" ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا "
صدق الله العظيم
************************************************** **********
يقول العلماء ، ومنهم كافرٌ ومنهم مؤمن ، إن القشرة الخارجية للأرض كانت ملتهبة ثم بردت خلال ملايين السنين . تسأءلت في نفسى: حسنا ، ومن أين جاء الأوكسجين ، غاز الحياة؟
فأجابونى بأن سحبا كثيفةً كانت وما تزال تغطى أسطح البحار والمحيطات . قلت وما شأن ذلك بالأوكسجين؟ قالوا: إن تلك السحب إنْ هي إلا ميكروبات نباتية دقيقة مجهرية لا ترى بالعين المجردة دأبها صناعة الأوكسجين وهى تظل عاكفة على إنتاجه ليل نهار ونشره في الفضاء . ونحن مدينون بحياتنا لتلك العوالق التي تسمى بالإيجا .
كنت أتوهم بأن تلك الملايين من السنين مرت عبثا على الأرض . ولكن كان هنالك عملُ دؤوب على تحضير الأوكسجين ..وتحضير الغازات الأخرى وسقوط الأمطار ونمو الغابات الكثيفة على الأرض لتكون عضدا للإيجا على إنتاج الأوكسجين . وبعد امتلاء الفضاء بالغازات وامتلاء الأرض بالعشب والمياه العذبة بدأ ظهور الحيوانات وتطورها .
كل ذلك لم يكن عبثا يا إخوتى . إنما كان إعدادا للأرض لاستقبال أبينا آدم وأمنا حواء . ألم نجعل الأرض مهادا . والجبال أوتادا . وخلقناكم أزواجا .
صدق الله العظيم

قديم 11-19-2016, 11:37 AM
المشاركة 39
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
من هم الاخسرون أعمالاَ ؟
إن القرآن الكريم مليء بالآيات المتنوعة..
ففيه آيات هي قمة التبشير ، كآية تبديل السيئات بالحسنات ، فهي من الآيات المؤملة جداً في القرآن الكريم ..
فالذي يعيش حالة الانحراف دهراً من حياته ، ثم يعود إلى الله عز وجل ، فإن الله تعالى يبدل سيئاته حسنات.. وفيه أيضا آيات هي قمة التخويف ، ومن هذه الآيات هذه الآية الكريمة ، وإن كان ظاهر الخطاب يعود إلى المشركين ، ولكنه مخيف للجميع ..
وهذه الآية هي الآية 103من سورة الكهف :
بسم الله الرحمن الرحيم { قُل هل نُنَبِئكم بالأخسرين أعملاً ، الذين ضل سعيهم فى الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}.
إن الآية تجمع العمل ، حيث تقول : هل أنبئكم بالذين لهم أعمال كثيرة ، ولكنهم من أخسر الناس ؟..
أي أن الإنسان الذي لا عمل له ، قد لا يعجب بشيء من عمله ، إلا أن صاحب العمل والأعمال الكثيرة ، هم فى مظان هذا الخسران ..
يقال فى باب التجارة : إن التاجر إذا كان يتاجر ، وهو يعلم أنه سيخسر ، فإنه يقوم ببعض الإجراءات الإحتياطية ..
وكما هو معلوم فى باب التجارة ، أن إيقاف الخسارة في أي وقت ، هو ربح فى حد نفسه ..
ولكن إذا كان التاجر لا يعلم أنه خاسر ، ولا يحتمل أنه سيخسر ، فإن هذا الإنسان مفلس .. وفي يوم من الأيام سيؤول أمره إلى الإفلاس الشديد المفضوح ..
فهؤلاء المساكين أعمالهم كثيرة ، ولكن ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون بأنهم يحسنون صنعا .
{أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}.. فمن هم الذين لا يقام لهم وزن يوم القيامة ؟.. ومتى يكون العمل هباءً منثور ا؟..
إن من موجبات كون العمل هباء منثورا الكفر .. فالإنسان الكافر وجوده وجود مبغوض للمولى ، وهذا الوجود المبغوض لا يمكن أن يتقرب إلى الله تعالى بشيء ، لأنه لا يعترف بمن يمكن التقرب إليه ..
وكذلك من الذين لايقام لهم وزن يوم القيامة ، المؤمن الذي يعمل لغير الله عز وجل .
إن العمل في حد نفسه لا خلود له ، ولكن يمكن أن يحمد عليه الإنسان، ويمكن أن يكتسب الثناء الجميل : ككرم حاتم .. ولكن الخلود والانتساب إلى الله عز وجل ، وأن تتحول مادة الطاعة إلى طاقة لا نهائية ، تتجلى في عرصات القيامة وفي الجنة ، فإن ذلك يحتاج إلى انتساب .. والعمل الذي لا ينتسب إلى الباقي ، فهو فانٍ شأنه شأن المظاهر الطبيعية .. فكما أن الشمس تتكور ، والنجوم تنكدر ، وكما أن العظام تؤول إلى رميم .. فكذلك أعمالنا تؤول إلى أمر معدوم ينتهي ..
فالذي يعطي الخلود ، هو انتسابه إلى الخلود .. والله خير الشريكين، ففي الروايات : إن العمل الذي يكون لله ولغير الله عز وجل ، فإن الله عز وجل يقول : أنا خير الشريكين ، تنازلت عن حقي ، ووهبتك هذا العمل .
وما دام الأمر كذلك ، فقبل أن يفكر الإنسان في كم الأعمال ، وقبل أن ينظر إلى حجم ما يقوم به من عمل ، قبل كل ذلك، ينبغي أن يهيئ القالب الذي يوضع فيه العمل .. ففي اللغة العربية لكل كلمة مادة وهيئة : الضارب هيئته الفاعل، ومادته الضرب .. وكذلك فإن عمل الإنسان له مادة وله هيئة : المادة عبارة عن الإنفاق ، والصيام ، والصلاة ، والحسنات ...الخ ..
والهيئتة التي تعطيه القيمة ، هي عبارة عن انتساب العمل لله عز وجل .. وإلا ، في بناء الكعبة ما هو وزن هذا العمل في عالم البناء ؟.. كم كلف إبراهيم ( عليه السلام ) بناء الكعبة ؟.. إن الكعبة بناء فى منتهى البساطة ، ولعله لا يوجد على وجه الأرض بناء ضخم كبساطة الكعبة: فهو بناء مكعب ، ليس فيه أي جمال هندسي ، ولا فيه تعقيد من تعقيدات البناء المتعارفة .. ولكن هذا العمل على بساطته انتسب إلى الله عز وجل ..
ولهذا أول ما قاله إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }.. أي تسمع ما نقول ، وتعلم ما فى القلوب .
فإذن، صحيح أن الآيات ناظرة إلى المشركين حيث يقول : {أولئك الذين كفروا}.. ولكن روح الآية تنطبق على الجميع.. وعليه، فإن على المؤمن أن يحذر حالة الخسران المستمرة فى حياته.. بمعنى أنه يجب أن ينظر دائما إلى عمله، من خلال المراقبة الذاتية، أو التأمل الذاتي، أو بمراجعة استشارة الغير.. ويحاول أن ينظر دائما إلى أن القالب الذي يعطيه الخلود، هل لازال موجوداً أو غير موجود .
ما هي علامة العمل المقبول ؟.. إن العمل المقبول ، هو ذلك العمل الذي يعيش معه الإنسان الانتعاش الروحي. . يقول علماء الأخلاق : إن مع كل عمل صالحٍ مقبول هبة نسيم من عالم الغيب .. فالإنسان عندما يزاول عملا مخلصا لوجه الله تعالى ، فإنه يعيش حالة من حالات النفحات الإلهية : حيث أنه يرى بأن الله عز وجل ينظر إليه برفق ، ويرى التيسير والتسديد أينما يذهب .. بخلاف العمل الذي لا يعمله لوجه الله تعالى ، حيث أن عينه تكون إلى الخلق ، وإلى المكاسب ، وإلى عاجل متاع الدنيا ..
من الطبيعي أن يرى ذلك الإنسان أنه يقوم بخير !.. ولكن هذا العمل لا ينعكس لا في صلاته ، ولا في دعائه ، ولا في علاقته بالله عز وجل .. فإذن على الإنسان أن يتحاشى وبشدة، أن يكون سعيه كسعي الذين كفروا .. { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا } .

منفول بتصرف
************************************************** *************************
السبت
19 صفر 1438هج
19 - 11 - 2016

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 11-19-2016, 12:14 PM
المشاركة 40
نشوة شوقي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} إلى آخر الآيات المباركة.. فالملاحظ هنا أن القرآن الكريم هداية، والهداية هي عملية ذهنية وإدراكية، بمعنى نقل الإنسان من المجهول إلى المعلوم.. ولكن لماذا جعل القرآن الكريم هذه الهداية خاصة بالمتقين؟.. والتقوى: عملية فعلية، وورع، وفعل، وترك.. فإذن، ما الارتباط بين عالم المعرفة وهي الهداية، وبين عالم العمل وهي التقوى؟..

الجواب هو: إن القرآن هداية شأنية، فمن شأن القرآن أن يهدي؛ ولكن هذه الهداية الشأنية لا تتحقق فعلاً وواقعاً، إلا للذين استعدوا لقبول هذه الهداية.. فالقرآن هدى، ولكن لمن يبحث عن الهدى


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " نفحات ٌ قرآنية ٌ "............ ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM
[ " مصطلحات قرآنية " ........... ] حميد درويش عطية منبر الحوارات الثقافية العامة 15 08-31-2010 01:47 PM

الساعة الآن 07:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.