قديم 10-01-2010, 03:16 PM
المشاركة 31
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
خريف ومساء
( فدوى طوقان )


ها هي الروضة قد عاثت بها أيدي الخريف
عصفت بالسَجف الخضر وألوت بالرفيف
تعس الإعصار ، كم جار على اشراقها
جرَدتها كفَه الرعناء من أوراقها
عريت ، لا زهر ، لا أفياء ، لا همس حفيف
*
ها هي الريح مضت تحسر عن وجه الشتاءِ
وعروق النور آلت لضمورٍ وانطفاء !
الفضاء الخالد اربدَ وغشَاه السحابُ
وبنفسي ، مثله ، يجثم غيم وضباب
وظلالٌ عكستها فيَ أشباح المساء !
*
وأنا في شرفتي ، أصغي الى اللحن الأخير
وقَعته في وداع النور أجواق الطيور
فيثير اللحن في نفسي غمَا واكتئابا
ويشيع اللحن في روحي ارتباكا واضطرابا
أي أصداء له تصدم أغوار شعوري !
*
الخريف الجهم ، والريح ، وأشجان الغروب
ووداع الطير للنور وللروض الكئيب
كلها تمثل في نفسي رمزاً لانتهائي !
رمز عمرٍ يتهاوى غاربا نحو الفناء
فترةً ، ثم تلفّ العمر ، أستار المغيب
*
سيعود الروض للنضرة والخصب السّريّ
سيعود النور رفّافاً مع الفجر الطّريّ
غير أني حينما أذوي وتذوي زهراتي
غير أني حينما يخبو غداً نور حياتي
كيف بعثي من ذبولي وانطفائي الأبديّ ؟!
*
آه يا موت ! ترى ما أنت ؟ قاس أم حنون
أبشوش أنت أم جهمٌ ؟ وفيٌّ أم خؤون ؟!
يا ترى من أي آفاق ستنقضّ عليّه؟
يا ترى ما كنه كأسٍ سوف تزجيها !!
قل ، أبن ، ما لونها ؟ ما طعمها ؟ كيف تكون ؟
*
ذاك جسمي تأكل الأيم منه والليّالي
وغداً تلقى الى القبر بقاياه الغوالي
وي ! كأني ألمح الدود وقد غشّى رفاتي
ساعياً فوق حطام كان يوما بعض ذاتي
عائثاً في الهيكل الناخر ، يا تعس مآلي !
*
كلّه يأكل ، لا يشبع ، من جسمي المذاب
من جفوني ، من شغافي ، من عروقي ، من غهابي
وأنا في ضجعتي الكبرى ، وحضن الارض مهدي
لا شعورٌ ، لا انفعالات ، ولا نبضات وجد
جثّة تنحل في صمتٍ ، لتنفى في التراب
*
ليت شعري ، ما مصير الروح ، والجسم هباء ؟!
أتراها سوف تبلى ويلاشيها الفناء ؟
أم تراها سوف تنجو من دياجير العدم . .
حيث تمضي حرّةً خالدةً عبر السُدم . .
ساط النور مرغاها ، ومأواها السماء ؟!
*
عجباً ، ما قصة البعث وما لغز الخلود ؟
هل تعود الروح للجسم الملقّى في اللحود ؟
ذلك الجسم الذي كان لها يوما حجابا !
ذلك الجسم الذي في الأرض قد حال ترابا !
أو تهوى الروح بعد العتق عودا للقيود ؟!
*
حيرةٌ حائرةٌ كم خالطت ظنّي وهجسي
عكست ألوانها السود على فكري وحسّي
كم تطلعت ؛ وكم ساءلت : من أين ابتدائي؟
ولكم ناديت بالغيب : الى أين انتهائي؟
قلقٌ شوَش في نفسي طمأنينة نفسي!

قديم 10-01-2010, 03:17 PM
المشاركة 32
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
دوامة الغبار
( فدوى طوقان )


عامٌ قريب
كانت حياتي قبله
شبحاً يدب على جديب
متعثراً بالصخر ، بالأشواك
بالقدر الرهيب
حتى رآك
روحي تهل على كآبته
فتترعه يداك
فرحاً و اشعاعاً غريب
عامٌ قصير
سرنا معاً فيه على دربي الوعير
جنباً الى جنب ، و ملء عيوننا
دفء الشعور
و العاطفة
و إذا الحياة على صدى
خطواتنا المتآلفة
خضراء تورق في الصخور
عام و مر
و دجا غبارٌ حولنا
هاجت به ريح القدر
و تلمستك يدي و في عيني ليل معتكر
و ارتاع قلبي
رجعت إلي يدي ميبّسة الدماء
بثلج رعبي لا صوت منك و لا أثر
و وقفت وحدي
في وحشة التوهان . في يتم الغريب
وقفت وحدي
تصطك روحي في فراغ الدرب من ذعر و برد
و على فمي
إشراقةٌ ماتت . و في قلبي
تنبؤ ملهم
أني سأبقى العمر وحدي
لا تبعد
و بعثتها من غور يأسي
في الفضاء المربد
و بقيت أهتف من قرارة وحشتي :
تبعد
نا خائفة
لمبي الوحيد يحسّ ، يسمع
مدمات العاصفة
ملف الفراغ الأسود
أمسك يدي
سر بي ، غبار الأرض منعقدٌ على دنيا غدي
يعمي خطاي المجفلات على طريقي الموصد
هذا الغبار
دوّامة دارت بها حولي
أعاصير القفار
تلوي بعمري المجهد
كيف الهروب
و العاصف الجبار يسقي الدرب وحشي الهبوب
شرس الجناح يسوط أقدامي
على القفر الرهيب
و الهاوية
تصغي على البعد القريب
إلى صدى أقداميه
بين التواءات الدروب
لا تبعد !
و بقيت اصرخ من قرارة وحشتي :
لا تبعد !
فتبدّد الريح النداء مع الصدى المتدّد
و بقيت وحدي
حيري ، أدور ، أصارع الدوامة الهوجاء
وحدي
عبر الطريق الموصد

قديم 10-01-2010, 03:17 PM
المشاركة 33
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
رجاءً لا تمُتْ
( فدوى طوقان )


يا أخا الروحِ رجاءً لا تمُتْ
أو فخُذْ روحي معك
ليتني أحمِلُ عن قلبكَ ما
يوجع قلبك
لو ترى كم رفع القلبُ إلى اللّه
صلاة القلب كي يشفي بروح منه جُرحَك
يا أخا الروح رجاءً لا تمُتْ
نقطةُ الضوءِ بعمري أنت
نبراسي المضيء
ابْقَ لي أرجوك
ابْقَ الضوءَ والنكهةَ والمعنَى
وأحلى صفحةٍ في سِفْر شِعري
وّجَت آخرَ عمري
حلمٌ
حلمتُ...
رأيت قصائد قلبي التي لم أقلها
تموت واحدة بعد أخرى
حزنتُ... وقمت إليها
ألملمها جثثًا ورفاتْ
بكيت عليها وغسلّتها بالدموعْ
وسلّمتها لمهب الرياحْ
رجعت بخفي حنينْ
بكفين فارغتين
وظل شرود حزين يدبّ على مقلتيّ
وذكرى
بنيتُ لها معبدًا يتهجدُ قلبي لديه
ويضئُ الشموع
لذكرى قصائد ماتتْ
وليس لها من رجوعْ

قديم 10-01-2010, 03:20 PM
المشاركة 34
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
رقية
( فدوى طوقان )


من صور النكبة
تدلّت عن الأفق أمّ الضياء
ملفّعة باصفرارٍ كئيب
وقد لملمت عن صدور الهضاب
وهام التلال ذيول الغروب
وجرّت خطاها رويداً رويداً
وأومت إلى شرفات المغيب
فأطبقن دون رحاب الوجود
وأغرقنه في الظلام الرهيب
وغشّى الدجى مهجاتٍ نبضن
بشوق الحياة ، بوهج اللهيب
وأخرى تلاعب ثلج السنين
بها فخبت في حنايا الجنوب
وأوغل في حاليات القصور
وأوغل في كل كوخ سليب
فمدّ الجناح على بسمات الشفاه ، وفوق جراح القلوب
وضمّ السعيد بأحلامه ، وضمّ أخا البؤس نضو الكروب
وفي وحشة الليل ، ليل المواجع ،ليل المواجد ، ليل الهموم
وللريح ولولة في الشعاب
وللرعد جلجلة في الغيوم
وللبرق خفق توالى دراكاً
يشق حجاب الظلام البهيم
بدا ( جبل النار ) ترب الخلود
له روعة الأزليّ القديم
تعالى أشمّ أمام السماء
تجاذب منها حواشي الأديم
كأنّ ذراه رفعن هناك ،
على الأفق ، متكأ للنجوم
وكان وراء غواشي الدجى
رهيب السكون عميق الوجوم
تحسّ به رجفة الكبرياء الجريحة والعنفوان الكليم
وفي قلبه النار مكبوتة الزفير ، فيا للّهيب الكظيم !!
هنالك ، في سفح البطولات ، والمجد ، والوثبات الكبر. !
هنالك ؛ تحت الضباب المسفّ ، والأرض غرقى بدفق المطر
كأن الرحاب العلى بعيون السحائب تبكي شقاء البشر. .
هنالك ضمّ (رقيّة) كهف
رغيب عميق كجرح القدر
تدور به لفحات الصقيع
فيوشك يصطكّ حتى الصخر
وتجمد حتى عروق الحياة
ويطفأ فيها الدم المستعر
(رقية) يا قصة من مآسي الحمى سطّرتها أكفّ الغير
ويا صورةً من رسوم التشرد ، الذل ، والصدعات الأخر
طغى القرّ ، فانطرحت هيكلاً
شقيً الظلال ، شقي الصور !!
تعلّق شيء كفرخٍ مهيضٍ
على صدرها الواهن المرتعد
وقد وسّدت رأسه ساعداً
وشدّت بآخر حول الجسد
ولو قدرت أودعته حنايا الضلوع ، وضمّت عليه الكبد !
عساها تقيه بدفء الحنان
ضراوة ذاك المساء الصّرد
وعانقها هو يصغي الى
تلاحق أنفاسها المطّرد
وكانت خلال الدجى مقلتاه
كنجمتين ضاءا بصدر الجلد
تشعان في قلبها المدلهم
فيوشك في جنبها يتّقد
وغمغم : أمّ؛ وراحت يداه
تعثيان ما بين نحرٍ وخد
فأهوت على الطفل تشتمّ فيه
روائح فردوسها المفتقد
وفي مثل تهوية الحالمين
وغيبوبة الانفس الصافية
أطّلت على أفق الذكريات
وفي عمقها لهفة ظاميه
تعانق بالروح طيف الديار
وتلثم تربتها الزاكية . .
وأفياءها الدافئات وتلك الدهاليز في الروضة الحالية
وإلف الحياة يشيع الحياة
بأجواء جنّتها الهانيه
فيا دار ما فعلته الليالي
بأشيائك الحلوه الغالية
وربّك ، كيف تهاوت به
يد البغي والقوة الجانيه؟
ومرّ على قلبها طيف يومٍ
دجى الضحى ، عاصف مربد
وقد نفرت في جموع الإباء
نسور الحمى للحمى تفتدي
دعاها نفير العلى والجهاد
فهبّت خفاقاً الى الموعد
تذود عن الشرف المستباح
وتدفع عنه يد المعتدي
وتقتحم الهول مستحكماً
وتسخر باللهب الموقد
فتنقضّ مثل القضاء المتاح
وتهبط كالأجل المرصد
وليست تبالي وجوه الردى
كوالح في الموقف الأربد
فيا للحمى ، كم حميّ أبيّ
تجدّل فيه ، وكم أصيد
أباجوا له المهج الغايات
وأسقوا ثراه دم الأكبد
وطالعها في رؤى الذكريات
فتاها ، نجيّ العلى والطماح
إباء الرجولة في بردتيه
وزهو البطولة ملء الوشاح
يشدّ على الغاضب المستبد ويضرب دون الحمى المستباح
ويلقي عراك المنايا وجاهاً
ويكسح الهول أي اكتساح
وتعرف منه الوغى كاسراً
قوى الجناح ، عنيد الجماح
يخط على صفحات الجهاد
سطور الفدى بدماء الجراح
نبيل الكفاح اذا الخصم راغ
ومن شرف الحرب نبل الكفاح
فيا من رأى النسر تجتاحه
وتلوي به بفتات الرياح
تهاوى صريعاً وأرخى على
حطام أمانيه ريش الجناح !
وفاضت لواعجها ، لا أنيناً
جريحاً ، ولا عبرة زافره
ولكن زعافاً من الحقد والبغض والضغن والنقم الغامره ؟
متى يشتفي الثأر ؟ يا للضحايا
أ تهدر تلك الدماء الطاهره
ويا للحمى ! من يجيب النداء
نداء جراحاته النافره
وقد أغمد السيف ، لا ردّ حقاً
ولا أطفأ الغلة الساعره !.
تململ في حضنها فرخها
فضمّته محمومةً ثائره . .
ومالت عليه وفي صدرها
مشاعر وحشيةٌ هادرة . .
لترضعه من لظى حقدها
ونار ضغائنها الفائره . .
وتسكب من سمّ خلجاتها
بأعماقه دفقةً زاخره !.
هنا جبل (النار) كان يطوّف
حلم بأجفانه الساهره
تغاديه فيه طيوف نسورٍ
تغلّ بأفق العلى طائره
مخالبها راعفات . . وملء
جوانحها نشوة ظافره
وبرد التشفي بثاراتها
وراء مناسرها الكاسره!

قديم 10-01-2010, 03:20 PM
المشاركة 35
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ساعة في الجزيرة
( فدوى طوقان )


بعيدان نحن هنا في الجزيره
بحضن الظهيره
ونافورة الماء تنثر فضّه
هنا يا رفيق حياتي أنا
وأنت أمامي ، أمامي هنا
وهذا المكان
يلفّ الغرام سماه وأرضه
وهذا الأمان
وهذا الرضى ، كل هذا لنا
هنا نحن ، هذي يدي في يديك
ونار الحياه
تدبّ وتسرب منك إليّ
ومنّي إليك
هنا نحن بعد الطواف البعيد
معاً نستريح ،
معاً نستزيد
هوانا الجديد
هوانا الوليد
وشمس الشتاء
حنون الضياء
تضمّ كلينا
وتحنو علينا
وتقضي إلينا
بسرٍ جديد
لذيذ ، نخبّئه في دمانا
فيذكي هوانا
ويربطنا بشعور سعيد
سيأتي الغد
ويتلوه ما بعده
ويجيء سواه
وآخر يتبع آخر
ويعبر عام
وعام
وآخر
غداً تتبدل أحلامنا
غداً تتحول أيامنا
غداً نتغيّر. .
فلا أنت من بعد أنت
ولا أنا ما كنت قبل ،
غداً نتغيّر
وقد أنتهي
بنفسك يوماً فلا من أثر
بنفسك منّي ولا من صور
كأن لم أكن عالماً تزدهي
بكونك تملك آفاقه
بكونك تلهب أشواقه
وقد تنتهي
بنفسي ،
بلى ، أنت قد تنتهي
بنفسي
وتمسي
بقايا هشيم ذرتها الرياح
بكل مهبّ
فيفرغ قلبي
ويصبح حبي
رفاتاً بقبر الزمان اندثر
وقد يا رفيق حياتي أموت أنا
أو تموت ، وأبقى أنا
لأصبح ظلاً لماضٍ طواه
زمان يدور ويطوي الحياة
وقد يا رفيق حياتي وقد
ومهما توالى ،
ومهما استجدّ
فساعتنا هذه في الجزيرة
بحضن الظهيرة
ستبقى تعيش بروحي دقيقة
وراء دقيقة
وتحيا كروحي بقلب الأبد

قديم 10-01-2010, 03:21 PM
المشاركة 36
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
سموّ
( فدوى طوقان )


أحبّك للفنّ ، يسمو هواك بنفسي نحو الرحاب العلى
فيدني إليها معاني السماء ، وينأى بها عن معاني الثرى
سموت بقلبي وروحي فراحا يفيضان بالشعر شعر الهوى
ونضّرت عيشي ، فأمسى غضيراً ترف عليه زهور المنى
ورفرف في القلب حلم سعيد جميل الخيالات حلو الرؤى
وقد كنت في وحشة لا أرى لي أليفاً يبدّد عنّي الأسى
فلا النفس يسعدها فيض حب ، ولا القلب يسطع فيه السنى
الى ان تجليت روحاً مشعاً كنجم تلألأ لأبن السّرى
فضوّ أت أيامي الحالكات وأفغمتها بذكيّ الشذى
وأحييت نفسي بأسمى هوى هو الخلد أو نفحات السما
وأرويت روحي بصوب الحنان كالروض أرواه صوب الحيا.
ومن عجب أنني لا أراك ولكن أحسك روحاً هفا
يحن إليّ ويحنو عليّ وينساب حولي هنا أو هنا
إذا ما صحوت ، اذا ما غفوت ، اذا ضجّ يومي وليلي سجا
رقيقاً شفيفا كنور الصباح زكياً نقياً كقطر الندى
فيا أيها الروح ، ما أنت ؟ قل لي ، أأنت من الله روح الرضى ؟
وهل أنت ظلّ الأمان الظليل دنا ليّ من سدرة المنتهى ؟
ترى شعّ نور الإله بنفسي ليجلو الطريق ويهدي الخطى ؟
وهل للملائك الحان حبٍ فأنت بقلبي رجع الصدى ؟
فإني أحسّك روح الرضى وظلّ الأمان ونور الهدى
وأصغي لدقّات قلبي لحناً طهوراً بعيد المدى
يوقعه حبك المستفيض فيذهلني وقعه المشتهى
وتغمرني سكرات التجلي كأن الإله لعيني بدا ! . .
أخالك صورة حبس كبير
جلاها لعيني وحي السما
تهيئ روحي لصوفيّةٍ
وتنفض عنها غبار الثرى

قديم 10-01-2010, 03:25 PM
المشاركة 37
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
شعلة الحرية
( فدوى طوقان )


(( هدية إلى أم الأعمال العظيمة مصر الثورة في حرب السويس ))
هبة الله السخية
هذه الشعلة ، إرث البشرية
ارفعيها أنت يا مصر ارفعيها
للملايين الذين
كم حنى أعناقهم ذلّ السنين
ارفعيها للملايين الذين
لم يزالوا ظامئين
لينابيع الضياء
الضياء السمح يهمي في سخاء
ارفعيها لهمو
للملايين على الدرب فأفق الدرب داجٍ معتم
فجّري الأعماق كل السّر فيها
فانتفاضات الشعوب
وانطلاقات الشعوب
كلما تكمن فيها
من هنا تنهار جدران الظلام
من هنا تنحطم القضبان ترتدّ حطام
فجّريها هذه الأعماق كلّ السر فيها
وارفعي الشعلة يا مصر ارفعيها
انها سرّ البقاء
هي مهما أخمدوا أنفاسها ، أو
أطفأوا أقباسها
هي مهما مرّغوها
هي مهما أرخصوها
سوف يبدو وجهها الحرّ مهيب الكبرياء
للملايين الذين
عشقوها من قرون وقرون
سوف تبدو من خلال المحن .
من رزايا الوطن
سوف تبدو من ثنايا المعركة
ودخان الموت يلتفّ جبالاً بجبال
والقرابين بساحات النضال
يطرقون الباب ، باب الأبدية
وبأيديهم تراب المعركة
التراب الطيب الطاهر روّاه الفداء
هذه الشعلة من قال يلاشيها الطغاة الغادرون
البغاة المجرمون
وهي إرث البشرية
هبة الله السخيه

قديم 10-01-2010, 03:26 PM
المشاركة 38
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
صلاة إلى العام الجديد
( فدوى طوقان )


في يدينا لك أشواق جديدة
في مآقينا تسابيح ، وألحان فريدة
سوف نزجيها قرابين غناء في يديك
يا مطلاً أملاً عذب الورود
يا غنياً بالأماني والوعود
ما الذي تحمله من أجلنا ؟
ماذا لديك!
أعطنا حباً ، فبالحب كنوز الخير فينا
تتفجّر
وأغانينا ستخضرّ على الحبّ وتزهر
وستنهلّ عطاءً
وثراءً
وخصوبة
ونعيد
أعطنا أجنحة نفتح بها أفق الصعود
ننطلق من كهفنا من عزلة –
أعطنا نوراً يشقّ الظلمات المدلهمّة
وعلى دفق سناه
ندفع الخطو إلى ذروة قمّة
نجتني منها انتصارات الحياة
أول يناير 1958
ندفع الخطو إلى ذروة قمّة
نجتني منها انتصارات الحياة
أول يناير 1958

قديم 10-01-2010, 03:27 PM
المشاركة 39
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
طمأنينة السماء
( فدوى طوقان )


عج الأسى في نفسها الشاعره
في ليلة مقرورة كافره
وحيدة ، ضاق بها مخدع
توغل في الوحشة السادره!
كم شهد المكبوت من شجوها
تثيره خلجاتها الثائرة . .
كم التوت فيه على قلبها
تبكي أماني قلبها العاثرة
وكم ، وكم ، ولا يد برّةٌ
تأسو جراح الزمن الغائرة !
تنهدت مما عراها ، وقد
مالت على شرفتها حانيه
وقلّبته بصراً تائهاً في
جوف تلك الظلمة الغاشية
لا ومضة تخفق من كوةٍ
لا نبأة تصعد من ناحية
سوى هزيز الريح تهتاجها
أصداؤه المفجوعة الباكيه
وقلبها المحروم ما يأتلي
يدقّ خلف الأضلع الواهيه !
ورجّت الوحشة أعماقها
في هيكل الليل الكئيب الضرير
فاصطرعت فيها أحاسيسها
كاللج يطغي في الخضم الكبير
ووثبت أشباح آلامها
مجنونة ، تشب شبّ السعير
فجمدت في جفنها دمعة
تصاعدت من قلبها المستطير
ثم همت محرورةً مرةً
كأنها تضرّع المستجير
تلفّتت وراءها في أسى
نحو مهاوي أمها الغابر
لعلّ في أغواره لمحةً
تلوح من ذكرى سني عابر
لعلّ في الماضي وأطيافه
عزاءها من قسوة الحاضر
فما رأت غير حطام المنى
على صخور القدر الغادر . .
وبعض أشلاء هوىً حالم
مرتطم بالواقع الساخر . .
وسرّحت أمامه طرفها
عبر غدٍ مكتنف بالضباب !
فأبصرت ، ما أبصرت ؟ مهمهاً
مستبهم الافق مخوف الشعاب
تبعثرت فيه الصور واختفت
معالم السبل وراء اليباب
وهي على الدرب ذعور الخطى . .
رفيقها الوحدة والإغتراب . .
والظمأ الكاسر لا يرتوي
في قلبها الهائم خلف السراب ! . .
وكان أقسى ما شجى نفسها
وابتعث الراعب من هجسها
تدفق الظلمة في يومها . .
في غدها المحروم . . . في أمها . .
ظلمة عمرٍ كل أيامه
ليل تدجّى في مدى حسها
النور ، أين النور ؟ هل قطرة
تسيل منه في دجى يأسها
من أين والأقدار قد جفّفت
منابع الأضواء من نفسها
وفي شرود مبهم غامضٍ
تعلقّت مقلتها بالسماء !
فانشق صدر الليل عن كوكب
مشعشع الوهج دفوق الضياء
كان روح الله من فوقه
تمدّه بنورها عن سخاء
فانخطفت في ذهلة روحها
خلف النهايات . . وراء الفضاء
هناك حيث النور لا ينتهي
هنالك حيث النور فوق الفناء
هناك غشّتها طمأنينة
علويّة ما لمداها حدود
وصاح من أعماقها هاتف
ينتظم الأرض صداه البعيد
يا أرض ، أحزانك مهما قست
وطبّقت حولي مجالي الوجود
هيهات ان تلمس روحاً سرى
فيها من الله ضياء الخلود !.

قديم 10-01-2010, 03:27 PM
المشاركة 40
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
على القبر
( فدوى طوقان )


(( الى روح ابراهيم))
آه يا قبر ، هنا كم طاف روحي
هائماً حولك كالطير الذبيح
أو ما أبصرته دامي الجروح
يتنزّى فرط تبريحٍ ويأس
مرهقاً مما يعنّيه الحنين
وهنا يا قبره أشوق نفسي
يا لأشواق على تربك حبس
وهنا قبلة أحلامي وهجسي
قرّبتني الدار ، أو طال نزوحي
فخيالي بك رهنٌ كل حين
إن نأى بي البعد ردّتني اليك
لاعجات ما تني وجداً عليك
لست تدري أي دنيا في يديك
من حنان وبشاشاتٍ وأنسٍ
يا قلبي ! أصبحت في الهامدين
آه يا قبراً له إشعاع نور
لا أرى أجمل منه في القبور !
فيك دنياي ، وفي قلبي الكبير
مأتم ما انفكّ مذ بات لديك
قائماً يأخذ منه بالوتين
وإذا ينزف دمع المقل
يجهش القلب أسىً ما يأتلي
نادباً عندك أغلى أمل
باكياً فيك نصيري وظهيري
ساكباً من ذوبه غير ضنين
أوحش السامر من ذاك السمير
غير أصداء فؤادٍ وشعور
نغم أفعم أمواج الأثير
بالاماني والهوى والغزل
وترامى بين أحضان السنين
زهرة عطّرت الدنيا بنشر
ثم مالت بين أحلام وشعر
وذوت عن عمر للزهر نضر
هكذا تنفذ أعمار الزهور
و الشذا باقٍ بروح العابرين
كلما أشرق في الليل القمر
مترعاً بالنور أعصاب الزهر
أظلمت نفسي و هاجتني الذكر
كيف غيّبتك في ظلمة قبر
كيف أسلمتك للترب المهين
وإذا ران على الدنيا هجود
وغفا فيها شقيٌّ وسعيد
لم يزل يهتف بي صوتٌ بعيد
من وراء الغيب وافى وظهر
ومضى يهمس همس العاتبين
عتبه أخذي بأسباب البقاء
أتملّى من وجودٍ وضياء
وعديل الروح في وادي الفناء
السّنى ضنّ عليه والوجود
فهو بالحرمان لم يبرح رهين
أيها الهاتف من خلف الغيوب
ما ترى نبع حياتي في نضوب ؟
لم أزل أضرب في عيش جديب
موحشٍ كالقفر ، موصول الشقاء
منذ أمسى نجمه في الآفلين
أين إبراهيم مني ، أين أين؟!
حبة القلب ونور الناظرين
أنا من عيشٍ وموت بين بين
فلعل الحين موفٍ عن قريب
يمسح الجرح والآم الحنين


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الحديث ( فدوى طوقان )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الحديث ( عمر الفرا ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 12 06-24-2011 11:52 AM
من شعراء العصر الحديث ( صلاح عبد الصبور ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 1 10-28-2010 08:32 PM
من شعراء العصر الحديث ( بدر بن عبد المحسن ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 20 10-19-2010 04:15 PM
من شعراء العصر الحديث ( حافظ ابراهيم ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 35 10-01-2010 04:14 PM
من شعراء العصر الحديث ( أحمد فؤاد نجم ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 13 09-29-2010 08:37 PM

الساعة الآن 06:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.