قديم 10-11-2012, 05:24 AM
المشاركة 691
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الاستعاذة بالحق
لو اعتقد الإنسان بحقيقة أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق وأنه أقسم صادقا على إغواء الجميع وخاصة مع التجربة العريقة
في هذا المجال من لدن آدم إلى يومنا هذا
( لأعاد ) النظر في كثير من أموره فما من حركة ولا سكنة إلا وهو في معرض هذا التأثير الشيطاني
فالمعايِش لهذه الحقيقة يتّهم نفسه في كل حركة ما دام في معرض هذا الاحتمال فإن هذا الاحتمال وإن كان ضعيفا إلا أن المحتمل قوي يستحق معه مثل هذا القلق
و( ثـمرة ) هذا الخوف الصادق هو( الالتجاء ) الدائم إلى المولى المتعال
كما تقتضيه الاستعاذة التي أمرنا بها حتى عند الطاعة كتلاوة القرآن الكريم
حميد
عاشق العراق
11 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-12-2012, 05:44 AM
المشاركة 692
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[المسارعة في السير]
إن من الأمور اللازمة للسائر إلى الحق ( المسارعة ) في السير بعد مرحلة ( اليقظة ) والعزم على الخروج عن أسر قيود الهوى والشهوات
فإن بقاءه فترة طويلة في مراحل السير الأولى بمثابة حرب استنـزاف تهدر فيها طاقاته من دون أن يتقدم إلى المنازل العليا
فيكون ذلك مدعاة له لليأس ومن ثَّم التراجع إلى الوراء كما يقع للكثيرين
فالسائرون في بدايات الطريق لا يشاركون أهل ( الدنيا ) في لذائذهم الحسية
لحرمتها أو لاعتقادهم بتفاهتها بالنسبة إلى اللذات العليا التي يطلبونها ولا يشاركون أهل ( العقبى ) في لذائذهم المعنوية
لعجزهم عن استذواقها في بدايات الطريق فهذا التحير والتأرجح بين الفريقين قد يبعث أخيرا على الملل والعود إلى بداية الطريق
ليكون بذلك في معرض انتقام الشياطين منه لأنه حاول الخروج عن سلطانهم من دون جدوى .
حميد
عاشق العراق
12 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-12-2012, 05:51 AM
المشاركة 693
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[ الاصطفاء الإلهي ]
إن السير إلى الحق المتعال يكون تارة :
في ضمن أسلوب ( المجاهدة ) المستلزم للنجاح حينا وللفشل أحيانا أخرى
ويكون تارة أخرى في ضمن ( الاصطفاء ) الإلهي أو ما يسمى بالجذب الرباني للعبد كما قد يشير إلى ذلك قوله تعالى :
{واصطنعتك لنفسي}
و {لتصنع على عيني }
و { كفّلها زكريا }
و { ألقيت عليك محبة مني }
و { إن الله اصطفى آدم ونوحا }
و { الله يجتبي إليه من يشاء }
ومن المعلوم أن وقوع العبد في دائرة الاصطفاء والجذب
يوفّر عليه كثيرا من المعاناة والتعثر في أثناء سيره إلى الحق المتعال
ولكن الكلام هنا في ( موجبات ) هذا الاصطفاء الإلهي الذي يعد من أغلى أسرار الوجود ولاريب في أن المجاهدة المستمرة لفترة طويلة أو التضحية العظيمة ولو في فترة قصيرة
وكذلك الالتجاء الدائم إلى الحق مما يرشح العبد لمرحلة الاصطفاء وقد قيل :
{ إن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق }
حميد
عاشق العراق
12 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-12-2012, 05:55 AM
المشاركة 694
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
العلم صورة ذهنية
ما العلم إلا انعكاس صورة معلومة معينة في الذهن وهذا المقدار من التفاعل ( الطبيعي )الذي يتم في جهاز الإدراك - والذي لا يعتبر في حد نفسه أمرا مقدسا يمدح عليه صاحبه -
لا يلازم القيام بالعمل على وفق ما تقتضيه المعلومة إلا أن ( تختمر ) المعلومة في نفس صاحبها
لتتحول إلى إيمان راسخ يقدح الميل الشديد في النفس للجري على وفقها
ومن هنا علم أن بين المعلومة والعمل مسافة كبيرة لا تُطوى إلا بمركب الإيمان
وإلا فكيف نفسر إقدام المعاندين على خلاف مقتضى العقل والفطرة بل على ما يعلم ضرره يقيناً كأغلب المحرمات ؟!
وقد قال الحق تعالى :
{ وما اختلفَ الذينَ أوتوا الكتابَ إلا مِنْ بعدِ ما جاءهُمْ العلمُ }
وهنا يأتي دور المولى الحق في تحبيب الإيمان في الصدور وتزيينه فيها ليمنح العلم النظري ( القدرة ) على تحريك العبد نحو ما علم نفعه
ولولا هذه العناية الإلهية لبقي العلم عقيما لا ثمرة له بل كان وبالا على صاحبه .
حميد
عاشق العراق
12 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-12-2012, 05:59 AM
المشاركة 695
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الاستقامة مع المعاشرة
إن مَثَل من يرى في نفسه الاستقامة الخلقية - وهو في حالة العزلة عن الخلق -
كمَثَل المرأة الجميلة المستورة في بيتها فلا يُعلم مدى ( استقامتها ) وعفافها
إلا بعد خروجها إلى مواطن ( الانزلاق )
وكذلك النفس فإن قدرتها على الاستقامة في طريق الهدى والتفوّق على مقتضى الشهوات
يُعلم من خلال ( التحديات ) المستمرة بين دواعي الغريزة ومقتضى إرادة المولى عز ذكره
ولا ينبغي للعبد أن يغـترّ بما فيه من حالات السكينة والطمأنينة وهو في حالة العزلة عن الخلق
إذ أن معاشرة الخلق تكشف دفائن الصفات التي أخفاها صاحبها أو خفيت عليه في حال عزلته .
حميد
عاشق العراق
12 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-13-2012, 04:33 AM
المشاركة 696
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الأنس بالحق لا بطاعته
إن الأنس ( بالله ) تعالى أمر يغاير الأنس ( بطاعته ) فقد يأنس الإنسان بلون من ألوان الطاعة
قد تنافي رضا الحق في تلك الحالة كالاشتغال بالمندوب تاركا قضاء حاجة مؤمن مكروب
فالمتعبد الملتفت لدقائق الأمور ( مراقب ) لمراد المولى في كل حال
سواء طابق ذلك المراد مراده أو خالفه
وبذلك يختارمن قائمة الواجبات والمندوبات ما يناسب تكليفه الفعلي بدلا من الجمود على طقوس عبادية ثابتة .
حميد
عاشق العراق
13 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-13-2012, 05:10 AM
المشاركة 697
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الالتفات للمسبِّب لا للسبَّب
إن من الضروري
في السعي وراء الأسباب عند الاسترزاق أو الاستشفاء أو غير ذلك الالتفات المستمر ( لمسبِّبية ) الحق للأسباب
إذ أن الساعي في تلك الحالة وخاصة عند الاضطراب أو الغفلة
قد يكون بعيدا عن مثل هذه الالتفاتة المقدسة
ومن الواضح أن مثل هذا الالتفات
مستلزم ( لعناية ) الحق في تحقيق المسبَّب الذي يريده الساعي جريا وراء الأسباب
إضافة إلى خروجه من صفة الغفلة التي تكاد تطبق الجميع في مثل هذه الحالات
وبذلك يجمع بين( قضاء ) الحاجة و ( الارتباط ) بمسبب الأسباب في آن واحد.
حميد
عاشق العراق
13 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-13-2012, 05:19 AM
المشاركة 698
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الإحساس بالمعيّـة الإلهية
لو تعمق في نفس الإنسان الإحساس بالمعـيّة الإلهية المطردة في كل الحالات لما انتابه شعور بالوحدة والوحشة أبدا
بل ينعكس الأمر إلى أن يعيش الوحشة مع ما سوى الحق خوفا من صدهم إياه عن الأنس بالحق وهذا هو الدافع الخفي لاعتزال بعضهم عن الخلق
وإن كان الأجدر بهم ( تأسيًا ) بمواليهم الاستقامة في عدم إلتفات الباطن إلى ما سوى الحق مع اشتغال الظاهر بهم
وبما أن الإنسان يعيش الوحدة في بعض ساعات الدنيا وفي كل ساعات ما بعد الدنيا فالأجدر به أن يحقق في نفسه هذا الشعور (بالمعية ) الإلهية
لئلا يعيش الشعور بالوحدة القاتلة وخاصة فيما بعد الحياة الدنيا الذي تعظم فيه الوحشة إلى يوم لقاء الله تعالى

حميد
عاشق العراق
13 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-14-2012, 05:46 AM
المشاركة 699
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فائدة العلوم الطبيعية
إن التعمق في العلوم الطبيعية يعين على معرفة عظمة الصانع وبالتالي يوجب مزيد الارتباط به سواء في ذلك العلم الباحث في المخلوق الصغير وهو ( الطب )
أو الباحث في المخلوق الكبير وهو ( الفلك ) وقد قال الحق جل ذكره :
( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم )
ومن الممكن للمتعمق في هذه العلوم
أن يجـمع في نفسه بين آثار ( الانبهار ) بعظمة عالم التكوين و بين آثار ( التعـبد ) بعالم التشريع معا
إذ أن صاحب الشريعة هو بنفسه صاحب الطبيعة والذي أمره بالصلاة هو الذي خلق الكون الفسيح بما فيه وبذلك ينظر مثل هذا المتعمق إلى الشرائع بتقديس واعتقاد وتعبد ممزوج بالتعقل والقبول
ومما يلفت النظر في هذا المجال أن القرآن الكريم أمر بالعبادة بقوله تعالى :
( اعبدوا ربكم الذي خلقكم ) عقيب قوله : (الذي جعل لكم الأرض فراشاً)
مما قد يستفاد منه أن الالتفات إلى النعم في عالم التكوين مما يهيّـئ نفس الملتفت للخضوع أمام المنعم الخالق
حميد
عاشق العراق
14 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-14-2012, 05:50 AM
المشاركة 700
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مدبريّـة الحق
إذا اعتقد العبد بحقيقة (مدبرية ) الحق لعالم التكوين وأن ( سببيّة ) الأسباب - فسخا وإبراماً - بيده وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد لا بالنسبة إلى القدير المتعال
كان هذا الاعتقاد موجبا ( لسكون ) العبد في احلك الظروف إلى لطفه القديم كما هو حال الخليل ( عليه السلام ) في النار

ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده
حميد
عاشق العراق
14 - 10 - 2012
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 06:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.